الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعَنْهُ: ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَوَانَةَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، وَأَبُو العَبَّاسِ الدَّغُوْلِيُّ، وَمكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْبُوْبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الصَّبَّاحِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: مَشْهُوْرٌ بِالرِّحْلَةِ وَالفَهْمِ وَالتَّثَبُّتِ، أَخَذَ عَنْهُ أَهْلُ مَرْو.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ مَنْ يَسْرِقُ الحَدِيْثَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بنُ أَحْمَدَ المَشْهَديُّ (1) ، أَخْبَرَنَا الشَّرَفُ المُرْسِيُّ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرٌ الفَرَاوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا البَيْهَقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ المَحْبُوبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى الطَّرَسُوْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُنَيْد، حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ: يَا بُنَي لَا تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدَعُ صَاحِبَهُ فَقِيْراً يَوْمَ القِيَامَةِ)(2) .
99 - أَبُو حَمْزَةَ البَغْدَادِيُّ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ *
شَيْخُ الشُّيُوْخِ، أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البَغْدَادِيُّ الصُّوْفِيُّ.
(1) ترجمته في " مشيخة " الذهب: خ ق: 175.
(2)
إسناده ضعيف لضعف سنيد واسمه حسين، وشيخه يوسف بن محمد، وأخرجه ابن ماجة (1332) في إقامة الصلاة: باب ما جاء في قيام الليل من طرق، عن سنيد بهذا الإسناد، قال البوصيري في " زوائده " ورقة 85 / 2: هذا إسناد ضعيف لضعف يوسف بن محمد بن المنكدر وسنيد بن داود، وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق سنيد، وقال: لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوسف لا يتابع على حديثه، وأخرجه الطبراني في " الصغير " 1 / 121 من طريق جعفر بن سنيد عن أبيه به، وقال: لم يروه عن محمد بن المنكدر الا ابنه يوسف تفرد به سنيد.
(*) طبقات الصوفية: 295 - 298، حلية الأولياء: 10 / 320 - 322، الفهرست: =
جَالَسَ بِشْراً الحَافِي، وَالإِمَامَ أَحْمَدَ.
وَصَحِبَ السَّرِيَّ بنَ المُغَلِّسِ.
وَكَانَ بَصِيْراً بِالقِرَاءات.
وَكَانَ كَثِيْرَ الرِّبَاطِ وَالغَزْو.
حَكَى عَنْهُ: خَيْرٌ النَّساجُ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الكَتَّانِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَمِنْ كَلَامِهِ: قَالَ: عَلَامَةُ الصُّوْفِيِّ الصَّادِقِ أَنْ يَفْتَقِرَ بَعْدَ الغِنَى، وَيَذِلَّ بَعْدَ العِزِّ، وَيَخْفَى بَعْدَ الشُّهْرَةِ، وَعَلَامَةُ الصُّوْفِيِّ الكَاذِبِ أَنْ يَسْتَغْنِي بَعْدَ الفَقْرِ، وَيَعِزَّ بَعْدَ الذُّلِّ، وَيَشْتَهِرَ بَعْدَ الخَفَاءِ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَلِيٍّ المُرِيْدِي: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يَقُوْلُ:
مِنَ المُحَالِ أَنْ تُحِبَّهُ ثُمَّ لَا تَذْكُرهُ، وَأَن تَذْكُرَهُ ثُمَّ لَا يُوْجِدَكَ طَعْم ذِكْرهُ، وَيشغلك بِغَيْرِهِ (1) .
قُلْتُ: وَلأَبِي حَمْزَةَ انحِرَافٌ وَشَطْحٌ (2) ، لَهُ تَأَوِيْلٌ.
فَفِي (الحِلْيَةِ) : عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الرَّمْلِيَّ، يَقُوْلُ:
تَكَلَّمَ أَبُو حَمْزَةَ فِي جَامِعِ طَرَسُوْسَ، فَقبَّلُوْهُ، فَصَاحَ غُرَابٌ، فَزَعَقَ أَبُو حَمْزَةَ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ.
فَنَسَبُوْهُ إِلَى الزَّنْدَقَةِ، وَقَالُوا: حُلُوُلِيٌّ (3) .
وَشَهِدُوا عَلَيْهِ، وَطُرِدَ، وَبِيْعَ فَرَسُهُ بِالمُنَادَاةِ عَلَى بَابِ الجَامِعِ:
= المقالة الخامسة: الفن الخامس، تاريخ بغداد: 1 / 390 - 394، طبقات الحنابلة: 1 / 268 - 269، المنتظم: 5 / 68 - 69، الوافي بالوفيات: 1 / 344 - 345.
(1)
انظر: طبقات الصوفية: 296.
(2)
الشطح: كلمة عامية، وليست في كتب اللغة، ويستعملها المتصوفة، ويقصدون بها الكلمات التي تصدر عن الإنسان في حال غيبوبته مما يتنافى مع الشرع.
ويرى الشيخ أحمد رضا في كتابه " قاموس رد العامي إلى الفصيح " أن الكلمة مقلوبة من: شحط: إذا بعد، أو أن أصلها: شطر، من قولهم: شطر عنهم، أي: بعد مراغما ولم يوافقهم.
وقال: والحاء والراء
يتعاقبان في الفصيح، مثل: جحفه وجرفه السيل، بمعنى: جره وذهب به.
وقال: الاشقح لغة في الاشقر.
(3)
انظر الكلام عن أصناف الحلولية في " الفرق بين الفرق ": 254 - 266. (ط. مكتبة محمد علي صبيح بمصر. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد) .
هَذَا فَرَسُ الزِّنْدِيْقِ (1) .
قَالَ أَبُو نَصْرٍ السَّرَّاجُ (2) صَاحِبُ (اللمع) : بَلَغَنِي أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الحَارِثِ المُحَاسِبِي، فَصَاحَتْ شَاةٌ: مَاع.
فَشَهَقَ، وَقَالَ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي.
فَغَضِبَ الحَارِثُ، وَأَخَذَ السِّكِيْنَ، وَقَالَ: إِنْ لَمْ تَتُبْ أَذْبَحْكَ.
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مِقْسَمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الخَيَّاطُ (3) ، سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، قَالَ:
بَيْنَا أَنَا أَسِيْرُ وَقَدْ غَلَبَنِي النَّوْمُ، إِذ وَقَعْتُ فِي بِئْرٍ، فَلَمْ أَقْدِرْ أَطْلَع لِعُمْقِهَا.
فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذ وَقَفَ عَلَى رَأْسِهَا رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: نَجُوْزُ وَنَتْرُكُ هَذِهِ فِي طَرِيْقِ السَّابِلَةِ؟
قَالَ: فَمَا نَصْنَعُ؟
قَالَ: نَطُمُّهَا.
فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُوْلَ: أَنَا فِيْهَا، فَتَوَقَرْتُ (4) : تَتَوَكَّلُ عَلَيْنَا وَتَشْكُو بَلَاءنَا إِلَى سِوَانَا؟!
فَسَكَتُّ، فَمَضَيَا، وَرَجَعَا بِشَيْءٍ جَعَلَاهُ عَلَى رَأْسِ البِئرِ غَطّوْهَا بِهِ، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: أَمِنْتَ طَمَّهَا، وَلَكِنْ حَصَلْتَ مَسْجُوناً فِيْهَا.
فَمَكَثْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، نَادَانِي شَيْءٌ، يَهْتِفُ بِي وَلَا أَرَاهُ: تَمَسَّكْ بِي شَدِيْداً.
فَمَدَدْتُ يَدَي، فَوَقَعْتُ عَلَى شَيْءٍ خَشِنٍ، فَتَمَسَّكْتُ بِهِ، فَعَلَا، وَطَرَحَنِي، فَتَأَمَّلْتُ فَوْقَ الأَرْضِ فَذَا هُوَ سَبُعٌ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ لَحِقَنِي شَيْءٌ، فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! اسْتَنْقَذْنَاكَ مِنَ البَلَاءِ بِالبَلَاءِ، وَكَفَينَاك مَا تَخَافُ بِمَا تَخَافُ (5) .
(1) حلية الأولياء: 10 / 321، والزيادة منه. وتتمة الخبر فيه: " فذكر أبو عمرو البصري، قال: اتبعته والناس وراءه يخرجونه من باب الشام. فرفع رأسه إلى السماء وقال: لك من قلبي المكان المصون * كل صعب علي فيك يهون
(2)
هو: عبد الله بن علي الطوسي. وفاته سنة (378 هـ) وكتابه " اللمع " في التصوف. مطبوع بعناية أرنولد ألن نيكلسون، في ليدن سنة (1914 م) . ويقع في مجلد واحد.
(3)
في " الحلية ": " أبو بكر ".
(4)
في " الحلية ": " فتوقفت، فنوديت ".
(5)
انظر الخبر في " حلية الأولياء ": 10 / 320 - 321، والزيادة منه. و:" تاريخ بغداد " 1 / 391 - 392.
وَقِيْلَ: إِنَّ أَبَا حَمْزَةَ تَكَلَّمَ يَوْماً عَلَى كُرْسِيِّهِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ يَذْكُرُ النَّاسَ، فَتَغيَّرَ عَلَيْهِ حَالُهُ وَتَوَاجَدَ فَسَقَطَ عَنْ كُرْسِيِّهِ، فَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ.
نَقَلَ الخَطِيْبُ وَفَاتَهُ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ (1) .
وَأَمَّا السُّلَمِيُّ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ (2) .
قُلْتُ: تَصَحَّفَتْ وَاحِدَةٌ بِالأُخْرَى، وَالصَّوَابُ: سِتِّيْنَ لَا ثَمَانِيْنَ.
وَكَذَا وَرَّخَهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، وَقَالَ: جَاءَ مِنْ طَرَسُوْسَ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، وَمَا زَالَ مَقْبُوْلاً، حَضَرَ جِنَازَتَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَالنُّسكِ، وَغَسَّلهُ جَمَاعَةٌ مِن بَنِي هَاشِمٍ، وَقُدِّمَ الجُنَيْدُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَامْتَنَعَ، فَتَقَدَّم وَلَدُهُ، وَكُنْتُ بَائِتاً فِي مَسْجِدِهِ لَيْلَةَ مَوْتِهِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يَتْلُو حِزْبَهُ، حَتَّى خَتَمَ تِلْكَ اللَّيْلَة.
وَكَانَ صَاحِبَ لَيْلٍ، مُقَدَّماً فِي عِلْمِ القُرْآنِ، وَخَاصَّةً فِي قِرَاءةِ أَبِي عَمْرٍو، وَحَمَلَهَا عَنْهُ جَمَاعَةٌ.
وَكَانَ سَبَبَ عِلَّتِهِ أَنَّ النَّاسَ كَثرُوا، فَأُتِي بكُرْسِيٍّ، فَجَلَسَ، وَمَرَّ فِي كَلَامِهِ شَيْءٌ أَعْجَبَهُ، فَرَدَّدَهُ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَسَقَطَ، وَقَدْ كَانَ هَذَا يُصِيْبُهُ كَثِيْراً، فَانْصَرَفَ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَتَعَلَّلَ، وَدُفِنَ فِي الجُمْعَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدِ الصَّلَاةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي صَفَاءِ الذِّكْرِ، وَجَمَعَ الهَمَّ وَالمَحَبَّةَ، وَالشَّوْقَ وَالقُرْبَ وَالأُنْسَ عَلَى رُؤُوْسِ النَّاسِ، وَهُوَ مَوْلَى لِعِيْسَى بنِ أَبَانٍ القَاضِي، وَقَدْ سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: يَا صُوفِيُّ! مَا تَقُوْلُ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ؟
(1) تاريخ بغداد: 1 / 394.
(2)
طبقات الصوفية: 296.