الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَمراً قَالَ:
(اللَّهُمَّ! خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي (1)) .
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ (2) ، وَمُحَمَّدُ بنُ الجَهْمِ (3) ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي العَنْبَسِ القَاضِي (4) ، وَالحَسَنُ بنُ سَلامٍ السَّوَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ (5) ، وَعَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدَوَيْه الخَزَّازُ، وَعِيْسَى زغَات (6) .
107 - ابْنُ دِيْزِيْلَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحُسَيْنِ *
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، العَابِدُ، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحُسَيْنِ
(1) إسناده ضعيف، لضعف زنفل بن عبد الله العرفي قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة.
وأخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر رقم (44) وأبو يعلى في مسنده ص 15، والترمذي (3516) كلهم من طريق زنفل بن عبد الله، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل وهو ضعيف عند أهل الحديث وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه.
وضعفه النووي في " الاذكار " وابن حجر.
(2)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (247)، برقم:(129)
(3)
تقدمت ترجمته في الصفحة: (163)، برقم:(97)
(4)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (198)، برقم:(113)
(5)
انظر ترجمته في: اللباب: 1 / 398، عبر المؤلف: 2 / 58، شذرات الذهب: 2 / 171.
والحنيني، بضم الحاء وفتح النون وسكون الياء: نسبة إلى الجد، وهو: حنين، أو أبو حنين.
(6)
هو: أبو موسى عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه.
وزغات، كذا الأصل: وفي " تذكرة الحفاظ ": 2 / 610: " رعاب "، وفي النسخة المكية من " التذكرة ":" زعاث " وفي: " تاريخ بغداد ": 11 / 170: " رغاث ". وفي: " شذرات الذهب ": 2 / 172: " غاث ". ولم نجد في كتب " المشتبه " ضبطه.
(*) تاريخ ابن عساكر: خ: 2 / 213 أ - 214 أ، تذكرة الحفاظ: 2 / 608 - 610، عبر المؤلف: 2 / 65، الوافي بالوفيات: 5 / 346، البداية والنهاية: 11 / 71، طبقات القراء لابن الجزري: 1 / 11، لسان الميزان: 1 / 48 - 49، طبقات الحفاظ، 269 - 270، شذرات الذهب: 2 / 177، تهذيب بدران: 2 / 208 - 209.
وديزيل ضبط في الأصل بكسر الدال، وضبطه السمعاني بفتحها، وتابعه على ذلك ابن الأثير والسيوطي.
بنِ عَلِيٍّ، الهَمَدَانِيُّ، الكِسَائِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْن دِيْزِيلَ.
وَكَانَ يُلَقَّبُ بِدَابَّةِ عَفَّانَ، لِمُلَازمَتِهِ لَهُ، وَيُلَقَّبُ بِسِيْفَنَّةَ.
وَسِيْفَنَّةُ: طَائِرٌ بِبِلَادِ مِصْرَ، لَا يَكَادُ يَحُطُّ عَلَى شَجَرَةٍ إِلَاّ أَكَلَ وَرَقَهَا، حَتَّى يُعَريهَا.
فكَذَلِكَ كَانَ إِبْرَاهِيْمُ، إِذَا وَرَدَ عَلَى شَيْخٍ لَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى يَسْتَوْعِبَ مَا عِنْدَهُ.
سَمِعَ بِالحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَالعِرَاقِ وَالجِبَالِ، وَجَمَعَ فَأَوعَى.
وُلِدَ: قَبْلَ المائَتَيْنِ بِمُدَيْدَةٍ.
وَسَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ، وَأَبَا مُسْهِرٍ، وَمُسْلِمَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَفَّانَ، وَأَبَا اليَمَانِ، وَسُلَيْمَانَ بنَ حَرْبٍ، وَآدَمَ بنَ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيَّ بنَ عَيَّاشٍ، وَعَمْرَو بنَ طَلْحَةَ القَنَّادَ (1) ، وَعَتِيْقَ بنَ يَعْقُوْبَ، وَأَبَا الجُمَاهِرِ، وَالقَعْنَبِيَّ، وَعَبْدَ السَلَاّمِ بنَ مُطَهَّرٍ، وَقُرَّةَ بنَ حَبِيْبٍ، وَيَحْيَى الوُحَاظِيَّ، وَأَصْبَغَ بنَ الفَرَجِ، وَإِسْمَاعِيْلَ بنَ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعِيْسَى قَالُوْنَ (2) ، وَنُعَيْمَ بنَ حَمَّادٍ، وَيَحْيَى بنَ بُكَيْرٍ، وَطَبَقَتَهُم.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَوَانَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ هَارُوْنَ البَرْدِيْجِيُّ (3) ، وَأَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ الدِّيْنَوَرِيُّ، وَأَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ القَطَّانُ، وَعَلِيُّ بنُ حُمْشَاذ النَّيْسَابُورِيُّ، وَعُمَرُ بنُ حَفْصٍ المُسْتَمْلِي، وَأَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ البَرُوْجِرْدِيُّ،
(1) القناد، بفتح القاف والنون المشددة: نسبة إلى بيع القند، وهو السكر. (اللباب) .
(2)
هو، عيسى بن ميناء الزرقي، مولى بني زهرة قارئ المدينة ونحويها، يقال، إنه ربيب نافع، وقد احتفى به كثيرا، وهو الذي لقبه:" قالون "، بمعنى: جيد، في الرومية، لجودة قراءته.
قرأ عليه جماعة، وكان أصم، يقرئ القرآن، وينظر إلى شفتي القارئ، ويرد عليه اللحن والخطأ. وفاته سنة:(220 هـ)
(3)
البرديجي، بفتح الباء، وسكون الراء، نسبة إلى برديج: بليدة بأقصى أذربيجان. (اللباب) .
وَعَبْدُ السَّلَاّمِ بنُ عَبْدِيْلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَانَ الجَلَاّبُ، وَأَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُقْرِئُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي غَانِمٍ، وَعُمَرُ بنُ سَهْلٍ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ نِيخَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ بَرْزَةَ الرُّوْذْرَاوَرِيُّ (1) ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ ثِقَةٌ مَأَمُوْنٌ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: صَدُوْقُ اللَّهْجَةِ.
قُلْتُ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتقَانِ، رُوِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ كِتَابِي بِيَدِي، وَأَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ عَنْ يَمِينِي، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ عَنْ شِمَالِي، مَا أُبالِي -يَعْنِي: لِضَبْطِ كُتُبِهِ (2) -.
قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ (3) فِي (تَارِيْخِ هَمَذَانَ) : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ يَقُوْلُ:
سَأَلْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، عَنِ ابْنِ دِيْزِيْلَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ، وَلَا بَلَغَنِي عَنْهُ إِلَاّ صِدْقٌ وَخيرٌ، وَكَانَ مَعَنَا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ، وَابْنِ الطَّبَّاعِ.
قُلْتُ: فَعِنْدَ أَبِي صَالِحٍ؟
قَالَ: لَا أَحْفَظُهُ.
قُلْتُ: فَعِنْد عَفَّانَ؟
قَالَ: وَلَا أَحْفَظُهُ، غَيْرَ أَنِّي قَدِ التَقَيْتُ مَعَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَلَيْسَ كُلُّ النَّاسِ رَأَيْتُهُم أَنَا عِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ.
قَالَ جَعْفَرٌ: فَعَارَضَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَاتِمٍ! يُذْكَرُ أَنَّ
(1) الروذراوري، بضم الراء، وسكون الواو والذال، وفتح الواو بعد الالف: نسبة إلى روذراور: بلدة بنواحي همذان. (اللباب)
(2)
جاء في " تذكرة الحفاظ " 2 / 609: " كان يضرب بضبط كتابه المثل ".
(3)
هو: صالح بن صالح أحمد بن محمد بن أحمد الهمذاني، قدم بغداد، وحدث بها، وكان حافظا ثقة، وكتابه سماه:" طبقات الهمذانيين ". وفاته سنة: (384 هـ) انظر: تاريخ بغداد: 9 / 331. وسيترجمه المؤلف.
عِنْدَهُ عَنْ عَفَّانَ ثَلَاثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَنْ ذَكَرَ أَنَّ عِنْدَهُ عَنْ عَفَّانَ ثَلَاثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ؛ فَقَدْ كَذَبَ، كَانَ عَسِراً فِي التَّحْدِيثِ، كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْراً، مَا كَتَبْتُ عَنْهُ إِلَاّ مِقْدَارَ خَمْسِ مائَةِ حَدِيْثٍ.
قُلْتُ: يَا أَبَا حَاتِمٍ نَكْذِبُ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ (1) ؟!
قَالَ صَالِحٌ: سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ حَدِيْثَ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ مِنْ عَفَّانَ أَرْبَعَ مائَةَ مَرَّة، لأَنَّهُ كَانَ يُسأَلُ عَنْهُ، وَلَمَّا دُعِيَ عَفَّانُ لِلْمِحْنَةِ، كُنْتُ آخِذاً بِلِجَامِ حِمَارِهِ.
قَالَ صَالِحٌ: فَمَنْ تَكُونُ مُوَاظَبَتُهُ هَكَذَا لَا يَكَادُ أنْ يُبْقِي عِنْدَهُ شَيْئاً (2) .
وَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ بنَ عُبَيْدٍ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الدِّيْنَوَرِيِّ، فَقَالَ: رَأَيْتُهُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ، وَلَيْسَ حَدُّهُ أَنْ يَكْذِبَ، وَلَعَلَّهُ أُدْخِلَ عَلَيْهِ فِيمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ.
قَالَ (3) : سَمِعْتُ القَاسِمَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: كُنْتُ بِالمَدِيْنَةِ، وَوَافَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ سَنْدُولُ، فَأَفَدْتُهُ عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي أُوَيْسٍ، وَكَانَ إِسْمَاعِيْلُ يُكْرِمُهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَجْلَسَه مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ، وَقُمْتُ أَنَا عِنْدَ البَابِ، فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَسْأَلُ إِسْمَاعِيْلَ، فَبَصُرَ بِي، فَقَالَ: هَذَا مِنْ عَمَلِ ذَاكَ المُكْدِي، أَخْرِجُوهُ.
فَأُخْرِجْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ أُذَاكِرُهُ فِي الطَّرِيْقِ، فَتَعَجَّبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟
قُلْتُ: هَذَا سَمَاعُ المُكْدِين.
وَسَمِعْتُ القَاسِمَ، سَمِعْتُ يَحْيَى الكَرَابِيسِيَّ يَقُوْلُ: صَحَّحْنَا كُتُبَنَا
(1) انظر: " لسان الميزان ": 1 / 48، وفيه "
…
إن هذا يكذب على أبي إسحاق ".
(2)
انظر: لسان الميزان: 1 / 48.
(3)
أي: صالح.
بِإِبْرَاهِيْمَ.
وَمَرَّ يَوْماً حَدِيْثٌ، فَقَالَ يَحْيَى: قَدْ كُنَّا سَمِعنَاهُ.
فَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ: سَمِعتُمُوهُ بِالفَارِسِيَّةِ، وَتَسْمَعُونَهُ اليَوْمَ بِالعَرَبِيَّةِ.
وَسَمِعْتُ مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ يَحْكِي عَنِ ابْنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا نُذَاكِرُ إِبْرَاهِيْمَ بِالحَدِيْثِ، فَتَذَاكَرْنَا بِالقَمَاطِرِ (1) .
وَسَمِعْتُ أَبِي يَحْكِي عَنِ ابْنِ مَاجَهْ القَزْوِيْنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: مَنَعَنِي الخُرُوجَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ قِلَّةُ ذَاتِ اليَدِ.
وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: لَمَّا وَافَى إِبْرَاهِيْمُ، قَالَ لِي الدُّحَيْمِيُّ: قَدْ وَافَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ الكِسَائِيِّ، فَنَحْضُرُ غَداً مَجْلِسَهُ.
فَلَمَّا حَضَرْنَا، قَالَ إِبْرَاهِيْمُ: أَوَّلُ مَا نُذَاكِرُ: حَدَّثَنَا آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، فَصَعُبَ عَلَى الدُّحَيْمِيِّ وَقَالَ: لَا قُلْتَ خَيراً.
قُلْتُ: تَقُوْلُ هَذَا؟
قَالَ: قَدْ سَوَّانَا مَعَ الصِّبْيَانِ!
قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ الحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عِيْسَى يَقُوْلُ: إِنَّ الإِسْنَادَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ إِبْرَاهِيْمُ، لَوْ كَانَ فِيْهِ أَنْ لَا يُؤْكَلَ الخُبْزُ، لَوَجَبَ أَنْ لَا يُؤْكَلَ لِصِحَّةِ إِسْنَادِهِ.
قَالَ الحَاكِمُ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ دِيْزِيْلَ قَالَ: كَتَبْتُ حَدِيْثَ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَفَّانَ، وَسَمِعْتُهُ مِنْهُ أَرْبَعَ مائَةَ مَرَّة.
قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ دِيْزِيْلَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ:
حَدِّثْنِي بِنُسْخَةِ اللَّيْثِ عَن ابْنِ عَجْلَانَ، فَإِنَّهَا فَاتَتْنِي عَلَى أَبِي صَالِحٍ.
فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا وَقْتُهُ.
قَالَ: مَتَى يَكُونُ؟ قُلْتُ: إِذَا مِتَّ.
(1) تاريخ ابن عساكر: خ: 2 / 214 ا، وفيه:" فتذاكرنا بالقمطر كان يذاكر بحديث واحد فيقول: عندي منه قمطر ".
قُلْتُ: عَنَى أَنِّي لَا أُحَدِّثُ فِي حَيَاتِكَ.
فَأَسَاءَ العِبارَةَ.
لَا تَلُمْنِي عَلَى رَكَاكَةِ عَقْلِي
…
إِنْ تَيَقَّنْتَ أَنَّنِي هَمَذَانِي (1)
قَالَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ: جَاءَ أَيَّامَ الحَجِّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ القُسْطَانِيُّ (2) ، وَحُرَيْشُ بنُ أَحْمَدَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ بنِ الحُسَيْنِ، فسَأَلَاهُ عَنْ حَدِيْثِ الإِفكِ (3) - رِوَايَةَ الفَرْوِيِّ عَنْ مَالِكٍ - فَحَانَتْ مِنْهُ التِفَاتَةٌ، فَقَالَ لَهُ الزَّعْفَرَانِيُّ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! تُحَدِّثُ الزَّنَادِقَةَ؟
قَالَ: وَمَنِ الزِّنْدِيقُ؟
قَالَ: هَذَا، إِنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ لَا يُحَدِّثُ حَتَّى يَمْتَحِنَ.
فَقَالَ: أَبُو حَاتِمٍ عِنْدَنَا أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ، وَالامْتِحَانُ دِيْنُ الخَوَارِجِ، مَنْ حَضَرَ مَجْلِسِي، فَكَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، سَمِعَ مَا تَقَرُّ بِهِ عَينُهُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ البِدْعَةِ، يَسْمَعُ مَا يُسَخِّنُ اللهُ بِهِ عَيْنَهُ، فَقَامَا، وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ.
وَقَدْ طَوَّلَ الحَافِظُ شِيْرَوَيْه (4) تَرْجَمَةَ إِبْرَاهِيْمَ، وَذَكَرَ فِيْهَا بِلَا سَنَدٍ أَنَّهُ قَالَ
(1) البيت في " رسائل بديع الزمان الهمذاني ": ص 181، ط. أولى، مطبعة الجوائب، سنة 1298) .
وقد جاء في نهاية رسالة الهمذاني إلى الشيخ أبي الحسن أحمد بن فارس جوابا عن كتاب كان ورد عليه منه يذم الزمان فيه.
(2)
القسطاني، بضم القاف، وسكون السين: نسبة إلى قسطانة، قرية بين الري وساوة. (اللباب) . وانظر: معجم ياقوت.
(3)
حديث الافك من طريق ابن ديزيل عن إسماعيل بن أبي إدريس في جزئه ورقة 166 في آخر جزء من مجموع في المدرسة الأحمدية بحلب فيه سماع تاريخه سنة 920 هـ.
وحديث الافك من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة أخرجه البخاري 5 / 198، 201 في الشهادات: باب تعديل النساء بعضهن بعضا، و8 / 342، 370 في تفسير سورة النور: باب (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا
…
) ومسلم (2770) في التوبة: باب حديث الافك وقبول توبة القاذف، والترمذي (3179) والنسائي 1 / 163، 164.
(4)
هو المحدث الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه، قال الذهبي في " التذكرة ": 1259: " مفيد همذان ومصنف تاريخها، ومصنف كتاب الفردوس " توفي سنة (509 هـ)
إِبْرَاهِيْمُ: كَتَبْتُ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، فَجَلَسْتُ كَثِيْراً، وَكَتَبْتُ مَا لَا أُحْصِيْهِ حَتَّى عَيِيْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ أَتَأَمَّلُ السَّمَاءَ، فَكَانَ أَوَّلُ اللَّيْلِ، فَعُدْتُ إِلَى بَيْتِي، وَكَتَبْتُ إِلَى أَنْ عَيِيْتُ ثُمَّ خَرَجْتُ فَإِذَا الوَقْتُ آخِرُ اللَّيْلِ، فَأَتْمَمْتُ جُزْئِي وَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ، ثُمَّ حَضَرْتُ عِنْدَ تَاجِرٍ يَكْتُبُ حِسَاباً لَهُ، فَوَرَّخَهُ يَوْمَ السَّبْتِ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ! أَلَيْسَ اليَوْمَ الجُمُعَةُ؟
فَضَحِكَ، وَقَالَ: لَعَلَّكَ لَمْ تَحْضُرْ أَمْسِ الجَامعَ؟
قَالَ: فرَاجَعْتُ نَفسِي، فَإِذَا أَنَا قَدْ كَتَبْتُ، لِلَيْلَتَيْنِ وَيَوْماً.
قَالَ أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلِيُّ فِي مَشَايخِ ابْنِ سَلَمَةَ القَطَّانِ، قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ يُسَمَّى: سِيْفَنَّةُ، لِكَثْرَةِ مَا يَكُونُ فِي كُمِّهِ مِنَ الأَجزَاءِ.
قَالَ: كَانَ يَكُوْنُ فِي كُمِّي خَمْسُوْنَ جُزْءاً، فِي كُلِّ جُزْءٍ أَلفُ حَدِيْثٍ..... إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ مَشْهُورٌ بِالمَعْرِفَةِ بِهَذَا الشَّأْنِ.
وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
كَذَا قَالَ فَوَهِمَ.
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ الدِّيْنَوَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا نُذَاكِرُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ الحُسَيْنِ، فَيُذَاكِرُنَا بِالقِمَطْرِ، نَذْكُرُ حَدِيْثاً وَاحِداً، فَيَقُوْلُ: عِنْدِي مِنْهُ قِمَطْرٌ - يُرِيْدُ طُرُقَهُ وَعِلَلَهُ وَاخْتِلَافَ أَلْفَاظِهِ -.
وَالصَّحِيْحُ مِنْ وَفَاتِهِ مَا أَرَّخَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الفَلَكِيُّ، فَقَالَ: فِي آخِرِ شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَكَذَا أَرَّخَ القَاسِمُ بنُ أَبِي صَالِحٍ.
أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الخَالِقِ بنُ عُلْوَانَ (1) بِبَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا
(1) ترجمه المؤلف في " مشيخته ": خ: ق: 71، فقال: " عبد الخالق بن عبد السلام بن سعد بن علوان، القاضي، الامام تاج الدين أبو محمد المعري، ثم البعلبكي الشافعي، الأديب. ولي قضاء بلده مدة، وكان خيرا صالحا متواضعا زاهدا حسن الاعتقاد، له نظم ونثر، مولده
…
سنة ثلاث وستمئة
…
أكثرت عنه، ونعم الشيخ كان. مات في تاسع المحرم سنة ست وتسعين وستمئة ".
البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَقِّ اليُوسُفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَلَاّفُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الطِّيْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ الحُسَيْنِ بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ، وَثَبَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عَلَى ظَهْرِهِ، أَوْ عَلَى عُنُقِهِ، فَيَرْفَعُهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَفْعاً رَفِيْقاً لِئَلَاّ يُصْرَعَ، فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بِالحَسَنِ شَيْئاً مَا رَأَينَاكَ صَنَعْتَهُ بِأَحَدٍ.
قَالَ: (إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ) .
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ مِنْ حَسَنَاتِ الحَسَنِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ.
وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: شَيْخٌ حَسَنٌ (1) .
وَفِيْهَا مَاتَ: أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الوَزَّانُ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي الدُّنْيَا (2) ، وَعُثْمَانُ بنُ خُرَّزَاذَ (3) ، وَأَبُو زُرْعَةَ
(1) لكنه مدلس، وأخرجه البخاري 5 / 224، 225 في الصلح: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا سيد، 7 / 74 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب الحسن الحسين، و13 / 52، 57 في الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا سيد.
والنسائي 3 / 107 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسرائيل، عن الحسن البصري، عن أبي بكرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول:" إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " وأخرجه البخاري 6 / 472 في علامات النبوة في الإسلام من طريق يحيى بن آدم، عن حسين
الجعفي، عن إسرائيل بن موسى به، وأخرجه أبو داود (4662) والترمذي (3773) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الاشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن أبي بكرة.
وقوله " إنه ريحانتي من الدنيا " أخرجه البخاري 7 / 77، 78 والترمذي (3770) من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ " هما ريحانتاي من الدنيا ".
(2)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (397)، برقم:(192)
(3)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (378)، برقم:(180)