الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقِيْلَ: سُئِلَ أَبُو العَلَاء المَعَرِّي: مَن أَشعر الثَّلَاثَة: أَبُو تَمَّام، وَالبُحْتُرِي، وَالمُتَنَبِّي؟
فَقَالَ: حَكِيْمَان، وَالشَّاعِر: البُحْترِي.
وَللبُحترِي (حمَاسَة) كـ (حمَاسَة) أَبِي تَمَّام، وَكِتَاب (معَانِي الشِّعر) .
مَاتَ بِمَنْبِج (1)، وَقِيْلَ: بِحَلَب، سَنَةَ ثَلَاثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ (2) .
وَلَهُ أَملَاك بِمنبج وَحَفيدَان، هُمَا: أَبُو عُبَادَة، وَعُبَيْد الله ابْنا يَحْيَى بن البُحترِي اللذَان مَدَحهُمَا المتنبِي، وَكَانَا رَئِيْسَيْن فِي زمَانِهِمَا.
مَاتَ مَعَهُ: شَاعرُ زمَانه أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبُو العَبَّاسِ بن الرُّوْمِيّ (3) ، صَاحِب التَّشْبيهَاتِ البَدِيعَة.
234 - ابْنُ الأَغْلَبِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ التَّمِيْمِيُّ *
صَاحِبُ المَغْرِب، أَبُو إِسْحَاقَ، إِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ بنِ الأَغلب بن إِبْرَاهِيْمَ بنِ الأَغلب بن تَمِيْم التَّمِيْمِيّ الأَغْلَبِيّ القَيْرَوَانِي، ابْن أُمَرَاء القَيْرَوَان.
وَلِي سَنَة إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَكَانَ مَلكَا حَازماً صَارماً مَهِيْباً، كَانَتِ التُّجَّار تسير فِي الأَمن مِنْ مِصْرَ
(1) منبج، بفتح الميم، وسكون النون، وكسر الباء: مدينة شمال حلب، بينها وبين
الفرات ثلاثة فراسخ، وبينها وبين حلب عشرة فراسخ.
(انظر: معجم ياقوت) .
(2)
ذكر الذهبي وفاته في نهاية ترجمة محمد بن عبد السلام بن بشار السابقة، في الصفحة:(458)، برقم:(228) ، أنها سنة (286) .
(3)
ستأتي ترجمته في الصفحة: (495)، برقم:(244) .
(*) الكامل: 7 / 283 - 287، البيان المغرب: 1 / 116 - 124.
إِلَى سَبْتَة (1) ، لَا تُعَارَض، وَلَا تُرَوَّع.
ابتنَى الحُصُون وَالمحَارس، بحيثُ كَانَتْ توَقَدِ النَّار، فَتَتَّصل فِي لَيْلَةٍ إِذَا حَدَث أَمر مِن سَبْتَة إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة، بحيثُ إِنَّهُ يُقَال: قَدْ أُنشئ فِي البِلَاد مِنْ بنَائِه وَبنَاء آبَائِهِ ثَلَاثُوْنَ أَلْف مَعْقِل، وَهُوَ الَّذِي مَصَّر مَدِيْنَة سُوسَة.
وَقَدْ دونت أَيَّامه وَعدله جوده، وَكَانَ سَدِيْدَ السِّيرَة، شَهْماً، ظفِر بِامْرَأَةٍ مُتَعَبِّدَةٍ قَادت قودَة، فَدَفَنَهَا حَيَّةً، وَشَنَقَ سَبْعَة أَجنَاد أَخذُوا لتَاجر ثَلَاثَة آلَاف دِيْنَار، بَعْدَ أَنْ قَرَّرهُم، وَأَخَذَ الذّهب لَمْ ينقُصْ سِوَى سَبْعَةِ دَنَانِيْر، فَوَزَنَهَا مِنْ عِنْدِهِ.
وَقِيْلَ: جَاءهُ رَجُل، فَقَالَ: قَدْ عَشِقْتُ جَارِيَةً، وثمنُهَا خمسُوْنَ دِيْنَاراً، وَمَا مَعِي إِلَاّ ثَلَاثُوْنَ.
فَوَهَبَه مائَة دِيْنَارٍ، فسَمِعَ بِهِ آخر، فَجَاءَ، وَقَالَ: إِنِّيْ عَاشق.
قَالَ: فَمَا تَجِد؟
قَالَ: لَهيباً.
قَالَ: اغمِسُوهُ فِي المَاءِ، فغمسوهُ مَرَّاتٍ، وَهُوَ يَصيح: ذَهَبَ العِشْق.
فَضَحِكَ، وَأَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِيْنَ دِيْنَاراً.
ثمَّ إِنَّهُ تَسَوْدن، وَقَتَلَ إِخوته، ثُمَّ عُوفِي، وَتَابَ، وَتَصَدَّق.
ثمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الشِّيْعِيّ (2) ، دَاعِي عُبَيْد اللهِ المَهْدِيّ، وَحَارَبَه، وَجَرَتْ أُمُورٌ طَوِيْلَةٌ، بَعْضُهَا فِي (تَارِيْخ الإِسْلَام) .
تُوُفِّيَ غَازياً بِصِقِلِّيَّة: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَة تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
(1) سبتة: بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب، ومرساها أجود مرسى على البحر، وهي تقابل جزيرة الأندلس. (انظر: ياقوت)
(2)
هو الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله، كان مقتله سنة (298 هـ) .
انظر: وفيات الأعيان: 2 / 192 - 194.