الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
218 - الأَبَّار أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ *
الحَافِظُ، المُتْقِنُ، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيّ، أَبُو العَبَّاسِ، أَحْمَد بن عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ الأَبَّار، مِنْ عُلَمَاءِ الأَثر بِبَغْدَادَ.
حَدَّثَ عَنْ: مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، وَمُحَمَّد بن المِنْهَالِ، وَعَلِيّ بن الجَعْد، وَأُمَيَّة بن بِسْطَام، وَهُدْبَة، وَإِبْرَاهِيْم بن هِشَامٍ الغَسَّانِيّ، وَيَحْيَى الحِمَّانِيّ، وَعَلِيّ بن عُثْمَانَ اللَاّحِقي، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ، وَدُحَيْم، وَهِشَام ابْن عَمَّار، وَطَبَقَتهِم بِالشَّامِ وَالعِرَاق وَخُرَاسَان.
وَجَمَعَ وَصَنَّفَ وَأَرَّخ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بن صَاعِدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَدَعْلَج السِّجْزِيّ، وَأَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ، وَأَبُو بَكْرٍ القَطِيْعِيُّ، وَجَعْفَر الخُلْدِيّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً حَافِظاً مُتْقِناً، حَسَن المَذْهَب (1) .
وَقَالَ جَعْفَرٌ الخُلْدِيّ: كَانَ الأَبَّار مِنْ أَزهد النَّاس، اسْتَأَذَنَ أُمَّه فِي الرِّحْلَةِ إِلَى قُتَيْبَة، فَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ، ثُمَّ مَاتَتْ، فَخَرَجَ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَى بَلْخ وَقَدْ مَاتَ قُتَيْبَة، فَكَانُوا يُعَزُّونَه عَلَى هَذَا، فَقَالَ: هَذَا ثمرَةُ العِلْم، إِنِّيْ اخترتُ رِضَى الوَالِدَة (2) .
(*) تاريخ بغداد: 4 / 306 - 307، طبقات الحنابلة: 1 / 52، تاريخ ابن عساكر: خ: 2 / 18 أ - ب، اللباب: 1 / 23، تذكرة الحفاظ: 2 / 639 - 640، عبر المؤلف: 2 / 85 - 86، طبقات الحفاظ:280.
والابار، بفتح الالف وتشديد الباء: نسبة إلى عمل الابر، وهي جمع الابرة التي يخاط بها الثوب.
(1)
تاريخ بغداد: 4 / 306.
(2)
تذكرة الحفاظ: 2 / 639.
وَقَالَ أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ الأَبَّار يَقُوْلُ:
بايعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ عَلَى إِقَام الصَّلَاة، وَإِيتَاء الزَّكَاة، وَالأَمْر بِالمَعْرُوف، وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر (1) .
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ سَلْم: سَمِعْتُ الأَبَّار يَقُوْلُ:
كُنْتُ بِالأَهواز، فرَأَيْتُ رَجُلاً قَدْ حَفَّ شَارِبه - وَأَظُنُّهُ قَالَ: قَدِ اشترَى كُتُباً وَتعيَّن للفُتْيَا - فَذُكر لَهُ أَصْحَاب الحَدِيْث، فَقَالَ: ليسُوا بِشَيْءٍ، وَلَيْسَ يَسْوون شَيْئاً.
فَقُلْتُ: أَنْتَ لَا تُحْسِن تُصَلِّي.
قَالَ: أَنَا؟
قُلْتُ: نعم، أَيش تحفظُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا افتتحتَ وَرفعتَ يَديكَ؟
فَسَكَتَ (2) .
قُلْتُ: فَمَا تحفظُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدْتَ؟
فَسَكَتَ.
فَقُلْتُ (3) : أَلم أَقُلْ: إِنَّك لَا تُحسن تُصَلِّي (4) ؟ فَلَا تذكر أَصْحَابَ الحَدِيْث (5) .
قَالَ الخَطِيْبُ: تُوُفِّيَ الأَبَّار يَوْم النِصْف مِنْ شَعْبَانَ سَنَة تِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ (6) .
قُلْتُ: عَاشَ نَيِّفاً وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
وَلَهُ (تَارِيْخٌ) مُفيد رَأَيْتُهُ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ، وَجَمَعَ حَدِيْث الزُّهْرِيّ.
(1) تاريخ بغداد: 4 / 306.
(2)
زاد ابن عساكر هنا: " فقلت له: فأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت يديك على ركبتيك؟ فسكت ".
(3)
وزاد هنا ابن عساكر: " مالك لا تتكلم؟ ".
(4)
وزاد هنا ابن عساكر أيضا: " انت إنما قيل: تصلي الغداة ركعتين، والظهر أربعا، فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث، فلست بشيء، ولا تحسن شيئا ".
(5)
تاريخ ابن عساكر: خ: 2 / 18 ت
(6)
تاريخ بغداد: 4 / 307.