الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
462 - وأنا الذي قتّلت بكرا بالقنا
…
وتركت مرّة غير ذات سنام
البيت لمهلهل بن ربيعة ويروى الشطر الثاني (وتركت تغلب) والأول أقرب إلى ما يكون من تاريخ حرب البسوس. وقد استشهد به ابن يعيش، لإعادة الضمير على «الذي» بلفظ ضمير الحاضر، لجريان «الذي» على حاضر، وهو المتكلم، وإن كان لفظه من ألفاظ الغيبة. [شرح المفصل ج 4/ 25].
463 - كأنّا على أولاد أحقب لاحها
…
ورمي السّفى أنفاسها بسهام
جنوب ذوت عنها التناهي وأنزلت
…
بها يوم ذبّاب السّبيب صيام
البيتان للشاعر ذي الرّمة من قصيدة يمدح بها إبراهيم بن هشام المخزومي خال الخليفة هشام بن عبد الملك، وهو يصف الإبل التي أوصلته إلى الممدوح ويشبهها بالحمر الوحشية، فقوله: كأنا على أولاد .. الخ: يريد كأنا على حمر. والأحقب فحل في موضع الحقب منه بياض، ولاحها: غيرها، وأضمرها. والسفى: شوك، تأكله الحمر.
وأنفاسها: أراد مكان أنفاسها. وذلك أنها تأكل السفا، فيصيبها، فكأنها سهام. وجنوب:
أظنها ريح الجنوب، وذوت: جفّت. والتناهي: حيث ينتهي الماء، فيحتبس يقول:
الجنوب أنزلت بهذه الحمر، أي: أحلّت بها يوما شديد الحرّ، فهي تذب بأذنها من شدّة الحرّ، والسبيب: الذنب. والصيام: القائمة، والصائم الثابت في مكانه لا يبرحه.
والصيام: مجرور، لأنه صفة أولاد، أراد كأنه على أولاد أحقب صيام.
وقوله: لاحها: فعل ماض، والها: مفعوله. وجنوب: في البيت الثاني: هي الفاعل.
ورمي: معطوف على «جنوب» .
وفيه الشاهد: وهو أنّه عطف الرمي على الجنوب وقدّم المعطوف على المعطوف عليه. [ديوان ذي الرّمة ج 2/ 1072، وسيبويه/ 1/ 266 والأشموني/ 3/ 118، وجاء فيه محرفا، برواية «خيام» برفع قافية البيت الثاني وجرّ قافية البيت الأول.
464 - تيمّمت همدان الذين هم هم
…
إذا ناب أمر جنّتي وسهامي
البيت منسوب لعليّ بن أبي طالب. قال السيوطي في الهمع ج 2/ 125: الثاني من قسمي التوكيد: لفظي، وهو بإعادة اللفظ الأول. وأنشد البيت.
والبيت من ستة أبيات أوردها ابن رشيق في العمدة (ج 1/ 34) قالها يوم صفّين،
يذكر همدان ونصرهم إياه .. وفيها يقول:
ولما رأيت الخيل ترجم بالقنا
…
نواصيّها حمر النحور دوامي
ونادى ابن هند في الكلاع وحمير
…
وكندة في لخم وحيّ جذام
تيممت همدان
…
...
…
فخاضوا لظاها واستطاروا شرارها
…
وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام
فلو كنت بوّابا على باب جنّة
…
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
قلت: وفي هذه الأبيات ما يدفع نسبتها إلى الإمام علي رضي الله عنه. منها: أن الأبيات ليس لها سند يوصلها إلى الإمام عليّ، وهي مرويّة في كتب المتأخرين ومنها:
قوله: ونادى ابن هند. ومعاوية ينسب إلى أبي سفيان، وإضافته إلى هند أمه، كأنه يعيره بها، لكونها شجعت على قتل حمزة، وأكلت من كبده، كما رووا ولكن هندا، أسلمت، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعليّ بن أبي
طالب كان تقيّا عفيفا لا يكون منه، تعيير مسلم بماضيه قبل إسلامه، فالظاهر، بل المحقق أن كلّ من أسلم في العهد النبويّ، حسن إسلامه، ولم يبق في قلبه شيء من كفر.
ومنها: قوله: ونادى ابن هند في الكلاع .. الخ وتيممت همدان: وهذا معناه أن الحرب كانت عصبية قبلية. وجعل عليّ همدان جنّته وسهامه. الخ وعليّ لا يقول هذا لأنه كان يرى أن الحرب كانت في سبيل الحقّ، لا دفاعا عن شخصه، وإذا أيدّت همدان عليا، فإنما تدافع عن الحقّ الذي يمثله عليّ في رأيها.
ومنها قوله (وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام) فالشّرب: جماعة الشاربين. والمدام الخمر، وكأنه يجعلهم في الحرب، منتشين كشاربي الخمر. والإمام عليّ لن يقول هذا لأن فيه مدحا للخمر.
ومنها قوله: فلو كنت بوابا على باب جنة. الخ: وهذا لا يملكه الإمام عليّ، لأن دخول الجنة بأمر الله تعالى. ولو فرضنا أنه يقول هذا لمن قتل معه، باعتباره شهيدا، فهل يملك هذا لمن بقي منهم بعد المعركة. وكأنه ساوى بين أهل صفين وأهل بدر.
وهذا لم يقل به أحد. هذا، وقد شدّد البغدادي النكير على من طعن في نسبة الأشعار إلى عليّ بن أبي طالب مع كثرة ما روي له منها حتى كانت ديوانا. وقال: وأنا أعجب من