المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ثم إن حال يعقوب ويوسف عليهما السلام في صبرهما ورؤية - البرهان فى تناسب سور القرآن

[ابن الزبير الغرناطي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌باب التعريف بترتيب السور

- ‌سورة أم القرآن

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم

- ‌سورة طه

- ‌سورة الأنبياء

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنين

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سووة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة السجدة

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة سبأ

- ‌سورة فاطر

- ‌سورة يس

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة حم السجدة

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الدخان

- ‌سورة الشريعة

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة القتال

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة والنجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة ن

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجن

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة عم

- ‌سورة النازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة التطفيف

- ‌سورة الانشقاق

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة الليل

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة الشرح

- ‌سورة التين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة القدر

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة العصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة الكافرون

- ‌سورة النصر

- ‌سورة المسد

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة الناس

الفصل: ثم إن حال يعقوب ويوسف عليهما السلام في صبرهما ورؤية

ثم إن حال يعقوب ويوسف عليهما السلام في صبرهما ورؤية حسن عاقبة

الصبر في الدنيا مع ما أعد الله لهما من عظيم الثواب أنسب شىء لحال نبينا

عليه السلام في مكابدة قريش ومفارقة وطنه، ثم تعقب ذلك بظفره بعدوه، وإعزاز دينه، وإظهار كلمته، ورجوعه إلى بلده على حالة قرت بها عيون المؤمنين وما فتح الله عليه وعلى أصحابه فتأمل ذلك.

ويوضح ما ذكرناه ختم السورة بقوله تعالى: "حتى إذا استيأس الرسل

وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا

" الآية.، فحاصل هذا كله

الأمر بالصبر وحسن عاقبة أولياء الله فيه.

وأما النسبة لقوله "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " فلا أنسب لهذا ولا أعجب من حال إخوة فضلاء لأب واحد من أنبياء الله وصالحى عباده جرى بينهم من التشتت ما جعله الله عبرة لأولى الألباب، وأما النسبة لآية التهديد فبينة، وكأن الكلام في قوة اعملوا على مكانتكم وانتظروا، فلن نصبر عليكم مدة صبر يعقوب ويوسف عليهما السلام ، وقد وضح بفضل الله وجه ورود هذه السورة عقب سورة هود والله أعلم.

‌سورة الرعد

هذه السورة تفصيل لمجمل قوله سبحانه في خاتمة سورة يوسف عليه

السلام "وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون

ص: 231

(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)

فبيان آى السمماوات في قوله (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)

وبيان آي الأرض في قوله: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)

فهذه آي السماوات والأرض وقد زيدت بيانا في مواضع ثم في قوله تعالى: "يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ" ما يكون من الآيات عنهن، لأن الظلمة

عن جرم الأرض والضياء عن نور الشمس وهى سماوية ثم زاد تعالى آيات الأرض بيانا وتفصيلا في قوله: "وفي الأرض قطع متجاورات" إلى قوله "لقوم يعقلون "

ولما كان إخراج الثمر بالماء النازل من السماء من أعظم آية ودليلا واضحا على صحة المعاد، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى "كذلك نخرج الموتى" وكان قد ورد هنا على أعظم جهة في الاعتبار من إخراجها مختلفات في

الطعوم والألوان والروائح مع اتحاد المادة، تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الطعوم والألوان والروائح مع اتحاد المادة "تسقى بماء واحد وتفضل بعضها على بعض في الأكل " لذلك أعقب قوله تعالى: "وفي الأرض قطع متجاورات

الآية بقوله "وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ"

ثم بين سبحانه الصنف القائل بهذا وأنهم الكافرون أهل الخلود

في النار، ثم أعقب ذلك ببيان عظيم حلمه وعفوه فقال: "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ

" الآية، ثم أتبعِ ذلك بما يشعر بالجري على السوابق في

قوله: "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" ثم بين عظيم ملكه واطلاعه على

ص: 232

دقائق ما أوجده من جليل صنعه واقتداره فقال: "الله يعلم ما تحمل كل

أنثى

". الآيات إلى قوله "وما لكم من دونه من وال "

ثم خوف عباده وأنذرهم ورغبهم "هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا

الآيات " وما بعدها

وكل ذلك راجع إلى ما أودع سبحانه في السماوات والأرض وما بينهما من الآيات، وفي ذلك أكثر آي السورة.

ونبه تعالى على الآية الكبرى والمعجزة العظمى فقال:

"وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى"

والمراد لكان هذا القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"

، والتنبيه بعظيم هذه الآيات مناسب لمقتضى السورة من التنبيه بما

أودع تعالى من الآيات في السماوات والأرض، وكأنه جل وتعالى لما بين لهم عظيم ما أودع في السماوات والأرض وما بينهما من الآيات وبسط ذلك وأوضحه أردف ذلك بآية أخرى جامعة للآيات ومتسعة للاعتبارات فقال تعالى:"وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ" فهو من نحو "إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين"، "وفي أنفسكم "، أي لو فكرتم في آيات

السماوات والأرض لأقلتكم كفتكم في بيان الطريق إليه، ولو فكرتم في أنفسكم وما أودع تعالى فيكم من العجائب لاكتفيم، (من عرف نفسه عرف)

ص: 233

فمن قبيل هذا القرب من الاعتبار هو الواقع في سورة الرعد من بسط

آيات السماوات والأرض، ثم ذكر القرآن وما يحتمل، فهذه إشارة إلى ما تضمنت هذه السورة الجليلة من بسط الآيات المودعة في الأرضين والسماوات.

وأما قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)

فقد أشار إليه قوله تعالى: "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون "

"إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" وقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

فالذين تطمئن قلوبهم بذكر الله هم أولو الألباب المتذكرون التامو الإيمان وهم القليل المشار إليهم في قوله: "وقليل ما هم " والمقول فيهم "أولئك هم

المؤمنون حقا" ودون هؤلاء طوائف من المؤمنين ليسوا في درجاتهم

ولا بلغوا يقينهم وإليهم الإشارة بقوله: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)

قال عليه الصلاة والسلام (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل)

فهذا بيان ما أجمل في قوله: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) .

وأما قوله تعالى: " أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ"

فما عجل لهم من ذلك في قوله: "وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ"

القاطع دابرهم والمستأصل لأمرهم، وأما قوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ.... الآية

ص: 234

فقد أوضحت آى سورة الرعد سبيله عليه السلام وبينته بما تحتمله من عظيم التنبيه وبسط الدلائل بما في السماوات والأرض

وما بينهما وما في العالم بجملته وما تحمله الكتاب المبين كما تقدم.

ثم قد تعرضت السورة لبيان جلي سالكي تلك السبيل الواضحة المنجية

فقال تعالى: "الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " إلى آخر

ما حلاهم به أخذا وتركا.

ثم عاد الكلام بعد إلى ما فيه من التنبيه والبسط وتقريع الكفار وتوبيخهم

وتسليمه عليه السلام في أمرهم "إنما أنت منذر""وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً""فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ"

"وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا"

والسورة بجملتها غير حائدة عن تلك الأغراض المجملة في الآيات الأربع المذكورات من آخر سورة يوسف، ومعظم السورة وغالب آيها في التنبيه وبسط الدلالات والتذكير بعظيم ما أودعت من الآيات، ولما كان هذا شأنها أعقبت بمفتتح سورة إبراهيم عليه السلام.

ص: 235