الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البديعة المعنوية (26) : الافتنان
هو الإِتيان في الكلام الواحد بفنّيْنِ مختلفين أو أكثر من فنون القول، كالمدح والهجاء، والفخر والتحدّي، والتهنئة والتعزية، والمدح والعتاب.
أمثلة:
المثال الأول: قول المتنبّي يعاتب سيف الدولة ويمدحه من قصيدة:
يَا أَعْدَلَ النَّاسِ إلَاّ في مُعَامَلَتي
…
فِيكَ الخِصَامُ وأنْتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
وقول فيها:
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صَادِقَةً
…
أَنْ تَحْسَبَ الشَّحْمَ فِيمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ
فقد جمع في هذا البيت بَيْن الثناء عليه بصِدْقِ الفِراسة، وتَحْذِيرِه من التَّورُّط في حُسْنِ الظّن بالمرائين المخادعين.
المثال الثاني: قول الله عز وجل في سورة (مريم/ 19 مصحف/ 44 نزول) بشأن المرور على الصراط القائم على متن جهنّم:
{وَإِن مِّنكُمْ إِلَاّ وَارِدُهَا كَانَ على رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الذين اتقوا وَّنَذَرُ الظالمين فِيهَا جِثِيّاً} [الآيات: 71 - 72] .
يلاحظ في هذا النص أنه جمع بين تَهْنِئَةٍ للمتّقين بالنجاة وإخزاءٍ للظالمين بالقعود في دار العذاب.
المثال الثالث: قولي صانعاً مثلاً يجمع بَيْنَ الحُزْنِ والفرح والثناء:
كَادَتْ تُفَارِقُنَا أَنْفَاسُنَا أَسَفاً
…
لمَّا غَدَا خَيْرُ مَنْ يَحْمِي الحِمَى سَلَفَا
لَمْ تَرْقَ أَدْمُعُنَا مِنْ حُزْنِ أَكْبُدِنَا
…
عَلَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا نَجْلَهُ خَلَفَا