الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: تعريف موجز بـ "تاريخ بغداد
". 1
المؤلف: هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، قال الذهبي: "الحافظ الكبير الإمام محدِّث العراق والشام، صاحب التصانيف، ولد سنة (392 هـ) ، وتوفي سنة (463 هـ)2.
يعد "تاريخ بغداد" أوسع كتاب في تراجم المشهورين ممن سكن بغداد أو مرَّ بها خلال القرون الثلاثة التي مضت على إنشائها إلى فراغ الخطيب من تأليف "تاريخه" سنة (444 هـ) .
طبع في أربعة عشر مجلداً، ويضم سبعة آلاف وثمان مئة وإحدى وثلاثين ترجمة 3، منها خمسة آلاف ترجمة للمحدِّثين.
1لفضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور أكرم العُمري دراسة قيِّمة ومفصلة عن الخطيب البغدادي وكتابه: تاريخ بغداد نال بها درجة الدكتوراه من جامعة عين شمس بالقاهرة، عام 1973 م، وقد طبعت هذه الرسالة أكثر من مرة، وتقع في أكثر من ستمائة صفحة.
2انظر تفاصيل ترجمته في تذكرة الحفاظ (3 / 1135) .
3عدا ما سقط من التراجم في مواضع متفرقة كثيرة، ومن التراجم الشهيرة الساقطة - فيما وقفت عليه -:
أ- شيخ الخطيب أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ) .
ب- أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) .
جـ- أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) .
وقد نصَّ الحافظ الذهبي في تراجمهم في "التذكرة" و "الميزان"، وكذلك الحافظ ابن حجر في "اللسان" على عزو تراجمهم إلى "تاريخ بغداد"، وكذلك من تراجم الأئمة المشهورين الساقطة من النسخة المطبوعة: الإمام حماد ابن زيد البصري.
قدم الخطيب لكتابه بمقدمة طويلة ونفيسة جاءت في (213 صفحة) من النسخة المطبوعة، ومن أهم ما تضمنته: خبر فتح سواد العراق وما فعل عمر رضي الله عنه فيه، خبر إنشاء مدينة السلام - بغداد -، وبعض أخبار مؤسسها أبي جعفر المنصور، ثم ذكر خططها وأحياءها، ثم أهم معالمها كالجوامع والأنهار والجسور وبعض مقابرها ونحو ذلك.
وختم مقدمته بتراجم من ورد مكان بغداد قبل تأسيسها ومن مرَّ قريباً منها من الصحابة رضوان الله عليهم، فذكر خمسين صحابيَّاً.
ذكر الخطيب في آخر مقدمة "تاريخه" منهجه في كتابه فقال:
"
…
وهذه تسمية الخلفاء والأشراف والكبراء والقضاة والفقهاء والمحدِّثين والقرَّاء والزهَّاد والصلحاء والمتأدِّبين والشعراء من أهل مدينة السلام الذين ولدوا بها أو بسواها من البلدان ونزلوها، ومن كان بالنواحي القريبة منها، ومن قدمها من غير أهلها وما انتهى إليَّ من معرفة كناهم وأنسابهم ومشهور مآثرهم وأحسابهم، ومستحسن أخبارهم، ومبلغ أعمارهم، وتاريخ وفاتهم وبيان حالاتهم، وما حفظ فيهم من الألفاظ عن أسلاف أئمتنا الحفاظ من ثناء ومدح، وذمٍّ وقدح، وقبول وطرح، وتعديل وجرح، جمعت ذلك كله وألَّفته أبواباً مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم، وبدأت منهم بذكر من
اسمه محمد تبركاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتبعته بذكر من ابتداء اسمه حرف الألف وثنيت بحرف الباء، ثم ما بعدها من الحروف على ترتيبها إلى آخرها ليسهل إدراك ذلك على طالبيه".
ثم قال: "ولم أذكر من محدِّثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام ولم يستوطنوها سوى من صحَّ عندي أنه روى العلم بها، فأما من وردها ولم يحدِّث بها فإني اطرحت ذكره وأهملت أمره لكثرة أسمائهم وتعذُّر إحصائهم غير نفر يسير عددهم، عظيم عند أهل العلم محلهم، ثبت عندي ورودهم مدينتنا، ولم أتحقق تحديثهم بها فرأيت أن لا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم وعلو أقدارهم.
وكل من تقدمت وفاته بدأت بذكره دون غيره ممن مات بعده وإن كان المتأخر أكبر سنَّاً وأعلى إسناداً، إلا أن تتسع ترجمة في بعض الأبواب فأرتب أصحابها على توالي حروف المعجم من أوائل تسمية الآباء، ومن شذَّ عني معرفة تاريخ وفاته ذكرته في أثناء أهل طبقته ممن عاصره، نسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل". 1 اهـ ملخصا
1تاريخ بغداد (1/ 212 - 213) .
فائدة: قال السخاوي (ت 902 هـ) عن تاريخ بغداد: "
…
وعليه معوَّل من بعده، وذيوله لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني المروزي في عشر مجلدات فأقل، ثم ذيل عليه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن علي الدبيثي وللقطيعي ولابن النجار - وهو أحفلها - أدخل فيه ما في كتاب ابن السمعاني وابن الدبيثي، وزاد وأفاد بحيث كان في سبعة عشر مجلداً.
الإعلان بالتوبيخ (ص: 123) .