الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: مدرسة المدينة النبوية
لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المؤسس الأول لهذه المدرسة بل للدين كله.
فكان مسجده مقر قيادته للأمة ديناً ودنيا وعلماً وعملاً، وبعد موته صلى الله عليه وسلم وتفرق الصحابة للجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في أنحاء الأرض لم يبق في المدينة إلا القليل منهم ممن استبقاه الخلفاء الراشدون لمشورتهم ولنشر العلم في المدينة النبوية.
وكان من أولئك الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه الذي كان كما قال قبيصة بن ذؤيب: "رأساً في الفتوى والقضاء والقراءة والفرائض" 1 كما كان من كتاب الوحي أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي انْتُدِبَ لجمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ثم في زمن عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ولذلك اعتبره الإمام علي بن المديني من الثلاثة الذين تأسست على أيديهم مدارس العلم الأولى فقال:
"لم يكن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من له صحبة يذهبون مذهبه ويفتون بفتواه ويسلكون طريقته إلا ثلاثة 2: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن
1الإصابة (4 / 43) .
2قال ابن القيم في إعلام الموقعين (1 / 21) : "الدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود وأصحاب زيد بن ثابت، وأصحاب عبد الله بن عباس وأصحاب عبد الله بن عمر".
ثم قال: "قال ابن جرير: وقد قيل: إن ابن عمر وجماعة ممن عاش بعده بالمدينة من الصحابة إنما كانوا يفتون بمذاهب زيد بن ثابت، وما كانوا أخذوا عنه مما لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً".
عباس. 1
ثم قال رحمه الله: "وأصحاب زيد بن ثابت الذين كانوا يأخذون عنه ويفتون بفتواه، منهم من لقيه، ومنهم من لم يلقه، اثنا عشر رجلاً:
1-
سعيد بن المسيب توفي بعد سنة تسعين للهجرة.
2-
عروة بن الزبير بن العوام (ت 94 هـ) .
3-
قبيصة بن ذؤيب (ت بعد سنة (80 هـ) .
4-
خارجة بن زيد بن ثابت (ت 100 هـ) .
5-
سليمان بن يسار (ت بعد سنة 100 هـ) .
6-
أبان بن عثمان بن عفان (ت 105 هـ) .
7-
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (ت 94 هـ) .
8-
القاسم بن محمد بن أبي بكر (ت 106 هـ) .
9-
سالم بن عبد الله بن عمر (ت 106 هـ) .
10-
أبو بكر بن عبد الرحمن المخزومي (ت 94 هـ) .
11-
طلحة بن عبد الله بن عوف.
12-
نافع بن جبير بن مطعم". 2
ثم قال: "فأما من لقيه منهم وثبت عندنا لقاؤه:
1العلل (ص: 42) .
2العلل (ص: 44 - 45) .
سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وخارجة بن زيد، وأبان بن عثمان، وسليمان بن يسار.
ولم يثبت عندنا من الباقين سماع من زيد فيما ألقي إلينا، إلا أنهم كانوا يذهبون مذهبه في الفقه والعلم.
ولم يكن بالمدينة بعد هؤلاء أعلم بهم من:
1-
ابن شهاب الزهري.
2-
ويحيى بن سعيد الأنصاري (ت 144 هـ) أو بعدها.
3-
وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان (ت 130 هـ) .
4-
وبكير بن عبد الله بن الأشج (ت 120 هـ) .
5-
وأبي بكر بن محمد بن حزم (ت 120 هـ ") . 1
وقال: "ثم كان بعد هؤلاء يذهب هذا المذهب ويقوم بهذا الأمر:
1-
مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 هـ) .
2-
وكثير بن فرقد.
3-
والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.
4-
وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون (ت 164 هـ ") .
ثم قال: "وعبد الرحمن بن مهدي (ت 198 هـ) يحب ذا الطريق وذهب هذا المذهب ولا يقدم عليه أحداً". 2
1العلل (ص: 46) .
2العلل (ص: 46 - 47) ، والجامع للخطيب (2 / 289) .