الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقالَ لَقَدْ عَجِبَ الله عز وجل أوْ ضَحِكَ مِنْ فُلانٍ وَفُلانَةَ فَأنْزَلَ الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (الْحَشْر: 9) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن كثير ضد الْقَلِيل. الدَّوْرَقِي وَأَبُو أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة، وَأَبُو حَازِم سلمَان الْأَشْجَعِيّ.
والْحَدِيث قد مر فِي فضل الْأَنْصَار فِي: بَاب {ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن مُسَدّد عَن عبد الله بن دَاوُد عَن فُضَيْل بن غَزوَان إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
قَوْله: (أَتَى رجل) ذكر الواحدي أَنه من أهل الصّفة وَفِي (الْأَوْسَط) للطبراني: أَنه أَبُو هُرَيْرَة. قَوْله: (الْجهد)، أَي: الْمَشَقَّة والجوع. قَوْله: (الأرجل) كلمة: لَا للتحضيض والحث على شَيْء يَفْعَله الرجل. قَوْله: (يضيف) بِضَم الْيَاء من الْإِضَافَة. قَوْله: (فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار) قَالَ الْخَطِيب: وَأَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ. وَقَالَ ابْن بشكوال: هُوَ زدي بن سهل وَأنْكرهُ النَّوَوِيّ: وَقيل: عبد الله بن رَوَاحَة وَقَالَ الْمَهْدَوِيّ والنحاس. نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس. قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل وَأَن الضَّيْف ثَابت بن قيس. قَوْلهمَا: نزلت فِي أبي المتَوَكل: وهم فَاحش لِأَن أَبَا المتَوَكل النَّاجِي تَابِعِيّ إِجْمَاعًا قَوْله: (هَذَا اللَّيْلَة) هَذَا إِشَارَة إِلَى الرجل فِي قَوْله: أَنِّي رجل (وَاللَّيْلَة) نصب على الظّرْف، ويروى: هَذِه اللَّيْلَة فالإشارة فِيهِ إِلَى اللَّيْلَة قَوْله: (يرحمه الله)، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: يضيف هَذَا رَحْمَة: بِالتَّنْوِينِ قَوْله: (ضيف رَسُول الله) أَي: هَذَا ضيف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَوْله: (لَا تدخر بِهِ شَيْئا) أَي: لَا تمسكي عَنهُ شَيْئا. قَوْله: (الصبية) بِكَسْر الصَّاد جمع صبي. قَوْله: (الْعشَاء) بِفَتْح الْعين. قَوْله: (فنوميهم) أَي: الصِبْية حَتَّى لَا يَأْكُلُوا شَيْئا وَهَذَا يحمل على أَن الصّبيان لم يَكُونُوا مُحْتَاجين إِلَى الْأكل وَإِنَّمَا تطلبه أنفسهم على عَادَة الصّبيان من غير جوع مُضر، فَإِنَّهُم لَو كَانُوا على حَاجَة بِحَيْثُ يضرهم ترك الْأكل لَكَانَ إطعامهم وَاجِبا يجب تَقْدِيمه على الضِّيَافَة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: لَعَلَّ ذَلِك كَانَ فَاضلا عَن ضرورتهم. قلت: فِيهِ نظر لِأَنَّهَا صرحت بقولِهَا: وَالله مَا عِنْدِي إلَاّ قوت الصبية وَالْأَحْسَن أَن يُقَال: إِنَّهَا كَانَت علمت صبرهم عَن عشائهم تِلْكَ اللَّيْلَة لِأَن الْإِنْسَان قد يصبر عَن الْأكل سَاعَة لَا يتَضَرَّر بِهِ. قَوْله: (ونطوي بطوننا اللَّيْلَة)، أَي: نجمعها فَإِذا جَاع الرجل انطوى جلد بَطْنه. قَوْله: (عجب الله أَو ضحك) ، المُرَاد من الْعجب والضحك وَنَحْوهَا فِي حق الله عز وجل لوازمها وغاياتها لِأَن التَّعَجُّب حَالَة تحصل عِنْد إِدْرَاك أَمر غَرِيب، والضحك ظُهُور الْأَسْنَان عِنْد أَمر عَجِيب وَكِلَاهُمَا محالان على الله تَعَالَى، وَقَالَ الْخطابِيّ: إِطْلَاق الْعجب لَا يجوز على الله، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الرِّضَا، وَحَقِيقَته أَن ذَلِك الصَّنِيع مِنْهُمَا حل من الرِّضَا عِنْد الله وَالْقَبُول بِهِ ومضاعفة الثَّوَاب عَلَيْهِ مَحل الْعجب عنْدكُمْ فِي الشَّيْء التافه إِذا رفع فَوق قدره وأعظى بِهِ الْأَضْعَاف من قِيمَته، قَالَ: وَقد يكون المُرَاد بالعجب هُنَا أَن الله تَعَالَى يعجب مَلَائكَته من صنيعهما لندور مَا وَقع مِنْهُمَا فِي الْعَادة. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ: الضحك هُنَا الرَّحْمَة، وَتَأْويل الضحك بِالرِّضَا أقرب من تَأْوِيله بِالرَّحْمَةِ لِأَن الضحك من الْكِرَام يدل على الرِّضَا فَإِنَّهُم يوصفون بالبشر عِنْد السُّؤَال. انْتهى، وَلَيْسَ فِي النّسخ الَّتِي فِي أَيدي النَّاس مَا نسبه الْخطابِيّ إِلَى البُخَارِيّ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور، وَالله أعلم.
06 -
(
{سُورَةُ المُمْتَحِنَةِ} )
أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة الممتحنة، قَالَ السُّهيْلي: هِيَ بِكَسْر الْحَاء أَي: المختبرة أضيف إِلَيْهَا الْفِعْل مجَازًا كَمَا سميت سُورَة بَرَاءَة المبعثرة والفاضحة لما كشفت عَن عُيُوب الْمُنَافِقين وَمن قَالَ بِفَتْح الْحَاء فَإِنَّهُ أضافها إِلَى الْمَرْأَة الَّتِي نزلت فِيهَا وَهِي أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي ميعط، وَهِي امْرَأَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأم وَلَده إِبْرَاهِيم، وَقَالَ مقَاتل: الممتحنة اسْمهَا سبيعة، وَيُقَال: سعيدة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة. وَكَانَت تَحت صَيْفِي بن الراهب. وَقَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَت أم كُلْثُوم تَحت عَمْرو بن الْعَاصِ، قَالَ: وروى أَن الْآيَة نزلت فِي أُميَّة بنت بشر من بني عَمْرو بن عَوْف أم عبد الله بن سهل بن حنيف وَكَانَت تَحت حسان بن الدحداحية ففرت مِنْهُ وَهُوَ حِينَئِذٍ كَافِر فَتَزَوجهَا سُهَيْل بن حنيف، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هِيَ بِلَا خلاف، وَقَالَ السخاوي: نزلت بعد سُورَة الْأَحْزَاب وَقيل سُورَة النِّسَاء، وَهِي ألف وَخَمْسمِائة وَعشرَة أحرف وثلاثمائة وثمان وَأَرْبَعُونَ كلمة، وَثَلَاث عشرَة آيَة وَلَيْسَت فِيهَا بَسْمَلَة عِنْد الْجَمِيع.
وَقَالَ مُجاهِدٌ لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لَا تُعَذِّبْنا بِأيْدِيهِمْ فَيَقُولُونَ لَوْ كَانَ هاؤُلاءِ عَلَى الحَقِّ مَا أصَابَهُمْ هاذا.
أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {رَبنَا لَا تجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا} ، (الممتحنة: 5) الْآيَة. وَفسّر بقوله: (لَا تعذبنا بِأَيْدِيهِم) إِلَى آخِره، وَرَوَاهُ عبد بن حميد عَن شَبابَة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَنهُ، وَرَوَاهُ الْحَاكِم من طَرِيق آدم بن أبي إِيَاس عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، وَقَالَ: على شَرط مُسلم، وَفِي (تَفْسِير النَّسَفِيّ) {رَبنَا لَا تجعلنا فتْنَة للَّذين كفرُوا} أَي: لَا تسلطهم علينا فيفتنوننا بِعَذَاب لَا طَاقَة لنا بِهِ، وَقيل: لَا تظفرهم علينا فيظنوا أَنهم على الْحق وَنحن على الْبَاطِل.
بِعِصَمِ الكَوَافِرِ أُمِرَ أصْحَابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بِفِراقِ نِسَائِهِمْ كِنَّ كَوَافِرَ بِمَكَّةً.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وجل: {وَلَا تمسكوا بعصم الكوافر} (الممتحنة: 01) مَعْنَاهُ: أَن الله تَعَالَى نهى عَن التَّمَسُّك بعصم الكوافر، والعصم جمع عصمَة وَهِي مَا اعْتصمَ بِهِ، يُقَال: مسكت الشَّيْء وتمسكت بِهِ، والكوافر جمع كَافِرَة نهى الله تَعَالَى الْمُؤمنِينَ عَن الْمقَام على نِكَاح المشركات وَأمرهمْ بفراقهن، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: يَقُول لَا تَأْخُذُوا بِعقد الكوافر فَمن كَانَت لَهُ امْرَأَة كَافِرَة بِمَكَّة فَلَا يعتدن بهَا فقد نقضت عصمتها مِنْهُ وَلَيْسَت لَهُ بِامْرَأَة. وَإِن جاءتكم امْرَأَة مسلمة من أهل مَكَّة وَلها بهَا زوج كَافِر فَلَا تعتدن بِهِ فقدانقضت عصمته مِنْهَا. وَقَالَ الزُّهْرِيّ: لما نزلت هَذِه الْآيَة طلق عمر امْرَأتَيْنِ كَانَتَا لَهُ بِمَكَّة مشركتين قريبَة بنت أُميَّة فَتَزَوجهَا بعده مُعَاوِيَة وهما على شركهما بِمَكَّة وَالْأُخْرَى: أم كُلْثُوم الْخُزَاعِيَّة أم عبد الله فَتَزَوجهَا أَبُو جهم، وهما على شركهما، وَكَانَت عِنْد طَلْحَة بن عبيد الله أروى بنت ربيعَة فَفرق بَينهمَا الْإِسْلَام.
0984 -
حدَّثنا الحُمَيْدِيُّ حدَّثنا سُفْيَانُ حدَّثنا عَمْرُو بنُ دِينار قَالَ حدَّثني الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ ابنِ عَلِيٍّ أنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ الله بنَ أبِي رَافِعٍ كَاتِبَ عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيّا رضي الله عنه يَقُولُ بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَا وَالزُّبَيْرَ وَالمِقْدَادَ فَقَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإنَّ بِهَا ظَعِينَةَ مَعَهَا كِتابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَذَهَبْنَا تَعَادَي بِنا خَيْلَنا حَتَّى أتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَإذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنا أخْرِجِي الكِتابَ فَقالَتْ مَا مَعِي مِنْ كتابٍ فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الكِتابَ أوْ لَتُلْقِيَنَّ الثِّيابَ فأخْرَجَتْهُ مِنْ عِقاصِها فَأتَيْنا بِهِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فإذَا فِيهِ مِنْ حاطِبِ بنِ أبِي بَلْتَعَةَ إلَى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِمَنْ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أمْرِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَا هاذا يَا حَاطِبُ قَالَ لَا تَعْجِلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ الله إنِّي كُنْتُ امْرَءًا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أنْفُسِهِمْ وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِها أهْلِيهِمْ وَأمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ فَأحْبَبْتُ إذْ فَاتَنِي مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أنْ أصطَنِعَ إلَيْهِمْ يَدا يَحْمُونَ قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرا وَلا ارْتِدَادا عَنْ دِينِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ فَقَالَ عُمَرُ دَعْنِي يَا رَسُولَ الله فأضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ إنَّهُ شَهِدَ بَدْرا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَليَّ الله عز وجل اطلعَ عَلَى أهلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفِرْتُ لَك قَالَ عَمْرٌ ووَنَزَلَتْ فِيهِ يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ قَالَ لَا أدْرِي الآيَةَ فِي الحَدِيثِ أوْ قَوْلُ عَمْرُو..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والترجمة هِيَ ذكر السُّورَة، وَوَقع لأبي ذَر على رَأس هَذَا الحَدِيث: بَاب {لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء} (الممتحنة: 1) فعلى هَذَا التَّرْجَمَة ظَاهِرَة والْحَدِيث يطابقها. والْحَدِيث قد مضى فِي الْجِهَاد فِي: بَاب الجاسوس فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار إِلَى آخِره، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
قَوْله: (بَعَثَنِي أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد) ، وَفِي رِوَايَة رَوَاهَا الثَّعْلَبِيّ، فَبعث رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، عليا وَعمَّارًا وَعمر وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة