الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقَالَ أرَأيْتَكُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلاً بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أكنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقاً قَالَ فإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيّ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أبُو لَهَبٍ تَباً لَكَ سائِرَ اليَوْمِ ألِهاذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبْ وَتَبَّ مَا أغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَمَا كَسَبَ} (المسد: 1 2) ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَالْأَعْمَش سُلَيْمَان، وَعَمْرو بن مرّة، بِضَم الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء. وَهَذَا الحَدِيث مُرْسل لِأَن ابْن عَبَّاس كَانَ حينئذٍ إِمَّا لم يُولد أَو كَانَ طفْلا، وَبِه جزم الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَقد مضى هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِه فِي كتاب الْأَنْبِيَاء فِي: بَاب من انتسب إِلَى آبَائِهِ فِي الْإِسْلَام والجاهلية، وَلَكِن الَّذِي هُنَا بأتم من ذَاك.
قَوْله: (أَرَأَيْتكُم)، مَعْنَاهُ: أخبروني وَالْعرب تَقول: أرأيتكما أَرَأَيْتكُم عِنْد الاستخبار بِمَعْنى: أَخْبرنِي واخبراني وأخبروني، وتاؤها مَفْتُوحَة أبدا. قَوْله:(أَن خيلاً) أَي: عسكراً. قَوْله: (مصدقي)، بتَشْديد الْيَاء وَأَصله: مُصدقين لي، فَلَمَّا أضيف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم سَقَطت النُّون وأدغمت يَاء الْجمع فِي يَاء الْمُتَكَلّم. قَوْله:(نذيراً) أَي: منذراً. قَوْله: (وَتب) وَفِي رِوَايَة أُسَامَة: وَقد تب، وَزَاد: هَكَذَا قَرَأَهَا الْأَعْمَش يومئذٍ، والتباب الخسران والهلاك، تَقول مِنْهُ: تب تباباً وَتب يَدَاهُ. وَقَوله: تَبًّا لَك، نصب على الْمصدر بإضمار فعل: أَي: ألزمك الله هَلَاكًا وخسراناً. قَوْله: (سَائِر الْيَوْم) أَي: فِي جَمِيع الْيَوْم، وَمِنْه: سَائِر النَّاس أَي جَمِيعهم. قَوْله: (أَلِهَذَا) الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على وَجه الْإِنْكَار.
1774 -
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ أخْبَرَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخْبَرَني سَعِيدُ بنُ المسَيَّبِ وأبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمان أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ أنْزل الله: {وأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} (الشُّعَرَاء: 412) قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ لَا أعْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً يَا بَني عَبْدِ مَنافٍ لَا أغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً يَا عبَّاسُ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لَا أغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لَا أغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً وَيَا فاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً.
(انْظُر الحَدِيث 3572 وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَهُوَ أَيْضا من مَرَاسِيل أبي هُرَيْرَة لِأَن أَبَا هُرَيْرَة أسلم بِالْمَدِينَةِ وَهَذِه الْقِصَّة وَقعت بِمَكَّة، وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع وَشُعَيْب هُوَ ابْن أبي حَمْزَة الْحِمصِي. والْحَدِيث مر بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد وَعين هَذَا الْمَتْن فِي كتاب الْوَصَايَا فِي: بَاب هَل يدْخل النِّسَاء والود فِي الْأَقَارِب؟ وَهَذَا تكْرَار صَرِيح لَيْسَ فِيهِ فَائِدَة غير اخْتِلَاف التَّرْجَمَة فيهمَا.
قَوْله: (أَو كلمة نَحْوهَا) شكّ من الرَّاوِي، أَي: أَو نَحْو: (يَا معشر قُرَيْش) مثل قَوْله: يَا بنيفلانة، كَمَا فِي الحَدِيث الْمَاضِي قَوْله:{اشْتَروا أَنفسكُم} أَي: بِاعْتِبَار تَخْلِيصهَا من الْعَذَاب كَأَنَّهُ قَالَ: أَسْلمُوا تسلموا من الْعَذَاب فَيكون ذَلِك كالشري كَأَنَّهُمْ جعلُوا الطَّاعَة ثمن النجَاة، وَفِي رِوَايَة مُسلم: يَا معشر قُرَيْش أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار. قَوْله: (يَا صَفِيَّة عمَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يجوز فِي: عمَّة، النصب وَالرَّفْع بِاعْتِبَار اللَّفْظ وَالْمحل، وَكَذَلِكَ فِي قَوْله: (يَا فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَوْله: (لَا أُغني عَنْك) يُقَال: مَا يغنى عَنْك هَذَا أَي: مَا ينفعك.
تابِعَهُ أصْبَغُ عنِ ابنِ وهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابنِ شِهابٍ
أَي تَابع أَبَا الْيَمَان فِي رِوَايَة أصبغ بن الْفرج الْمصْرِيّ أحد مَشَايِخ البُخَارِيّ عَن عبد الله بن وهب عَن يُونُس بن يزِيد عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ، وَقد مر وَجه الْمُتَابَعَة فِي كتاب الْوَصَايَا، وَالْحكمَة فِي إنذار الْأَقْرَبين أَولا أَن الْحجَّة إِذا قَامَت عَلَيْهِم تعدت إِلَى غَيرهم وَلَا يبْقى لَهُم عِلّة فِي الِامْتِنَاع.
72 -
(سورَةُ النَّمْلُ)
أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة النَّمْل، ذكر الْقُرْطُبِيّ وَغَيره أَنَّهَا مَكِّيَّة بِلَا خلاف، وَعند السخاوي: نزلت قبل الْقَصَص وَبعد الْقَصَص سُبْحَانَ، وَهِي ثَلَاثَة وَتسْعُونَ آيَة، وَألف وَمِائَة وتسع وَأَرْبَعُونَ كلمة، وَأَرْبَعَة آلَاف وَسَبْعمائة وَتِسْعَة وَتسْعُونَ حرفا.
ثَبت لفظ: سُورَة. والبسلمة لأبي ذَر وَحده، وَثَبت للنسفي لَكِن بعد الْبَسْمَلَة.
والخَبْءُ مَا خَبَأْتَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أَلا يسجدوا لله الَّذِي يخرج الخبء} (النَّمْل: 52) الْآيَة. وَفَسرهُ بقوله: (مَا خبأت) وَعَن الْفراء يخرج الخبء أَي الْغَيْث من السَّمَاء والنبات من الأَرْض. قَوْله: (والخبء) بِالْوَاو فِي أَوله فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَفِي رِوَايَة غَيره بِلَا وَاو، وَمثل هَذِه الْوَاو تسمى: وَاو الاستفتاح، هَكَذَا سَمِعت من أساتذتي الْكِبَار.
لَا قِبَلَ لَا طاقَةَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {إرجع إِلَيْهِم فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} (النَّمْل: 73) الْآيَة، وَفَسرهُ بقوله:(لَا طَاقَة) لَهُم بهَا وَأخرج الطَّبَرِيّ من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد مثله، وَكَذَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة.
الصَّرْحُ كُلُّ مِلَاطٍ اتَّخَذَ مِنَ القَوَارِيرِ والصَّرْحُ القَصْرُ وجَماعَتُهُ صُرُوحٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {قيل لَهَا ادخلي الصرح} (النَّمْل: 44) الْآيَة وَفسّر الصرح بقوله: (كل ملاط) بِكَسْر الْمِيم فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الأصبلي بِالْبَاء الْمُوَحدَة، وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن، وَكَذَا بِخَط الدمياطي فِي نسخته بِالْبَاء، وَقَالَ ابْن التِّين بِالْمِيم، وَقَالَ: الملاط بِالْمِيم الْمَكْسُورَة الَّذِي يوضع بَين سافتي الْبُنيان، وَقيل: الصخر، وَقيل: كل بِنَاء عَال مُنْفَرد، وبالباء الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة مَا تُكْسَى بِهِ الأَرْض من حِجَارَة أَو رُخَام، وَقَالَ البُخَارِيّ: كل ملاط اتخذ من الْقَوَارِير، وَكَذَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. قَوْله:(والصرح: الْقصر) هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا. قَوْله: (وجماعته) . والأصوب: وَجمعه صروح.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ ولَها عَرْشٌ عَظِيْمٌ سَرِيرٌ كَرِيمٌ حُسْنُ الصَّنْعَةِ وغَالِي الثَّمَنِ
أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَلها} أَي: ولبلقيس {عرش عَظِيم} (النَّمْل: 32) يَعْنِي: سَرِير كريم وَصفه بِالْكَرمِ على سَبِيل الْمجَاز على أَنه من خِيَار السرر وأنفسها، كَمَا فِي قَوْله:{تَأْخُذ كرائم أَمْوَال النَّاس وَهِي خِيَارهَا ونفائسها. قَوْله: (حسن الصَّنْعَة) } ، بِفَتْح الْحَاء وَالسِّين، وَقَالَ الْكرْمَانِي: حسن الصَّنْعَة مُبْتَدأ أَو خَبره مَحْذُوف أَي: لَهُ، وَهَذَا يدل على أَنه بِضَم الْحَاء وَسُكُون السِّين. قَوْله:(غالي الثّمن)، ويروى: غلا الثّمن، وَهُوَ عطف على مَا قبله، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: عرش عَظِيم ضخم حسن وَكَانَ مقدمه من ذهب مفضض بالياقوت الْأَحْمَر والزمرد الْأَخْضَر ومؤخره من فضَّة مكلل بألوان الْجَوَاهِر، وَله أَربع قَوَائِم قَائِمَة من ياقوت أصفر وقائمة من زمرد أَخْضَر وقائمة من در، وصفائح السرير من ذهب وَعَلِيهِ سَبْعَة أَبْيَات على كل بَيت بَاب مغلق. وَعَن ابْن عَبَّاس: كَانَ عرش بلقيس ثَلَاثِينَ ذِرَاعا فِي ثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَطوله فِي الْهَوَاء ثَلَاثُونَ ذِرَاعا، وَعَن مقَاتل ثَمَانِينَ ذِرَاعا فِي ثَمَانِينَ ذِرَاعا وَطوله فِي الْهَوَاء ثَمَانُون ذِرَاعا مكلل بالجواهر.
يأتُونِي مسْلِمِينَ طائِعِينَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أَيّكُم يأتيني بِعَرْشِهَا قبل أَن يأتوني مُسلمين} (النَّمْل: 83) وَفَسرهُ بقوله: (طائعين) وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وَقيل: معنى طائعين منقادين لأمر سُلَيْمَان عليه السلام، وَلم يقل: مُطِيعِينَ، لِأَن أطاعه إِذا أجَاب أمره، وطاعه إِذا انْقَادَ لَهُ، وَهَؤُلَاء أجابوا أمره.
رَدِفَ: اقْتَرَبَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {عَسى أَن يكون رَدِفَ لكم} (النَّمْل: 27) وَفسّر: (ردف) بقوله: (اقْترب) ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس.
جامِدَةً قائِمَةً
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وجل: {وَترى الْجبَال تحسبها جامدة} (النَّمْل: 88) وفسرها بقوله: (قَائِمَة) هَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ ابْن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس.
أوْزعْنِي اجْعَلْنِي
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَقَالَ رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ} (النَّمْل: 91)
الْآيَة، فسر قَوْله:(أوزعني) . بقوله: (اجْعَلنِي) وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وَفِي (تَفْسِير النَّسَفِيّ) : أوزعني: إجعلني أزع شكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت