الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8974 -
حدَّثنا عبدُ الله بنُ يُوسُفَ حدّثنا اللَّيْثُ قَالَ حدّثني ابنُ الهَادِ عَنْ عَبْدِ الله بنِ خَبَّابٍ عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ قُلْنا يَا رسولَ الله هاذَا التَّسْلِيمُ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ ورسُولِكَ كَما صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ.
هَذَا أَيْضا مُطَابق للتَّرْجَمَة. وَابْن الْهَاد هُوَ يزِيد من الزِّيَادَة ابْن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَاد اللَّيْثِيّ، وَعبد الله بن خباب، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة الأولى: الْأنْصَارِيّ، وَمضى هَذَا أَيْضا فِي الصَّلَاة.
قَالَ أبُو صالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بارَكْتِ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ
أَبُو صَالح عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث. وَأَشَارَ بذلك إِلَى أَن عبد الله بن يُوسُف لم يذكر آل إِبْرَاهِيم عَن اللَّيْث وَذكرهَا أَبُو صَالح عَنهُ، وَهَكَذَا أخرجه أَبُو نعيم من طَرِيق يحيى بن بكير عَن اللَّيْث، رحمه الله.
حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ حَمْزَةَ حَدثنَا ابنُ أبي حازِمٍ والدَّرَاورْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ وَقَالَ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وآلِ إبْرَاهِيمَ.
هَذَا أَيْضا مُطَابق للتَّرْجَمَة، وَإِبْرَاهِيم بن حَمْزَة أَبُو إِسْحَاق الزبيرِي الْمَدِينِيّ، وَابْن أبي حَازِم هُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالزاي، واسْمه سَلمَة، والدراوردي هُوَ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد مَنْسُوب إِلَى دارورد قَرْيَة بخراسان، وَيزِيد هُوَ ابْن الْهَاد الْمَذْكُور، وَأَرَادَ بِهَذَا أَن ابْن أبي حَازِم والدراوردي رويا هَذَا الحَدِيث بِإِسْنَاد اللَّيْث، فَذكر آل إِبْرَاهِيم كَمَا ذكرهَا أَبُو صَالح عَن اللَّيْث.
11 -
(بابُ قَوْلُهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} (الْأَحْزَاب:
96)
أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله عز وجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى} أَي: لَا تُؤْذُوا مُحَمَّدًا كَمَا آذَى بَنو: إِسْرَائِيل مُوسَى، وَالَّذِي آذوه بِهِ هُوَ قَوْلهم إِنَّه آدر، وَهُوَ الْعَظِيم الخصيتين، وَقيل: قَوْلهم: أَنه قتل هَارُون وَقيل: إِنَّهُم رَمَوْهُ بِالسحرِ وَالْجُنُون.
9974 -
حدَّثني إسْحاقُ بن إبْرَاهِيمَ أخْبرنا رَوْحُ بنُ عُبادَةَ حدّثنا عَوْفٌ عَنِ الحَسَنِ ومُحَمَّد وخِلَاسٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إنَّ مُوسَى كانَ رَجُلاً حَيِيًّا وذالِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} فَبَرَّأْهُ الله ممَّا قالُوا: {وكانَ عِنْدَ الله وجيهاً} .
(انْظُر الحَدِيث 872 وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وعَوْف هُوَ الْمَعْرُوف بالأعرابي، وَالْحسن هُوَ الْبَصْرِيّ، وَمُحَمّد بن سِيرِين، وخلاس، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف اللَّام وبالسين الْمُهْملَة: ابْن عَمْرو الهجري، بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم وبالراء.
والْحَدِيث مضى مطولا فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء عليهم السلام، فِي قصَّة مُوسَى مَعَ بني إِسْرَائِيل.
قَوْله: (حيياً) ، على وزن فعيل من الْحَيَاة، وَكَانَ لَا يغْتَسل إلَاّ فِي الْخلْوَة فاتهموه بِأَنَّهُ أدر وآذوه بذلك فبرأه الله مِمَّا قَالُوا حَيْثُ أَخذ الْحجر ثَوْبه وَذهب بِهِ إِلَى ملاء بني إِسْرَائِيل، وَاتبعهُ مُوسَى عُريَانا فرأوه لَا عيب فِيهِ، عَلَيْهِ صلوَات الله وَسَلَامه. قَوْله:(وجيهاً)، أَي: كَرِيمًا مَقْبُولًا ذَا جاه.
43 -
(سورَة سَبَأ)
أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة سبأ. قَالَ مقَاتل، مَكِّيَّة غير آيَة وَاحِدَة:{وَيرى الَّذين آتوا الْعلم الَّذِي أنزل} (سبإ: 6) . وَهِي أَرْبَعَة آلَاف وَخَمْسمِائة واثني عشر حرفا، وَثَمَانمِائَة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ كلمة، وَخمْس وَخَمْسُونَ آيَة. وروى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث فَرْوَة بن مسيك الْمرَادِي، قَالَ: أتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَذكر حَدِيثا فِيهِ، فَقَالَ رجل: وَمَا سبأ أَرض أم امْرَأَة؟ قَالَ: لَيْسَ بِأَرْض وَلَا امْرَأَة، وَلكنه رجل ولد عشرَة من الْعَرَب فتيامن مِنْهُم سِتَّة وتشاءم مِنْهُم أَرْبَعَة، فَأَما
الَّذين تشاءموا: فلخم وجذام وغسان وعاملة، وَأما الَّذين تيامنوا: فالأزد والأشعرون وحمير وكنده ومذحج وأنمار. فَقَالَ الرجل: وَمَا أَنْمَار؟ قَالَ: الَّذين مِنْهُم خثعم وبجيلة، وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سبأ اسْمه عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان من يقظان بن عَامر وَهُوَ هود بن شالخ بن أرفخشد بن سَام بن نوح عليه السلام، وَهُوَ أول من سبى من الْعَرَب فلقب بذلك، وَفِي:(أدب الْخَواص) : هَذَا اشتقاق غير صَحِيح لِأَن سبأ مَهْمُوز، والسبي غير مَهْمُوز، وَالصَّوَاب: أَن يكون من سبأت النَّار الْجلد، أَي: أحرقته، وَمن سبأ الْحمر إِذا اشْتَرَيْتهَا. وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء: لَو كَانَ الْأَمر كَمَا يَقُولُونَ لوَجَبَ أَن لَا يهمز وَلَا يمْتَنع أَن يكون أصل السَّبي الْهمزَة إِلَّا أَنهم فرقوا بَين سبيت الْمَرْأَة وسبأت الْحمر، وَالْأَصْل وَاحِد، وَفِي (التيجان) : وَهُوَ أول متوج وَبنى السد الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن، وَهُوَ سد فِيهِ سَبْعُونَ نَهرا، وَنقل إِلَيْهِ الشّجر مسيرَة ثَلَاثَة أشهر فِي ثَلَاثَة أشهر وَبلغ من الْعُمر خَمْسمِائَة سنة.
(بِسم الله الرحمان الرَّحِيم)
لم تثبت الْبَسْمَلَة وَلَفظ السُّورَة إلَاّ لأبي ذَر، وَسميت هَذِه السُّورَة سبأ لقَوْله تَعَالَى:{لقد كَانَ لسبإ فِي مسكنهم} (سبإ: 51) .
مُعاجزِين مُسابقين. بِمُعْجِزِينَ بفَائِتِينَ. مُعاجِزِينَ مُغالِبِينَ: مُعاجِزِيَّ مُسابِقِيَّ سبقوا فاتوا لَا يُعْجِزُونَ لَا يَفُوتُونَ: يَسْبِقُونا يُعْجِزُونا. وقوْلُهُ بِمُعْجِزِ بنَ بِفائِتِينَ ومَعْنَى مُعاجِزِينَ مُغالِبِينَ يُرِيدُ كُلُّ واحِدٍ منْهُما أنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صاحبِهِ.
وَفِي بعض النّسخ يُقَال: معاجزين، وَأَشَارَ بقوله: معاجزين إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَالَّذين سعوا فِي آيَاتنَا معاجزين} (سبإ: 5) وَفَسرهُ بقوله: (مسابقين) وَفِي التَّفْسِير: معاجزين مسابقين يحسبون أَنهم يفوتوننا، وَعَن ابْن زيد: جاهدين، وَفِي هَذِه اللَّفْظَة قراءتان: إِحْدَاهمَا: معاجزين، وَهِي قِرَاءَة الْأَكْثَرين فِي موضِعين من هَذِه السُّورَة وَفِي الْحَج. وَالْأُخْرَى: قِرَاءَة ابْن كثير وَأبي عَمْرو: معجزين، بِالتَّشْدِيدِ ومعناهما وَاحِد، وَقيل: معنى معاجزين معاندين ومغالبين، وَمعنى: معجزين ناسبين غَيرهم إِلَى الْعَجز. قَوْله: (بمعجزين) إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة العنكبوت. {وَمَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء} (العنكبوت: 22) . وَفَسرهُ بقوله: (بفائتين) . وَقد أخرج ابْن أبي حَاتِم بِإِسْنَاد صَحِيح عَن ابْن الزبير نَحوه. قَوْله: (معاجزي: مسابقي)، لم يثبت فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ وكريمة. قَوْله:(معاجزين مغالبين)، كَذَا وَقع مكرراً فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده وَلم يُوجد فِي رِوَايَة البَاقِينَ. قَوْله:(سبقوا: فَأتوا لَا يعجزون لَا يفوتون) إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْفَال: {وَلَا تحسبن الَّذين كفرُوا سبقوا} (الْأَنْفَال: 95) وَفَسرهُ بقوله: (فَأتوا إِنَّهُم لَا يعجزون)، أَي: لَا يفوتون. قَوْله: (يسبقونا) إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى: {أم حسب الَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات أَن يسبقونا} (العنكبوت: 4) وَفَسرهُ بقوله: (يعجزونا)، أَي: أَن يعجزونا. قَوْله: (وَقَوله بمعجزين مُكَرر)، وَفَسرهُ بقوله:(بفائتين)، قَوْله:(وَمعنى: معاجزين)
إِلَى آخِره. أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن معاجزين من بَاب المفاعلة وَهُوَ يَسْتَدْعِي الْمُشَاركَة بَين إثنين.
مِعْشَارٌ: عَشْرٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله: {وَمَا بلغُوا معشار مَا آتَيْنَاهُم} (سبإ: 54) وَفسّر بقوله: (عشر) أَي: مَا بلغُوا عشر مَا أعطيناهم، وَقَالَ الْفراء: الْمَعْنى: وَمَا بلغ أهل مَكَّة معشار الَّذين أهلكناهم من قبلهم من الْقُوَّة والجسم وَالْولد وَالْعدَد.
الأكُلُ: الثَّمَرُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {ذواتي أكل خمط أثل} (سبإ: 61) وَفسّر (الْأكل بالثمر) ، أَرَادَ أَن الْأكل الجني بِفَتْح الْجِيم بِمَعْنى الثَّمَرَة، وَفِي التَّفْسِير: الْأكل الثَّمر والخمط الْأَرَاك، قَالَه أَكثر الْمُفَسّرين، وَقيل: هُوَ كل شجر ذَات شوك. وَقيل: شَجَرَة العضاه، والأثل الطرفاء، قَالَه ابْن عَبَّاس.
باعِدْ وبَعِّدْ واحِدٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {فَقَالُوا رَبنَا باعد بَين أسفارنا} (سبإ: 91)، وَقَالَ: إِن معنى باعد وَبعد وَاحِد، وباعد قِرَاءَة الْأَكْثَرين، وَبعد بِالتَّشْدِيدِ قِرَاءَة أبي عَمْرو وَابْن كثير.
وَقَالَ مجاهِدٌ لَا يَعْزُبُ لَا يَغِيبُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَا يعزب عَنهُ مِثْقَال ذرة فِي السَّمَوَات وَلَا فِي الأَرْض} (سبإ: 3) . وَفسّر: (لَا يعزب) بقوله (لَا يغيب)، وروى هَذَا التَّعْلِيق أَبُو مُحَمَّد الْحَنْظَلِي عَن أبي سعيد الْأَشَج: حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن أبي يحيى عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: لَا يعزب لَا يغيب عَن رَبك.
العَرِمُ السَّدُّ ماءٌ أحْمَرُ أرْسَلَهُ الله فِي السُّدِّ فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ وَحَفَرَ الوَادِي فَارْتَفَعَتَا عَنِ الجَنْتَيْن وغابَ عَنْهُما الماءُ فَيَبِسَتا وَلَمْ يَكُنْ الماءُ الأحْمَرُ مِنَ السُّدَّ ولاكِنْ كانَ عَذَاباً أرْسَلَهُ الله عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ شاءَ: وَقَالَ عَمْرُو بنُ شَرْحَبِيلَ. العرِمُ المُسَنَّاة بِلَحْنِ أهْلِ اليَمَنِ: وَقَالَ غَيْرُهُ العَرِمُ الوَادِي.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {فأعرضوا فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم} (سبإ: 61) . وَفسّر: (العرم) بقوله: (السد)
إِلَى آخِره، صَاحب (التَّلْوِيح) : هَل وَجَدْنَاهُ مَنْقُولًا عَن مُجَاهِد؟ قَالَ ابْن أبي حَاتِم: حَدثنَا حجاج بن حَمْزَة أخبرنَا أخبرنَا شَبابَة أخبرنَا وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد، فَذكره، فَلَا أَدْرِي أهوَ من قَول البُخَارِيّ أَو هُوَ مَعْطُوف على مَا علقه عَن مُجَاهِد قبل؟ وَالله أعلم. وبيَّن السُّهيْلي أَنه من كَلَام البُخَارِيّ لَا من كَلَام غَيره. قلت: رِوَايَة ابْن أبي حَاتِم توضح أَنه من قَول مُجَاهِد لِأَن البُخَارِيّ مَسْبُوق بِهِ، فَافْهَم. وَالله أعلم. (والسد) بِضَم السِّين وَتَشْديد الدَّال، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْحَمَوِيّ الشَّديد، بالشين الْمُعْجَمَة على وزن عَظِيم. قَوْله:(فشقه) ، من الشق بالشين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف، هَكَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَذكر عِيَاض أَن فِي رِوَايَة أبي ذَر: فبثقه، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالتَّاء الْمُثَلَّثَة، قَالَ: وَهُوَ الْوَجْه، تَقول: بثقت النَّهر إِذا كَسرته لتصرفه عَن مجْرَاه. قَوْله: (فارتفعتا عَن الجنتين)، كَانَ الْقيَاس أَن يُقَال: ارْتَفَعت الجنتان عَن المَاء وَلَكِن المُرَاد من الِارْتفَاع الانتفاء، والزوال يَعْنِي ارْتَفع إسم الْجنَّة عَنْهُمَا فتقديره: ارْتَفَعت الجنتان عَن كَونهمَا جنَّة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَتَسْمِيَة الْبَدَل جنتين على سَبِيل المشاكلة، هَذَا كُله فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْحَمَوِيّ، وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين: فارتفعت على الجنتين، بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْيَاء آخر الْحُرُوف ثمَّ النُّون قَوْله:(وَلم يكن المَاء الْأَحْمَر من السد) ، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال، كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي من السَّيْل، وَعند الْإِسْمَاعِيلِيّ: من السُّيُول. قَوْله: (وَقَالَ عَمْرو بن شُرَحْبِيل)، بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وباللام: الْهَمدَانِي الْكُوفِي، يكنى أَبَا ميسرَة. قَوْله:(المسناة) ، بِضَم الْمِيم وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون، كَذَا هُوَ مضبوط فِي أَكثر الرِّوَايَات وَكَذَا هُوَ فِي أَكثر كتب أهل اللُّغَة، وَضبط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون السِّين وَتَخْفِيف النُّون، وَقَالَ ابْن التِّين: معنى المسناة مَا يبْنى فِي عرض الْوَادي ليرتفع السَّيْل وَيفِيض على الأَرْض، قَالَ: إِنَّهَا عِنْد أهل الْعرَاق كالزريبة تبنى على سيف الْبَحْر ليمنع المَاء. قَوْله: (بلحن أهل الْيمن)، أَي: بلغَة أهل الْيمن، وَهَذَا أسْندهُ عبد بن حميد عَن يحيى بن عبد الحميد عَن شريك عَن أبي إِسْحَاق عَنهُ، وَقَالَ بِلِسَان الْيمن بدل بلحن. قَوْله:(وَقَالَ غَيره)، أَي: غير عَمْرو بن شُرَحْبِيل (العرم الْوَادي) ، وَهُوَ قَول عَطاء، وَقيل: هُوَ إسم الجرد الَّذِي أرسل إِلَيْهِم (وَحرب السد) وَقيل: هُوَ المَاء، وَقيل: الْمَطَر الْكثير، وَقيل: إِنَّه صفة السَّيْل من العرامة وَهُوَ ذَهَابه كل مَذْهَب، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ جمع لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، وَفِي كتاب:(مفايض الْجَوَاهِر) : قَالَ ابْن شربة: فِي زمن إِيَاس بن رحيعم بن سُلَيْمَان بن دَاوُد عليهما السلام، بعث الله رجلا من الأزد يُقَال لَهُ عَمْرو بن الْحجر وَآخر يُقَال لَهُ حَنْظَلَة بن صَفْوَان، وَفِي زَمَنه كَانَ خراب السد، وَذَلِكَ أَن الرُّسُل دعت أَهله إِلَى الله فَقَالُوا: مَا نَعْرِف لله علينا من نعْمَة، فَإِن كُنْتُم صَادِقين فَادعوا الله علينا وعَلى سدنا، فدعوا عَلَيْهِم، فَأرْسل الله عَلَيْهِم مَطَرا جردا أَحْمَر كَأَن فِيهِ النَّار أَمَامه فَارس، فَلَمَّا خالط الْفَارِس السد انْهَدم وَدفن بُيُوتهم الرمل وَفرقُوا ومزقوا حَتَّى صَارُوا مثلا عِنْد الْعَرَب، فَقَالَت: تفَرقُوا أَيدي سبأ، وأيادي سبأ.
السَّابِغاتُ الدُّرُوعُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وأالنَّاله الحديدان اعْمَلْ سابغات} (سبإ: 11) وفسرها (بالدروع) ، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَزَادُوا: وَاسِعَة طَوِيلَة.