الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لسؤال شَيْء وتحصله جعل بطُون كفيه إِلَى السَّمَاء
(وَقَالَ الأويسي حَدثنِي مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن يحيى بن سعيد وَشريك سمعا أنسا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أَنه رفع يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ) الأويسي بِضَم الْهمزَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالسين الْمُهْملَة هُوَ عبد الْعَزِيز بن عبد الله وَقد تقدم وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن أبي كثير الْمدنِي أَخُو إِسْمَاعِيل وَقد تقدم وَشريك بن عبد الله وَقد تقدم وَهَذَا التَّعْلِيق هُنَا ثَابت فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَثَبت لأبي الْوَقْت وكريمة فِي آخر الْبَاب الَّذِي بعده وَسقط بِالْكُلِّيَّةِ عِنْد الْبَقِيَّة وَهُوَ مَذْكُور عِنْد الْجَمِيع فِي كتاب الدَّعْوَات وَوصل أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج هَذَا التَّعْلِيق وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(بَاب رفع الإِمَام يَده فِي الاسْتِسْقَاء)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان رفع الإِمَام يَده هَذِه التَّرْجَمَة ثبتَتْ فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي قيل ذكر هَذِه التَّرْجَمَة وَإِن كَانَت التَّرْجَمَة الَّتِي قبلهَا تتضمنها الْفَائِدَة أُخْرَى وَهِي أَنه صلى الله عليه وسلم َ - لم يفعل ذَلِك إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء وَقيل الأولى لبَيَان اتِّبَاع الْمَأْمُومين الإِمَام فِي رفع الْيَدَيْنِ وَالثَّانيَِة لإِثْبَات رفع الْيَدَيْنِ للْإِمَام فِي الاسْتِسْقَاء (قلت) الأولى تَتَضَمَّن الثَّانِيَة فَلَا وَجه لهَذَا وَقيل قد قصد بِالثَّانِيَةِ كَيْفيَّة رفع الإِمَام يَده لقَوْله " حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ "
70 -
(حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار قَالَ حَدثنَا يحيى وَابْن أبي عدي عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - لَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء وَإنَّهُ يرفع حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ) مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن أبي عدي هُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَأَبُو عدي كنية إِبْرَاهِيم وَسَعِيد هُوَ ابْن أبي عرُوبَة. والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - عَن عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد وَأخرجه مُسلم فِي الاسْتِسْقَاء عَن أبي مُوسَى وَعَن عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى وَيحيى بن سعيد وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن شُعَيْب بن يُوسُف عَن يحيى بن سعيد وَعَن حميد بن مسْعدَة وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن نصر بن عَليّ بِهِ قَوْله " أبطيه " بِسُكُون الْبَاء قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث ظَاهره يُوهم أَنه لم يرفع صلى الله عليه وسلم َ - يَدَيْهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك بل قد ثَبت رفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء فِي مَوَاطِن غير الاسْتِسْقَاء وَهِي أَكثر من أَن تحصى فيتؤول هَذَا الحَدِيث على أَنه لم يرفع الرّفْع البليغ بِحَيْثُ يرى بَيَاض أبطيه إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء أَو أَن المُرَاد لم أره يرفع وَقد رَآهُ غَيره فَتقدم رِوَايَة المثبتين فِيهِ
(بَاب مَا يُقَال إِذا مطرَت)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا يُقَال إِذا مطرَت أَي السَّمَاء وَفِي بعض النّسخ إِذا مطرَت السَّمَاء بِإِظْهَار الْفَاعِل وَقَالَ الْكرْمَانِي كلمة مَا مَوْصُولَة أَو مَوْصُوفَة أَو استفهامية وَأَخذه بَعضهم فِي شَرحه وَلم يبين وَاحِد مِنْهُمَا حَقِيقَة هَذَا الْكَلَام فَنَقُول إِذا كَانَت مَوْصُولَة يكون التَّقْدِير بَاب فِي بَيَان الَّذِي يُقَال عِنْد الْمَطَر وَأما إِذا كَانَت مَوْصُوفَة فَيكون التَّقْدِير بَاب فِي بَيَان شَيْء يُقَال إِذا مطرَت فَيكون مَا الَّذِي بِمَعْنى شَيْء قد اتّصف بقوله يُقَال إِذا مطرَت وَذَلِكَ كَمَا فِي قَول الشَّاعِر
(رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأَمر
…
لَهُ فُرْجَة كحل العقال)
أَي رب شَيْء تكرره النُّفُوس وَأما الاستفهامية فَيكون التَّقْدِير بَاب فِي بَيَان أَي شَيْء يُقَال إِذا مطرَت قَوْله " مطرَت " بِلَا ألف من الثلاثي الْمُجَرّد رِوَايَة أبي ذَر وَعند الْبَقِيَّة " إِذا أمْطرت " بِالْألف من الثلاثي الْمَزِيد فِيهِ يُقَال مطرَت السَّمَاء تمطر ومطرتهم تمطرهم مَطَرا وأمطرتهم أَصَابَتْهُم بالمطر وأمطرهم الله فِي الْعَذَاب خَاصَّة ذكره ابْن سَيّده قَالَ الْفراء مطرَت السَّمَاء تمطر مَطَرا أَو مَطَرا فالمطر الْمصدر والمطر الِاسْم وناس يَقُولُونَ مطرَت السَّمَاء وأمطرت بِمَعْنى
(وَقَالَ ابْن عَبَّاس كصيب الْمَطَر) أَي قَالَ ابْن عَبَّاس الصيب الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن فِي قَوْله تَعَالَى {أَو كصيب من السَّمَاء} المُرَاد مِنْهُ الْمَطَر وَإِنَّمَا ذكر البُخَارِيّ هَذَا لمناسبته لقَوْله صلى الله عليه وسلم َ - " صيبا نَافِعًا " وَهَذَا تَعْلِيق وَصله أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا أَبُو صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة عَن عَليّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الصيب الْمَطَر وَعَن قَتَادَة وَمُجاهد وَعَطَاء وَالربيع بن أنس الصيب الْمَطَر وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد {أَو كصيب من السَّمَاء} قَالَ أَو كغيث من السَّمَاء وَفِي تَفْسِير الضَّحَّاك الصيب الرزق وَقَالَ سُفْيَان الصيب الَّذِي فِيهِ الْمَطَر (وَقَالَ غَيره صاب وَأصَاب يصوب) أَي قَالَ غير ابْن عَبَّاس كَأَنَّهُ يُشِير بِهِ إِلَى أَن اشتقاقه من الأجوف الواوي وَلَكِن لَا يُقَال أصَاب يصوب وَإِنَّمَا يُقَال صاب يصوب وَأصَاب يُصِيب وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه كَانَ فِي الأَصْل صاب وانصاب كَمَا حَكَاهُ صَاحب الْمُحكم فَسَقَطت النُّون (قلت) لَا يَزُول بِهَذَا الْإِشْكَال بل زَاد الْإِشْكَال إشْكَالًا لِأَنَّهُ لَا يُقَال انصاب يصوب بل يُقَال انصاب ينصاب انصبابا وَالظَّاهِر أَن النساخ قدمُوا لَفْظَة أصَاب على لَفْظَة يصوب وَمَا كَانَ إِلَّا صاب يصوب وَأصَاب وَأَشَارَ بِهِ إِلَى الثلاثي الْمُجَرّد والمزيد فِيهِ وَقد قُلْنَا أَنه أجوف واوي وأصل صاب صوب قلبت الْوَاو ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا ويصوب أَصله يصوب بِسُكُون الصَّاد وَضم الْوَاو فاستثقلت الضمة على الْوَاو فنقلت إِلَى مَا قبلهَا فَصَارَ يصوب وأصل صيب صيوب اجْتمعت الْوَاو وَالْيَاء وسبقت إِحْدَاهمَا بِالسُّكُونِ فقلبت الْوَاو يَاء وأدغمت الْيَاء فِي الْيَاء كسيد وميت وَيُقَال مطر صيب وصيوب وَصوب
71 -
(حَدثنَا مُحَمَّد هُوَ ابْن مقَاتل أَبُو الْحسن الْمروزِي قَالَ أخبرنَا عبد الله قَالَ أخبرنَا عبيد الله عَن نَافِع عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - كَانَ إِذا رأى الْمَطَر قَالَ اللَّهُمَّ صيبا نَافِعًا) مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن فِيهِ مَا يُقَال عِنْد رُؤْيَة الْمَطَر. (ذكر رِجَاله) وهم سِتَّة الأول مُحَمَّد بن مقَاتل أَبُو الْحسن الْمروزِي وَقد مر ذكره. الثَّانِي عبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك. الثَّالِث عبيد الله بن عمر الْعمريّ. الرَّابِع نَافِع مولى ابْن عمر. الْخَامِس الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق. السَّادِس أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا. (ذكر لطائف إِسْنَاده) فِيهِ التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي مَوضِع وَاحِد وَفِيه الْإِخْبَار كَذَلِك فِي موضِعين وَفِيه العنعنة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَفِيه القَوْل فِي موضِعين وَفِيه أَن شَيْخه من أَفْرَاده وَفِيه أَنه بَينه بقوله هُوَ ابْن مقَاتل وَفِيه عبد الله بِالتَّكْبِيرِ وَعبيد الله بِالتَّصْغِيرِ وَفِيه أَن نَافِعًا من جملَة من روى عَن عَائِشَة وَفِيه نزل عَنْهَا وَفِيه عبيد الله من جملَة من سمع عَن الْقَاسِم وَفِيه نزل عَنهُ مَعَ أَن معمرا قد رَوَاهُ عَن عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم نَفسه بِإِسْقَاط نَافِع من السَّنَد أخرجه عبد الرَّزَّاق عَنهُ وَفِيه أَن شَيْخه وَشَيخ شَيْخه رازيان وَالثَّلَاثَة الْبَقِيَّة مدنيون وَفِيه رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن التَّابِعِيّ عَن الصحابية (ذكر من أخرجه غَيره) أخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن مَحْمُود بن خَالِد وَعَن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب وَعَن عَبدة بن عبد الرَّحِيم وَعَن عَمْرو بن عَليّ وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الدُّعَاء عَن هِشَام بن عمار (ذكر مَعْنَاهُ) قَوْله " اللَّهُمَّ صيبا نَافِعًا " كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَفِي رِوَايَة لَيست لَفْظَة اللَّهُمَّ وصيبا مَنْصُوب بِفعل مُقَدّر تَقْدِيره يَا الله اجْعَل صيبا نَافِعًا ونافعا صفة صيبا وَقَالَ الْكرْمَانِي وَفِي بعض الرِّوَايَات " صبا نَافِعًا " من الصب أَي اصببه صبا نَافِعًا وَاحْترز بقوله " نَافِعًا " عَن الصيب الضار وَقَالَ ابْن قرقول ضَبطه الْقَابِسِيّ صيبا بِالتَّخْفِيفِ وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد " كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - إِذا رأى ناشئا فِي أفق السَّمَاء ترك الْعَمَل وَإِن كَانَ فِي صَلَاة ثمَّ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرها فَإِن مُطِرْنَا قَالَ اللَّهُمَّ صيبا هَنِيئًا " وَعند النَّسَائِيّ " كَانَ إِذا مُطِرُوا قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سيبا نَافِعًا " وَعند ابْن مَاجَه " إِذا رأى سحابا مُقبلا من أفق من الْآفَاق ترك مَا هُوَ فِيهِ وَإِن كَانَ فِي صَلَاة حَتَّى يستقبله فَيَقُول اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من شَرّ من أرسل بِهِ فَإِن أمطر قَالَ اللَّهُمَّ سيبا نَافِعًا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا