الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لماذا يُجهر بالتأمين ولا يجهر بالبسملة في الفاتحة
؟!
المجيب سعد بن عبد العزيز الشويرخ
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الصلاة/ صفة الصلاة /القراءة في الصلاة
التاريخ 25/04/1425هـ
السؤال
لماذا لا ننطق"بسم الله الرحمن الرحيم" في سورة الفاتحة في الصلاة، وهي آية رقم (1) في القرآن، وننطق آمين وهي غير موجودة في الفاتحة؟.
الجواب
بالنسبة لـ "بسم الله الرحمن الرحيم" لا ينطق بها جهراً، وإنما ينطق بها سراً، و"بسم الله الرحمن الرحيم" هي آية من القرآن وليست آية من كل سورة باستثناء سورة النمل:"إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم"[النمل:30] ، فالإجماع منعقد على أن البسملة بعض آية من سورة النمل، أما ما عدا سورة النمل فهي آية للفصل بين السور، وليست آية من كل سورة لما رواه الخمسة الترمذي (2891) ، والنسائي في الكبرى (11612) ، وأبو داود (1400) ، وابن ماجة (3786) ، وأحمد (7975) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "سورة من القرآن ثلاثون آية تشهد لصاحبها حتى يغفر له، تبارك الذي بيده الملك"، وعدد آيات الملك ثلاثون آية بدون البسملة، وكذلك ما جاء في صحيح مسلم (395) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله عز وجل: حمدني عبدي....إلى آخر الحديث"، ولو كانت البسملة من الفاتحة لذكرت، وكذلك جاء في صحيح مسلم (400) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ: إنا أعطيناك الكوثر" ولم يذكر البسملة، فالراجح من أقوال أهل العلم أن البسملة ليست آية من كل سورة، وإنما هي آية للفصل بين السور يبدأ بها قبل قراءة هذه السورة، وعلى هذا؛ فالبسملة يؤتى بها عند بداية قراءة الفاتحة؛ لأنه يؤتى بها عند بداية كل سورة، وكذلك في الصلاة قبل الفاتحة يأتي بالاستعاذة لعموم قوله تعالى:"فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم"[النحل:98]، يعني: إذا أردت قراءة القرآن.
وبالنسبة لـ (آمين) ، لأن النصوص وردت بها، فقد جاء في الصحيحين البخاري (780)، ومسلم (410) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمَّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" ومعنى آمين أي استجب، وهي طابع الدعاء، فكان من المناسب بعد أن سأل المؤمن ربه الهداية للصراط المستقيم أن يؤمن على ذلك، وكذلك وردت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود (932) من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه-قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة الفاتحة قال: آمين، وفيه أي أبي داود (937) أيضاً أن بلالاً رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:"لا تفتني بآمين" فقد تواردت عليها السنة القولية والفعلية.