الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنتقاض طهارة الإمام
المجيب د. عبد الله بن ناصر السلمي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
كتاب الصلاة/مبطلات الصلاة
التاريخ 18/12/1423هـ
السؤال
أنا شاب حافظ لكتاب الله وأتقدم للإمامة بالناس في بعض الأحيان، وقد حصل لي في مرة من المرات أن تقدمت بمجموعة من الناس وفجأة أحسست بخروج بسيط للمذي، ففكرت في قطع الصلاة لكني تذكرت أن الذين خلفي قد لا يفهموا التصرف في هذه الحالة حيث إن معظمهم من العوام والغير متعلمين، وكان أن أكملت الصلاة، ويعلم الله أني كلما تذكرت ذلك اليوم أصابني الخوف من الله على فعلي هذا، فماذا يجب علي في هذه الحالة؟ وهل صلاتهم صحيحة؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، أما صلاة المأمومين فالراجح ومذهب جمهور أهل العلم خلافاً للحنابلة على أن صلاتهم صحيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم" البخاري (694) ولقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما رواه البيهقي بسند لا بأس به، أنه قال:"الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين" والإمام يتحمل أخطاءه، وأما المأمومون فإن صلاتهم صحيحة وقد روى ابن المنذر في الأوسط وعبد الرزاق أن عمر رضي الله عنه صلى بالناس يوماً في السفر حتى إذا بلغ الجرف -وهو موقع خارج المدينة- أحس بللاً في ملابسه فنظر فإذا هي أثر مني -هذا ساعة الفجر- فاغتسل وأعاد الصلاة ولم يأمر من خلفه بأن يعيدوا" وهذا هو الراجح، والله أعلم.
أما الإمام فإنه إذا أحس بخروج شيء فإن الإحساس لا بد أن يتقين منه ولا يجوز للإنسان أن يخرج من الصلاة إلا مع العلم اليقيني أو الذي يغلب على الظن الأكيد، فإذا أحس بذلك الخروج أو إذا خرج فإنه يخرج ويجب عليه أن يقطع صلاته، وأما المأمومون فهم بالخيار، إما أن يقدموا إماماً يؤمهم وهذا أقرب كما تقدم النبي صلى الله عليه وسلم في المرض الذي مات فيه بعد أبي بكر، وهذا يدل على تغيير الإمام إلى إمام آخر، وإن شاءوا أن يصلي كل إنسان على حده فهم بالخيار، وإن كان الحنابلة يقوون القول الثاني والراجح هو جواز الأمرين، ولو تقدم إمام منهم لم يكن بعيداً، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما تقدم في مرضه الذي مات فيه، هذا هو الراجح، وقد ذكر الحنفية أن الإنسان إذا صلى متعمداً على غير طهارة أنه يكفر، وإن كان هذا الكلام ليس بجيد، لكن يدل على أن هذه كبيرة من كبائر الذنوب وأن الإنسان يحرم عليه أن يفعل هذا، وأما الإنسان لأجل جهله وعدم علمه فنسأل الله أن يغفر له زلله وخطأه، ويسارع في التوبة والاستغفار ولا حرج عليه في ذلك إن شاء الله للجهل وعدم العلم، والله أعلم.