الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الترهيب أن يتسمع حديث قوم يكرهون أن يسمعه]
4136 -
عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من تحلم بحلم لم يره كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين وَلنْ يفعل وَمن اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صب فِي أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة وَمن صور صُورَة عذب أَو كلف أَن ينْفخ فِيهَا الرّوح وَلَيْسَ بنافخ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَغَيره الآنك بِمد الْهمزَة وَضم النُّون هُوَ الرصاص الْمُذَاب
(1)
.
قوله: عن ابن عباس رضي الله عنهما، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل" تحلم: قال الخطابي: معناه أن يكذب بما لم يره في منامه يقال: حلم الرجل يحلم إذا رأى حلما وحلم يحلم بضم اللام إذا صار حليما وحلم الأديم بكسر اللام إذا فسر، ومعنى عقد الشعير أنه يكلف ما لا يمكن ليطول عذابه في النار وذلك أن عقد ما بين طرفي الشعير ممكن
(2)
.
وقال غير الخطابي: يقال حلم بالفتح إذا رأى وتحلم إذا ادعى الرؤيا كاذبا
(3)
، فقوله:"من تحلم بحلم لم يره" أي: زعم أنه رأى مناما لم يره وهذا
(1)
أخرجه البخاري (7042)، وأبو داود (5024)، والترمذي (1751).
(2)
معالم السنن (4/ 140).
(3)
المجموع المغيث (1/ 492).
لما رأى ذكر رؤية ما لم يره كلف فعل ما لم يفعل وهو العقد بين شعيرتين، فإن قال قائل: كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين، فقد أجاب عنه ابن جرير الطبري: فقال: قد صح الحديث أن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والنبوة لا تكون إلا وحيا، والكاذب على اللَّه أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه
(1)
. أ، هـ، وكذا قاله في النهاية
(2)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة" الآنك: بمد الهمزة وضم النون هو الرصاص المذاب، قاله المنذري.
قوله: ومن صور صورة عذب أو كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ، سيأتي الكلام على من صور صورة في بابه إن شاء اللَّه تعالى، وروي أبو بكر بن أبي الدنيا بإسناده أن عمر بن سعد هذا ضرب عبدا لأبيه سوط فأقبل الغلام إلى سعد ودمه يسيل على عقبه، قال مالك: فأخبره فقال: اللهم اقتل عمر وأسل دمه، قال: فمات الغلام وقتل المختار عمر بن سعد
(3)
وولد عمر المذكور في العام الذي مات فيه عمر بن الخطاب وقتله المختار سنة خمس
(1)
كشف المشكل (2/ 431).
(2)
النهاية (1/ 434).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة (27).
وستين وقيل سنة ست وستين وقيل سنة سبع وستين والمشهور أنه قتله سنة ست وستين وعمر بن سعد بن أبي وقاص المذكور له ولد يسمى عثمان بن عبد الرحمن [بن سعد بن أبي وقاص الزهري أبو عمرو المدني يروى عن عطاء وعنه يونس بن بكير وغيره قال البخاري وغيره متروك
(1)
].
(1)
تهذيب الكمال (19/ ترجمة 3837)، وتهذيب التهذيب (7/ ترجمة 279).