المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأَفاصَ الضَّبُّ عَنْ يَدِهِ: انْفَرَجَتْ أَصابعُه عَنْهُ فخَلَص. اللَّيْثُ: يُقَالُ - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: وأَفاصَ الضَّبُّ عَنْ يَدِهِ: انْفَرَجَتْ أَصابعُه عَنْهُ فخَلَص. اللَّيْثُ: يُقَالُ

وأَفاصَ الضَّبُّ عَنْ يَدِهِ: انْفَرَجَتْ أَصابعُه عَنْهُ فخَلَص. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَبَضْت عَلَى ذَنْبِ الضَّبِّ فأَفاصَ مِنْ يَدِي حَتَّى خلَص ذَنبه وَهُوَ حِينُ تَنْفَرِجُ أَصابعُك عَنْ مقْبِض ذَنْبِهِ، وَهُوَ التفاوُص. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ قَبَضْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَفِصْ وَلَمْ يَنْزُ وَلَمْ يَنُصْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَيُقَالُ وَاللَّهِ مَا فِصْت كَمَا يُقَالُ: وَاللَّهِ مَا بَرِحْت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي مَعْنَاهُ اسْتفاصَ؛ قَالَ الأَعشى:

وَقَدْ أَعْلَقَتْ حَلَقات الشَّباب،

فأَنَّى لِيَ اليومَ أَن أَسْتَفِيصا؟

قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُمْ مَا عَنْهُ مَحِيصٌ وَلَا مَفِيصٌ أَي مَا عَنْهُ مَحِيدٌ. وَمَا اسْتَطَعْتُ أَن أَفِيصَ مِنْهُ أَي أَحِيدَ؛ وَقَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ:

مَنابِتُه مِثْل السَّدوسِ، ولَوْنُه

كشَوْكِ السَّيال، فَهُوَ عَذْبٌ يَفِيص

قَالَ الأَصمعي: مَا أَدْرِي مَا يَفِيص، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ فاصَ فِي الأَرض أَي قَطَر وذَهَب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ يَفِيصُ يَبْرُق، وَقِيلَ يَتَكَلَّمُ، يُقَالُ: فاصَ لِسانُه بِالْكَلَامِ وأَفاصَ الكلامَ أَبانَه، فَيَكُونُ يَفِيصُ عَلَى هَذَا حَالًا أَي هُوَ عَذْبٌ فِي حَالِ كَلَامِهِ. وَيُقَالُ: مَا فِصْتُ أَي مَا بَرِحْت، وَمَا فِصْتُ أَفعل أَي مَا بَرِحْت، وَمَا لكَ عَنْ ذَلِكَ مَفِيصٌ أَي مَعْدِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

‌فصل القاف

قبص: القَبْصُ: التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها. قَبَصَ يَقْبِصُ قَبْصاً: تناوَلَ بأَطراف الأَصابع، وَهُوَ دُونَ القَبْضِ. وقرأَ الْحَسَنُ:

فقَبَصْت قُبْصةً مِنْ أَثَر الرَّسُولِ

، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الْفِعْلِ، وقراءَة الْعَامَّةِ: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً. الْفَرَّاءُ: القَبْضةُ بالكفِّ كُلِّهَا، والقَبْصة بأَطراف الأَصابع، والقُبْصَة والقَبْصةُ: اسْمُ مَا تَناوَلْتَه بِعَيْنِهِ، والقَبِيصةُ: مَا تناوَلْته بأَطراف أَصابعك، والقَبْصةُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا حَمَلَتْ كَفَّاك. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه دَعَا بتَمْرٍ فَجَعَلَ بِلالٌ يجيءُ بِهِ قُبَصاً قُبَصاً

؛ هِيَ جَمْعُ قُبْصةٍ، وَهِيَ مَا قُبِصَ كالغُرْفةِ لِمَا غُرِفَ. وَفِي حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ، يَعْنِي القُبَصَ الَّتِي تُعْطَى الفُقراءَ عِنْدَ الْحَصَادِ.

ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ حديثَ بِلَالٍ وَمُجَاهِدٍ فِي الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَذَكَرَهُمَا غَيْرُهُ فِي الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَكِلَاهُمَا جَائِزَانِ وإِن اخْتَلَفَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي بُرْدَةَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبي بَكْرٍ ففَتَح بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِصُ لِي مِنْ زَبِيب الطَّائِفِ.

والقَبِيصُ والقَبِيصةُ: الترابُ الْمَجْمُوعُ. وقِبْصُ النملِ وقَبْصُه: مُجْتَمعُه. اللَّيْثُ: القِبْصُ مُجْتَمَعُ النَّمْلِ الْكَبِيرُ الْكَثِيرُ. يُقَالُ: إِنهم لَفِي قِبْصِ الْحَصَى أَي فِي كَثْرَتِهَا لَا يُسْتطاع عَدُّه مِنْ كَثْرَتِهِ. والقِبْصُ والقَبْصُ: العدَد الْكَثِيرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: العددُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَتَخْرُجُ عَلَيْهِمْ قَوَابِص

أَي طَوَائِفُ وَجَمَاعَاتٌ، واحدَتُها قابِصةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

لَكُمْ مَسْجِدا اللَّهِ المزُوران، وَالْحَصَى

لَكُمْ قِبْصُه مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرا

أَي مِنْ بَيْنِ مُثْر ومُقِلٍّ، وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن عُمَرَ، رضي الله عنه، أَتى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، وَعِنْدَهُ قِبْصٌ مِنَ النَّاسِ

؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ، وَهُوَ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنْ القَبْص. يُقَالُ: إِنهم

ص: 68

لَفِي قِبص الْحَصَى. والقَبَصُ: الخِفَّةُ وَالنَّشَاطُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وَقَدْ قَبِصَ الرجلُ، فَهُوَ قَبِصٌ. والقَبْصُ والقِبِصَّى: عَدْوٌ شديدٌ، وَقِيلَ: عَدْوٌ كأَنه يَنْزُو فِيهِ، وَقَدْ قَبَصَ يَقْبِصُ؛ قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ قَبَضَ:

وتَعْدُو القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى،

وَلَمْ تَدْرِ مَا بالِي، وَلَمْ أَدْرِ مَا لَهَا

قَالَ: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبَصَ، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، يَقْبِصُ إِذا نزَا، فَهُمَا لُغَتَانِ، قَالَ: وأَحسب بَيْتَ الشَّمَّاخِ يُرْوَى: وتَعْدُو القِبِصَّى، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو عَمْرٍو يَرْوِيه القِبِضَّى، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، مأْخوذ مِنَ القَباضة وَهِيَ السُّرعة، وَوَجْهُ الأَول أَنه مأْخوذ مِنَ القَبَص وَهُوَ النَّشَاطُ، وَرَوَاهُ المُهَلَّبيُّ القِمِصَّى وَجَعَلَهُ مِنَ القِماصِ. وَفِي حَدِيثُ الإِسراء والبُراقِ:

فعَمِلَت بأُذُنَيها وقَبَصَت

أَي أَسرعت. وَفِي حَدِيثِ الْمُعْتَدَّةِ لِلْوَفَاةِ:

ثُمَّ تُؤْتى بدابةٍ شاةٍ أَو طيرٍ فتَقْبِصُ بِهِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ بِالْقَافِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، أَي تعدُو مُسْرِعَةً نحوَ مَنْزِل أَبَوَيْها لأَنها كالمُسْتَحْيِيَةِ مِنْ قُبْحِ مَنْظَرِها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْفَاءِ وَالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ قَبَصَ الفرسُ يَقْبِصُ إِذا نَزَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رِكَابًا:

فيَقْبِصْنَ مِنْ سادٍ وعادٍ وواخدٍ،

كَمَا انْصاعَ بالسِّيِّ النعامُ النوافرُ

والقَبُوصُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي إِذا رَكَض لَمْ يَمَسَّ الأَرض إِلا أَطرافُ سَنابِكه مِنْ قُدُم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

سَلِيم الرَّجْع طَهْطاه قَبُوص

وَقِيلَ: هُوَ الوَثِيقُ الخَلْق. والقَبْصُ والقَبَصُ: وجَعٌ يُصِيبُ الْكَبِدَ عَنْ أَكل التَّمْرِ عَلَى الرِّيقِ وشُرْب الْمَاءِ عَلَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ،

جلودُهم أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ القُمُصْ

ويروى الحُجاف، تَقُولُ مِنْهُ: قَبِصَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ

أَسماء قَالَتْ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي الْمَنَامِ فسأَلني: كَيْفَ بَنُوكِ؟ قلتُ: يُقْبَصُون قَبْصاً شديداً، فأَعطاني حَبّة سَوْدَاءَ كالشُّونِيز شِفاء لَهُمْ، وَقَالَ: أَما السامُ فَلَا أَشْفي مِنْهُ

، يُقْبَصُون أَي يُجْمع بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ مِنْ شِدَّةِ الحُمّى. والأَقْبَصُ مِنَ الرِّجَالِ: العظيمُ الرأْس، قَبِصَ قَبَصاً. والقَبَصُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ هامةٌ قَبْصاءُ عظيمةٌ ضَخْمَةٌ مُرْتُفِعَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

بهامةٍ قَبْصاءَ كالمِهْراسِ

والقَبَصُ فِي الرأْس: ارتفاعٌ فِيهِ وعِظَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قَبْصاء لَمْ تُفْطَحْ وَلَمْ تُكَتّل

يَعْنِي الْهَامَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مِنْ حينَ قَبِصَ

أَي شَبَّ وَارْتَفَعَ. والقَبَصُ: ارتفاعٌ فِي الرأْس وعِظَمٌ. والقَبْصةُ: الجرادةُ الْكَبِيرَةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِقْبَصُ: المِقْوَسُ وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُمدّ بَيْنَ أَيدي الْخَيْلِ فِي الحَلْبة إِذا سُوبِقَ بَيْنَهَا؛ وَمِنْهُ

ص: 69

قَوْلُهُمْ:

أَخَذْتُ فُلَانًا عَلَى المقْبَص

وقَبِيصةُ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ إِياس بْنُ قَبِيصة الطائي.

قرص: القَرْص بالأُصبعين، وَقِيلَ: القَرْص التَّجْمِيشُ والغَمْز بالأُصبع حَتَّى تُؤْلمه، قرَصَه يَقْرُصه، بِالضَّمِّ، قَرْصاً. وقَرْصُ البراغيثِ: لَسْعُها. وَيُقَالُ مَثَلًا: قَرَصَه بِلِسَانِهِ. والقارِصةُ: الكلمةُ المؤْذية؛ قال الفرزدق:

قوارِصُ تَأْتِيني وتَحْتَقِرونَها،

وَقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَيُفْعَم

وَقَالَ اللَّيْثُ: القَرْصُ بِاللِّسَانِ والأُصبع. يُقَالُ: لَا يَزَالُ تَقْرُصُني مِنْهُ قارِصةٌ أَي كَلِمَةٌ مُؤْذِيَةٌ. قَالَ: والقَرْص بالأَصابع قَبْضٌ عَلَى الْجِلْدِ بأُصبعين حَتَّى يُؤلَم. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أَنه قَضى فِي القارِصة والقامِصَة والواقِصَة بالدِّيَة أَثلاثاً

؛ هُنَّ ثلاثُ جوارٍ كُنّ يلْعَبْن فتراكَبْنَ، فقَرَصَت السُّفْلى الوُسْطى فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْيا فوَقَصَت عُنُقَها، فجعلَ ثُلْثَيِ الدِّيَةِ عَلَى الثِّنْثَيْن وأَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْيا لأَنها أَعانَت عَلَى نفسِها؛ جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا وَهُوَ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ. القارِصةُ: اسمُ فَاعِلَةٍ مِنَ القَرْص بالأَصابع. وَشَرَابٌ قارِصٌ: يَحْذي اللسانَ، قَرَصَ يَقْرُص قَرْصاً. والقارِصُ: الحامِض مِنْ أَلْبان الإِبل خَاصَّةً. والقُمارِصُ: كالقارِص مِثَالُهُ فُماعِلٌ، هَذَا فِيمَنْ جَعَلَ الْمِيمَ زَائِدَةً وَقَدْ جَعَلَهَا بَعْضُهُمْ أَصلًا وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَقِيلَ: القارصُ اللَّبَنُ الَّذِي يَحْذي اللِّسَانَ فأَطلق وَلَمْ يُخَصَّصِ الإِبل. وَفِي الْمَثَلِ: عَدا القارصُ فحَزَر أَي جاوَزَ الحدَّ إِلى أَن حَمِضَ يَعْنِي تفاقَم الأَمْرُ واشتدَّ. وَقَالَ الأَصمعي وَحْدَهُ: إِذا حَذَى اللبنُ اللسانَ فَهُوَ قارِصٌ؛ وأَنشد الأَزهري لِبَعْضِ الْعَرَبِ:

يَا رُبّ شاةٍ شاصِ

فِي رَبْرَبٍ خِماصِ،

يأْكلْن مِنْ قُرَّاصِ

وحَمَصِيصٍ آصِ،

كفِلَق الرَّصاصِ،

يَنْظُرن مِنْ خَصاصِ

بأَعْيُنٍ شَواصِ،

يَنْطَحْنَ بالصَّياصي،

عارَضَها قَنَّاصُ

«6» بأَكْلُبٍ مِلاصِ

آصِ: مُتَّصِلٌ مِثْلُ وَاصٍ. شَاصِ: مُنْتصبٍ. والمَقارِصُ: الأَوْعية الَّتِي يُقَرَّصُ فِيهَا اللَّبَنُ، الْوَاحِدَةُ مِقْرَصة؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ:

وأَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْيكمْ،

إِذا جَعَلَتْ مَا فِي المَقارِص تَهْدِرُ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَيْرٍ: لَقارِصٌ قُمارِصٌ يقطرُ مِنْهُ الْبَوْلُ

؛ القُمارص: الشَّدِيدُ القَرْص، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ؛ أَراد اللبنَ الَّذِي يَقْرُص اللِّسَانَ مِنْ حُموضتِه، والقُمارِص تأْكيدٌ لَهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ رِجْزُ ابْنِ الأَكوع:

لَكِنْ غَذاها اللبنُ الخَرِيفُ

المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: القُمارِصُ إِتباع وإِشباع؛ أَراد لَبَنًا شديدَ الْحُمُوضَةِ يُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لِشِدَّةِ حموضته.

(6). في هذا الشطر إقواء.

ص: 70

والمُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، وَقَدْ قَرَصَه وقَرّصَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن امرأَة سأَلَته عَنْ دَمِ الحيضُ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: قَرِّصِيه بِالْمَاءِ

أَي قَطِّعِيه بِهِ، وَيُرْوَى:

اقْرُصِيه

بِمَاءٍ أَي اغْسِلِيهِ بأَطراف أَصابعك، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيه بِمَاءٍ وَسِدْرٍ

؛ القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع والأَظفارِ مَعَ صَبِّ الْمَاءِ عَلَيْهِ حَتَّى يَذْهَبَ أَثره، والتقْرِيصُ مِثْلُهُ. قَالَ: قَرَصْتُه وقَرّصْتُه وَهُوَ أَبلغ فِي غَسْل الدَّمِ مِنْ غَسْلِهِ بِجَمِيعِ الْيَدِ. والقُرْص: مِنَ الْخُبْزِ وَمَا أَشبهه. وَيُقَالُ للمرأَة: قَرِّصي الْعَجِينَ أَي سَوِّيهِ قِرَصة. وقَرَّصَ الْعَجِينَ: قَطَّعَهُ لِيَبْسُطَهُ قُرْصَةً قُرْصَة، وَالتَّشْدِيدُ لِلتَّكْثِيرِ. وَقَدْ يَقُولُونَ لِلصَّغِيرَةِ جِدًّا: قُرْصة وَاحِدَةٌ، قَالَ: وَالتَّذْكِيرُ أَكثر، قَالَ: وَكُلَّمَا أَخذت شَيْئًا بَيْنَ شَيْئَيْنِ أَو قَطَّعْتَهُ، فَقَدْ قَرَّصْته، والقُرْصةُ والقُرْصُ: الْقِطْعَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَقْراصٌ وقِرَصةٌ وقِراصٌ. وقَرَصَت المرأَة العَجينَ تَقْرصُهُ قَرْصاً وقَرّصَته تَقْريصاً أَي قَطّعَتْه قُرْصَة قُرْصة. وَفِي الْحَدِيثِ:

فأُتِيَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِير

؛ القِرصَةُ، بِوَزْنِ العِنَبة: جَمْعُ قُرْصٍ وَهُوَ الرَّغِيفُ كجُحْر وجِحَرة. وقُرْصُ الشَّمْسِ: عَيْنُها وَتُسَمَّى عينُ الشَّمْسِ قُرْصةً عِنْدَ غَيْبُوبَتِهَا. والقُرص: عَيْنُ الشَّمْسِ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقَدْ تُسَمَّى بِهِ عامةُ الشَّمْسِ. وأَحمرُ قُرّاصٌ أَي أَحمر غَلِيظٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُرّاصُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي السُّهولة والقِيعان والأَوْدية والجَدَدِ وزهرهُ أَصفرُ وَهُوَ حارٌّ حَامِضٌ، يَقْرُص إِذا أُكِل مِنْهُ شَيْءٌ، واحدتُه قُرّاصةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرّاص يُنْبِتُ نباتَ الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو، وَلَهُ زَهْرٌ أَصفر تَجْرُسُه النَّخْلُ، وَلَهُ حَرَارَةٌ كَحَرَارَةِ الجِرْجِير وحبٌّ صِغَارٌ أَحمر والسوامُّ تحبُّه، وَقَدْ قِيلَ: إِن القُرّاصَ البابونَج وَهُوَ نَور الأُقْحُوان إِذا يَبِس، واحدتُها قُرّاصة. والمَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ. وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بِالْجَوْهَرِ. والقَرِيصٌ: ضَرْبٌ مِنَ الأُدْم. وقُرْصٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص:

ثُمَّ عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا القارِبات

الْمَاءَ مِنْ أَيْنِ الكَلال

نحوَ قُرْصٍ، ثُمَّ جَالَتْ جَوْلَة الخيلِ

قُبّاً، عَنْ يَمينٍ وشِمَال

أَضاف الأَيْنَ إِلى الكَلال وإِن تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا، لأَنه أَراد بالأَيْنِ الفُتور وبالكَلال الإِعْياءَ.

قرفص: القَرْفَصةُ: شَدُّ الْيَدَيْنِ تَحْتَ الرِّجْلَيْنِ، وَقَدْ قَرْفَص قَرْفَصةً وقِرْفاصاً. وقَرْفَصْتَ الرَّجُلَ إِذا شَدَدْته؛ القَرْفَصةُ: أَن تَجْمَع الإِنسان وتشُدَّ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ظَلَّتْ عَلَيْهِ عُقابُ الموتِ ساقِطةً،

قَدْ قَرْفَصَتْ رُوحَه تِلْكَ المَخالِيبُ

والقَرافِصةُ: اللُّصوصُ المتجاهِرُون يُقَرْفِصُون النَّاسَ، سُمُّوا قَرافِصةً لِشَدِّهِمْ يدَ الأَسِير تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وقَرْفَصَ الشيءَ: جَمَعَهُ. وَجَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ

ص: 71

ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو الْمَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه، وَهِيَ جلْسة الأَعراب؛ وأَنشد:

لَوِ امْتَخَطْتَ وَبَراً وضَبّا،

وَلَمْ تَنَلْ غيرَ الجمالِ كَسْبا،

وَلَوْ نَكَحْتَ جُرْهُماً وكَلْبا،

وقَيسَ عَيْلانَ الكِرامَ الغُلْبا،

ثُمَّ جلَسْتَ القُرفُصا مُنْكبّا،

تَحْكي أَعارِيبَ فلاةٍ هُلْبا،

ثُمَّ اتخَذْتَ اللاتَ فِينَا رَبّا،

مَا كنتَ إِلا نَبَطِيّاً قَلْبا

وَفِي حَدِيثِ

قَيْلة: أَنها وَفَدَتْ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فرأَته وَهُوَ جالسٌ القُرْفُصاءَ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القُرْفُصاءُ جِلْسةُ الْمُحْتَبِي إِلا أَنه لَا يَحْتبي بِثَوْبٍ وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُ يَدَيْهِ مَكَانَ الثَّوْبِ عَلَى سَاقَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَلَسَ فُلَانٌ القُرْفُصاء، مَمْدُودٌ مَضْمُومٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: القِرْفِصَا، مَكْسُورُ الأَول مَقْصُورٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَعَدَ القُرْفُصا، وَهُوَ أَن يَقْعُدَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَيَجْمَعَ رُكْبَتَيْهِ وَيَقْبِضَ يَدَيْهِ إِلى صَدْرِهِ.

قرمص: القُرْمُوص والقِرْماصُ: حُفْرَةٌ يَسْتَدْفِئُ فِيهَا الإِنسان الصَّردُ مِنَ البَرْدِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ:

أَلِفَ الحَمامةُ مَدْخَلَ القِرْماصِ

وَالْجَمْعُ القرامِيص؛ قَالَ:

جاءَ الشِّتاء وَلَمَّا أَتخِذْ رَبَضاً،

يَا ويْحَ كَفَّيّ مِنْ حَفْرِ القَرامِيص

وقَرْمَصَ وتَقَرْمَصَ: دَخَلَ فِيهَا وتَقَبَّض، وقَرْمَصَها وتقَرْمَصَها: عمِلَها؛ قَالَ:

فاعمِدْ إِلى أَهل الوَقِير، فإِنما

يَخْشَى أَذاك مُقَرْمِصُ الزَّرْبِ «1»

والقُرْمُوص: حفرةُ الصَّائِدِ. قَالَ الأَزهري: كُنْتُ بِالْبَادِيَةِ فَهَبَّتْ رِيحٌ غَرْبِيَّةٌ فرأَيت مَنْ لَا كِنَّ لَهُمْ مِنْ خَدَمِهم يَحْتَفِرُونَ حُفَراً ويتقَبّضون فِيهَا ويُلْقُون أَهْدامَهم فَوْقَهُمْ يَرُدُّون بِذَلِكَ بَرْدَ الشَّمال عَنْهُمْ، وَيُسَمُّونَ تِلْكَ الحُفَرَ القرامِيصَ، وَقَدْ تَقَرْمَصَ الرَّجُلُ فِي قُرْموصه. والقُرْموصُ: وكْرُ الطَّائِرِ حَيْثُ يَفْحَصُ فِي الأَرض؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ:

عَنْ ذِي قرامِيصَ لَهَا مُحَجّل

قَالَ: قَرامِيصُ ضَرْعُهَا بواطنُ أَفخاذِها فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ؛ قَالَ: وإِنما أَراد أَنها تُؤَثِّرُ لِعَظْمِ ضَرْعِهَا إِذا بَرَكَتْ مِثْلَ قُرْموصِ القطاة إِذا جَثَتْ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي وَجْهِهِ قِرْماصٌ إِذا كَانَ قَصِيرَ الْخَدَّيْنِ. والقُرْموصُ: عُشُّ الطَّائِرِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ عُشَّ الْحَمَامِ؛ قَالَ الأَعشى:

وَذَا شُرُفاتٍ يقصرُ الطَّرْفُ دُونَهُ،

تَرَى للحَمامِ الوُرْقِ فِيهَا قَرامِصا

حَذَفَ يَاءَ قَرَامِيصَ لِلضَّرُورَةِ وَلَمْ يَقُلْ قَرَامِيصَ، وإِن احْتَمَلَهُ الْوَزْنُ لأَن الْقِطْعَةَ مِنَ الضَّرْبِ الثَّانِي مِنَ الطَّوِيلِ، وَلَوْ أَتم لَكَانَ مِنَ الضَّرْبِ الأَول منه، قال

(1). قوله [الزرب] هكذا ضبط في الأصل.

ص: 72

ابْنُ بَرِّيٍّ: والقُرْموصُ وَكْرُ الطَّيْرِ، يُقَالُ مِنْهُ: قَرْمَصَ الرجلُ وَالطَّائِرُ إِذا دَخَلَا القُرْموصَ، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى أَيضاً. وَفِي مُنَاظَرَةِ ذِي الرمة ورؤبة: مَا تقَرْمَص سبُعٌ قُرْموصاً إِلا بِقَضَاءٍ؛ القُرْموصُ: حُفْرَةٌ يَحْتَفِرُهَا الرَّجُلُ يَكْتَنّ فِيهَا مِنَ البَرْد ويأْوي إِليها الصَّيْدُ، وَهِيَ وَاسِعَةُ الْجَوْفِ ضَيِّقَةُ الرأْس، وتَقَرْمَص السَّبُعُ إِذا دخلَها لِلِاصْطِيَادِ. وقَرامِيصُ الأَمر: سعَتُه مِنْ جَوَانِبُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَاحِدُهَا قُرْموص؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا فَتَفَهَّمَ وَجْهَ التَّخْلِيطِ فِيهِ. ولَبَنٌ قُرامِصٌ: قارِصٌ.

قرنص: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: القَرانِيصُ خَرَزٌ فِي أَعلى الْخُفِّ، واحدُها قُرْنوصٌ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلْبَازِي إِذا كَرَّزَ: قَدْ قُرْنِصَ قَرْنَصةً وقُرْنِسَ. وبازٍ مُقَرْنَصٌ أَي مُقْتَنًى لِلِاصْطِيَادِ، وَقَدْ قَرْنَصْته أَي اقْتنيته. وَيُقَالُ: قَرْنَصْت الْبَازِي إِذا رَبَطْتَهُ لِيَسْقُطَ ريشُه، فَهُوَ مُقَرْنَص. وَحَكَى اللَّيْثُ: قَرْنَسَ الْبَازِي، بِالسِّينِ، مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ. وقَرْنَصَ الديكُ وقَرْنَسَ إِذا فَرّ مِنْ ديك آخر.

قصص: قَصَّ الشَّعْرَ وَالصُّوفَ وَالظُّفْرَ يقُصُّه قَصّاً وقَصّصَه وقَصّاه عَلَى التَّحْوِيلِ: قَطعَه. وقُصاصةُ الشَّعْرِ: مَا قُصّ مِنْهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وَطَائِرٌ مَقْصُوص الْجَنَاحِ. وقُصَاصُ الشَّعْرِ، بِالضَّمِّ، وقَصَاصُه وقِصاصُه، وَالضَّمُّ أَعلى: نهايةُ مَنْبَتِهِ ومُنْقَطعه عَلَى الرأْس فِي وَسَطِهِ، وَقِيلَ: قُصاصُ الشَّعْرِ حدُّ الْقَفَا، وَقِيلَ: هُوَ حَيْثُ تَنْتَهِي نبْتتُه مِنْ مُقدَّمه ومؤخَّره، وَقِيلَ: قُصاص الشَّعْرِ نهايةُ مَنْبَتِهِ مِنْ مُقدَّم الرأْس. وَيُقَالُ: هُوَ مَا اسْتَدَارَ بِهِ كُلِّهُ مِنْ خَلْفٍ وأَمام وَمَا حَوَالَيْهِ، وَيُقَالُ: قُصاصَة الشَّعْرِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ ضربَه عَلَى قُصاصِ شَعْرِهِ ومقَصّ وَمَقَاصِ. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَسْجُدُ عَلَى قِصاص الشَّعْرِ

وَهُوَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، مُنْتَهَى شَعْرِ الرأْس حَيْثُ يُؤْخَذُ بالمِقَصّ، وَقَدِ اقْتَصَّ وتَقَصّصَ وتقَصّى، وَالِاسْمُ القُصّةُ. والقُصّة مِنَ الْفَرَسِ: شَعْرُ النَّاصِيَةِ، وَقِيلَ: مَا أَقْبَلَ مِنَ النَّاصِيَةِ عَلَى الْوَجْهِ. والقُصّةُ، بِالضَّمِّ: شعرُ النَّاصِيَةِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:

لَهُ قصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيه،

والعيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ

وَفِي حَدِيثِ

سَلْمان: ورأَيته مُقَصَّصاً

؛ هُوَ الَّذِي لَهُ جُمّة. وَكُلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعْرِ قُصّة. وَفِي حَدِيثِ

أَنس: وأَنتَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ وَلَكَ قَرْنانِ أَو قُصّتانِ

؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

مُعَاوِيَةَ: تنَاوَلَ قُصّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ.

والقُصّة: تَتَّخِذُهَا المرأَة فِي مقدمِ رأْسها تقصُّ ناحيتَيْها عدا جَبِينها. والقَصُّ: أَخذ الشَّعْرِ بالمِقَصّ، وأَصل القَصِّ القَطْعُ. يُقَالُ: قصَصْت مَا بَيْنَهُمَا أَي قَطَعْتُ. والمِقَصُّ: مَا قصَصْت بِهِ أَي قَطَعْتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القِصاص فِي الجِراح مأْخوذ مِنْ هَذَا إِذا اقْتُصَّ لَهُ مِنْهُ بِجرحِه مثلَ جَرْحِه إِيّاه أَو قتْله بِهِ. اللَّيْثُ: القَصُّ فِعْلُ الْقَاصِّ إِذا قَصَّ القِصَصَ، وَالْقِصَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَيُقَالُ: فِي رأْسه قِصّةٌ يَعْنِي الْجُمْلَةَ مِنَ الْكَلَامِ، ونحوُه قَوْلُهُ تَعَالَى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ

؛ أَي نُبَيّن لَكَ أَحسن الْبَيَانِ.

ص: 73

وَالْقَاصُّ: الَّذِي يأْتي بالقِصّة مِنْ فَصِّها. وَيُقَالُ: قَصَصْت الشَّيْءَ إِذا تتبّعْت أَثره شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ

؛ أَي اتّبِعي أَثَرَه، وَيَجُوزُ بِالسِّينِ: قسَسْت قَسّاً. والقُصّةُ: الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ. وقُصَّة المرأَة: نَاصِيَتُهَا، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قُصَصٌ وقِصاصٌ. وقَصُّ الشَّاةِ وقَصَصُها: مَا قُصَّ مِنْ صُوفِهَا. وشعرٌ قَصِيصٌ: مقصوصٌ. وقَصَّ النسّاجُ الثوبَ: قطَع هُدْبَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والقُصاصَة: مَا قُصَّ مِنَ الهُدْب وَالشَّعْرِ. والمِقَصُّ: المِقْراض، وَهُمَا مِقَصَّانِ. والمِقَصَّان: مَا يَقُصّ بِهِ الشَّعْرُ وَلَا يُفْرَدُ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مُفْرَدًا فِي بَابِ مَا يُعْتَمل بِهِ. وقصَّه يقُصُّه: قطَعَ أَطراف أُذُنيه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ: وُلدَ لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فَقِيلَ لَهَا: قُصِّيه فَهُوَ أَحْرى أَن يَعِيشَ لكِ أَي خُذي مِنْ أَطراف أُذنيه، ففعلَتْ فَعَاشَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَصَّ اللهُ بِهَا خَطَايَاهُ

أَي نقَصَ وأَخَذ. والقَصُّ والقَصَصُ والقَصْقَصُ: الصَّدْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ وَسَطُهُ، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمُه. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَلْزَقُ بِكَ مِنْ شَعَرَاتِ قَصِّك وقَصَصِك. والقَصُّ: رأْسُ الصَّدْرِ، يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ سَرِ سينه، يُقَالُ لِلشَّاةِ وَغَيْرِهَا. اللَّيْثُ: الْقَصُّ هُوَ المُشاشُ المغروزُ فِيهِ أَطرافُ شراسِيف الأَضلاع فِي وَسَطِ الصَّدْرِ؛ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ شُعَيْراتِ قَصِّك، وَذَلِكَ أَنها كُلَّمَا جُزَّتْ نَبَتَتْ؛ وأَنشد هُوَ وَغَيْرُهُ:

كَمْ تمَشَّشْتَ مِنْ قَصٍّ وانْفَحَةٍ،

جَاءَتْ إِليك بِذَاكَ الأَضْؤُنُ السُّودُ

وَفِي حَدِيثِ

صَفْوانَ بْنِ مُحْرز: أَنه كَانَ إِذا قرأَ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، بَكى حَتَّى نَقُولَ: قَدِ انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه

، وَهُوَ مَنْبَتُ شَعْرِهِ عَلَى صَدْرِهِ، وَيُقَالُ لَهُ القصَصُ والقَصُّ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ:

أَتاني آتٍ فقدَّ مِنْ قَصِّي إِلى شِعْرتي

؛ القصُّ والقَصَصُ: عظْمُ الصَّدْرِ المغروزُ فِيهِ شَراسِيفُ الأَضلاع فِي وَسَطِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَطَاءٍ: كَرِه أَن تُذْبَحَ الشاةُ مِنْ قَصِّها

، وَاللَّهُ أَعلم. والقِصّة: الْخَبَرُ وَهُوَ القَصَصُ. وَقَصَّ عَلَيَّ خبَره يقُصُّه قَصّاً وقَصَصاً: أَوْرَدَه. والقَصَصُ: الخبرُ المَقْصوص، بِالْفَتْحِ، وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ حَتَّى صَارَ أَغْلَبَ عَلَيْهِ. والقِصَص، بِكَسْرِ الْقَافِ: جَمْعُ القِصّة الَّتِي تُكْتَبُ. وَفِي حَدِيثِ غَسْل دَمِ الْحَيْضِ:

فتقُصُّه بَرِيقِهَا

أَي تعَضُّ مَوْضِعَهُ مِنَ الثَّوْبِ بأَسْنانها وَرِيقِهَا لِيَذْهَبَ أَثره كأَنه مِنَ القَصّ الْقَطْعُ أَو تتبُّع الأَثر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

فَجَاءَ واقْتصّ أَثَرَ الدَّمِ.

وتقَصّصَ كلامَه: حَفِظَه. وتقَصّصَ الْخَبَرَ: تَتَبَّعَهُ. والقِصّة: الأَمرُ والحديثُ. واقْتَصَصْت الْحَدِيثَ: رَوَيْته عَلَى وَجْهِهِ، وقَصَّ عَلَيْهِ الخبَرَ قَصَصًا. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا:

لَا تقُصَّها إِلا عَلَى وادٍّ.

يُقَالُ: قَصَصْت الرُّؤْيَا عَلَى فُلَانٍ إِذا أَخبرته بِهَا، أَقُصُّها قَصّاً. والقَصُّ: الْبَيَانُ، والقَصَصُ، بِالْفَتْحِ: الِاسْمُ. والقاصُّ: الَّذِي يأْتي بالقِصّة عَلَى وَجْهِهَا كأَنه يَتَتَبّع معانيَها وأَلفاظَها. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يقصُّ إِلا أَميرٌ أَو مأْمورٌ أَو مُخْتال

أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِكَ إِلا لأَمير يَعظُ النَّاسَ وَيُخْبِرُهُمْ بِمَا مَضَى لِيَعْتَبِرُوا، وأَما مأْمورٌ بِذَلِكَ فَيَكُونُ حكمُه حكمَ الأَمير وَلَا يَقُصّ مُكْتَسِبًا، أَو يَكُونُ الْقَاصُّ مُخْتَالًا يَفْعَلُ ذَلِكَ تَكَبُّرًا عَلَى النَّاسِ أَو مُرائياً يُرائي النَّاسَ بِقَوْلِهِ وعملِه لَا

ص: 74

يَكُونُ وعظُه وَكَلَامُهُ حَقِيقَةً، وَقِيلَ: أَراد الْخُطْبَةَ لأَن الأُمَراء كَانُوا يَلونها فِي الأَول ويَعظون النَّاسَ فِيهَا ويَقُصّون عَلَيْهِمْ أَخبار الأُمم السَّالِفَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

القاصُّ يَنْتظر المَقْتَ لِمَا يَعْرِضُ فِي قِصَصِه مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ

؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَنّ بَني إِسرائيل لَمَّا قَصُّوا هَلَكوا

، وَفِي رِوَايَةٍ:

لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا

أَي اتكَلوا عَلَى الْقَوْلِ وَتَرَكُوا الْعَمَلَ فَكَانَ ذَلِكَ سببَ هَلَاكِهِمْ، أَو الْعَكْسُ لَمَّا هَلَكُوا بِتَرْكِ الْعَمَلِ أَخْلَدُوا إِلى القَصَص. وقَصَّ آثارَهم يَقُصُّها قَصّاً وقَصَصاً وتَقَصّصَها: تَتَبَّعَهَا بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ تَتَبُّعُ الأَثر أَيَّ وَقْتَ كَانَ. قَالَ تَعَالَى: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً

. وَكَذَلِكَ اقْتَصَّ أَثره وتَقَصّصَ، وَمَعْنَى فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً

أَي رَجَعا مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي سَلَكَاهُ يَقُصّان الأَثر أَي يَتَّبِعَانِهِ؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ:

قَالَتْ لأُخْتٍ لَهُ: قُصِّيهِ عَنْ جُنُبٍ،

وَكَيْفَ يَقْفُو بِلَا سَهْلٍ وَلَا جَدَدِ؟

قَالَ الأَزهري: القصُّ اتِّباع الأَثر. وَيُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ قَصَصاً فِي أَثر فُلَانٍ وقَصّاً، وَذَلِكَ إِذا اقْتَصَّ أَثره. وَقِيلَ: القاصُّ يَقُصُّ القَصَصَ لإِتْباعه خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ وسَوْقِه الكلامَ سَوْقًا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تقَصّصْت الكلامَ حَفِظته. والقَصِيصَةُ: البعيرُ أَو الدابةُ يُتَّبع بِهَا الأَثرُ. والقَصيصة: الزامِلةُ الضَّعِيفَةُ يُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ وَالطَّعَامُ لِضَعْفِهَا. والقَصيصةُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي أَصلها الكَمأَةُ وَيُتَّخَذُ مِنْهَا الغِسْل، وَالْجَمْعُ قَصائِصُ وقَصِيصٌ؛ قَالَ الأَعشى:

فَقُلْتُ، وَلَمْ أَمْلِكْ: أَبَكْرُ بْنُ وائلٍ

مَتَى كُنْتَ فَقْعاً نَابِتًا بقَصائِصا؟

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

تَصَيَّفَها، حَتَّى إِذا لَمْ يَسُغ لَهَا

حَلِيّ بأَعْلى حائلٍ وقَصِيص

وأَنشد لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

يَجْنِي لَهُ الكَمْأَةَ رِبْعِيّة،

بالخَبْءِ، تَنْدَى فِي أُصُولِ القَصِيص

وَقَالَ مُهاصِر النَّهْشَلِيُّ:

جَنَيْتُها مِنْ مُجْتَنًى عَوِيصِ،

مِنْ مُجْتَنى الإِجْرِدِ والقَصِيصِ

وَيُرْوَى:

جَنَيْتُهَا مِنْ منبِتٍ عَوِيصِ،

مِنْ مَنبت الإِجرد وَالْقَصِيصِ

وَقَدْ أَقَصَّت الأَرضُ أَي أَنْبَتَتْه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنه إِنما سُمِّيَ قَصيصاً لِدَلَالَتِهِ عَلَى الكمأَة كَمَا يُقْتَصّ الأَثر، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه، يُرِيدُ أَنه لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ ثِقَةٍ. اللَّيْثُ: القَصِيص نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصول الكمأَة وَقَدْ يُجْعَلُ غِسْلًا للرأْس كالخِطْمِيّ، وَقَالَ: القَصِيصة نَبْتٌ يَخْرُجُ إِلى جَانِبِ الكمأَة. وأَقَصّت الفرسُ، وَهِيَ مُقِصّ مِنْ خَيْلٍ مَقاصَّ: عظُم وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مُقِصّ حَتَّى تَلْقَح، ثُمَّ مُعِقٌّ حَتَّى يَبْدو حَمْلُهَا، ثُمَّ نَتُوج، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي امْتَنَعَتْ ثُمَّ لَقِحت، وَقِيلَ: أَقَصّت الْفَرَسُ، فَهِيَ مُقِصٌّ إِذا حَمَلَتْ. والإِقْصاصُ مِنَ الحُمُر: فِي أَول حَمْلِهَا، والإِعْقاق آخِرُهُ. وأَقَصّت الْفَرَسُ وَالشَّاةُ، وَهِيَ مُقِصٌّ: اسْتَبَانَ ولدُها أَو حملُها، قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه فِي الشَّاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: لَقِحت النَّاقَةُ وَحَمَلَتِ الشَّاةُ وأَقَصّت

ص: 75

الْفَرَسُ والأَتان فِي أَول حَمْلِهَا، وأَعَقَّت فِي آخِرِهِ إِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا. وضرَبه حَتَّى أَقَصَّ عَلَى الْمَوْتِ أَي أَشْرف. وأَقْصَصْته عَلَى الْمَوْتِ أَي أَدْنَيْته. قَالَ الْفَرَّاءُ: قَصَّه مِنَ الْمَوْتِ وأَقَصَّه بِمَعْنًى أَي دَنَا مِنْهُ، وَكَانَ يَقُولُ: ضَرَبَهُ حَتَّى أَقَصَّه الْمَوْتَ. الأَصمعي: ضَرَبَهُ ضَرْبًا أَقصَّه مِنَ الْمَوْتِ أَي أَدناه مِنَ الْمَوْتِ حَتَّى أَشرف عَلَيْهِ؛ وَقَالَ:

فإِن يَفْخَرْ عَلَيْكَ بِهَا أَميرٌ،

فَقَدَ أَقْصَصْت أُمَّك بالهُزال

أَي أَدنيتها مِنَ الْمَوْتِ. وأَقَصَّته شَعُوبٌ إِقْصاصاً: أَشرف عَلَيْهَا ثُمَّ نَجَا. والقِصاصُ والقِصاصاءُ والقُصاصاءُ: القَوَدُ وَهُوَ الْقَتْلُ بِالْقَتْلِ أَو الْجَرْحِ بِالْجُرْحِ. والتَّقاصُّ: التناصفُ فِي القِصَاص؛ قَالَ:

فَرُمْنا القِصَاصَ، وكان التقاصُّ

حُكماً وعَدْلًا عَلَى المُسْلِمينا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَوْلُهُ التَّقَاصُّ شَاذٌّ لأَنه جَمَعَ بَيْنَ السَّاكِنِينَ فِي الشِّعْرِ وَلِذَلِكَ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وَكَانَ القِصاصُ؛ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا بَيْتٌ وَاحِدٌ أَنشده الأَخفش:

وَلَوْلَا خِداشٌ أَخَذْتُ دوابَّ

سَعْدٍ، وَلَمْ أُعْطِه مَا عليها

قال أَبو إِسحاق: أَحسَب هَذَا الْبَيْتَ إِن كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ:

وَلَوْلَا خِدَاشٌ أَخذت دوابِب

سعدٍ، وَلَمْ أُعْطِه مَا عَلَيْهَا

لأَن إِظهار التَّضْعِيفِ جَائِزٌ فِي الشِّعْرِ، أَو: أَخذت رَوَاحِلَ سَعْدٍ. وتقاصَّ القومُ إِذا قاصَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صاحبَه فِي حِسَابٍ أَو غَيْرِهِ. والاقْتِصاصُ: أَخْذُ القِصاصِ. والإِقْصاصُ: أَن يُؤْخَذ لَكَ القِصاصُ، وَقَدْ أَقَصَّه. وأَقَصَّ الأَمير فُلاناً مِنْ فُلَانٍ إِذا اقْتَصَّ لَهُ مِنْهُ فَجَرَحَهُ مِثْلَ جُرْحِهِ أَو قتَلَه قوَداً. واسْتَقَصَّه: سأَله أَن يُقِصَّه مِنْهُ. اللَّيْثُ: القِصاصُ والتَّقاصُّ فِي الْجِرَاحَاتِ شيءٌ بِشَيْءٍ، وَقَدِ اقْتَصَّ مِنْ فُلَانٍ، وَقَدْ أَقْصَصْت فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَقِصّه إِقْصاصاً، وأَمْثَلْت مِنْهُ إِمْثالًا فاقتَصَّ مِنْهُ وامْتَثَل. والاسْتِقْصاص: أَن يَطْلُب أَن يُقَصَّ مِمَّنْ جَرَحَهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يُقِصّ مِنْ نَفْسِهِ.

يُقَالُ: أَقَصَّه الْحَاكِمُ يُقِصّه إِذا مكَّنَه مِنْ أَخذ القِصاص، وَهُوَ أَن يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْلِهِ مِنْ قَتْلٍ أَو قَطْعٍ أَو ضَرْبٍ أَو جَرْحٍ، والقِصَاصُ الِاسْمُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمَرَ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ بشَارِبٍ فَقَالَ لمُطيع بْنِ الأَسود: اضرِبْه الحَدَّ، فَرَآهُ عمرُ وَهُوَ يَضْرِبُه ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ، كَمْ ضَرَبْتَه؟ قَالَ سِتِّينَ فَقَالَ عُمر: أَقِصّ مِنْهُ بِعِشْرِين

أَي اجْعَلْ شِدَّةَ الضَّرْبِ الَّذِي ضرَبْتَه قِصاصاً بِالْعِشْرِينَ الْبَاقِيَةِ وَعِوَضًا عَنْهَا. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: قُوصَّ زَيْدٌ مَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه فِي مَعْنَى حوسِبَ بِمَا عَلَيْهِ إِلا أَنه عُدِّيَ بِغَيْرِ حَرْفٍ لأَن فِيهِ مَعْنَى أُغْرِمَ وَنَحْوَهُ. والقَصّةُ والقِصّة والقَصُّ: الجَصُّ، لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ، وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ مِنَ الجَصِّ، وَقَدْ قَصّصَ دارَه أَي جَصّصَها. وَمَدِينَةٌ مُقَصَّصة: مَطْليّة بالقَصّ، وَكَذَلِكَ قَبْرٌ مُقَصَّصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ تَقْصِيص القُبور

، وَهُوَ بِنَاؤُهَا بالقَصّة. والتَّقْصِيصُ: هُوَ التجْصِيص، وَذَلِكَ

ص: 76

أَن الجَصّ يُقَالُ لَهُ القَصّة. يُقَالُ: قصّصْت البيتَ وَغَيْرَهُ أَي جَصّصْته. وَفِي حَدِيثِ

زَيْنَبَ: يَا قَصّةً عَلَى مَلْحودَةٍ

؛ شَبَّهت أَجسامَهم بِالْقُبُورِ الْمُتَّخَذَةِ مِنَ الجَصّ، وأَنفُسَهم بجِيَف الْمَوْتَى الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا القبورُ. والقَصّة: الْقُطْنَةُ أَو الخرقةُ الْبَيْضَاءُ الَّتِي تحْتَشي بِهَا المرأَة عِنْدَ الْحَيْضِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَائِضِ:

لَا تَغْتَسِلِنَّ حَتَّى تَرَيْنَ القَصّة البَيْضاءَ

، يَعْنِي بِهَا مَا تَقَدَّمَ أَو حَتَّى تَخْرُجَ الْقُطْنَةُ أَو الْخِرْقَةُ الَّتِي تَحْتَشِي بِهَا المرأَة الْحَائِضُ، كأَنها قَصّة بَيْضَاءُ لَا يُخالِطُها صُفْرة وَلَا تَرِيّةٌ، وَقِيلَ: إِن القَصّة كَالْخَيْطِ الأَبيض تَخْرُجُ بَعْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِ كُلِّهِ، وأَما التَّريّة فَهُوَ الخَفِيّ، وَهُوَ أَقل مِنَ الصُّفْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ الْخَفِيُّ الْيَسِيرُ مِنَ الصُّفْرَةِ والكُدْرة تَرَاهَا المرأَة بَعْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ، فأَما مَا كَانَ مِنْ أَيام الْحَيْضِ فَهُوَ حَيض وَلَيْسَ بِتَرِيّة، وَوَزْنِهَا تَفْعِلة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه إِنما أَراد مَاءً أَبيض مِنْ مَصَالة الْحَيْضِ فِي آخِرِهِ، شبّهَه بالجَصّ وأَنّثَ لأَنه ذَهَبَ إِلى الطَّائِفَةِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ لبَنة وعَسَلة. والقَصّاص: لُغَةٌ فِي القَصّ اسْمٌ كالجيَّار. وَمَا يَقِصُّ فِي يَدِهِ شَيْءٌ أَي مَا يَبْرُدُ وَلَا يَثْبُتُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

لأُمِّكَ وَيْلةٌ وَعَلَيْكَ أُخْرى،

فَلَا شاةٌ تَقِصّ وَلَا بَعِيرُ

والقَصَاصُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَمْضِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَصاصُ شَجَرٌ بِالْيَمَنِ تَجْرُسُه النَّحْلُ فَيُقَالُ لِعَسَلِهَا عَسَلُ قَصَاصٍ، وَاحِدَتُهُ قَصَاصةٌ. وقَصْقَصَ الشَّيْءَ: كَسَره. والقُصْقُصُ والقُصْقُصة، بِالضَّمِّ، والقُصَاقِصُ مِنَ الرِّجَالِ: الغليظُ الشَّدِيدُ مَعَ قِصَر. وأَسد قُصْقُصٌ وقُصْقُصةٌ وقُصاقِصٌ: عَظِيمُ الْخَلْقِ شَدِيدٌ؛ قَالَ:

قُصْقُصة قُصاقِص مُصَدَّرُ،

لَهُ صَلًا وعَضَلٌ مُنَقَّرُ

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنْ أَسمائه. الْجَوْهَرِيُّ: وأَسد قَصْقاصٌ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتِهِ. والقَصْقاصُ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسد، وَقِيلَ: هُوَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتِهِ. اللَّيْثُ: القَصْقاصُ نَعْتٌ مِنْ صَوْتِ الأَسد فِي لُغَةٍ، والقَصْقاصُ أَيضاً: نَعْتُ الْحَيَّةِ الْخَبِيثَةِ؛ قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ بِنَاءٌ عَلَى وَزْنِ فَعْلال غَيْرُهُ إِنما حَدُّ أَبْنِيةِ المُضاعَفِ عَلَى وَزْنِ فُعْلُل أَو فُعْلول أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيل مَعَ كُلِّ مَقْصُورٍ مَمْدُودٍ مِنْهُ، قَالَ: وَجَاءَتْ خَمْسُ كَلِمَاتٍ شَوَاذٍّ وَهِيَ: ضُلَضِلة وزُلزِل وقَصْقاص وَالْقَلَنْقَلُ والزِّلزال، وَهُوَ أَعمّها لأَن مَصْدَرَ الرُّبَاعِيِّ يَحْتَمِلُ أَن يُبْنَى كُلُّهُ عَلَى فِعْلال، وَلَيْسَ بِمُطَّرِدٍ؛ وَكُلُّ نَعْتٍ رُباعِيٍّ فإِن الشُّعَراء يَبْنُونه عَلَى فُعالِل مِثْلَ قُصَاقِص كَقَوْلِ الْقَائِلِ فِي وَصْفِ بَيْتٍ مُصَوَّرٍ بأَنواع التَّصاوير:

فيه الغُواةُ مُصَوَّرون،

فحاجِلٌ مِنْهُمْ وراقِصْ

والفِيلُ يرْتكبُ الرِّدَاف

عَلَيْهِ، والأَسد القُصاقِصْ

التَّهْذِيبُ: أَما مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي القُصَاقِص بِمَعْنَى صَوْتِ الأَسد وَنَعْتِ الْحَيَّةِ الْخَبِيثَةِ فإِني لَمْ أَجِدْه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَهُوَ شاذٌ إِن صَحَّ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي مَالِكٍ: أَسد قُصاقِصٌ ومُصَامِصٌ وفُرافِصٌ شديد. ورجل قُصَاقِصٌ فُرافِصٌ: يُشَبَّه بالأَسد. وَجَمَلٌ قُصاقِصٌ أَي عظيمٌ. وحيَّة قَصْقاصٌ: خَبِيثٌ. والقَصْقاصُ: ضرْبٌ مِنَ الْحَمْضِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ ضَعِيفٌ دَقِيق

ص: 77

أَصفر اللَّوْنِ. وقُصاقِصا الوَرِكَين: أَعلاهما. وقُصاقِصَةُ: مَوْضِعٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو القَصقاص أُشْنان الشَّأْم. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ: خَرَجَ زمَنَ الرِّدّة إِلى ذِي القَصّةِ

؛ هِيَ، بِالْفَتْحِ، مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ بِهِ حَصًى بَعَثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، محمدَ بْنَ مَسْلمة وَلَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الردة.

قعص: القَعْصُ والقَعَصُ: القَتْل المُعَجَّل، والقَعْصُ: المَوْت الوَحِيّ. يُقَالُ: مَاتَ فُلَانٌ قَعْصاً إِذا أَصابته ضَرْبَةٌ أَو رَمْيَةٌ فَمَاتَ مكانَه. والإِقْعاصُ: أَن تضربَ الشَّيْءَ أَو ترْميَه فَيَمُوتَ مكانَه. وضرَبَه فأَقْعَصَه أَي قتَله مَكَانَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ خَرَجَ مجاهِداً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فقُتل قَعْصاً فَقَدِ اسْتَوْجَبَ المَآبَ

؛ قَالَ الأَزهري: عَنى بِذَلِكَ قَوْلِهِ عز وجل: وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ*، فَاخْتَصَرَ الْكَلَامَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَرادَ بوُجُوب الْمَآبِ حُسْنَ المَرْجع بَعْدَ الْمَوْتِ. يُقَالُ: قَعَصْته وأَقْعَصْته إِذا قَتَلْتَه قَتْلًا سَرِيعًا. أَبو عُبَيْدٍ: القَعْصُ أَن يُضْرَب الرجلُ بِالسِّلَاحِ أَو بِغَيْرِهِ فيموتَ مكانَه قَبْلَ أَن يَرِيمَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

الزُّبَيْرِ: كَانَ يَقعَصُ الْخَيْلَ بالرُّمْح قَعْصاً يَوْمَ الجمَل

؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ سِيرِينَ: أَقْعَصَ ابْنا عَفْراءَ أَبا جَهْلٍ.

وَقَدْ أَقْعَصَه الضاربُ إِقْعاصاً، وَكَذَلِكَ الصَّيْدُ، وأَقْعَصَ الرجلَ: أَجْهَزَ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْهَا القِعْصة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِابْنِ زُنَيم:

هَذَا ابنُ فاطِمةَ الَّذِي أَفْناكُمُ

ذَبْحاً، ومِيتَةَ قِعْصَةٍ لَمْ تُذْبَح

وأَقْعَصَه بالرُّمْح وقَعَصَه: طعَنَه طَعْناً وَحِيّاً، وَقِيلَ: حَفَزَه. وَشَاةٌ قَعُوصٌ: تضرِب حالِبَها وَتَمْنَعُ الدِّرّةَ؛ قَالَ:

قَعُوصُ شَوِيٍّ دَرُّها غيرُ مُنْزَلِ

وَمَا كَانَتْ قَعُوصاً، وَلَقَدْ قَعِصَتْ وقُعِصَتْ قَعْصاً. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ فِي الصَّدْر كأَنه يَكْسِر العُنُق. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ فيَسِيل مِنْ أُنوفِها شيءٌ، وَقَدْ قُعِصَت. والقُعَاصُ: دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ لَا يُلْبِثُها أَن تموتَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَشراط السَّاعَةِ:

ومُوتانٌ يَكُونُ فِي النَّاسِ كقُعَاصِ الغَنَمِ

، وَقَدْ قُعِصَت، فَهِيَ مَقْعُوصَةٌ. قَالَ: وَمِنْهُ أُخِذَ الإِقعاصُ فِي الصَّيْدِ فَيُرْمَى فِيهِ فَيَمُوتُ مَكَانَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المِقْعاصُ الشَّاةُ الَّتِي بِهَا القُعَاصُ، وَهُوَ دَاءٌ قاتلٌ. وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إِذا ماتَ. وأَخَذْتُ مِنْهُ المالَ قَعْصاً وقَعَصْته إِياه إِذا اغْتَرَرْتَه. وَفِي النَّوَادِرِ: أَخذته مُعاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً. والقَعْصُ: المُفَكّكُ مِنَ الْبُيُوتِ؛ عن كراع.

قعمص: القُعْموصُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَة، والقُعْموصُ والجُعْموصُ وَاحِدٌ. يُقَالُ: تَحَرَّكَ قُعْموصُه فِي بَطْنِهِ، وَهُوَ بِلُغَةِ الْيَمَنِ. يُقَالُ: قَعْمَص إِذا أَبْدَى بمرّة ووضع بمرّة.

قفص: القَفْصُ: الْخِفَّةُ والنشاطُ والوَثْبُ، قَفَصَ يَقْفِصُ قَفْصاً وقَفِصَ قَفَصاً، فَهُوَ قَفِصٌ، والقَبْصُ نَحْوُهُ. والقَفِصُ: النَّشِيطُ. والقُفَاصُ: الوَعِلُ لوثَبانِه. وقَفِصَ الفرسُ قَفَصاً: لَمْ يُخْرِجْ كلَّ مَا عِنْدَهُ مِنَ العَدْوِ. والقَفِصُ: المُتَقبِّض. وفرسٌ قَفِصٌ، وَهُوَ الْمُتَقَبِّضُ الَّذِي لَا يُخْرِج كلَّ مَا عِنْدَهُ، يُقَالُ: جَرَى قَفِصاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

جَرَى قَفِصاً، وارْتَدّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِه

إِلى مَوْضعٍ مِنْ سَرْجِه، غيرَ أَحْدَبِ

ص: 78

أَي يَرْجِعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ لقَفَصِه وَلَيْسَ مِنَ الحدَب. وقَفِصَ قَفَصاً، فَهُوَ قَفِصٌ: تقَبَّض وتَشَنَّجَ مِنَ الْبَرْدِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا شَنِجَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ:

كأَنّ الرِّجالَ التَّغْلَبيّين، خَلْفَها،

قَنافذُ قَفْصَى عُلِّقَتْ بالجَنائِب

قَفْصَى جَمْعُ قَفِصٍ مِثْلُ جَرِب وجَرْبى وحَمِقٍ وحَمْقَى. والقَفَص: مَصْدَرُ قَفِصَت أَصابِعُه مِنَ الْبَرْدِ يَبِسَت. وقَفَصَ الشيءَ قَفْصاً: جمَعَه. وقَفَّصَ الظَبْيَ: شدَّ قَوَائِمَهُ وجمَعَها. وَفِي حَدِيثِ

أَبي جَرِيرٍ: حَجَجْت فلَقِيَني رَجُلٌ مُقَفِّصٌ ظَبْياً فاتَّبَعْتُه فذَبَحْتُه وأَنا ناسٍ لإِحْرامي

؛ المقَفَّصُ: الَّذِي شُدَّت يَدَاهُ ورِجْلاه، مأْخوذ مِنَ القَفَصِ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الطيرُ. والقَفِصُ: المُتَقَبض بعضُه إِلى بَعْضٍ. الأَصمعي: أَصْبَحَ الجرادُ قَفِصاً إِذا أَصابَه البرْدُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَن يَطِيرَ. والقُفَاصُ: دَاءٌ يُصِيبُ الدَّوَابَّ فَتَيْبَسُ قَوَائِمُهَا. وتقافَصَ الشَّيْءُ: اشْتَبَك. والقَفَصُ: واحدُ الأَقْفاصِ الَّتِي لِلطَّيْرِ. والقَفَصُ: شَيْءٌ يُتَّخذُ مِنْ قَصَبٍ أَو خشَبٍ لِلطَّيْرِ. والقَفَصُ: خَشَبَتَانِ مَحْنُوّتان بَيْنَ أَحْنائِهما شبَكةٌ يُنْقَل بِهَا البُرُّ إِلى الكُدْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي قُفْصٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَو قَفْصٍ مِنَ النُّورِ

، وَهُوَ المُشْتَبِك المتَداخِل. والقَفِيصة: حَدِيدة مِنْ أَداة الحَرّاث. وبَعيرٌ قَفِصٌ: مَاتَ مِنْ حَرٍّ. وقَفِصَ الرَّجُلُ قَفَصاً: أَكل التَّمْرَ وشرِبَ عَلَيْهِ النَّبيذ فوَجَد لِذَلِكَ حَرَارَةً فِي حَلْقِه وحُموضةً في معدته. قَالَ أَبو عوْن الحِرْمازِيّ: إِن الرَّجُلَ إِذا أَكل التَّمْرَ وشرِبَ عَلَيْهِ الْمَاءَ قَفِصَ، وَهُوَ أَن يُصِيبَه القَفَصُ، وَهُوَ حرارةٌ فِي حَلْقِه وحُموضةٌ في معدته. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَتِ الدُّبَيرِيّة قَفِصَ وقَبِصَ، بِالْفَاءِ وَالْبَاءِ، إِذا عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ. والقُفْصُ: قَوْمٌ فِي جَبَل مِنْ جِبَالِ كِرْمان، وَفِي التَّهْذِيبِ: القُفْصُ جيلٌ مِنَ النَّاسِ مُتَلَصِّصُون فِي نَوَاحِي كِرْمان أَصحاب مِراسٍ فِي الحرْب. وقَفُوصٌ: بَلدٌ يُجْلَب مِنْهُ العُود؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

يَنْفَحُ مِنْ أَرْدانِها المِسْكُ والهِنْدِيُّ

والغَلْوَى، ولُبْنى قَفُوصْ

وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: وأَن تَعْلوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، قِيلَ: وَمَا التحُوتُ؟ قَالَ: بيوتُ القافِصَةِ يُرْفَعُون فَوْقَ صَالِحِيهِمْ

؛ القافصةُ اللِّئَامُ، وَالسِّينُ فِيهِ أَكثر، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد بِالْقَافِصَةِ ذَوِي الْعُيُوبِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَصبح فُلَانٌ قَفِصاً إِذا فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ وَطَبِيعَتُهُ. والقَفْصُ: القُلَة التي يُلْعَبُ بها، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ.

قلص: قَلَصَ الشيءُ يَقْلِص قُلوصاً: تَدانى وَانْضَمَّ، وَفِي الصِّحَاحِ: ارْتَفَعَ. وقَلَصَ الظلُّ يَقْلِصُ عَنِّي قُلوصاً: انْقَبَضَ وَانْضَمَّ وانْزَوَى. وقَلَص وقلَّصَ وتقلَّص كُلُّهُ بِمَعْنَى انْضَمَّ وانزَوَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وقلَص قُلُوصًا ذَهَبَ؛ قَالَ الأَعشى:

وأَجْمَعْتُ مِنْهَا لِحَجّ قَلُوصًا

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

قَلَّصْنَ تَقْليص النَّعَامِ الوَخَّادْ

وَيُقَالُ: قَلَصَتْ شَفَتُهُ أَي انْزَوَتْ. وقَلَص ثوبُهُ يَقْلِص، وقَلَص ثوبُهُ بَعْدَ الغَسْل، وَشَفَةٌ

ص: 79

قالِصَة وظلٌّ قَالِصٌ إِذا نَقَص؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

وعَصَب عَنْ نَسَويْه قالِص

قَالَ: يُرِيدُ أَنه سَمِينٌ فَقَدْ بَانَ موضعُ النَّسَا وَهُوَ عِرْقٌ يَكُونُ فِي الْفَخِذِ. وقَلَصَ الماءُ يقلِصُ قُلوصاً، فَهُوَ قالِص وقَلِيص وقَلَّاص: ارْتَفَعَ فِي الْبِئْرِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

فأَوْرَدَها مِنْ آخرِ اللَّيْلِ مَشْرَباً،

بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِيص

وقال الرَّاجِزُ:

يَا رِيَّهَا مِنْ بارِدٍ قَلَّاصِ،

قَدْ جَمَّ حَتَّى هَمَّ بانْقِياصِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

يَشْربْن مَاءً طَيّباً قَلِيصُهُ،

كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه

وقَلَصَةُ الْمَاءِ وقَلْصَتُه: جَمّته. وَبِئْرٌ قَلوصٌ: لَهَا قَلَصَة، وَالْجَمْعُ قَلائص، وَهُوَ قَلَصَة الْبِئْرِ، وَجَمْعُهَا قَلَصَات، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَجِمُّ فِيهَا ويرْتَفع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ الأَجدابي عَنْ أَهل اللُّغَةِ قَلْصَة، بالإِسكان، وَجَمْعُهَا قَلَص مِثْلُ حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك. والقَلْص: كَثْرَةُ الْمَاءِ وَقِلَّتُهُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَقَالَ أَعرابي: أَبَنْت بَيْنُونة فَمَا وَجَدْتُ فِيهَا إِلَّا قَلْصَةً مِنَ الْمَاءِ أَي قَلِيلًا. وقَلَصَت البئرُ إِذا ارْتَفَعَتْ إِلى أَعلاها، وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ. شَمِرٌ: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ الْقَصِيرُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فقَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً

أَي ارْتَفَعَ وَذَهَبَ. يُقَالُ: قَلَصَ الدمعُ مُخَفَّفًا، وإِذا شُدِّدَ فَلِلْمُبَالَغَةِ. وَكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَعَ فَذَهَبَ، فَقَدْ قَلَّص تَقْلِيصًا؛ وَقَالَ:

يَوْمًا تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا،

يَطْلُبُ فِي الجَنْدَل ظِلًّا قالِصا

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه قَالَ للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص

أَي اجْتَمَعَ؛ وَقَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ:

فقَلْصِي ونَزْلِي قَدْ وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ،

وشَرّي لَكُمْ، مَا عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ

قَلْصي: انْقِبَاضِي. ونَزْلي: اسْتِرْسَالِي. يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا غَارَتْ وَارْتَفَعَ لَبَنُهَا: قَدْ أَقْلَصَت، وإِذا نَزَلَ لبنُها: قَدْ أَنْزَلَتْ. وحَفِيلُه: كَثْرَةُ لَبَنِهِ. وقَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجْتَمَعُوا فَسَارُوا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَقَدْ حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص

وقَلَصَت الشَّفَةُ تَقْلِص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت. وَشَفَةٌ قالِصة وَقَمِيصٌ مُقَلَّص، وقَلَّصْتُ قَمِيصِي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قَالَ:

سِرَاجُ الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ

نَعِيماً وتَقْليصاً بدِرْعِ المَناطِقِ

وتَقَلَّص هُوَ: تَشَمَّر. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: أَنها رأَت عَلَى سَعْدٍ دِرْعًا مُقَلِّصة

أَي مُجْتَمِعَةً مُنْضَمَّةً. يُقَالُ: قَلَّصَت الدرعُ وتَقَلَّصَت، وأَكثر مَا يُقَالُ فِيمَا يَكُونُ إِلى فَوْقُ. وَفَرَسٌ مُقَلِّص، بكسْر اللَّامِ: طَوِيلُ الْقَوَائِمِ مُنْضَمُّ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قَالَ بِشْرٌ:

يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد

أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فِيهِ اقْوِرارُ

ص: 80

وقَلَّصَت الإِبلُ فِي سَيْرِهَا: شَمَّرَتْ. وقلَّصَت الإِبلُ تَقْليصاً إِذا اسْتَمَرَّتْ فِي مُضِيِّهَا؛ وَقَالَ أَعرابي:

قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلْ

يُخَاطِبُ إِبلًا يَحدُوها. وقَلَّصَت الناقةُ وأَقْلَصَت وَهِيَ مِقْلاص: سَمِنت فِي سَنَامها، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ قَالَ:

إِذا رَآهُ فِي السَّنام أَقْلَصا

وَقِيلَ: هُوَ إِذا سَمِنَتْ فِي الصَّيْفِ. وَنَاقَةٌ مِقْلاص إِذا كَانَ ذَلِكَ السِّمَن إِنما يَكُونُ مِنْهَا فِي الصَّيْفِ، وَقِيلَ: أَقْلَص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شَيْئًا وَارْتَفَعَ؛ والقَلْص والقُلُوص: أَولُ سِمَنها. الْكِسَائِيُّ: إِذا كَانَتِ النَّاقَةُ تسمَن وتُهْزَلُ فِي الشِّتَاءِ فَهِيَ مِقْلاص أَيضاً. والقَلُوص: الفَتِيَّة مِنَ الإِبل بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ الفَتَاة مِنَ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الثَّنِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ ابْنَةُ الْمَخَاضِ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ أُنثى مِنَ الإِبل حِينَ تُرْكَبُ وإِن كَانَتْ بِنْتَ لَبُونٍ أَو حِقَّةً إِلى أَن تَصِيرَ بَكْرة أَو تَبْزُل، زَادَ التَّهْذِيبُ: سُمِّيَتْ قَلُوصاً لِطُولِ قَوَائِمِهَا وَلَمْ تَجْسُم بَعْدُ، وَقَالَ الْعَدَوِيُّ: القَلُوص أَول مَا يُرْكَب مِنْ إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فَهِيَ نَاقَةٌ، والقَعُود أَول مَا يُرْكَبُ مِنْ ذُكُورِ الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فَهُوَ جَمَلٌ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا النَّاقَةَ الطَّوِيلَةَ الْقَوَائِمِ قَلُوصاً، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى قَلُوصاً ساعَةَ توضَع، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قَلائِص وقِلاص وقُلُص، وقُلْصانٌ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَحَالِبُهَا القَلَّاص؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا،

يَشْدَخْنَ بِاللَّيْلِ الشجاعَ الخابِطا

وَفِي الْحَدِيثِ:

لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فَلَا يُسْعى عَلَيْهَا

أَي لَا يَخْرُج سَاعٍ إِلى زَكَاةٍ لِقِلَّةِ حَاجَّةِ النَّاسِ إِلى الْمَالِ وَاسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعار:

أَتَوْكَ عَلَى قُلُصٍ نَواجٍ.

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: عَلَى قُلُص نَوَاجٍ

؛ وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ

مَكْحُولٍ: أَنه سُئِلَ عَنِ القَلُوص أَيُتوضأُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَمْ يتَغَير

القَلوص نَهْرٌ، قَذِرٌ إِلا أَنه جَارٍ. وأَهل دِمَشْقَ يُسَمُّونَ النَّهْرَ الَّذِي تَنْصَبُّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بِالطَّاءِ. والقَلُوص مِنَ النَّعَامِ: الأُنثى الشَّابَّةُ مِنَ الرِّئَال مِثْلُ قَلُوص الإِبل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوِيهْ عَنِ الأَزدي أَن القَلُوص وَلَدُ النَّعَامِ حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد «2» :

تَأْوي لَهُ قُلُصُ النَّعام، كَمَا أَوَت

حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ

والقَلُوص: أُنثى الحُبارى، وَقِيلَ: هِيَ الحُبارى الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: القَلُوص أَيضاً فَرْخُ الحُبارى؛ وأَنشد لِلشَّمَّاخِ:

وَقَدْ أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلًا كَأنَّها

قَلُوص حُبارَى، رِيشُها قَدْ تَمَوَّرا

وَالْعَرَبُ تَكْني عَنِ الفَتَيات بالقُلُص؛ وَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، مِنْ مَغْزًى لَهُ فِي شأْن رَجُلٍ كَانَ يُخَالِفُ الْغُزَاةَ إِلى المُغِيبَات بِهَذِهِ الأَبيات:

أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رَسُولًا

فِدًى لَكَ، مِنْ أَخي ثقةٍ، إِزارِي

قَلائِصَنَا، هَدَاكَ اللَّهُ، إِنا

شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار

فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ،

قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ

(2). البيت لعنترة من معلقته.

ص: 81

يُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ،

وبئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار «1»

أَرَادَ بِالْقَلَائِصِ هَاهُنَا النِّسَاءَ وَنَصَبَهَا عَلَى الْمَفْعُولِ بإِضمار فِعْلٍ أَي تدارَكْ قَلَائِصَنَا، وَهِيَ فِي الأَصل جَمْعُ قَلُوص، وَهِيَ النَّاقَةُ الشَّابَّةُ، وَقِيلَ: لَا تَزَالُ قَلُوصًا حَتَّى تَصِيرَ بَازِلًا؛ وَقَوْلُ الأَعشى:

وَلَقَدْ شَبَّت الحروبُ فَمَا عَمَّرْتَ

فِيهَا، إِذ قَلَّصَتْ عَنْ حيالِ

أَي لَمْ تَدْعُ فِي الْحُرُوبِ عَمْرًا إِذ قَلَّصَتْ أَي لَقِحَت بَعْدَ أَن كَانَتْ حَائِلًا تَحْمِلُ وَقَدْ حَالَتْ؛ قال الحرث بْنُ عُبَادٍ:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي،

لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عَنْ حِيَالِ

وقَلَّصَتْ وشَالَت وَاحِدٌ أَي لَقِحَتْ. وقِلاص النَّجْمِ: هِيَ الْعِشْرُونَ نَجْمًا الَّتِي سَاقَهَا الدَبَران فِي خِطبة الثُّرَيَّا كَمَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:

أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوفى بذمَّتِهِ،

كَمَا وَفى بقِلاصِ النَّجْمِ حَادِيهَا

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعَمِّمٌ،

هَجَائِنُ قَدْ كادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ

وقَلَّص بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ: خلَّص بَيْنَهُمَا فِي سِباب أَو قِتَالٍ. وقلَصَتْ نفسُه تقْلِص قَلْصاً وقَلِصَت: غَثَتْ. وقَلَص الغديرُ: ذَهَبَ مَاؤُهُ؛ وَقَوْلُ لَبِيَدٍ:

لوِرْد تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ،

يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ

يَعْنِي تَخلَّف عَنْهُ؛ بِذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي.

قمص: الْقَمِيصُ الَّذِي يُلْبَسُ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرٌ، وَقَدْ يُعْنى بِهِ الدِّرْعُ فَيُؤَنَّثُ؛ وأَنثه جَرِيرٌ حِينَ أَراد بِهِ الدِّرْعَ فَقَالَ:

تَدْعُو هوازنَ والقميصُ مُفاضةٌ،

تَحْتَ النّطاقِ، تُشَدُّ بالأَزرار

وَالْجَمْعُ أَقْمِصةَ وقُمُصٌ وقُمْصانٌ. وقَمَّص الثوبَ: قَطَعَ مِنْهُ قَمِيصًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَقَمَّصَ قميصَه: لَبسه، وإِنه لَحَسن الْقِمْصة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: قَمَّصْتُهُ تَقْمِيصًا أَي أَلبستُه فتَقَمَّص أَي لَبِس. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي عَنِ

عُثْمَانَ أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: إِن اللَّهَ سَيُقَمِّصُك قَمِيصًا وإِنك سَتُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ فإِياك وخَلْعَه

، قَالَ: أَراد بِالْقَمِيصِ الْخِلَافَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ مِنْ أَحسن الِاسْتِعَارَاتِ. وَفِي حَدِيثِ المَرْجُوم:

إِنه يَتَقَمَّص فِي أَنهار الْجَنَّةِ

أَي يَتَقَلَّب ويَنْغَمِس، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَالْقَمِيصُ: غِلاف الْقَلْبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَمِيصُ الْقَلْبِ شَحْمُهُ أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ. والقِماص: أَن لَا يَسْتَقر فِي مَوْضِعٍ تَرَاهُ يَقْمِصُ فيَثِب مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ صَبْرٍ. وَيُقَالُ للقَلِقِ: قَدْ أَخذه القِماص. والقَماص والقُماص: الْوَثْبُ، قمَصَ يَقْمُص ويَقْمِص قُماصاً وقِماصاً. وَفِي الْمَثَلِ: أَفلا قِماص بِالْبَعِيرِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ القِمِصَّى أَيضاً؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقَمَص الفرسُ وغيرُه يقمُص ويقمِص قَمْصاً وقِماصاً أَي اسْتَنَّ وَهُوَ أَن يَرْفَعَ يَدَيْهِ وَيَطْرَحَهُمَا مَعًا ويَعْجِنَ بِرِجْلَيْهِ. يُقَالُ: هَذِهِ دَابَّةٌ فِيهَا قِماص، وَلَا تَقُلْ قُماص، وَقَدْ وَرَدَ الْمَثَلُ الْمُتَقَدِّمُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقِيلَ: مَا بالعَيْر مِنْ قِماص، وَهُوَ الحِمار؛ يُضْرَب لمن

(1). ورد في رواية اللسان في مادة أزر: الخيار بدلًا من الظؤار.

ص: 82

ذَلّ بَعْدَ عِزٍّ. والقَمِيص: البِرْذَوْن الْكَثِيرُ القِماصِ والقُماص، وَالضَّمُّ أَفصح. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: فَقَمَص مِنْهَا قَمْصاً

أَي نَفَر وأَعرض. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أَنه قَضَى فِي القارِصَة والقامِصَة والواقِصَة بِالدِّيَةِ أَثلاثاً

؛ القامِصَة النافِرَة الضَّارِبَةُ بِرِجْلِهَا، وَقَدْ ذُكِرَ فِي قَرَصَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْآخَرِ:

قَمَصَت بأَرْجُلِها وَقَنَصَتْ بأَحْبُلها.

وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: لتَقْمِصَنَّ بِكُمُ الأَرضَ قُماص البَقَر

، يَعْنِي الزَّلْزَلَةَ. وَفِي حَدِيثِ

سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ: فقَمَصَت بِهِ فصرَعَتْه

أَي وثَبَت ونَفَرَت فأَلْقَتْه. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه لقامِص العُرْقُوب، وَذَلِكَ إِذا شَنِج نَساهُ فَقَمَصَتْ رِجْلُه. وقَمَصَ البَحْرُ بِالسَّفِينَةِ إِذا حرَّكها بِالْمَوْجِ. وَيُقَالُ لِلْكَذَّابِ: إِنه لَقَموص الحَنْجَرَة؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنْ كُرَاعٍ. والقَمَص: ذُبابٌ صِغار يَطير فَوْقَ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ قمَصَة. والقَمَصُ: الجَراد أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ مِنَ بيضه، واحدته قمَصَة.

قنص: قَنَص الصيْدَ يَقْنِصُه قَنْصاً وقَنَصاً واقْتَنَصَه وتَقَنَّصَه. صَادَهُ كَقَوْلِكَ صِدْت واصْطَدت. وتَقَنَّصَه: تَصَيَّده. والقَنَص والقَنِيص: مَا اقْتُنِص. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَنِيص الصَّائِدُ والمَصِيد أَيضاً. والقَنِيص والقانِص والقَنَّاص: الصَّائِدُ، والقُنَّاص جَمْعُ القانِص. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: القَنِيص جَمَاعَةُ القانِص، وَمِثْلُ فَعِيل جَمْعًا الكَلِيبُ والمَعِيزُ والحَمِيرُ. والقَنْص، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَنَصَه أَي صَادَهُ. وَالْقَانِصَةُ لِلطَّائِرِ: كالْحَوْصَلة للإِنسان. التَّهْذِيبُ: والقانِصَة هَنَة كأَنها حُجَيْر فِي بَطْنِ الطَّائِرِ، وَيُقَالُ بِالسِّينِ، والصادُ أَحسنُ. والقانِصَة: وَاحِدَةُ القَوانِص وَهِيَ مِنَ الطَّيْرِ تُدْعَى الجِرِّيئَة، مَهْمُوزٌ عَلَى فِعِّيلَة، وَقِيلَ: هِيَ لِلطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ المَصَارين لِغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

تُخْرِجُ النارُ عَلَيْهِمْ قَوَانِصَ

أَي قِطَعاً قانِصَة تَقْنِصُهُم وتأْخُذُهم كَمَا تَخْتَطف الجارحةُ الصَّيْدَ. والقَوانِص: جَمْعُ قانِصَة مِنَ القَنْصِ الصَّيْد، وَقِيلَ: أَراد شَرَراً كَقَوانِصِ الطَّيْر أَي حَواصِلِها. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: قَمَصَتْ بأَرْجُلِها وقَنَصَتْ بأَحْبُلها

أَي اصطادَتْ بحَبائلها. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: وأَنْ تَعْلُوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، فَقِيلَ: مَا التُّحُوت؟ فَقَالَ: بُيُوتُ القانِصة

، كأَنه ضَرَبَ بُيُوتَ الصَّيَّادِينَ مَثَلًا للأَراذل والأَدْنِياء لأَنها أَرذل الْبُيُوتِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي قفص. وَفِي حَدِيثِ

جُبَيْر بْنِ مُطْعِم: قَالَ لَهُ عُمَرُ، رضي الله عنه: كَانَ أَنسبَ الْعَرَبِ مِمَّنْ كَانَ النُّعْمانُ بنُ المُنذر، فَقَالَ: مِنْ أَشْلاءِ قَنَصِ بْنِ مَعَدٍّ

أَي مِنْ بَقِيَّةِ أَولاده، وَقِيلَ: بَنُو قَنَصِ بنِ مَعَدّ ناسٌ دَرَجُوا فِي الدَّهْرِ الأَوَّل.

قنبص: القُنْبُص: الْقَصِيرُ، والأُنثى قُنْبُصَةٌ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الْفَرَزْدَقِ:

إِذا القُنْبُصاتُ السُّود طَوّفْنَ بالضُّحى،

رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

والضاد أَعرف.

قيص: قاصَ الضرسُ قَيْصاً وتَقَيَّص وانْقاصَ: انْشَقَّ طُولًا فَسَقَطَ، وَقِيلَ: هُوَ انْشِقَاقُهُ، كَانَ طُولًا أَو عَرْضًا. وقاصَت السِّنُّ تَقِيصُ إِذا تَحَرَّكَتْ. وَيُقَالُ: انْقاصَت إِذا انشقَّت طُولًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فِراقٌ كقَيصِ السِّنِّ، فالصَّبْرَ إِنَّه،

لِكُلِّ أُناسٍ، عَثْرَةٌ وجُبورُ

ص: 83