المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ فِي الكِراضِ فَجَعَلَ - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ فِي الكِراضِ فَجَعَلَ

الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ فِي الكِراضِ فَجَعَلَ الطرماحُ الكِراضَ الفحلَ وَجَعَلَهُ الأُمَويُّ مَاءَ الفَحْل، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكِراضُ ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الكِراضُ ماءُ الْفَحْلِ تَلْفِظُه الناقةُ من رَحِمِها بعد ما قَبِلَتْه، وَقَدْ كَرَضَتِ الناقةُ إِذا لَفَظَتْه. وَقَالَ الأَصمعي: الكِراضُ حلَقُ الرَّحِمِ؛ وأَنشد:

حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا

قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ فِي الكِراضِ مَا قَالَهُ الأُموي وَابْنُ الأَعْرابي، وَهُوَ مَاءُ الفَحْل إِذا أَرْتَجَتْ عَلَيْهِ رَحِمُ الطَّروقةِ. أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تدْعُو الفُرْضةَ الَّتِي فِي أَعْلى القَوْسِ كرُضةً، وَجَمْعُهَا كِراضٌ، وَهِيَ الفُرْضة الَّتِي تَكُونُ فِي طَرفِ أَعلى القَوْسِ يُلْقَى فِيهَا عَقْدُ الوَتَرِ.

‌فصل اللام

لضض: رَجُلٌ لَضٌّ: مُطَّردٌ. واللَّضْلاضُ: الدَّلِيلُ. يُقَالُ: دلِيلٌ لَضْلاضٌ أَي حاذِقٌ، ولَضْلَضَتُه: التِفاتُه يَمِينًا وَشِمَالًا وتحَفُّظُه؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ يَعْيا عَلَى اللَّضْلاضِ،

أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فَاضِي «1»

أَي واسِعٍ مِنَ الفَضاء.

لعض: لعَضَه بِلِسَانِهِ إِذا تَنَاوَلَهُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. واللَّعْوَضُ: ابن آوَى، يمانية.

‌فصل الميم

محض: المَحْضُ: اللبنُ الخالِصُ بِلَا رَغْوة. ولَبنٌ محْضٌ: خالِصٌ لَمْ يُخالِطْه مَاءٌ، حُلْواً كَانَ أَو حَامِضًا، وَلَا يُسَمَّى اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ ماحِضٌ أَي ذُو مَحْضٍ كَقَوْلِكَ تامِرٌ ولابِنٌ. ومَحَضَ الرجلَ وأَمْحَضَه. سَقاه لَبَنًا مَحْضاً لَا مَاءَ فِيهِ. وامْتَحَضَ هُوَ: شَرِبَ المَحْضَ، وَقَدِ امْتَحَضَه شارِبُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا،

فَقَدْ كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا

وَرَجُلٌ مَحِضٌ وماحِضٌ: يَشْتَهِي المحْضَ، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: لَمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَنًا فَخَرَجَ مَحْضاً

أَي خالِصاً عَلَى جِهته لَمْ يَخْتَلِطْ بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

بارِكْ لَهُمْ فِي مَحْضِها ومَخْضِها

أَي الخالِص والمَمْخُوض. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْضاً

أَي سَمِينةٍ كَثِيرَةِ اللَّبَنِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى اللَّبَنِ مُطْلَقًا. والمَحْضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الخالِصُ. الأَزهري: كلُّ شَيْءٍ خَلَصَ حَتَّى لَا يشُوبه شَيْءٌ يُخالِطُه، فَهُوَ مَحضٌ. وَفِي حَدِيثِ الوَسْوَسَةِ:

ذَلِكَ مَحْضُ الإِيمانِ

أَي خالِصُه وصَرِيحُه، وَقَدْ قَدَّمْنَا شَرْحَ هَذَا الْحَدِيثِ وأَتينا بِمَعْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ صرح. وَرَجُلٌ مَمْحُوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ رَجُلٌ ممْحُوصُ الضَّرِيبة، بِالصَّادِّ، إِذا كَانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً. وَعَرَبِيٌّ مَحْضٌ: خالِصُ النَّسَبِ. وَرَجُلٌ مَمْحوضُ الحسَب: مَحْضٌ خالِصٌ. وَرَجُلٌ محضُ الْحَسَبِ: خالِصُه، وَالْجَمْعُ مِحاضٌ؛ قَالَ:

تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ

كِراماً، حيْثُما حُسِبُوا، مِحاضا

والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وَفِضَّةٌ مَحْضةٌ ومَحْضٌ وممحوضةٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِذا قُلْتَ هذه الفضةُ مَحْضاً

(1). قوله [وبلد يعيا] في الصحاح: وبلدة تغبى.

ص: 227

قُلْتَهُ بِالنَّصْبِ اعْتِمَادًا عَلَى الْمَصْدَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا هَذَا عَرَبِيٌّ مَحْضٌ ومَحْضاً، الرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ، وَالنَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ، والصِّفة أَكثر لأَنه مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَهُ. الأَزهري: وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ هُوَ عَرَبِيٌّ مَحْض وامرأَة عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ، الذَّكَرُ والأُنثى وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ، وإِن شِئْتَ ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ. وَقَدْ مَحُضَ، بِالضَّمِّ، مُحُوضةً أَي صَارَ مَحْضاً فِي حسَبه. وأَمْحَضَه الودَّ وأَمْحَضَه لَهُ: أَخْلَصَه. وأَمْحَضَه الْحَدِيثَ والنصِيحةَ إِمْحاضاً: صدَقَه، وَهُوَ مِنَ الإِخْلاص؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قُلْ للغَواني: أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ،

تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فِيهِ إِمْحاضُ؟

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْحَضْتَه «1» ، فَقَدْ أَخْلَصْتَه. وأَمْحَضْتُ لَهُ النُّصْحَ إِذا أَخلصتَه. وَقِيلَ: مَحَضْتُك نُصْحِي، بِغَيْرِ أَلف، ومَحَضْتُكَ مودَّتي. الْجَوْهَرِيُّ: ومَحضْتُه الودَّ وأَمْحَضْتُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ مَحَضْتُهُ الْوُدَّ وأَمحضته: لَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي أَمْحَضْتُه الْوُدَّ، قَالَ: وعَرفه أَبو زَيْدٍ. والأُمْحُوضةُ: النَّصيحة الخالصة.

مخض: مَخِضَتِ المرأَةُ مَخاضاً ومِخاضاً، وَهِيَ ماخِضٌ، ومُخِضَت، وأَنكرها ابْنَ الأَعرابي فإِنه قَالَ: يُقَالُ مَخِضَتِ المرأَةُ وَلَا يُقَالُ مُخِضَتْ، وَيُقَالُ: مَخَضْتُ لَبَنَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: مَخِضَت النَّاقَةُ، بِالْكَسْرِ، تَمْخَضُ مَخاضاً مِثْلَ سَمِعَ يَسْمَعُ سَمَاعًا، ومَخَّضَت: أَخذها الطَّلْقُ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الْبَهَائِمِ. والمَخاضُ: وَجعُ الوِلادةِ. وكلُّ حَامِلٍ ضرَبها الطلْقُ، فَهِيَ ماخِضٌ. وَقَوْلُهُ عز وجل: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ

، المَخاضُ وجَعُ الوِلادةِ وَهُوَ الطلْق. ابْنُ الأَعرابي وَابْنُ شُمَيْلٍ: ناقةٌ ماخِضٌ ومَخُوضٌ وَهِيَ الَّتِي ضَرَبَهَا المَخاضُ، وَقَدْ مَخِضَت تَمْخَضُ مَخاضاً، وإِنها لتَمَخَّضُ بِوَلَدِهَا، وَهُوَ أَن يَضْرِبَ الولدُ فِي بَطْنِهَا حَتَّى تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ. يُقَالُ: مَخِضَتْ ومُخِضَت وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَت. وَقِيلَ: الماخِضُ مِنَ النِّسَاءِ والإِبل وَالشَّاءِ المُقْرِبُ، وَالْجَمْعُ مَواخِضُ ومُخَّضٌ؛ وأَنشد:

ومَسَدٍ فَوْقَ مَحالٍ نُغَّضِ،

تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ

وأَنشد:

مَخَضْتِ بِهَا لَيْلَةً كلَّها،

فجئْتِ بِهَا مُؤْيِداً خَنْفَقِيقا

ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ ماخِضٌ وشاةٌ ماخِضٌ وامرأَةٌ ماخِضٌ إِذا دَنا وِلادُها وَقَدْ أَخذها الطلْقُ والمَخاضُ والمِخاضُ. نُصَيْرٌ: إِذا أَرادت النَّاقَةُ أَن تَضَعَ قِيلَ مَخِضَت، وعامَّةُ قَيْسٍ وَتَمِيمٍ وأَسد يَقُولُونَ مِخِضَتْ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي كُلِّ حَرْفٍ كَانَ قَبْلَ أَحد حُرُوفِ الْحَلْقِ فِي فِعِلْت وفِعِيل، يَقُولُونَ بِعيرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ، ونِهِلَتِ الإِبِلُ وسِخِرْت مِنْهُ. وأَمْخَضَ الرجلُ: مَخِضَت إِبلُه. قَالَتِ ابْنَةُ الخُسِّ الإِيادِيّ لأَبيها: مَخِضَت الفُلانِيّةُ لناقةِ أَبيها، قَالَ: وَمَا عِلْمُكِ؟ قَالَتْ: الصَّلا رَاجٌّ، والطَّرْفُ لَاجٌّ، وتَمْشِي وتَفاجّ، قَالَ: أَمْخَضَتْ يَا بِنْتِي فاعْقِلي؛ راجٌّ: يَرْتَجُّ. ولاجٌّ: يَلَجُّ فِي سُرعةِ الطرْف. وتفاجُّ: تُباعِدُ مَا بَيْنَ رِجْلَيْها. والمَخاضُ: الحَوامِلُ مِنَ النُّوقِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّتِي أَولادُها فِي بُطونها، وَاحِدَتُهَا خَلِفةٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَلَا وَاحِدَ لَهَا

(1). قوله [وكل شيء أمحضته إلخ] عبارة الجوهري: وكل شيء أخلصته فقد أمحضته.

ص: 228

مِنْ لَفْظِهَا، وَمِنْهُ قِيلَ للفَصِيل إِذا استكْمَل السَّنَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّانِيَةِ: ابْنُ مَخاض، والأُنثى ابْنَةُ مَخَاضٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما سُمِّيَتِ الحَواملُ مَخاضاً تفاؤُلًا بأَنها تَصِيرُ إِلى ذَلِكَ وتسْتَمْخِضُ بِوَلَدِهَا إِذا نُتِجَت. أَبو زَيْدٍ: إِذا أَردت الحَوامِلَ مِنَ الإِبل قُلْتَ نُوق مَخَاضٌ، وَاحِدَتُهَا خَلِفة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ امرأَة، وَلِوَاحِدَةِ الإِبل ناقةٌ أَو بَعِيرٌ. الأَصمعي: إِذا حَمَلْت الفحلَ عَلَى النَّاقَةِ فلَقِحَت، فَهِيَ خَلِفة، وَجَمْعُهَا مَخاض، وولدُها إِذا اسْتَكْمَلَ سَنَةً مِنْ يومَ وُلِدَ وَدُخُولِ السنةِ الأُخْرى ابْنُ مَخَاضٍ، لأَنَّ أُمه لَحِقَت بالمَخاض مِنَ الإِبل وَهِيَ الحَوامِلُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَخاضُ العِشار يَعْنِي الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشهر؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ أَجد ذَلِكَ إِلا لَهُ أَعني أَن يُعَبَّرَ عَنِ الْمَخَاضِ بِالْعِشَارِ. وَيُقَالُ لِلْفَصِيلِ إِذا لَقِحَتْ أُمه: ابنُ مَخاض، والأُنثى بِنْتُ مَخَاضٍ، وَجَمْعُهَا بَنَاتُ مَخَاضٍ، لَا تُثَنَّى مَخاضٌ وَلَا تُجْمَعُ لأَنهم إِنما يُرِيدُونَ أَنها مُضَافَةٌ إِلى هَذِهِ السِّن الْوَاحِدَةِ، وَتَدْخُلُهُ الأَلف والأَلف لِلتَّعْرِيفِ، فَيُقَالُ ابْنُ الْمَخَاضِ وَبِنْتُ الْمَخَاضِ؛ قَالَ جَرِيرٌ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَرَزْدَقِ فِي أَماليه:

وجَدْنا نَهْشَلًا فَضَلَتْ فُقَيْماً،

كفَضْلِ ابْنِ المَخاضِ عَلَى الفَصِيلِ

وإِنما سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم فضَلُوا عَنْ أُمهم وأُلحقت بِالْمَخَاضِ، سَوَاءٌ لَقِحَت أَو لَمْ تَلْقَح. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبل بنتُ مَخاض

؛ ابْنُ الأَثير: الْمَخَاضُ اسْمٌ للنُّوق الْحَوَامِلِ، وبنتُ الْمَخَاضِ وَابْنُ الْمَخَاضِ: مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لأَن أُمه لَحِقت بِالْمَخَاضِ أَي الحواملَ، وإِن لَمْ تَكُنْ حَامِلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي حَمَلَت أُمه أَو حَمَلَتِ الإِبل الَّتِي فِيهَا أُمُّه وإِن لَمْ تَحْمِلْ هِيَ، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى ابْنِ مَخَاضٍ وَبِنْتِ مَخَاضٍ، لأَنَّ الْوَاحِدَ لَا يَكُونُ ابْنَ نُوقٍ وإِنما يَكُونُ ابْنَ نَاقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَالْمُرَادُ أَن تَكُونَ وَضَعَتْهَا أُمها فِي وقتٍ مَا، وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وَضَعْنَ مَعَ أُمها وإِن لَمْ تَكُنْ أُمها حَامِلًا، فنسَبَها إِلى الْجَمَاعَةِ بحُكم مُجاوَرَتِها أُمها، وإِنما سُمِّيَ ابْنَ مَخَاضٍ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لأَنّ الْعَرَبَ إِنما كَانَتْ تحملُ الفُحول عَلَى الإِناث بَعْدَ وَضْعِهَا بِسَنَةٍ ليشتدَّ ولدُها، فَهِيَ تَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وتَمْخَضُ فَيَكُونُ ولدُها ابنَ مَخَاضٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيضاً:

فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمتلئةٍ مَخاضاً وشحْماً

أَي نِتاجاً، وَقِيلَ: أَراد بِهِ المَخاضَ الَّذِي هُوَ دُنُوُّ الْوِلَادَةِ أَي أَنها امتلأَت حَمْلًا وَسِمَنًا. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى

؛ هِيَ الَّتِي أَخذها الْمَخَاضُ لتضَعَ. والمَخاضُ: الطلْقُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. يُقَالُ: مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومِخاضاً ومَخاضاً إِذا دَنَا نتاجها. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ، رضي الله عنه: أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عِنْدَهُمْ

أَي تحرَّك الولدُ عِنْدَهُمْ فِي بَطْنِهَا للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ابْنُ مَخاضٍ نَكِرَةٌ فإِذا أَرْدتَ تعْريفه أَدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ إِلا أَنه تَعْرِيفُ جِنْسٍ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الْجَمْعِ إِلا بناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبُون وبناتُ آوَى. ابْنُ سِيدَهْ: والمَخاضُ الإِبلُ حِينَ يُرْسَلُ فِيهَا الفحلُ فِي أَوّل الزَّمَانِ حَتَّى يَهْدِرَ، لَا وَاحِدَ لَهَا، قَالَ: هَكَذَا وُجِدَ حَتَّى يَهْدِرَ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ:

حَتَّى يَفْدِرَ

أَي يَنْقَطِعَ عَنِ الضِّراب، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. ومَخَضَ اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضُه ويَمْخُضُه مَخْضاً ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَهُوَ مَمْخُوضٌ ومَخِيضٌ: أَخذ زُبْده، وَقَدْ تَمَخَّضَ. والمَخِيضُ والمَمْخُوض: الَّذِي قَدْ مُخِضَ وأُخذ زُبده. وأَمْخَضَ اللبنُ أَي حانَ لَهُ أَن يُمْخَضَ. والمِمْخَضةُ: الإِبْرِيجُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

ص: 229

لَقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبي مَوَدَّتُها،

كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْرِيجه اللَّبَنُ

والمِمْخَضُ: السِّقاءُ وَهُوَ الإِمْخاضُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ، وَقَدْ يَكُونُ المَخْضُ فِي أَشياءَ كَثِيرَةٍ فَالْبَعِيرُ يَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه؛ وأَنشد:

يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا «2»

والسَّحابُ يَمْخُضُ بِمَائِهِ ويَتَمَخَّضُ، وَالدَّهْرُ يَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ؛ قَالَ:

وَمَا زالتِ الدُّنْيا تخُونُ نَعِيمَها،

وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمخَّضُ

وَيُقَالُ لِلدُّنْيَا: إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة. وتَمَخَّضَتِ الليلةُ عَنْ يَوْمِ سَوءٍ إِذا كَانَ صَباحُها صَباحَ سُوءٍ، وَهُوَ مثَل بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ تمخَّضتِ المَنُونُ وَغَيْرُهَا؛ قَالَ:

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ

أَنَى، ولكلِّ حاملةٍ تَمامُ

عَلَى أَنَّ هَذَا قَدْ يَكُونُ مِنَ المَخاض؛ قَالَ: وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَنَّ المَنِيَّةَ تَهَيَّأَتْ لأَن تَلِدَ لَهُ الموتَ يَعْنِي النعمانَ بْنَ الْمُنْذِرِ أَو كِسْرَى. والإِمْخاضُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ اللَّبَنِ فِي المَرْعَى حَتَّى صَارَ وِقْرَ بَعِيرٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى الأَماخِيضِ. يُقَالُ: هَذَا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ وإِمْخاضٌ مِنْ لَبَنٍ، وَهِيَ الأَحالِيبُ والأَماخِيضُ، وَقِيلَ: الإِمخاض اللبنُ ما دام فِي المِمْخَضِ. والمُسْتَمْخِضُ: البَطِيءُ الرَّوبِ مِنَ اللَّبَنِ، فإِذا اسْتَمْخَضَ لَمْ يَكَدْ يَرُوب، وإِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فَعَادَ مَخْضاً فَهُوَ المُسْتَمْخِضُ، وَذَلِكَ أَطيبُ أَلبانِ الْغَنَمِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَقَدِ اسْتَمْخَضَ لبنُك أَي لَا يكادُ يَرُوبُ، وإِذا استمخَضَ اللبنُ لَمْ يَكَدْ يَخْرُجُ زُبده، وَهُوَ مِنْ أَطيب اللَّبَنِ لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فِيهِ. واستمخضَ اللبنُ أَيضاً إِذا أَبْطأَ أَخَذَهُ الطَّعْم بَعْدَ حَقْنِه فِي السِّقاء. اللَّيْثُ: المَخْضُ تحريكُك المِمْخَض الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ المَخِيض الَّذِي قَدْ أُخِذَتْ زُبدته. وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّك فِي المِمْخضة، وَكَذَلِكَ الْوَلَدُ إِذا تحرَّك فِي بَطْنِ الْحَامِلِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ حسَّان أَحد بني الحَرِث بْنِ هَمَّام بْنِ مُرَّة يُخَاطِبُ امرأَته:

أَلا يَا أُمَّ عَمْروٍ، لَا تَلُومِي

وأَبْقِي، إِنَّما ذَا الناسُ هامُ

أَجِدَّكِ هَلْ رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ،

أطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟

وكِسْرَى، إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه

بأَسْيافٍ، كَمَا اقْتُسِمَ اللِّحامُ

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ

أَنَى، ولكلِّ حَامِلَةٍ تَمامُ

فَجُعِلَ قَوْلُهُ تَمَخَّضَت يَنُوبُ مَنابَ قَوْلِهِ لَقِحَتْ بِوَلَدٍ لأَنها مَا تَمَخَّضَتْ بِالْوَلَدِ إِلَّا وَقَدْ لَقِحت. وَقَوْلُهُ أَنَى أَي حانَ وِلادته لِتَمَامِ أَيام الْحَمْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: أَلا يَا أُمَّ قَيْسٍ، وَهِيَ زَوْجَتُهُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بِهِ ضَيْف يُقَالُ لَهُ إِسافٌ فعقَر لَهُ نَاقَةً فلامَتْه، فَقَالَ هَذَا الشِّعْرَ، وَقَدْ رأَيت أَنا فِي حَاشِيَةٍ مِنْ نُسَخِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ أَنه عَقَرَ لَهُ نَاقَتَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ

(2). قوله [يجمعن] كذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس: يتبعن، قاله يصف القروم.

ص: 230

فِي الْقَصِيدَةِ:

أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ

تأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنامُ؟

ومَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بِهَا فِي الْبِئْرِ؛ وأَنشد:

إِنَّ لَنا قَلِيذَماً هَمُوما،

يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما

وَيُرْوَى: مَخْجُ الدِّلا. وَيُقَالُ: مَخَضْتُ البئرَ بِالدَّلْوِ إِذا أَكثرتَ النزْعَ مِنْهَا بدِلائكَ وحرَّكتها؛ وأَنشد الأَصمعي:

لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّليِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه مُرَّ عَلَيْهِ بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً

أَي تُحَرَّكُ تَحْرِيكًا سَرِيعًا. والمَخِيضُ: مَوْضِعٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ. ابْنُ بُزُرْجَ: تَقُولُ الْعَرَبُ فِي أَدْعِيَة يَتداعَوْن بِهَا: صَبَّ اللَّهُ عَلَيْكَ أُمّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، تَعْنِي الليل.

مرض: الْمَرِيضُ: مَعْرُوفٌ. والمَرَضُ: السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ، يَكُونُ للإِنسان وَالْبَعِيرِ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المرَضُ مِنَ المَصادِرِ الْمَجْمُوعَةِ كالشَّغْل والعَقْل، قَالُوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول. ومَرِضَ فُلَانٌ مَرَضاً ومَرْضاً، فَهُوَ مارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٌ، والأُنثى مَرِيضةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَلَامَةَ بْنِ عُبَادَةَ الجَعْدي شَاهِدًا عَلَى مارِضٍ:

يُرِينَنَا ذَا اليَسَر القَوارِضِ،

لَيْسَ بمَهْزُولٍ، وَلَا بِمارِضِ

وَقَدْ أَمْرَضَه اللَّهُ. وَيُقَالُ: أَتيت فُلَانًا فأَمْرَضْته أَي وَجَدْتُهُ مَرِيضًا. والمِمْراضُ: الرَّجل المِسْقامُ، والتَّمارُض: أَن يُرِيَ مِنْ نفْسه المرضَ وَلَيْسَ بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُدْ فُلَانًا فإِنه مَريضٌ، وَلَا تأْكل هَذَا الطَّعَامَ فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَي تَمْرَضُ، وَالْجَمْعُ مَرْضَى ومَراضَى ومِراضٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وَفِي المِراضِ لَنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمْرَضَ الرجلَ جَعَلَهُ مَرِيضاً، ومرَّضه تمْرِيضاً قَامَ عَلَيْهِ وَولِيَه فِي مرَضه وَدَاوَاهُ لِيَزُولَ مرَضُه، جاءَت فَعَّلْت هُنَا لِلسَّلْبِ وإِن كَانَتْ فِي أَكثر الأَمر إِنما تَكُونُ للإِثبات. وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّمْرِيضُ حُسْنُ القِيامِ عَلَى الْمَرِيضِ. وأَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم، فَهُمْ مُمْرِضُون. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يُورِد مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍ

؛ المُمْرِضُ الَّذِي لَهُ إِبل مَرْضَى فنَهَى أَن يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَه مَعَ إِبل المُصِحّ، لَا لأَجل العَدْوى، وَلَكِنْ لأَن الصِّحاحَ رُبَّمَا عرَض لَهَا مرَضٌ فَوَقَعَ فِي نَفْسِ صَاحِبِهَا أَن ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ الْعَدْوَى فيَفْتِنُه ويُشَكِّكُه، فأَمَرَ باجْتِنابِه والبُعْد عَنْهُ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ قِبَل الْمَاءِ والمَرْعى تَسْتَوْبِلُه الماشيةُ فَتَمْرَضُ، فإِذا شَارَكَهَا فِي ذَلِكَ غَيْرُهَا أَصابه مثلُ ذَلِكَ الدَّاءِ، فَكَانُوا بِجَهْلِهِمْ يُسَمُّونَهُ عَدْوَى، وإِنما هُوَ فِعْلُ اللَّهِ تَعَالَى. وأَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع فِي مَالِهِ العاهةُ. وَفِي حَدِيثِ تَقاضِي الثِّمار يَقُولُ:

أَصابها مُراضٌ

؛ هُوَ، بِالضَّمِّ، دَاءٌ يَقَعُ فِي الثَّمَرة فتَهْلِكُ. والتَّمْرِيضُ فِي الأَمر: التضْجيعُ فِيهِ. وتَمْرِيضُ الأُمور: تَوْهِينُها وأَن لَا تُحْكِمَها. وَرِيحٌ مَريضةٌ: ضعيفةُ الهُبُوب. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذا لَمْ تَكُنْ مُنْجَلِيةً صَافِيَةً حسنَةً: مريضةٌ. وكلُّ مَا ضَعُفَ، فَقَدْ مَرِضَ. وَلَيْلَةٌ مريضةٌ إِذا تَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ فَلَا يَكُونُ فِيهَا ضَوء؛ قَالَ أَبو حَبَّة:

ص: 231

ولَيْلة مَرِضَتْ مِنْ كلِّ ناحِيةٍ،

فَلَا يُضِيءُ لهَا نَجْمٌ وَلَا قَمَرُ

ورَأْيٌ مَرِيضٌ: فِيهِ انحِراف عَنِ الصَّوَابِ، وَفَسَّرَ ثَعْلَبٌ بَيْتَ أَبي حَبَّةَ فَقَالَ: وَلَيْلَةٍ مَرِضَتْ أَظلَمت ونقصَ نُورُهَا. وليلةٌ مريضةٌ: مُظْلِمة لَا تُرَى فِيهَا كواكِبُها؛ قَالَ الرَّاعِي:

وطَخْياء مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَرِيضة،

أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها، فَهُوَ ماصِحُ

وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

رأَيتُ أَبا الوَلِيدِ غَداةَ جَمْعِ

بِهِ شَيْبٌ، وَمَا فَقَدَ الشَّبابا

ولكِن تحْت ذاكَ الشيْبِ حَزْمٌ،

إِذا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا

أَمْرَضَ أَي قارَبَ الصَّواب فِي الرأْي وإِن يُصِبْ كلَّ الصَّوَابِ. والمَرْضُ والمرَضُ: الشَّكُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

أَي شَكٌّ ونِفاقٌ وضَعْفُ يَقِين؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ شَكٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً

، قَالَ أَبو إِسحاق: فِيهِ جَوَابَانِ أَي بكُفْرهم كَمَا قَالَ تَعَالَى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً

بِمَا أَنزل عَلَيْهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ فشكُّوا فِيهِ كَمَا شَكُّوا فِي الَّذِي قَبْلَهُ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا؛ قَالَ الأَصمعي: قرأْت عَلَى أَبي عَمْرٍو فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ

فَقَالَ: مَرْضٌ يَا غُلام؛ قَالَ أَبو إِسحاق: يُقَالُ المرَضُ والسُّقْم فِي البدَن والدِّينِ جَمِيعًا كَمَا يُقَالُ الصِّحةُ فِي البدَن وَالدِّينِ جَمِيعًا، والمرَضُ فِي الْقَلْبِ يَصْلُح لِكُلِّ مَا خَرَجَ بِهِ الإِنسان عَنِ الصِّحَّةِ فِي الدِّينِ. وَيُقَالُ: قَلْبٌ مَرِيضٌ مِنَ العَداوةِ، وَهُوَ النِّفاقُ. ابْنُ الأَعرابي: أَصل المرَضِ النُّقْصانُ، وَهُوَ بدَنٌ مَرِيضٌ ناقِصُ الْقُوَّةِ، وَقَلْبٌ مَريضٌ ناقِصُ الدِّينِ. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ معْدِيكرِبَ: هُمْ شِفاء أَمْراضِنا

أَي يأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم يَشْفُون مرَضَ القلوبِ لَا مرَض الأَجسام. ومَرَّضَ فُلَانٌ فِي حَاجَتِي إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فِيهَا. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَيضاً قَالَ: المرَضُ إِظْلامُ الطبيعةِ واضْطِرابُها بَعْدَ صَفائها واعْتدالها، قَالَ: والمرَضُ الظُّلْمةُ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: المرَضُ فِي الْقَلْبِ فُتُورٌ عَنِ الْحَقِّ، وَفِي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء، وَفِي الْعَيْنِ فُتورُ النظرِ. وَعَيْنٌ مَريضةٌ: فِيهَا فُتور؛ وَمِنْهُ: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ

أَي فُتور عَمَّا أُمِرَ بِهِ ونُهِيَ عَنْهُ، وَيُقَالُ ظُلْمة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ:

تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ،

يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى مُمْرِضة، عَنَى بِذَلِكَ فَسادَ هَوائها، وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةٌ هُنَا بِمَعْنَى قَفْرة، وَقِيلَ: مَرِيضَةٌ سَاكِنَةُ الرِّيحِ شَدِيدَةُ الْحَرِّ. والمَراضانِ: وادِيانِ مُلْتَقاهما وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المَراضان والمَرايِضُ مواضعُ فِي دِيَارِ تَمِيمٍ بَيْنَ كاظِمةَ والنَّقِيرةِ فِيهَا أَحْساء، وَلَيْسَتْ مِنَ المرَضِ وبابِه فِي شَيْءٍ وَلَكِنَّهَا مأْخوذة مِنِ اسْتِراضةِ الْمَاءِ، وَهُوَ اسْتِنْقاعُه فِيهَا، والرَّوْضةُ مأْخوذة مِنْهَا. قَالَ: وَيُقَالُ أَرْض مَرِيضةٌ إِذا ضَاقَتْ بأَهلها، وأَرض مَريضةٌ إِذا كثُر بِهَا الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

ص: 232

تَرَى الأَرضَ مِنّا بالفَضاءِ مَرِيضةً،

مُعَضِّلةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ

مضض: المَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ وَالْقَوْلُ يَمُضُّني مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني: أَحْرَقَني وَشَقَّ عَلَيَّ. والهمُّ يَمُضُّ القلبَ أَي يُحْرِقُه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ «1» :

مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي

عَنْكَ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ فِي مِضْماضِ

أَي فِي حُرْقةٍ. ومَضِضْتُ مِنْهُ: أَلِمْتُ. ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني إِمْضاضاً: آلمَني وأَوْجَعَني، وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي مَضَّني، وَقَدَّمَ ثَعْلَبٌ أَمَضَّني؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَانَ مَنْ مضَى يَقُولُ مَضَّني، بِغَيْرِ أَلف، وأَمَضَّني جِلْدِي فدَلَكْتُه: أَحَكَّني؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ مَضَّني قَوْلُ حَرِّيّ بْنِ ضَمْرةَ:

يَا نَفْسُ، صَبْراً عَلَى مَا كَانَ مِنْ مَضَضٍ،

إِذْ لَمْ أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا

قَالَ: وَشَاهِدُ أَمَضَّني قَوْلُ سِنان بْنِ مُحَرِّشٍ السَّعْدي:

وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي،

يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي

مِنَ الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ،

فِي العينِ لَا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ

والتَّرْحاض: الغَسل. والمَضَضُ: وَجَعُ الْمُصِيبَةِ، وَقَدْ مَضِضْتَ يَا رَجُلُ مِنْهُ، بِالْكَسْرِ، تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة. ومَضَّ الكحلُ العينَ يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها. آلَمَها وأَحْرَقَها. وكُحل مَضٌّ: يُمِضُّ الْعَيْنَ، ومَضِيضُه حُرْقَتُه؛ وأَنشد:

قَدْ ذاقَ أَكْحالًا مِنَ المَضاضِ «2»

وكَحَله كُحْلًا مَضّاً إِذا كَانَ يُحْرِق، وَكَحَلَهُ بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي حارٍّ. ومرأَةٌ مَضّةٌ: لَا تَحْتَمِلُ شَيْئًا يَسُوءُها كأَنَّ ذَلِكَ يَمُضُّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعْرابية حِينَ سُئلَتْ: أَيّ النَّاسِ أَكرم؟ قَالَتْ: الْبَيْضَاءُ البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة. التَّهْذِيبُ: الْمَضَّةُ الَّتِي تؤلِمُها الْكَلِمَةُ أَو الشَّيْءُ الْيَسِيرُ وتؤْذيها. أَبُو عُبَيْدَةَ: مَضَّني الأَمر وأَمَضَّني، وَقَالَ: أَمَضَّني كَلَامُ تَمِيمٍ. وَيُقَالُ: أَمَضَّني هَذَا الأَمرُ ومَضِضْت لَهُ أَي بَلَغْتُ مِنْهُ المشَقّةَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

فاقْني وشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضّا

ومُضاضٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وإِذا أَقر الرَّجُلُ بِحَقٍّ قِيلَ: مِضِّ يَا هَذَا أَي قَدْ أَقررْت، وإِن فِي مِضّ وبِضّ لَمَطْمَعاً، وأَصل ذَلِكَ أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فِيهَا. اللَّيْثُ: المِضُّ أَن يَقُولَ الإِنسان بِطَرَفِ لِسَانِهِ شِبْهَ لَا، وَهُوَ هِيجْ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ وأَنشد:

سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ،

وحرَّكَتْ لِي رأْسَها بالنَّغْضِ «3»

النَّغْضُ: التحريكُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مِضِّ كَقَوْلِ الْقَائِلِ يَقُولُهَا بأَضراسه فَيُقَالُ: مَا علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إِلَّا مِضّاً بوُقُوعِ الفعل

(1). قوله [وقال رؤبة من إلخ] كذا بالأَصل، وعبارة القاموس مع شرحه: والمضماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من يتسخط

(2)

. قوله [قد ذاق إلخ] في شرح القاموس: والمضاض كسحاب الاحتراق، قال رؤبة: قد ذاق إلخ.

(3)

. قوله [سألتها الوصل] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: سألت هل وصل؟

ص: 233

عَلَيْهَا. الْفَرَّاءُ: مَا عَلَّمَكَ أَهلك مِنَ الْكَلَامِ إِلا مِضّاً ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: مِضِّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ والضادِ، كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى لَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ كَلِمَةٌ مُطْمِعةٌ فِي الإِجابة. أَبو زَيْدٍ: كَثُرَتِ المَضائضُ بَيْنَ الناسِ أَي الشرُّ؛ وأَنشد:

وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ

ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حَرَّكَهُ؛ وَقِيلَ: إِذا غَسلَه، وتَمَضْمضَ فِي وضُوئه. والمضمضةُ: تَحْرِيكُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ. ومضمضَ الماءَ فِي فِيهِ: حرَّكه، وتَمَضْمَضَ بِهِ. اللَّيْثُ: المَضُّ مَضِيضُ الْمَاءِ كَمَا تَمْتَصُّه. وَيُقَالُ: لَا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ، وَيُقَالُ: ارْشُفْ وَلَا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ. ومَضَّت العنزُ تَمُضّ فِي شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ شَفَتَيْها. وَفِي الْحَدِيثِ:

ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ

أَيْ يَمَضُّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ مَضِضْتُ أَمَضُّ مِثْلُ مَصِصْتُ أَمَصُّ. ومَضْمَضَ النعاسُ فِي عَيْنِهِ: دَبَّ، وَتَمَضْمَضَتْ بِهِ العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ فِي عَيْنِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا،

إِذا الكَرى فِي عَيْنِه تَمَضْمَضا

ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طَوِيلًا. والمِضْماضُ: النومُ. وَمَا مَضْمَضَتْ عَيْنِي بِنوْم أَي مَا نامَتْ. وَمَا مَضْمَضْت عَيْنِي بِنَوْمٍ أَي مَا نِمْتُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: وَلَا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً

، لَمَّا جُعِلَ لِلنَّوْمِ ذَوْقاً أَمرهم أَن لَا يَنَالُوا مِنْهُ إِلا بأَلْسِنَتِهم وَلَا يُسِيغُوه، فَشَبَّهَهُ بالمَضْمَضةِ بِالْمَاءِ وإِلقائِه مِنَ الْفَمِ مِنْ غَيْرِ ابْتلاعٍ. وتَمَضْمَضَ الكلبُ فِي أَثَره. هَرَّ. وَفِي حَدِيثِ

الحسَن: خَباثِ كلَّ عِيدانِك قَدْ مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً

؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ أَي يَا خَبِيثةُ يُرِيدُ الدُّنيا، يَعْنِي جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك مُرّة الْعَاقِبَةِ. والمِضْماضُ: الرَّجُلُ الخَفيفُ السَّرِيعُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ

فَرْداً، وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ

ابْنُ الأَعرابي: مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي لَا يُطاقُ مُلوحةً، وَبِهِ سُمِّيَ الرجلُ مُضاضاً، وَضِدُّهُ مِنَ الْمِيَاهِ القَطِيعُ، وَهُوَ الصَّافِي الزُّلالُ. وَقَالَ بَعْضُ بَنِي كِلَابٍ فِيمَا رَوَى أَبو تُرَابٍ: تَماضَّ الْقَوْمُ وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بَعْضُهُمْ بعضاً بأَلسِنَتِهم.

معض: مَعِضَ مِنْ ذَلِكَ الأَمرِ، يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ مِنْهُ: غَضِبَ وشَقَّ عَلَيْهِ وأَوْجَعَه؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعِضَ مِنْ شَيْءٍ سَمِعَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

ذَا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا

وَفِي حَدِيثِ

سَعْدٍ: لَمَّا قُتل رُسْتم بِالْقَادِسِيَّةِ بعَث إِلى النَّاسِ خالدَ بْنَ عُرْفُطةَ، وَهُوَ ابنُ أُخته، فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شَدِيدًا

أَي شَقَّ عَلَيْهِمْ وعَظُمَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سِيرِينَ: تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لَمْ تُنْكَحْ

أَي شَقَّ عَلَيْهَا، وَفِي حَدِيثِ

سُراقةَ: تَمَعَّضَتِ الفرَسُ

، قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا رُوِيَ فِي الْمُعْجَمِ وَلَعَلَّهُ مِنْ هَذَا، وَفِي نُسْخَةٍ

: فنَهَضَتْ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ كَانَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ مِنَ المَعَصِ، وَهُوَ الْتِواء الرِّجْل، لَكَانَ وجْهاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ امْتَعَضَ،

ص: 234