الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَبصر فِي بَعْضِ أَسفاره شَجَرَةً دَفْواء تُسَمَّى ذاتَ أَنواط.
وَيُقَالُ: نوْطةٌ مِنْ طَلْح كَمَا يُقَالُ عِيصٌ مِنْ سِدْر وأَيكةٌ مِنْ أَثل وفَرْش مِنْ عُرْفُط ووَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ وغالٌّ مِنْ سَلَم وسَلِيلٌ مِنْ سَمُر وقَصِيمةٌ مِنْ غَضًا وَمِنْ رِمْث وصَرِيمةٌ مِنْ غَضاً وَمِنْ سَلَم وحَرَجةٌ مِنْ شَجَرٍ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْمَدَّاتُ الثَّلَاثُ مَنُوطات بِالْهَمْزِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ فِي الْوُقُوفِ: افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ، فَهَمَزُوا الأَلف وَالْيَاءَ والواو حين وقفوا.
نيط: النَّيْطُ: الموتُ. وطَعَنَ فِي نيْطِه أَي فِي جَنازته إِذا مَاتَ. ورُميَ فلان في طَنْيِه وَفِي نَيْطِه: وَذَلِكَ إِذا رُميَ فِي جَنَازَتِهِ، وَمَعْنَاهُ إِذا مَاتَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَمَاهُ اللَّهُ بالنَّيْط وَرَمَاهُ اللَّهُ بنَيْطه أَي بِالْمَوْتِ الَّذِي يَنُوطه، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَالنَّيْطُ الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ إِنما أَصله الْوَاوُ، وَالْيَاءُ دَاخِلَةٌ عَلَيْهَا دُخُولَ مُعَاقَبَةٍ، أَو يَكُونُ أَصله نَيّطاً أَي نَيْوِطاً ثُمَّ خُفِّفَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا خُفِّفَ فَهُوَ مِثْلُ الهَيْنِ والهَيِّن والليْنِ والليِّن. وَرُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ، عليه السلام، أَنه قَالَ: لوَدَّ مُعَاوِيَةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرْمَةٍ إِلا طُعِنَ «3» فِي نَيْطِه
؛ مَعْنَاهُ إِلا مَاتَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْقِيَاسُ النَّوْطُ لأَنه مِنْ نَاطَ يَنُوطُ إِذا عُلِّق، غَيْرَ أَن الْوَاوَ تُعَاقِبُ الْيَاءَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ. وَقِيلَ: النَّيْطُ نِيَاطُ الْقَلْبِ وَهُوَ العِرْق الَّذِي الْقَلْبُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي اليَسَر: وأَشار إِلى نِياط قَلْبِهِ.
وأَتاه نَيْطُه أَي أَجله. وناطَ نَيْطاً وَانْتَاطَ: بَعُدَ. والنَّيِّطُ: الْعَيْنُ فِي الْبِئْرِ قَبْلَ أَن تَصِلَ إِلى الْقَعْرِ.
فصل الهاء
هبط: الهُبُوطُ: نقِيضُ الصُّعُود، هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط فِي هَبُوط مِنْ صَعُود. وهَبَطَ هُبوطاً: نَزَلَ، وهَبَطْته وأَهْبَطْتُه فانْهَبطَ؛ قَالَ:
مَا راعَني إِلا جَناحٌ هابِطا،
…
عَلَى البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا
أَي مُهْبِطاً قوطَه. قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد هَابِطًا عَلَى قَوْطه فَحَذَفَ وَعَدَّى. وَفِي حَدِيثِ
الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: وأَنا أَتَهَبَّطُ إِليهم مِنَ الثنيّةِ
أَي أَنْحَدِرُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ وَهُوَ بِمَعْنَى أَنْهَبِطُ وأَهْبِطُ. وهَبَطه أَي أَنزله، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وأَما قَوْلُهُ عز وجل: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
، فأَجودُ الْقَوْلَيْنِ فِيهِ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: وإِن مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مَن نَظَر إِليه مِن خَشْيَةِ اللَّهِ، وَذَلِكَ أَن الإِنسان إِذا فكَّر فِي عِظَم هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ تَضاءَل وخَشَعَ، وهَبطَت نفسُه لِعَظَمِ مَا شاهَد، فنُسِب الْفِعْلُ إِلى تِلْكَ الحِجارة لَمَّا كَانَ الْخُشُوعُ والسُّقوط مسبَّباً عَنْهَا وَحَادِثًا لأَجل النَّظَرِ إِليها، كَقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، وَكَذَلِكَ أَهْبَطْتُه الركْبَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ «4»:
أَهْبَطْته الرَّكْبَ يُعْدِيني، وأُلْجِمُه،
…
للنّائباتِ، بِسَيْرٍ مِخْذَم الأَكَمِ
والهَبُوطُ مِنَ الأَرض: الحَدُورُ. قَالَ الأَزهري:
(3). قَوْلُهُ [إِلَّا طعن] كذا ضبط في النهاية، وبهامشها ما نصه: يُقَالُ طَعَنَ فِي نَيْطِهِ أَي فِي جَنَازَتِهِ، وَمَنِ ابتدأ بشيء أَو دخل فيه فقد طعن فيه، وقال غيره: طُعِنَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالنَّيْطُ نِيَاطُ القلب وهي علاقته فإذا طعن مات صاحبه.
(4)
. قوله [ابن زيد] في شرح القاموس: الرقاع، وفيه أَيضاً يغذيني بمعجمتين بدل يعديني.
وفَرْقُ مَا بَيْنَ الهَبُوط والهُبوط أَنَّ الهَبُوطَ اسْمٌ للحَدُور، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُهْبِطُكَ مِنْ أَعلى إِلى أَسفل، والهُبُوط الْمَصْدَرُ. والهَبْطةُ: مَا تَطامَن مِنَ الأَرض. وهَبَطْنا أَرضَ كَذَا أَي نَزَلْنَاهَا. والهَبْطُ: أَن يَقَعَ الرَّجُلُ فِي شَرّ. والهبْط أَيضاً: النُّقْصَانُ. وَرَجُلٌ مَهْبُوطٌ: نقَصت حالُه. وهَبَطَ القوْمُ يَهْبِطُون إِذا كَانُوا فِي سَفال وَنَقَصُوا؛ قَالَ لَبِيدٍ:
كلُّ بَنِي حُرَّةٍ مَصِيرُهُمُ
…
قُلٌّ، وإِنْ أَكثَرُوا مِنَ العَدَدِ
إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِروا
…
يَوْماً، فَهُمْ للفَناء والنَّفَدِ
وَهُوَ نقِيضُ ارْتَفَعُوا. والهَبْطُ: الذُّلُّ، وأَنشد الأَزهري بَيْتَ لَبِيدٍ هَذَا: إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطوا. وَيُقَالُ: هَبطَه فهبطَ، لَفْظُ اللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي وَاحِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً
أَي نسأَلك الغِبْطةَ وَنَعُوذُ بِكَ أَن نَهْبِطَ عَنْ حَالِنَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي نسأَلك الْغِبْطَةَ وَنَعُوذُ بِكَ أَن تُهْبِطنا إِلى حَالٍ سَفال، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نسأَلك الْغِبْطَةَ وَنُعُوذُ بِكَ مِنَ الذلِّ والانحِطاط وَالنُّزُولِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ: إِن يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا؛ وَقَوْلُ الْعَبَّاسِ:
ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لَا بَشَرٌ
…
أَنْتَ، وَلَا مُضْغَةٌ، وَلَا علَقُ
أَراد لما أَهبط آدَمَ إِلى الدُّنْيَا كُنْتَ فِي صُلْبه غَيْرَ بَالِغٍ هَذِهِ الأَشياء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ اللَّهُمَّ غَبْطًا لَا هَبْطًا؛ قَالَ: الْهَبْطُ مَا تقدَّم مِنَ النَّقْصِ والتسفُّلِ، والغَبْطُ أَن تُغْبَط بِخَيْرٍ تَقَعَ فِيهِ. وهبَطَتْ إِبلي وَغَنَمِي تَهْبِطُ هُبوطاً: نَقَصَتْ. وهَبطْتُها هَبْطاً وأَهْبَطْتُها، وهَبطَ ثمنُ السِّلْعَةِ يَهْبِطُ هُبوطاً: نَقَصَ، وهبَطْته أَهْبِطُه هَبْطاً وأَهْبطته. الأَزهري: هَبطَ ثمنُ السِّلْعة وهبَطْته أَنا أَيضاً، بِغَيْرِ أَلف. والمَهْبوط: الَّذِي مَرِضَ فهبَطَه المرضُ إِلى أَن اضْطرب لَحْمُهُ. وَهَبَطَ فُلَانٌ إِذا اتَّضع. وهَبطَ القومُ: صَارُوا فِي هُبوط. وَرَجُلٌ مَهْبوط وهَبِيطٌ: هبطَ المرضُ لحمَه نقصَه وأَحْدَره وهزَلَه. وهبطَ اللحمُ نفسُه: نَقَصَ وَكَذَلِكَ الشحمُ. وهبَط شحمُ النَّاقَةِ إِذا اتَّضع وقلَّ؛ قَالَ أُسامةُ الْهُذَلِيُّ:
ومِنْ أَيْنها بَعْدَ إِبدانِها،
…
وَمِنْ شَحْمِ أَثْباجِها الهابِط
وَيُقَالُ: هبَطْتُه فَهَبَطَ لَازِمٌ وَوَاقِعٌ أَي انْهَبَطَتْ أَسْنِمَتُها وتواضَعتْ. والهَبيطُ مِنَ النُّوقِ: الضَّامر. وَالْهَبِيطُ مِنَ الأَرض: الضامرُ، وَكُلُّهُ مِنَ النُّقصان. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الهبيطُ الضَّامِرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَصِ:
وكأَنَّ أَقْتادي تَضَمَّنَ نِسْعَها،
…
مِنْ وَحْشِ أَوْرالٍ، هَبيطٌ مُفْرَدُ
أَراد بالهَبِيط ثَوْرًا ضَامِرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَنَى بِالْهَبِيطِ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ شَبَّهَ بِهِ نَاقَتَهُ فِي سُرعتها وَنَشَاطِهَا وَجَعَلَهُ مُنفرداً لأَنه إِذا انْفَرَدَ عَنِ القَطِيع كَانَ أَسْرع لِعَدْوِه. وهَبَطَ الرَّجُلُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ وهبَطْتُه أَنا وأَهْبَطْته؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: يُقَالُ: هبَط فُلَانٌ أَرضَ كَذَا وهبَط السُّوقَ إِذا أَتاها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ إِبلًا:
يَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كذاوِي القَرْمَلِ
…
فَهَبَطَتْ، والشمسُ لَمْ تَرَجَّلِ
أَي أَتَتْه بالغَداةِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: هَبَطَهُ
الزَّمَانُ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ وَالْمَعْرُوفَ فَذَهَبَ مَالُهُ وَمَعْرُوفُهُ. الفرَّاء: يُقَالُ هَبَطَهُ اللَّهُ وأَهْبَطَه. والتِّهِبِّطُ: بَلَدٌ، وَقَالَ كُرَاعٌ: التِّهِبِّطُ طَائِرٌ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ تِفِعِّل غَيْرُهُ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبيدة: التَّهَبُّط عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي العَصْف المأْكول قَالَ: هُوَ الهَبُوط
، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالطَّاءِ، قَالَ سُفيان: هُوَ الذَّرُّ الصَّغِيرُ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ أَراه وهَماً وإِنما هو بالراء.
هرط: هرَطَ الرجلُ فِي عرْض أَخِيه وهَرَط عِرْضَ أَخِيه يَهْرِطُه هَرْطاً: طَعَنَ فِيهِ ومَزَّقه وتنَقَّصه، وَمِثْلُهُ هَرَتَه وهرَدَه ومزَقَه وهَرْطَمَه. وتهارَطَ الرَّجُلَانِ: تَشاتَما. وَقِيلَ: الهَرْط فِي جَمِيعِ الأَشياء المَزْقُ العَنِيف، والهَرْطُ لُغَةٌ فِي الهَرْتِ وَهُوَ الْمَزْقُ الْعَنِيفُ. وَنَاقَةٌ هِرْطٌ: مُسِنَّةٌ، وَالْجَمْعُ أَهْراط وهُروط. والهِرْط: لَحْمٌ مَهْزول كأَنه مُخاط لَا يُنْتفع بِهِ لغَثاثتِه. والهِرْط والهِرْطةُ: النَّعْجَةُ الْكَبِيرَةُ الْمَهْزُولَةُ، وَالْجَمْعُ هِرَطٌ مِثْلُ قِرْبة وقِرَبٍ. اللِّيْثُ: نَعْجَةٌ هِرْطة وَهِيَ الْمَهْزُولَةُ لَا يُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا غُثوثةً، الْفَرَّاءُ: وَلَحْمُهَا الهِرط، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَرط، بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يتَفَتَّت إِذا طُبِخ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهِرْطةُ مِنَ الرِّجَالِ الأَحمق الْجَبَانُ الضَّعِيفُ. ابْنُ الأَعرابي: هَرِطَ الرجلُ إِذا اسْترْخى لحمُه بَعْدَ صَلابة مِنْ عِلَّة أَو فَزَع، والإِنسان يَهْرِطُ فِي كَلَامِهِ: يُسَفْسِفُ ويَخْلِطُ. والهَيْرَطُ: الرِّخْو.
هرمط: هَرْمَطَ عِرْضه: وَقَعَ فِيهِ وَهُوَ مِثْلُ هرَطه.
هطط: الأَزهري: الهُطُطُ الهَلْكى مِنَ النَّاسِ، والأَهَطُّ الْجَمَلُ الْكَثِيرُ المَشْي الصَّبُور عَلَيْهِ، وَالنَّاقَةُ هَطَّاء. والهَطْهَطةُ: السُّرعة فِيمَا أُخذ فِيهِ مِنَ عَمَلِ مَشْيٍ أَو غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: هُطْهُطْ إِذا أَمرته بالذَّهاب والمجيء.
هقط: هِقِطْ: مِنْ زَجْرِ الْخَيْلِ؛ عَنِ الْمُبَرِّدِ وَحْدَهُ؛ قَالَ:
لَمَّا سَمِعْتُ خَيْلهم هِقِطِّ،
…
علِمت أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّي
هلط: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهالِطُ المُسْترْخي البطنِ، والهاطِلُ الزرعِ المُلْتَفُّ.
همط: الهَمْطُ: الظُّلْمُ. هَمَطَ يَهْمِطُ هَمْطاً: خلَط بالأَباطِيلِ. وهَمَطَ الرجلَ واهْتَمَطَه: ظلمَه وأَخَذ مِنْهُ مَالَهُ عَلَى سَبِيلِ الغَلَبة والجَوْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ومِنْ شدِيدِ الجَوْرِ ذِي اهْتِماطِ
والهَمَّاطُ: الظَّالِمُ. وهَمَطَ فُلَانٌ الناسَ يَهْمِطُهم إِذا ظَلَمَهُمْ حَقَّهم. وَسُئِلَ إِبراهيم النَّخَعِيُّ عَنْ عُمَّال يَنْهَضُون إِلى القُرى فيَهْمِطون أَهلَها، فإِذا رَجَعُوا إِلى أَهالِيهم أَهْدَوْا لجِيرانهم ودعَوْهم إِلى طَعامِهم، فَقَالَ: لَهُمُ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِمِ الوزْر؛ مَعْنَاهُ أَنهم يأْخذون مِنْهُمْ عَلَى سَبِيلِ القَهْر والغلَبة. يُقَالُ: همَطَ مالَه وطعامَه وعِرْضه وَاهْتَمَطَهُ إِذا أَخذه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَفِي رِوَايَةٍ:
كَانَ العُمّال يَهْمِطُون ثُمَّ يَدْعُون فيُجابُون
، يَعْنِي يدْعون إِلى طَعَامِهِمْ، يُرِيدُ أَنه يَجُوزُ أَكل طَعَامِهِمْ وإِن كَانُوا ظلَمَة إِذا لَمْ يتعيَّن الْحَرَامُ. وَفِي حَدِيثِ
خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: لَا غَرْوَ إِلا أَكْلةٌ بِهَمْطةٍ
؛ اسْتَعْمَلَ الهَمْطَ فِي الأَخذ بِخُرْقٍ وعَجَلةٍ ونَهْب. أَبو عَدْنان: سأَلت الأَصمعي عَنِ الْهَمْطِ فَقَالَ: هُوَ الأَخذ بِخَرْقٍ وظُلم؛ وَقِيلَ: الهمْط الأَخذ بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ، والهمْطُ الخَلْط مِنَ الأَباطِيل