الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَجَمْعُهَا أَذْواطٌ. عَنْكَبُوتٌ تَكُونُ بِتِهَامَةَ لَهَا قَوَائِمُ، وَذَنَبُهَا مِثْلُ الْحَبَّةِ مِنَ الْعِنَبِ الأَسود، صَفْرَاءُ الظَّهْرِ صَغِيرَةُ الرأْس تَكَعُ بذَنَبِها فتُجْهِدُ مَنْ تَكَعُه حَتَّى يَذُوطَ، وذَوْطُه أَن يَخْدَرَ مَرَّاتٍ، وَمِنْ كَلَامِهِمْ: يَا ذَوْطةُ ذُوطِيه. والأَذْوَطُ: الناقِصُ الذَّقَنِ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وامرأَة ذَوْطاء، وَقَدْ ذوِطَ ذَوَطاً. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: لَوْ مَنَعُونِي جَدْياً أَذْوَطَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ.
ذيط: أَبو زَيْدٍ: ذَاطَ فِي مَشْيِهِ يَذِيطُ ذيَطاناً إِذا حرَّك مَنْكِبَيْه فِي مَشْيِهِ مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ.
فصل الراء
ربط: رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً، فَهُوَ مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ: شدَّه. والرِّباطُ: مَا رُبِطَ بِهِ، وَالْجَمْعُ رُبُطٌ، وربَط الدابةَ يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها. وَفُلَانٌ يرتَبِطُ كَذَا رأْساً مِنَ الدَّوَابِّ، ودابَّةٌ رَبِيطٌ: مَربوطة. والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ: مَا ربَطها بِهِ. والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ: مَوْضِعُ رَبْطها، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمَخْصُوصَةِ، وَلَا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الْوَلَدِ ومَناطَ الثُّرَيّا، لَا تَقُولُ هُوَ مِنِّي مَرْبَطَ الْفَرَسُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَنْ قَالَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَرْبِطُ، بِالْكَسْرِ، قَالَ فِي اسْمِ الْمَكَانِ المَرْبِطُ، بِالْكَسْرِ، وَمَنْ قَالَ أَربُط، بِالضَّمِّ، قَالَ فِي اسْمِ الْمَكَانِ مَرْبَطاً، بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَرْبِطُ عَنْزٍ. والمِرْبَطةُ مِنَ الرَّحْل: نِسْعةٌ لَطِيفَةٌ تُشَدُّ فَوْقَ الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطُ: مَا ارْتُبِط مِنَ الدَّوَابِّ. وَيُقَالُ: نِعم الرَّبِيطُ هَذَا لِمَا يُرْتَبَطُ مِنَ الْخَيْلِ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ رِباطٌ مِنَ الْخَيْلِ كَمَا تَقُولُ تِلادٌ، وَهُوَ أَصلُ خيلِه. وَقَدْ خَلَّف فُلَانٌ بالثَّغْر خَيْلًا رابِطةً، وَبِبَلَدِ كَذَا رابِطةٌ مِنَ الْخَيْلِ. ورِباطُ الخيلِ: مُرابَطَتُها. والرِّباطُ مِنَ الْخَيْلِ: الخمسةُ فَمَا فَوْقَهَا؛ قَالَ بُشَير بْنُ أَبي حَمَامٍ العَبْسِيّ:
وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ مِنْ آلِ داحِسٍ
…
أَبَيْنَ، فَمَا يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ «3»
والرِّباطُ والمُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً. والرِّباطُ: المُواظَبةُ عَلَى الأَمر. قَالَ الْفَارِسِيُّ: هُوَ ثانٍ مِنْ لزومِ الثَّغْرِ، ولزومُ الثغْر ثانٍ مِنْ رِباط الْخَيْلِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَصابِرُوا وَرابِطُوا
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ حافِظُوا، وَقِيلَ: واظِبُوا عَلَى مَواقِيت الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلا أَدُلُّكم عَلَى مَا يَمْحو اللهُ بِهِ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ الدرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْباغُ الوُضوءِ عَلَى المَكارِه، وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد، وانْتِظارُ الصلاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فذلِكم الرِّباطُ
؛ الرِّباطُ فِي الأَصل: الإِقامةُ عَلَى جِهادِ العدوِّ بِالْحَرْبِ، وارتِباطُ الْخَيْلِ وإِعْدادُها، فشبَّه مَا ذَكَرَ مِنَ الأَفعال الصَّالِحَةِ بِهِ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ خُيُولَهُمَا فِي ثَغْرٍ كلٌّ مِنْهُمَا مُعِدّ لِصَاحِبِهِ، فَسُمِّيَ المُقامُ فِي الثُّغور رِباطاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَذَلِكُمُ الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ عَلَى الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ كَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَكُونُ الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لَازَمْتُ، وَقِيلَ: هُوَ هَاهُنَا اسْمٌ لِمَا يُرْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ أَي يُشَدُّ، يَعْنِي أَنَ
(3). قوله [دون رهان] في الصحاح: يوم رهان.
هَذِهِ الخِلال تَرْبِطُ صَاحِبَهَا عَنِ الْمَعَاصِي وتكفُّه عَنِ الْمَحَارِمِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ رَبِيطَ بَنِي إِسرائيل قَالَ: زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ
أَي زاهِدهم وحكِيمهم الَّذِي يَرْبُطُ نَفْسَهُ عَنِ الدُّنْيَا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها. وَفِي حَدِيثِ
عَدِيٍّ: قَالَ الشَّعْبِيُّ وَكَانَ لَنَا جَارًا ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ
؛ ومنه حديث
ابن الأَكواع: فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ أَسْتَبْقِي نفْسِي
أَي تأَخرت عَنْهُ كأَنه حبَس نفْسَه وَشَدَّهَا. قَالَ الأَزهري: أَراد النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، بِقَوْلِهِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، قَوْلُهُ عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا
؛ وجاءَ فِي تَفْسِيرِهِ: اصْبِرُوا عَلَى دِينكم وَصَابِرُوا عدوَّكم ورَابِطُوا أَي أَقيموا عَلَى جِهَادِهِ بِالْحَرْبِ. قَالَ الأَزهري: وأَصل الرِّبَاط مِنْ مَرَابِطِ الْخَيْلِ وَهُوَ ارْتِباطُها بِإِزاء الْعَدُوِّ فِي بَعْضِ الثغورِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَيْلَ إِذا رُبِطَتْ بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، وَاحِدُهَا رَبِيطٌ، وَيُجْمَعُ الرُّبُطُ رِباطاً، وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ وَمِنْ رِبَاط الْخَيْلِ، قَالَ: يُرِيدُ الإِناث مِنَ الْخَيْلِ، وَقَالَ: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثَّغْرِ، والرجلُ مُرابِطٌ. والمُرابِطاتُ: جَمَاعَاتُ الْخُيُولِ الَّتِي رابَطَت. وَيُقَالُ: ترَابَط الماءُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا إِذا لَمْ يبرحْه وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ فَهُوَ ماءٌ مُترابِطٌ أَي دائمٌ لَا يَنْزَحُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا:
تَرَى الْمَاءَ مِنْهُ مُلْتقٍ مُتَرَابِطٌ
…
ومُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ بِهِ الأَرضُ، سائحُ
والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الْجِسْمَ رُبِطَ بِهِ. وَرَجُلٌ رَابِطُ الجَأْشِ ورَبِيطُ الجأْشِ أَي شَدِيدُ الْقَلْبِ كأَنه يرْبُط نفْسَه عَنِ الفِرار يكُفُّها بجُرْأَته وشَجاعته. ورَبَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ وحَزُمَ فَلَمْ يَفِرّ عِنْدَ الرَّوْعِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وحْشيّاً:
فباتَ وَهُوَ ثابتُ الرِّباطِ
أَي ثابِتُ النفْسِ. وربَطَ اللهُ عَلَى قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَريضٌ، وَحَكَى ابْنُ الأَعْرابي عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ رَابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ، يَعْنِي فِي صحَّته قَبْلَ الحِمام، وذكَّر النفْسَ حَملًا عَلَى الرُّوحِ، وإِن شِئْتَ عَلَى النَّسَبِ. والرَّبِيطُ: التَّمْرُ اليابسُ يُوضَعُ فِي الجِرابِ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ. والرَّبيطُ: البُسْرُ المَوْدونُ. وارتَبَطَ فِي الحَبْل: نَشِبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والرَّبِيطُ: الذَّاهِبُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، فكأَنه ضِدٌّ، وَقِيلَ: الرَّبِيطُ الرّاهِبُ. والرِّباطُ: مَا تُشَدُّ بِهِ القِرْبةُ والدابةُ وَغَيْرُهُمَا، وَالْجَمْعُ رُبُطٌ؛ قَالَ الأَخطل:
مِثل الدَّعامِيصِ فِي الأَرْحامِ عَائِرَةٌ،
…
سُدَّ الخَصاصُ عَلَيْهَا، فهْو مَسْدُودُ
تموتُ طَوْراً، وتَحْيا فِي أَسِرَّتِها،
…
كَمَا تُقَلَّبُ فِي الرُّبْطِ المَراوِيدُ
والأَصل فِي رُبْطٍ: رُبُطٌ كَكِتَابٍ وكُتب، والإِسكان جَائِزٌ عَلَى جِهَةِ التَّخْفِيفِ. وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ قرَض رِباطَه. والرِّباطُ: وَاحِدُ الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ. والرَّبِيطُ: لقَبُ الغَوْثِ بْنِ مُرَّة «4» .
(4). قوله [ابن مرة] في القاموس: ابن مر، بدون هاء تأْنيث، قال شارحه: ووقع في الصحاح مرة، وهو وهم.
رثط: أَهمله اللَّيْثُ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَرْثَطَ الرجلُ فِي قُعودِه ورَثَطَ وتَرَثَّطَ ورَطَمَ ورَضَمَ وأَرْطَم كُلُّهُ بِمَعْنًى واحد.
رسط: الأَزهري: أَهملها ابْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الخَمْرَ الرَّساطُونَ، وسائرُ الْعَرَبِ لَا يَعْرِفُونَهُ، قَالَ: وأُراها رُومِيَّةً دَخَلَتْ فِي كَلَامِ مَنْ جاوَرَهم مِنْ أَهل الشَّامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ السِّينَ شِينًا فَيَقُولُ رَشاطون.
رطط: الرَّطِيطُ: الحُمْقُ. والرَّطِيطُ أَيضاً: الأَحْمَقُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمٌ وَصِفَةٌ. وَرَجُلٌ رَطِيطٌ ورَطِيءٌ أَي أَحمقُ. وأَرَطَّ القومُ: حَمُقُوا. وَقَالُوا: أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ؛ يُضْرب للأَحمق الَّذِي لَا يُرْزَقُ إِلا بالحُمْقِ، فإِن ذهَبَ يَتعاقَلُ حُرِمَ. وقومٌ رَطائطُ: حَمْقَى؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:
مَهْلًا، بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ،
…
وإِيّاكُمْ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا
أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ،
…
عسَى أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا
وَلَمْ يُذْكر لِلرَّطَائِطِ واحد؛ يقول: اضْطَرَبَ أَمرُكم مِنْ جِهَةِ الجِدِّ وَالْعَقْلِ فاحْمُقوا لَعَلَّكُمْ تَفُوزون بِجَهْلِكُمْ وحُمْقِكم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم يَقُولُ أَفْسَدْتم عَلَيْكُمْ أَمرَكم مِنْ قَوْلِ الأَعشى:
لَقَدْ قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ لِلرَّجُلِ رُطْ رُطْ إِذا أَمرته أَن يتَحامَقَ مَعَ الحَمْقَى لِيَكُونَ لَهُ فِيهِمْ جَدٌّ. وَيُقَالُ: اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ واسْتَرْطَأْتُهُ إِذا اسْتَحْمَقْتَه. والرَّطْراطُ: الْمَاءُ الَّذِي أَسْأَرَتْه الإِبلُ فِي الحِياضِ نَحْوَ الرِّجْرِجِ. والرَّطِيطُ: الجَلَبةُ والصِّياحُ، وَقَدْ أَرَطُّوا أَي جَلَّبُوا.
رغط: رُغاطٌ: موضع.
رقط: الرُّقْطةُ: سَوَادٌ يشوبُه نُقَطُ بَياضٍ أَو بياضٌ يشوبُه نُقَطُ سوادٍ، وَقَدِ ارْقَطَّ ارْقِطاطاً وارْقاطَّ ارْقِيطاطاً، وَهُوَ أَرْقَطُ، والأُنثى رَقْطاء. والأَرْقَطُ مِنَ الْغَنَمِ: مِثْلُ الأَبْغَثِ. وَيُقَالُ: تَرَقَّطَ ثَوْبُهُ تَرَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ عَلَيْهِ مِداد أَو غَيْرُهُ فَصَارَ فِيهِ نُقط. وَدَجَاجَةٌ رَقْطاء إِذا كَانَ فِيهَا لُمَعٌ بِيضٌ وسُود. والسُّلَيْسِلَة «1» الرَّقْطاء: دُوَيْبَّة تَكُونُ فِي الجَبابِينِ وَهِيَ أَخْبَثُ العِظاء، إِذا دَبَّتْ عَلَى طَعَامٍ سَمَّتْهُ. وارْقاطَّ عُود العَرْفَجِ ارْقِيطاطاً إِذا خَرَجَ وَرَقُهُ ورأَيتَ فِي مُتَفَرِّقِ عِيدَانِهِ وكُعُوبِه مِثْلَ الأَظافير، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ التَّثْقِيبِ والقَمَلِ وقَبْلَ الإِدْباء والإِخْواصِ. والأَرْقَطُ: النَّمِرُ لِلَوْنِهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ غلَبةَ الِاسْمِ. والرّقْطاء: مِنْ أَسماء الْفِتْنَةِ لتلوُّنها. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: ليَكُونَنّ فِيكُمْ أَيّتُها الأُمّةُ أَربع فِتَنٍ: الرّقْطاء والمُظْلِمةُ وَفُلَانَةُ وَفُلَانَةُ
، يَعْنِي فِتْنَةً شَبَّهها بِالْحَيَّةِ الرقْطاء، وَهُوَ لَوْنٌ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَالْمُظْلِمَةُ الَّتِي تعمُّ والرقْطاء الَّتِي لَا تَعُمُّ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بكْرة وشهادَتِه عَلَى الْمُغِيرَةِ: لَوْ شئتُ أَن أَعُدَّ رقَطاً كَانَ عَلَى فَخِذَيْها
أَي فَخِذَيِ المرأَةِ الَّتِي رُمِيَ بِهَا. وفي
(1). قوله [والسليسلة] كذا بالأصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: السليلة بسين واحدة.
حَدِيثِ صِفَةِ الحَزْوَرَةِ:
أَغْفَرَ بَطْحاؤُها وارْقاطَّ عَوْسَجُها
؛ ارْقاطّ مِنَ الرُّقطة الْبَيَاضُ وَالسَّوَادُ. يُقَالُ: ارْقَطَّ وارْقاطَّ مِثْلُ احْمَرَّ واحْمارّ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحسبه ارْقاطَّ عَرْفَجُها. يُقَالُ إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عُوده: قَدْ ثقَّبَ عودُه، فإِذا اسْوَدَّ شَيْئًا قِيلَ: قَدْ قَمِلَ، فإِذا زَادَ قِيلَ: قَدِ ارْقاطَّ، فإِذا زَادَ قِيلَ: قَدْ أَدْبَى. والرَّقْطاءُ الهِلالِيّةُ: الَّتِي كَانَتْ فِيهَا قِصّة الْمُغِيرَةِ لتلوُّن كَانَ فِي جِلْدِهَا. وحُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط: أَحد رُجّازِهم وشُعرائهم، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِآثَارٍ كَانَتْ فِي وَجْهِهِ. والأُرَيْقِطُ: دليلُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهُ أَعلم.
رمط: رَمَطَ الرجلَ يَرْمِطُه رَمْطاً: عابَه وطَعن عَلَيْهِ. والرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ وَنَحْوِهِ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ العِضاه كالغيْضةِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للحَرْجةِ الملْتفَّة مِنَ السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سِدْرٍ ورَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ بِالْهَاءِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ بالميم فقد صحّف.
رهط: رَهْطُ الرجلِ: قومُه وَقَبِيلَتُهُ. يُقَالُ: هُمْ رَهْطه دِنْية. والرَّهْطُ: عَدَدٌ يَجْمَعُ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلى عَشَرَةٍ، وَبَعْضٌ يَقُولُ مِنْ سَبْعَةٍ إِلى عَشَرَةٍ، وَمَا دُونَ السَّبْعَةِ إِلى الثَّلَاثَةِ نَفَرٌ، وَقِيلَ: الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ مِنَ الرِّجَالِ لَا يَكُونُ فِيهِمُ امرأَة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ
، فَجَمْعٌ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مِثْلُ ذَوْدٍ، وَلِذَلِكَ إِذَا نُسِبَ إِليه نُسِبَ عَلَى لَفْظِهِ فَقِيلَ: رَهْطِيّ، وَجَمْعُ الرَّهْط أَرْهُطٌ وأَرْهاطٌ وأَراهِطُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسابقُ إِليَّ مِنْ أَوّل وَهْلَةٍ أَن أَراهِطَ جَمْعُ أُرْهُطٍ لضِيقه عَنْ أَن يَكُونَ جَمْعَ رَهْطٍ، وَلَكِنَّ سِيبَوَيْهِ جَعَلَهُ جَمْعَ رَهْطٍ، قَالَ: وَهِيَ أَحد الْحُرُوفِ الَّتِي جَاءَ بِناء جَمْعِهَا عَلَى غَيْرِ مَا يَكُونُ فِي مِثْلِهِ، وَلَمْ تُكَسَّرْ هِيَ عَلَى بِنَائِهَا فِي الْوَاحِدِ، قَالَ: وإِنما حَمَل سِيبَوَيْهِ عَلَى ذَلِكَ عِلْمَهُ بِعِزَّةِ جَمْعِ الْجَمْعِ لأَن الْجُمُوعَ إِنما هِيَ لِلْآحَادِ، وأَما جمْعُ الْجَمْعِ ففَرْعٌ داخِل عَلَى فَرْعٍ، وَلِذَلِكَ حَمَلَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
فرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ
، فِيمَنْ قرأَ بِهِ، عَلَى بَابِ سَحْلٍ وسُحُلٍ وإِن قَلَّ، وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى أَنه جَمْعُ رِهَانٍ الَّذِي هُوَ تَكْسِيرُ رَهْنٍ لِعِزَّةِ هَذَا فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُجْمَعُ الرَّهْطُ مِنَ الرِّجالِ أَرْهُطاً، والعددُ أَرْهِطةٌ ثُمَّ أَراهِط؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَا بُؤْس لِلْحَرْبِ الَّتِي
…
وَضَعَت أَراهِطَ، فاسْترَاحوا
وَشَاهِدُ الأَرْهُطِ قَوْلُ رؤبة:
هُوَ الدَّلِيلُ نَفَراً فِي أَرْهُطه
وَقَالَ آخَرُ:
وفاضِحٍ مُفْتَضِحٍ فِي أَرْهُطِهْ
وَقَدْ يَكُونُ الرَّهْطُ مِنَ الْعَشَرَةِ، اللَّيْثُ: تَخْفِيفُ الرَّهْطِ أَحسن مِنْ تَثْقِيلِهِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: المَعْشَرُ وَالرَّهْطُ والنَّفَرُ وَالْقَوْمُ، هؤُلاء مَعْنَاهُمُ الجَمع وَلَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ، وَهُوَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ؛ قَالَ: والعَشيرةُ أَيضاً الرِّجالُ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العِتْرةُ هُوَ الرَّهْطُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِذا قِيلَ بَنُو فُلَانٍ رَهْط فُلَانٍ فَهُوَ ذُو قَرابَتِه الأَدْنَوْنَ، والفَصِيلةُ أَقرب مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: نَحْنُ ذَوُو ارْتِهاطٍ أَي ذَوُو رَهْطٍ مِنْ أَصحابنا؛ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: فأَيْقَظَنا ونحنُ ارْتِهاطٌ
أَي فِرَقٌ مُرْتَهِطُون، وَهُوَ مَصْدَرٌ أَقامَه مُقامَ الفِعل كَقَوْلِ الْخَنْسَاءِ:
فإِنما هِيَ إِقْبالٌ وإِدْبار
أَي مُقْبِلةٌ ومُدْبِرةٌ أَو عَلَى مَعْنَى ذَوِي ارْتِهاطٍ، وأَصل الْكَلِمَةِ مِنَ الرَّهْطِ، وَهُمْ عَشِيرة الرَّجُلِ وأَهلُه، وَقِيلَ: الرهطُ مِنَ الرِّجَالِ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ، وَقِيلَ: إِلى الأَربعين وَلَا يَكُونُ فِيهِمُ امرأَة. والرَّهْطُ: جلْد، قَدْرُ مَا بَيْنَ الرُّكبة والسُّرّة، تَلْبَسه الحائضُ، وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ عُراة وَالنِّسَاءُ فِي أَرْهاط. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّهْطُ جِلْدٌ طَائِفِيٌّ يُشَقَّقُ تَلْبَسهُ الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ الحُيَّضُ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم الهُذَلي:
مَتى مَا أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُوكِ،
…
أَجعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ
ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْطُ جِلد يُقَدُّ سُيوراً عِرَضُ السَّيْرِ أَربع أَصابِعَ أَو شِبْرٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ قَبْلَ أَن تُدرك، وتلبَسه أَيضاً وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: وَهِيَ نَجْدِية، وَالْجَمْعُ رِهاطٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
بِضَرْبٍ فِي الجَماجِمِ ذِي فُرُوغ،
…
وطَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ
وَقِيلَ: الرِّهاطُ وَاحِدٌ وَهُوَ أَدِيم يُقْطع كقَدْرِ مَا بَيْنَ الحُجْزةِ إِلى الرُّكْبةِ ثُمَّ يُشَقَّقُ كأَمْثالِ الشُّرُكِ تلبَسُه الْجَارِيَةُ بنتُ السبْعة، وَالْجَمْعُ أَرْهِطةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ ثَوْبٌ تَلْبَسُهُ غِلْمان الأَعْراب أَطْباقٌ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ أَمْثالُ المَراوِيحِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ:
مثلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْط مِئْزَرُ الْحَائِضِ يجعلُ جُلوداً مشقَّقة إِلا مَوْضِعَ الفَلْهَم. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ: الرَّهْطُ يَكُونُ مِنْ جُلود وَمِنْ صُوفٍ، والحَوْفُ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ جُلود. والتَّرْهيطُ: عِظَمُ اللَّقْم وشِدَّةُ الأَكل والدَّهْورةِ؛ وأَنشد:
يَا أَيُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهِيطِ
والرُّهَطةُ والرُّهَطاء والرّاهِطاء، كلُّه: مِنْ جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ وَهِيَ أَول حَفِيرة يَحْتَفِرُها، زَادَ الأَزهريُّ: بَيْنَ القاصِعاء والنّافِقاء يَخْبأُ فِيهِ أَولاده. أَبو الْهَيْثَمِ: الرّاهِطاء التُّرَابُ الَّذِي يَجْعَلُهُ الْيَرْبُوعُ عَلَى فَمِ الْقَاصِعَاءِ وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ، وإِنما يُغَطِّي جُحْرَه حَتَّى لَا يَبْقَى إِلا عَلَى قَدْرِ مَا يَدْخُلُ الضَّوْء مِنْهُ، قَالَ: وأَصله مِنَ الرَّهْط وَهُوَ جِلْدٌ يُقطع سُيوراً يَصِيرُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ثُمَّ يُلْبَسُ لِلْحَائِضِ تَتَوَقَّى وتَأْتَزِرُ بِهِ. قَالَ: وَفِي الرَّهْط فُرَجٌ، كَذَلِكَ فِي الْقَاصِعَاءِ مَعَ الرَّاهِطَاءِ فُرجة يَصِلُ بِهَا إِليه الضَّوْءُ. قَالَ: والرَّهْطُ أَيضاً عِظَمُ اللَّقْمِ، سُمِّيَتْ راهِطاء لأَنها فِي دَاخِلِ فَمِ الجُحْر كَمَا أَن اللُّقْمةَ فِي دَاخِلِ الْفَمِ. الْجَوْهَرِيُّ: والراهِطاء مِثْلُ الدّامَّاء، وَهِيَ أَحد جِحَرةِ اليَربوع الَّتِي يُخرج مِنْهَا الترابَ وَيَجْمَعُهُ، وَكَذَلِكَ الرُّهَطةُ مِثَالُ الهُمَزةِ. والرَّهْطَى: طَائِرٌ يأْكل التِّينَ عِنْدَ خُروجه مِنْ وَرَقِهِ صَغِيرًا ويأْكل زَمَعَ عَناقِيدِ الْعِنَبِ وَيَكُونُ بِبَعْضِ سَرواتِ الطائِف، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى عَيْرَ السَّراةِ، وَالْجَمْعُ رَهاطَى. ورَهْطٌ: موضعٌ؛ قَالَ أَبو قِلابةَ الْهُذَلِيُّ:
يَا دارُ أَعْرِفُها وحْشاً مَنازِلُها،
…
بَيْنَ القَوائمِ مِنْ رَهْطٍ فأَلْبانِ
ورُهاطٌ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ وَهُوَ عَلَى ثَلَاثِ لَيالٍ مِنْ مَكَّةَ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاطَ، واعْتَصَبْنَ كَمَا
…
يَسْقي الجُذُوعَ، خِلالَ الدارِ، نَضّاحُ