الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ الرَّاجِزُ:
حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ،
…
فاليومُ مِنْهَا يوْمُ أَرْوَنانِ
وَاحِدَتُهُ عُنْظُوانة. وعُنْظوان: مَاءٌ لِبَنِي تَميم مَعْرُوفٌ.
فصل الغين المعجمة
غلظ: الغِلَظُ: ضِدُّ الرّقّةِ فِي الخَلْق والطبْعِ والفِعْل والمَنْطِق والعيْش وَنَحْوِ ذَلِكَ. غَلُظَ يَغْلُظ غِلَظاً: صَارَ غلِيظاً، وَاسْتَغْلَظَ مِثْلُهُ وَهُوَ غَلِيظ وغُلاظ، والأُنثى غَلِيظة، وَجَمْعُهَا غِلاظٌ، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الغِلَظَ للخمْر، وَاسْتَعَارَهُ يَعْقُوبُ للأَمر فَقَالَ فِي الْمَاءِ: أَمّا مَا كَانَ آجِناً وأَمّا مَا كَانَ بَعِيدَ الْقَعْرِ شَدِيدًا سقيُه، غَليظاً أَمرُه. وغلَّظ الشيءَ: جَعَلَهُ غَليظاً. وأَغْلَظَ الثوبَ: وَجَدَهُ غَليظاً، وَقِيلَ: اشْتَرَاهُ غَلِيظًا. واسْتَغلظَه: تَرَكَ شِرَاءَهُ لغِلَظه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً
؛ أَي مُؤَكَّدًا مشدَّداً، قِيلَ: هُوَ عَقْد المَهر. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ، فاستُعمل الغِلَظُ فِي غَيْرِ الجَواهِر، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي الغِلظ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ أَيضاً فَقَالَ: إِذا كَانَ حَرْفُ الرَّوِيِّ أَغْلَظ حُكْمًا عِنْدَهُمْ مِنَ الرِّدف مَعَ قُوَّتِهِ فَهُوَ أَغْلظ حُكْمًا وأَعلى خطَراً مِنَ التأْسيس لبُعده. وغَلُظَت السُّنبلة واسْتَغْلظت: خَرَجَ فِيهَا الْقَمْحُ. وَاسْتَغْلَظَ النباتُ وَالشَّجَرُ: صَارَ غَلِيظاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ
، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ إِذا اسْتَحْكَمَتْ نِبْتَتُه. وأَرض غلِيظة: غَيْرُ سَهلة، وَقَدْ غَلُظت غِلَظاً، وَرُبَّمَا كُنِّيَ عَنِ الغَلِيظ مِنَ الأَرض بالغِلَظ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو بِمَعْنَى الغَلِيظ أَم هُوَ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ. والغَلْظُ: الغَلِيظُ مِنَ الأَرض، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنِ النَّضْرِ ورُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ إِنما هُوَ الغِلَظُ، قَالُوا: وَلَمْ يَكُنِ النَّضْرُ بِثِقَةٍ. والغَلْظُ مِنَ الأَرض: الصُّلْب مِنْ غَيْرِ حِجَارَةٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فَهُوَ تأْكيد لِقَوْلِ أَبي حَنِيفَةَ. والتغْلِيظ: الشِّدَّةُ فِي الْيَمِينِ. وتَغْلِيظُ الْيَمِينِ: تشدِيدُها وتَوكِيدها، وغَلَّظ عَلَيْهِ الشيءَ تَغْلِيظًا، وَمِنْهُ الدِّيَةُ المُغَلّظة الَّتِي تَجِبُ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ واليمينُ المُغلَّظة. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الخَطإِ:
فَفِيهَا الدِّية مُغَلَّظَةً
؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: تَغْلِيظُ الدِّيَةِ فِي العَمْد المَحْض وَالْعَمْدِ الخطإِ والشهرِ الحرامِ والبَلدِ الْحَرَامِ وَقَتْلِ ذِي الرَّحِمِ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقّة مِنَ الإِبل وَثَلَاثُونَ جَذَعة وأَربعون مَا بَيْنَ ثنِيّة إِلى بازِل عامِها كلُّها خَلِفة أَي حَامِلٌ. وغَلَّظْتُ عَلَيْهِ وأَغْلَظْتُ لَهُ وَفِيهِ غِلْظة وغُلْظة وغَلْظة وغِلاظةٌ أَي شِدَّة واسْتطالة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ غِلظة وغُلظة وغَلظة؛ وَقَدْ غلَّظَ عَلَيْهِ وأَغْلَظ وأَغْلَظ لَهُ فِي الْقَوْلِ لَا غَيْرُ. وَرَجُلٌ غَلِيظ: فَظٌّ فِيهِ غِلْظة، ذُو غِلْظة وفَظاظةٍ وقَساوة وَشِدَّةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
. وأَمر غَلِيظٌ: شَدِيد صَعْب، وعَهْد غَلِيظٌ كَذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً
. وَبَيْنَهُمَا غِلْظةٌ ومغالظةٌ أَي عَداوة. وَمَاءٌ غَلِيظ: مُرٌّ.
غنظ: الغَنْظُ والغِناظُ: الجَهْد والكَرْب الشَّديد والمَشَقَّة. غَنَظَه الأَمر يَغْنِظُه غَنْظاً، فَهُوَ مَغْنُوظ. وفعَل ذَلِكَ غَناظَيْك وغِناطَيْك أَي ليَشُقَّ عَلَيْكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والغَنْظُ والغَنَظُ: الهَمُ
اللازِم، تَقُولُ: إِنه لمَغْنُوظٌ مَهْموم، وغنَظَه الهمُّ وأَغْنَظه: لَزِمَه. وغنَظَه يَغْنِظُه ويغْنُظُه، لُغَتَانِ، غَنْظاً وأَغْنَظْته وغَنَّظْته، لُغَتَانِ، إِذا بَلَغْتَ مِنْهُ الْغَمَّ؛ والغَنْظُ: أَن يُشرِف عَلَى الهَلَكة ثُمَّ يُفْلَت، والفِعل كَالْفِعْلِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
وَلَقَدْ لقِيتَ فَوارِساً مِنْ رَهْطِنا،
…
غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ
وَلَقَدْ رأَيتَ مكانَهم فَكَرِهْتَهم،
…
كَكراهَةِ الخِنْزِير للإِيغارِ
العَيّارُ: رَجل، وجرادةُ: فَرسُه، وَقِيلَ: الْعَيَّارُ أَعرابي صَادَ جَراداً وَكَانَ جَائِعًا فأَتى بِهِنَّ إِلى رَماد فدَسَّهُنّ فِيهِ، وأَقبل يُخْرِجُهُنَّ مِنْهُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فيأْكلهن أَحياء وَلَا يشعُر بِذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ، فآخِر جَرادة مِنْهُنَّ طَارَتْ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِن كُنْتُ لأُنْضِجُهنَّ فضُرب ذَلِكَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ أُفلت مِنْ كَرْب. وَقَالَ غَيْرُهُ: جَرَادَةُ العيَّار جَرَادَةٌ وُضِعت بين ضِرْسَيْه فأُفْلِتت، أَراد أَنهم لازَمُوك وَغَمُّوكَ بِشِدَّةِ الخُصومة يَعْنِي قَوْلَهُ غَنَظوك، وَقِيلَ العيَّار كَانَ رَجُلًا أَعْلَم أَخذ جَرَادَةً ليأْكلها فأُفلتت مِنْ عَلَمِ شَفَته، أَي كُنْتَ تُفْلَتُ كَمَا أُفلتت هَذِهِ الْجَرَادَةُ. وَذَكَرَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْتَ فَقَالَ: غَنْظٌ لَيْسَ كالغَنْظ، وكَظٌّ لَيْسَ كالكَظِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغَنْظُ أَشدُّ الْكَرْبِ والجَهْد، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هُوَ أَن يُشْرِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْمَوْتِ مِنَ الْكَرْبِ وَالشِّدَّةِ ثُمَّ يُفْلَت. وغنَظَه يَغْنِظُه غَنْظاً إِذا بَلَغَ بِهِ ذَلِكَ وملأَه غَيْظاً، وَيُقَالُ أَيضاً: غانَظَه غِنَاظًا؛ قَالَ الْفَقْعَسِيُّ:
تَنْتِحُ ذِفْراه مِنَ الغِناظ
وغَنَظه، فَهُوَ مَغْنُوظٌ أَي جَهَده وشَقَّ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا غَنَظُونا ظَالِمِينَ أَعاننا،
…
عَلَى غَنْظِهم، مَنٌّ مِنَ اللَّهِ واسعُ
ورجلٌ مُغانِظٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ،
…
أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ
وغَنْظَى بِهِ أَي نَدّدَ بِهِ وأَسمعه الْمَكْرُوهَ، وَفِي الْحَدِيثِ:
أَغْيَظُ رجلٍ عَلَى اللَّهِ يومَ الْقِيَامَةِ وأَخْبَثُه وأَغيظه عَلَيْهِ رَجُلٌ تَسمَّى بملِك الأَملاك
، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بَعْضُهُمْ لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث، ولعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظ وَهُوَ شِدَّةُ الْكَرْبِ، وَاللَّهُ أَعلم.
غيظ: الغيْظُ: الغَضب، وَقِيلَ: الْغَيْظُ غَضَبٌ كَامِنٌ لِلْعَاجِزِ، وَقِيلَ: هُوَ أَشدُّ مِنَ الغضَب، وَقِيلَ: هُوَ سَوْرَتُه وأَوّله. وغِظتُ فُلَانًا أَغِيظه غَيْظاً وَقَدْ غَاظَهُ فَاغْتَاظَ وغَيَّظَه فتَغَيَّظ وَهُوَ مَغِيظ؛ قَالَتْ قُتَيْلةُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ الحرث وَقَتَلَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَباها صَبْرًا:
مَا كَانَ ضَرَّكَ، لَوْ مَنَنْتَ، ورُبما
…
مَنَّ الْفَتَى، وَهُوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ
والتغَيُّظُ: الاغتِياظ، وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وغيْظُ جارَتها، لأَنها تَرَى مِنْ حُسْنِهَا مَا يَغيظُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَغْيَظُ الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَملاك
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِنْ مَجَازِ الْكَلَامِ مَعْدُولٌ عَنْ ظَاهِرِهِ، فإِن الْغَيْظَ صفةٌ تغيِّرُ الْمَخْلُوقَ عِنْدَ احْتِدَادِهِ يَتَحَرَّكُ لَهَا، وَاللَّهُ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، وإِنما هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ عُقُوبَتِهِ لِلْمُتَسَمِّي بِهَذَا الِاسْمِ أَي أَنه أَشد أَصحاب هَذِهِ