الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زَائِدَةٌ وَلَيْسَتْ لِلتَّعْدِيَةِ. وَيُقَالُ: أَمِطْ عَنِّي أَي اذهَبْ عَنِّي واعْدِل، وَقَدْ أَماطَ الرجلُ إِماطة. وماطَ الشيءُ: ذَهَبَ. وماطَ بِهِ: ذَهَبَ به. وأَماطَه: أَذْهَبه؛ وقال أَوس:
فَمِيطِي بِمَيّاطٍ، وإِنْ شِئْتِ فانْعِمِي
…
صَباحاً، ورُدِّي بَيْنَنا الوَصْلَ، واسْلَمي
وتَمايَطَ القومُ: تَباعَدُوا وَفَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ. الْفَرَّاءُ: تَهايَطَ الْقَوْمُ تَهايُطاً إِذا اجْتَمَعُوا وأَصلحوا أَمرهم، وتَمايَطُوا تَمايُطاً إِذا تباعدُوا. وَقَالَ أَبو طَالِبِ بْنُ سَلمَة: قَوْلُهُمْ مَا زِلْنا بالهِياطِ والمِياطِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الهِياط أَشدّ السوْق فِي الوِرْد، والمِياطُ أَشد السَّوْقِ فِي الصدَرِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ بالمَجيء والذِّهاب. اللِّحْيَانِيُّ: الهِياطُ الإِقْبالُ، والمِياطُ الإِدْبار؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الهِياطُ اجْتِمَاعُ النَّاسِ لِلصُّلْحِ، وَالْمِيَاطُ التَّفَرُّقُ عَنْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الهِياط المُزاولةُ، والمِياط المَيْل. وَيُقَالُ: أَرادوا بالهِياط الجَلبةِ والصخَب، وَبِالْمِيَاطِ التباعُد والتنَحّي وَالْمَيْلَ. وَمَاطَ عليَّ فِي حُكْمِهِ يَمِيط مَيْطاً: جَارَ. وَمَا عِنْدَهُ مَيْطٌ أَي شَيْءٌ، وَمَا رَجَعَ مِنْ مَتاعِه بمَيْطٍ. وأَمْرٌ ذُو مَيْط: شَدِيدٌ. وامتلأَ حَتَّى مَا يَجِدُ مَيْطاً أَي مَزيداً؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمَيَّاط: اللّعّابُ الْبَطَّالُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ: لَوْ كَانَ عُمر مِيزاناً مَا كَانَ فِيهِ مَيْطُ شَعْرَةٍ
أَي مَيْلُ شَعْرَةٍ؛ وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُريظة والنَّضِير:
وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدتِهم ثِقالًا،
…
كَمَا ثَقُلَتْ بمِيطانَ الصُّخور
فَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ «1» مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ بَنِي مُزَيْنة بالحجاز.
فصل النون
نأط: ابْنُ بُزُرج: نأَط بالحِمْل نأْطاً ونَئِيطاً إِذا زَفَر به.
نبط: النَّبَط: الْمَاءُ الَّذِي يَنْبُطُ [يَنْبِطُ] من قعر البئر إِذا حُفرت، وَقَدْ نبَطَ مَاؤُهَا ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً. وأَنبطنا الماءَ أَي اسْتَنْبَطْنَاهُ وَانْتَهَيْنَا إِليه. ابْنُ سِيدَهْ: نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها واسْتَنْبَطها وَنَبَّطَهَا؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَماهَها. وَاسْمُ الْمَاءِ النُّبْطةُ والنَّبَطُ، وَالْجَمْعُ أَنْباط ونُبوط. ونبطَ الماءُ ينْبُطُ وينْبِط نُبوطاً: نَبَعَ؛ وَكُلُّ مَا أُظهر، فَقَدْ أُنْبِط. واسْتَنْبَطه وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْمًا وَخَبَرًا وَمَالًا: اسْتَخْرَجَهُ. والاسْتنْباطُ: الِاسْتِخْرَاجُ. واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا اسْتَخْرَجَ الْفِقْهَ الْبَاطِنَ بِاجْتِهَادِهِ وفهمِه. قَالَ اللَّهُ عز وجل: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ فِي اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وأَصله مِنَ النبَط، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْبِئْرِ أَوّل مَا تُحْفَرُ؛ وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: أَنْبَطَ فِي غَضْراء أَي استنبطَ الْمَاءَ مِنْ طِينٍ حُرّ. والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي يَنْبُطُ [يَنْبِطُ] من قعر الْبِئْرِ إِذا حُفرت؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ:
قَريبٌ ثَراه مَا يَنالُ عَدُوُّه
…
لَهُ نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ «2»
وَيُرْوَى: قَرِيبٌ نَداه. وَيُقَالُ للرِكيّة: هِيَ نَبَطٌ إِذا أُميهتْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُدْرَكُ لَهُ نَبَطٌ أَي لَا يُعْلَمُ قَدْرُ عِلْمِهِ وغايَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَن
(1). قوله [بكسر الميم] هو في القاموس والنهاية أَيضاً وضبطه ياقوت بفتحها.
(2)
. قوله [عند الهوان] هو هكذا في الصحاح، والذي في الأساس: آبي الهوان.
غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ لَهُ الملائكةُ أَجْنِحَتَها
، أَي يُظهره ويُفْشِيه فِي النَّاسِ، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ يَنْبُطُ إِذا نَبعَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
ورجلٌ ارْتَبط فَرَسًا ليَسْتَنْبِطَها
أَي يَطلُب نَسْلها ونِتاجَها، وَفِي رِوَايَةٍ: يَسْتَبْطِنها أَي يَطْلُبَ مَا فِي بَطْنِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ لَا يُنالُ لَهُ نَبَطٌ إِذا كَانَ دَاهِيًا لَا يُدْرَك لَهُ غَوْر. والنبَط: مَا يتَحَلَّبُ مِنَ الجَبل كأَنه عَرَق يَخْرُجُ مِنْ أَعْراض الصَّخْرِ. أَبو عَمْرٍو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطِّينَ، فإِذا بَلَغَ الْمَاءَ قِيلَ أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الْمَاءُ قِيلَ أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بَلَغَ الرّملَ قِيلَ أَسْهَبَ. وأَنبَط الحَفّارُ: بَلَغَ الْمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ. وَفِي حَدِيثُ بَعْضِهِمْ وَقَدْ سُئل عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: ذَاكَ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ النَبط، يُرِيدُ أَنه دَانِي المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز. وَفُلَانٌ لَا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بِالْعِزِّ والمَنَعةِ حَتَّى لَا يَجِدَ عدوُّه سَبِيلًا لأَن يتَهَضَّمَه. ونَبْطٌ: وَادٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ،
…
فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها
والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بِالضَّمِّ: بَياض تَحْتَ إِبْط الفَرس وبطنِه وَكُلِّ دَابَّةٍ وَرُبَّمَا عَرُضَ حَتَّى يَغْشَى الْبَطْنَ والصدْر. يُقَالُ: فَرَسٌ أَنْبَطُ بيِّن النَّبَط، وَقِيلَ الأَنْبطُ الَّذِي يَكُونُ الْبَيَاضُ فِي أَعلى شِقّي بَطْنِهِ مِمَّا يَلِيهِ فِي مَجْرى الحِزام وَلَا يَصعَد إِلى الْجَنْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِبَطْنِهِ بياضٌ، مَا كَانَ وأَين كَانَ مِنْهُ، وَقِيلَ هُوَ الأَبيض الْبَطْنِ والرُّفْغ مَا لَمْ يصعَد إِلى الْجَنْبَيْنِ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا كَانَ الفرسُ أَبيضَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ فَهُوَ أَنبط؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ:
وَقَدْ لاحَ للسّارِي الَّذِي كَمَّل السُّرَى،
…
عَلَى أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ
كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قَائِمًا،
…
تَمايَل عَنْهُ الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ
شَبَّهَ بياضَ الصُّبْحِ طَالِعًا فِي احْمِرار الأُفُق بِفَرَسٍ أَشْقَر قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّه فَبَانَ بياضُ إِبْطه. وَشَاةٌ نَبْطاء: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: شاةٌ نَبطاء بَيْضَاءُ الْجَنْبَيْنِ أَو الْجَنْبِ، وَشَاةٌ نَبْطَاءُ مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ، فإِن كَانَتْ بَيْضَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ بِسَوَادٍ، وإِن كَانَتْ سَوْدَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ بِبَيَاضٍ. والنَّبِيطُ والنبَطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ فِي التَّقْدِيرِ: جِيلٌ يَنْزِلُون السَّوَادَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَنْزِلُونَ سَوَادَ الْعِرَاقِ، وَهُمُ الأَنْباطُ، والنَّسَبُ إِليهم نَبَطِيٌّ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَنْزِلُونَ بالبَطائِح بَيْنَ العِراقين. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَجُلٌ نُباطيّ، بِضَمِّ النُّونِ «1» ، ونَباطِيٌّ وَلَا تَقُلْ نَبَطِيٌّ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مِثْلُ يَمنيّ ويمَانيّ وَيَمَانٍ، وَقَدِ استنبطَ الرجلُ. وَفِي كَلَامِ أَيُّوبَ بْنِ القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا. وَيُقَالُ: تَنَبَّطَ فُلَانٌ إِذا انْتَمى إِلى النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: تَمَعْدَدُوا وَلَا تَسْتَنْبِطُوا
أَي تَشبَّهوا بمَعَدٍّ وَلَا تشبَّهوا بالنَّبط. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
لَا تَنَبَّطُوا فِي الْمَدَائِنِ
أَي لَا تَشَبَّهوا بالنَّبط فِي سُكْنَاهَا وَاتِّخَاذِ العَقارِ والمِلْك. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: نَحْنُ مَعاشِر قُريْش مِنَ النَّبط مِنْ أَهل كُوثَى رَبَّا
، قِيلَ: إِن إِبراهيم الْخَلِيلَ وُلِدَ بِهَا وَكَانَ النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه حديث
(1). قوله [بضم النون] حكى المجد تثليثها.
عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عَنْ سَعْد بْنَ أَبي وَقَّاصٍ، رضي الله عنهم، فَقَالَ: أَعرابيٌّ فِي حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ فِي جِبْوتِه
؛ أَراد أَنه فِي جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بِهَا ومَهارة فِيهَا لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أَبي أَوْفى: كُنَّا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشَّامِ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَنْباطاً مِنْ أَنْباط الشَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ
الشَّعْبِيِّ: أَن رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ: يَا نَبَطيّ فَقَالَ: لَا حَدّ عَلَيْهِ كُلُّنَا نَبطٌ
يُرِيدُ الجِوارَ وَالدَّارَ دُون الوِلادة. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: أَن النَّبط وَاحِدٌ بِدَلَالَةِ جَمْعِهِمْ إِيَّاه فِي قَوْلِهِمْ أَنباط، فأَنباط فِي نَبَط كأَجْبال فِي جبَل. والنبِيطُ كَالْكَلِيبِ. وعِلْكُ الأَنْباطِ: هُوَ الْكَامَّانُ الْمُذَابُ يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ. والنَّبْطُ: الموْتُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قَدْ أَتى عَلَيْنَا كلِّنا
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: النَّبْطُ الْمَوْتُ. وَوَعْساء النُّبَيْطِ: رَمَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ بالدّهْناء، وَيُقَالُ وَعْسَاءُ النُّمَيْطِ. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمَاعِيٌّ مِنْهُمْ. وإِنْبِط: اسْمُ مَوْضِعٍ بِوَزْنِ إِثْمِد؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوةَ:
فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه
…
مُباحٌ لَهَا، مَا بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ
نثط: النَّثْطُ: خُروج النباتِ والكمأَةِ مِنَ الأَرض. والنَّثْطُ: النباتُ نفسُه حِينَ يَصْدَعُ الأَرض وَيَظْهَرُ. والنثْطُ: غَمْزُك الشَّيْءَ بِيَدِكَ، وَقَدْ نَثَطَه بِيَدِهِ: غَمزَه، وَفِي الْحَدِيثِ
: كَانَتِ الأَرض تَمُوجُ تَمِيدُ «2» فَوْقَ الْمَاءِ فنَثَطها اللهُ بالجِبالِ فَصَارَتْ لَهَا أَوتاداً.
وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:
كَانَتِ الأَرض هِفّاً عَلَى الْمَاءِ فنَثَطَها اللَّهُ بالجِبال
أَي أَثْبَتَها وثَقَّلَها. والنثطُ: غمزُك الشَّيْءَ حَتَّى يثبُت. ونثَط الشيءُ نُثُوطاً: سَكَنَ، ونَثَطْته: سكَّنته. ابْنُ الأَعرابي: النثْطُ التَّثقِيلُ؛ وَمِنْهُ خَبَرُ
كَعْبٍ: أَن اللَّهَ عز وجل لَمَّا مَدَّ الأَرض مَادَتْ فثَنَطها بِالْجِبَالِ أَي شَقّها فَصَارَتْ كالأَوتاد لَهَا، وَنَثَطَهَا بِالْآكَامِ فَصَارَتْ كالمُثْقِلات لَهَا.
قَالَ الأَزهري: فَرَّقَ ابْنُ الأَعرابي بَيْنَ الثَّنْط والنثْطِ، فَجَعَلَ الثَّنْط شَقّاً، وَجَعَلَ النَّثْط إِثقالًا، قَالَ: وَهُمَا حَرْفَانِ غَرِيبَانِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَعَرَبِيَّانِ أَم دَخِيلَانِ.
نحط: الأَزهري: النَّحْطةُ دَاءٌ يُصِيبُ الْخَيْلَ والإِبل فِي صُدُورِهَا لَا تَكَادُ تَسْلَمُ مِنْهُ. والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفِير. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النحطُ الزَّفِيرُ، وَقَدْ نَحَطَ يَنْحِط، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ أُسامة الهُذلِيُّ:
مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ،
…
إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ
ابْنُ سِيدَهْ: ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضَرَبَ بِثَوْبِهِ عَلَى الْحَجَرِ وتنفَّسَ لِيَكُونَ أَرْوَحَ لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد الْفَرَّاءُ:
وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ اللَّيْلِ، نَحْطةً
…
تَقضَّبُ مِنْهَا، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها «3»
ابْنُ سِيدَهْ: النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ الْبُكَاءِ، نحَط يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً. والنَّحِيطُ أَيضاً: صَوْتٌ مَعَهُ توجُّع، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ شَبِيهٌ بالسُّعال. وشاةٌ ناحِط: سَعِلة وَبِهَا نَحْطةٌ. والنَّحِيطُ: الزَّجْرُ عِنْدَ المَسْأَلة. والنَّحِيط والنَّحْطُ: صوتُ الخيلِ مِنَ الثِّقَل والإِعْياء يَكُونُ بَيْنَ الصدْرِ إِلى الحَلْق، والفِعلُ كالفِعْل. ونحَط الرجلُ يَنْحِط إِذا وَقَعَتْ فِيهِ القَناةُ فصوَّت مِنْ صَدْره.
(2). قوله [تموج تميد] كذا في الأَصل، وهو في النهاية بدون تموج.
(3)
. هذا البيت للنابغة، وفي ديوانه: تقضقضُ بدل تقضب.
والنَّحّاطُ: المُتَكَبّر الَّذِي يَنْحِط مِنَ الغَيْظِ؛ قَالَ:
وزادَ بَغْي الأَنِفِ النحّاطِ
نخط: نَخَطَ إِليهم: طَرَأَ عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: نَعَر إِلينا ونَخَطَ عَلَيْنَا. وَمِنْ أَين نَعَرْتَ ونَخَطْتَ أَي مِنْ أَيْنَ طَرَأْت عَلَيْنَا؟ وَمَا أَدْرِي أَيُّ النُّخْطِ هُوَ أَي مَا أَدرِي أَيُّ النّاسِ هُوَ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي أَيُّ النَّخْط، بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَرَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما هُوَ بِالضَّمِّ. وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ: النَّخَطُ الناسُ. ونَخَطَه مِنْ أَنفه وانْتَخَطه أَي رمَى بِهِ مِثْلَ مَخَطَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وأَجْمالِ مَيٍّ، إِذْ يُقَرِّبْن بَعْدَ مَا
…
نَخَطْنَ بِذِبّانِ المَصِيفِ الأَزارِقِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةٍ مُخَّطٍ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ:
وإِن أَدْواء الرِّجالِ المُخَّطِ
قَالَ: الَّذِي رأَيته فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ:
وإِن أَدواء الرِّجَالِ النُّخَّطِ
بِالنُّونِ: وَقَالَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النُّخَّطُ اللَّاعِبُونَ بالرِّماحِ شَجاعة كأَنه أَراد الطعّانِين فِي الرِّجَالِ. وَيُقَالُ للسُّخْدِ وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِي المَشِيمةِ: النُّخْطُ، فإِذا اصْفَرَّ فَهُوَ الصَّفَقُ والصَّفَرُ والصُّفَار. والنُّخْط أَيضاً: النُّخاعُ وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي فِي الْقَفَا.
نخرط: النِّخْرطُ: نَبْتٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَت.
نسط: النَّسْط: لُغَةٌ فِي المَسْط وَهُوَ إِدخال الْيَدِ فِي الرَّحِم لِاسْتِخْرَاجِ الْوَلَدِ. التَّهْذِيبُ: النُّسُطُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ أَولاد النُّوقِ إِذا تَعسّر وِلادها، وَالنُّونُ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْمِيمِ، وَهُوَ مِثْلُ المُسُطِ.
نشط: النَّشاطُ: ضِدُّ الكَسَلِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ، نَشِطَ نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فَهُوَ نَشِيط ونَشَّطَه هُوَ وأَنْشطه؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ. اللَّيْثُ: نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فَهُوَ نَشِيط طَيِّبُ النفْس لِلْعَمَلِ، وَالنَّعْتُ ناشِطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كَذَا. وَفِي حَدِيثِ
عُبادَة: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى المَنْشَطِ والمَكْره
؛ المَنْشَطُ مَفْعَل مِنَ النَّشاط وَهُوَ الأَمر الَّذِي تنْشَط لَهُ وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فِعْلَهُ وَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى النَّشَاطِ. وَرَجُلٌ نَشِيط ومُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه. ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كَانَتْ لَهُ دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا، فإِذا سَئِم الرُّكُوبَ نَزَلَ عَنْهَا. وَرَجُلٌ مُنْتَشِطٌ مِنَ الانْتِشاطِ إِذا نَزَلَ عَنْ دابَّته مِنْ طُولِ الرُّكوب، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّاجِلِ. وأَنْشَطَ القومُ إِذا كَانَتْ دوابُّهم نَشِيطةً. ونَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ. وأَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه. وَيُقَالُ: سَمِنَ بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وَكِلَاهُمَا مِنْ أُنْشُوطةِ العُقْدةِ. ونشَط مِنَ الْمَكَانِ يَنْشِطُ: خَرَجَ، وَكَذَلِكَ إِذا قَطَعَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. والناشِطُ: الثَّوْر الوحْشِيّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ أَو مِنْ أَرض إِلى أَرض؛ قَالَ أُسامة الهُذلي:
وإِلَّا النَّعامَ وحَفَّانَه،
…
وطَغْياً معَ اللَّهِقِ [اللَّهَقِ] الناشِطِ
وَكَذَلِكَ الحِمارُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه،
…
مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ «1»
(1). قوله [هاد] كذا بالأصل والصحاح، وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة.
ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مَضَتْ عَلَى هُدًى أَو غَيْرِ هُدًى. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: حَسُنَ مَا نَشَطَتِ السيرَ يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْهَا فِي سَيْرِهَا. اللَّيْثُ: طَرِيقٌ ناشِطٌ يَنْشِط مِنَ الطَّرِيقِ الأَعظم يَمنة ويَسْرة. وَيُقَالُ: نَشَط بِهِمُ الطريقُ. والناشِطُ فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ: الطَّرِيقُ. ونشَط الطريقُ ينشِط: خَرَجَ مِنَ الطَّرِيقِ الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قَالَ حُمَيْدٌ:
مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ «1»
وَكَذَلِكَ النواشِطُ مِنَ المَسايل. والأُنْشُوطةُ: عُقْدة يَسْهُل انْحِلَالُهَا مِثْلُ عُقْدَةِ التِّكة. يُقَالُ: مَا عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي مَا مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وَقِيلَ: الأُنْشوطةُ عقدةٌ تَمدُّ بأَحدِ طَرَفَيْهَا فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الَّذِي لَا يَنْحَلُّ إِذا مُدَّ حَتَّى يُحَلّ حَلًّا. وَقَدْ نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها: عقَدها وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها. ونشَطْت العَقْد إِذا عَقَدْتُهُ بأُنشوطة. وأَنشطَ الْبَعِيرَ: حَلَّ أُنشوطته. وأَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ. وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حَتَّى ينحَل. ونشَطت الْحَبْلَ أَنْشُطه نشْطاً: ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فَقَدْ أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عَقَدَهُ. وَيُقَالُ للآخِذ بسُرعة فِي أَيّ عَمَلٍ كَانَ، وَلِلْمَرِيضِ إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عَلَيْهِ إِذا أَفاق، وللمُرْسَل فِي أَمر يُسرع فِيهِ عزِيمتَه: كأَنما أُنْشِط مِنْ عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ. وَفِي حَدِيثِ السِّحر:
فكأَنما أُنْشِط مِنْ عِقال
أَي حُلّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرًا مَا يَجِيءُ فِي الرِّوَايَةِ
كأَنما نَشِط مِنْ عِقَالٍ
، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. ونَشَطَ الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً: نَزَعها وجذَبَها مِنَ الْبِئْرِ صُعُداً بِغَيْرِ قَامَةٍ، وَهِيَ البَكْرة، فإِذا كَانَ بِقَامَةٍ فَهُوَ المَتْح. وَبِئْرُ أَنْشاط وإِنشاط: لَا تخرجُ مِنْهَا الدَّلْوُ حَتَّى تُنْشَطَ كَثِيرًا. وَقَالَ الأَصمعي: بِئْرٌ أَنشاط قَرِيبَةُ الْقَعْرِ، وَهِيَ الَّتِي تَخرج الدلوُ مِنْهَا بجَذْبة وَاحِدَةٍ. وَبِئْرٌ نَشُوط: وَهِيَ الَّتِي لَا تَخرج الدَّلْوُ مِنْهَا حَتَّى تُنْشَط كَثِيرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي الْغَرِيبِ لأَبي عُبَيْدٍ بِئْرٌ إِنشاط، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْجَمْهَرَةِ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: رأَيت كأَنَّ سبَباً مِنَ السَّمَاءِ دُلِّي فانْتُشِطَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أُعِيد فانتُشِط أَبو بَكْرٍ، رضي الله عنه
، أَي جُذِب إِلى السَّمَاءِ وَرُفِعَ إِليها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أُمّ سَلمة: دَخَلَ عَلَيْنَا عَمَّار، رضي الله عنهما، وَكَانَ أَخاها مِنَ الرَّضَاعَةِ فنَشَط زينبَ مِنْ حَجْرها
، وَيُرْوَى:
فَانْتَشَطَ.
ونَشَطَه فِي جَنْبِهِ ينْشُطه نشْطاً: طعَنَه، وَقِيلَ: النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كَانَ مِنَ الْجَسَدِ ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه وتنْشُطُه نَشْطًا وأَنْشَطتْه: لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها. وَفِي حَدِيثِ
أَبي المِنهال وذكرَ حَيَّات النَّارِ وعَقارِبَها فَقَالَ: وإِنَّ لَهَا نَشْطاً ولَسْباً
، وَفِي رِوَايَةٍ:
أَنْشأْنَ بِهِ نَشطاً
أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأْن بِمَعْنَى طَفِقْن وأَخذْن. ونَشَطَتْه شَعُوبُ نَشْطًا، مثَلٌ بِذَلِكَ. وانتشطَ الشيءَ: اختَلَسه. قَالَ شَمِرٌ: انْتَشَطَ المالُ المَرْعَى والكلأَ انْتَزَعَهُ بالأَسنان كَالِاخْتِلَاسِ. وَيُقَالُ: نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انْتَزَعْتُ. والنَّشيطةُ: مَا يغنَمُه الغُزاة فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ الْبُلُوغِ إِلى موضع الَّذِي قَصَدُوهُ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّشِيطة مِنَ الْغَنِيمَةِ مَا أَصاب الرئيسُ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ إِلى بَيْضةِ الْقَوْمِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمة الضَّبِّي:
(1). قوله [معتزماً إلخ] كذا في الأصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى باللام.
لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصّفايَا،
…
وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ
يُخَاطِبُ بِسْطامَ بْنَ قَيْس. والمِرْباعُ: رُبُعُ الْغَنِيمَةِ يَكُونُ لِرَئِيسِ الْقَوْمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُونَ أَصحابه، وَلَهُ أَيضاً الصَّفَايَا جَمْعُ صَفِيّ، وَهُوَ مَا يَطْطَفِيه لِنَفْسِهِ مِثْلَ السَّيْفِ وَالْفَرَسِ وَالْجَارِيَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ مَعَ الرُّبُعِ الَّذِي لَهُ.
واصْطَفَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، سيفَ مُنَبِّه بْنِ الحجَّاج مِنْ بَنِي سَهْم بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعب بْنِ لُؤَي ذَا الفَقارِ يَوْمَ بَدْر، وَاصْطَفَى جُوَيْرية بنت الحرث مِنْ بَنِي المُصْطَلِق مِنْ خُزاعةَ يَوْمَ المُرَيْسِيع، جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ فَفَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ
، وَلِلرَّئِيسِ أَيضاً النَّشِيطةُ مَعَ الرُّبُعِ والصَّفيِّ، وَهُوَ مَا انْتُشِط مِنَ الْغَنَائِمِ وَلَمْ يُوجِفوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكاب. وكانت لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، خاصَّة وَكَانَ لِلرَّئِيسِ أَيضاً الفُضُولُ مَعَ الربعِ والصفيِّ والنشِيطة، وَهُوَ مَا فَضَل مِنَ القِسْمةِ مِمَّا لَا تَصِحُّ قِسمتُه عَلَى عدَد الغُزاةِ كَالْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ وَنَحْوِهِمَا، وَذَهَبَتِ الفُضول فِي الإِسلام. والنشِيطةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُؤْخَذ فتُستاق مِنْ غَيْرِ أَن يُعْمَد لَهَا؛ وَقَدِ انْتَشطوه. والنَّشُوط: كَلَامٌ عِرَاقِيٌّ وَهُوَ سَمك يُمْقَر فِي مَاءٍ ومِلح. وانْتَشَطْتُ السمكةَ: قَشَرْتُها. والنَّشُوطُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ وَلَيْسَ بالشَّبُّوطِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً
، قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَطْلُع ثُمَّ تَغِيب، وَقِيلَ: يَعْنِي النُّجُومَ تَنْشِط مِنْ بُرْج إِلى بُرْجٍ كَالثَّوْرِ النَّاشِطِ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ، وَقَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: إِنها الْمَلَائِكَةُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تنشِط الأَرْواحَ نَشْطًا أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كَمَا تنزِع الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ. ونَشَّطْتُ الإِبل تَنْشِيطًا إِذا كَانَتْ مَمْنُوعَةً مِنَ المَرْعى فأَرسلْتها تَرْعى، وَقَالُوا: أَصلها مِنَ الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:
نَشَّطَها ذُو لِمّة لَمْ تَقْمَلِ،
…
صُلْبُ العَصا جافٍ عَنِ التَّعَزُّلِ
أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعد ما شَرِبَتْ. ابْنُ الأَعرابي: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال فِي وَقْتِ نَكْثها لتُضْفَر ثَانِيَةً. وتَنَشَّطت الناقةُ فِي سَيْرِهَا: وَذَلِكَ إِذا شَدَّتْ. وتنشَّطت الناقةُ الأَرضَ: قطعَتْها؛ قَالَ:
تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ
يَقُولُ: تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يَدَيْهَا فِي سَيْرِهَا. والمِغْلاةُ: البعيدةُ الخَطْو. والوهَقُ: المُباراةُ فِي السَّيْرِ. قَالَ الأَخفش: الحِمارُ يَنْشِطُ مِنْ بَلد إِلى بَلَدٍ، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وَقَالَ هِمْيانُ:
أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا:
…
الشامَ بِي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا
ونَشِيطٌ: اسْمٌ. وَقَوْلُهُمْ: لَا حَتَّى يرجِعَ نَشِيطٌ مِنْ مَرْو، هُوَ اسْمُ رَجُلٍ بَنى لزِياد دَارًا بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قَبْلَ إِتمامها، فَكَانَ زِيَادٌ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: تَمِّم دَارَكَ، يَقُولُ: لَا حَتَّى يَرْجِعَ نَشِيطٌ مِنْ مَرْوَ، فَلَمْ يَرجع فَصَارَ مَثَلًا.
نطط: النطُّ: الشدُّ. يُقَالُ نَطَّه وناطَه ونطَّ الشيءَ يَنُطُّه نَطّاً مدَّه. والأَنَطُّ: السفَر الْبَعِيدُ، وعقَبةٌ نَطَّاء. وأَرض
نَطِيطةٌ: بعِيدة. وتَنَطْنَطَ الشيءُ: تباعَد. ونَطْنَطَ إِذا باعَد سَفَرَهُ. والنُّطُطُ: الأَسْفارُ الْبَعِيدَةُ. ونطَّ فِي الأَرض يَنِطُّ نَطّاً: ذَهَبَ، وإِنه لنَطَّاط. وَرَجُلٌ نَطَّاطٌ مِهْذار: كَثِيرُ الْكَلَامِ والهَذْر؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
فَلَا تَحْسَبَنِّي مُسْتَعِدّاً لنَفْرةٍ،
…
وإِنْ كنْت نَطّاطاً كَثِيرَ المَجاهلِ
وَقَدْ نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً. وَرَجُلٌ نَطْناطٌ: طَوِيلٌ، وَالْجَمْعُ النَّطانِطُ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي رُهْمٍ: سأَله النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَمَّنْ تَخَلَّف مِنْ غِفار فَقَالَ: مَا فَعَلَ النفَرُ الحُمْرُ النَّطانِطُ؟
جَمْعُ نَطْناطٍ وَهُوَ الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ المَدِيد الْقَامَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ:
مَا فَعَلَ الْحُمْرُ الطوالُ النّطانِطُ؟
وَيُرْوَى الثِّطاط، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ونَطْنَطْتُ الشَّيْءَ: مَدَدْته.
نعط: ناعِطٌ: حِصْن فِي رأْس جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ قَدِيمٌ مَعْرُوفٌ، كَانَ لِبَعْضِ الأَذْواء. وناعِطٌ: جبَل، وَقِيلَ: نَاعِطٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ. وناعِطٌ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، وَقِيلَ: هُوَ حِصْنٌ فِي أَرضهم؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وأَفْنى بناتُ الدَّهْرِ أَرْبابَ ناعِطٍ،
…
بمُسْتَمَعٍ دُون السَّمَاءِ ومَنْظَرِ
وأَعْوَصْنَ بالدُّوميِّ مِنْ رأْسِ حِصْنِه،
…
وأَنْزَلْنَ بالأَسْبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
أَعْوَصْنَ بِهِ أَي لَوَيْنَ عَلَيْهِ أَمره. والدُّومِي: هُوَ أُكَيْدِرُ صاحبُ دُومَةِ الجَنْدلِ. والمشقَّر: حِصْنٌ، ورَبّه: أَبو امْرِئِ الْقَيْسِ. والنُّعُطُ: الْمُسَافِرُونَ سَفَرًا بَعِيدًا، بِالْعَيْنِ. والنُّعُط: القاطِعو اللُّقَم بِنِصْفَيْنِ فيأْكلون نِصْفًا وَيُلْقُونَ النِّصْفَ الْآخَرَ فِي الغَضارة، وَهُمُ النُّعُط والنُّطُع، وَاحِدُهُمْ ناعِطٌ وناطِعٌ، وَهُوَ السيِء الأَدَبِ فِي أَكله ومُروءته وعَطائه. وَيُقَالُ: أَنْطَعَ وأَنْعَطَ إِذا قطَع لُقَمه. والنُّغُط، بَالْغَيْنِ: الطِّوال من الرّجال.
نغط: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نعط: والنُّغُط، بِالْغَيْنِ، الطوال من الرجال.
نفط: النِّفْطُ والنَّفْطُ: دُهْن، وَالْكَسْرُ أَفصح. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النِّفْط والنَّفْط الَّذِي تُطْلى بِهِ الإِبل للجَرب والدَّبَر والقِرْدانِ وَهُوَ دُونُ الكُحَيْلِ. وَرَوَى أَبو حَنِيفَةَ أَن النَّفْطَ والنِّفْطَ هُوَ الْكَحِيلُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّفْطُ عامَّةُ القَطِرانِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ فَاسِدٌ، قَالَ والنِّفْطُ والنَّفْطُ حِلَابَةُ جَبَلٍ فِي قَعْرِ بِئْرٍ تُوقَدُ بِهِ النَّارُ، وَالْكَسْرُ أَفصح. والنَّفَّاطةُ والنَّفَاطة: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ النِّفْطُ. والنَّفَاطاتُ والنَّفَّاطاتُ: ضَرْب مِنَ السُّرُج يُرْمى بِهَا بِالنِّفْطِ، والتشديدُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَعرفُ. التَّهْذِيبُ: والنَّفَّاطات ضَرْبٌ مِنَ السُّرُج يُسْتَصْبح بِهَا، والنفَّاطاتُ أَدواتٌ تُعمل مِنَ النُّحاس يُرْمَى فِيهَا بالنفْط وَالنَّارِ. ونَفَط الرجلُ يَنْفِطُ نَفْطاً: غَضِبَ، وإِنه ليَنْفِطُ غَضباً أَي يَتَحَرَّكُ مِثْلُ يَنْفِتُ. والقِدر تنْفِطُ نَفِيطاً: لُغَةٌ فِي تَنْفِت إِذا غَلَتْ وتبَجَّسَتْ. والنفَطانُ: شبيه بالسُّعال، والنفْخُ عند الْغَضَبِ. والنفَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَجْلُ. وَقَدْ نَفِطَتْ يدُه، بِالْكَسْرِ، نَفْطاً ونَفَطاً ونَفِيطاً وتنفَّطَتْ: قَرِحَتْ مِنَ الْعَمَلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُصِيبُهَا بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، وَقَدْ أَنْفَطها الْعَمَلُ، ويدٌ نافِطةٌ ونَفِيطةٌ ومَنْفُوطة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ
مَنفوطة، قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدِي لأَنه مِنْ أَنْفَطَهَا الْعَمَلُ، والنَّفَطُ مَا يُصيبها مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: والنَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج في الْيَدِ مِنَ الْعَمَلِ ملأَى مَاءً. أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ مَاءٌ قِيلَ: نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً. ورَغْوة نافِطةٌ: ذاتُ نَفّاطاتٍ؛ وأَنشد:
وحَلَب فِيهِ رُغاً نَوافِطُ
ونَفَطَ الظبْيُ يَنْفِطُ نَفِيطاً: صَوَّتَ، وَكَذَلِكَ نَزَبَ نَزِيباً. ونَفَطَتِ الماعِزةُ، بِالْفَتْحِ، تَنْفِطُ نَفْطاً ونَفِيطاً: عَطَسَتْ، وَقِيلَ: نَفَطت العنزُ إِذا نَثَرَتْ بأَنْفِها؛ عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: مَا لَهُ عافِطةٌ وَلَا نافِطةٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ؛ وَقِيلَ: العَفْطُ الضَّرِطُ، والنفْطُ العُطاسُ، فالعافِطةُ مِنْ دُبُرها، والنافِطةُ مِنْ أَنفها، وَقِيلَ: العافِطةُ الضّائنةُ، والنَّافطةُ الماعِزةُ، وَقِيلَ: الْعَافِطَةُ الْمَاعِزَةُ إِذا عطَسَت، وَالنَّافِطَةُ إِتباع. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: العافِطةُ النعْجة، وَالنَّافِطَةُ الْعَنْزُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَافِطَةُ الأَمة، وَالنَّافِطَةُ الشاةُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العفْط الحُصاص لِلشَّاةِ، والنفْط عُطاسها، والعَفِيط نَثِير الضأْن، والنَّفِيطُ نَثِيرُ الْمَعَزِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا يَنْفِطُ فِيهِ عَناق أَي لَا يُؤْخَذُ لِهَذَا القَتِيل بثأْر.
نقط: النُّقْطة: وَاحِدَةُ النُّقَط؛ والنِّقاطُ: جَمْعُ نُقْطةٍ مِثْلُ بُرْمةٍ وبِرام؛ عَنِ أَبي زَيْدٍ. ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً: أَعْجَمه، وَالِاسْمُ النُّقْطة؛ ونقَّط الْمَصَاحِفَ تنْقِيطاً، فَهُوَ نَقَّاط. والنَّقْطة: فَعْلة وَاحِدَةٌ. وَيُقَالُ: نقَّط ثَوْبَهُ بالمِداد وَالزَّعْفَرَانِ تَنْقِيطاً، ونقَّطَت المرأَة خدَّها بِالسَّوَادِ: تحَسَّنُ بِذَلِكَ. والناقِطُ والنَّقِيطُ: مَوْلَى الْمَوْلَى، وَفِي الأَرض نُقَطٌ مِنْ كلإٍ ونِقاطٌ أَي قِطَعٌ متفرِّقة، وَاحِدَتُهَا نُقْطة، وَقَدْ تنقَّطت الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، وَهِيَ قِطْعة مِنْ نَخْلٍ هَاهُنَا، وَقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ هَاهُنَا. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطةٍ
أَي فِي أَمر وقَضِيَّةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَثبته بَعْضُهُمْ بِالنُّونِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْبَاءِ، وَقَالَ بَعْضُ المتأَخرين: الْمَضْبُوطُ الْمَرْوِيُّ عِنْدَ عُلَمَاءِ النَّقْلِ أَنه بِالنُّونِ، وَهُوَ كَلَامٌ مَشْهُورٌ، يُقَالُ عِنْدَ المُبالغة فِي المُوافَقةِ، وأَصله فِي الْكِتَابَيْنِ يُقابل أَحدهما بِالْآخَرِ وَيُعَارَضُ، فَيُقَالُ: مَا اخْتَلَفَا فِي نُقْطة يَعْنِي مِنْ نُقط الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ أَي أَن بَيْنَهُمَا مِنَ الِاتِّفَاقِ مَا لَمْ يَخْتَلِفَا مَعَهُ فِي هَذَا الشَّيْءِ اليسير.
نمط: النمَطُ: ظِهارةُ فِرَاشٍ مَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ظِهارة الْفِرَاشِ. والنمَطُ: جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ أَمرُهم وَاحِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
خيرُ النَّاسِ هَذَا النمَطُ الأَوسط.
وَرُوِيَ عَنْ
عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمة النَّمَطُ الأَوسطُ يَلْحَقُ بِهِمُ التَّالِي وَيَرْجِعُ إِليهم الْغَالِي
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: النمطُ هُوَ الطَّرِيقَةُ. يُقَالُ: الزَم هذا النَّمَط أَي هذا الطريق. والنمَطُ أَيضاً: الضربُ مِنَ الضُّروب والنوعُ مِنَ الأَنواع. يُقَالُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ النمَط أَي مِنْ ذَلِكَ النَّوْعِ وَالضَّرْبِ، يُقَالُ هَذَا فِي الْمَتَاعِ وَالْعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى الَّذِي أَراد عَلِيٍّ، عليه السلام، أَنه كَرِهَ الغُلُوّ وَالتَّقْصِيرَ فِي الدِّينِ كَمَا جَاءَ فِي الأَحاديث الأُخَر.
أَبو بَكْرٍ: الزَمْ هذا النمَطَ
أَي الْزَمْ هَذَا المذْهبَ والفَنَّ وَالطَّرِيقَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنمَطُ عِنْدَ الْعَرَبِ والزَّوْجُ ضُروبُ الثِّيابِ المُصَبَّغَةِ. وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ نمَطٌ وَلَا زَوْجٌ إِلا لِمَا كَانَ ذَا لَوْن مِنْ حُمرة أَو خُضْرَةٍ أَو صُفْرَةٍ، فأَما الْبَيَاضُ فَلَا يُقَالُ نَمَطٌ، وَيُجْمَعُ أَنْماطاً.
وَالنَّمَطُ: ضَرْبٌ مِنَ البُسُط، وَالْجَمْعُ أَنماط مِثْلُ سبَب وأَسْباب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَهُ نَمَطٌ وأَنماط ونِماط؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ:
عَلامات كتَحْبِير النِّماطِ
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ البُسُط لَهُ خَمْل رَقِيقٌ، وَاحِدُهَا نمَط. والأَنْمَطُ: الطريقةُ. والنمَطُ مِنَ الْعِلْمِ والمتاعِ وكلِّ شَيْءٍ: نوعٌ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنماط ونِماط، والنسَبُ إِليه أَنماطِيّ ونمَطِيٌّ. ووَعْساء النُّمَيْط والنُّبَيْطِ: مَعْرُوفَةٌ تُنْبِتُ ضُرُوبًا مِنَ النَّبَاتِ، ذَكَرَهَا ذُو الرُّمة فَقَالَ:
فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَيْطِ كأَنَّها
…
ذُرى الأَثْلِ، مِنْ وَادِي القُرى، وَنَخِيلُهَا
والنُّمَيْط: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فَقَالَ: أَراها بالنُّمَيْطِ كأَنَّها
…
نَخِيلُ القُرى، جَبَّارُه وأَطاوِلُه
نهط: نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً: طعنَه به.
نوط: ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً: عَلَّقه. والنَّوْطُ: مَا عُلِّق، سَمِّي بِالْمَصْدَرِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: هُوَ منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي فِي البُعْد، وَقِيلَ: أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَحَذَفَ الْجَارَّ وأَوْصل كَذَهَبْتُ الشَّامَ وَدَخَلْتُ البيتَ. وَانْتَاطَ بِهِ تعَلَّق. والنَّوْطُ: مَا بَيْنَ العَجُز والمَتْن. وكلُّ مَا عُلِّقَ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ نَوْط. والأَنواطُ: المَعالِيقُ. وَفِي الْمَثَلِ «2» : عاطٍ بِغَيْرِ أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ مُعَلَّق، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلِهِمْ: كالحادِي وَلَيْسَ لَهُ بَعِيرٌ، وتجَشَّأَ لُقْمانُ مِنْ غَيْرِ شبَعٍ. والأَنْواطُ: مَا نُوِّطَ عَلَى الْبَعِيرِ إِذا أُوقِرَ. والتَّنْواطُ: مَا يُعَلَّق مِنَ الهَوْدَج يُزَيَّنُ بِهِ. وَيُقَالُ: نِيطَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ عُلِّقَ عَلَيْهِ؛ قَالَ رِقَاعُ بْنُ قَيْس الأَسدي:
بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي،
…
وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه أُتِيَ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ: إِني لأَحْسَبكم قَدْ أَهْلَكْتُم الناسَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذْناه إِلَّا عَفْواً بِلَا سَوْطٍ وَلَا نَوْطٍ
أَي بِلَا ضَرْب وَلَا تَعْلِيقٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وجهه: المُتَعَلِّقُ بِهَا كالنَّوْط المُذَبْذَبِ
؛ أَراد مَا يُناطُ بِرَحْل الرَّاكب مِنْ قَعْب أَو غَيْرِهِ فَهُوَ أَبداً يتحرَّك. وَنِيطَ بِهِ الشَّيْءُ أَيضاً: وُصِلَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بَكْرٍ نِيطَ برسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم
، أَي عُلِّقَ. يُقَالُ: نُطْتُ هَذَا الأَمرَ بِهِ أَنُوطُه، وَقَدْ نِيطَ بِهِ، فَهُوَ مَنُوط. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَفَّار الْبِئْرِ: أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ؟ فَقَالَ: لَا واحدَ مِنْهُمَا وَلَكِنْ نَيِّطاً بَيْنَ الأَمرين
أَي وسَطاً بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، كأَنه مُعَلَّق بَيْنَهُمَا؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ بِالْيَاءِ مشدَّدة، وَهِيَ مِنْ ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ فَيُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هِيَ نَبَطٌ، بِالتَّحْرِيكِ. ونِياطُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة. تَقُولُ: نُطْتُ القربةَ بنِياطِها نَوْطاً. ونِياطُ الْقَوْسِ: مُعَلَّقُها. والنِّياط: الفُؤَاد. والنِّياطُ: عِرْق عُلِّقَ بِهِ الْقَلْبُ مِنَ الْوَتِينِ، فإِذا قُطع مَاتَ صاحبُه، وَهُوَ النَّيْطُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَمَاهُ اللَّهُ
(2). قوله [وفي المثل إلخ] هو عبارة الصحاح، وفي مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.
بالنيْطِ أَي بِالْمَوْتِ. وَيُقَالُ للأَرنب: مُقَطَّعَةُ النِّياطِ كَمَا قَالُوا مُقَطَّعة الأَسْحار. ونِياطُ الْقَلْبِ: عِرْق غَلِيظٌ نِيط بِهِ القلبُ إِلى الْوَتِينِ، وَالْجَمْعُ أَنوِطةٌ ونُوط، وَقِيلَ: هُمَا نِياطانِ: فالأَعلى نِياطُ الْفُؤَادِ، والأَسفل الفرجُ، وَقَالَ الأَزهري فِي جَمْعِهِ: أَنوِطةٌ، قَالَ: فإِذا لَمْ تُرِدِ الْعَدَدَ جَازَ أَن يُقَالَ لِلْجَمْعِ نُوط لأَن الْيَاءَ الَّتِي فِي النِّياطِ وَاوٌ فِي الأَصل. والنِّياط وَالنَّائِطُ: عِرْقٌ مستبْطِن الصُّلْب تَحْتَ الْمَتْنِ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الصُّلْبِ مُمْتَدٌّ يُعالَج المَصْفور بقَطْعه، قَالَ الْعَجَّاجُ:
فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ،
…
قَضْبَ الطَّبِيبِ، نائطَ المَصْفُورِ «1»
القَضْبُ: القَطْع. والمَصْفُور: الَّذِي فِي بَطْنِهِ الْمَاءُ الأَصفر. ونِياطُ المَفازةِ: بُعد طَرِيقِهَا كأَنها نِيطت بِمَفَازَةٍ أُخرى لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ، وإِنما قِيلَ لبُعد الْفَلَاةِ نِيَاطٌ لأَنها مَنُوطَةٌ بِفَلَاةٍ أُخرى تَتَّصِلُ بِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ،
…
مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذا انْتاطتِ المَغازِي
أَي إِذا بَعُدت وَهُوَ مِنْ نِياطِ المَفازة وَهُوَ بُعْدُهَا، وَيُقَالُ: انْتاطَت الْمَغَازِي أَي بَعُدت مِنَ النَّوط، وانْتَطَتْ جَائِزٌ عَلَى الْقَلْبِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ
أَراد نَيِّطٌ فَقَلَبَ كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد، فَهُوَ نَيِّطٌ. ابْنُ الأَعرابي: وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ
مُعاوية فِي حَدِيثِهِ لِبَعْضِ خُدّامه: عَلَيْكَ بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه عَلَى مَوَدَّةٍ وَاحِدَةٍ وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدَّارُ، وإِياك وَكُلَّ مُسْتَحْدَثٍ فإِنه يأْكل مَعَ كُلِّ قَوْمٍ وَيَجْرِي مَعَ كُلِّ رِيحٍ
؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
ولكنَّ أَلفاً قَدْ تجَهَّز غادِياً،
…
بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ
والنَّيِّطُ مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي يَجْرِي ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ مِنْ أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها. ابْنُ الأَعرابي: بِئْرٌ نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى الْمَاءُ مِنْ جَانِبٍ مِنْهَا فَسَالَ إِلى قَعْرِهَا وَلَمْ تَعِنْ مِنْ قَعْرِهَا بِشَيْءٍ؛ وأَنشد:
لَا تَسْتَقِي دِلاؤها مِنْ نَيِّطِ،
…
وَلَا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
لَا تَتَّقِي دِلاؤها بالنَّيِّط «2»
وانْتاطَ الشيءَ: اقْتَضَبَه برأْيه مِنْ غَيْرِ مُشاوَرة. والنَّوْطُ: الجُلّةُ الصَّغِيرَةُ فِيهَا التَّمْرُ وَنَحْوُهُ، وَالْجَمْعُ أَنْواطٌ ونِياطٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ البَحْرانِيين يُسَمُّونَ الجِلالَ الصِّغَارَ الَّتِي تعلَّق بعُراها مِنْ أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً، وَاحِدُهَا نَوْط. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْس قَدِمُوا عَلَيَّ رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فأَهْدَوْا لَهُ نَوْطاً مِنْ تَعْضُوضِ هَجَر
أَي أَهدوا لَهُ جُلّة صَغِيرَةً من تمر التَّعْضُوض، وَهُوَ مِنْ أَسْرَى تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم عَذْب الطَّعْمِ حُلو. وَفِي حَدِيثِ
وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَطْعِمْنا مِنْ بقيَّةِ القَوْس الذي في
(1). قوله [فبج إلخ] أَورده المؤلف في مادة نعر وقال: بج شق أَي طعن الثور الكلب فشق جلده، وتقدم في مادة ع ن د فبخ كل بالخاء المعجمة ورفع كل والصواب ما هنا.
(2)
. قوله [تتقي] كذا بالأصل ولعله تستقي.
نَوْطِك.
الأَصمعي: وَمِنْ أَمثالهم فِي الشِّدَّةِ عَلَى الْبَخِيلِ: إِن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً، وإِن أَعْيا فزِدْه نَوطاً، وإِن جَرْجَرَ فزِدْه ثِقْلًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: النَّوْطُ العِلاوة بَيْنَ الفَوْدَيْنِ. وَيُقَالُ للدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلى قَوْمٍ: مَنُوطٌ مُذَبْذَب؛ سُمِّيَ مُذَبْذَبًا لأَنه لَا يَدْرِي إِلى مَنْ يَنتَمِي فَالرِّيحُ تُذَبْذِبُه يَمِينًا وَشِمَالًا. وَرَجُلٌ مَنُوطٌ بِالْقَوْمِ: لَيْسَ مِنْ مُصاصِهم؛ قَالَ حَسَّانُ:
وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ،
…
كَمَا نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد
وَنِيطَ بِهِ الشَّيْءُ: وُصل بِهِ. والنَّوْطةُ: الحوْصَلةُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ فِي وَصْفِ قَطَاةٍ:
حَذَّاء مُدبِرةً، سَكّاء مُقْبِلةً،
…
لِلْمَاءِ فِي النَّحْر مِنْهَا نَوْطةٌ عَجَبُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَرى هَذَا إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ. حَذَّاءُ: خَفِيفَةُ الذَّنَبِ. سَكّاء: لَا أُذن لَهَا، شَبَّهَ حوصلةَ القطاةِ بِنَوْطَةِ الْبَعِيرِ وَهِيَ سِلْعة تَكُونُ فِي نَحْرِه. والنوْطةُ: وَرَمٌ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: ورَم فِي نَحر الْبَعِيرِ وأَرْفاغه وَقَدْ نِيط لَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
وَلَا عِلْمَ لِي مَا نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ،
…
وَلَا أَيُّ مَن فَارَقْتُ أَسْقي سِقائيا
والنوْطةُ: الحِقْدُ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا وَرِمَ نحرُه وأَرفاغُه: نِيطت لَهُ نَوْطة، وَبَعِيرٌ مَنُوط وَقَدْ نِيطَ لَهُ وَبِهِ نَوْطة إِذا كَانَ فِي حَلقه ورَم. وَيُقَالُ: نِيطَ الْبَعِيرُ إِذا أَصابه ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ
: بَعِيرٌ لَهُ قَدْ نِيطَ.
يُقَالُ: نِيط الْجَمَلُ، فَهُوَ مَنُوطٌ إِذا أَصابه النوْطُ، وَهِيَ غُدَّة تُصيبه فِي بَطْنِهِ فَتَقْتُلُهُ. والنوْطة: مَا يَنْصَبُّ مِنَ الرِّحاب مِنَ الْبَلَدِ الظَّاهِرِ الَّذِي بِهِ الغَضَا. والنوْطةُ: الأَرض يَكْثُرُ بِهَا الطَّلْح، وَلَيْسَتْ بِوَاحِدَةٍ، وَرُبَّمَا كَانَتْ فِيهِ نِياطٌ تَجْتَمِعُ جَمَاعَاتٌ مِنْهُ يَنْقَطِعُ أَعلاها وأَسفلها. ابْنُ شُمَيْلٍ: والنوْطةُ لَيْسَتْ بوادٍ ضخْمٍ وَلَا بتَلْعةٍ هِيَ بَيْنَهُمَا. والنوْطةُ: المَكان فِي وَسَطِهِ شَجَرٌ، وَقِيلَ: مَكَانٌ فِيهِ طَرْفاء خَاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: النوْطةُ الْمَكَانُ فِيهِ شَجَرٌ فِي وَسَطِهِ، وطرَفاه لَا شَجَرَ فِيهِمَا، وَهُوَ مُرْتَفِعٌ عَنِ السَّيْلِ. والنوْطة: الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ عَنِ الْمَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَعرابي: أَصابنا مطَر جَوْدٌ وإِنَّا لَبِنَوْطةٍ فَجَاءَ بِجَارِّ الضبُع أَي بسَيْل يجُرّ الضبُع مِنْ كَثْرَتِهِ. والتَّنَوُّطُ والتُّنَوِّطُ: طَائِرٌ نَحْوُ القارِية سَوَادًا تركَّب عُشها بَيْنَ عُودين أَو على عُودٍ وَاحِدٍ فتُطيل عُشَّهَا فَلَا يَصِلُ الرَّجُلُ إِلى بَيْضِهَا حَتَّى يُدخل يَدَهُ إِلى الْمَنْكِبِ، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي الْبَصَرِيَّاتِ: هُوَ طَائِرٌ يُعلِّق قُشُورًا مِنْ قُشُورِ الشَّجَرِ ويُعشِّش فِي أَطرافها ليحفظَه مِنَ الْحَيَّاتِ وَالنَّاسِ وَالذَّرِّ؛ قَالَ:
تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَى،
…
وتَفْرِسُ فِي الظَّلْماء أَفْعَى الأَجارِعِ
وَصَفَ هَذِهِ الإِبل بِطُولِ الأَعناق وأَنها تَصِلُ إِلى ذَلِكَ، وَاحِدُهَا تَنَوُّطةٌ وتُنَوِّطة. قَالَ الأَصمعي: إِنما سُمِّيَ تَنَوُّطًا لأَنه يُدلِّي خُيوطاً مِنْ شَجَرَةٍ ثُمَّ يُفرخ فِيهَا. وذاتُ أَنواطٍ: شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْحَدِيثِ
: اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْواطٍ
، قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ اسْمُ سَمُرةٍ بِعَيْنِهَا كَانَتْ لِلْمُشْرِكِينَ يَنُوطون بِهَا سِلاحَهم أَي يعلِّقونه بِهَا ويَعْكُفون حولَها، فسأَلوه أَن يَجْعَلَ لَهُمْ مِثْلَهَا فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ. وأَنواط جَمْعُ نَوْط، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ المَنُوط. الْجَوْهَرِيُّ: وَذَاتُ أَنواط اسْمُ شَجَرَةٍ بِعَيْنِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه