المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الباء الموحدة - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: ‌فصل الباء الموحدة

مُحْكَم كرَصِيص. وَنَاقَةٌ أَصُوصٌ: شديدةٌ مُوَثَّقةٌ، وَقِيلَ كَرِيمَةٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ فِي المَثَل: نَاقَةٌ أَصُوصٌ عَلَيْهَا صُوص أَي كَرِيمَةٌ عَلَيْهَا بَخِيل، وَقِيلَ: هِيَ الحائلُ الَّتِي قَدْ حُمِل عَلَيْهَا فَلَمْ تَلْقَحْ، وجمعُها أُصُصٌ، وَقَدْ أَصَّتْ تَئِصّ؛ وَقِيلَ: الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِينةُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

فَهَلْ تُسْلِيَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ،

مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ؟

أَرادَ صَمٌّ عِظامُها. وَقَدْ أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَيصاً إِذا اشْتَدّ لَحْمُهَا وتَلاحَكَتْ أَلْواحُها. وَيُقَالُ: جِئْ بِهِ مِنْ إِصِّكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ. وإِنه لأَصيصٌ كَصيصٌ أَي مُنْقبض. وَلَهُ أَصيصٌ أَي تحرُّكٌ وَالْتِوَاءٌ مِنَ الجَهد. والأَصيصُ: الرِّعْدةُ. وأَفْلَت وَلَهُ أَصيصٌ أَي رِعْدة، يُقَالُ: ذُعْرٌ وانْقِباضٌ. والأَصِيصُ: الدَّنُّ الْمَقْطُوعُ الرأْس؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيب:

لَنَا أَصِيصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه

وطْءُ الغَزال، لَدَيْه الزِّقُّ مَغْسُول

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: الأَصِيصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ يُوضَعُ لِيُبالَ فِيهِ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

يَا ليتَ شِعْري، وأَنا ذُو غِنىً،

مَتَى أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ أَصِيص؟

يَعْنِي بِهِ أَصْل الدَّنّ، وَقِيلَ: أَراد بالأَصِيصِ الباطِيةَ تَشْبِيهًا بأَصْل الدَّنِّ، وَيُقَالُ: هُوَ كَهَيْئَةِ الجَرِّ لَهُ عُرْوتانِ يُحْمل فِيهِ الطينُ. وَفِي الصِّحَاحِ: الأَصِيصُ مَا تكَسّر مِنَ الْآنِيَةِ وَهُوَ نِصْفُ الجَرِّ أَو الْخَابِيَةُ تُزْرَعُ فِيهِ الرياحينُ.

أمص: الآمِصُ: الخامِيزُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ، وَهُوَ العامِصُ أَيضاً؛ فَارِسِيٌّ حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ. التَّهْذِيبُ: الآمِصُ إِعرابُ الخامِيز، والخامِيزُ: اللحمُ يُشَرَّح رَقِيقًا وَيُؤْكَلُ نِيئاً، وَرُبَّمَا يُلْفح لَفحة النَّارِ.

أيص: جئ بِهِ مِنْ أَيصِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ.

‌فصل الباء الموحدة

بخص: البَخْصُ: مَصْدَرُ بَخَصَ عينَه يَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ، وَالسِّينُ لُغَةٌ. والبَخَصُ: سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ عَلَى الْعَيْنِ. والبَخَصة: شَحْمةُ العَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل. التَّهْذِيبُ: والبَخَصُ فِي العَيْن لحمٌ عِنْدَ الْجَفْنِ الأَسفل كاللَّخَصِ عِنْدَ الجَفْن الأَعْلى. وَفِي حَدِيثِ

القُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، لَوْ سُكِتَ عَنْهَا لتَبَخَّص لَهَا رجالٌ فَقَالُوا: مَا صَمَدٌ

؟ البَخَصُ، بِتَحْرِيكِ الْخَاءِ: لحمٌ تَحْتَ الْجَفْنِ الأَسفل يَظْهَرُ عِنْدَ تَحْدِيق النَّاظِرِ إِذا أَنكر شَيْئًا وتعجَّب مِنْهُ، يَعْنِي لَوْلَا أَن الْبَيَانَ اقْتَرَنَ فِي السُّورة بِهَذَا الِاسْمِ لتَحَيَّروا فِيهِ حَتَّى تَنْقَلِب أَبصارُهم. غَيْرُهُ: البَخَصُ لحمٌ ناتئٌ فَوْقَ الْعَيْنَيْنِ أَو تَحْتَهُمَا كَهَيْئَةِ النَّفْخة، تَقُولُ مِنْهُ: بَخِص الرجلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَبْخَصُ إِذا نَتَأَ ذَلِكَ مِنْهُ. وبَخَصْتُ عَيْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً إِذا قَلَعتها مَعَ شَحْمَتِها. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ بَخَسْتُ. وَرَوَى الأَصمعي: بَخَصَ عَيْنَه وبَخَزَها وبَخَسَها، كُلُّهُ بِمَعْنَى فَقَأَها. والبَخَصُ، بِالتَّحْرِيكِ: لحمُ القَدَمِ ولحمُ فِرْسِن الْبَعِيرِ ولحمُ أُصولِ الأَصابعِ مِمَّا يَلي الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الوَجَى فِي عظْم السَّاقَيْنِ وبَخَصِ الفَراسِنِ؛ والوَجى قِيل الحَفا. وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:

أَنه كَانَ مَبْخُوصَ العَقِبَيْن

أَي قليلَ لحمِهِما. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وإِن رُوِيَ بِالنُّونِ وَالْحَاءِ وَالضَّادِ، فَهُوَ مِنَ النَّحْضِ

ص: 4

اللَّحْمِ. يُقَالُ: نَحَضْتُ العظْمَ إِذا أَخذتَ عَنْهُ لحمَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والبَخَصةُ لحمُ الكفِّ والقدمِ، وَقِيلَ: هِيَ لحمُ باطنِ الْقَدَمِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا وَليَ الأَرضَ مِنْ تحتِ أَصابعِ الرِّجْلَيْنِ وَتَحْتِ مناسمِ الْبَعِيرِ والنَّعام، وَالْجَمْعُ بَخَصات وبَخَصٌ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا أَصابَ الناقةَ داءٌ فِي بَخَصِها، فَهِيَ مَبْخوصة تَظْلَعُ مِنْ ذَلِكَ. والبَخَصُ: لحمُ الذِّرَاعَيْنِ. وَنَاقَةٌ مبْخُوصَة: تَشْتكِي بَخَصَتَها. وبَخَصُ اليدِ: لحمُ أُصول الأَصابع مِمَّا يَلِي الرَّاحَةَ. والبَخَصةُ: لحمُ أَسفلِ خُفِّ الْبَعِيرِ، والأَظَلُّ: مَا تحتَ الْمَنَاسِمِ. الْمُبَرِّدُ: البَخَصُ اللَّحْمُ الَّذِي يَرْكبُ الْقَدَمَ، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ لحمٌ يُخالطُه بياضٌ مِنْ فسادٍ يَحُلّ فيه؛ قَالَ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنه اللَّحْمُ خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبي شُراعةَ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ:

يَا قَدَمَيّ، مَا أَرى لِي مَخْلَصا

مِمَّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا

بخلص: بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ: غليظٌ كثيرُ اللحمِ، وَقَدْ تَبَخْلصَ وتَبَلْخَصَ.

برص: البَرَصُ: داءٌ مَعْرُوفٌ، نسأَل اللَّهَ العافيةَ مِنْهُ وَمِنْ كُلِّ داءِ، وَهُوَ بَيَاضٌ يَقَعُ فِي الْجَسَدِ، برِصَ بَرَصاً، والأُنثى بَرْصاءُ؛ قَالَ:

مَنْ مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنه

هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِيبُ

وَرَجُلٌ أَبْرَصُ، وَحَيَّةٌ بَرْصاءُ: فِي جِلْدِهَا لُمَعُ بياضٍ، وَجَمْعُ الأَبْرصِ بُرْصٌ. وأَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، ويُصَغَّرُ أَبْرَصُ فَيُقَالُ: بُرَيْصٌ، وَيُجْمَعُ بُرْصاناً، وأَبْرَصَه اللهُ. وسامُّ أَبْرَصَ، مُضَافٌ غَيْرُ مُرَكَّبٍ وَلَا مَصْرُوفٍ: الوَزَغةُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ كِبارِ الوزَغ، وَهُوَ مَعْرِفة إِلا أَنه تعريفُ جِنْس، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا، إِن شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَول وأَضَفْتَه إِلى الثَّانِي، وإِن شِئْتَ بَنَيْت الأَولَ عَلَى الْفَتْحِ وأَعْرَبت الثَّانِي بإِعراب مَا لَا يَنْصَرِفُ، وَأَعْلَمْ أَن كلَّ اسْمَيْنِ جُعِلا وَاحِدًا فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَن يُبْنَيا جَمِيعًا عَلَى الْفَتْحِ نَحْوَ خمسةَ عَشَرَ، ولقيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وَهُوَ جارِي بَيْت بَيْت، وَهَذَا الشيءُ بينَ بينَ أَي بَيْنَ الجيِّد والرديءِ، وهمزةٌ بينَ بينَ أَي بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَحَرْفِ اللِّينِ، وتَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ وشغَرَ بَغَرَ وشَذَرَ مَذَرَ، والضربُ الثَّانِي أَن يُبْنى آخرُ الِاسْمِ الأَول عَلَى الْفَتْحِ وَيُعْرَبُ الثَّانِي بإِعراب مَا لَا يَنْصَرِفُ ويجعلَ الِاسْمَانِ اسْمًا وَاحِدًا لِشَيءٍ بعَيْنِه نَحْوَ حَضْرَمَوْت وبَعْلَبَكّ ورامَهُرْمُز ومارَ سَرْجِسَ وسامَّ أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ أَضفت الأَول إِلى الثَّانِي فَقُلْتَ: هَذَا حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً وخفضْتَ مَوْتاً، وَفِي مَعْدِي كَرِب ثلاثُ لُغَاتٍ ذُكِرَتْ فِي حَرْفِ الْبَاءِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْجَمْعُ سَوامُّ أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هَؤُلَاءِ السوامُّ وَلَا تَذْكر أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هؤُلاءِ البِرَصةُ والأَبارِصةُ والأَبارِصُ وَلَا تَذْكر سامَّ، وسَوامُّ أَبْرَصَ لَا يُثَنى أَبْرَص وَلَا يُجْمَع لأَنه مُضَافٌ إِلى اسْمٍ مَعْرُوفٍ، وَكَذَلِكَ بناتُ آوَى وأُمَّهات جُبَين وأَشْباهها، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَجْمَعُ سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ قَالُوا الأَبارِص عَلَى إِرادة النَّسَبِ وإِن لَمْ تَثْبُتِ الْهَاءُ كَمَا قَالُوا المَهالِب؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

واللهِ لَوْ كُنْتُ لِهذا خالِصَا،

لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا

وأَنشده ابْنُ جِنِّي: آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكِلًا الأَبارصَ،

ص: 5

فَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَقَدْ كَانَ الوَجْهُ تحريكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ اللِّينِ بِمَا فِيهِ مِنَ القُوّة والغُنّةِ، فَكَمَا تُحْذَف حروفُ اللِّينِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ نَحْوَ رَمى القومُ وَقَاضِي البلدِ كَذَلِكَ حُذِفَ التنوينُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ هُنَا، وَهُوَ مُرَادٌ يدُلّك عَلَى إِرادته أَنهم لَمْ يَجُرُّوا مَا بَعْده بالإِضافة إِليه. الأَصمعي: سامُّ أَبْرَصَ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَالَ: وَلَا أَدري لِمَ سُمِّيَ بِهَذَا، قَالَ: وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ هَذَانِ سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبو بُرَيْصٍ كنْيةُ الوزغةِ. والبُريْصةُ: دابةٌ صغيرةٌ دُونَ الوزَغةِ، إِذا عَضَّت شَيْئًا لَمْ يَبْرأْ، والبُرْصةُ. فَتْقٌ فِي الغَيم يُرى مِنْهُ أَدِيمُ السَّمَاءِ. وبَرِيصٌ: نَهْرٌ فِي دِمَشق، وَفِي الْمُحْكَمِ: والبَرِيصُ نهرٌ بِدِمَشْقَ «7» ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِالْعَرَبِيِّ الصَّحِيحِ وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهمُ

بَرَدى يُصَفَّقُ بالرحِيقِ السَّلْسَل

وَقَالَ وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَيضاً:

فَمَا لحمُ الغُرابِ لَنَا بِزادٍ،

وَلَا سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ

ابْنُ شُمَيْلٍ: البُرْصةُ البُلُّوقةُ، وَجَمْعُهَا بِراصٌ، وَهِيَ أَمكنةٌ مِنَ الرَّمْل بيضٌ وَلَا تُنْبِت شَيْئًا، وَيُقَالُ: هِيَ مَنازِلُ الجِنّ. وبَنُو الأَبْرَصِ: بَنُو يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظلة.

بصص: بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ. والبَصِيصُ: البَريقُ. وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ وتلأْلأَ ولَمَع؛ قَالَ:

يَبِصُّ مِنْهَا لِيطُها الدُّلامِصُ،

كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ

وفي حديث

كعب: تُمْسَكُ النارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ إِهالةٍ

أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها. والبَصّاصةُ: العَينُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يُقَالُ: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل مَا يَظْهَرُ نبتُها. وَيُقَالُ: بَصَّصَت البَراعِيمُ إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ. وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ. وبَصَّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ. وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً: فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَليٍّ الْقَالِيِّ قَالَ: الَّذِي يَرْوِيه الْبَصْرِيُّونَ يَصَّصَ، بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ، لأَن الْيَاءَ قَدْ تُبْدَلُ مِنْهَا الْجِيمُ لِقُرْبِهَا فِي الْمَخْرَجِ وَلَا يَمْتَنِعُ أَن يَكُونَ بَصَّصَ مِنَ البَصِيصِ وَهُوَ البَريق لأَنه إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ فَعَل ذَلِكَ. والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ الرُّمّانة. وأَفْلَتَ وَلَهُ بَصِيصٌ: وَهِيَ الرِّعْدةُ والالتواءُ مِنَ الجَهْد. وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. والبَصْبَصةُ: تحريكُ الْكَلْبِ ذنَبه طَمَعًا أَو خوْفاً، والإِبِل تَفْعَلُ ذَلِكَ إِذا حُدي بِهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْوَحْشَ:

بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ

والتَّبَصْبُصُ: التَّمَلُّقُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي داودٍ:

وَلَقَدْ ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ

المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ

(7). قوله [وَالْبَرِيصُ نَهْرٌ بِدِمَشْقَ] قَالَ في ياقوت بعد ذكر ذلك والبيتين المذكورين ما نصه: وهذان الشعران يدلان على أن البريص اسم الغوطة بأجمعها، ألا تراه نسب الأَنهار إلى البريص؟ وكذلك حسان فإنه يقول: يسقون ماء بردى، وهو نهر دمشق من ورد البريص.

ص: 6

وَفِي حَدِيثِ

دانِيال، عليه السلام، حِينَ أُلْقِيَ فِي الجُبّ: وأُلْقِي عَلَيْهِ السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه

؛ يُقَالُ: بَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذَلِكَ مِنْ طَمَعٍ أَو خَوْفٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ بِهِ، وَقِيلَ: حَرَّكَهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

ويَدُلّ ضَيْفي، فِي الظَّلامِ، عَلَى القِرى،

إِشْراقُ نَارِي، وارْتِياحُ كِلابي

حَتَّى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه،

حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ مِنْهَا لَهُ بَصْبَصَةٌ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مُبَصْبِص، وَكَذَلِكَ الإِبلُ إِذا حُدِي بِهَا. والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي فِرارِ الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع. وقَرَبٌ بَصْباصٌ: شديدٌ لَا اضطرابَ فِيهِ وَلَا فُتُورَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا كَانَ السيرُ مُتْعِباً. وَقَدْ بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سَارَتْ فأَسْرَعَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا،

وبَيْنَ غُدانةَ شَأْواً بَطِينا

أَي سِرْنَ سَيْرًا سَرِيعًا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أَرى كُلَّ ريحٍ سَوْفَ تَسْكُنُ مَرّةً،

وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ

فإِنَّكَ، والأَضيافَ فِي بُرْدةٍ مَعًا،

إِذا مَا تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ

لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه،

وَلَمْ يُلْهِني عَنْهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ

«1» أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ مِنَ القِرى،

وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سَوْفَ يَهْجَع

أَي يَشْبَع فيَنامُ. وَتَنْزِعُ أَي تَجْرِي إِلى المغرِب. وسيرٌ بَصْباصٌ كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ:

إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ،

ووِصال يَوْمٍ واصِبٍ بَصْباصِ

أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه. وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب لَا فُتورَ فِي سَيْرِهِ. والبَصْباصُ مِنَ الطَّريفة: الَّذِي يَبْقَى عَلَى عُودٍ كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع. وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

لَيْسَ يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ

بعص: البَعْصُ والتَّبَعُّصُ: الاضطرابُ. وتَبَعْصَصَت الحيةُ: ضُرِبَتْ فَلَوَتْ ذَنَبها. والبُعْصُوصُ والبَعَصُوصُ: الضَّئِيلُ الجسمِ. والبَعْصُ: نَحافةُ البدَن ودِقّتُه، وأَصله دُودةٌ يُقَالُ لَهَا البُعْصُوصةُ: دُوَيْبّة صَغِيرَةٌ كالوزَغةِ لَهَا بَريقٌ مِنْ بَيَاضِهَا. قَالَ: وسَبُّ الْجَوَارِي: يَا بُعْصوصةُ كُفِّي وَيَا وجهَ الكُتَع. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ الصَّغِيرِ والصبيَّة الصَّغِيرَةِ: بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِه. والبُعْصُوص مِنَ الإِنسان: العظْمُ الصغيرُ الَّذِي بَيْنَ أَلْيتيه. قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ لِلْحَيَّةِ إِذا قُتِلَتْ فَتَلوّتْ: قَدْ تَبَعْصَصَت وَهِيَ تَبَعْصَصُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ نَاقَتَهُ:

كأَنّ تَحْتي حَيَّةً تَبَعْصَصُ

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجُوَيْرية الضاوِيةِ البُعْصُوصة والعِنْفِصُ والبَطِيطة والحَطِيطةُ.

(1). هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.

ص: 7

بلص: البِلِّصُ والبَلَصُوصُ: طَائِرٌ، وَقِيلَ: طَائِرٌ صَغِيرٌ، وَجَمْعُهُ البَلَنْصى، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَالصَّحِيحُ أَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَرُبَّمَا سُمِّي بِهِ النحيفُ الْجِسْمِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنك تَقُولُ الْوَاحِدُ البَلَصُوصُ. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: قُلْتُ لأَعرابي: مَا اسمُ هَذَا الطَّائِرِ؟ قَالَ: البَلَصُوصُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا جمعُه؟ قَالَ: البَلَنْصى، قَالَ: فَقَالَ الْخَلِيلُ أَو قَالَ قَائِلٌ:

كالبَلَصُوصِ يَتْبَعُ البَلَنْصَى

التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: البِلَنْصاةُ بقْلةٌ وَيُقَالُ طائر، والجمع البَلَنْصَى.

بلأص: بَلأَصَ الرجلُ وغيرُه مِنِّي بَلأَصَةً، بِالْهَمْزِ: فَرَّ.

بلخص: بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ: غليظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، وَقَدْ تَبَخْلَصَ وتَبَلْخَصَ.

بلهص: بَلْهَصَ كبَلأَصَ أَي فَرَّ وعَدَا مِنْ فزَعٍ وأَسرع؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وَلَوْ رَأَى فاكَرِشٍ لَبَلْهَصا

وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاؤُهُ بَدَلًا مِنْ هَمْزَةِ بَلأَصَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدْ رأَيت هَذَا الشِّعْرَ فِي نُسْخَةٍ مِنْ نُسَخِ التَّهْذِيبِ:

وَلَوْ رأَى فَاكَرِشٍ لبَهْلَصا

وفاكَرِشٍ أَي مَكَانًا ضَيِّقاً يَسْتَخْفي فِيهِ. وتَبَلْهَصَ مِنْ ثيابه: خرج عنها.

بنقص: بَنْقَصٌ: اسم.

بهلص: أَبو عَمْرٍو: التَّبَهْلُصُ خروجُ الرَّجُلِ مِنْ ثِيَابِهِ. تَقُولُ: تَبَهْلَصَ وتَبَلْهَصَ مِنْ ثِيَابِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الأَسود الْعِجْلِيِّ:

لَقِيتُ أَبا لَيْلى، فَلَمَّا أَخَذْتُه،

تَبَهْلَصَ مِنْ أَثوابِه ثُمَّ جَبَّبا

يُقال: جَبَّبَ إِذا هَرَب.

بوص: البَوْصُ: الفَوْتُ والسَّبْق والتقدُّم. باصَه يَبُوصُه بَوْصاً فاسْتَباصَ: سَبَقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَلَا تَبُصْنِي،

فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيص

هَكَذَا أَنشده: فإِنك، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فإِني إِن تَبُصْنِي، وَهُوَ أَبْيَنُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمّة:

عَلَى رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَى، كأَنها

قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ

والبَوْصُ أَيضاً: الاستعجالُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

فَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَلَا تَبُصْنِي،

وَلَا تَرْمي بيَ الغَرَضَ البَعِيدا

ابْنُ الأَعرابي: بَوَّصَ إِذا سبَق فِي الحَلْبةِ، وَبَوَّصَ إِذا صفَا لَوْنُهُ، وبَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه. وبُصْتُه: اسْتَعْجَلْتُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: البَوْصُ أَن تَسْتَعْجِلَ إِنساناً فِي تَحْميلِكَه أَمراً لَا تدَعُه يتَمَهَّلُ فِيهِ؛ وأَنشد:

فَلَا تَعْجَلْ عليَّ، وَلَا تَبُصْنِي،

ودالِكْنِي، فإِني ذُو دَلالِ

وبُصْتُه: اسْتَعْجَلْتُهُ. وسارُوا خِمْساً بائِصاً أَي مُعَجَّلًا سَرِيعًا مُلِحّاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا

وباصَه بَوْصاً: فاتَه. التَّهْذِيبُ: النَّوْصُ التأَخرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، والبَوْصُ التَّقَدُّمُ، والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ، وَقِيلَ: لِينُ شَحْمتِه. وامرأَة بَوْصاءُ:

ص: 8

عَظِيمَةُ العَجُزِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. الصِّحَاحُ: البُوصُ والبَوْصُ العَجِيزةُ؛ قَالَ الأَعشى:

عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ،

هَضِيم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ

والبَوْصُ والبُوصُ: اللّونُ، وَقِيلَ: حُسْنُهُ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً بِالْوَجْهَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بِفَتْحِ الْبَاءِ لَا غَيْرَ. وأَبْواصُ الغنمِ وَغَيْرُهَا مِنَ الدَّوَابِّ: أَلوانُها، الواحدُ بُوصٌ. أَبو عُبَيْدٍ: البَوْصُ اللَّوْنُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. يُقَالُ: حالَ بَوْصُه أَي تغيَّر لونُه. وَقَالَ يَعْقُوبُ: مَا أَحسن بُوصَه أَي سَحْنَتَه ولونَه. والبُوصِيُّ: ضرْبٌ مِنَ السُّفُن، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وَقَالَ:

كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد «2»

وَعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ بالزَّوْرَقِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خَطَأٌ. والبُوصِيُّ: المَلَّاحُ؛ وَهُوَ أَحد الْقَوْلَيْنِ فِي قَوْلِ الأَعشى:

مثلَ الفُراتِيّ، إِذا مَا طَمَا،

يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: البُوصِيُّ زَوْرَقٌ وَلَيْسَ بالملَّاح، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بُوزِيْ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ،

فتَقْصُر عَنْهَا خَطْوةً وتَبُوصُ؟

أَي تَحْمِل عَلَى نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ فتَقْصُر، بِفَتْحِ التَّاءِ. يُقَالُ: قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر فِي مَشْيِهِ، وأَقْصَرَ كَفَّ؛ يَقُولُ: تَقْصُر عَنْهَا خَطْوةً فَلَا تُدْرِكُها وتَبُوص أَي تَسْبِقُك وتتقدَّمُك. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه كَانَ جَالِسًا فِي حُجْرة قَدْ كَادَ يَنْباصُ عَنْهُ الظِّلُ

أَي يَنْتَقِصُ عَنْهُ ويسبِقُه ويفُوته. وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه أَراد أَن يَسْتعْمِلَ سعيدَ بنَ العاصِ فَبَاصَ مِنْهُ

أَي هَرَبَ وَاسْتَتَرَ وفاتَه. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه ضرَبَ أَزَبّ حَتَّى باصَ.

وسَفَرٌ بائِصٌ: شديدٌ. والبَوْصُ: البُعْد. والبائِصُ: البَعِيد. يُقَالُ: طَرِيقٌ بائِصٌ بِمَعْنَى بَعِيد وشاقٍّ لأَن الَّذِي يَسْبِقك ويفُوتُك شاقٌّ وُصولُك إِليه؛ قَالَ الرَّاعِي:

حَتَّى وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ،

جُدًّا تَعاوَرَه الرِّياحُ وَبِيلا

وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:

مَلا بائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْه حَمِيّة

عَلَى نَشْجِه مِنْ ذائدٍ غَيْرِ واهِنِ

وانْباصَ الشيءُ: انْقَبَض. وَفِي الْحَدِيثِ:

كادَ يَنْباصُ عَنْهُ الظِّلُّ.

والبَوْصاءُ: لُعْبةٌ يَلْعَبُ بِهَا الصبيانُ يأْخذون عُوداً فِي رأْسه نارٌ فيُدِيرُونه على رؤوسِهم. وبُوصان: بطنٌ مِنْ بَنِي أَسد.

بيص: يُقَالُ: وقَعُوا فِي حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بِيصٍ وحَيْص بَيْص مَبْنِيٌّ «3» عَلَى الْكَسْرِ، أَي شِدَّةٍ، وَقِيلَ: أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمر وَلَا مَخْرَجَ لَهُمْ وَلَا مَحِيص مِنْهُ. وإِنك لتَحْسَب عَليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضَيِّقةً. ابْنُ الأَعرابي: البَيْصُ الضِّيقُ والشدّةُ. وجعلْتُمْ عَلَيْهِ الأَرضَ حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم عَلَيْهِ. والبَيْصةُ: قُفٌّ «4» غليظٌ أَبْيَضُ بإِقبال العارِضِ فِي دَارِ قُشَيْرٍ لِبَني لُبَيْنى وَبَنِي قُرة مِنْ قُشَيرٍ وتلْقاءَها دارُ نُمير.

(2). هذا البيت من معلقة طرفة وصدره:

وأَتلعَ نهّاضٌ، إِذا صَعِدت به؛

يصف فيه عنق ناقته.

(3)

. قوله [وحيص بيص مبني] أي بكسر الأَول منوناً والثاني بغير تنوين والعكس كما في القاموس.

(4)

. قوله [والبيصة قف إلخ] في شرح القاموس بعد نقله ما هنا ما نصه: قلت والصواب أنه بالضاد المعجمة.

ص: 9