المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الخاء المعجمة - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: ‌فصل الخاء المعجمة

حَيْضِها المُعْتاد. يُقَالُ: اسْتُحِيضَتْ، فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ، وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الحَيْض. وحَاضَتِ السَّمُرة: خَرَجَ مِنْهَا الدُّوَدِمُ، وَهُوَ شيءٌ شِبْهُ الدَّمِ، وإِنما ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: حَاضَتِ السَّمُرةُ تَحِيضُ حَيْضاً، وَهِيَ شَجَرَةٌ يَسِيلُ مِنْهَا شيءٌ كَالدَّمِ. الأَزهري: يُقَالُ حَاضَ السيلُ وفاضَ إِذا سَالَ يَحِيضُ ويَفيض؛ وَقَالَ عُمَارَةُ:

أَجالَت حَصاهُنَّ الذَّوارِي، وحَيَّضَت

عليهنَّ حَيْضات السُّيولِ الطَّواحِم

مَعْنَى حَيَّضَت: سيَّلت. والمَحِيض والحَيْض: اجْتِمَاعُ الدَّمِ إِلى ذَلِكَ الْمَكَانِ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ للحَوْض حَوْضٌ لأَن الْمَاءَ يَحِيضُ إِليه أَي يَسِيل، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الواوَ عَلَى الْيَاءِ والياءَ عَلَى الْوَاوِ لأَنهما مِنْ حيِّز وَاحِدٍ، وَهُوَ الْهَوَاءُ، وَهُمَا حَرْفَا لِينٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ فِي بَابِ الصَّادِ وَالضَّادِ: حاصَ وحاضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الصَّادِ وَالضَّادِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِنما هُوَ حاضَ وجاضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: حَاضَت المرأَة وتحَيَّضَت ودَرَسَتْ وعَرَكَتْ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً إِذا سَالَ الدَّمُ مِنْهَا فِي أَوقات مَعْلُومَةٍ، فإِذا سَالَ فِي غَيْرِ أَيام مَعْلُومَةٍ وَمِنْ غَيْرِ عِرْقِ المَحيض قُلْتَ: اسْتُحِيضَت، فَهِيَ مُسْتَحَاضَة، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الحَيْضِ وَمَا تصرَّف مِنْهُ مِنِ اسْمٍ وَفِعْلٍ وَمَصْدَرٍ وَمَوْضِعٍ وَزَمَانٍ وَهَيْئَةٍ فِي الْحَدِيثِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم:

لَا تُقْبَل صَلَاةُ حَائِض إِلَّا بِخِمارٍ

أَي بَلَغَت سنَّ المَحِيض وَجَرَى عَلَيْهَا الْقَلَمُ. وَلَمْ يُرِدْ فِي أَيام حَيْضِها لأَن الحائِضَ لَا صَلَاةَ عَلَيْهَا. والحِيضَة: الخِرْقة الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا المرأَة؛ قَالَتْ

عَائِشَةُ، رضي الله عنها: لَيْتَنِي كنتُ حِيضَةً مُلْقاةً

؛ وَكَذَلِكَ المَحِيضة، وَالْجَمْعُ المَحَايِضُ. وَفِي حَدِيثِ بِئْرِ بُضاعة:

تُلْقَى فِيهَا المَحَايِض

؛ وَقِيلَ: المَحايِضُ جَمْعُ المَحِيض، وَهُوَ مَصْدَرُ حَاضَ، فَلَمَّا سمِّي بِهِ جَمعه، وَيَقَعُ المَحِيضُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ والدم.

‌فصل الخاء المعجمة

خرض: اللَّيْثُ: الخَرِيضةُ الجارِيةُ الحَدِيثةُ السنِّ الحَسَنةُ البيضاءُ التارَّةُ، وَجَمْعُهَا خَرَائِضُ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.

خضض: الخَضَضُ: السَّقَطُ فِي المَنْطِق، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: مَنْطِقٌ خَضَضٌ. والخَضَضُ: الخَرَز الأَبيض الصِّغارُ الَّذِي تَلْبَسُه الإِماءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وإِنَّ قُرُومَ خَطْمَة أَنْزَلَتْنِي

بِحَيْثُ يُرَى، مِن الخَضَضِ، الخُرُوتُ

وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ أَبي الطَّمَحانِ القَيْني:

أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ

دُجَى اللَّيلِ، حَتَّى نَظَّمَ الجَزْعَ [الجِزْعَ] ثاقِبُهْ

والخَضاضُ: الشيءُ اليَسيرُ مِنَ الحُلِيّ؛ وأَنشد الْقَنَانِيُّ:

وَلَوْ أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّترِ عاطِلًا،

لَقُلْتَ: غَزالٌ مَا عَلَيْه خَضَاضُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

جاريةٌ، فِي رَمضانَ المَاضِي،

تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بِالإِيماضِ

مِثْلُ الغَزالِ زِينَ بِالخَضَاضِ،

قَبَّاءٌ ذاتُ كَفَلٍ رَضْراضِ

ص: 143

والخَضَاضُ: الأَحْمَقُ. وَرَجُلٌ خَضَاضٌ وخَضَاضَةٌ أَي أَحْمَقُ. ومكانٌ خَضِيضٌ وخُضَاخِضٌ: مَبْلولٌ بِالْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ؛ قَالَ ابْنُ وَدَاعَةَ الهُذَليّ:

خُضَاخِضَةٌ بخَضِيعِ السُّيُولِ

قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها

وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجزه:

قَدْ بلغَ السيلُ حِذْفارَها

وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن الْبَيْتَ لِحَاجِزِ بْنِ عَوْفٍ، وحِذْفارها: أَعْلاها. اللَّيْثُ: خَضْخَضْتُ الأَرضَ إِذا قَلَبْتَها حَتَّى يَصِيرَ مَوْضِعُهَا مُثاراً رخْواً إِذا وَصَلَ الماءُ إِليها أَنْبَتَتْ. والخَضِيضُ: المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّه الأَمطارُ. والخَضْخَضَةُ: أَصلُها مِن خَاضَ يَخُوضُ لَا مِنْ خَضَّ يَخُضُّ. يُقَالُ: خَضْخَضْتُ دَلْوي فِي الْمَاءِ خَضْخَضَةً. وخَضْخَضَ الحمارُ الأَتانَ إِذا خَالَطَهَا، وأَصله مِنْ خَاضَ يَخُوضُ إِذا دَخَلَ الجوفَ مِنْ سِلَاحٍ وَغَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيُّ:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ فِي جَمِّه

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

أَلا تَرَاهُ جَعَلَ مَصْدَرَهُ الخِياضَ وَهُوَ فِعالٌ مِنْ خاضَ؟ والخَضْخَضَةُ: تَحْرِيكُ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ. وخَضْخَضَ الماءَ وَنَحْوَهُ: حرَّكه، خَضْخَضْتُه فَتَخَضْخَضَ. والخَضْخَاضُ: ضَرْبٌ مِنَ القَطِران تُهْنَأُ بِهِ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْل النِّفْط، وَهُوَ ضرْب مِنَ الْهَنَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ:

كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخَاضِ

وكلُّ شيءٍ يتحرَّك وَلَا يُصوِّتُ خُثُورةً يُقَالُ: إِنه يَتَخَضْخَضُ حَتَّى يُقَالَ وجَأَه بالخَنْجَر فَخَضْخَضَ بِهِ بَطْنَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَضْخَاضُ الَّذِي تُهْنَأُ بِهِ الجَرْبَى ضَرْبٌ مِنَ النِّفْط أَسود رَقِيقٌ لَا خُثُورةَ فِيهِ وَلَيْسَ بالقَطِران لأَن القَطِران عُصارةُ شَجَرٍ مَعْرُوفٍ، وَفِيهِ خُثورة يُداوَى بِهِ دَبَر الْبَعِيرِ وَلَا يُطْلَى بِهِ الجَرَبُ، وشجرُه يَنْبُتُ فِي جِبَالِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ العَرْعَرُ، وأَمّا الخَضْخَاضُ فإِنه دَسِمٌ رَقِيقٌ يَنْبُع مِنْ عَيْنٍ تَحْتَ الأَرض. وَبَعِيرٌ خُضَاخِضٌ وخُضَخِضٌ وخُضْخُضٌ: يَتَمَخَّضُ مِنْ لِينِ البَدن والسِّمَن، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: نَبْتٌ خُضَخِضٌ وخُضَاخِضٌ كَثِيرُ الْمَاءِ ناعِمٌ رَيّانُ. وَرَجُلٌ خُضْخُضٌ: يَتَخَضْخَضُ مِنَ السِّمَن، وَقِيلَ: هُوَ العَظِيمُ الجَنْبَين. الأَزهري: الخُضاخِضُ مِنَ الرِّجَالِ الضَّخْمُ الحَسَنُ مِثْلَ قُناقِنٍ وقَناقِنَ. والخَضَاضُ: المِدادُ ونِقْسُ الدَّواةِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَرُبَّمَا جاءَ بِكَسْرِ الْخَاءِ. والخَضاضُ: مَخْنَقَةُ السِّنَّوْرِ. والخَضَضُ: أَلوانُ الطعامِ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ فِي الرِّيَاحِ: الخُضَاخِضُ زَعَمَ أَبو خَيْرَةَ أَنها شَرْقِيَّةٌ تَهُبُّ مِنَ المَشرِق وَلَمْ يَعْرِفْهَا أَبو الدُّقَيْش، وَزَعَمَ الْمُنْتَجِعُ أَنها تَهُبُّ بَيْنَ الصَّبا والدَّبُور وَهِيَ الشَّرْقِيَّةُ أَيضاً والأَيْرُ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ يَصِفُ مَلِكًا:

وكانتْ لَهُ رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونها،

إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القَنابِلُ

قَالَ الأَصمعي: رِبْعِيَّةٌ غَزْوَةٌ فِي أَول أَوقات الغَزو وَذَلِكَ فِي بَقِيَّةٍ مِنَ الشِّتَاءِ، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القنابِلُ، يَقُولُ: إِذا وَجَدَتِ الخيلُ مَاءً فِي الأَرض نَاقِعًا تَشَرَبُهُ فَتَقْطَعُ بِهِ الأَرض وَكَانَ لَهَا صِلة فِي

ص: 144

الْغَزْوِ؛ قَالَ:

لوْ وصَلَ الغَيْثُ لأَنْدَى امرئٍ،

كانَتْ لَهُ قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ

يَقُولُ: يُفَرَّقُ عَلَيْهِ فيَخِرُّ بيتُه، قُبَّتُه، فيَتَّخِذ بَيْتًا مِنْ سَحْقِ بِجاد به أَن كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ. وَقَالَ فِي الْمُضَاعَفِ: الخَضْخَضَةُ صُورَتُهُ صُورَةُ المُضاعَف، وأَصلها مُعْتَلٌّ. والخَضْخَضَةُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا فِي الْحَدِيثِ: هُوَ أَن يُوشِيَ الرَّجُلُ ذَكره حَتَّى يُمْذِيَ.

وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الخَضْخَضَة فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنَ الزِّنَا وَنِكَاحُ الأَمة خَيْرٌ مِنْهُ

، وَفَسَّرَ الخَضْخَضَة بالاسْتِنْماءِ، وَهُوَ اسْتِنْزَالُ الْمَنِيِّ فِي غَيْرِ الْفَرَجِ، وأَصل الخَضْخَضَة التحريك، والله أَعلم.

خفض: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الخَافِضُ: هُوَ الَّذِي يَخْفِضُ الجبّارِينَ وَالْفَرَاعِنَةَ أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويَخْفِضُ كُلَّ شيءٍ يُرِيدُ خَفْضَه. والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ. والتَّخْفِيضُ: مَدَكُّ رأْس الْبَعِيرِ إِلى الأَرض؛ قَالَ:

يَكادُ يَسْتَعْصي عَلَى مُخَفِّضِهْ

وامرأَة خَافِضَةُ الصَّوْتِ وخَفِيضَةُ الصَّوْتِ: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَيْسَتْ بسَلِيطةٍ، وَقَدْ خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: خافِضَةٌ رافِعَةٌ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنها تَخْفِضُ أَهل الْمَعَاصِي وَتَرْفَعُ أَهل الطَّاعَةِ، وَقِيلَ: تَخْفِضُ قَوْمًا فتَحُطُّهم عَنْ مَراتِب آخَرِينَ تَرْفَعُهُمْ إِليها، وَالَّذِينَ خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ، وَالْمَرْفُوعُونَ يُرْفَعُون إِلى غُرَفِ الْجِنَانِ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، إِن اللَّهَ يَخْفِضُ القِسْط ويَرْفَعُه

، قَالَ: القسطُ العَدْل يُنْزِلُهُ مَرَّةً إِلى الأَرض وَيَرْفَعُهُ أُخرى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ* خُفِضَت وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ* شَالَتْ. غَيْرُهُ: خَفْضُ العَدْل ظُهُورُ الجَور عَلَيْهِ إِذا فَسَدَ النَّاسُ، ورفعُه ظُهُورُهُ عَلَى الْجَوْرِ إِذا تَابُوا وأَصلحوا، فَخَفْضُه مِنَ اللَّهِ تَعَالَى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:

فَرَفَّع فِيهِ وخَفَّضَ

أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قَدْرَهَا ثُمَّ وهَّنَ أَمره وَقَدَّرَهُ وهوَّنه، وَقِيلَ: أَراد أَنه رفَع صَوْتَهُ وخفَضَه فِي اقتِصاصِ أَمره، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَرض خَافِضَةُ السُّقْيا إِذا كَانَتْ سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ السُّقْيَا إِذا كَانَتْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ. والخَفْضُ: الدَّعةُ، يُقَالُ: عَيْشٌ خَافِضٌ. والخَفْضُ والخَفِيضَةُ جَمِيعًا: لِينُ الْعَيْشِ وَسَعَتِهِ. وَعَيْشٌ خَفْضٌ وخافِضٌ ومَخْفُوض وخَفِيض: خَصِيبٌ فِي دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وَقَدْ خَفُضَ عَيشُه؛ وَقَوْلُ هِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ:

بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما حُكْمُهُ بَعْدَ طُولِ مَخْفَضِه كَقَوْلِكَ بَعْدَ طُولِ خَفْضِه لَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَلَيْسَ بشيءٍ. ومَخْفِضُ الْقَوْمِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فِي خَفْض ودَعةٍ، وَهُمْ فِي خَفْضٍ مِنَ العَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى،

فالزَمي الخُصَّ واخفِضِي تَبْيَضِضِّي

أَراد تَبْيَضِّي فَزَادَ ضَادًا إِلى الضَّادَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَوْمِ هُمْ خَافِضُون إِذا كَانُوا وادِعينَ عَلَى الْمَاءِ مُقِيمِينَ، وإِذا انْتَجعوا لَمْ يَكُونُوا فِي النُّجْعةِ خَافِضِينَ لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. والخَفْضُ: الْعَيْشُ الطَّيِّبُ. وخَفِّضْ عَلَيْكَ أَي سَهِّلْ.

ص: 145

وخَفِّضْ عَلَيْكَ جأْشك أَي سكِّن قَلْبَكَ. وخَفَضَ الطائرُ جَنَاحَهُ: أَلانَهُ وضمَّه إِلى جَنْبِهِ لِيَسْكُنَ مِنْ طَيَرَانِهِ، وخَفَضَ جناحَه يَخْفِضُه خَفْضاً: أَلان جَانِبَهُ، عَلَى الْمَثَلِ بِخَفْض الطَّائِرِ لِجَنَاحِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ تَمِيمٍ:

فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَدِينَةَ بَهَشَ إِليهم النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَبْكُونَ فِي وُجُوهِهِمْ فأَخْفَضَهم ذَلِكَ

أَي وضعَ مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى أَظن الصَّوَابَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَي أَغْضَبَهم. وَفِي حَدِيثِ الإِفك:

وَرَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يُخَفِّضُهم

أَي يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عَلَيْهِمُ الأَمر، مِنَ الخَفْضِ الدَّعةِ وَالسُّكُونِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ قَالَ لِعَائِشَةَ، رضي الله عنهما، فِي شأْن الإِفك: خَفِّضِي عَلَيْكِ

أَي هَوِّني الأَمر عليكِ وَلَا تَحْزَني لَهُ. وَفُلَانٌ خَافِضُ الجَناحِ وخَافِضُ الطَّيْرِ إِذا كانَ وَقُورًا سَاكِنًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

؛ أَي تواضَعْ لَهُمَا وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهِمَا. والخَافِضَةُ: الخاتِنةُ. وخَفَضَ الْجَارِيَةَ يَخْفِضُها خَفْضاً: وَهُوَ كالخِتان لِلْغُلَامِ، وأَخْفَضَتْ هِيَ، وَقِيلَ: خَفَضَ الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فَاسْتُعْمِلَ فِي الرَّجُلِ، والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ لِلصَّبِيِّ، فَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ خُفِضَتْ، وللغلامِ خُتِنَ، وَقَدْ يُقَالُ لِلْخَاتِنِ خَافِض، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَقَالَ

النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، لأُم عَطِيَّةَ: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي

أَي إِذا خَتَنْتِ الجاريةَ فَلَا تَسْحَتي الجاريةَ. والخَفْضُ: خِتانُ الْجَارِيَةِ. والخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ خُفُوضٌ. والخَافِضَة: التَّلْعةُ الْمُطَمْئِنَةٌ مِنَ الأَرض والرافِعةُ المتْنِ مِنَ الأَرض. والخَفْضُ: السَّير الليِّنُ وَهُوَ ضِدُّ الرَّفْعِ. يُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مَخْفُوضُها زَوْلٌ، ومَرْفُوعُها

كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحٍ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ:

مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها

والزَّوْلُ: العَجَب أَي سَيْرُهَا الليِّن كَمَرِّ الرِّيحِ، وأَما سَيْرُهَا الأَعلى وَهُوَ الْمَرْفُوعُ فَعَجَبٌ لَا يُدْركُ وصْفُه. وخَفْضُ الصَّوْتِ: غضُّه. يُقَالُ: خَفِّضْ عَلَيْكَ الْقَوْلَ. والخَفْضُ والجرُّ وَاحِدٌ، وَهُمَا فِي الإِعراب بِمَنْزِلَةِ الْكَسْرِ فِي الْبِنَاءِ فِي مُوَاصَفَاتِ النَّحْوِيِّينَ. والانخِفاضُ: الانحِطاطُ بَعْدَ العُلُوِّ، وَاللَّهُ عز وجل يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ ويَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَهْجُو مُصَدّقاً، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَذَا رَجُلٌ يُخَاطِبُ امرأَته وَيَهْجُو أَباها لأَنه كَانَ أَمهرها عِشْرِينَ بَعِيرًا كُلَّهَا بَنَاتِ لَبُونٍ، فَطَالَبَهُ بِذَلِكَ فَكَانَ إِذا رأَى فِي إِبله حِقَّة سَمِينَةً يَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ لَبون ليأْخذها، وإِذا رأَى بِنْتَ لَبون مَهْزُولَةً يَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ مَخَاضٍ لِيَتْرُكَهَا؛ فَقَالَ:

لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا،

مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لَهَا مِنْ أَنَّى؟

حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا،

يَا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا

فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمّا شَنّا،

بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّا

أَإِبِلي تَأْكُلُها مُصِنّا،

خَافِضَ سِنِّ ومُشِيلًا سِنّا؟

وخَفَضَ الرجلُ: مَاتَ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَي بِمَصَائِبَ تُقَرِّبُ إِليه

ص: 146

المَوْتَ لَا يُفْلِتُ مِنْها.

خفرضض: ابْنُ بَرِّيٍّ خَاصَّةً: خَفَرْضَضٌ اسْمُ جَبَلٍ بالسّراةِ فِي شِقِّ تِهَامَةَ يُقَالُ إِلْبُ خَفَرْضَضٍ، وَهُوَ شَجَرٌ تُسَمُّ بِهِ السِّبَاعُ. رأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ فِي حَاشِيَةِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ قَالَ: الإِلْبُ شَجَرَةٌ شَاكَةٌ كأَنها شَجَرَةُ الأُتْرُجّ ومَنابِتُها ذُرى الْجِبَالِ، وَهِيَ خَشِنة يُؤْخَذُ خُضُمَّتُهَا وأَطراف أَفنانها فَتَدُقُّ رَطْباً ويُقْشَبُ بِهِ اللَّحْمُ وَيُطْرَحُ لِلسِّبَاعِ كُلِّهَا فَلَا يُلْبِثُها إِذا أَكلته، فإِن هِيَ شَمَّتْهُ وَلَمْ تأْكله عَمِيَتْ عَنْهُ وصُمَّت مِنْهُ اه. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْمُحَكِّمِ فِي حَرْفِ الْحَاءِ الْمُهْمِلَةِ، وقد تقدم.

خوض: خَاضَ الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً واخْتاضَه وتَخَوَّضَه: مَشَى فِيهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

كأَنه فِي الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا،

دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ مَا تَخَوَّضَا

أَي هُوَ مَاءٌ صافٍ، وأَخاضَ فِيهِ غَيْرَهُ وخَوَّضَ تَخْويضاً. والخَوْضُ: المَشْيُ فِي الْمَاءِ، وَالْمَوْضِعُ مَخاضةٌ وَهِيَ مَا جازَ الناسُ فِيهَا مُشاةً ورُكْباناً، وَجَمْعُهَا المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَخَضْتُ فِي الْمَاءِ دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم فِي الْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى

؛ أَصْل الخَوْض المشيُ فِي الْمَاءِ وتحريكُه ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي التَّلَبُّسِ بالأَمر وَالتَّصَرُّفِ فِيهِ، أَي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ، والتَّخَوُّضُ تفعُّل مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ التَّخْلِيطُ فِي تَحْصِيلِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ كَيْفَ أَمكن. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

يَتَخَوَّضُون فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى.

والخَوْضُ: اللَّبْسُ فِي الأَمر. والخَوْضُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا فِيهِ الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ، وَقَدْ خاضَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا

. وخاضَ القومُ فِي الْحَدِيثِ وتَخاوَضُوا أَي تَفَاوَضُوا فِيهِ. وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خَاضُوا بِهَا الْمَاءَ. والمَخاضُ مِنَ النَّهْرِ الْكَبِيرِ: الموضعُ الَّذِي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ عِنْدَ العُبور عَلَيْهِ، وَيُقَالُ المَخاضَةُ، بِالْهَاءِ أَيضاً. والمِخْوَضُ لِلشَّرَابِ: كالمِجْدَحِ للسَّويق، تَقُولُ مِنْهُ: خُضْتُ الشرابَ. والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخاضُ بِهِ السَّوِيقُ. وخاضَ الشرابَ فِي المِجْدَحِ وخَوَّضَه. خلَطه وحَرَّكَهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَصِفُ امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها:

وقالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه،

وَلَمْ يَدْرِ مَا خاضَتْ لَهُ فِي المَجادِح

والمِخْوَضُ: مَا خُوِّضَ فِيهِ. وخُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: وَيُقَالُ: خاضَه بِالسَّيْفِ أَي حَرَّكَ سيْفه فِي المَضْرُوبِ. وخَوَّضَ فِي نَجِيعِه: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ: خُضْتُه بِالسَّيْفِ أَخُوضُه خَوْضاً وَذَلِكَ إِذا وَضَعْتَ السَّيْفَ فِي أَسفل بَطْنِهِ ثُمَّ رَفَعْتَهُ إِلى فَوْقُ. وخاوَضَه البيعَ: عَارَضَهُ؛ هَذِهِ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو بِالصَّادِ. والخِياضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بَيْنَ قِداح المَيْسِرِ يُتَيَمَّنُ بِهِ، يُقَالُ: خُضْتُ فِي القِداحِ خِياضاً، وخاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ فِي جَمِّه،

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

خَضْخَضْتُ تَكْرِيرٌ مِنْ خاضَ يَخوضُ لَمَّا كَرَّرَهُ

ص: 147