الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل العين المهملة
عظظ: العَظُّ: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ عَظَّتْه الحَرب بِمَعْنَى عَضَّته، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَظُّ مِنَ الشِّدَّةِ فِي الْحَرْبِ كأَنه مِنْ عَضّ الْحَرْبِ إِيّاه، وَلَكِنْ يُفْرق بَيْنَهُمَا كَمَا يُفَرَّقُ بَيْنَ الدَّعْثِ والدَّعْظِ لِاخْتِلَافِ الوَضْعَيْن. وعظَّه الزمانُ: لُغَةٌ فِي عضَّه. وَيُقَالُ: عَظَّ فُلَانٌ فُلَانًا بالأَرض إِذا أَلزَقَه بِهَا، فَهُوَ مَعظُوظ بالأَرض. قَالَ: والعِظاظُ شِبْه المِظاظ، يُقَالُ: عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً إِذا لاحاهُ ولاجَّه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: العِظاظُ والعِضاضُ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ لَمّا فَرَقُوا بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ. والمُعاظَّة والعِظاظُ جَمِيعًا: العَضُّ؛ قَالَ:
بَصِير فِي الكَرِيهةِ والعِظاظ
أَي شِدَّةِ المُكاوَحةِ. والعِظاظُ: الْمَشَقَّةُ. وعَظْعَظَ فِي الْجَبَلِ وعَضْعَضَ وبَرْقَطَ وبَقَّطَ وعَنَّتَ إِذا صَعَّد فِيهِ. والمُعَظْعِظُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي يَضْطَرِبُ ويَلْتَوِي إِذا رُمِيَ بِهِ، وَقَدْ عَظْعَظَ السهمُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
لَمَّا رأَوْنا عَظْعَظَت عِظْعاظا
…
نَبْلُهمُ، وصَدَّقُوا الوُعّاظا
وعَظْعَظَ السهمُ عَظْعَظةً وعِظْعاظاً وعَظْعاظاً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ وَهِيَ نَادِرَةٌ: التَوى وارتعَش، وَقِيلَ: مَرَّ مُضْطَرِباً وَلَمْ يُقْصَدْ. وعَظْعَظ الرجلُ عَظْعَظَةً: نكَص عَنِ الصيْد وَحَادَ عَنْ مُقاتله؛ وَمِنْهُ قِيلَ: الْجَبَانُ يُعَظْعِظُ إِذا نكَص؛ قَالَ العجاج:
وعَظْعَظَ الجَبانُ والزِّئتِيّ
أَراد الْكَلْبَ الصِّينيّ. وَمَا يُعَظْعِظُه شَيْءٌ أَي مَا يَسْتفِزُّه وَلَا يُزيله. والعَظايةُ يُعَظْعِظُ مِنَ الْحَرِّ: يلْوِي عُنقه. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: لَا تَعِظِيني وتَعَظْعَظِي، مَعْنَى تَعْظَعْظِي كُفِّي وارْتَدِعِي عَنْ وعْظِك إِيَّاي، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ تعَظعظي بِمَعْنَى اتَّعِظي؛ رَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْمَثَلَ عَنِ الأَصمعي فِي ادِّعَاءِ الرَّجُلِ عِلْمًا لَا يُحسنه، وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا تُوصِيني وأَوْصِي نَفْسَكِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا الْحَرْفُ جَاءَ عَنْهُمْ هَكَذَا فِيمَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وأَنا أَظنه وتُعَظْعِظي، بِضَمِّ التَّاءِ، أَي لَا يَكُنْ مِنْكِ أَمر بِالصَّلَاحِ وأَن تَفْسُدي أَنت فِي نَفْسِكِ؛ كَمَا قَالَ الْمُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ وَيُرْوَى لأَبي الأَسود الدُّؤلي:
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأْتِيَ مِثْلَه،
…
عارٌ عليكَ، إِذا فعَلْتَ، عَظِيمُ
فَيَكُونُ مِنْ عَظْعَظَ السهمُ إِذا الْتَوَى واعْوجَّ، يَقُولُ: كَيْفَ تأْمُرِينَني بِالِاسْتِقَامَةِ وأَنْتِ تتعَوَّجين؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ هُوَ الصَّحِيحُ لأَنه قَدْ رَوَى الْمَثَلَ تَعَظْعَظِي ثُمَّ عِظي، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ.
عكظ: عَكَظ دابَّتَه يَعْكِظُها عَكْظاً: حبَسها. وتعَكَّظ القومُ تَعَكُّظاً إِذا تَحَبَّسُوا لِيَنْظُرُوا فِي أُمورهم، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ عُكاظ. وعكظَ الشيءَ يَعْكِظُه: عَرَكَه. وعَكَظ خَصْمَه باللَّدَد والحُجَج يَعْكِظه عَكْظاً: عَرَكه وقَهَره. وعَكَّظَه عَنْ حَاجَتِهِ ونَكَّظه إِذا صرَفَه عَنْهَا. وتَعاكَظَ القومُ: تَعارَكُوا وتَفاخَرُوا. وعُكاظ: سُوق لِلْعَرَبِ كَانُوا يتَعاكَظُون فِيهَا؛ قَالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ عُكَاظًا لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَجْتَمِعُ فِيهَا
فيَعْكِظ بعضُهم بَعْضًا بالمُفاخَرة أَي يَدْعَكُ، وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ اسْمُ سُوق مِنْ أَسْواق الْعَرَبِ ومَوْسمٌ مِنْ مَواسِم الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتْ قَبَائِلُ الْعَرَبِ تَجْتَمِعُ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ وَيَتَفَاخَرُونَ بِهَا ويَحْضُرها الشُّعَرَاءُ فَيَتَنَاشَدُونَ مَا أَحدثوا مِنَ الشِّعْرِ، ثُمَّ يَتفرّقون، قَالَ: وَهِيَ بِقُرْبِ مَكَّةَ كَانَ الْعَرَبُ يَجْتَمِعُونَ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ فيُقيمون شَهْرًا يَتبايَعُون وَيَتَفَاخَرُونَ وَيَتَنَاشَدُونَ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام هدَمَ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ يَوْما عُكاظ لأَنه كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ بَعْدَ وَقْعَةٍ؛ قَالَ دُرَيْد بْنُ الصِّمّة:
تَغَيَّبْتُ عَنْ يَوْمَيْ عُكاظ كِلَيْهِما،
…
وإِن يَكُ يومٌ ثالِثٌ أَتَغَيَّبُ
قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يُجرونها وتَمِيم لَا تُجْرِيهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
إِذا بُنيَ القِبابُ عَلَى عُكاظٍ،
…
وقامَ البيْعُ واجْتَمعَ الأُلوفُ
أَراد بِعُكَاظٍ فوضَع عَلَى مَوْضِعَ الْبَاءِ. وأَدِيمٌ عُكاظِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِليها وَهُوَ مِمَّا حُمل إِلى عُكَاظٍ فبيعَ بِهَا. وتَعَكَّظ أَمرُه: التَوَى. ابْنُ الأَعرابي: إِذا اشْتَدَّ عَلَى الرَّجُلِ السفَر وبعُد قِيلَ تَنَكَّظ، فإِذا الْتَوَى عَلَيْهِ أَمرُه فَقَدْ تعكَّظ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنت مَرَّةً تَعَكَّظُ وَمَرَّةً تَنَكَّظُ؛ تَعَكَّظُ: تمنَّع، وتنكَّظُ: تعجَّل. وتعكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: تمنَّع وتحبَّس. ورجل عَكِظٌ: قصير.
عنظ: العُنْظُوان والعِنْظِيانُ: الشِّرِّير المُتَسمِّع البَذِيُّ الْفَحَّاشُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ فُعْلوان، وَقِيلَ: هُوَ الساخِر المُغْرِي، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ. الْفَرَّاءُ: العُنْظُوان الْفَاحِشُ مِنَ الرِّجَالِ والمرأَة عُنْظُوانة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ عِنْظِيانٌ. وَيُقَالُ لِلْفَحَّاشِ: حِنْظِيانٌ وخِنْظِيانٌ وحِنْذيانٌ وخِنْذِيانٌ وعِنْظِيان. يُقَالُ: هُوَ يُعَنْظِي ويُحنْذِي ويُخَنْذِي ويُحَنْظِي ويُخَنْظِي، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ مَعًا، وَيُقَالُ للمرأَة البَذِيّة: هِيَ تُعَنْظي وتُحنظي إِذا تسَلَّطت بِلِسَانِهَا فأَفْحشت. وعَنْظَى بِهِ: سَخِر مِنْهُ وأَسمعه الْقَبِيحَ وَشَتَمَهُ؛ قَالَ جَنْدَل بْنُ المُثَنَّى الطُّهَوِي يُخاطب امرأَته:
لَقَدْ خَشِيتُ أَن يَقُومَ قابِري،
…
وَلَمْ تُمارِسْكِ، مِنَ الضَّرائرِ
كلُّ شَذاةٍ جَمّةِ الصَّرائرِ،
…
شِنْظِيرةٍ سائلةِ الجَمائرِ
حَتَّى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائرِ،
…
قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سَمْع [سِمْع] الحاضِرِ،
تُوفِي لَكِ الغَيْظَ بمُدٍّ وافِرِ،
…
ثُمَّ تُغادِيكِ بصُغْرٍ صاغِرِ،
حَتَّى تَعُودِي أَخْسَرَ الخَواسِرِ
تُعَنْظِي بِكِ أَي تُغْرِي وتُفْسِد وتُسَمِّع بِكِ وتَفْضَحُك بشَنِيع الْكَلَامِ، بِمَسْمَع مِنَ الْحَاضِرِ وتذْكُركِ بسُوء عِنْدَ الْحَاضِرِينَ وتُنَدِّدُ بِكِ وتُسمعكِ كَلَامًا قَبِيحًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُنْظوانة الْجَرَادَةُ الأُنثى، والعُنْظَبُ الذَّكَرُ. قَالَ: والعُنْظُوان شَجَرٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ أَغبرُ ضخْم، وَرُبَّمَا استظَلَّ الإِنسان فِي ظلِّه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كأَنه الحُرْضُ والأَرانِبُ تأْكله، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ إِذا أَكثر مِنْهُ الْبَعِيرُ وَجِعَ بطنُه، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الرِّمْثَ غَيْرَ أَنّ الرّمْث أَبْسَطُ مِنْهُ ورَقاً وأَنْجَعُ فِي النَّعَم، قَالَ الأَزهري: وَنُونُهُ زَائِدَةٌ وأَصل الْكَلِمَةِ عَيْنٌ وَظَاءٌ وَوَاوٌ؛