المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الغين المعجمة - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: ‌فصل الغين المعجمة

وَهِيَ عائطٌ مِنْ إِبل عُيَّطٍ وعِيط وعِيطاتٍ وعُوطٍ، الأَخيرة عَلَى مَنْ قَالَ رُسْل، وَكَذَلِكَ المرأَةُ وَالْعَنْزُ، وَرُبَّمَا كَانَ اعْتِياطُ الناقةِ مِنْ كَثْرَةِ شحْمِها، وَقَالُوا عائطُ عِيطٍ وعُوطٍ وعُوطَطٍ فبالَغوا بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

فاعْمِد إِلى عَناق مُعْتاطٍ

، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْتاطُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي امتنَعت مِنَ الحَبَل لسِمَنِها وَكَثْرَةِ شَحْمِهَا وَهِيَ فِي الإِبل الَّتِي لَا تَحْمِل سَنَوَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُقْر، وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ أَن الْمُعْتَاطَ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَقَدْ حانَ وِلادُها، وَهَذَا بِخِلَافِ مَا تقدَّم فِي عَوَطَ وَعَيَطَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِلا أَن يُرِيدَ بِالْوِلَادِ الْحَمْلَ أَي أَنها لَمْ تَحْمِلْ وَقَدْ حَانَ أَن تَحْمِلَ، وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ مَعْرِفَةِ سنِّها وأَنها قَدْ قَارَبَتِ السِّنَّ الَّتِي يَحْمِلُ مِثْلُهَا فِيهَا، فَسُمِّيَ الْحَمْلُ بالولادةِ، وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ زَائِدَتَانِ. والعُوطَطُ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: اسْمٌ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ قُلِبَتْ فِيهِ الْيَاءُ وَاوًا وَلَمْ يُجْعَلْ بِمَنْزِلَةِ بِيض حَيْثُ خَرَجَتْ إِلى مِثالِها هَذَا وَصَارَتْ إِلى أَربعة أَحرف وكأَن الِاسْمَ هُنَا لَا تُحَرَّكُ ياؤُه مَا دَامَ عَلَى هَذِهِ الْعُدَّةِ، وأَنشد:

مُظاهِرة نَيّاً عتِيقاً وعُوطَطاً،

فَقَدْ أَحْكَما خَلْقاً لَهَا مُتبايِنا

والعائطُ مِنَ الإِبل: الْبَكْرَةُ الَّتِي أَدْرَك إِنا رَحِمِها فَلَمْ تَلْقَحْ، وَقَدِ اعْتاطَتْ، وَهِيَ مُعْتاطٌ، وَالِاسْمُ العُوطةُ والعُوطَطُ. والتَّعَيُّط: أَن يَنْبُعَ حَجَرٌ أَو شَجَرٌ أَو عُودٌ فَيَخْرُجَ مِنْهُ شِبْه مَاءٍ فيُصَمِّغَ أَو يَسِيل. وتَعَيَّطَتِ الذِّفْرى بالعرَقِ: سَالَتْ، قَالَ الأَزهري: وَذِفْرَى الْجَمَلِ تَتَعَيَّطُ بالعرَق الأَسود، وأَنشد:

تَعَيَّطُ ذِفْراها بجَوْنٍ كأَنَّه

كُحَيْلٌ، جرَى مِنْ قُنْفُذِ اللِّيتِ نابِعُ

وعِيطِ عِيطِ: كَلِمَةٌ يُنادى بِهَا عِنْدَ السُّكْر أَو الغَلبةِ، وَقَدْ عَيَّطَ. قَالَ الأَزهري: عيطِ كَلِمَةٌ يُنادي بِهَا الأَشِرُ عِنْدَ السُّكْرِ يَلْهَجُ بِهِ عِنْدَ الْغَلَبَةِ، فإِن لَمْ يَزِدْ عَلَى وَاحِدَةٍ قَالُوا: عيَّطَ، وإِن رجَّع قَالُوا: عَطْعَطَ. وَيُقَالُ: عَيَّطَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا قَالَ لَهُ عِيطِ عِيطِ. والتعَيُّطُ: غضَبُ الرَّجُلِ واخْتَلاطُه وتكَبُّرُه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:»

والبَغْيَ مِنْ تَعَيُّطِ العَيّاطِ

وَقَالَ: التَّعَيُّطُ هَاهُنَا الجَلَبةُ وصِياحُ الأَشر بِقَوْلِهِ عِيطِ. ومَعْيَط: مَوْضِعٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّةَ:

هلِ اقْتَنى حَدَثانُ الدَّهْرِ مِنْ أَحَدٍ

كانُوا بمَعْيَطَ، لَا وَخْشٍ وَلَا قَزَمِ؟

كَانُوا فِي مَوْضِعِ نَعْتٍ لأَحد أَي هَلْ أَبْقى حدثانُ الدهرِ وَاحِدًا مِنْ أُناس كَانُوا هُنَاكَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَعْيَطٌ مَفْعَلٌ مِنْ لَفْظِ عَيْطاء واعْتاطَتْ إِلا أَنه شَذَّ، وَكَانَ قياسُه الإِعلال مَعاطٌ كَمقامٍ ومَباعٍ غَيْرَ أَن هَذَا الشُّذُوذَ فِي العَلم أَسهل مِنْهُ فِي الْجِنْسِ، وَنَظِيرُهُ مَرْيَم ومَكْوَزة.

‌فصل الغين المعجمة

غبط: الغِبْطةُ: حُسْنُ الحالِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً

، يَعْنِي نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بِكَ أَن نَهْبِطَ عَنْ حالِنا. التَّهْذِيبُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ غَبْطاً لَا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها، وأَن لا تُهْبِطَنا مِنَ الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ ارْتِفاعاً لَا اتِّضاعاً، وَزِيَادَةً مِنْ فَضْلِكَ لَا حَوْراً ونقْصاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ

(1). قوله [ذو الرمة] غلط والصواب رؤبة كما قال شارح القاموس

ص: 358

عَلَيْهَا وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نسأَلك الغِبْطةَ، وَهِيَ النِّعْمةُ والسُّرُورُ، ونعوذُ بِكَ مِنَ الذُّلِّ والخُضوعِ. وَفُلَانٌ مُغْتَبِطٌ أَي فِي غِبْطةٍ، وَجَائِزٌ أَن تَقُولَ مُغْتَبَطٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. وَقَدِ اغْتَبَطَ، فَهُوَ مُغْتَبِطٌ، واغْتُبِطَ فَهُوَ مُغْتَبَطٌ، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. والاغْتِباطُ: شُكرُ اللهِ عَلَى مَا أَنعم وأَفضل وأَعْطى، وَرَجُلٌ مَغْبوطٌ. والغِبْطةُ: المَسَرَّةُ، وَقَدْ أَغْبَطَ. وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً: حسَدَه، وَقِيلَ: الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته عَلَى أَن تَتَحَوَّلَ عَنْهُ، والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مِثْلَ حَالِ المَغْبوطِ مِنْ غَيْرِ أَن تُريد زَوَالَهَا وَلَا أَن تَتَحَوَّلَ عَنْهُ وَلَيْسَ بِحَسَدٍ، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَسَدَ قَالَ: الغَبْطُ ضرْب مِنَ الحسَد وَهُوَ أَخفّ مِنْهُ، أَلا تَرَى أَن

النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، لَمَّا سُئِلَ: هَلْ يَضُرُّ الغَبْطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يضرُّ الخَبْطُ

، فأَخبر أَنه ضارٌّ وَلَيْسَ كضَرَرِ الحسَدِ الَّذِي يَتَمَنَّى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عَنْ أَخيه؛ والخَبْطُ: ضرْبُ وَرَقِ الشَّجَرِ حَتَّى يَتَحاتَّ عَنْهُ ثُمَّ يَسْتَخْلِفَ مِنْ غَيْرِ أَن يَضُرَّ ذَلِكَ بأَصل الشَّجَرَةِ وأَغْصانها، وَهَذَا ذَكَرَهُ الأَزهري عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ فِي تَرْجَمَةِ غَبَطَ، فَقَالَ: سُئل

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم: هَلْ يضرُّ الغَبْطُ؟ فَقَالَ: لَا إِلَّا كَمَا يَضُرُّ العِضاهَ الخَبْطُ

، وَفَسَّرَ الغبطَ الحسَدَ الْخَاصَّ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يَكُونَ لَكَ مثلُ مَا لَه وأَن لَا يَزول عَنْهُ مَا هُوَ فِيهِ، وَالَّذِي أَراد النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الغَبْط لَا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ مَا يَلْحَقُ الغابِطَ مِنَ الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثَّوَابِ دُونَ الإِحْباط، بِقَدْرِ مَا يَلْحَقُ العِضاه مِنْ خَبْطِ وَرَقِهَا الَّذِي هُوَ دُونَ قَطْعِهَا وَاسْتِئْصَالِهَا، ولأَنه يَعُودُ بَعْدَ الْخَبْطِ ورقُها، فَهُوَ وإِن كَانَ فِيهِ طرَف مِنَ الْحَسَدِ فَهُوَ دُونَهُ فِي الإِثْم، وأَصلُ الحسدِ القَشْر، وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ، وَالشَّجَرُ إِذا قُشِر عَنْهَا لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دُونَ يُبْس الأَصل. وَقَالَ أَبو عَدْنان: سأَلت أَبا زَيْدٍ الْحَنْظَلِيَّ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ

سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: أَيضر الغبطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ

، فَقَالَ: الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نَفْسٌ، فَقَالَ الأَبانيُّ: مَا أَحسنَ مَا استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كَمَا تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تَحَاتَّ ورقُها. قَالَ: والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة. قَالَ الأَزهري: الغَبْطُ رُبَّمَا جلَبَ إِصابةَ عَيْنٍ بالمَغْبُوطِ فَقَامَ مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ، وَهِيَ الإِصابةُ بِالْعَيْنِ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُكنّي عَنِ الْحَسَدِ بالغَبْط. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي

قَوْلِهِ: أَيضر الْغَبْطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ الْخَبْطُ

، قَالَ: الغبْط الحسَدُ. قَالَ الأَزهري: وفرَق اللهُ بَيْنَ الغَبط والحَسد بِمَا أَنزله فِي كِتَابِهِ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ واعْتَبره، فَقَالَ عزَّ مِنْ قَائِلٍ: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ، لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ، وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ بَيَانُ أَنه لَا يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى عَلَى أَخيه الْمُسْلِمِ نِعمة أَنعم اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ أَن تُزْوَى عَنْهُ ويُؤْتاها، وَجَائِزٌ لَهُ أَن يَتَمَنَّى مِثْلَهَا بِلَا تَمَنّ لزَيِّها عَنْهُ، فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ فِي حَالٍ حسَنة فَيَتَمَنَّى لِنَفْسِهِ مثلَ تِلْكَ الحالِ الْحَسَنَةِ مِنْ غَيْرِ أَن يَتَمَنَّى زَوَالَهَا عَنْهُ، وإِذا سأَل اللهَ مِثْلَهَا فَقَدِ انْتَهَى إِلى مَا أَمَرَه بِهِ ورَضِيَه لَهُ، وأَما الحسَدُ فَهُوَ أَن يشتهِيَ أَن يَكُونَ لَهُ مالُ الْمَحْسُودِ وأَن يَزُولَ عَنْهُ مَا هُوَ فِيهِ، فَهُوَ يَبْغِيه الغَوائلَ عَلَى مَا أُوتِيَ مِنْ حُسْنِ الْحَالِ وَيَجْتَهِدُ فِي إِزَالَتِهَا عَنْهُ بَغْياً وظُلماً،

ص: 359

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ؛ وَقَدْ قَدَّمْنَا تَفْسِيرَ الْحَسَدِ مُشْبَعاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

عَلَى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع

؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً:

يأْتي عَلَى الناسِ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ أَبو العَشرة

، يَعْنِي كَانَ الأَئمة فِي صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال الْمُسْلِمِينَ وذَرارِيَّهم مِنْ بيتِ الْمَالِ، فَكَانَ أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بِكَثْرَةِ مَا يصل إِليهم مِنْ أَرزاقهم، ثُمَّ يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذَلِكَ عَنْهُمْ فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ، ويُرْثَى لصاحبِ العِيال. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ:

أَنه جَاءَ وَهُمْ يُصلُّون فِي جَمَاعَةٍ فَجَعَلَ يُغَبِّطُهم

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ، أَي يَحْمِلُهم عَلَى الغَبْطِ وَيَجْعَلُ هَذَا الْفِعْلَ عِنْدَهُمْ مِمَّا يُغْبَطُ عَلَيْهِ، وإِن رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ فَيَكُونُ قَدْ غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصَّلَاةِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: تَقُولُ مِنْهُ غَبَطْتُه بِمَا نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ، هُوَ كَقَوْلِكَ مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فَاحْتَبَسَ؛ قَالَ حُرَيْثُ بْنُ جَبلةَ العُذْريّ، وَقِيلَ هُوَ لعُشِّ بْنِ لَبِيدٍ الْعُذْرِيِّ:

وبَيْنَما المَرءُ فِي الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ،

إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ

أَي هُوَ مُغْتَبِطٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي مَغْبُوطٌ. وَرَجُلٌ غَابطٌ مِنْ قومٍ غُبَّطٍ؛ قَالَ:

والنَّاس بَيْنَ شامِتٍ وغُبَّطِ

وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً: جَسَّهُما لِيَنْظُرَ سِمَنَهما مِنْ هُزالِهِما؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ يهْجُو قَوْمًا مِنْ سُلَيْم:

إِذا تَحَلَّيْتَ غَلَّاقاً لِتَعْرِفَها،

لاحَتْ مِنَ اللُّؤْمِ فِي أَعْناقِه الكُتب

«2» إِني وأَتْيِي ابنَ غَلَّاقٍ ليَقْرِيَني

كغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ

وَنَاقَةٌ غَبُوطٌ: لَا يُعْرَف طِرْقُها حَتَّى تُغْبطَ أَي تُجَسّ بِالْيَدِ. وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لَا. وَفِي حَدِيثِ

أَبي وائلٍ: فغَبَطَ مِنْهَا شَاةً فإِذا هِيَ لَا تُنْقِي

أَي جَسّها بِيَدِهِ. يُقَالُ: غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ مِنْهَا المَوضع الَّذِي يُعْرَف بِهِ سِمَنُها مِنْ هُزالها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فإِنه أَراد بِهِ الذَّبْحَ، يُقَالُ: اعْتَبَطَ الإِبلَ وَالْغَنَمَ إِذا ذَبَحَهَا لِغَيْرِ دَاءٍ. وأَغْبَطَ النباتُ: غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حَتَّى كأَنه مِنْ حَبَّة وَاحِدَةٍ؛ وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كَانَتْ كَذَلِكَ. رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ مِنَ الزَّرْع، وَالْجَمْعُ غُبُطٌ. الطائِفيّ: الغُبُوطُ القَبضاتُ الَّتِي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة، الْوَاحِدُ غَبْط وغِبْط. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ مِنَ الزَّرْع، وَاحِدُهَا غَبْطٌ عَلَى الْغَالِبِ. والغَبِيطُ: الرَّحْلُ، وَهُوَ لِلنِّسَاءِ يُشَدُّ عَلَيْهِ الهوْدَج؛ وَالْجَمْعُ غُبُطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ:

وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً،

فِي ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟

وأَغْبَطَ الرَّحْلَ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ إِغْباطاً، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلَى ظَهْرِ الدابةِ: أَدامه وَلَمْ يحُطَّه عنه؛ قال حميد

(2). قوله [في أعناقه] أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها.

ص: 360

الأَرقط وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النجمِ:

وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ

إِغْباطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلابِه

جَعَل كُلَّ جُزْء مِنْهُ صُلْباً. وأَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمّى. دامتْ. وَفِي حَدِيثِ

مرضِه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، صلى الله عليه وسلم: أَنه أَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمّى

أَي لَزِمَتْه، وَهُوَ مِنْ وضْع الغَبِيط عَلَى الْجَمَلِ. قَالَ الأَصْمعيّ: إِذا لَمْ تُفَارِقِ الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قِيلَ: أَغْبَطَتْ عَلَيْهِ وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ، بِالْمِيمِ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: والإِغْباطُ يَكُونُ لَازِمًا وَوَاقِعًا كَمَا تَرَى. وَيُقَالُ: أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:

حَتَّى تَرَى البَجْباجةَ الضَّيّاطا

يَمْسَحُ، لَمَّا حالَفَ الإِغْباطَا،

بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا

قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سَيْرٌ مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دَائِمٌ لَا يَسْتَريحُ، وَقَدْ أَغْبَطُوا عَلَى رُكْبانِهم فِي السيْرِ، وَهُوَ أَن لَا يَضَعُوا الرّحالَ عَنْهَا لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. أَبو خَيْرةَ: أَغْبَطَ عَلَيْنَا المطَرُ وَهُوَ ثُبُوتُهُ لَا يُقْلعُ بعضُه عَلَى أَثر بَعْضٍ. وأَغْبَطَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ: دَامَ مَطَرُها واتَّصَلَ. وسَماء غَبَطَى: دائمةُ الْمَطَرِ. والغَبيطُ: المَرْكَبُ الَّذِي هُوَ مِثْلُ أُكُفِ البَخاتِيّ، قَالَ الأَزهري: ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ وَيَكُونُ للحَرائِر، وَقِيلَ: هُوَ قَتَبةٌ تُصْنَعُ عَلَى غَيْرِ صَنْعةِ هَذِهِ الأَقْتاب، وَقِيلَ: هُوَ رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ غُبُطٌ؛ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ:

يَرْمُونَ عَنْ عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ

بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا

يَعْنِي بِهِ خشَب الرِّحالِ، وَشَبَّهَ القِسِيّ الفارِسيّةَ بِهَا. اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كَانَ مُرْتَفِعَ المِنْسَجِ، شُبِّهَ بِصَنْعَةِ الْغَبِيطِ وَهُوَ رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه وَاحِدَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ ذِي يَزَنَ: كأَنّها غُبُطٌ فِي زَمْخَرٍ

؛ الغُبُطُ: جَمْعُ غَبيطٍ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُوَطَّأُ للمرأَة عَلَى الْبَعِيرِ كالهَوْدَج يُعْمَلُ مِنْ خَشَبٍ وَغَيْرِهِ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا أَحَدَ أَخشابه «1» ، شُبِّهَ بِهِ الْقَوْسُ فِي انْحِنائها. والغَبِيطُ: أَرْض مُطْمَئنة، وَقِيلَ: الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مُسْتَوِيَةٌ يَرْتَفِعُ طَرفاها. والغَبِيطُ: مَسِيلٌ مِنَ الْمَاءِ يَشُقُّ فِي القُفّ كَالْوَادِي فِي السَّعةِ، وَمَا بَيْنَ الغَبيطَيْنِ يَكُونُ الرَّوْضُ والعُشْبُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَوْلُهُ:

خَوَّى قَليلًا غَير مَا اغْتِباطِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ لَمْ يَرْكَن إِلى غَبيطٍ مِنَ الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى عَلَى مكانٍ ذِي عُدَواء غيرِ مُطَمْئِنٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وَلَا غَيْرُهُ. والمُغْبَطة: الأَرض الَّتِي خَرَجَتْ أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً. والغَبِيطُ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه

علَى أَرَكٍ، ومالَ بِنا أُفاقُ

والغَبِيطُ: اسْمُ وادٍ، وَمِنْهُ صَحْرَاءُ الغَبِيطِ. وغَبِيطُ المَدَرةِ: مَوْضِعٌ. ويَوْمُ غَبِيطِ الْمَدَرَةِ: يومٌ كَانَتْ فِيهِ وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه

(1). قوله [أحد أَخشابه] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: آخر أخشابه.

ص: 361

شَيْبانُ؛ قَالَ:

فإِنْ تَكُ فِي يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ،

فَيَوْمُ الغَبِيطِ كَانَ أَخْزَى وأَلْوَما

غطط: غَطّه فِي الْمَاءِ يَغُطُّه ويَغِطُّه غَطّاً: غَطَّسَه وغَمَسَه ومَقَلَه وغَوَّصَه فِيهِ. وانْغَطَّ هُوَ فِي الْمَاءِ انْغِطاطاً إِذ انْقَمَس فِيهِ، بِالْقَافِ. وتَغاطَّ القومُ يَتَغاطُّونَ أَي يَتَماقَلُون فِي الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْتِدَاءِ الوَحْي:

فأَخَذني جِبريلُ فَغَطَّنِي

؛ الغَطُّ: العَصْرُ الشَّدِيدُ والكَبْسُ، وَمِنْهُ الغَطُّ فِي الْمَاءِ الغَوْصُ، قِيلَ: إِنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هَلْ يَقُولُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ: أَنهما كَانَا يَتغاطّانِ فِي الْمَاءِ وَعُمَرُ يَنْظُرُ

أَي يَتَغامَسانِ فِيهِ يَغُطُّ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه. وغَطَّ فِي نَوْمِهِ يَغِطُّ غَطِيطاً: نَخَرَ. وغطَّ البعيرُ يغِطُّ غَطِيطاً أَي هَدَرَ فِي الشِّقْشقةِ، وَقِيلَ: هَدَرَ فِي غَيْرِ الشِّقْشِقَةِ، قَالَ: وإِذا لَمْ يَكُنْ فِي الشِّقْشِقَةِ فَهُوَ هَدِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

واللهِ مَا يَغِطُّ لَنَا بَعِيرٌ

؛ غطَّ البعيرُ: هدَر فِي الشِّقْشقةِ، والناقةُ تَهْدِرُ وَلَا تَغِطُّ لأَنه لَا شِقْشِقةَ لَها. وغَطِيطُ النائمِ والمَخْنوقِ: نَخِيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه نامَ حَتَّى سُمِعَ غَطِيطُه

؛ هُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ نَفَسِ النَّائِمِ، وَهُوَ تَرْدِيدُهُ حَيْثُ لَا يَجِدُ مَساغاً، وغَطَّ يَغِطُّ غَطّاً وغَطِيطاً، فهو غائطٌ. وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْوَحْيِ:

فإِذا هُوَ مُحْمَرُّ الوجهِ يَغِطُّ.

وغطَّ الفَهْد والنِّمرُ والحُبارى: صوَّتَ. والغَطاط: القَطا، بِفَتْحِ الْغَيْنِ، وَقِيلَ: ضَرْب مِنَ الْقَطَا، وَاحِدَتُهُ غَطاطةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فأَثارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثَّماً،

أَصْواتُها كتَراطُنِ الفُرْسِ

وَقِيلَ: القَطا ضرْبانِ: فالقِصارُ الأَرجلِ الصفْرُ الأَعناقِ السودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافِي هِيَ الكُدْرِيَّةُ والجُونِيَّةُ، والطِّوالُ الأَرجلِ البيضُ البطونِ الغُبْرُ الظهورِ الواسعةُ العُيونِ هِيَ الغَطاطُ؛ وَقِيلَ: الْغَطَاطُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لَيْسَ مِنَ الْقَطَا هنَّ غُبْر البطونِ والظهورِ والأَبدان سودُ الأَجنحة، وَقِيلَ: سودُ بطونِ الأَجنحةِ طِوالُ الأَرجل والأَعْناقِ لِطافٌ، وبأَخْدَعَيِ الغَطاطةِ مثلُ الرَّقْمَتَيْنِ خَطَّانِ أَسود وأَبيض، وَهِيَ لَطِيفَةٌ فَوْقَ المُكَّاء، وإِنما تُصادُ بِالْفَخِّ لَيْسَ تَكُونُ أَسْراباً أَكثر مَا تَكُونُ ثَلَاثًا أَو اثْنَتَيْنِ، وَلَهُنَّ أَصوات وهنَّ غُثْم، وَوَصَفَهَا الْجَوْهَرِيُّ بِهَذِهِ الصِّفَةِ عَلَى أَنها ضَرْبٌ مِنَ الْقَطَا، وَقِيلَ: الغَطاطُ طَائِرٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْقَطَا ضربانِ: جُونِيٌّ وغَطاطٌ، فالغَطاطُ مِنْهَا مَا كَانَ أَسودَ باطِن الْجَنَاحِ، مُصْفَرَّةَ الحُلوق قَصيرَة الأَرجل فِي ذَنَبِها «1» رِيشتانِ أَطولُ مِنْ سَائِرِ الذَّنَبِ. التَّهْذِيبُ: الغَطاغِطُ إِناثُ السَّخْلِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَصَوَابُهُ العَطاعِطُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، الْوَاحِدُ عُطْعُطٌ وعُتْعُتٌ، قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. والغُطاطُ، بِضَمِّ الْغَيْنِ: الصُّبْحُ، وَقِيلَ: اخْتِلاطُ ظَلام آخِرِ اللَّيْلِ بِضياء أَوّل النَّهَارِ، وَقِيلَ: بَقِيَّةٌ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول الصُّبْحِ؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ فِي الغُطاطِ:

قامَ إِلى أَدْماءَ فِي الغُطاطِ،

يَمْشِي بِمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ

وَقَالَ رؤْبة:

يَا أَيُّها الشَّاحِجُ بالغُطاطِ،

إِنّي لوَرّادٌ عَلَى الضِّناطِ

(1). هكذا في الأَصل: ذكَّرَ أَوّلًا في قوله: مَا كَانَ أَسْوَدَ بَاطِنِ الجناح ثم أنَّث.

ص: 362

والضِّناطُ: الْكَثْرَةُ والزِّحامُ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

يَتَعَطَّفون عَلَى المُضافِ، وَلَوْ رَأَوْا

أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاطِ المُقْبِلِ

روي بالفتح والضم، فمن رَوى بالفتح أَراد أَنَّ عَدِيَّ القومِ يَهْوَوْنَ إِلى الحَرْب هوِيّ الغَطاطِ يشبههم بالقَطا، ومن رواه بالضم أَراد أَنهم كَسوادِ السَّدَفِ، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لابن أَحْمر وخَطَّأَه ابْنُ بَرّي وَقَالَ هُوَ لأَبي كبير الهُذَليّ؛ وأَنشده:

لَا يُجْفِلُون عَنِ المُضافِ، إِذا رأَوا

أُولى الوَعاوِعِ كالغُطاط الْمُقْبِلِ

فإِما أَن يَكُونَ الْبَيْتَ بِعَيْنِهِ أَو هُوَ لِشَاعِرٍ آخَرَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغُطاط والغَطاطُ السَّحَرُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَغَطُّ الغَنِيُّ. قَالَ الأَزهري: شكَّ الشَّيْخُ فِي الأَغَطّ الْغَنِيِّ. والغَطْغَطةُ: حِكاية صوتِ القِدْر فِي الغلَيَانِ وَمَا أَشبهها، وَقِيلَ: هُوَ اشْتِدَادُ غَلَيانِها، وَقَدْ غَطْغَطَت فَهِيَ مُغَطْغِطة، والغَطغطة يُحْكَى بِهَا ضَرْبٌ مِنَ الصَّوْتِ. والمُغَطْغِطَةُ: القِدْر الشديدةُ الْغَلَيَانِ. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: وإِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ

أَي تَغْلِي ويُسمع غَطِيطُها. وغَطْغَطَ البحرُ: غَلَتْ أَمواجُه. وغَطْغَطَ عليه النومُ: غلَب.

غطمط: الغَطْمَطَةُ: اضْطِرابُ الأَمْواج. وَبَحْرٌ غُطامِطٌ وغَطَوْمَطٌ وغَطْمَطِيطٌ: عظيمٌ كَثِيرُ الأَمواجِ، مِنْهُ. والغُطامِطُ، بِالضَّمِّ: صَوْتُ غَلَيانِ مَوْجِ الْبَحْرِ، وَقَدْ قِيلَ: إِن الْمِيمَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

كأَنَّ الغُطامِطَ مِنْ غَلْيها

أَراجِيزُ أَسْلَم تَهْجُو غِفارا

وَهُمَا قَبِيلَتَانِ كَانَتْ بَيْنَهُمَا مُهاجاة. والغَطْمَطَةُ: صَوْتُ السَّيْلِ فِي الوادِي. والتَّغَطْمُطُ والغَطْمَطِيطُ: الصوتُ، وَسَمِعْتُ لِلْمَاءِ غُطامِطاً وغَطْمَطِيطاً، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الغَلَيانِ. وغَطْمَطَتِ القِدْر وتغَطْمَطَت: اشْتَدَّ غَلَيانُها. والمُغطْمِطةُ: القِدْر الشديدةُ الغَلَيانِ. والتغَطْمُطُ: صَوْتٌ مَعَهُ بحَح.

غلط: الغَلَطُ: أَن تَعْيا بِالشَّيْءِ فَلَا تَعْرِفَ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهِ، وَقَدْ غَلِطَ فِي الأَمر يَغْلَطُ غَلَطاً وأَغْلَطَه غَيْرُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: غَلِطَ فِي مَنْطِقِه، وغَلِتَ فِي الحِساب غَلَطاً وغَلَتاً، وَبَعْضُهُمْ يجعلُهما لُغَتَيْنِ بِمَعْنًى. قَالَ: والغَلَطُ فِي الحِساب وكلِّ شيءٍ، والغَلَتُ لَا يَكُونُ إِلا فِي الْحِسَابِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورأَيت ابْنَ جِنِّي قَدْ جمعَه عَلَى غِلاطٍ، قَالَ: وَلَا أَدْري وجْهَ ذَلِكَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَلَطُ كُلُّ شيءٍ يَعْيا الإِنسان عَنْ جِهَةِ صَوَابِهِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ. وَقَدْ غالَطَه مُغالَطةً. والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: الْكَلَامُ الَّذِي يُغْلَطُ فِيهِ ويُغالَطُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَدَّثْتُه حَدِيثًا لَيْسَ بالأَغالِيطِ. والتغْلِيطُ: أَن تَقُولَ لِلرَّجُلِ غَلِطْتَ. والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: مَا يُغالَطُ بِهِ مِنَ الْمَسَائِلِ، وَالْجَمْعُ الأَغالِيطُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى عن الغَلُوطاتِ

، وَفِي رِوَايَةٍ

الأُغْلُوطاتِ

؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: الغَلُوطاتُ تُركت مِنْهَا الْهَمْزَةُ كَمَا تَقُولُ جَاءَ لَحْمَرُ بِتَرْكِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَقَدْ غَلِطَ مَن قَالَ إِنها جَمْعُ غَلُوطةٍ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَالُ مسأَلة غَلُوطٌ إِذا كَانَ يُغْلَطُ فِيهَا كَمَا يُقَالُ شَاةٌ حَلُوبٌ وفرَس رَكُوب، فإِذا جَعَلْتَهَا اسْمًا زِدْتَ فِيهَا الْهَاءَ فَقُلْتَ غَلُوطة كَمَا يُقَالُ حَلوبة ورَكوبة، وأَراد

ص: 363

الْمَسَائِلَ الَّتِي يُغالَطُ بِهَا الْعُلَمَاءُ ليَزِلُّوا فيَهِيجَ بِذَلِكَ شَرٌّ وفِتنة، وإِنما نهَى عَنْهَا لأَنها غَيْرُ نَافِعَةٍ فِي الدِّين وَلَا تَكَادُ تَكُونُ إِلا فِيمَا لَا يَقَعُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنْذَرْتُكم صِعابَ المَنْطِق؛ يُرِيدُ المسائلَ الدَّقيقةَ الغامِضةَ. فأَما الأُغْلُوطاتُ فَهِيَ جَمْعُ أُغْلوطة أُفْعولة مِنَ الغَلَط كالأُحْدُوثةِ والأُعْجُوبةِ.

غمط: غَمْطُ الناسِ: احْتِقارُهم والإِزْراءُ بِهِمْ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. وغَمَطَ الناسَ غَمْطاً: احْتَقَرَهم واسْتَصْغَرهم، وكذلك غَمَضَهم، وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنّما ذَلِكَ مَن سَفِهَ الحقَّ وغمَط الناسَ

، يَعْنِي أَن يَرَى الحقَّ سَفَهاً وجَهْلًا ويَحْتَقِرَ الناسَ أَي إِنما البغْيُ فِعْلُ مَن سَفِهَ وَغَمَطَ، وَرَوَاهُ الأَزهري: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَطَ الناسَ؛ الغَمْطُ: الاسْتِهانة والاسْتِحقارُ، وَهُوَ مِثْلُ الغَمْصِ. وغَمِطَ النِّعْمةَ والعافيةَ، بِالْكَسْرِ، يَغْمَطُها غَمْطاً: لَمْ يَشْكُرها. وغَمِطَ عَيْشَه وغَمَطَه، بِالْفَتْحِ أَيضاً، يَغْمِطُه غَمْطاً، بِالتَّسْكِينِ فِيهِمَا: بَطِرَه وحَقَرَه. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: اغْتَمَطْتُه بِالْكَلَامِ واغْتَطَطْتُه إِذا عَلَوْتَه وقَهَرْتَه. وغَمِطَ الحقَّ: جَحده. وغَمِطَه غَمْطاً: ذَبحه. والغَمْطُ: المطمئنُّ مِنَ الأَرض كالغَمْضِ. وتَغَمَّطَ عَلَيْهِ ترابُ البيتِ أَي غَطَّاه حَتَّى قتلَه. والغَمْطُ والمُغامَطةُ فِي الشُّرْب: كالغَمْجِ، وَالْفِعْلُ يُغامِطُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

غَمْط غَمالِيطَ غَمَلَّطات

وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي:

غَمْج غَمالِيجَ غَمَلَّجات

وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. والإِغْماطُ: الدَّوامُ واللُّزومُ. وأَغْمَطَت عَلَيْهِ الحُمَّى: كأَغْبَطَت. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَصابَتْه حُمَّى مُغْمِطةٌ

أَي لازِمةٌ دَائِمَةٌ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. يُقَالُ: أَغْبَطَت عَلَيْهِ الحمَّى إِذا دَامَتْ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ وسَتْرِها لأَنها إِذا غَشِيَتْه فكأَنما سَتَرت عَلَيْهِ. وأَغْمَطَتِ السَّمَاءُ وأَغْبَطَت: دَامَ مطرُها. وسَماء غَمَطى: دَائِمَةُ الْمَطَرِ كغَبَطى.

غمرط: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو سَعِيدٍ: الضُّراطِمِيُّ مِنَ الأَركابِ الضخْمُ الْجَافِي؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ:

تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ،

كأَنَّ عَلَى مَشافِرِه ضَبابا

وَرَوَاهُ ابْنُ شُمَيْلٍ:

تُنازِعُ زَوْجَها بغُمارِطِيٍّ،

كأَنَّ عَلَى مَشافِره حَبابا «2»

وَقَالَ: غُمارِطِيُّها فَرْجها.

غملط: الغَمَلَّطُ: الطويلُ العُنق.

غوط: الغَوْطُ: الثَّريدةُ. والتَّغْوِيطُ: اللَّقْمُ مِنْهَا، وَقِيلَ: التَّغْوِيطُ عِظَمُ اللَّقْمِ. وغاطَ يَغُوط غَوْطاً: حَفَر، وغاطَ الرجلُ فِي الطِّين. وَيُقَالُ: اغْوِطْ بِئْرَكَ أَي أَبْعِدْ قَعْرَها، وَهِيَ بِئْرٌ غَوِيطة: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ. والغَوْطُ والغائطُ: المُتَّسِعُ مِنَ الأَرض مَعَ طُمَأْنينةٍ، وَجَمْعُهُ أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

وخَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فِيهِ،

بَعِيدِ الجَوْفِ، أَغْبَرَ ذِي غِياطِ

(2). وهو في ديوان جرير:

تواجه بعلها بعضارتيِّ

كأَنَّ عَلَى مشافرِه جُبابا

ص: 364

وَقَالَ:

وخَرْقٍ تَحَدَّثُ غِيطانُه،

حَدِيثَ العَذارى بأَسْرارِها

إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فِيهَا أَي تَحَدَّثُ جِنُّ غِيطانِه كَقَوْلِ الْآخَرِ:

تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زيزِيزَما

هَتامِلًا مِن رِزِّها وهَيْنَما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَغْواطٌ جَمْعُ غَوْطٍ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِي الْغَائِطِ، وغِيطانٌ جَمْعٌ لَهُ أَيضاً مِثْلُ ثَوْرٍ وثِيرانٍ، وَجَمْعُ غائطٍ أَيضاً مِثْلُ جانٍّ وجِنَّانٍ، وأَما غائطٌ وغوطٌ فَهُوَ مِثْلُ شارِفٍ وشُرْفٍ؛ وَشَاهِدُ الغَوط، بِفَتْحِ الْغَيْنِ، قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَمَا بينَها والأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف

وَيُرْوَى: غَوْلٌ، وَهُوَ بِمَعْنَى البُعْد. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للأَرضِ الواسعةِ الدَّعْوةِ: غائطٌ لأَنه غاطَ فِي الأَرض أَي دخَل فِيهَا، وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ التصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسنادٌ، وَفِي قِصَّةِ

نُوحٍ، عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وانْسَدَّتْ يَنابِيعُ الغَوْطِ الأَكبرِ وأَبوابُ السَّمَاءِ

؛ الغَوْطُ: عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ، وَمِنْهُ قِيلَ للمطْمَئِنِّ مِنَ الْأَرض غائطٌ، وَلِمَوْضِعِ قَضاء الْحَاجَةِ غَائِطٌ، لأَنَّ الْعَادَةَ أَن يَقْضِيَ فِي المُنْخَفِض مِنَ الأَرض حَيْثُ هُوَ أَستر لَهُ ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى صَارَ يُطْلَقُ عَلَى النجْوِ نفْسِه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ بَوَاطِنِ الأَرض المُنْبِتةِ الغِيطانُ، الْوَاحِدُ مِنْهَا غائطٌ، وكلُّ مَا انْحَدَرَ فِي الأَرض فَقَدْ غاطَ، قَالَ: وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْغَائِطَ رُبَّمَا كَانَ فَرْسخاً وَكَانَتْ بِهِ الرِّياضُ. وَيُقَالُ: أَتى فُلَانٌ الغائطَ، والغائطُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض الواسعُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

تنزِل أُمّتي بغائطٍ يُسَمُّونَهُ البَصْرةَ

أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ مِنَ الأَرض. والتغْوِيطُ: كِنَايَةٌ عَنِ الحدَثِ. والغائطُ: اسْمُ العَذِرة نفْسها لأَنهم كَانُوا يُلْقُونها بالغِيطان، وَقِيلَ: لأَنهم كَانُوا إِذا أَرادوا ذَلِكَ أَتوا الْغَائِطَ وَقَضَوُا الْحَاجَةَ، فَقِيلَ لِكُلِّ مَن قَضَى حاجتَه: قَدْ أَتى الْغَائِطَ، يُكنَّى بِهِ عَنِ الْعَذِرَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ*

؛ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذا أَراد التَّبَرُّزَ ارْتادَ غَائِطًا مِنَ الأَرض يَغِيبُ فِيهِ عَنْ أَعين النَّاسِ، ثُمَّ قِيلَ للبِرازِ نَفْسِه، وَهُوَ الحدَثُ: غَائِطٌ كِنَايَةً عَنْهُ، إِذ كَانَ سَبَبًا لَهُ. وتَغَوَّط الرَّجُلُ: كِنَايَةٌ عَنِ الخِراءة إِذا أَحدث، فَهُوَ مُتَغَوِّط. ابْنُ جِنِّي: وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ:

أَو جَاءَ أَحد مِنْكُمْ مِنَ الغَيْطِ

؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله غَيِّطاً وأَصله غَيْوِطٌ فَخُفِّفَ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْيَاءُ وَاوًا للمُعاقبةِ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ فُلَانٌ الغائطَ إِذا تبَرَّزَ. وَفِي الْحَدِيثُ:

لَا يذهَب الرَّجلانِ يَضْرِبان الغائطَ يتحدَّثانِ

أَي يَقْضِيانِ الحاجةَ وَهُمَا يتحدَّثان؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْغَائِطِ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى الحدَث وَالْمَكَانِ. والغَوْطُ أَغْمَضُ مِنَ الغائطِ وأَبعَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، قُلْ لأَهْلِ الْغَائِطِ يُحْسِنوا مُخالَطتي

؛ أَراد أَهل الْوَادِي الَّذِي يَنْزِلُه. وغاطَت أَنْساعُ الناقةِ تَغُوطُ غَوْطاً: لَزِقَتْ بِبَطْنِهَا فَدَخَلَتْ فِيهِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ:

سَتَخْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكم،

كَمَا غاطَ فِي أَنْفِ القَضِيبِ جَرِيرُها

وَيُقَالُ: غاطَتِ الأَنْساعُ فِي دَفِّ الناقةِ إِذا تَبَيَّنَتْ آثارُها فِيهِ. وغاطَ فِي الشَّيْءِ يَغُوطُ ويَغِيطُ: دَخَلَ فِيهِ. يُقَالُ: هَذَا رَمْلٌ تَغُوطُ فِيهِ الأَقْدامُ.

ص: 365