الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَمْرٍو أَنه قرأَ الزِّراطَ، بِالزَّايِ، خَالِصَةً. وَرَوَى الْكِسَائِيُّ عَنْ حَمْزَةَ: الزِّراط، بِالزَّايِ، وسائرُ الرُّواة روَوْا عَنْ أَبي عَمْرٍو الصِّراطَ. وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِالصَّادِ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، وقرأَ بالصاد نافع وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ، وَقِيلَ: قرأَ يَعْقُوبُ الحَضْرمي السِّرَاطَ بِالسِّينِ.
زطط: الزُّطُّ: جِيلٌ أَسْوَدُ مِنَ السِّنْدِ إِليهم تُنسب الثِّيَابُ الزُّطِّيَّةُ، وَقِيلَ: الزُّطُّ إِعْرابُ جَت بِالْهِنْدِيَّةِ، وَهُمْ جِيل مِنْ أَهل الْهِنْدِ. ابْنُ الأَعرابي: الزُّطُطُ والثُّطُطُ الكَواسِجُ، وَقِيلَ: الأَزَطُّ المُسْتَوِي الوجهِ، والأَذَطُّ المُعْوَجُّ الفَكِّ. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: فَحَلَق رأْسَه زُطِّيّة، قِيلَ: هُوَ مِثْلُ الصَّلِيب كأَنه فِعْل الزُّطّ، وَهُمْ جِنْسٌ مِنَ السُّودان والهُنود، وَالْوَاحِدُ زُطِّيّ مِثْلُ الزِّنْجِ والزِّنْجِيّ والرومِ والرُّومِيّ؛ شَاهِدُهُ:
فَجئْنا بِحَيَّيْ وائلٍ وبِلَفِّها،
…
وجاءتْ تَمِيمٌ: زُطُّها والأَساوِرُ
وَقَالَ عَوْهَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
وَيُغْنِي الزُّطّ عَبْد القَيْسِ عَنّا،
…
وتَكْفِينا الأَساوِرةُ المُزُونا
وَقَالَ أَبو النَّجْمِ، وَكَانَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَعطاه جارِيةً مِنْ سَبْي الهِنْد فَقَالَ فِيهَا أُرْجوزةً أَوّلُها:
عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ
وَقِيلَ الزُّطُّ السَّبابِجةُ قَوْمٌ مِنَ السِّنْدِ بِالْبَصْرَةِ.
زعط: زَعَطَه زَعْطاً: خَنَقَه. وموتٌ زاعِطٌ: ذابِحٌ كذاعِطٍ. وزَعَطَ الحِمارُ: ضَرطَ، قَالَ: وليس بثبت.
زلط: الزَّلْطُ: المَشيُ السَّرِيعُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ.
زلقط: الزُّلُنْقُطةُ: القصيرة.
زنط: الزِّناطُ: الزِّحامُ. وَقَدْ تَزانَطُوا إِذا تَزاحَمُوا.
زهط: الزَّهْوَطةُ: عِظَمُ اللَّقْمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ [ز هـ ط] مُهْمَلَةً إِلا الزِّهْيَوْطَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ.
زوط: زاوُطُ: مَوْضِعٌ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ أَزْوَطُوا وغَوَّطُوا ودَبَّلُوا إِذا عَظَّمُوا اللُّقَمَ وازْدَرَدُوا، وقيل: زَوَّطُوا.
زيط: زاطَ يَزِيطُ زَيْطاً وزِياطاً: نازَعَ، وَهِيَ المُنَازَعةُ واخْتِلافُ الأَصوات؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
كأَنَّ وَغَى الخَمُوشِ بِجانِبَيْها
…
وَغَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوي زِياطِ»
هَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ وَقَالَ: الزِّياطُ الصِّياحُ. وَرَجُلٌ زَيّاطٌ: صَيّاحٌ، وَرُوِيَ: ذَوِي هِياطِ. والزِّياطُ: الجُلْجُلُ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ أَيضاً.
فصل السين المهملة
سبط: السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نَقِيضُ الجَعْد، وَالْجَمْعُ سِباطٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ الأَكثر فِيمَا كَانَ عَلَى فَعْلٍ صِفةً، وَقَدْ سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. والسَّبْطُ: الشَّعَرُ الَّذِي لَا جُعُودة فِيهِ. وَشَعَرٌ سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غَيْرُ جَعْدٍ. وَرَجُلٌ سبْطُ الشعر وسَبِطُه
(2). قوله [بجانبيها إلخ] في شرح القاموس: بجانبيه أَي الماء، وأُولي زياط بدل ذوي زياط.
وَقَدْ سَبِطَ شعرُه، بِالْكَسْرِ، يَسْبَطُ سَبَطاً. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ شَعَرِهِ:
لَيْسَ بالسَّبْطِ وَلَا بالجَعْدِ القَطِطِ
؛ السَّبْطُ مِنَ الشَّعَرِ: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كَانَ شَعَرُهُ وسَطاً بَيْنَهُمَا. وَرَجُلٌ سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مِثْلُ فَخِذٍ وفَخْذ، مِنْ قَوْمٍ سِباطٍ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ وَالِاسْتِوَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فَجاءت بِهِ سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما
…
عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء
وَرَجُلٌ سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، وَقَدْ سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، وَلُغَةُ أَهل الْحِجَازِ: رَجُلٌ سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ. وَرَجُلٌ سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الْكَفَّيْنِ؛ قَالَ حَسَّانُ:
رُبَّ خالٍ لِي، لَوْ أَبْصَرْتَهُ،
…
سَبِطِ الكَفَّيْنِ فِي اليَوْم الخَصِرْ
شَمِرٌ: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وَكَثْرَتُهُ؛ قَالَ القطامِيُّ:
صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ بِهِ
…
مِنْ باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ «1»
أَراد بِالسَّبِطِ المطَر الواسِع الْكَثِيرَ. وَرَجُلٌ سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طَوِيلٌ؛ قَالَ:
أَرْسَلَ فِيهَا سَبِطاً لَمْ يَخْطَلِ
أَي هُوَ فِي خِلْقته الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا لَمْ يَزِدْ طُولًا. وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع. وَفِي
صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: سَبْط القَصَبِ
؛ السبْطُ والسِبطُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا: الممتدُّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَعَقُّدٌ وَلَا نُتوء، والقَصَبُ يُرِيدُ بِهَا ساعِدَيه وساقَيْه. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ:
إِن جَاءَتْ بِهِ سَبطاً فَهُوَ لِزَوْجِهَا
أَي مُمْتَدَّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ. والسُّباطةُ: مَا سقَط مِنَ الشَّعْرِ إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فِيهَا قَائِمًا ثُمَّ توضأَ ومسَح عَلَى خُفَّيْه
؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُرْمى فِيهِ الترابُ والأَوْساخُ وَمَا يُكْنَسُ مِنَ الْمَنَازِلِ، وَقِيلَ: هِيَ الكُناسةُ نَفْسُهَا وإِضافَتُها إِلى الْقَوْمِ إِضافةُ تَخْصِيصٍ لَا مِلْكٍ لأَنها كَانَتْ مَواتاً مُباحة، وأَما قَوْلُهُ قَائِمًا فَقِيلَ: لأَنه لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا لِلْقُعُودِ لأَنَّ الظَّاهِرَ مِنَ السُّباطة أَن لَا يَكُونَ موضعُها مُسْتوياً، وَقِيلَ: لِمَرَضٍ مَنَعَهُ عَنِ الْقُعُودِ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ:
لِعِلَّةٍ بمَأْبِضَيْهِ
، وَقِيلَ: فعَله للتَّداوِي مِنْ وَجَعِ الصُّلْبِ لأَنهم كَانُوا يتَداوَوْنَ بِذَلِكَ، وَفِيهِ أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مَكْرُوهَةٌ لأَنه بالَ قَائِمًا فِي السُّباطة وَلَمْ يؤخِّرْه. والسَّبَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَبْتٌ، الْوَاحِدَةُ سَبَطةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السبَطُ النَّصِيُّ مَا دَامَ رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَلِيُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ رَمْلًا:
بَيْنَ النهارِ وَبَيْنَ الليْلِ مِن عَقِدٍ [عَقَدٍ]،
…
عَلَى جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ
وَقَالَ فِيهِ الْعَجَّاجُ:
أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ
(1). قوله [أعراف] كذا بالأصل، والذي في الأساس وشرح القاموس: أعناق.
ابْنُ سِيدَهْ: السبَطُ الرَّطْبُ مِنَ الحَلِيِّ وَهُوَ مِنْ نباتِ الرَّمْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ السبَطُ مِنَ الشَّجَرِ وَهُوَ سَلِبٌ طُوالٌ فِي السَّمَاءِ دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل وَالْغَنَمُ، وَلَيْسَ لَهُ زَهْرَةٌ وَلَا شَوك، وَلَهُ وَرَقٌ دِقاق عَلَى قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قَالَ: وأَخبرني أَعرابي مِنْ عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دُونَ الذُّرةِ، وَلَهُ حَبٌّ كَحَبِّ البِزْرِ لَا يَخْرُجُ مِنْ أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، وَالنَّاسُ يَسْتَخْرِجُونَهُ ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً. وَاحِدَتُهُ سبَطةٌ، وَجَمْعُ السبَطِ أَسْباطٌ. وأَرض مَسْبَطةٌ مِنَ السَّبَطِ: كَثِيرَةُ السبَطِ. اللَّيْثُ: السبَطُ نَبَاتٌ كالثِّيل إِلا أَنه يَطُولُ وَيَنْبُتُ فِي الرِّمال، الْوَاحِدَةُ سبَطةٌ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي مَا مَعْنَى السِّبْط فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؟ قَالَ: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خَاصَّةُ الأَولاد والمُصاصُ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: السِّبْطُ وَاحِدُ الأَسْباط وَهُوَ وَلد الوَلدِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّبْطُ وَلَدُ الِابْنِ وَالِابْنَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ عَنْهُمَا
، وَمَعْنَاهُ أَي طائفتانِ وقِطْعتان مِنْهُ، وَقِيلَ: الأَسباط خَاصَّةُ الأَولاد، وَقِيلَ: أَولاد الأَولاد، وَقِيلَ: أَولاد الْبَنَاتِ، وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:
الحسينُ سِبْطٌ مِنَ الأَسْباط
أَي أُمَّةٌ مِنَ الأُمم فِي الْخَيْرِ، فَهُوَ وَاقِعٌ عَلَى الأُمَّة والأُمَّةُ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الضِّبابِ:
إِنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسرائيل فَمَسَخَهُمْ دَوابَّ.
والسِّبْطُ مِنَ الْيَهُودِ: كَالْقَبِيلَةِ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلى أَب وَاحِدٍ، سُمِّيَ سِبْطاً ليُفْرَق بَيْنَ وَلَدِ إِسماعيل وَوَلَدِ إِسحاق، وَجَمْعُهُ أَسْباط. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً
؛ أُمماً لَيْسَ أَسباطاً بِتَمْيِيزٍ لأَن الْمُمَيِّزَ إِنما يَكُونُ وَاحِدًا لَكِنَّهُ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كأَنه قَالَ: جَعَلْنَاهُمْ أَسْباطاً. والأَسْباطُ مِنْ بَنِي إِسرائيل: كَالْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً
، قَالَ: أَنَّث لأَنه أَراد اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقةً ثُمَّ أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ وَلَمْ يَجْعَلِ الْعَدَدَ وَاقِعًا عَلَى الأَسباط؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذَا غَلَطٌ لَا يَخْرُجُ الْعَدَدُ عَلَى غَيْرِ الثَّانِي وَلَكِنِ الفِرَقُ قَبْلَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَتَّى تَكُونَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مُؤَنَّثَةً عَلَى مَا فِيهَا كأَنه قَالَ: وقطَّعناهم فِرَقاً اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فَيَصِحُّ التأْنيث لِمَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ قُطْرُبٌ: وَاحِدُ الأَسباط سِبْطٌ. يُقَالُ: هَذَا سِبْط، وَهَذِهِ سِبْطٌ، وَهَؤُلَاءِ سِبْط جَمْعٌ، وَهِيَ الفِرْقة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْ قَالَ اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لِتَذْكِيرِ السِّبْطِ كَانَ جَائِزًا، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السِّبْطُ ذَكَرٌ وَلَكِنَّ النِّيَّةَ، وَاللَّهُ أَعلم، ذَهَبَتْ إِلى الأُمم. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً، فأَسباطاً مِنْ نَعْتِ فِرْقَةٍ كأَنه قَالَ: وَجَعَلْنَاهُمْ أَسباطاً، فَيَكُونُ أَسباطاً بَدَلًا مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، قَالَ: وَهُوَ الْوَجْهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَيْسَ أَسباطاً بِتَفْسِيرٍ وَلَكِنَّهُ بَدَلٌ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لأَن التَّفْسِيرَ لَا يَكُونُ إِلا وَاحِدًا مَنْكُورًا كَقَوْلِكَ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَلَا يَجُوزُ دَرَاهِمُ، وَقَوْلُهُ أُمماً مِنْ نَعْتٍ أَسْباطٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ السِّبْطُ القَرْنُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ قَرْنٍ، قَالُوا: وَالصَّحِيحُ أَن الأَسْباط في ولد إِسحاق بْنِ إِبراهيم بِمَنْزِلَةِ الْقَبَائِلِ فِي وَلَدِ إِسماعيل، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ مِنْ ولدِ إِسماعيل قبيلةٌ، وَوَلَدُ كلِّ وَلَدٍ مِنْ ولَدِ إِسحاق سِبْطٌ، وإِنما سُمِّيَ هَؤُلَاءِ بالأَسباط وَهَؤُلَاءِ بِالْقَبَائِلِ ليُفْصَلَ بَيْنَ وَلَدِ إِسماعيل وَوَلَدِ إِسحاق، عليهما السلام. قَالَ: وَمَعْنَى إِسماعيل فِي الْقَبِيلَةِ «1» مَعْنَى الْجَمَاعَةِ، يُقَالُ لِكُلِّ جَمَاعَةٍ مِنْ أَب وَاحِدٍ قَبِيلَةٌ، وأَما الأَسباط فَمُشْتَقٌّ مِنَ السبَطِ، والسبَطُ ضرْب مِنَ الشَّجَرِ تَرْعَاهُ الإِبل، وَيُقَالُ:
(1). قوله [قَالَ وَمَعْنَى إِسْمَاعِيلَ فِي القبيلة إلخ] كذا في الأَصل.
الشجرةُ لَهَا قَبَائِلُ، فَكَذَلِكَ الأَسْباطُ مِنَ السبَط، كأَنه جُعل إِسحاقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسماعيل بِمَنْزِلَةِ شَجَرَةٍ أُخرى، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ النَّسَّابُونَ فِي النَّسَبِ يَجْعَلُونَ الْوَالِدَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرَةِ، والأَولادَ بِمَنْزِلَةِ أَغْصانها، فَتَقُولُ: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ. فَهَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، مَعْنَى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ:
كأَنه سِبْطٌ مِنَ الأَسْباطِ
فإِنه ظَنَّ السبْطَ الرَّجُلَ فغَلِط. وسَبَّطَتِ الناقةُ وَهِيَ مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لِغَيْرِ تَمَامِ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كَانَتْ تَضْرِب اليَتيم يَكُونُ فِي حَجْرِها حَتَّى يُسْبِطَ
أَي يَمتدّ عَلَى وَجْهِ الأَرض سَاقِطًا. يُقَالُ: أَسْبَطَ عَلَى الأَرض إِذا وَقَعَ عَلَيْهَا مُمْتَدًّا مِنْ ضَرْبٍ أَو مرَض. وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَامْتَدَّ مِنَ الضَّرْبِ. واسْبَطَرَّ أَي امْتَدَّ، مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
شُرَيْحٍ: فإِن هِيَ دَرَّتْ واسْبَطَرَّت
؛ يُرِيدُ امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
ولُيِّنَتْ مِنْ لَذّةِ الخِلاطِ،
…
قَدْ أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ
يَعْنِي امرأَة أُتِيَتْ، فَلَمَّا ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها عَلَى الأَرض، وَقَوْلُهُمْ: مَا لِي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قَدْ سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وَقَالَ الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بِوَلَدِهَا وسبَّغَت، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا أَلقته وَقَدْ نبَت وبَرُه قَبْلَ التَّمام. والتَّسْبِيطُ فِي النَّاقَةِ: كالرِّجاعِ. وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. وأَسْبَط الرجلُ: وَقَعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التحرُّك مِنَ الضعْف، وَكَذَلِكَ مِنْ شُرب الدَّواء أَو غَيْرُهُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بِهَا؛ عَنِ ابْنِ جَبلة. وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ. والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بِهَا الطيرُ، وَقِيلَ: يُرْمَى فِيهَا بِسهام صِغار يُنْفَخُ فِيهَا نَفْخاً فَلَا تَكَادُ تُخْطِئ. والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَيْنَ دَارَيْنِ، وَزَادَ غَيْرُهُ: مِنْ تَحْتِهَا طَرِيقٌ نَافِذٌ، وَالْجَمْعُ سَوابِيطُ وساباطاتٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَفْرَغُ مِنْ حَجَّامِ ساباطٍ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ ساباطُ كِسْرى بالمدائنِ وَبِالْعَجَمِيَّةِ بَلاس آبادْ، وبَلاس اسْمُ رَجُلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:
فأَصْبَحَ لَمْ يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ
…
بِساباطَ حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَق «1»
يَذْكُرُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ وَكَانَ أَبْرَويز حبَسه بِسَابَاطٍ ثُمَّ أَلقاه تَحْتَ أَرْجُل الفِيَلةِ. وساباطُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى:
هُنالِكَ مَا أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه
…
بِساباطَ، حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَقُ «2»
وسَباطِ: مِنْ أَسماء الحمَّى، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ،
…
كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ
وسُباط: اسْمُ شَهْرٍ بِالرُّومِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ
(1). هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة:
فَذَاكَ، وَمَا أَنْجَى مِنَ الموت ربّه
(2)
. هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة:
فَذَاكَ، وَمَا أَنْجَى مِنَ الموت ربّه
الشِّتَاءِ وَالرَّبِيعِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ، وَفِيهِ يَكُونُ تَمَامُ الْيَوْمِ الَّذِي تَدُور كسُوره فِي السِّنِينَ، فإِذا تَمَّ ذَلِكَ اليومُ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ سَمَّى أَهلُ الشَّامِ تِلْكَ السنةَ عامَ الكَبِيسِ، وَهُمْ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ إِذا وُلد فِيهِ مَوْلُودٌ أَوْ قَدِم قادِمٌ مِنْ سَفَرٍ. والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نَخْلَةٌ تُدرك آخِرَ القَيْظِ. وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ. وسابُوطٌ: دابّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ. وَيُقَالُ: سبَط فُلَانٌ عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ يَمِينًا وسَمَط عَلَيْهِ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ، أَي حلَف عَلَيْهِ. ونعْجة مَسْبُوطةٌ إِذا كَانَتْ مَسْمُوطةً مَحْلوقة.
سجلط: السِّجِلّاطُ، عَلَى فِعِلَّالٍ: الياسَمِينُ، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابُ صُوف، وَقِيلَ: هُوَ النَّمَطُ يُغَطَّى بِهِ الهَوْدَجُ، وَقِيلَ: هُوَ بِالرُّومِيَّةِ سِجِلَّاطُس. الْفَرَّاءُ: السِّجِلّاطُ شَيْءٌ مِنْ صُوفٍ تُلْقِيه المرأَةُ عَلَى هَوْدَجِها، وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابٌ مَوْشيّة كأَنَّ وشْيَها خاتَم، وَهِيَ زَعَمُوا رُومِيّة؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
تخَيَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّباً،
…
وإِمّا سِجِلَّاطَ العِراقِ المُخَتَّما
أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْكِسَاءِ الكُحْليّ سِجلّاطِيّ. ابْنُ الأَعرابي: خَزٌّ سِجِلَّاطِيٌّ إِذا كَانَ كُحْلِيّاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
أُهْدِيَ لَهُ طَيْلَسانٌ مِنْ خَزٍّ سِجِلَّاطيٍ
، قِيلَ: هُوَ الكُحْليُّ، وَقِيلَ: عَلَى لَوْنِ السِّجلّاطِ، وَهُوَ الياسَمِينُ، وَهُوَ أَيضاً ضَرْبٌ مِنَ ثِيَابِ الكَتَّان وَنَمَطٌ مِنَ الصُّوفِ تُلْقِيهِ المرأَة عَلَى هَوْدَجِها. يُقَالُ: سِجِلَّاطِيٌّ وسِجلَّاطٌ كرُومِيٍّ ورُومٍ. والسِّنْجِلاطُ: مَوْضِعٌ، وَيُقَالُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّياحِين؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ،
…
وشُرْبَ العَتِيقةِ بالسِّنْجِلاط
سحط: السَّحْطُ مِثْلَ الذَّعْطِ: وَهُوَ الذبْحُ. سَحَطَ الرجلَ يَسْحَطُه سَحْطاً وشَحَطَه إِذا ذَبَحَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ سَحَطَه ذبَحه ذَبْحاً وحِيّاً، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِمَّا يُذْبَحُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: سحطَ الشاةَ وَهُوَ ذَبْحٌ وَحِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ
وحْشِيٍّ: فبَرَكَ عَلَيْهِ فسَحَطَه سَحْطَ الشَّاةِ
أَي ذبَحه ذبْحاً سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَخرج لَهُمُ الأَعرابيُّ شَاةً فسحَطُوها.
وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: المَسْحُوطُ مِنَ الشَّراب كلِّه الْمَمْزُوجِ. وسحَطَه الطعامُ يَسْحَطُه: أَغَصَّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَكل طَعَامًا فسحَطَه أَي أَشْرَقَه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةً:
كَادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها،
…
ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلُ
وَقَالَ يَعْقُوبُ: يَسْحَطُها هُنَا يذْبَحُها، والرِّجْرِجُ: اللُّعابُ يتَرَجْرَجُ. وسحَط شرابَه سَحْطاً: قَتَلَهُ بِالْمَاءِ أَي أَكثر عَلَيْهِ. وانْسَحَط الشَّيْءُ مِنْ يَدِي: امَّلَسَ فَسَقَطَ، يَمَانِيَةٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو: المَسْحُوطُ اللَّبَنِ يُصبّ «1» ؛ وأَنشد لِابْنِ حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ:
مَتَى يأْتِه ضَيْفٌ فَلَيْسَ بذائقٍ
…
لَماجاً، سِوى المَسْحُوطِ واللَّبنِ الإِدْلِ
سخط: السُّخْطُ والسَّخَطُ: ضِدَّ الرِّضا مِثْلَ العُدْمِ والعَدَمِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ سَخِطَ يَسْخَطُ سَخَطاً.
(1). قوله [اللبن يصب] كذا بالأصل وشرح القاموس ولم يزيدا على ذلك شيئاً.
وتَسَخَّطَ وسَخِط الشيءَ سَخَطاً: كَرِهَهُ. وسَخِطَ أَي غَضِبَ، فَهُوَ ساخِط. وأَسْخَطَه: أَغْضَبَه. تَقُولُ: أَسْخَطَني فُلَانٌ فسَخِطْتُ سَخَطاً. وتسَخَّطَ عَطاءه أَي اسْتَقلَّه وَلَمْ يَقَعْ مَوْقِعاً. يَقُولُ: كلَّما عَمِلْت لَهُ عَمَلًا تَسَخَّطه أَي لَمْ يَرْضَهُ. وَفِي حَدِيثِ
هِرَقْلَ: فَهَلْ يَرْجِعُ أَحد مِنْهُمْ سَخْطةً لدِينهِ؟
السَّخَطُ والسُّخْطُ: الْكَرَاهِيَةُ لِلشَّيْءِ وَعَدَمُ الرِّضَا بِهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
إِن اللَّهَ يَسْخَطُ لَكُمْ كَذَا
أَي يَكْرَهُهُ لَكُمْ ويمنعُكم مِنْهُ ويُعاقِبُكم عَلَيْهِ أَو يَرْجِعُ إِلى إِرادة الْعُقُوبَةِ عليه.
سرط: سَرِطَ الطعامَ والشيءَ، بِالْكَسْرِ، سَرَطاً وسَرَطاناً: بَلِعَه، واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه: ابْتَلَعَه، وَلَا يَجُوزُ سرَط؛ وانْسَرَطَ الشَّيْءُ فِي حَلْقِه: سارَ فِيهِ سيْراً سهْلًا. والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ: البُلْعُوم، وَالصَّادُ لُغَةٌ. والسِّرْواطُ: الأَكُول؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والسُّراطِيُّ والسِّرْوَطُ: الَّذِي يَسْتَرِطُ كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلِعُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ يَبْتَلِعُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ مِنَ الاسْتراط. وَجَعَلَ ابْنُ جِنِّي سَرطَماً ثُلَاثِيًّا، والسِّرْطِمُ أَيضاً: الْبَلِيغُ الْمُتَكَلِّمُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالُوا: الأَخذ سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى، وَالْقَضَاءُ ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين فيَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ بِهِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: الأَخذ سَرَطانٌ، والقَضاء لَيَّانٌ؛ وَبَعْضٌ يَقُولُ: الأَخذ سُرَيْطاء، والقَضاء ضُرَيْطاء. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: الأَخذ سِرِّيطَى، وَالْقَضَاءُ ضِرِّيطَى، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا لُغَاتٌ صَحِيحَةٌ قَدْ تَكَلَّمَتِ الْعَرَبُ بِهَا، وَالْمَعْنَى فِيهَا كُلُّهَا أَنت تُحبُّ الأَخذ وَتَكْرَهُ الإِعْطاء. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ، وَلَا مُرّاً فتُعْقى، مِنْ قَوْلِهِمْ: أَعْقَيْتُ الشَّيْءَ إِذا أَزَلْتَه مِنْ فِيك لمَرارتِه كَمَا يُقَالُ أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ إِذا أَزلته عَمَّا يَشْكُوهُ. وَرَجُلٌ سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ: جَيِّدُ اللَّقْمِ. وَفَرَسٌ سُرَطٌ وسَرَطانٌ: كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي. وَسَيْفٌ سُراطٌ وسُراطِيٌّ: قَاطِعٌ يَمُرّ فِي الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كُلَّ شَيْءٍ يَلْتَهِمُه، جَاءَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ وَلَيْسَ بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيِّ:
كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،
…
يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي
بِهِ أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني،
…
ونَفْسِي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ
وَخَفَّفَ يَاءَ النِّسْبَةِ مِنْ سُراطي لِمَكَانِ الْقَافِيَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده يُتِرُّ، بِضَمِّ الْيَاءِ. والفِلاطُ: الفُجاءةُ. والسِّراطُ: السَّبِيلُ الْوَاضِحُ، والصِّراط لُغَةٌ فِي السِّرَاطِ، وَالصَّادِ أَعلى لِمَكَانِ المُضارَعة، وإِن كَانَتِ السِّينُ هِيَ الأَصل، وقرأَها يَعْقُوبُ بِالسِّينِ، وَمَعْنَى الْآيَةِ ثَبِّتْنا عَلَى المِنْهاج الْوَاضِحِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ:
أَميرُ المؤمنينَ عَلَى صِراطٍ،
…
إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم
والمَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلى الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا مَوْرِدةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَنَفَرٌ مِنْ بَلْعَنْبر يصيِّرون السِّينَ، إِذا كَانَتْ مُقَدِّمَةً ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَهَا طَاءٌ أَو قَافٌ أَو غَيْنٌ أَو خَاءٌ، صَادًا وَذَلِكَ أَن الطَّاءَ حَرْفٌ تَضَعُ فِيهِ لِسَانَكَ فِي حَنَكِكَ فَيَنْطَبِقُ بِهِ الصَّوْتُ، فَقَلَبَتِ السِّينُ صَادًا صُورَتَهَا صُورَةَ الطَّاءِ، وَاسْتَخَفُّوهَا لِيَكُونَ الْمَخْرِجُ وَاحِدًا كَمَا اسْتَخَفُّوا الإِدْغام، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمُ الصِّرَاطَ وَالسِّرَاطَ،
قَالَ: وَهِيَ بِالصَّادِّ لُغَةُ قُرَيْشٍ الأَوّلين الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ، قَالَ: وَعَامَّةُ الْعَرَبِ تَجْعَلُهَا سِينًا، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لِلطَّرِيقِ الْوَاضِحِ سِرَاطٌ لأَنه كأَنه يَسْتَرِطُ المارّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما مَا حَكَاهُ الأَصمعي مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِهِمُ الزِّراط، بِالزَّايِ الْمُخْلَصَةِ، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها زَايًا وَلَمْ يَكُنِ الأَصمعي نَحْوِيًّا فيُؤْمَنَ عَلَى هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
هَذَا سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ
، فسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي الموتَ أَي عليَّ طريقُهم. والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ، بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ: الفالُوذَجُ، وَقِيلَ: الخَبِيصُ، وَقِيلَ: السَّرَطْراطُ الْفَالُوذَجُ، شَامِيَّةٌ. قَالَ الأَزهري: أَما بِالْكَسْرِ فَهِيَ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ لَهَا نَظَائِرُ مِثْلَ جِلِبْلابٍ وسِجِلَّاط، قَالَ: وأَما سَرَطْراطٌ فَلَا أَعرف لَهُ نَظِيرًا فَقِيلَ لِلْفَالُوذَجِ سِرِطْراطٌ، فَكَرَّرْتُ فِيهِ الرَّاءَ وَالطَّاءَ تَبْلِيغًا فِي وَصْفِهِ واستِلْذاذِ آكِلِهِ إِياه إِذا سَرَطَه وأَساغَه فِي حَلْقِه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ سريعَ الأَكل: مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ. والسِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ مِنَ السَّرْطِ الَّذِي هُوَ البَلْع. والسُّرَّيْطَى: حَساً كالخَزِيرةِ. والسَّرَطانُ: دَابَّةٌ مِنْ خَلق الْمَاءِ تَسْمِيَةُ الفُرْس مُخ. والسرَطانُ: دَاءٌ يأْخذ النَّاسَ والدوابَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ دَاءٌ يَظْهَرُ بِقَوَائِمِ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يُعَرِّضُ للإِنسان فِي حَلْقِهِ دَمَوِيٌّ يُشْبِهُ الدُّبَيْلةَ، وَقِيلَ: السرَطانُ دَاءٌ يأْخذ فِي رُسْغ الدَّابَّةِ فيُيَبِّسه حَتَّى يَقْلِب حَافِرَهَا. والسرَطانُ: من بروج الفَلَكِ.
سرمط: السَّرْمَطُ والسَّرَوْمَطُ: الْجَمَلُ الطَّوِيلُ؛ وأَنشد:
بكلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط
وَقِيلَ: السَّرَوْمَطُ الطَّوِيلُ مِنَ الإِبل وَغَيْرُهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: السرَوْمَطُ وِعَاءٌ يَكُونُ فِيهِ زِق الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ. وَرَجُلٌ سَرَوْمَطٌ: يَسْتَرِط كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلِعُه. وَقَدْ تَقَدَّمَ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ إِن الْمِيمَ زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ زِقَّ خَمْرٍ اشْتُرِي جِزافاً:
ومُجْتَزَفٍ جَوْنٍ، كأَنَّ خِفاءه
…
قَرى حَبَشِيٍّ، بالسَّرَوْمَطِ، مُحْقَب «2»
قال: السَّرَوْمَطُ هاهنا جَمَلٌ، وَقِيلَ: هُوَ جِلْدُ ظَبية لُفّ فِيهِ زِقُّ خَمْرٍ. وَكُلُّ خِفاء لُفّ فِيهِ شَيْءٌ، فَهُوَ سَرَوْمَطٌ لَهُ. وتَسَرْمَطَ الشعَرُ: قَلّ وخَفّ. وَرَجُلٌ سُرامِطٌ وسَرْمَطِيطٌ: طَوِيلٌ. والسُّرامِطُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
سطط: التَّهْذِيبِ: ابْنُ الأَعرابي السُّطُطُ الظَّلَمةُ، والسُّطُطُ الْجَائِرُونَ. والأَسَطُّ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْن.
سعط: السُّعُوطُ والنُّشُوقُ والنُّشُوغُ فِي الأَنف، سعَطَه الدّواءَ يَسْعَطُه ويَسْعُطُه سَعْطاً، والضم أَعلى، وَالصَّادُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى هَذَا إِنما هُوَ عَلَى المُضارَعة الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا وأَشباهه. وَفِي الْحَدِيثِ:
شَرِبَ الدَّوَاءَ واسْتَعَطَ
، وأَسْعَطَه الدّواءَ أَيضاً، كِلَاهُمَا: أَدخله أَنفه، وَقَدِ اسْتَعَطَ. أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هُوَ بِنَفْسِهِ. والسَّعُوطُ، بِالْفَتْحِ، والصَّعوطُ: اسْمُ الدَّوَاءِ يُصبُّ فِي الأَنف. والسَّعِيطُ والمِسْعَطُ والمُسْعُطُ: الإِناء يجعل فيه
(2). قوله [ومجتزف] في الصحاح بمجتزف.
السَّعُوط وَيُصَبُّ مِنْهُ فِي الأَنف، الأَخير نَادِرٌ إِنما كَانَ حُكْمُهُ المِسْعَطَ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ بِالضَّمِّ مِمَّا يُعْتَملُ بِهِ. وأَسْعَطْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَه فِي أَنفه، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي صَدْرِهِ. وَيُقَالُ: أَسْعَطْتُه عِلْمًا إِذا بَالَغْتُ فِي إِفْهامه وَتَكْرِيرِ مَا تُعلِّمه عَلَيْهِ. واسْتَعَطَ البعيرُ: شَمَّ شَيْئًا مِنْ بَوْلِ النَّاقَةِ ثُمَّ ضَرَبَهَا فَلَمْ يُخْطِئ اللَّقْحَ، فَهَذَا قَدْ يَكُونُ أَن يَشَمَّ شَيْئًا مِنْ بَوْلِهَا أَو يَدْخُلَ فِي أَنفه مِنْهُ شَيْءٌ. والسَّعِيطُ والسُّعاطُ: ذَكاء الرِّيح وحِدَّتُها ومُبالَغَتُها فِي الأَنف. والسُّعاط والسَّعِيطُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ مِنَ الْخَمْرِ وَغَيْرُهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَكُونُ مِنَ الخَرْدَل. والسَّعِيطُ: دُهْنُ الْبَانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ شَعَرَ امرأَة:
يُسْقَى السَّعِيطَ مِنْ رُفاضِ الصَّنْدَلِ «1»
والسَّعِيطُ: دُرْدِيُّ الْخَمْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وطِوالِ القُرُونِ فِي مُسْبَكِرٍّ،
…
أُشْرِبَتْ بالسَّعِيطِ والسَّبَّابِ «2»
والسَّعِيطُ: دُهْنُ الخَرْدل وَدُهْنُ الزنبقِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّعِيطُ البانُ. وَقَالَ مُرَّةُ: السُّعوط مِنَ السَّعْطِ كالنُّشوق مِنَ النَّشْقِ. وَيُقَالُ: هُوَ طَيِّبُ السُّعوطِ والسُّعاطِ والإِسْعاطِ؛ وأَنشد يَصِفُ إِبلًا وأَلبانها:
حَمْضِيَّة طَيِّبة السُّعاطِ
وَفِي حَدِيثِ
أُمّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بابنٍ لِي عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَعْلَقْتُ مِنَ العُذْرةِ، فَقَالَ: عَلامَ تَدْغَرْن أَوْلادَكُنَّ؟ عليكنَّ بِهَذَا العُود الهِنديّ فإِنَّ فِيهِ سبعةَ أَشْفِيةٍ: يُسْعَطُ مِنَ العُذْرة، ويُلَدُّ مِنْ ذاتِ الجَنْبِ
…
سَفَطَ: السَّفَطُ: الَّذِي يُعَبَّى فِيهِ الطِّيبُ وَمَا أَشبهه مِنْ أَدَواتِ النِّسَاءِ، والسَّفَطُ مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: السَّفَطُ كالجوُالِق، وَالْجَمْعُ أَسفاطٌ. أَبو عَمْرٍو: سَفَّطَ فُلَانٌ حَوْضه تَسْفيطاً إِذا شَرَّفَه ولاطَه؛ وأَنشد:
حَتَّى رأَيْت الحَوْضَ، ذُو قَدْ سُفِّطا،
…
قَفْراً مِنَ الْمَاءِ هَوَاءً أَمْرَطا
أَراد بالهَواءِ الفارِغَ مِنَ الْمَاءِ. والسَّفِيطُ: الطَّيِّبُ النفْسِ، وَقِيلَ: السَّخِيُّ، وَقَدْ سَفُطَ سَفاطةً؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
مَاذَا تُرَجِّينَ مَنِ الأَرِيطِ؟
…
لَيْسَ بذِي حَزْمٍ، وَلَا سَفِيطِ
وَيُقَالُ: هُوَ سَفِيطُ النفْس أَي سَخِيُّها طيِّبها، لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ. وَيُقَالُ: مَا أَسْفَطَ نفسَه أَي مَا أَطْيَبَها. الأَصمعي: إِنه لسَفِيطُ النفْسِ وسَخِيُّ النفْسِ ومَذْلُ النفْسِ إِذا كَانَ هَشّاً إِلى المَعْروفِ جَواداً. وكلُّ رَجُلٍ أَو شَيْءٍ لَا قَدْر لَهُ، فَهُوَ سَفِيطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والسفِيطُ أَيضاً: النذْلُ. والسفيطُ: المُتَساقِطُ مِنَ البُسْر الأَخضر. والسُّفاطةُ: مَتَاعُ الْبَيْتِ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِسْفَنْطُ ضرْبٌ مِنَ الأَشربة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ بِالرُّومِيَّةِ؛ قَالَ الأَعشى:
وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيق مِنَ الإِسْفَنْطِ،
…
مَمْزُوجةً بماءٍ زُلالِ
(1). قوله [من رفاض] تقدّم للمؤلف في مادة رفض: في رفاض.
(2)
. قوله [والسباب] كذا في الأَصل بموحدتين مضبوطاً، وفي شرح القاموس بياء تحتية ثم موحدة، والسياب البلح أَو البسر.
سقط: السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فَهُوَ ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وَقَعَ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ:
مِنْ كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ
…
بيْضاءَ، لَمْ تُحْفَظْ وَلَمْ تُضَيَّعِ
يَعْنِي أَنها لَمْ تُحْفَظْ مِنَ الرِّيبةِ وَلَمْ يُضَيِّعْها وَالِدَاهَا. والمَسْقَطُ، بِالْفَتْحِ: السُّقوط. وسَقط الشيءُ مِنْ يَدِي سُقوطاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَلّهُ عز وجل أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه مِنْ أَحدكم يَسْقُط عَلَى بَعِيره وَقَدْ أَضلَّه
؛ مَعْنَاهُ يَعثُر عَلَى مَوْضِعِهِ ويقعُ عَلَيْهِ كَمَا يقعُ الطائرُ عَلَى وَكْرِهِ. وَفِي حديث
الحرث بْنِ حَسَّانَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وسأَله عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: عَلَى الخَبِيرِ سقَطْتَ
أَي عَلَى العارِفِ بِهِ وَقَعْتَ، وَهُوَ مَثَلٌ سائرٌ لِلْعَرَبِ. ومَسْقِطُ الشَّيْءِ ومَسْقَطُه: مَوْضِعُ سقُوطه، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَقَالُوا: الْبَصْرَةُ مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه. وتساقَط عَلَى الشَّيْءِ أَي أَلقى نفسَه عَلَيْهِ، وأَسقَطَه هُوَ. وتساقَط الشيءُ: تتابع سُقوطه. وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وَتَابَعَ إِسْقاطَه؛ قَالَ ضابئُ بْنُ الحَرثِ البُرْجُمِيّ يَصِفُ ثَوْرًا وَالْكِلَابَ:
يُساقِطُ عَنْهُ رَوْقُه ضارِياتِها،
…
سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا
قَوْلُهُ: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يَعْنِي شرَرَ النَّارِ. والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس: الْمَوْضِعُ؛ يُقَالُ: هَذَا مَسْقِط رأْسي، حَيْثُ وُلِدَ، وَهَذَا مسقِطُ السوْطِ، حَيْثُ وَقَعَ، وأَنا فِي مَسْقِط النَّجْمِ، حَيْثُ سَقَطَ، وأَتانا فِي مَسْقِط النَّجْمِ أَي حِينَ سقَط، وَفُلَانٌ يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حَيْثُ وُلِدَ. وكلُّ مَن وَقَعَ فِي مَهْواة يُقَالُ: وَقَعَ وَسَقَطَ، وَكَذَلِكَ إِذا وَقَعَ اسْمُهُ مِنَ الدِّيوان، يُقَالُ: وَقَعَ وَسَقَطَ، وَيُقَالُ: سقَط الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمّه، وَلَا يُقَالُ وَقَعَ حِينَ تَلِدُه. وأَسْقَطتِ المرأَةُ وَلَدَهَا إِسْقاطاً، وَهِيَ مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لِغَيْرٍ تَمام مِنَ السُّقوطِ، وَهُوَ السِّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ مِنْ مِائَةِ مُسْتَلئِمْ
؛ السَّقْطُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الْوَلَدُ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمه قَبْلَ تَمامِه، والمستلْئِمُ: لَابِسُ عُدَّةِ الْحَرْبِ، يَعْنِي أَن ثَوَابَ السِّقْطِ أَكثر مِنْ ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فِعْلَ الْكَبِيرِ يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شَارَكَهُ الأَب فِي بَعْضِهِ، وَثَوَابُ السِّقْطِ مُوَفَّر عَلَى الأَب. وَفِي الْحَدِيثِ:
يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلى الشَّيْخِ الْفَانِي جُرْداً مُرْداً.
وسَقْطُ الزَّند: مَا وَقَعَ مِنَ النَّارِ حِينَ يُقْدَحُ، بِاللُّغَاتِ الثَّلَاثِ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سَقْطُ النَّارِ وسِقْطُها وسُقْطُها مَا سقَط بَيْنَ الزنْدين قَبْلَ اسْتحكامِ الوَرْي، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ، يُذَكَّرُ ويؤَنث. وأَسقَطَتِ الناقةُ وَغَيْرَهَا إِذا أَلقت وَلَدَهَا. وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بِمَعْنَى مُنقَطَعِه حَيْثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كُلُّهُ مِنَ السُّقوط، الأَخيرة إِحدى تِلْكَ الشَّوَاذِّ، وَالْفَتْحُ فِيهَا عَلَى الْقِيَاسِ لُغَةٌ. ومَسْقِطُ الرَّمْلِ: حَيْثُ يَنْتَهِي إِليه طرَفُه. وسِقاطُ النَّخْلِ: مَا سقَط مِنْ بُسْرِه. وسَقِيطُ السَّحابِ: البَرَدُ. والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يُقَالُ: أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة مِنَ السَّقِيطِ. والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وَكِلَاهُمَا مِنَ السُّقوط. وسَقِيطُ النَّدَى: مَا سقَط مِنْهُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
وليْلةٍ، يَا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ،
ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ،
…
طَعْمُ السُّرَى فِيهَا كطَعْمِ الخَلِ
وَمِثْلُهُ قَوْلُ هُدْبة بْنِ خَشْرَمٍ:
وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه،
…
تَرى السَّقْطَ فِي أَعْلامِه كالكَراسِفِ
والسَّقَطُ مِنَ الأَشياء: مَا تُسْقِطهُ فَلَا تَعْتَدُّ بِهِ مِنَ الجُنْد وَالْقَوْمِ وَنَحْوِهِ. والسُّقاطاتُ مِنَ الأَشياء: مَا يُتَهاون بِهِ مِنْ رُذالةِ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ وَنَحْوِهَا. والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ. والسَّقَطُ: مَا أُسْقِط مِنَ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء بِهِ عَلَى سِرْحانٍ، يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ فِي أَمر يُهْلِكُه. وَيُقَالُ لخُرْثِيِّ المَتاعِ: سَقَطٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وسقَطُ الْبَيْتِ خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عَنْ رَفِيعِ الْمَتَاعِ، وَالْجَمْعُ أَسْقاط. قَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نَحْوَ الإِبرة والفأْس والقِدْر وَنَحْوِهَا. وأَسْقاطُ النَّاسِ: أَوْباشُهم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، على المثل بذلك. وسَقَطُ الطَّعامِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَسْقُط مِنْهُ. والسَّقَطُ: مَا تُنُوول بَيْعُهُ مِنْ تابِلٍ وَنَحْوِهِ لأَن ذَلِكَ ساقِطُ القِيمة، وَبَائِعُهُ سَقَّاط. والسَّقَّاطُ: الَّذِي يَبِيعُ السَّقَطَ مِنَ المَتاعِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما: كَانَ لَا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ وَلَا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عَلَيْهِ
؛ هُوَ الَّذِي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وَهُوَ رَدِيئُه وحَقِيره. والبِيعةُ مِنَ البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ مِنَ الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ مِنَ الْبَيْعِ نَحْوَ السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بَعْضُهُمْ تَسْمِيَتَهُ سَقَّاطاً، وَقَالَ: لَا يُقَالُ سَقَّاط، وَلَكِنْ يُقَالُ صَاحِبُ سَقَطٍ. والسُّقاطةُ: مَا سَقَط مِنَ الشَّيْءِ. وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط مِنْكَ إِليه وَمِنْهُ إِليك. وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ لَهُ الآخَرُ، فإِذا سَكَتَ تحدَّثَ الساكِتُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ:
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه
…
جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف
وسَقَطَ إِليَّ قَوْمٌ: نَزَلُوا عليَّ. وَفِي حَدِيثِ
النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ: فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ لَهُ
أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه. وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يُكَنَّى بِهِ عَنِ النُّزُولِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش فِي ظُلُلاتِها
…
سَواقِطُ مِنْ حَرٍّ، وَقَدْ كَانَ أَظْهَرا
وسَقَطَ عَنْكَ الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كأَنه ضِدُّ. والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ فِي الْقَوْلِ والحِساب والكِتاب. وأَسْقَطَ وسَقَطَ فِي كَلَامِهِ وَبِكَلَامِهِ سُقوطاً: أَخْطأَ. وتكلَّم فَمَا أَسْقَطَ كَلِمَةً، وَمَا أَسْقَط حَرْفًا وَمَا أَسْقَط فِي كَلِمَةٍ وَمَا سَقَط بِهَا أَي مَا أَخْطأَ فِيهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ تَكلَّم بِكَلَامٍ فَمَا سَقَطَ بِحَرْفٍ وَمَا أَسْقَطَ حَرْفاً، قَالَ: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ دَخَلْتُ بِهِ وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ بِهِ وأَخْرَجْتُه وعَلوْت بِهِ وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ بِهِ ظَنّاً وأَسأْتُ بِهِ الظنَّ، يُثْبتون الأَلف إِذا جَاءَ بالأَلف وَاللَّامِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك:
فأَسْقَطُوا لَهَا بِهِ
يَعْنِي الجارِيةَ أَي سَبُّوها وَقَالُوا لَهَا مِنْ سَقَط الكلامِ، وَهُوَ رَدِيئُهُ، بِسَبَبِ حَدِيثِ الإِفْك. وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه عَلَى أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يَكْذِبَ أَو يَبُوحَ بِمَا عِنْدَهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
وَلَقَدْ تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا
…
حَجِئاً بِسِرِّكِ، يَا أُمَيْمَ، ضَنِينا «3»
والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وَكَذَلِكَ السِّقاطُ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ:
كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَ ما
…
جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِيَزِيدَ بْنِ الجَهْم الهِلالي:
رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي،
…
وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: كُتب إِليه أَبيات فِي صَحِيفَةٍ مِنْهَا:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ مِنْ سُلَيْمٍ
…
مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى
أَي عثَراتِها وزَلَّاتِها. والعَذارى: جُمْعُ عَذْراء. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَلِيلُ العِثار، وَمِثْلُهُ قَلِيلُ السِّقاطِ، وإِذا لَمْ يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يُقَالُ: ساقِطٌ، وأَنشد بَيْتَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ. وأَسقط فُلَانٌ مِنَ الْحِسَابِ إِذا أَلقى. وَقَدْ سقَط مِنْ يَدِي وسُقِطَ فِي يَدِ الرَّجُلِ: زَلَّ وأَخْطأَ، وَقِيلَ: نَدِمَ. قَالَ الزجّاجُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّادِمِ عَلَى مَا فَعَلَ الحَسِر عَلَى مَا فرَطَ مِنْهُ: قَدْ سُقِط في يده وأُسْقِط. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَا يُقَالُ أُسقط، بالأَلف، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: ضرَبوا بأَكُفِّهم عَلَى أَكفهم مِنَ النَّدَم، فإِن صَحَّ ذَلِكَ فَهُوَ إِذاً مِنَ السُّقُوطِ، وَقَدْ قُرِئَ:
سقَط فِي أَيديهم
، كأَنه أَضمر النَّدَمَ أَي سقَط الندمُ فِي أَيديهم كَمَا تَقُولُ لِمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ وإِن كَانَ مِمَّا لَا يَكُونُ فِي الْيَدِ: قَدْ حَصل فِي يَدِهِ مِنْ هَذَا مكروهٌ، فَشَبَّهَ مَا يحصُل فِي الْقَلْبِ وَفِي النفْس بِمَا يَحْصُلُ فِي الْيَدِ ويُرى بِالْعَيْنِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
: يُقَالُ سُقط فِي يَدِهِ وأُسقط مِنَ النَّدَامَةِ، وسُقط أَكثر وأَجود. وخُبِّر فُلَانٌ خَبراً فسُقط فِي يَدِهِ وأُسقط. قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّادِمِ عَلَى مَا فَعَلَ الحسِرِ عَلَى مَا فرَط مِنْهُ: قَدْ سُقط فِي يَدِهِ وأُسقط. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما حَسَّنَ قَوْلَهُمْ سُقط فِي يَدِهِ، بِضَمِّ السِّينِ، غَيْرُ مُسَمًّى فَاعِلُهُ الصفةُ الَّتِي هِيَ فِي يَدِهِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:
فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ فِي حَجَراتِه،
…
ولكنْ حَدِيثاً، مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟
أَي صَاحَ المُنْتَهِبُ فِي حَجَراتِه، وَكَذَلِكَ الْمُرَادُ سقَط الندمُ فِي يَدِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه،
…
كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها
أَي تأْتي لَذَّاتُهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، أَراد أَنه كَثِيرُ اللَّذَّاتِ:
وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه،
…
حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها
أَرادَ أَن بِهَا أَصوات الْجِنِّ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى:
وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ
، وَقُرِئَ: تُساقِطْ
وتَسّاقَطْ
، فَمَنْ قرأَه بِالْيَاءِ فَهُوَ الجِذْعُ، وَمَنْ قرأَه بِالتَّاءِ فهي النخلةُ، وانتصابُ قَوْلِهِ رُطَباً جَنِيًّا عَلَى التَّمْيِيزِ المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فَلَمَّا حُوِّلَ الْفِعْلُ إِلى الْجِذْعِ خَرَجَ الرطبُ مفسِّراً؛
(3). قوله [حجئاً] أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً، وهو الكتوم للسر.
قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَلَوْ قرأَ قَارِئٌ تُسْقِطْ عَلَيْكِ رُطباً يَذْهَبُ إِلى النَّخْلَةِ، أَو قرأَ يُسْقِطْ عَلَيْكِ يَذْهَبُ إِلى الْجِذْعِ، كَانَ صَوَابًا. والسَّقَطُ: الفَضيحةُ. والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛ الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، والأُنثى سَقِيطةٌ. والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ فِي حسَبِه ونفْسِه، وَقَوْمٌ سَقْطَى وسُقّاطٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُهُ السَّواقِطُ؛ وأَنشد:
نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ
وَيُقَالُ للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. والسَّقِيطُ: الرَّجُلُ الأَحمق. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ:
مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم
أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم. والساقِط: المتأَخِّرُ عَنِ الرِّجَالِ. وَهَذَا الْفِعْلُ مَسْقَطةٌ للإِنسان مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ: وَهُوَ أَن يأْتي بِمَا لَا يَنْبَغِي. والسِّقاطُ فِي الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. والسِّقاطُ فِي الْفَرَسِ: أَن لَا يَزالَ مَنْكُوباً، وَكَذَلِكَ إِذا جَاءَ مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه ليساقِط الشَّيْءَ «1» أَي يَجِيءُ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ؛ وأَنشد قَوْلَهُ:
بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه
…
وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ
ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جَاءَ مُسْتَرْخِيًا. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا سَبَقَ الْخَيْلَ: قَدْ ساقَطَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ،
…
عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ،
وهَذَّ تَقْرِيباً مَعَ التَّجْلِيحِ
المَنِيحُ: الَّذِي لَا نَصِيبَ لَهُ. وَيُقَالُ: جَلَّحَ إِذا انكشَف لَهُ الشأْنُ وغَلب؛ وَقَالَ يَصِفُ الثَّوْرَ:
كأَنَّه سِبْطٌ مِنَ الأَسْباطِ،
…
بَيْنَ حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ
السِّبْطُ: الفِرْقةُ مِنَ الأَسْباط. بَيْنَ حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَب. وسُقّاطٌ: جَمْعُ الساقِط، وَهُوَ المُتَدَلِّي. والسَّواقِطُ: الَّذِينَ يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ، والسِّقاطُ: مَا يَحْمِلُونَهُ مِنَ التَّمْرِ. وَسَيْفٌ سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وَذَلِكَ إِذا قَطَعَها ثُمَّ وصَل إِلى مَا بَعْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي يَقُدُّ حَتَّى يَصِل إِلى الأَرض بَعْدَ أَن يَقْطَعَ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهذلي:
كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،
…
يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي
وَقَدْ تقدَّم فِي سَرَطَ، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ. والسُّراطِيُّ: القاطعُ. والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط مَنْ وَرَاءَ الضَّرِيبة يَقْطَعُهَا حَتَّى يَجُوزَ إِلى الأَرض. وسِقْطُ السَّحابِ: حَيْثُ يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ عَلَى الأَرض فِي نَاحِيَةِ الأُفُق. وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه. وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه: جَناحاه، وَقِيلَ: سِقْطا جَناحَيْه مَا يَجُرُّ مِنْهُمَا عَلَى الأَرض. يُقَالُ: رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه.
(1). قوله [ليساقط الشيء] كذا بالأصل، والذي في الأساس: وإنه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ.
والسِّقْطانِ مِنَ الظَّلِيمِ: جَناحاه؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعي:
حَتَّى إِذا مَا أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ
…
عَنْهُ نَعامةُ ذِي سِقْطَيْن مُعْتَكِر
فإِنه عَنَى بِالنَّعَامَةِ سَواد اللَّيْلِ، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وَهُوَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ؛ يَقُولُ: إِنَّ الليلَ ذَا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وَقَالَ الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذِي سِقطين، وسِقاطا اللَّيْلِ: ناحِيتا ظَلامِه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ فَرَسًا:
جافِي الأَيادِيمِ بِلَا اخْتِلاطِ،
…
وبالدِّهاسِ رَيِّث السِّقاطِ
قَوْلُهُ: رَيِّثُ السِّقَاطِ أَي بَطِيءٌ أَي يَعْدو «1» فِي الدِّهاسِ عَدْواً شَدِيدًا لَا فُتورَ فِيهِ. وَيُقَالُ: الرَّجُلُ فِيهِ سِقاطٌ إِذا فَتَر فِي أَمره ووَنَى. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يَقُولُ: تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: بِهَذِهِ الأَظْرُبِ السَّواقِطِ
أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللَّاطئةِ بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ
سَعْدٍ، رضي الله عنه: كَانَ يُساقِطُ فِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم
، أَي يَرْوِيهِ عَنْهُ فِي خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بِالْحَدِيثِ عَنْ رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مِنْ أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه شَرِبَ مِنَ السَّقِيطِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ المتأَخرين فِي حَرْفِ السِّينِ، وَفَسَّرَهُ بالفَخّارِ، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ لُغةً وَرِوَايَةً الشينُ الْمُعْجَمَةُ، وَسَيَجِيءُ، فأَمّا السَّقِيطُ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ الثَّلْجُ والجَلِيدُ.
سقلط: السَّقْلاطُون: نوعٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَيضاً فِي النُّونِ فِي تَرْجَمَةِ سقلطن كما وجدناه.
سلط: السَّلاطةُ: القَهْرُ، وَقَدْ سَلَّطَه اللهُ فتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ، وَالِاسْمُ سُلْطة، بِالضَّمِّ. والسَّلْطُ والسَّلِيطُ: الطويلُ اللسانِ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وِ سِلِطانةٌ، وَقَدْ سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً، وَلِسَانٌ سَلْطٌ وسَلِيطٌ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ سَلِيطٌ أَي فَصِيحٌ حَدِيدُ اللِّسَانِ بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ. يُقَالُ: هُوَ أَسْلَطُهم لِساناً، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة. التَّهْذِيبِ: وإِذا قَالُوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنها حَدِيدَةُ اللِّسَانِ، وَالثَّانِي أَنها طَوِيلَةُ اللِّسَانِ. اللَّيْثُ: السَّلاطةُ مَصْدَرُ السَّلِيط مِنَ الرِّجَالِ والسلِيطةِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْفِعْلُ سَلُطَتْ، وَذَلِكَ إِذا طَالَ لسانُها واشتدَّ صَخَبُها. ابْنُ الأَعرابي: السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ، والسَّلِيطُ عِنْدَ عَامَّةِ الْعَرَبِ الزيْتُ، وَعِنْدَ أَهل الْيَمَنِ دُهْنُ السِّمْسِم؛ قَالَ امْرُؤٌ الْقَيْسَ:
أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ
وَقِيلَ: هُوَ كلُّ دُهْنٍ عُصِر مِنْ حَبٍّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دُهن السِّمْسِمِ هُوَ الشَّيْرَجُ والحَلُّ؛ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ:
يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِيطِ،
…
لَمْ يَجْعَلِ اللهُ فِيهِ نُحاسا
قَوْلُهُ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاساً أَي دُخاناً دَلِيلٌ عَلَى أَنه
(1). قوله [أي يعدو إلخ] كذا بالأصل.
الزَّيْتُ لأَن السَّلِيطَ لَهُ دُخان صالِحٌ، وَلِهَذَا لَا يُوقد فِي الْمَسَاجِدِ والكنائِس إِلا الزيتُ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
ولكِنْ دِيافِيُّ أَبُوه وأُمُّه،
…
بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ
وحَوْرانُ: مِنَ الشَّامِ والشأْم لَا يُعْصَرُ فِيهَا إِلا الزيتُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: رأَيت عَلِيًّا وكأَنَّ عَيَنَيْه سِراجا سَلِيطٍ
؛ هُوَ دُهْن الزيتِ. والسُّلْطانُ: الحُجَّةُ والبُرْهان، وَلَا يُجْمَعُ لأَن مَجْرَاهُ مَجْرى المصدرِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: هُوَ مِنَ السلِيط. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ*
، أَي وحُجَّةٍ بَيِّنةٍ. والسُّلطان إِنما سُمِّيَ سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللهِ فِي أَرضه، قال: واشتاق السُّلْطَانِ مِنَ السَّليط، قَالَ: والسليطُ مَا يُضاء بِهِ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلزَّيْتِ: سَلِيطٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ
، أَي حَيْثُمَا كُنْتُمْ شاهَدْتم حُجَّةً لِلَّهِ تعالى وسُلطاناً يَدُلُّ عَلَى أَنه وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وصَفاء الْقَوَارِيرِ، قَالَ: وَكُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
، مَعْنَاهُ ذَهَبَ عَنِّي حجتُه. والسلطانُ: الْحُجَّةُ وَلِذَلِكَ قِيلَ للأُمراء سَلاطين لأَنهم الَّذِينَ تُقَامُ بِهِمُ الْحُجَّةُ والحُقوق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ
، أَي مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حُجَّةٍ كَمَا قَالَ: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ*
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ أَي مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حُجَّةٍ يُضِلُّهم بِهَا إِلَّا أَنَّا سَلَّطْناه عَلَيْهِمْ لِنَعْلَمَ مَن يُؤمن بِالْآخِرَةِ. والسُّلْطانُ: الْوَالِي، وَهُوَ فُعْلان، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ السَّلاطِينُ. والسُّلْطان والسُّلُطانُ: قُدْرةُ الملِك، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السُّلْطَانُ مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: قَضَتْ بِهِ عَلَيْهِ السُّلْطانُ، وَقَدْ آمَنَتْه السُّلْطان. قَالَ الأَزهري: وَرُبَّمَا ذُكِّر السُّلْطَانُ لأَن لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بِسُلْطانٍ مُبِينٍ*
. وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذَلِكَ لَهُ وإِن لَمْ يَكُنْ مَلِكاً، كَقَوْلِكَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ سُلطاناً عَلَى أَخذ حقِّي مِنْ فُلَانٍ، وَالنُّونُ فِي السُّلْطَانِ زَائِدَةٌ لأَن أَصل بِنَائِهِ السلِيطُ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي السُّلْطَانُ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ سُمِّيَ سُلْطَانًا لتَسْلِيطِه، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ سُمِّيَ سُلْطَانًا لأَنه حُجَّةٌ مِنْ حُجَج اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: السُّلْطَانُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْحُجَّةُ، وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَمَنْ ذَكَّرَ السُّلْطَانَ ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الرَّجُلِ، وَمَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْحُجَّةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: مَنْ ذَكَّرَ السُّلْطَانَ ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْوَاحِدِ، وَمَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْجَمْعِ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ وَاحِدِهُ سَلِيطٌ، فسَلِيطٌ وسُلْطان مِثْلُ قَفِيزٍ وقُفْزانٍ وبَعير وبُعران، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ هَذَا غَيْرُهُ. والتسْلِيطُ: إِطلاق السُّلْطانِ وَقَدْ سلَّطه اللَّهُ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ
. وسُلْطانُ الدَّم: تبيُّغُه. وسُلْطانُ كُلِّ شَيْءٍ: شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه، قِيلَ مِنَ اللسانِ السَّليطِ الحدِيدِ. قَالَ الأَزهري: السَّلاطة بِمَعْنَى الحِدَّةِ، قَدْ جَاءَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نُصُلًا محدَّدة:
سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ
وَحَافِرٌ سَلْطٌ وسَلِيطٌ: شَدِيدٌ. وإِذا كَانَ الدابةُ وَقاحَ الْحَافِرِ، والبعيرُ وَقاحَ الخُفِّ، قِيلَ: إِنَّهُ لَسلْط الْحَافِرِ، وَقَدْ سَلِطَ يَسْلَطُ سَلاطةً كَمَا يُقَالُ لِسَانٌ سَلِيطٌ وسَلْطٌ، وَبَعِيرٌ سَلْطُ الْخُفِّ كَمَا يُقَالُ دَابَّةٌ
سَلْطةُ الْحَافِرِ، والفعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَلُطَ سَلاطةً؛ قَالَ أُميَّة بْنُ أَبي الصلْت:
إِنَّ الأَنامَ رَعايا اللهِ كلُّهُمُ،
…
هُوَ السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِرُ
قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ الْقَاهِرُ مِنَ السَّلاطة، قَالَ: وَيُرْوَى السِّلِيطَطُ وَكِلَاهُمَا شاذٌّ. التَّهْذِيبِ: سَلِيطَطٌ جَاءَ فِي شِعْرِ أُمية بِمَعْنَى المُسَلَّطِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَتُهُ. والسِّلْطةُ: السهْمُ الطويلُ، وَالْجَمْعُ سِلاطٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً، وليْسَتْ
…
بمُرْهَفةِ النِّصالِ، وَلَا سِلاطِ
قَوْلُهُ كأَوْب الدَّبْرِ يَعْنِي النصالَ، وَمَعْنَى غَامِضَةً أَي أُلْطِفَ حَدُّها حَتَّى غمَضَ أَي لَيْسَتْ بمرْهَفات الخِلقة بَلْ هِيَ مُرهفات الحدِّ. والمَسالِيطُ: أَسنان الْمَفَاتِيحِ، الْوَاحِدَةُ مِسْلاطٌ. وسَنابِكُ سَلِطاتٌ أَي حِدادٌ؛ قَالَ الأَعشى:
هُوَ الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ،
…
كالنَّخل طافَ بِهَا المُجْتَزِمْ
وكلِّ كُمَيْتٍ، كجِذْعِ الطَّرِيقِ،
…
يَجْرِي عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ
المُجْتَزِمُ: الخارِصُ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو المُجْترِم، بِالرَّاءِ، أَي الصارِمُ.
سلنط: ابْنُ بُزُرْجَ: اسْلَنْطَأْتُ أَي ارْتَفعت إِلى الشَّيْءِ أَنظر إِليه.
سمط: سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً، فَهُوَ مَسْموط وسَمِيطٌ: نتَفَ عَنْهُ الصوفَ ونظَّفه مِنَ الشَّعْرِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ ليَشْوِيَه، وَقِيلَ: نتَف عَنْهُ الصوفَ بَعْدَ إِدْخاله فِي الْمَاءِ الْحَارِّ؛ الليْثُ: إِذا مُرِط عَنْهُ صُوفُه ثُمَّ شُوِي بإِهابه فَهُوَ سَمِيطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا أَكَل شَاةً سَمِيطًا
أَي مَشْوِيَّة، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، وأَصل السَّمْطِ أَن يُنْزَعَ صُوفُ الشاةِ الْمَذْبُوحَةِ بِالْمَاءِ الحارِّ، وإِنما يَفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ فِي الْغَالِبِ لتُشْوى. وسَمَطَ الشيءَ سَمْطاً: عَلَّقَه. والسِّمْطُ: الخَيْطُ مَا دَامَ فِيهِ الخَرَزُ، وإِلا فَهُوَ سِلْكٌ. والسِّمْطُ: خَيْطُ النظْمِ لأَنه يُعَلَّقُ، وَقِيلَ: هِيَ قِلادةٌ أَطولُ مِنَ المِخْنقةِ، وَجَمْعُهُ سُموطٌ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السِّمْطُ الْخَيْطُ الْوَاحِدُ المنْظومُ، والسِّمْطانِ اثْنَانِ، يُقَالُ: رأَيت فِي يَدِ فُلَانَةَ سِمْطاً أَي نَظْماً وَاحِدًا يُقَالُ لَهُ: يَكْ رَسَنْ، وإِذا كَانَتِ الْقِلَادَةُ ذَاتَ نَظْمَيْنِ فَهِيَ ذاتُ سِمْطَينِ؛ وأَنشد لِطَرَفةَ:
وَفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ،
…
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
والسِّمْطُ: الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ عَلَى عَجُزِ فَرَسِهِ، وَقِيلَ: سَمَّطَها. والسِّمْطُ: وَاحِدُ السُّمُوطِ، وَهِيَ سُيور تُعَلَّقُ مِنَ السرْجِ. وسَمَّطْتُ الشيءَ: عَلَّقْتُه عَلَى السُّموطِ تَسْمِيطاً. وسَمَّطْتُ الشَّيْءَ: لَزِمْتُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ، ونَغْتَدي
…
سَواءَيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرِينِ
أَي تَعاليْ نَلْزَمْ حُبّنا وإِن كَانَ عَلَيْنَا فِيهِ ضِيقة. والمُسَمَّطُ مِنَ الشِّعر: أَبيات مَشْطورة يَجْمَعُهَا قَافِيَةٌ
وَاحِدَةٌ، وَقِيلَ: المُسَمَّطُ مِنَ الشِّعْرِ مَا قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ فِي قَافِيَةٍ مُخَالِفَةٍ؛ يُقَالُ: قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لِبَعْضِ المحدَثين:
وشَيْبَةٍ كالقَسِمِ غَيَّر سُودَ اللِّمَمِ
…
داوَيْتُها بالكَتَمِ زُوراً وبُهْتانا
وَقَالَ الليْثُ: الشِّعْرُ المُسَمَّط الَّذِي يَكُونُ فِي صَدْرِ الْبَيْتِ أَبيات مَشْطورة أَو مَنْهوكة مُقَفّاة، وَيَجْمَعُهَا قَافِيَةٌ مُخالِفةٌ لَازِمَةٌ للقَصِيدَةِ حَتَّى تنقَضي؛ قَالَ: وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ فِي قَصِيدَتَيْنِ سِمْطِيَّتَينِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ تُسَمَّيَانِ السِّمْطَيْنِ، وَصَدْرُ كُلِّ قَصِيدَةٍ مِصْراعانِ فِي بَيْتٍ ثُمَّ سَائِرُهُ ذُو سُموط، فَقَالَ فِي إِحداهما:
ومُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه،
…
أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه،
فجَعْتُ بِهِ فِي مُلْتَقَى الخيْلِ خيْلَه،
…
«2» تركتُ عِتاقَ الطير تحْجُلُ حَوْلَه
كأَنَّ، عَلَى سِرْبالِه، نَضْحَ جِرْيالِ
وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ مُسَمَّطَ امْرِئِ الْقَيْسِ:
توَهَّمْتُ مِنْ هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ،
…
عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر فِي الزَّمن الْخَالِي
مَرابعُ مِنْ هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ،
…
يَصِيحُ بمَغْناها صَدًى وعَوازِفُ
وغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ،
…
وكلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ
بأَسْحَمَ مِنْ نَوْءِ السِّماكَينِ هَطَّالِ
وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ:
خَيالٌ هاجَ لِي شَجَنا،
…
فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا،
عَمِيدَ القلْبِ مُرْتَهَنا،
…
بذِكْرِ اللهْوِ والطَّرَبِ
سَبَتْني ظَبْيَةٌ عَطِلُ،
…
كأَنَّ رُضابَها عَسَلُ،
يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ،
…
بنَيْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ
يَجُولُ وِشاحُها قَلَقا،
…
إِذا مَا أُلْبِسَتْ، شَفَقا،
رقاقَ العَصْبِ، أَو سَرَقا
…
مِن المَوْشِيَّةِ القُشُبِ
يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها،
…
ويُصْبي العَقْلَ مَنْطِقُها،
وتُمْسِي مَا يُؤَرِّقُها
…
سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ
وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ قَوْلُهُمْ لِمَنْ يَجُوزُ حكمُه: حكمُكَ مُسَمَّطاً، قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَهُوَ على مَذهب لك حكمُك مُسَمَّطًا أَي مُتَمَّماً إِلا أَنهم يَحْذِفُونَ مِنْهُ لَكَ، يُقَالُ: حُكْمُكَ مُسَمَّطًا أَي متمَّماً، مَعْنَاهُ لَكَ حكمُك وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَحْذُوفًا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ حُكْمُكَ مُسَمَّطًا، قَالَ: مَعْنَاهُ مُرْسَلًا يَعْنِي به جائزاً. والمُسَمَّطُ: المُرْسَل الَّذِي لَا يُرَدُّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَخُذْ حقَّك مُسَمَّطًا أَي سَهْلًا مُجوّزاً نَافِذًا. وَهُوَ لَكَ مُسَمَّطًا أَي هَنِيئًا. وَيُقَالُ: سَمَّطَ لِغَرِيمه إِذا أَرسله. وَيُقَالُ: سَمَطْتُ الرجلَ يَمِينًا عَلَى حَقِّي أَي اسْتَحلفته وَقَدْ سمَط هُوَ عَلَى الْيَمِينِ يَسْمطُ أَي حَلَفَ. وَيُقَالُ:
(2). قوله [ملتقى الخيل] في القاموس: ملتقى الحي.
سَبَطَ فُلَانٌ عَلَى ذَلِكَ الأَمر يَمِينًا، وسمَط عَلَيْهِ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ، أَي حَلَفَ عَلَيْهِ. وَقَدْ سَمَطْتَ يَا رجلُ عَلَى أَمْرٍ أَنْت فِيهِ فاجِر، وَذَلِكَ إِذا وكَّدَ الْيَمِينَ وأَحْلَطَها. ابْنُ الأَعرابي: السّامِطُ الساكِتُ، والسَّمْط السُّكُوتُ عَنِ الفُضولِ. يُقَالُ: سَمَطَ وسمَّطَ وأَسْمَطَ إِذا سَكَتَ. والسِّمْطُ: الدَّاهِي فِي أَمره الخَفِيفُ فِي جِسْمِه مِنَ الرِّجَالِ وأَكثر مَا يُوصَف بِهِ الصَّيّادُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للعَجَّاجِ:
جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا،
…
سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لرؤبة وصواب إِنشاده سِمْطاً، بِالْكَسْرِ «1» ، لأَنه هُنَا الصَّائِدُ؛ شُبِّهَ بالسّمْطِ مِنَ النِّظامِ فِي صِغَر جِسمه، وسِمْطاً بَدَلٌ مِنَ الضَّآبِلِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي الصَّيَّادَ كأَنه نِظام فِي خِفَّتِهِ وهُزالِه. والزّعابِلُ: الصِّغَارُ. وأَورد هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ زَعْبَلَ، وَقَالَ: السَّمْطُ الْفَقِيرُ؛ وَمِمَّا قَالَهُ رُؤْبَةُ فِي السِّمْطِ الصَّائِدِ:
حَتَّى إِذا عايَنَ رَوْعاً رَائِعَا
…
كِلابَ كَلَّابٍ وسِمْطاً قابِعا
وَنَاقَةٌ سُمُطٌ وأَسْماطٌ: لَا وَسْم عَلَيْهَا كَمَا يُقَالُ نَاقَةٌ غُفْلٌ. وَنَعْلٌ سُمُطٌ وَسَمَطٌ «2» وسَمِيطٌ وأَسْماطٌ: لَا رُقْعةَ فِيهَا، وَقِيلَ: لَيْسَتْ بمَخْصُوفةٍ. والسَّمِيطُ مِنَ النَّعْلِ: الطّاقُ الْوَاحِدُ وَلَا رُقْعةَ فِيهَا؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:
فأَبْلِعْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا
…
حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطا
وَشَاهِدُ الأَسْماط قولُ لَيْلَى الأَخْيلية:
شُمُّ العَرانِينِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ،
…
بِيضُ السَّرابيلِ لَمْ يَعْلَقْ بِهَا الغَمَرُ
وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَلِيطٍ: رأَيت لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، نَعْل أَسْماطٍ
، هُوَ جَمْعُ سَميطٍ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وسَراويل أَسماطٌ: غَيْرُ مَحْشُوّةٍ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ طَاقًا وَاحِدًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد بَيْتَ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السِّمْطُ الثَّوْبُ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ بطانةُ طَيْلَسانٍ أَو مَا كَانَ مِنْ قُطن، وَلَا يُقَالُ كِساء سِمْطٌ وَلَا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لَا تُبَطَّن؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْمِلْحَفَةِ إِزارَ الليلِ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ اللِّحافَ والمِلْحفة إِذا كَانَ طَاقًا وَاحِدًا. والسَّمِيطُ والسُّمَيْطُ: الآجُرُّ القائمُ بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ بَرَاسْتَقْ. وسَمَطَ اللبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً: ذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاوةُ الحلَب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ تَغَيُّرِه، وَقِيلَ: السامِطُ مِنَ اللبَنِ الَّذِي لَا يُصَوِّتُ فِي السِّقاء لطَراءتِه وخُثُورَتِه؛ قَالَ الأَصمعي: المَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ مَا لَمْ يُخالِطه ماءٌ حُلواً كَانَ أَو حامِضاً، فإِذا ذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاوَةُ الحلَب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طعمُه فَهُوَ سامِطٌ، فَإِنْ أَخذ شَيْئًا مِنَ الرِّيح فَهُوَ خامِطٌ، قَالَ: والسامِطُ أَيضاً الماءُ المُغْلَى الَّذِي يَسْمُطُ الشَّيْءَ. والسامِطُ: المُعَلِّقُ الشَّيْءَ بحَبْل خلْفَه مِنَ السُّمُوطِ؛ قَالَ الزَّفَيانُ:
كأَن أَقْتادِيَ والأَسامِطا
(1). قوله [سمطاً بالكسر] تقدم ضبطه في مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهري.
(2)
. قوله [سمط وسمط] الأولى بضمتين كما صرح به القاموس وضبط في الأصل أَيضاً، والثانية لم يتعرض لها في القاموس وشرحه ولعلها كقفل.
وَيُقَالُ: نَاقَةٌ سُمُطٌ لَا سِمَةَ عَلَيْهَا، وَنَاقَةٌ عُلُطٌ مَوْسُومة. وسَمَطَ السكّينَ سَمْطاً: أَحَدَّها؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسِماطُ القومِ: صَفُّهُم. وَيُقَالُ: قامَ القومُ حولَه سِماطَيْنِ أَي صفَّين، وكلُّ صفٍّ مِنَ الرِّجَالِ سِماطٌ. وسُموطُ العِمامةِ: مَا أُفْضِلَ مِنْهَا عَلَى الصَّدْرِ والأَكتاف. والسِّماطانِ مِنَ النحْلِ «1» والناسِ: الجانِبانِ، يُقَالُ: مشَى بَيْنَ السِّماطينِ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان:
حَتَّى سَلِمَ مِنْ طَرفِ السِّماطِ
؛ السِّماطُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والنحْل، وَالْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ الْجَمَاعَةُ الَّذِينَ كَانُوا جُلُوسًا عَنْ جَانِبَيْهِ. وسِماطُ الْوَادِي: مَا بَيْنَ صَدْرِه ومُنْتهاه. وسِمْط الرَّمْلِ: حَبْلُه؛ قَالَ:
فَلَمَّا غَدا اسْتَذْرَى لَهُ سِمْط رَمْلةٍ
…
لِحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ «2»
وسِمْطٌ وسُمَيطٌ: اسْمَانِ. وأَبو السِّمْطِ: مِنْ كُنَاهُمْ؛ عن اللحياني.
سَمْعَطَ: اسْمَعَطَّ العَجاجُ اسْمِعْطاطاً إِذا سَطَعَ. الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امْتَلأَ غَضَبًا، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذكَر الرَّجُلِ إِذا اتْمَهلَّ.
سنط: السِّنْطُ: المَفْصِلُ بَيْنَ الكَفِّ والساعِدِ. وأَسْنَعَ الرجلُ إِذا اشْتَكَى سِنْعَه أَي سِنْطَه، وَهُوَ الرُّسْغ. والسَّنْطُ: قَرْظٌ يَنْبُت فِي الصَّعِيدِ وَهُوَ حطَبُهم، وَهُوَ أَجْوَدُ حطَبٍ اسْتَوْقَد بِهِ الناسُ، يَزْعُمُونَ أَنه أَكْثره نَارًا وأَقلُّه رَماداً؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: أَخبرني بِذَلِكَ الْخَبِيرُ، قَالَ: ويَدْبُغون بِهِ، وَهُوَ اسْمٌ أَعجمي. والسِّناطُ والسُّناطُ والسَّنُوطُ، كُلُّهُ: الَّذِي لَا لِحْيَة لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا شَعرَ فِي وَجْهِهِ البَتَّةَ، وَقَدْ سَنُطَ فِيهِنَّ. التَّهْذِيبُ: السّناطُ الكَوْسَج، وَكَذَلِكَ السَّنُوطُ والسَّنُوطِيُّ، وَفِعْلُهُ سَنُطَ وَكَذَلِكَ عَامَّةُ مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ فِعالٍ، وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ ثُلَاثِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: السُّنُطُ الخَفِيفو العَوارِض وَلَمْ يَبْلُغُوا حَالَ الكَواسِج؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الواحدُ سَنُوط، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ الَّذِي لَا لِحْيَةَ لَهُ أَصلًا. ابْنُ بَرِّيٍّ: السِّناطُ يُوصفُ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهُمْ، سِناطُ
…
لَيْس لَهُمْ فِي نَسَبٍ رِباطُ،
وَلَا إِلى حَبْلِ الهُدَى صِراطُ،
…
فالسَّبُّ والعارُ بِهِمْ مُلْتاطُ
وَيُقَالُ مِنْهُ: سَنُطَ الرجلُ وسَنِطَ سَنَطاً، فَهُوَ سِناط. وسَنُوطٌ: اسْمُ رَجُلٍ مَعْرُوفٍ.
سوط: السَّوْطُ: خَلْطُ الشَّيْءِ بَعْضِه بِبَعْضٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المِسْواطُ. وساطَ الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه: خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذَلِكَ. وخصَّ بعضُهم بِهِ القِدْرَ إِذا خُلِطَ مَا فِيهَا. والمِسْوَطُ والمِسْواطُ: مَا سِيطَ بِهِ. واسْتَوَطَ هُوَ: اخْتَلَطَ، نَادِرٌ. وَفِي حَدِيثِ
سَوْدة: أَنه نظَرَ إِليها وَهِيَ تَنْظُرُ فِي رَكْوةٍ فِيهَا مَاءٌ فنَهاها وَقَالَ: إِني أَخافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ المِسْوطَ
، يَعْنِي الشيْطانَ، سُمِّيَ به من ساطَ
(1). قوله [من النحل] هو بالحاء المهملة بالأصل وشرح القاموس والنهاية.
(2)
. قوله [فلما غدا إلخ] قال في الأساس بعد أَن نسبه للطرماح: أَراد به الصائد، جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.
القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ يُحَرّكُ بِهَا مَا فِيهَا ليخْتَلِطَ، كأَنه يُحَرِّك النَّاسَ للمعصيةِ وَيَجْمَعُهُمْ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر
، وَحَدِيثُهُ مَعَ فاطمةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا:
مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي
أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
لكِنَّها خُلَّةٌ، قدْ سِيطَ مِنْ دَمِها
…
فَجْعٌ وَوَلْعٌ، وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ
أَي كأَنَّ هَذِهِ الأَخْلاقَ قَدْ خُلِطَتْ بِدَمِهَا. وَفِي حَدِيثِ
حَلِيمةَ: فشَقّا بَطْنَه فَهُمَا يَسُوطانِه.
وسَوَّطَ رَأْيَه: خَلَّطَه. واسْتَوَطَ عَلَيْهِ أَمرُه: اضْطَرَبَ. وأَمْوالُهم بَيْنَهُمْ سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي مُخْتلِطةٌ. وإِذا خَلَّط الإِنسانُ فِي أَمره قِيلَ: سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً؛ وأَنشد:
فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي، غَيرَ مُوَفَّقٍ،
…
فَلَسْتَ عَلَى تَسْوِيطِها بِمُعانِ
وَسُمِّيَ السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ بِهِ إِنسان أَو دَابَّةٌ خُلِطَ الدمُ باللحمِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَخْلِطُ الدَّمَ بِاللَّحْمِ ويَسُوطُه. وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبْتُ زَيْدًا سَوْطاً إِنما مَعْنَاهُ ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً بِسَوْطٍ، وَلَكِنْ طَرِيقُ إِعرابه أَنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةَ سَوْطٍ، ثُمَّ حُذِفَتِ الضَّرْبَةُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، وَلَوْ ذَهَبْتَ تتأَوّل ضَرَبْتُهُ سَوْطًا عَلَى أَن تقدَّر إِعرابه ضَرْبَةً بِسَوْطٍ كَمَا أَن مَعْنَاهُ كَذَلِكَ أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كَمَا يُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ وأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَنْبًا، فَتَحْتَاجُ إِلى اعْتذارٍ مِنْ حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ، وَقَدْ غَنِيتَ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بقوله إِنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ فِي ضَرْبَةِ سوطٍ، وَمَعْنَاهُ ضَرْبَةً بِسَوْطٍ، وَجَمْعُهُ أَسْواطٌ وسِياطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ الْبَقَرِ
؛ هُوَ جَمْعُ سَوْطٍ الَّذِي يُجْلَد بِهِ، والأَصل سِواطٌ، بِالْوَاوِ، فَقُلِبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا، وَيُجْمَعُ عَلَى الأَصل أَسْواطاً. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: فَجَعَلْنَا نضْرِبه بأَسْياطِنا وقِسيِّنا
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِالْيَاءِ وَهُوَ شَاذٌّ والقياسُ أَسْواطِنا، كَمَا يُقَالُ فِي جَمْعِ رِيحٍ أَرياح شَاذًّا وَالْقِيَاسُ أَرواحٌ، وَهُوَ المُطَّرِدُ الْمُسْتَعْمَلُ، وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي سِياط لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا، وَلَا كَسرةَ فِي أَسواط. وَقَدْ ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضَرَبْتَهُ بالسَّوْط؛ قَالَ الشَّماخ يَصِفُ فرسَه:
فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ
…
عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا
صَوَّبْتُه: حَمَلْتُهُ عَلَى الحُضرِ فِي صَبَبٍ مِنَ الأَرض. والصَّوْبُ: الْمَطَرُ، والغَبْيَةُ: الدُّفْعةُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النارَ السَّوَّاطونَ
؛ قِيلَ هُمُ الشُّرَطُ الَّذِينَ مَعَهُمُ الأَسْواط يَضْربون بِهَا النَّاسَ. وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضَرَبَهُ بالسوْطِ. وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه إِنما أَراد خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي بِهِ فَغَلَبْتُهُ، وَهَذَا فِي الجَواهِر قَلِيلٌ إِنما هُوَ فِي الأَعْراضِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ
؛ أَي نَصِيبَ عَذابٍ، وَيُقَالُ: شدَّته لأَن الْعَذَابَ قَدْ يَكُونُ بِالسَّوْطِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يُدْخَلُ فِيهِ السوْطُ جَرَى بِهِ الْكَلَامُ والمثَل، وَيُرْوَى أَن السوطَ مِنْ عَذَابِهِمُ الَّذِي يُعذّبون بِهِ فَجَرَى لِكُلِّ