الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخَسيس، وَقِيلَ: الْخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ. والوَشِيظُ: التَّابِعُ والحِلْفُ، والجمع أَوشاظ:
وعظ: الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ تَذْكِيرُكَ للإِنسان بِمَا يُلَيِّن قلبَه مِنْ ثَوَابٍ وعِقاب. وَفِي الْحَدِيثِ:
لأَجْعلنك عِظة
أَي مَوْعظة وعِبرة لِغَيْرِكَ، وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ
؛ لَمْ يَجِئْ بِعَلَامَةِ التأْنيث لأَنه غَيْرُ حَقِيقِيٍّ أَو لأَن الموعِظة فِي مَعْنَى الوَعْظ حَتَّى كأَنه قَالَ: فَمَنْ جَاءَهُ وَعْظٌ مِنْ رَبِّهِ، وَقَدْ وَعَظه وَعْظاً وعِظة، واتَّعَظَ هُوَ: قَبِل الْمَوْعِظَةَ، حِينَ يُذكر الْخَبَرُ وَنَحْوُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَعَلَى رأْس السِّرَاطِ واعظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ
، يَعْنِي حُجَجه الَّتِي تَنْهاه عَنِ الدُّخول فِيمَا مَنَعَهُ اللَّهُ مِنْهُ وحرَّمه عَلَيْهِ وَالْبَصَائِرُ الَّتِي جَعَلَهَا فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثُ أَيضاً:
يأْتي عَلَى الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فِيهِ الرِّبَا بِالْبَيْعِ والقَتلُ بِالْمَوْعِظَةِ
؛ قَالَ: هُوَ أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ بِهِ المُرِيب كَمَا قَالَ الْحَجَّاجُ فِي خُطْبَتِهِ: وأَقْتلُ الْبَرِيءَ بالسَّقِيم. وَيُقَالُ: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظ بِغَيْرِهِ والشقيُّ مَنِ اتَّعَظ بِهِ غَيْرُهُ. قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم الْمَعْرُوفَةِ: لَا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي وَلَا تَعِظيني؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ وَتَعَظْعَظِي وإِن كَانَ كَمُكَرَّرِ الْمُضَاعَفِ فأَصله مِنَ الْوَعْظِ كَمَا قَالُوا خَضْخَضَ الشيءَ فِي الْمَاءِ، وأَصله من خَضَّ.
وَقَظَ: الوَقِيظُ: الْمُثْبِتُ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهوض كالوَقِيذِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: أَمّا الْوَقِيظُ فإِن اللَّيْثَ ذَكَرَهُ فِي هَذَا الْبَابِ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنه حَوْض لَيْسَ لَهُ أَعضاد إِلا أَنه يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ وَتَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ الوَقْط، بِالطَّاءِ، وَقَدْ تقدَّم. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وُقِطَ فِي رأْسه
أَي أَنه أَدركه الثقل فوضَع رأْسه. يُقَالُ: ضَرَبَهُ فوَقَطَه أَي أَثْقلَه، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ بِمَعْنَاهُ كأَن الظَّاءَ فِيهِ عاقَبت الذَّالَ مِنْ وقَذْت الرجلَ أَقِذُه إِذا أَثْخَنْتَه بِالضَّرْبِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سُفْيَانَ وأُمية بْنِ أَبي الصلْت: قَالَتْ لَهُ هِند عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: يزعُم أَنه رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: فوَقَظَتْني
، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ، قَالَ: وأَظن الصَّوَابَ فوَقَذَتْني، بِالذَّالِ، أَي كسَرَتْني وهَدَّتني.
وَكَظَ: وكَظَ عَلَى الشَّيْءِ وواكَظَ: واظَبَ؛ قَالَ حُمَيْدٌ:
ووَكَظَ الجَهْدُ عَلَى أَكْظامِها
أَي دامَ وثَبَتَ. اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ مُواكِظٌ عَلَى كَذَا وواكِظٌ ومُواظِبٌ وواظِبٌ ومُواكِبٌ وواكِبٌ أَي مُثابِر، والمُواكَظةُ: المُداومَة عَلَى الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً، قَالَ مُجَاهِدٌ: مُواكِظاً. ومَرَّ يَكِظُه إِذا مَرَّ يطْرُد شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الواكِظُ الدَّافع. ووَكظَه يَكِظُه وَكْظاً: دَفَعه وزَبَنه، فَهُوَ مَوْكوظ. وتَوَكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: الْتَوَى كتَعَكَّظ وتَنَكَّظ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَمَظَ: التَّهْذِيبُ: الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّية.
فصل الياء
يَقِظ: اليَقَظةُ: نَقِيضُ النوْم، والفِعل استَيْقَظَ، وَالنَّعْتُ يَقْظانُ، والتأْنيث يَقْظى، وَنِسْوَةٌ وَرِجَالٌ أَيْقاظٌ. ابْنُ سِيدَهْ: قَدِ استَيْقَظَ وأَيْقَظَه هُوَ واسْتيقظه؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْري:
إِذا اسْتَيْقَظَتْه شَمَّ بَطْناً، كأَنَّه
…
بمَعْبُوءةٍ وَافَى بِهَا الهِنْدَ رادِعُ
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ اليَقَظة والاسْتِيقاظ، وَهُوَ الانْتباه مِنَ النَّوْمِ. وأَيْقَظْته مِنْ نَوْمِهِ أَي نَبّهته فتَيَقَّظ، وَهُوَ يَقْظان. وَرَجُلٌ يَقِظ ويَقُظ: كِلَاهُمَا عَلَى النِّسَبِ أَي مُتَيَقِّظ حذِر، وَالْجَمْعُ أَيْقاظ، وأَمّا سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَا يُكسّر يَقُظ لِقِلَّةِ فَعُلٍ فِي الصِّفَاتِ، وإِذا قلَّ بِنَاءُ الشَّيْءِ قلَّ تصرُّفه فِي التَّكْسِيرِ، وإِنما أَيْقاظ عِنْدَهُ جَمْعُ يَقِظ لأَن فَعِلًا فِي الصِّفَاتِ أَكثر مِنْ فَعُلٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمْعُ يَقِظٍ أَيقاظ، وَجَمْعُ يَقْظان يِقاظ، وَجَمْعُ يَقْظى صفةَ المرأَة يَقاظى. غَيْرُهُ: وَالِاسْمُ اليَقَظَةُ، قَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
ومِن الناسِ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً،
…
جِيفةَ اللَّيْلِ غافِلَ اليَقَظَهْ
فإِذا كَانَ ذَا حَياءٍ ودِينٍ،
…
راقَب اللهَ واتَّقى الحَفَظهْ
إِنَّما الناسُ سائرٌ ومُقِيمٌ،
…
وَالَّذِي سارَ لِلْمُقِيم عِظَهْ
وَمَا كَانَ يَقُظاً، وَلَقَدْ يَقُظَ يَقاظة ويَقَظاً بيِّناً. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعُلٍ وفَعِلٍ: رَجُلٌ يقُظٌ ويقِظ إِذا كَانَ مُتَيَقِّظاً كَثِيرَ التيَقُّظ فِيهِ مَعْرِفَةٌ وفِطْنة، ومِثله عَجُلٌ وعَجِلٌ وطَمُعٌ وطَمِعٌ وفَطُنٌ وفَطِنٌ. وَرَجُلٌ يَقْظانُ: كيقِظ، والأُنثى يَقْظى، وَالْجَمْعُ يِقاظٌ. وَتَيَقَّظَ فُلَانٌ للأَمر إِذا تنبَّه، وَقَدْ يقَّظْتُه. وَيُقَالُ: يَقِظ فُلَانٌ يَيْقَظ يَقَظاً ويَقَظةً، فَهُوَ يَقْظَانُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلَّذِي يُثير التُرَابَ قَدْ يقَّظه وأَيْقَظه إِذا فَرَّقَهُ. وأَيقظت الغُبار: أَثرته، وَكَذَلِكَ يَقَّظْته تَيْقِيظاً. واسْتَيْقظَ الخَلْخالُ والحَلْيُ: صَوَّت كَمَا يُقَالُ نامَ إِذا انْقَطَعَ صوتُه مِنِ امْتلاء السَّاقِ؛ قَالَ طُرَيْح:
نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها،
…
وجَرى الوشاحُ عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلِ
فاسْتَيْقَظَتْ مِنْهُ قَلائدُها الَّتِي
…
عُقِدَتْ عَلَى جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ
ويَقَظةُ ويَقْظان: اسْمانِ. التَّهْذِيبُ: ويقَظة اسْمُ أَبي حَيّ مِنَ قُرَيْشٍ. ويقَظة: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبو مَخْزُوم يقَظة بْنُ مُرَّة بْنِ كَعْب بْنِ لُؤيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهر؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي يقَظَة أَبي مَخْزُومٍ:
جاءتْ قُرَيْش تَعُودُني زُمَراً،
…
وَقَدْ وَعَى أَجْرَها لَهَا الحَفَظَهْ
وَلَمْ يَعُدْني سَهْمٌ وَلَا جُمَحٌ،
…
وعادَني الغِرُّ مِنْ بَني يَقَظَهْ
لَا يَبْرَحُ العِزُّ فيهمُ أَبداً،
…
حَتَّى تَزُولَ الجِبالُ من قَرَظَهْ.