الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَذَابٍ إِذ كَانَ فِيهِ عِنْدَهُمْ غايةُ العذابِ. والمِسْياطُ: الْمَاءُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
حَتَّى انْتَهَتْ رَجارِجُ المِسْياطِ
والسِّياطُ: قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه «1» تَشْبِيهًا بِالسِّيَاطِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا؛ وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذَلِكَ. وسَوْطُ باطلٍ: الضَّوْءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الكُوَّة، وَقَدْ حُكِيَتْ فِيهِ الشِّينُ. والسُّوَيْطاء: مَرَقَةٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ تُسَاطُ أَي تُخْلَطُ وتضرب.
فصل الشين المعجمة
شبط: الشَّبُّوطُ والشُّبُّوط؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَهِيَ رَدِيئَةٌ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ دَقِيقُ الذَّنَبِ عَرِيضُ الْوَسَطِ صَغِيرُ الرأْس لَيّنُ المَمَسّ كأَنه البَرْبَطُ، وإِنما يُشْبِهُ البربطُ إِذا كَانَ ذَا طُولٍ لَيْسَ بِعَرِيضٍ بِالشَّبُّوطِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ خَفِيفٌ ذَفِيفٌ،
…
دَسِمُ الثوْبِ قَدْ شَوَى سَمَكاتِ
مِنْ شَبابِيطِ لُجّةٍ وسْطَ بَحْرٍ،
…
حَدَثَتْ مِنْ شُحُومِها، عَجِراتِ
وَهُوَ أَعجمي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى بَعْضُهُمُ الشَّبُوطةَ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، وَاللَّهُ أَعلم.
شحط: الشَّحْطُ والشَّحَطُ: البُعْدُ، وَقِيلَ: البُعْدُ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ، يُثَقَّلُ وَيُخَفَّفُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
وكلُّ قَرِينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ
…
مُفارِقُه، إِلى الشَّحَطِ، القَرِينُ
وأَنشد الأَزهري:
والشَّحْطُ قَطّاعٌ رَجاءَ مَن رَجا
وشَحَطَتِ الدَّارُ تَشْحَطُ شَحْطاً وشَحَطاً وشُحُوطاً: بَعُدَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: شَحَطَ المَزَارُ وأَشْحَطْتُه أَبْعَدْتُه. وشَواحِطُ الأَوْدية: مَا تَباعَدَ مِنْهَا. وشحَطَ فُلَانٌ فِي السَّوْمِ وأَبْعَطَ إِذا اسْتَامَ بسِلْعَتِه وتَباعَد عَنِ الْحَقِّ وجاوَز القَدْر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى شَحِطَ لُغَةً عَنْهُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ
ربيعةَ فِي الرَّجُلِ يُعْتِقُ الشِّقْصَ مِنَ الْعَبْدِ، قَالَ: يُشْحَطُ الثمنُ ثُمَّ يُعْتَقُ كلُّه
أَي يُبْلَغُ بِهِ أَقْصَى القِيمةِ، هُوَ مَنْ شَحَط فِي السَّوْمِ إِذا أَبْعَدَ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُجْمع ثمَنُه مِنْ شَحطْتُ الإِناء إِذا مَلأْتَه. وشحَطَ شَرابَه يَشْحَطُه: أَرَقَّ مِزاجَه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والشَّحْطةُ: دَاءً يأْخُذ الإِبل فِي صُدُورها فَلَا تَكَادُ تَنْجُو مِنْهُ. والشَّحْطةُ: أَثر سَحْجٍ يُصيب جَنْباً أَو فَخِذًا وَنَحْوَهُمَا؛ يُقَالُ: أَصابته شحْطة. والتشحُّطُ: الاضْطرابُ فِي الدَّم. ابْنُ سِيدَهْ: الشحْطُ الاضْطراب فِي الدَّمِ. وتشَحَّطَ الْوَلَدُ فِي السَّلَى: اضْطَرب فِيهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
ويَقْذِفْنَ بالأَوْلادِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ،
…
تَشَحَّطُ، فِي أَسْلائِها، كالوَصائلِ
الوصائلُ: البُرُودُ الحُمْر. وشَحَطَه يَشْحطُه شَحْطاً وسَحَطَه: ذبَحه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالسِّينُ أَعْلى. وتَشَحَّطَ المقْتُولُ بدَمِه أَي اضْطَرَب فِيهِ، وشحَّطَه غيرُه بِهِ تَشْحِيطاً. وَفِي حَدِيثِ
مُحَيِّصةَ:
(1). قوله [ماليقه] كذا بالأصل، والذي في القاموس: زماليقه.
وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ
أَي يَتَخَبَّطُ فِيهِ ويَضْطَرِبُ ويتمرّغُ. وشحَطَتْه العقربُ ووَكَعَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الأَزهري: يُقَالُ شحَطَ الطائرُ وصامَ ومَزَقَ ومَرَقَ وسَقْسقَ، وَهُوَ الشحْطُ والصوْمُ. الأَزهري: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ سَابِقًا قَدْ شحَطَ الخيلَ شحْطاً أَي فاتَها. وَيُقَالُ: شحَطَتْ بنُو هَاشِمٍ العربَ أَي فاتُوهم فَضْلًا وسبَقُوهم. والشحْطةُ: العُودُ مِنَ الرُّمّان وَغَيْرِهِ تَغْرِسُه إِلى جَنْبِ قَضِيب الحَبَلةِ حَتَّى يَعْلُوَ فوقَه، وَقِيلَ: الشحْطُ خَشَبَةٌ تُوضَعُ إِلى جَنْبِ الأَغصان الرِّطابِ الْمُتَفَرِّقَةِ القِصار الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الشُّكُر حَتَّى تَرْتَفِعَ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: هُوَ عُودٌ تُرْفَعُ عَلَيْهِ الحَبَلة حَتَّى تَسْتقِلّ إِلى العَرِيش. قَالَ أَبو الْخَطَّابِ: شحَطْتها أَي وَضَعْتُ إِلى جَنْبِهَا خَشَبَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ إِليها. والمِشْحَطُ: عُوَيْد يُوضع عِنْدَ القَضِيب مِنْ قُضْبانِ الكرْم يَقِيه مِنَ الأَرض. والشَّوْحَطُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْع تُتَّخَذُ مِنْهُ القِياسُ وَهِيَ مِنْ شَجَرِ الجبالِ جبالِ السَّراةِ؛ قَالَ الأَعشى:
وجِياداً، كأَنها قُضُبُ الشَّوْحَطِ،
…
يَحْمِلْنَ شِكّةَ الأَبطالِ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني الْعَالِمُ بِالشَّوْحَطِ أَنَّ نباتَه نباتُ الأَرْزِ قُضبان تَسْمُو كَثِيرَةٌ مِنْ أَصل وَاحِدٍ، قَالَ: وَوَرَقُهُ فِيمَا ذَكَرَ رِقاقٌ طِوالٌ وَلَهُ ثَمَرَةٌ مِثْلُ الْعِنَبَةِ الطَّوِيلَةِ إِلا أَنَّ طَرَفَهَا أَدَقُّ وَهِيَ لَيِّنَةٌ تؤْكل. وَقَالَ مُرَّةُ: الشوْحَطُ والنَّبْعُ أَصفرا الْعُودِ رَزِيناه ثَقِيلانِ فِي الْيَدِ إِذا تقادَما احْمَرَّا، وَاحِدَتُهُ شَوْحَطة. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُبَرِّدِ أَنه قَالَ: النبْعُ والشوحطُ والشَّرْيان شَجَرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهَا تَخْتَلِفُ أَسماؤها بكَرَمِ مَنابِتها، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّة الْجَبَلِ فَهُوَ النبْعُ، وَمَا كَانَ فِي سَفْحِه فَهُوَ الشَّرْيان، وَمَا كَانَ فِي الحَضِيضِ فَهُوَ الشَّوْحَطُ. الأَصمعي: مِنْ أَشجار الْجِبَالِ النَّبْعُ وَالشَّوْحَطُ والتَّأْلَبُ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَمياله أَن النَّبْعَ والشوْحَطَ وَاحِدٌ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ أَوْس يَصِفُ قَوْسًا:
تَعَلَّمَها فِي غِيلِها، وَهِيَ حَظْوةٌ،
…
بوادٍ بِهِ نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ
وَبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوْحَطٌ،
…
أَلَفُّ أَثِيثٌ ناعِمٌ مُتَعَبِّلُ
فَجَعَلَ مَنْبِتَ النبْعِ والشوْحطِ وَاحِدًا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ قَوْسًا:
مِن فَرْعِ شَوْحَطةٍ، بِضاحي هَضْبةٍ،
…
لَقِحَتْ بِهِ لَقحاً خِلافَ حِيالِ
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وَقَدْ جَعل الوَسْمِيُّ يُنْبِتُ، بَيْنَنَا
…
وبينَ بَنِي دُودانَ، نَبْعاً وشَوْحَطا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى هَذَا أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ لَا تطْلُب ثأْرَها إِلا إِذا أَخْصَبَتْ بلادُها، أَي صَارَ هَذَا الْمَطَرُ يُنبِت لَنَا القِسِيّ الَّتِي تَكُونُ مِنَ النَّبْعِ وَالشَّوْحَطِ. قَالَ أَبو زِيَادٍ: وتُصنع الْقِيَاسُ مِنَ الشَّرْيان وَهِيَ جَيِّدَةٌ إِلا أَنها سَوْدَاءُ مُشْرَبةٌ حُمْرَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَفِي الشِّمالِ مِنَ الشَّرْيانِ مُطْعِمةٌ
…
كَبْداء، فِي عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْوِيمُ
وَذَكَرَ الْغَنَوِيُّ الأَعرابي أَن السَّراء مِنَ النَّبْعِ؛ وَيُقَوِّي قولَه قولُ أَوْس فِي صِفَةِ قَوْس نَبْعٍ أَطنب فِي
وَصْفِهَا ثُمَّ جَعَلَهَا سَراء فَهُمَا إِذاً وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُ:
وصَفْراء مِنْ نَبْعٍ كأَنَّ نَذِيرَها،
…
إِذا لَمْ يُخَفِّضْه عَنِ الْوَحْشِ، أَفْكَلُ
وَيُرْوَى: أَزْمَلُ فَبَالَغَ فِي وَصْفِهَا؛ ثُمَّ ذَكَرَ عَرْضَها لِلْبَيْعِ «2» وامْتِناعَه فَقَالَ:
فأَزْعَجَه أَن قِيلَ: شَتَّان مَا تَرَى
…
إِليكَ، وعُودٌ مِنْ سَراء مُعَطَّلُ
فَثَبَتَ بِهَذَا أَن النَّبْعَ وَالشَّوْحَطَ والسَّراء فِي قَوْلِ الْغَنَوِيِّ وَاحِدٌ، وأَما الشَّرْيان فَلَمْ يَذْهَبْ أَحد إِلى أَنه مِنَ النَّبْعِ إِلَّا الْمُبَرِّدُ وَقَدْ رُدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّوْحَطُ وَالنَّبْعُ شَجَرٌ وَاحِدٌ، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّةِ الْجَبَلِ فَهُوَ نَبع، وَمَا كَانَ منها في سَفْحه فهو شَوْحَطٌ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الحَضيض فَهُوَ شَرْيان وَقَدْ ردَّ عَلَيْهِ هَذَا الْقَوْلُ. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: النَّبْعُ وَالشَّوْحَطُ شَجَرٌ وَاحِدٌ إِلا أَن النَّبْعَ مَا يَنْبُتُ مِنْهُ فِي الْجَبَلِ، وَالشَّوْحَطُ مَا يَنْبُتُ مِنْهُ فِي السَّهْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه ضربَه بمِخْرَش مِنْ شَوْحَطٍ
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وشِيحاط: مَوْضِعٌ بِالطَّائِفِ. وشُواحِطٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ الْعَجْلَانِ الْهُذَلِيُّ:
غَداةَ شُواحِطٍ فنَجَوْتَ شَدّاً،
…
وثَوْبُكَ فِي عَباقِيةٍ هَرِيدُ
والشُّمْحُوطُ: الطَّوِيلُ، وَالْمِيمُ زائدة.
شرط: الشَّرْطُ: مَعْرُوفٌ، وَكَذَلِكَ الشَّريطةُ، وَالْجَمْعُ شُروط وشَرائطُ. والشَّرْطُ: إِلزامُ الشَّيْءِ والتِزامُه فِي البيعِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ شُروط. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَجُوزُ شَرْطانِ فِي بَيْعٍ
، هُوَ كَقَوْلِكَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْبَ نَقْداً بدِينار، ونَسِيئةً بدِينارَيْنِ، وهو كالبَيْعَتين فِي بَيْعةٍ، وَلَا فَرْقَ عِنْدَ أَكثر الْفُقَهَاءِ فِي عَقْدِ الْبَيْعِ بَيْنَ شَرْط وَاحِدٍ أَو شَرْطَيْنِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَحمد عَمَلًا بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
نُهِيَ عَنْ بَيْع وشَرْطٍ
، وَهُوَ أَن يَكُونَ الشرطُ مُلَازِمًا فِي الْعَقْدِ لَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
بَرِيرةَ: شَرْطُ اللهِ أَحَقُ
؛ يُرِيدُ مَا أَظهره وبيَّنه مِنْ حُكم اللَّهِ
بِقَوْلِهِ الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتق
، وَقِيلَ: هُوَ إِشارة إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ؛ وَقَدْ شرَط لَهُ وَعَلَيْهِ كَذَا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطاً واشْتَرَط عَلَيْهِ. والشَّرِيطةُ: كالشَّرْطِ، وَقَدْ شارَطَه وشرَط لَهُ فِي ضَيْعَتِه يَشْرِط ويَشْرُط، وشرَط للأَجِير يَشْرُطُ شَرْطاً. والشَّرَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَلَامَةُ، وَالْجَمْعُ أَشْراطٌ. وأَشْراطُ الساعةِ: أَعْلامُها، وَهُوَ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها
. والاشْتِراطُ: الْعَلَامَةُ الَّتِي يَجْعَلُهَا النَّاسُ بَيْنَهُمْ. وأَشْرَطَ طَائِفَةً مِنْ إِبله وَغَنَمِهِ: عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها لِلْبَيْعِ. والشَّرَطُ مِنَ الإِبل: مَا يُجْلَبُ لِلْبَيْعِ نَحْوَ النَّاب والدَّبِرِ. يُقَالُ: إِن فِي إِبلك شَرَطاً، فَيَقُولُ: لَا وَلَكِنَّهَا لُبابٌ كُلُّهَا. وأَشْرَط فُلَانٌ نفسَه لِكَذَا وَكَذَا: أَعْلَمها لَهُ وأَعَدَّها؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الشُّرَطُ لأَنهم جَعَلُوا لأَنفسهم عَلَامَةً يُعْرَفُون بِهَا، الْوَاحِدُ شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عَلَيْهَا،
…
وَكَانَ بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا
(2). قوله [ذكر عرضها للبيع إلخ] كذا بالأصل.
والشُّرْطةُ فِي السُّلْطان: مِنَ الْعَلَامَةِ والإِعْدادِ. وَرَجُلٌ شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى الشُّرطةِ، وَالْجَمْعُ شُرَطٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم أَعَدُّوا لِذَلِكَ وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بِعَلَامَاتٍ، وَقِيلَ: هُمْ أَول كَتِيبَةٍ تَشْهَدُ الْحَرْبَ وتتهيأُ لِلْمَوْتِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون إِلا غالِبين
؛ هُمْ أَوّل طَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ تَشْهَدُ الوَقْعة، وَقِيلَ: بَلْ صَاحِبُ الشُّرْطةِ فِي حَرْبٍ بِعَيْنِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ الأَول؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الشُّرْطِيِّ لِوَاحِدِ الشُّرَطِ قَوْلُ الدَّهناء:
واللهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ،
…
وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ
الثُّؤْثورُ: الجلْوازُ؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:
أَعُوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ
…
مِنْ عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ
وأَشْراطُ الشَّيْءِ: أَوائلُه؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْهُ أَشراطُ الساعةِ وَذَكَرَهَا النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وَالِاشْتِقَاقَانِ مُتقارِبان لأَن عَلَامَةَ الشَّيْءِ أَوَّله. ومَشارِيطُ الأَشياء: أَوائلها كأَشْراطِها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ، وتَلْتَوِي
…
مَشارِيطُ مَا الأَوْرادُ عَنْهُ صَوادِرُ
قَالَ: وَلَا وَاحِدَ لَهَا. وأَشْراطُ كلِّ شَيْءٍ: ابْتِدَاءُ أَوَّله. الأَصمعي: أَشْراطُ الساعةِ عَلَامَاتُهَا، قَالَ: وَمِنْهُ الاشْتِراط الَّذِي يَشْتَرِطُ الناسُ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ أَي هِيَ عَلامات يَجْعَلُونَهَا بَيْنَهُمْ، وَلِهَذَا سُمِّيَتِ الشُّرَط لأَنهم جَعَلُوا لأَنفسهم عَلَامَةً يُعْرَفون بها. وحكى الحطابي عَنْ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ أَنه أَنكر هَذَا التَّفْسِيرَ وَقَالَ: أَشراطُ الساعةِ مَا تُنكِره الناسُ مِنْ صِغَارِ أُمورها قَبْلَ أَن تَقُومَ السَّاعَةُ. وشُرَطُ السلطانِ: نُخْبةُ أَصحابه الَّذِينَ يقدِّمهم عَلَى غَيْرِهِمْ مَنْ جُنْدِهِ؛ وَقَوْلُ أَوس بْنِ حَجَرٍ:
فأَشْرَط فِيهَا نفْسَه، وَهُوَ مُعْصِمٌ،
…
وأَلْقَى بأَسْبابٍ لَهُ وتَوَكَّلا
أَي جَعَلَ نفْسَه علَماً لِهَذَا الأَمر؛ وَقَوْلُهُ: أَشْرَط فِيهَا نَفْسَهُ أَي هَيَّأَ لِهَذِهِ النَّبْعةِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُمِّيَ الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم أَعِدّاء. وأَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها الَّتِي هِيَ دُونَ مُعْظَمِها وقِيامِها. والشَّرَطانِ: نَجْمانِ مِنَ الحَمَلِ يُقَالُ لَهُمَا قَرْنا الحملِ، وَهُمَا أَوَّل نَجْمٍ مِنَ الرَّبيع، وَمِنْ ذَلِكَ صَارَ أَوائلُ كُلِّ أَمْر يَقَعُ أَشْراطَه وَيُقَالُ لَهُمَا الأَشْراط؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
أَلْجَأَهُ رَعْدٌ مِنَ الأَشْراطِ،
…
ورَيِّقُ الليلِ إِلى أَراطِ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الشرطانِ نجمانِ مِنَ الحَمَل وَهُمَا قَرْناه، وإِلى جانِب الشَّمالِيِّ مِنْهُمَا كَوْكَبٌ صَغِيرٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَعُدُّه مَعَهُمَا فَيَقُولُ هُوَ ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ وَيُسَمِّيهَا الأَشراط؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
هاجَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَشْراطِ نافِجةٌ،
…
فِي فَلْتةٍ، بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ
والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قَدْ غَلب عَلَيْهَا فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
مِنْ باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُ
أَرادَ الشَّرَطَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّرَطانِ تَثْنِيَةُ شَرَطٍ وَكَذَلِكَ الأَشْراطُ جَمْعُ شَرَطٍ؛ قَالَ: والنسبُ
إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ كَقَوْلِهِ:
وَمِنْ شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر
قَالَ: وَكَذَلِكَ النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، قَالَ: وَرُبَّمَا نسَبُوا إِليه عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ أَشْراطِيٌّ، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ. ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة: مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ رَوْضَةً:
قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ
…
فِيهَا الذِّهابُ، وحَفَّتْها البَراعِيمُ
يَعْنِي رَوْضة مُطرت بنَوء الشرَطينِ، وإِنما قَالَ قَرْحَاءُ لأَنَّ فِي وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء، وَقَالَ حوَّاء لخُضْرةِ نَبَاتِهَا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: طلَع الشَّرَطُ، فَجَاءَ للشَّرَطَيْنِ بِوَاحِدٍ، والتثنيةُ فِي ذَلِكَ أَعْلى وأَشْهر لأَن أَحدهما لَا يَنْفَصِلُ عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ فِي أَنهما يُثْبَتانِ مَعًا، وَتَكُونُ حالَتُهما وَاحِدَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ. وأَشْرَطَ الرسولَ: أَعْجَله، وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رَسُولًا إِلى أَمر قِيلَ أَشْرَطَه وأَفْرَطَه مِنَ الأَشْراط الَّتِي هِيَ أَوائل الأَشياء كأَنه «1» مِنْ قَوْلِكَ فارِطٌ وَهُوَ السَّابِقُ. والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ وشِرارُه، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ،
…
ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
وَلَا الشَّرَطَ اللَّئيمة
أَي رُذالَ المالِ، وَقِيلَ: صِغارُه وشِراره. وشَرَطُ النَّاسِ: خُشارَتُهم وخَمّانُهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وجَدْتُ الناسَ، غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ،
…
ولَمْ أَذْمُمْهُمُ، شَرَطاً ودُونا
فالشَّرَطُ: الدُّونُ مِنَ الناسِ، وَالَّذِينَ هُمْ أَعظم مِنْهُمْ لَيْسُوا بشرَطٍ. والأَشْراطُ: الأَرْذالُ. والأَشْراطُ أَيضاً: الأَشْرافُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهَذَا الْحَرْفُ مِنَ الأَضداد؛ وأَما قولُ حَسّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
فِي نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ،
…
نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ
فَيُقَالُ: إِنه أَراد بِهِ الحرَسَ وسَفِلةَ النَّاسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
أَشارِيطُ مِنْ أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِءٍ،
…
وَكَانَ أَبوهمْ أَشْرَطاً
وابْن أَشْرَطا وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تقومُ الساعةُ حَتَّى يأْخُذَ اللهُ شريطتَه مِنْ أَهلِ الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لَا يَعْرِفون مَعْروفاً وَلَا يُنْكِرُون مُنْكَراً
، يَعْنِي أَهلَ الخيرِ والدِّينِ. والأَشْراطُ مِنَ الأَضْداد: يَقَعُ عَلَى الأَشراف والأَرذال؛ قَالَ الأَزهري: أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ شَمِرًا كَذَا رَوَاهُ. وشرَطٌ: لقَب مالِكِ بْنِ بُجْرَة، ذهَبوا فِي ذَلِكَ إِلى اسْتِرْذالِه لأَنه كَانَ يُحَمَّقُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ التيْمي يهجُو مَالِكًا هَذَا:
لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ،
…
حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عِنْدَ السَّبَلهْ
وحَلَّقَتْ بِكَ العُقابُ القَيْعَلَهْ،
…
مُدْبِرةً بشَرَطٍ لَا مُقْبِلَهْ
والغنمُ: أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه، مُفاضَلةٌ، وَلَيْسَ هُنَاكَ فِعْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تَكُونُ مِنَ الْفِعْلِ دُونَ الِاسْمِ، وَهُوَ نَحْوَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ لأَن ذَلِكَ لَا فِعْلَ لَهُ أَيضاً عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ
(1). قوله [كأَنه إلخ] كذا بالأصل ويظهر أن قبله سقطاً.
لَهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وشَرَطُ الإِبلِ: حَواشِيها وصِغارُها، وَاحِدُهَا شَرَطٌ أَيضاً، وَنَاقَةٌ شَرَطٌ وإِبل شَرَطٌ. قَالَ: وَفِي بَعْضِ نَسْخِ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ الْمَالِ، قَالَ: فإِن صَحَّ هَذَا فَهُوَ جَمْعُ شَرَط. التَّهْذِيبُ: وشَرَطُ المالِ صِغَارُهَا، وَقَالَ: والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كُلِّ شَيْءٍ خِيارُه وَهُمْ نُخْبةُ السلطانِ مِنْ جُنده؛ وَقَالَ الأَخطل:
ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ، إِذْ مُنِيت بِهِمْ،
…
حَنَّتْ مَثاكِيلُ مِنْ أَيْفاعِهمْ نُكُدُ
وَقَالَ آخَرُ:
حَتَّى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ
وَقَالَ أَوْسٌ: فأَشْرَط فِيهَا أَي استخَفَّ بِهَا وَجَعَلَهَا شَرَطاً أَي شَيْئًا دُوناً خاطَرَ بِهَا. أَبو عَمْرٍو: أَشْرَطْتُ فُلَانًا لِعَمَلِ كَذَا أَي يَسَّرْتُه وَجَعَلْتُهُ يَلِيهِ؛ وأَنشد:
قَرَّبَ مِنْهُمْ كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ،
…
ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ
المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ لِلْعَمَلِ. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ، والمِشْراطُ مِثْلُهُ. والشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ الَّتِي يَشْرُط بِهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصحابي عَنِ ابْنِ الكَلْبي عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُجالِد قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ فأُتِيَ بِرَجُلٍ فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فَقُلْتُ: هَذَا واللهِ جَهْدُ البَلاء، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه وَلَكِنَّ جُهْدَ الْبَلَاءِ فَقْر مُدْقِعٌ بَعْدَ غِنًى مُوسع. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهى النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ شَرِيطةِ الشيطانِ
، وَهِيَ ذَبِيحَةٌ لَا تُفْرَى فِيهَا الأَوْداجُ وَلَا تُقْطَعُ وَلَا يُسْتَقْصَى ذبحُها؛ أُخذ مِنْ شَرْط الْحَجَّامِ، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَقْطَعُونَ بعضَ حَلْقِها وَيَتْرُكُونَهَا حَتَّى تموتَ، وإِنما أَضافها إِلى الشَّيْطَانِ لأَنه هُوَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَحَسَّنَ هَذَا الفعلَ لدَيْهِم وسوّلَه لَهُمْ. والشَّرِيطةُ مِنَ الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن. والشَّرِيطةُ: شِبْه خُيوطٍ تُفْتل مِنَ الخُوص واللِّيفِ، وَقِيلَ: هُوَ الحبلُ مَا كَانَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثُمَّ يُفْتَلُ، وَالْجَمْعُ شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كشَعيرة وشَعير. والشَّرِيطُ: العَتِيدةُ لِلنِّسَاءِ تَضَعُ فِيهَا طِيبَها، وَقِيلَ: هِيَ عَتيدةُ الطِّيبِ، وَقِيلَ: العَيْبةُ؛ حَكَاهُ ابْنِ الأَعرابي وَبِهِ فُسِّر قولُ عَمْرو بْنِ مَعْدِيكَرِب:
فَزَيْنُكَ فِي الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا،
…
وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني
يَقُولُ: زَيْنُكَ الطِّيبُ الَّذِي فِي العَتِيدةِ أَو الثيابُ الَّتِي فِي العَيْبة، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بِذِي النُّونين السيفَ كَمَا سَمَّاهُ بَعْضُهُمْ ذَا الحَيّاتِ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:
عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه،
…
فَخَرَّ، كَمَا خَرَّ النِّساءُ، عَبِيطَا
وَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِد الهُذليّ:
وَمَا جَرَّدْتُ ذَا الحَيّاتِ، إِلّا
…
لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ، الحُبابِ «1»
كَانَتِ امرأَته نَظَرَتْ إِلى رَجُلٍ فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف
(1). قوله [الحباب] ضبط في الأَصل هنا وفي مادة دبر بالضم، وقال هناك: الحباب اسم سيفه.
فأَتَرَّ يَدَها فَقَالَ فِيهَا هَذَا، يَقُولُ: إِنما كُنْتُ ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ لجَدِّكِ:
فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً،
…
وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرَطُ المَسِيلُ الصَّغِيرُ يَجِيءُ مِنْ قَدر عَشَرَةِ أَذرُع مِثل شَرَطِ الْمَالِ رُذالِها، وَقِيلَ الأَشْراطُ مَا سَالَ مِنَ الأَسْلاقِ فِي الشِّعابِ. والشِّرْواطُ: الطويلُ المُتَشَذِّبُ الْقَلِيلُ اللحْم الدقيقُ، يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ:
يُلِحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ،
…
مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرجَز لجسَّاسِ بْنِ قُطَيْبٍ وَالرَّجَزُ مُغَيَّرٌ؛ وَصَوَابُهُ بِكَمَالِهِ عَلَى مَا أَنشده ثَعْلَبٌ فِي أَمالِيه:
وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ،
…
باتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ
تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا يَعاطِ،
…
فَلَوْ تَراهُنَّ بِذِي أُراطِ،
وهنَّ أَمثالُ السُّرَى الأَمْراطِ،
…
يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَبٍ شِرْواطِ،
صاتِ الجُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ،
…
مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ
عَلَى سَراوِيلَ لَهُ أَسْماطِ،
…
لَيْسَتْ لَهُ شَمائلُ الضَّفَّاطِ
يتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ،
…
ومُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ
«2» خَوَّى قَلِيلًا، غيرَ مَا اغْتِباطِ،
…
عَلَى مَباني عُسُبٍ سِباطِ
يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَج القَطْقاطِ،
…
وهْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْياطِ
الأَلْياطُ: الجُلود. ومُلَحَّب: طَرِيقٌ. وأَطّاطٌ: مُصوِّتٌ. ويَعاطِ: زَجْر. وأُراطٌ: مَوْضِعٌ. والسُّرَى، جَمْعُ سُرْوةٍ: السَّهْم. والأَمْراطُ: المُتمرِّطةُ الرِّيشِ. ويُلِحْنَ: يَفْرَقْنَ. والدّأَبُ: شدَّة السَّيْر والسَّوْقِ. والشَّظَفُ: خُشونة العيْشِ. والضَّفّاطُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يُكْرَى مِنْ مَنْزِل إِلى مَنْزِلٍ. والمِلاطُ: المِرْفَقُ، وعُسُبٌ قَوائمه. وسِباطٌ: جَمْعُ سَبْطٍ. والقَطْقاطُ: السريعُ. اللَّيْثُ: نَاقَةٌ شِرْواطٌ وَجَمَلٌ شِرْواط طَوِيلٌ وَفِيهِ دِقّة، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. وَرَجُلٌ شِرْوَطٌ: طَوِيلٌ. وَبَنُو شَرِيطٍ: بطن.
شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وَقِيلَ: حُسن القَوام. جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بِالْكَسْرِ: وَهُمَا الِاعْتِدَالُ فِي الْقَامَةِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
وإِذْ أَنا فِي المَخيلةِ والشَّطاطِ
والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً: بَعُدت. وَكُلُّ بَعِيدٍ شاطٌّ؛ وَمِنْهُ: أَعوذ بِكَ مِنَ الضِّبْنةِ فِي السفَر وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بِالْكَسْرِ: بُعْد المسافةِ مِنْ شَطَّتِ الدارُ
(2). قوله [ومسرب] كذا في الأَصل بالسين المهملة ولعله بالشين المعجمة.
إِذا بَعُدت. والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ فِي بَيْعٍ أَو طلَب أَو احْتِكَامٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ كُلِّ شيءٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ،
…
فأَصْبَحَت عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ «1»
أَي جاوَزَتْ مَزارَ الْعَاشِقِينَ، فعدَّاه حَمْلًا عَلَى مَعْنَى جَاوَزَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَنْصُوبًا بإِسقاط الْبَاءِ تَقْدِيرُهُ بَعُدت بِمَوْضِعِ مَزارِهم، وَهُوَ قَوْلُ عُثْمَانَ بْنِ جِنِّي إِلَّا أَنه جَعَلَ الْخَافِضَ السَّاقِطَ عَنْ، أَي شَطَّت عَنْ مزارِ الْعَاشِقِينَ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه: لَهَا مَهْرُ مِثلها لَا وكْسَ وَلَا شَطَطَ
أَي لَا نُقْصان وَلَا زِيادةَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً
؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا
وشَطّ فِي سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عَنِ الْحَقِّ. وشَطَّ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ فِي قضيَّتِه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تُشْطِطْ، وقرئَ:
وَلَا تَشْطُطْ
وَلَا تُشَطِّطْ
، وَيَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَلَا تَشْطِطْ، وَمَعْنَاهَا كُلُّهَا لَا تَبْعُدْ عَنِ الْحَقِّ؛ وأَنشد:
تَشُطُّ تَشِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا،
…
ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ
أَبو عُبَيْدٍ: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بِضَمِّ الشِّينِ، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَشَطَّ بِمَعْنَى أَبْعَدَ، وشَطَّ بِمَعْنَى بعُدَ؛ وَشَاهِدٌ أَشَطَّ بِمَعْنَى أَبعدَ قَوْلُ الأَحوص:
أَلا يَا لَقَوْمِي، قَدْ أَشَطَّتْ عَواذِلي،
…
ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي
وَفِي حَدِيثِ
تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَهُ فِي كَثْرَةِ الْعِبَادَةِ فَقَالَ: أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قَوِيٌّ؟ إِنك لشاطِّي حَتَّى أَحْمِلَ قوَّتَك عَلَى ضَعْفِي فَلَا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مِنَ الشَّطَطِ وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْم، يَقُولُ: إِذا كَلَّفْتَني مِثْلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضعِيفٌ فَهُوَ جَوْرٌ مِنْكَ عليَّ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ قَوْلَهُ شاطِّي بِمَعْنَى ظالِمِي وَهُوَ متعدٍّ؛ قَالَ أَبو زيد وأَبو مَالِكٍ: شَطَّني فُلَانٌ فَهُوَ يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عَلَيْكَ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد تميم بِقَوْلِهِ شاطِّي هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي قَالَهُ أَبو زَيْدٍ أَي جَائِرٌ عليَّ فِي الْحُكْمِ، وَقِيلَ: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لِي مِنَ الشَّطَط وَهُوَ الجورُ وَالظُّلْمُ والبُعْدُ عَنِ الْحَقِّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ شَطَّني فُلَانٌ يَشِطُّني شَطّاً إِذا شَقَّ عَلَيْكَ وَظَلَمَكَ. وَقَوْلُهُ عز وجل: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً
؛ قَالَ أَبو إِسحق: يَقُولُ لَقَدْ قُلْنَا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، الْمَعْنَى لَقَدْ قُلْنَا إِذاً قَولًا شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: أَعطيته ثَمَنًا لَا شَطَطاً وَلَا وَكْساً. واشتطَّ الرَّجُلُ فِيمَا يَطْلُبُ أَو فِيمَا يَحْكُمُ إِذا لَمْ يَقْتَصِد. وأَشَطَّ فِي طَلَبِهِ: أَمْعَنَ. وَيُقَالُ: أَشَطَّ القومُ فِي طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ فِي المَفازةِ: ذَهَبَ. والشَّطُّ: شاطِئُ النَّهْرِ وَجَانِبُهُ، وَالْجَمْعُ شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قَالَ:
وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه،
…
بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه
وَيُرْوَى: مِنْ شُطْآنِه جَمْعُ شاطِئٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَطُّ الوادِي سَنَدُه الَّذِي يَلي بطنَه. والشَّطُّ:
(1). هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عَنْتَرَةُ:
حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت
…
عَسِراً عليَّ طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ
جانبُ السَّنامِ، وَقِيلَ شِقُّه، وَقِيلَ نِصْفُه، وَلِكُلِّ سَنام شَطَّانِ، وَالْجَمْعُ شُطوط. وَنَاقَةٌ شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عَظِيمَةُ جَنْبَيِّ السَّنامِ، قَالَ الأَصمعي: هِيَ الضخْمةُ السنامِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا وراعِيَها:
قَدْ طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ،
…
فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ
والشَّطُّ: جانبُ النهرِ وَالْوَادِي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ مِنَ السَّنَامِ شَطٌّ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:
عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ،
…
ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ،
كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ
…
شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ،
لَمْ يَنْزُ فِي الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ
والشُّطَّانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كثيِّر عزَّة:
وَبَاقِي رُسُومٍ مَا تزالُ كأَنَّها،
…
بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ
وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطَّرِيقَيْنِ مِنْ عُسْفانَ لِلْحَاجِّ إِلى مَكَّةَ، صَانَهَا اللَّهُ عز وجل؛ وَمِنْهُ
قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تَرَكْتَ أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ
؟ والشَّطْشاطُ: طَائِرٌ.
شقط: الشَّقِيطُ: الجرارُ مِنَ الخَزَفِ يُجعل فِيهَا الْمَاءُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّقِيطُ الفَخَّار عامَّةً. وَفِي حَدِيثِ
ضَمْضَمٍ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الشَّقِيطِ
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم.
شلط: الشَّلْطُ: السِّكِّينُ بِلُغَةِ أَهل الحَوْفِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه وَمَا أَراه عربيّاً، والله أَعلم.
شمط: شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطاً وأَشْمَطَه: خلَطه؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ أَشْمِط عَمَلَكَ بصدَقةٍ أَي اخْلِطْه. وشيءٌ شَمِيطٌ: مَشْمُوطٌ. وَكُلُّ لَوْنَيْنِ اخْتَلَطَا، فَهُمَا شَمِيطٌ. وشمَط بَيْنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: خلَط. وإِذا كَانَ نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذُكُورًا وَنِصْفُهُمْ إِناثاً، فَهُمْ شَمِيطٌ. وَيُقَالُ: اشْمِطْ كَذَا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ. وكلُّ خَلِيطَيْن خَلَطْتَهما، فَقَدْ شَمَطْتَها، وَهُمَا شَمِيطٌ. والشَّمِيطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه مِنَ الظُّلْمةِ والبياضِ، وَيُقَالُ للصُّبْحِ: شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ. وَقِيلَ للصبْح شَمِيطٌ لاختِلاطِ بياضِ النَّهَارِ بِسَوَادِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وأَطْلَعَ مِنْهُ اللِّياحَ الشَّمِيطَ
…
خُدودٌ، كَمَا سُلَّتِ الأَنْصُلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الشَّمِيطِ الصبحِ قولُ البَعِيثِ:
وأَعْجَلَها عَنْ حَاجَةٍ، لَمْ تَفُهْ بِهَا،
…
شَمِيطٌ، تبكَّى آخِرَ الليلِ، ساطِعُ «1»
وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء يقول لأَصحابه: اشْمِطُوا أَي خُذُوا مَرَّةً فِي قُرْآنٍ، وَمَرَّةً فِي حَدِيثٍ، وَمَرَّةً فِي غَرِيبٍ، وَمَرَّةً فِي شِعر، وَمَرَّةً فِي لُغَةٍ أَي خُوضُوا. والشَّمَطُ فِي الشعَر: اختلافُه بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ، شَمِطَ شَمَطاً واشْمَطَّ واشْماطَّ، وَهُوَ أَشْمَطُ، وَالْجَمْعُ شُمْطٌ وشُمْطانٌ. والشمَطُ فِي
(1). قوله [تبكى] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في الأساس يتلى أَي بالتضعيف كما يفيده الوزن.
الرَّجُلِ: شيْبُ اللِّحية، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَشْيَبُ. والشَمَطُ: بَيَاضُ شَعْرِ الرأْسِ يُخالِطُ سَواده، وَقَدْ شَمِطَ، بِالْكَسْرِ، يَشْمَطُ شَمَطاً، وَفِي حَدِيثِ
أَنس: لَوْ شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ فِي رأْسِ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، فعَلْتُ
؛ الشمَطُ: الشيْبُ، والشَّمَطاتُ: الشَّعراتُ الْبِيضُ الَّتِي كَانَتْ فِي شَعْرِ رأْسه يُرِيدُ قِلَّتها. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وامرأَة شَمْطاء وَلَا يُقَالُ شَيْباء؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ،
…
قَدْ طَال مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ
شَمْطاء أَي بيْضاء المِشْفَرَيْن، وَذَلِكَ عِنْدَ البُزولِ؛ وَقَوْلُهُ: أَعْلى بَزِّها مُطَرَّح أَي قَدْ سَمِنت فسَقط وبَرُها، وَقَوْلُهُ قَدْ طَالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى. وَفَرَسٌ شَمِيطُ الذَّنَبِ: فِيهِ لوْنانِ. وَذِئْبٌ شَميطٌ: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. والشَّمِيطُ مِنَ النَّبات: مَا رأَيتَ بعضَه هَائِجًا وَبَعْضَهُ أَخْضر؛ وَقَدْ يُقَالُ لِبَعْضِ الطَّيْرِ إِذا كَانَ فِي ذَنَبه سَوَادٌ وَبَيَاضٌ: إِنه لشميطُ الذُّنابَى؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ فَرَسًا:
شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ، وَهْيَ جَوْنة،
…
بنُقْبةِ دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ
الشَّمْطُ: الخَلْطُ، يَقُولُ: اخْتَلَطَ فِي ذَنبِها بَيَاضٌ وَغَيْرُهُ. أَبو عَمْرٍو: الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ، والشُّمْطانةُ: البُسْرة الَّتِي يُرْطِبُ جَانِبٌ مِنْهَا ويَبقى سائرُها يَابِسًا. وقِدْرٌ تسَعُ شَاةً بشَمْطِها وأَشماطِها أَي بتابَلِها. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ الشِّينِ مِنْ شَمْطِها إِلا العُكْلِيَّ فإِنه يَكْسِرُ الشِّينَ. والشِّمْطاطُ والشُّمْطوطُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والشَّماطِيطُ: القِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ. يُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ شَماطِيطَ أَي مُتَفَرِّقَةً أَرْسالًا، وذهَب القومُ شَماطِيطَ وشَمالِيلَ إِذا تَفَرَّقُوا، والشَّمالِيلُ: مَا تَفَرَّقَ مِنْ شُعَبِ الأَغْصانِ في رؤوسها مِثْلَ شَماريخِ العِذْق، الْوَاحِدِ شِمْطيطٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ:
صَرِيحُ لُؤيٍّ لَا شَماطِيط جُرْهُم
الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ. وشَماطِيطُ الْخَيْلِ: جَمَاعَةٌ فِي تَفْرِقةٍ، وَاحِدُهَا شُمْطُوطٌ. وَتَفَرَّقَ القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقاً وقِطَعاً، وَاحِدُهَا شِمْطاطٌ وشُمْطُوطٌ، وَثَوْبٌ شِمْطاطٌ؛ قَالَ جَسّاسُ بْنُ قُطَيْبٍ:
مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ،
…
عَلَى سَراوِيلَ لَهُ أَسْماطِ
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أُرْجُوزته بِكَمَالِهَا فِي تَرْجَمَةِ شرط، أَي بخَلَقٍ قد تَشَقَّقَ وتقطَّع. وَصَارَ الثوبُ شَماطِيطَ إِذا تَشَقَّقَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا وَاحِدَ للشَّماطِيطِ وَلِذَلِكَ إِذا نسَب إِليه قَالَ شَماطيطِيٌّ فأَبْقَى عَلَيْهِ لَفْظَ الْجَمْعِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ جَمْعًا لرَدَّ النسَبَ إِلى الْوَاحِدِ فَقَالَ شِمْطاطِيٌّ أَو شُمْطُوطِيٌّ أَو شِمْطِيطِيٌّ. الْفَرَّاءُ: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كلُّ هَذَا لَا يُفْرد لَهُ وَاحِدٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَوْبٌ شَماطِيطُ خَلَقٌ. والشُّمْطُوطُ: الأَحْمق؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ،
…
لَا ورَعٌ جِبْسٌ وَلَا مأْقُوطُ
وشَماطِيطُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي:
أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ،
…
متَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ
ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ،
…
حَتَّى يقالُ سَيِّدٌ، ولسْتُ بهْ
وَالْهَاءُ فِي أَحْتَبِه زَائِدَةٌ لِلْوَقْفِ، وإِنما زَادَهَا لِلْوَصْلِ لَا فَائِدَةَ لَهَا أَكثر مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ رُوِيَ مَرْفُوعًا لأَنه إِنما أَراد فِعَل الْحَالِ، وفِعلُ الْحَالِ مَرْفُوعٌ فِي بَابِ حَتَّى، أَلا تَرَى أَن قَوْلَهُمْ سرْتُ حَتَّى أَدخلُها إِنما هُوَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ حَتَّى أَنا فِي حَالِ دُخُولِي، وَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ سَيِّدٌ عَلَى تَقْدِيرِ الْفِعْلِ الْمَاضِي لأَن هَذَا الشَّاعِرَ إِنما أَراد أَن يَحْكِي حَالَهُ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَلَمْ يُرِدْ أَن يُخبر أَنَّ ذَلِكَ قَدْ مضى.
شمحط: الشَّمْحَطُ والشِّمْحاطُ والشُّمْحُوطُ: المُفْرِطُ طُولًا، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي شَحَطَ وَقَالَ: إِن ميمه زائدة.
شمعط: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْسٍ يَقُولُ اشْمَعَطَّ القومُ فِي الطَّلَب واشْمَعَلُّوا إِذا بادَرُوا فِيهِ وَتَفَرَّقُوا. واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ واشْمَعَطَّت إِذا انْتَشَرَتْ. الأَزهري: قَالَ مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيّ يُقَالُ فَرِّقُوا لضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّون لَهَا أَي يَشْمَعِطُّون، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَضِبُّوا لِفُلَانٍ أَي تفرَّقُوا فِي طَلبه. وأَضَبَّ القومُ فِي بُغْيَتهم أَي فِي ضالَّتِهم أَي تفرّقُوا فِي طلَبها. الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدّ إِذا امتلأَ غَضَباً، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذكَر الرَّجُلِ إِذا اتْمَهَلَّ.
شنط: المُشَنَّطُ: الشِّواء، وَقِيلَ: شِواء مُشَنَّطٌ لَمْ يُبالَغْ فِي شَيِّه. والشُّنُطُ: اللُّحْمانُ المُنْضَجةُ.
شنحط: الشُّنْحُوطُ: الطَّوِيلُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ.
شوط: شَوَّطَ الشيءَ: لُغَةٌ فِي شَيَّطه. والشَّوْطُ: الجَرْيُ مَرَّةً إِلى غَايَةٍ، وَالْجَمْعُ أَشْواطٌ؛ قَالَ:
وبارحٍ مُعْتَكِرِ الأَشْواطِ
يَعْنِي الرِّيحَ. الأَصمعي: شاطَ يَشُوطُ شَوْطاً إِذا عَدا شَوْطاً إِلى غَايَةٍ، وَقَدْ عَدا شَوْطاً أَي طَلَقاً. ابْنُ الأَعرابي: شَوَّطَ الرجلُ إِذا طَالَ سَفَرُهُ. وَفِي حَدِيثِ
سُلَيْمَان بْنَ صُرَدٍ قَالَ لِعِلِيٍّ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، إِن الشَّوْطَ بَطِينٌ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الأُمورِ مَا تَعْرِفُ بِهِ صَدِيقَك مِنْ عدُوِّكَ
؛ البَطِينُ البَعِيدُ، أَي إِن الزَّمَانَ طَوِيلٌ يُمكِنُ أَن أَسْتَدْرِكَ فِيهِ مَا فرَّطْتُ. وطافَ بالبيتِ سبعةَ أَشْواط مِنَ الحجَر إِلى الحجَر شَوْطٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الطوافِ:
رملَ ثلاثةَ أَشْواطٍ
؛ هِيَ جَمْعُ شَوْطٍ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْمَرَّةُ الواحدةُ مِنَ الطَّوافِ حوْلَ البيتِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَسافة مِنَ الأَرض يَعْدُوها الفَرس كالمَيْدان وَنَحْوِهِ. وشَوْطُ باطِلٍ: الضَّوْء الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الكُوَّة. وشَوْطُ بَراحٍ: ابْنُ آوَى أَو دابَّةٌ غَيْرِهِ. والشَّوْطُ: مَكَانٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ مِنَ الأَرض يأْخذ فِيهِ الْمَاءُ والناسُ كأَنه طَرِيقٌ طولُه مِقْدارُ الدَّعْوةِ ثُمَّ يَنْقطِعُ، وَجَمْعُهُ الشِّياطُ، ودخولُه فِي الأَرض أَنه يُوَارِي الْبَعِيرَ وَرَاكِبَهُ وَلَا يَكُونُ إِلا فِي سُهولِ الأَرض يُنْبِتُ نَبْتاً حسَناً. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الأَكوع: أَخَذْت عَلَيْهِ شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ.
وَفِي حَدِيثِ المرأَة الجَوْنِيَّةِ ذِكْرُ الشوْطِ، هُوَ اسمُ حائطٍ مِنْ بساتِينِ المدينةِ.
شيط: شاطَ الشيءُ شَيْطاً وشِياطةً وشَيْطُوطةً: احْتَرَقَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الزيتَ والرُّبَّ؛ قَالَ:
كَشائطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ
وأَشاطَه وشَيَّطَه، وشاطَتِ القِدْر شَيْطاً:
احتَرقَتْ، وَقِيلَ: احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وأَشاطَها هُوَ وأَشَطْتُها إِشاطة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: شاطَ دمُ فُلَانٍ أَي ذَهَبَ، وأَشَطْتُ بدَمِه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ وَلَا تُشِيطُ الدَّمَ
أَي تُؤْخَذُ بِهَا الدِّيَةُ وَلَا يُؤْخَذُ بِهَا القِصاصُ، يَعْنِي لَا تُهْلِكُ الدَّمَ رأْساً بِحَيْثُ تُهْدِرُه حَتَّى لَا يَجِبَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الدِّيَةِ. الْكِلَابِيُّ: شَوَّط القِدْرَ وشَيَّطَها إِذا أَغْلاها. وأَشاطَ اللَّحْمَ: فَرَّقه. وشاطَ السمْنُ والزَّيْتُ: خَثُرَ. وشاطَ السمنُ إِذا نَضِجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ وَكَذَلِكَ الزَّيْتُ؛ قَالَ نِقادةُ الأَسدي يَصِفُ مَاءً آجِناً:
أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا،
…
أَصْفَرَ مِثْل الزَّيْتِ، لَمّا شَاطَا
والتَشْيِيطُ: لَحْمٌ يُصْلَح لِلْقَوْمِ ويُشْوى لَهُمْ، اسْمٌ كالتَّمْتِين، والمُشَيَّطُ مِثْلُه، وَقَالَ اللَّيْثُ: التشَيُّطُ شَيْطُوطةُ اللَّحْمِ إِذا مسَّته النَّارُ يَتَشَيَّطُ فيَحْتَرِقُ أَعْلاه، وتَشَيَّطَ الصوفُ. والشِّياطُ: رِيح قُطنة مُحْتَرِقةٍ. وَيُقَالُ: شَيَّطْتُ رأْس الْغَنَمِ وشوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه. يُقَالُ: شَيَّطَ فُلَانٌ اللَّحْمَ إِذا دَخَّنه وَلَمْ يُنْضِجُه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
لَمّا أَجابَتْ صَفِيراً كَانَ آيَتَها
…
مِنْ قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاء بالنارِ
وشَيَّطَ الطَّاهي الرأْس والكُراعَ إِذا أَشْعَل فِيهِمَا النَّارَ حَتَّى يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِمَا مِنَ الشعرَ والصُّوفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ شَوّطَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صفةِ أَهل النَّارِ:
أَلم يَرَوْا إِلى الرأْسِ إِذا شُيِّطَ
؛ مِنْ قَوْلِهِمْ شَيَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه. وشاطَ الرجلُ يَشيطُ: هلَك؛ قَالَ الأَعشى:
قَدْ نَخْضِبُ العَيْرَ فِي مَكْنُون فائِله،
…
وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ «2»
والإِشاطةُ: الإِهْلاكُ. وَفِي حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: أَنه قاتلَ بِرايةِ رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، حَتَّى شاطَ فِي رِماحِ الْقَوْمِ
أَي هلَك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: لَمَّا شَهِدَ عَلَى المُغيرة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قَالَ: شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغيرة.
وكلُّ مَا ذهَب، فَقَدْ شاطَ. وشاطَ دَمُه وأَشاطَ دمَه وبدَمِه: أَذْهَبَه، وَقِيلَ: أَشاطَ بدَمِه عَمِل فِي هَلاكِه، وتَشَيَّطَ بِهِ دمُه. وأَشاطَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَهْلَكه، وأَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ؛ يُقَالُ: أَشاط فُلَانٌ دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه لِلْقَتْلِ. ابْنُ الأَنباري: شاطَ فلانٌ بِدَمِ فلانٍ مَعْنَاهُ عَرَّضه للهَلاك. وَيُقَالُ: شَاطَ دمُ فُلَانٍ إِذا جُعل الْفِعْلُ للدّمِ، فإِذا كَانَ للرجلِ قِيلَ: شَاطَ بدمِه وأَشاط دمَه. وتشيَّطَ الدمُ إِذا عَلا بِصَاحِبِهِ، وَشَاطَ دمُه. وَشَاطَ فلانٌ الدِّماء أَي خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ الْقَاتِلِ عَلَى دَمِ الْمَقْتُولِ؛ قَالَ المتلَمِّسُ:
أَحارِثُ إِنَّا لَوْ تُشاطُ دِماؤنا،
…
تَزَيَّلْن حَتَّى مَا يَمَسّ دَمٌ دَما
وَيُرْوَى: تُساطُ، بِالسِّينِ، والسَّوْطُ: الخَلْط. وشاطَ فُلَانٌ أَي ذَهَبَ دمُه هَدَراً. وَيُقَالُ: أَشاطَه وأَشاطَ بدمِه. وشاطَ بِمَعْنَى عَجِلَ. وَيُقَالُ للغُبار السَّاطِعِ فِي السَّمَاءِ: شَيْطِيٌّ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ:
تَعادِي المَراخِي ضُمَّراً فِي جُنوحِها،
…
وهُنَّ مِنَ الشَّيطِيّ عارٍ ولابِسُ
يَصِفُ الْخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها. وفي
(2). في قصيدة الأَعشى: قد نطعنُ العيرَ بدلَ قد نخضِب العير.
الْحَدِيثِ:
أَنَّ سَفِينةَ أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله
؛ قَالَ الأَصمعي: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يَعْنِي أَنه ذَبَحَهُ بعُود، وَالْجِذْلُ الْعُودُ. واشْتاطَ عَلَيْهِ: الْتَهَب. والمُسْتَشِيطُ: السَّمين مِنَ الإِبل. والمِشْياطُ مِنَ الإِبل: السريعةُ السِّمَنِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. الأَصمعي: المَشايِيطُ مِنَ الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن، يُقَالُ: نَاقَةٌ مِشْياطٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الإِبل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْر مِنْ قَوْلِهِمْ شاطَ دمُه. غَيْرُهُ: وَنَاقَةٌ مِشْياطٌ إِذا طارَ فِيهَا السِّمنُ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشَّاطِي
قَالَ: الشَّاطِي المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النَّارِ مِنْ شدَّته؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِالشَّاطِي الشائطَ كَمَا يُقَالُ لِلْهَائِرِ هارِ. قَالَ اللَّهُ عز وجل: هارٍ فَانْهارَ بِهِ. وَيُقَالُ: شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ. الأَصمعي: شاطَتِ الجَزُور إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهَا نَصِيبٌ إِلا قُسم. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَشاطَ فُلَانٌ الْجَزُورَ إِذا قسَمها بَعْدَ التَّقْطِيعِ. قَالَ: والتقطيعُ نفْسه إِشاطةٌ أَيضاً. وَيُقَالُ: تَشَيَّطَ فُلَانٌ مِنَ الهِبّةِ أَي نَحِلَ مِنْ كَثْرَةِ الْجِمَاعِ. وَرُوِيَ عَنْ
عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ: إِنَّ أَخْوفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمْ أَن يُؤْخَذَ الرجلُ المسلمُ الْبَرِيءُ فيقالَ عاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ فيُشاطَ لحمُه كَمَا تُشاطُ الجَزُور
؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُمِ،
…
وَلَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزُورا
قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَشَطْتُ الْجَزُورَ إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لَحْمَهَا، وأَشاطَها فُلَانٌ، وَذَلِكَ أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وَبَقِيَ بَيْنَهُمْ سَهْمٌ فَيُقَالُ: مَنْ يُشِيطُ الجَزُور أَي مِنْ يُنَفِّقُ هَذَا السهمَ، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ، فإِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهَا نَصِيبٌ قَالُوا: شَاطَتِ الْجَزُورُ أَي تنَفَّقَتْ. واسْتَشاطَ الرجلُ مِنَ الأَمر إِذا خَفّ لَهُ. وغَضِبَ فُلَانٌ واسْتشاطَ أَي احْتَدَم كأَنه الْتَهَبَ فِي غضَبِه؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ قَوْلِهِمْ نَاقَةٌ مِشْياط وَهِيَ الَّتِي يُسْرِع فِيهَا السِّمَن. واسْتَشاطَ الْبَعِيرُ أَي سَمِن. وَاسْتَشَاطَ فُلَانٌ أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ. وَيُقَالُ: اسْتَشَاطَ أَي احتدَّ وأَشرف عَلَى الهَلاكِ مِنْ قَوْلِكَ شاطَ فُلَانٌ أَي هلَك. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطان تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ
، يَعْنِي إِذا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ أَي تحرَّقَ مِنْ شدَّة الغضَب وتلهَّب وَصَارَ كأَنه نَارٌ تسلَّط عَلَيْهِ الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع بِمَنْ غَضب عَلَيْهِ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مَنْ شاطَ يَشِيط إِذا كَادَ يَحْتَرِقُ. وَاسْتَشَاطَ فُلَانٌ إِذا اسْتَقْتَل؛ قَالَ:
أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم،
…
وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فِيهِمْ وسُلْسِلُوا
وَرَوَى
ابْنُ شُمَيْلٍ بإِسناده إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: مَا رُؤي ضاحِكاً مُسْتَشِيطاً
، قَالَ: مَعْنَاهُ ضَاحِكًا ضَحِكاً شَدِيدًا كالمُتَهالِكِ فِي ضَحِكه. واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وَهُوَ نشِيطٌ. والشيْطان، فَعْلان: من شاطَ يَشِيط. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَعُوذ بِكَ مِنْ شرِّ الشَّيْطَانِ وفُتونه وشِيطاه وَشُجُونِهِ
، قِيلَ: الصَّوَابُ
وأَشْطانِه
أَي حِبالِه الَّتِي يَصِيد بِهَا. والشيطانُ إِذا سُمِّيَ بِهِ لَمْ يَنْصَرِفْ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ طُفيل الغَنَوي: