المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

حَدِيدةً؟ قَالَ: بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ. واللِّيطُ: قِشْرُ القصَب والقَناة - لسان العرب - جـ ٧

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ص

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ض

- ‌فرف الضاد المعجمة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ط

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ظ

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: حَدِيدةً؟ قَالَ: بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ. واللِّيطُ: قِشْرُ القصَب والقَناة

حَدِيدةً؟ قَالَ: بِلِيطةٍ فاليةٍ

أَي قشرةٍ قاطعةٍ. واللِّيطُ: قِشْرُ القصَب والقَناة وكلِّ شَيْءٍ كَانَتْ لَهُ صَلابةٌ ومَتانة، والقِطْعةُ مِنْهُ لِيطةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي إِدْرِيسَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ»، صلى الله عليه وسلم، فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ

، وَقِيلَ: أَراد بِهِ القِطْعةَ المُحَدَّدةَ مِنَ الْقَصَبِ. وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها. وتَلَيَّط لِيطةً: تَشظّاها. واللِّيطُ: قِشر الجُعَلِ، واللَّيْطُ: اللَّوْنُ «2» وَهُوَ اللِّياطُ أَيضاً؛ قَالَ:

فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا،

تَحْسَبُها لَيْطَ السَّمَاءِ خارِجا

شَبَّهَ خُضرة الْمَاءِ فِي الصِّهْريج بجِلد السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ تَمَسَّحُ وَتُمَرَّنُ حَتَّى تصفرَّ وَيَصِيرَ لَهَا لِيط؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قَوْسًا: عَاتِكَةُ اللِّياط. ولِيطُ الشَّمْسِ ولَيْطُها: لَوْنها إِذ لَيْسَ لَهَا قِشْر؛ قَالَ أَبو ذُؤيْب:

بِأَرْيِ الَّتِي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ،

إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها «3»

وَالْجَمْعُ أَلْياط؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ،

وَهُوَ مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ

وَيُقَالُ للإِنسان اللّيِّن المَجَسّةِ: إِنه للَيِّنُ اللِّيط. وَرَجُلٌ لَيِّن اللّيطِ أَيِ السجِيّةِ. واللِّياطُ: الرِّبَا، سُمِّيَ لِياطاً لأَنه شَيْءٌ لَا يحِلّ أُلصِق بِشَيْءٍ؛ وكلُّ شَيْءٍ أُلصق بِشَيْءٍ وأُضِيفَ إِليه، فَقَدْ أُلِيطَ بِهِ، والرِّبا مُلْصَق برأْس الْمَالِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فِيهِ: وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فَبَلَغَ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ مِنَ اللَّهِ، وإِنّ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْن فِي رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ وَلَا يُؤخّر

؛ واللِّياطُ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الرِّبَا الَّذِي كَانُوا يُرْبُونَه فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَدَّهُمُ اللَّهُ إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عَلَيْهَا. ابْنُ الأَعرابي: جَمْعُ اللِّياطِ اللَّيالِيطُ، وأَصله لُوطٌ. وَفِي حَدِيثِ

معاويةَ بْنِ قُرَّةَ: مَا يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هَذِهِ اللَّائطةِ وإِنّ لِي الدُّنْيَا

؛ اللائطةُ: الأُسْطوانةُ، سُمِّيَتْ بِهِ لِلُزوقِها بالأَرض. ولاطَه اللهُ لَيْطاً: لَعَنَهُ اللَّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمَيّةَ يَصِفُ الْحَيَّةَ ودخُول إِبليس جَوْفَها:

فَلاطَها اللهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه،

طُولَ اللَّيالي، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا أَجَلا

أَراد أَن الْحَيَّةَ لَا تَمُوتُ بأَجَلها حَتَّى تُقْتَلَ. وشَيْطانٌ لَيْطانٌ: مِنْهُ، سُرْيانِيّة، وَقِيلَ: شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْقَالِي لَيطان مِنْ لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا يَلِيطُ بِهِ النَّعِيمُ وَلَا يَلِيقُ بِهِ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَشْراطِ الساعةِ:

ولتَقُومَنَّ وَهُوَ يَلُوطُ حوْضَه

، وَفِي رِوَايَةٍ:

يَلِيطُ حوضَه

أَي يُطَيّنُه.

‌فصل الميم

مثط: المَثْط: غَمْزُك الشيءَ بِيَدِكَ عَلَى الأَرض، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَت.

(1). قوله [على النبي إلخ] في النهاية عَلَى أَنَسٍ، رضي الله عنه، إِلَى آخر ما هنا.

(2)

. قوله [والليط لون] هو بالفتح ويكسر كما في القاموس.

(3)

. قوله [تأري] في شرح القاموس تهوي.

ص: 397

محط: المَحْطُ: شَبِيهٌ بالمَخْطِ، مَحَطَ الوَتَرَ والعَقَب يَمْحَطُه مَحْطاً: أَمَرَّ عَلَيْهِ الأَصابع ليُصْلِحه. وامْتَحَطَ سيفَه: سَلَّه. وامْتَحَطَ الرُّمح: انتزَعَه. الأَزهري: المَحْطُ كَمَا يَمْحَطُ البازِي ريشَه أَي يُذهبه. يُقَالُ: امْتَحَطَ البازِي. وَيُقَالُ: مَحَّطْتُ الوتَر، وَهُوَ أَن تُمِرّ عَلَيْهِ الأَصابع لتُصْلِحه، وَكَذَلِكَ تَمْحِيطُ العَقَب تَخْلِيصُهُ. وَقَالَ النَّضْرُ: المُماحَطةُ شِدَّةُ سِنانِ الجملِ الناقةَ إِذا اسْتَنَاخَهَا ليَضْربها، يُقَالُ: سانَّها وماحَطَها مِحاطاً شَدِيدًا حَتَّى ضَرَبَ بها الأَرض.

مخط: مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه. ويقال: مَخَطَ فِي الْقَوْسِ. ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً. نَفَذ وأَمْخَطَه هُوَ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَه مِنَ الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه. ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق. وأَمْخَطْتُ السهمَ: أَنفذْته، وَرُبَّمَا قَالُوا: امْتَخَط مَا فِي يَدِهِ نزعَه واخْتَلَسه. والمَخْطُ: السَّيَلانُ والخُروجُ. وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ: يأْخذ رِجل النَّاقَةِ وَيَضْرِبُ بِهَا الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه بِكَثْرَةِ ضِرابه يَسْتَخْرِجُ مَا فِي رَحِم النَّاقَةِ مِنْ مَاءٍ وَغَيْرِهِ. والمُخاط: مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف. والمُخاطُ مِنَ الأَنف كاللُّعابِ مِنَ الْفَمِ، وَالْجَمْعُ أُمْخِطةٌ لَا غَيْرُ. ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه مَخْطاً وَقَدْ مَخَطَه مِنْ أَنفه أَي رَمَى بِهِ. وامْتَخَطَ هُوَ وتَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر. ومَخَطه بِيَدِهِ: ضَربه. والماخِط: الَّذِي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة عَنْ وَجْهِ الحُوار. وَيُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ إِنما مَخَطها بَنُو فُلَانٍ أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ، وأَصل ذَلِكَ أَن الحُوار إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وَمَا عَلَى أَنفه مِنَ السّابِياء، فَذَلِكَ المَخْط، ثُمَّ قِيلَ لِلنَّاتِجِ ماخِطٌ؛ وَقَالَ ذُو الرِمّةِ:

وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانةٍ حَرَجٍ

مَهْريّةٍ، مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ «4»

العِيدُ: قَوْمٌ مِنْ بَنِي عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ. ابْنُ الأَعرابي: المَخْطُ شَبَهُ الْوَلَدِ بأَبيه، تَقُولُ الْعَرَبُ: كأَنما مَخَطه مَخْطاً. وَيُقَالُ لِلسِّهَامِ الَّتِي تتَراءَى فِي عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنَّاظِرِ فِي الْهَوَاءِ عِنْدَ الهاجِرة: مُخاطُ الشيطانِ، وَيُقَالُ لَهُ لُعابُ الشَّمْسِ ورِيقُ الشَّمْسِ، كُلُّ ذَلِكَ سُمِعَ عَنِ الْعَرَبِ. ومَخَط فِي الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سَرِيعًا. وَيُقَالُ: بُرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ قصِير، وسَيْر مَخْط وَوَخْطٌ: سَرِيعٌ شَديد؛ وَقَالَ:

قَدْ رابَنا مِنْ سَيْرنا تَمَخُّطه،

أَصْبَحَ قَدْ زايَلَه تَخَمُّطه «5»

قِيلَ: تَمَخُّطه اضْطِرابُه فِي مِشْيته يَسْقُطُ مَرة وَيَتَحَامَلُ أُخرى. والمَخْطُ: اسْتِلالُ السَّيفِ. وامْتَخَطَ سيفَه: سَلَّه مِنْ غِمْده. وامْتَخَط رُمْحَه مِنْ مَرْكزه: انْتَزَعَهُ. وامْتَخَطَ الشيءَ: اخْتَطَفَه. والمَخِطُ: السيِّد الْكَرِيمُ، وَالْجَمْعُ مَخِطون؛ وَقَوْلُ رؤْبة:

وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ

مَكانُها مِنْ شُمَّتٍ وغُبَّطِ

كسَّره عَلَى تَوَهُّمِ فَاعِلٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ ورأَيت في

(4). قوله [وانم] هو بالواو في الأَصل والأَساس، وأَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا في البيت قبله.

(5)

. قوله [من سيرنا] وقوله [تخمطه] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس عن الصاغاني من شيخنا: وتخبطه بالباء.

ص: 398

شِعْرِ رؤْبة:

وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجَالِ النُّخَّطِ

بِالنُّونِ. قَالَ: وَلَا أَعرف المخَّط فِي تَفْسِيرِهِ. والمُخاطةُ: شَجَرَةٌ تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل.

مرط: المَرْطُ: نَتْفُ الشَّعْرِ والرِّيش والصُّوف عَنِ الْجَسَدِ. مرَطَ شعرَه يَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط: نَتَفَهُ، ومرَّطه فتَمرَّط؛ والمُراطةُ: مَا سَقَطَ مِنْهُ إِذا نُتِف، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالمُراطةِ مَا مُرِطَ مِنَ الإِبْط أَي نُتِف. والأَمْرَطُ: الخفِيفُ شَعْرِ الْجَسَدِ وَالْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ مِنَ العمَش، وَالْجَمْعُ مُرْطٌ عَلَى الْقِيَاسِ، ومِرَطةٌ نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه اسْمًا لِلْجَمْعِ، وَقَدْ مَرِطَ مَرَطاً. وَرَجُلٌ أَمْرَطُ وامرأَة مَرْطاء الحاجِبَيْنِ، لَا يُستغنى عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ، وَرَجُلٌ نَمِصٌ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ حَاجِبَانِ، وامرأَة نَمْصاء؛ يُسْتَغْنَى فِي الأَنْمَص والنمْصاء عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ. وَرَجُلٌ أَمرط: لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ وَصَدْرِهِ إِلَّا قَلِيلٌ، فإِذا ذَهَبَ كُلُّهُ فَهُوَ أَمْلَطُ؛ وَرَجُلٌ أَمْرَطُ بيِّن المَرطِ: وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَفَّ عارِضاه مِنَ الشَّعْرِ، وتمَرَّط شعرُه أَي تحاتَّ. وذِئب أَمْرَطُ: مُنْتَتِفُ الشَّعْرِ. والأَمْرَطُ: اللِّصُّ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالذِّئْبِ. وتمرَّط الذِّئْبُ إِذا سَقَطَ شَعْرُهُ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَعْرٌ قَلِيلٌ، فَهُوَ أَمرط. وَسَهْمٌ أَمرطُ وأَمْلَطُ: قَدْ سَقَطَ عَنْهُ قُذَذُه. وسَهْم مُرُطٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ قُذَذ. الأَصمعي: العُمْرُوطُ اللِّص وَمِثْلُهُ الأَمْرطُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله الذِّئْبُ يتمرَّط مِنْ شَعْرِهِ وَهُوَ حِينَئِذٍ أَخبث مَا يَكُونُ. وَسَهْمٌ أَمْرَط ومَرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ: لَا رِيشَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَسديّ يَصِفُ السَّهم، وَنُسِبَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ لِلَبِيدٍ:

مُرُطُ القِذاذِ فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ،

لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه، وَلَا التَّعْقِيبُ

وَيَجُوزُ فِيهِ تَسْكِينُ الرَّاءِ فيكون جميع أَمْرَط، وإِنما صحَّ أَن يُوصَفَ بِهِ الْوَاحِدُ لِمَا بَعْدَهُ مِنَ الْجَمْعِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

وإِنَّ الَّتِي هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها

رَقُودٌ عَنِ الفَحْشاءِ، خُرْسُ الجَبائر

وَاحِدَةُ الجَبائر: جِبارة وجَبيرة، وَهِيَ السوارُ هَاهُنَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ الْمَنْسُوبُ للأَسدي مُرُط القِذاذ هُوَ لنافِع بْنِ نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ، وَيُقَالُ لِنَافِعِ بْنِ لَقِيط الأَسدي، وأَنشده أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجي عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش عَنْ ثَعْلَبٍ لنُويْفِع بْنِ نُفيع الْفَقْعَسِيِّ يَصِفُ الشَّيْبَ وكِبَره فِي قَصِيدَةٍ لَهُ وَهِيَ:

بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ،

وطَرِبْتَ، إِنَّك مَا عَلِمْتُ طَرُوبُ

ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا،

حتَّى تُفارِقَ، أَو يُقالَ مُرِيبُ

وزِيارةُ البيْتِ، الَّذِي لَا تَبْتَغِي

فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ، مَعِيبُ

وَلَقَدْ يَمِيلُ بيَ الشَّبابُ إِلى الصِّبا،

حِيناً، فأَحْكَمَ رأْييَ التَّجْرِيبُ

وَلَقَدْ تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها

وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ

نُفُجُ الحَقِيبةِ لَا تَرَى لكعُوبها

حَدًّا، وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ

عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها،

والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ

ص: 399

لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بِي أَثْقالَه،

وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ

قالَتْ: كَبِرْتَ وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ

لِبِلًى يَعُودُ، وَذَلِكَ التَّتْبيبُ

هَلْ لِي مِنَ الكِبَر المُبينِ طَبيبُ

فأَعُودَ غِرّاً؟ والشَّبابُ عَجِيبُ

ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ، فليْسَ لِي،

فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَرِيبُ

وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ فِي طَلَب الفَتَى،

لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ

فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ،

مِنْ أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ

يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ،

هيهاتَ ذاكَ ودُون ذَاكَ خُطوبُ

يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْفَه،

تُوفي الإِكامَ لَهُ، عَلَيْهِ رَقِيبُ

لَا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ

عنْه، وَلَا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ

ولَئِنْ كَبِرْتُ، لَقَدْ عَمِرْتُ كأَنَّني

غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وكذاكَ حَقًّا مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه

كَرُّ الزَّمانِ، عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ

حَتَّى يَعُودَ مِنَ البِلى، وكأَنَّه

فِي الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ

مُرُطُ القِذاذِ، فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ،

لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه، وَلَا التَّعْقِيبُ

ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ،

إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ

والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه

عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ

غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بِهَا،

حَتَّى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ

وَجَمْعُ المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ ومِراطٌ؛ قَالَ الرَّاجز:

صُبَّ، عَلَى شَاءِ أَبي رِياطِ،

ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ

وأَنشد ثَعْلَبٌ:

وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَى الأَمْراطِ

والسُّرَى هَاهُنَا: جَمْعُ سُرْوةٍ مِنَ السّهَام؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

إِلَّا عَوابِسُ، كالمِراطِ، مُعِيدةٌ

باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «1»

وَشَرْحُ هَذَا الْبَيْتِ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وتمَرَّط السَّهْمُ: خَلَا مِنَ الرِّيش. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سُفيان: فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ

أَي سقَطَ رِيشُه. وتمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ. وأَمْرَطَ الشعرُ: حَانَ لَهُ أَن يُمْرَطَ. وأَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها، وَهِيَ مُمْرِطٌ: أَلقته لِغَيْرِ تَمَامٍ وَلَا شَعْرَ عَلَيْهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِمْراطٌ. وأَمْرطت النخلةُ وَهِيَ مُمْرِطٌ: سَقَطَ بُسْرُها غَضّاً

(1). قوله [عوابس] هو بالرفع فَاعِلُ يَشْرَبُ فِي الْبَيْتِ قبله كما نبه عليه المؤلف عن ابن بري في مادة صيف، فما تقدم لنا من ضبطه في مادة عود خطأ.

ص: 400

تَشْبِيهًا بالشعرِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ عادَتَها فَهِيَ مِمْراط أَيضاً. والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان: مَا عَرِيَ مِنَ الشفةِ السُّفلى والسَّبَلةِ فَوْقَ ذَلِكَ مِمَّا يَلِي الأَنفَ. والمُرَيْطاوان فِي بَعْضِ اللُّغات: مَا اكْتَنَفَ العَنْفَقةَ مِنْ جَانِبَيْهَا، والمُريطاوان: مَا بَيْنَ السُّرّة والعانةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا خَفَّ شَعْرُهُ مِمَّا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ، وَقِيلَ: هُمَا جَانِبَا عانةِ الرَّجُلِ اللَّذَانِ لَا شَعْرَ عَلَيْهِمَا؛ وَمِنْهُ قِيلَ: شَجَرَةٌ مَرْطاء إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَقِيلَ: هِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا حَيْثُ تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى الرُّفْغَين، وَهِيَ تُمَدُّ وَتُقْصَرُ، وَقِيلَ: الْمُرَيْطَاوَانِ عِرْقان فِي مَراقِّ الْبَطْنِ عَلَيْهِمَا يَعْتَمِدُ الصَّائحُ، وَمِنْهُ قَوْلُ

عُمَرَ: رضي الله عنه، لِلْمُؤَذِّنِ أَبي مَحْذُورةَ، رضي الله عنه، حِينَ سَمِعَ أَذانه وَرَفَعَ صَوْتَهُ: لَقَدْ خشيتُ «1» أَن تَنْشَقَّ مُرَيْطاؤكَ

، وَلَا يُتَكَلم بِهَا إِلَّا مُصَغَّرَةً تَصْغِيرَ مَرْطاء، وَهِيَ المَلْساء الَّتِي لَا شَعْرَ عَلَيْهَا، وَقَدْ تُقْصَرُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُرَيْطاء، مَمْدُودَةٌ، هِيَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلى الْعَانَةِ، وَكَانَ الأَحمر يَقُولُ هِيَ مَقْصُورَةٌ. والمُرَيْطاء: الإِبْط؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها،

إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عَنْهَا، الحِبال «2»

وَالْمُرَيْطَاءُ: الرِّباط. قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَيَّاش: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يُسَبِّحُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى «3» ؛ حَكَى هَاتَيْنِ الأَخيرتين الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والمَرِيطُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ مِنْ بَاطِنِ الرُّسْغِ، مُكَبَّرٌ لَمْ يُصَغَّرْ. ومَرَطَتْ بِهِ أُمّه تَمْرُط مَرْطاً: ولَدتْه. ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومُرُوطاً: أَسْرَع، وَالِاسْمُ المَرَطَى. وفَرس مَرَطَى: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الناقةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو. وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ: هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ مُدْرِك الجعْفريّ: مَرَط فُلَانٌ فُلَانًا وهَرَدَه إِذا آذَاهُ. والمَرَطَى: ضَرْب مِنَ العَدْو؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ فَوْقَ التقْرِيب وَدُونَ الإِهْذابِ؛ وَقَالَ يَصِفُ فَرَسًا:

تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفيل الغَنويّ:

تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ،

كأَنها سُبَدٌ بِالْمَاءِ مَغْسُولُ «4»

والمِمْرَطةُ: السَّرِيعَةُ مِنَ النُّوقِ، وَالْجَمْعُ مَمارِطُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو للدُّبَيْري:

قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً مَمارِطا،

يَشْدَخْن بالليلِ الشُّجاعَ الخابِطا

الشجاعُ الحيةُ الذكَر، وَالْخَابِطُ النَّائِمُ، والمرْطُ كِساء مِنْ خَزّ أَو صُوف أَو كَتَّانٍ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّوْبُ الأَخضر، وَجَمْعُهُ مُرُوطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي فِي مرُوط نِسَائِهِ

أَي أَكْسِيَتِهنّ؛ الْوَاحِدُ مِرْط يَكُونُ مِنْ صُوفٍ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ خَزٍّ أَو غَيْرِهِ يؤتَزر بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُغَلِّس بِالْفَجْرِ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ مَا يُعرفْن من

(1). قوله [لقد خشيت] كذا بالأصل، والذي في النهاية: أما خشيت.

(2)

. قوله [لضت] كذا هو في الأَصل، وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها.

(3)

. قوله [ليرسى] كذا بالأصل على هذه الصورة.

(4)

. قوله [تقريبها إلخ] أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في الصحاح.

ص: 401

الغَلَس

؛ وَقَالَ الْحَكَمُ الخُضْري:

تَساهَمَ ثَوْباها فَفِي الدِّرْعِ رَأْدةٌ،

وَفِي المِرْطِ لَفّاوانِ، رِدْفُهما عَبْلُ

قَوْلُهُ تَسَاهَمَ أَي تَقارَعَ. والمِرْط: كُلُّ ثَوْبٍ غَيْرِ مَخِيط. وَيُقَالُ للفالُوذ المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط، وَاللَّهُ أَعلم.

مسط: أَبو زَيْدٍ: المَسْطُ أَن يُدخِل الرجُل يدَه فِي حَياء النَّاقَةِ فيسْتَخْرج وَثْرها، وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ يَجْتَمِعُ فِي رَحِمِهَا، وَذَلِكَ إِذا كَثُرَ ضِرابُها وَلَمْ تَلْقَح. ومَسَطَ الناقَةَ والفَرَسَ يَمْسُطُها مَسْطاً: أَدخل يدَه فِي رَحِمِهَا وَاسْتَخْرَجَ مَاءَهَا، وَقِيلَ: اسْتَخْرَجَ وَثْرَها وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ الَّذِي تَلْقَح مِنْهُ، والمَسِيطةُ: مَا يُخْرج مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا نَزَا عَلَى الْفَرَسِ الْكَرِيمَةِ حِصانٌ لَئِيمٌ أَدخل صاحبُها يدَه فَخَرَط مَاءَهُ مِنْ رَحمِها. يُقَالُ: مَسَطَها ومَصَتَها ومَساها، قَالَ: وكأَنهم عَاقَبُوا بَيْنَ الطَّاءِ وَالتَّاءِ فِي المَسْط والمَصْت. ابْنُ الأَعرابي: فَحْلٌ مَسِيط ومَلِيخٌ ودَهِينٌ إِذا لَمْ يُلْقِح. والمَسِيطةُ والمَسِيطُ: الْمَاءُ الكَدِرُ الَّذِي يَبْقَى فِي الْحَوْضِ، والمَطِيطةُ نَحْوٌ مِنْهَا. والمَسِيطُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: الطِّينُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ شُميل: كُنْتُ أَمشي مَعَ أَعرابي فِي الطِّينِ فَقَالَ: هَذَا المَسِيط، يَعْنِي الطِّينَ. والمَسِيطة: البِئر العَذْبةُ يَسِيلُ إِليها مَاءُ الْبِئْرِ الآجِنةِ فيُفْسِدها. وماسِطٌ: اسْمُ مُوَيْهٍ مِلْحٍ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَاءٍ مِلْحٍ يَمْسُطُ الْبُطُونَ، فَهُوَ مَاسِطٌ. أَبو زَيْدٍ: الضَّغِيطُ الرَّكِيَّةُ تَكُونُ إِلى جَنْبِهَا رَكِيَّةٌ أُخرى فتحمأُ وَتَنْدَفِنُ فيُنْتِن مَاؤُهَا وَيَسِيلُ مَاؤُهَا إِلى مَاءِ الْعَذْبَةِ فيُفْسِده، فَتِلْكَ الضغِيطُ وَالْمَسِيطُ؛ وأَنشد:

يَشْرَبْنَ مَاءَ الآجِنِ الضَّغِيطِ،

وَلَا يَعَفْنَ كدَرَ المَسِيطِ

والمَسِيطةُ والمَسِيط: الْمَاءِ الكَدِرُ يَبْقَى فِي الْحَوْضِ؛ وأَنْشد الرَّاجِزُ:

يَشْرَبْنَ مَاءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الْمَسِيطَةُ الْمَاءُ يَجْرِي بَيْنَ الْحَوْضِ وَالْبِئْرِ فيُنْتِنُ؛ وأَنشد:

ولاطَحَتْه حَمْأَةٌ مَطائطُ،

يَمُدُّها مِنْ رِجْرِجٍ مَسائطُ

قَالَ أَبو الغَمْر: إِذا سَالَ الْوَادِي بِسَيْل صَغِيرٍ فَهِيَ مَسِيطة، وأَصغر مِنْ ذَلِكَ مُسيِّطةٌ. وَيُقَالُ: مَسَطْتُ المِعى إِذا خَرَطْتَ مَا فِيهَا بإِصبعك لِيَخْرُجَ مَا فِيهَا. وماسِطٌ: مَاءٌ مِلْحٌ إِذا شَرِبَتْهُ الإِبل مَسَطَ بطُونها. ومَسَطَ الثوبَ يَمْسُطُه مَسْطاً: بَلّه ثُمَّ حَرَّكَهُ لِيَسْتَخْرِجَ مَاءَهُ. وَفَحْلٌ مَسيط: لَا يُلْقِح؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والماسِط: شَجَرٌ صَيْفِيٌّ تَرْعَاهُ الإِبل فيمسُط مَا فِي بُطُونِهَا فيَخرُطها أَي يُخرجه؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يَا ثلْطَ حامِضةٍ تَرَوَّحَ أَهْلُها،

مِنْ واسِطٍ، وتَنَدّتِ القُلَّاما

وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ:

يَا ثَلْطَ حامِضة تَرَبَّع ماسِطاً،

مِنْ ماسِطٍ، وتَرَبَّع القُلَّاما

مشط: مَشَطَ شَعرَه يَمْشُطُه ويَمْشِطه مَشْطاً: رَجَّله، والمُشاطةُ: مَا سَقَطَ مِنْهُ عِنْدَ المَشْط، وَقَدِ امْتَشَط، وامْتَشَطتِ المرأَة ومشَطتها الماشِطةُ مَشْطاً. ولِمَّةٌ مَشِيطٌ أَي مَمْشوطةٌ. والماشِطةُ:

ص: 402

الَّتِي تُحْسِن المَشْطَ، وَحِرْفَتُهَا المِشاطة. والمَشّاطة: الْجَارِيَةُ الَّتِي تُحْسِن المِشاطَة. وَيُقَالُ للمُتَمَلِّقِ: هُوَ دَائِمُ المَشْطِ، عَلَى المَثَل. والمُشْطُ والمِشْطُ والمَشْطُ: مَا مُشِطَ بِهِ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَمْشاطِ، وَالْجَمْعُ أَمْشاطٌ ومِشاطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ:

قَدْ كنتُ أَغْنى ذِي غِنًى عَنْكُمْ كَمَا

أَغْنَى الرّجالِ، عَنِ المِشاطِ، الأَقْرَعُ

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَفِي المِشْطِ لُغَةٌ رَابِعَةٌ المُشُطُّ، بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ؛ وأَنشد:

قَدْ كنتُ أَحْسَبُني غَنِيّاً عَنْكُمُ،

إِنّ الغَنِيّ عَنِ المُشُطِّ الأَقْرَعُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي أَسمائه المَشِطُ والمُشُطُ والمِمْشَطُ والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقا، بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ، والنَّحيتُ والمُفَرَّجُ. وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه طُبَّ وَجُعِلَ فِي مُشْط ومُشاطةٍ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الشَّعر الَّذِي يَسْقُط مِنَ الرأْسِ واللحيةِ عِنْدَ التَّسْريح بِالْمُشْطِ. والمِشْطَةُ: ضَرب مِنَ المَشْط كالرِّكْبةِ والجِلْسة، والمَشْطةُ وَاحِدَةٌ. وَمِنْ سِمات الإِبل ضَرْبٌ يُسمّى المُشْط. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُشْطُ سِمة مِنْ سِماتِ الْبَعِيرِ عَلَى صُورَةِ المُشطِ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: تَكُونُ فِي الْخَدِّ وَالْعُنُقِ وَالْفَخْذِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمّا المُشْطُ والدّلْو والخُطَّاف فإِنما يُرِيدُ أَن عَلَيْهِ صُورَةَ هَذِهِ الأَشياء. وَبَعِيرٌ مَمْشُوطٌ: سِمَتُه المُشْطُ. ومَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً ومَشَّطَت: صَارَ عَلَى جَانِبَيْهَا مِثْلُ الأَمْشاط مِنَ الشحْمِ. ومُشْطُ القَدَمِ: سُلامَياتُ ظَهْرِهَا، وَهِيَ العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فَوْقَ الْقَدَمِ دُونَ الأَصابع. التَّهْذِيبُ: المُشْط سُلامَياتُ ظَهْرِ الْقَدَمِ؛ يُقَالُ: انْكَسَرَ مُشط ظَهْرِ قَدَمِهِ. ومُشط الكَتِفِ: اللحمُ الْعَرِيضُ. والمُشْط: سبَجَةٌ فِيهَا أَفنان، وَفِي وسَطها هِراوةٌ يُقبض عَلَيْهَا وتُسوّى بِهَا القِصابُ، ويُغَطَّى بِهَا الحُبُّ، وَقَدْ مَشَط الأَرضَ «5» وَرَجُلٌ مَمْشُوط: فِيهِ طُولٌ ودِقَّةٌ. الْخَلِيلُ: المَمْشُوط الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ: هُوَ المَمْشُوقُ. ومَشِطَتْ يَدُهُ تَمْشَط مَشَطاً: خَشُنت مَنْ عَمَلٍ، وَقِيلَ: المَشَطُ أَن يَمَسَّ الرجلُ الشَّوْكَ أَو الجِذْع فَيَدْخُلُ مِنْهُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ: مَشِظَت يَدُهُ، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، لُغَةٌ أَيضاً، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والمُشْط: نَبْتٌ صَغِيرٌ يُقَالُ لَهُ مُشْط الذِّئْبِ لَهُ جِراء مِثْلُ جِرَاءِ القِثَّاء.

مطط: مَطَّ بِالدَّلْوِ مَطّاً: جَذَبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. ومَطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً: مَدَّهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، وذِكْر الطَّلاء: فأَدخل فِيهِ إِصبعه ثُمَّ رَفَعَهَا فتَبِعَها يَتَمَطَّطُ

أَي يَتَمَدَّدُ، أَراد أَنه كَانَ ثَخِينًا. وَفِي حَدِيثِ

سَعْدٍ: وَلَا تَمُطُّوا بِآمِينَ

أَي لَا تَمُدُّوا. ومَطَّ أَنامله: مَدَّهَا كأَنه يُخَاطِبُ بِهَا. ومَطَّ حَاجِبَهُ مَطًّا: مَدَّهُ فِي تَكَلُّمِهِ. ومطَّ حَاجِبَيْهِ أَي مَدَّهُمَا وتكبَّر. والمَطُّ: سِعَةُ الخَطْوِ، وَقَدْ مَطَّ يَمُطُّ ومَطَّ خَطَّه وخَطْوه: مَدَّهُ وَوَسَّعَهُ. ومَطَّ الطائرُ جَنَاحَيْهِ: مَدّهما. وَتَكَلَّمَ فَمَطَّ حَاجِبَيْهِ أَي مَدَّهُمَا. والمَطْمَطةُ: مَدُّ الْكَلَامِ وَتَطْوِيلُهُ. ومَطَّ شِدقَه: مَدَّ فِي كَلَامِهِ، وَهُوَ المطَطُ. التَّهْذِيبُ: ومَطْمَطَ

(5). قوله [مشط الأَرض] كذا في الأَصل بدون تفسير.

ص: 403

إِذا تَوانَى فِي خَطِّه وَكَلَامِهِ. والمَطِيطةُ: الْمَاءُ الكَدِرُ الْخَاثِرُ يَبقى فِي الحَوْضِ، فَهُوَ يَتَمَطَّطُ أَي يتَلزَّج ويمْتَدُّ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّدْغةُ، وَجَمْعُهُ مَطَائِطُ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط:

خبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائطِ

وَقَالَ الأَصمعي: المَطِيطة الْمَاءُ فِيهِ الطِّينُ يتمطَّطُ أَي يتلَزّج وَيَمْتَدُّ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذَرٍّ: إِنا نأْكل الخَطائط ونَرِد المَطائط

؛ هِيَ الْمَاءُ الْمُخْتَلِطُ بِالطِّينِ، وَاحِدَتُهُ مَطيطة، وَقِيلَ: هِيَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الْمَاءِ الكَدِر يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ. وصَلًا مُطاطٌ ومِطاطٌ ومُطائطٌ: مُمتدّ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

أَعْدَدْتُ لِلحَوْضِ، إِذا مَا نَضَبا،،

بَكْرَةَ شِيزَى ومُطاطاً سَلْهَبا

يَجُوزُ أَن يُعنى بِهَا صَلا الْبَعِيرِ وأَن يُعْنَى بِهَا الْبَعِيرُ. والمَطائطُ: مواضعُ حَفْرِ قَوائمِ الدّوابِّ فِي الأَرض تَجْتَمِعُ فِيهَا الرِّداغُ؛ وأَنشد:

فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا نُطفةٌ مِنْ مَطِيطةٍ،

مِن الأَرض، فاسْتَصْفَيْنَها بالجَحافِل

ابْنُ الأَعرابي: المُططُ الطّوالُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. وتَمطَّطَ أَي تمدَّد. والتمطِّي: التَّمدُّد وَهُوَ مِنْ مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ، وأَصله التَّمَطُّطُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ المُطَواء، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ هَذَا بابَه. والمُطَيطى، مَقْصُورٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والمُطَيْطاء، كُلُّ ذَلِكَ: مِشْيةُ التَّبَخْتُرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى

؛ هُوَ التَّبَخْتُرُ، قَالَ الفرَّاء: أَي يَتَبَخْتَرُ لأَن الظَّهْرَ هُوَ المَطا فيلْوي ظَهْرَهُ تبَخْتُراً، قَالَ: وَنَزَلَتْ فِي أَبي جَهْلٍ. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: إِذا مَشَتْ أُمتي المُطَيْطاء وخدمَتْهم فارِسُ والرُّومُ كَانَ بأْسُهم بَيْنَهُمْ.

قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: المُطيطى، بالمَدِّ وَالْقَصْرِ، التَّبَخْتُرُ ومدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ ذَهَبَ بالتمطِّي إِلى المَطِيطِ فإِنه يَذْهَبُ بِهِ مَذْهَبَ تَظَنَّيْت مِنَ الظَّنِّ وتَقَضَّيْت مِنَ التقَضُّض، وَكَذَلِكَ التَّمَطِّي يُرِيدُ التَّمَطُّطَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمَطُّ والمطْوُ والمدُّ وَاحِدٌ. الصِّحَاحُ: المُطَيْطاء، بِضَمِّ الْمِيمِ مَمْدُودٌ، التَّبَخْتُرُ وَمَدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ. وَيُقَالُ: مَطَوْت ومَطَطْت بِمَعْنَى مدَدْت وَهِيَ مِنَ المُصَغّرات الَّتِي لَمْ يُسْتَعْمَلْ لَهَا مُكَبّر. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَنه مرَّ عَلَى بِلَالٍ وَقَدْ مُطِي بِهِ فِي الشَّمْسِ يُعذَّب

أَي مُدَّ وبُطِح فِي الشَّمْسِ. وَفِي حَدِيثِ

خُزَيمةَ: وتَرَكَتِ المَطِيّ هَارًا

؛ المَطِيُّ جَمْعُ مَطِيّة وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يُركب مَطاها أَي ظهرها، وَيُقَالُ يُمطى بِهَا فِي السَّيْرِ أَي يُمدُّ، وَاللَّهُ أَعلم.

معط: مَعَطَ الشيءَ يَمْعَطُه مَعْطًا. مَدَّهُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي إِسحاق: إِن فُلاناً وتَّر قوسَه ثُمَّ معَطَ فِيهَا

أَي مدَّ يَدَيْهِ بِهَا، والمَغْطُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ: الْمَدُّ، وَطَوِيلٌ مُمَّعِطٌ مِنْهُ كأَنه مُدّ. قَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي الطويل المُمَّغِطُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: وَلَمْ أَسمع ممَّعطاً بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ إِلا بإِقرائه فِي كِتَابِ الِاعْتِقَابِ لأَبي تُرَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ وفلانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيَّ يَقُولَانِ: رَجُلٌ مُمَّعِطٌ وممَّغط أَي طَوِيلٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أُبْعِدُ أَن يَكُونَا لُغَتَيْنِ كَمَا قَالُوا لَعَنَّك ولَغَنَّك بِمَعْنَى لعَلَّك، والمَغَصُ والمَعَصُ مِنَ الإِبل البِيضُ، وسُرُوعٌ وسُرُوغٌ للقُضْبان الرَّخْصة. والمَعْطُ: الجَذْبُ. ومعَطَ السيفَ وامْتَعَطه: سلَّه. وَامْتَعَطَ رُمْحَهُ: انْتَزَعَهُ، ومَعِط

ص: 404

شعرُه وَجِلْدُهُ معَطاً، فَهُوَ أَمْعَطُ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَمْعَطُ أَمْرَطُ لَا شَعْرَ لَهُ عَلَى جَسَدِهِ بيِّن المَعَط ومَعِطٌ. وتَمَعَّطَ وامَّعَط، وَهُوَ افْتَعل «1»: تمرَّط وَسَقَطَ مِنْ دَاءٍ يَعْرِضُ لَهُ. وَيُقَالُ: امَّعَط الحبلُ وَغَيْرُهُ أَي انْجَرَدَ. ومَعَطَه يَمْعَطُه مَعْطاً: نتَفَه. وتمعَّطت أَوْبار الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ، وَمِنْ أَسماء السَّوءَةِ المَعْطاء والشَّعْراء والدَّفْراء. وذِئب أَمْعَطُ: قَلِيلُ الشَّعْرِ وَهُوَ الَّذِي تَسَاقَطَ عَنْهُ شِعْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ: مَعِط الذِّئْبُ وَلَا يُقَالُ مَعِطَ شِعْرُهُ، والأُنثى مَعْطاء. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لَوْ آخذْتَ ذاتَ الذنْب منَّا بِذَنْبِهَا، قَالَ: إِذاً أَدَعها كأَنها شَاةٌ مَعْطاء

؛ هِيَ الَّتِي سَقَطَ صُوفُها. ولِصٌّ أَمعط عَلَى التَّمْثِيلِ بِذَلِكَ: يُشَبَّهُ بالذِّئب الأَمعط لخُبْثه. وَلُصُوصٌ مُعْط، وَرَجُلٌ أَمْعَط: سَنُوط. وأَرض مَعْطاء: لَا نَبْتَ بِهَا. وأَبو مُعْطةَ: الذِّئب لتمَعُّط شَعْرُهُ، عَلَمٌ مَعْرِفَةٌ، وإِن لَمْ يَخُصَّ الْوَاحِدَ مِنْ جِنْسِهِ، وَكَذَلِكَ أُسامةُ وذُؤالةُ وثُعالةُ وأَبو جَعْدة. والمَعْطُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ. ومَعَطَها مَعْطاً: نَكَحَهَا. ومَعَطَني بِحَقِّي: مطَلَني. والتَّمعُّط فِي حُضْر الْفَرَسِ: أَن يمُدَّ ضَبْعَيْه حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيدًا، ويَحْبِس رِجْلَيْهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيدًا لِلَّحَاقِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي غَيْرِ الاحْتِلاط يَمْلَخُ بِيَدَيْهِ ويَضْرَحُ بِرِجْلَيْهِ فِي اجْتِمَاعِهِمَا كَالسَّابِحِ. وَفِي حَدِيثِ

حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: فأَعرض عَنْهُ فَقَامَ مُتمَعِّطاً

أَي متسخِّطاً متغضِّباً. قَالَ ابْنُ الأَثير: يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. وماعِط ومُعَيْطٌ: اسْمَانِ. وَبَنُو مُعَيْط: حَيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ مَعْرُوفُونَ. ومُعَيْطٌ: مَوْضِعٌ. وأَمْعَطُ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي:

يَخْرُجْن بالليلِ مِنْ نَقْعٍ لَهُ عُرَفٌ،

بقاعٍ أَمْعَطَ، بَيْنَ السَّهل والصِّيَرِ

مغط: المَغْط: مَدُّ الشَّيْءِ يَسْتَطِيلُهُ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَدَّ الشَّيْءِ الليِّن كالمُصْرانِ وَنَحْوِهِ، مغَطَه يَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط وامْتَغَط. والمُمَّغِطُ: الطَّوِيلُ لَيْسَ بِالْبَائِنِ الطُّولِ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ مُطْلَقًا كأَنه مدَّ مَدًّا مِنْ طُولِهِ.

وَوَصَفَ عَلِيٌّ، عليه السلام، النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الممَّغِط وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ

؛ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَكِنَّهُ كَانَ رَبْعة. الأَصمعي: المُمَّغِط، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ، الْمُتَنَاهِي الطُّولِ. وامَّغط النَّهَارُ امِّغاطاً: طَالَ وامتدَّ. ومغَط فِي الْقَوْسِ يَمْغَطُ «2» مغْطاً مِثْلَ مَخَطَ: نَزَعَ فِيهَا بِسَهْمٍ أَو بِغَيْرِهِ. ومغَط الرجلُ الْقَوْسَ مَغْطًا إِذا مدَّها بِالْوَتَرِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: شدَّ مَا مغَطَ فِي قَوْسِهِ إِذا أَغرق فِي نزْع الْوَتَرِ وَمَدِّهِ ليُبْعِد السَّهْمَ. ومَغَطْت الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ إِذا مَدَدْتَهُ، وأَصله مُنْمغِط وَالنُّونُ لِلْمُطَاوَعَةِ فَقُلِبَتْ مِيمًا وأُدغمت فِي الْمِيمِ، وَيُقَالُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَاهُ. وَالْمَغْطُ: مَدُّ الْبَعِيرِ يَدَيْهِ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ:

مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ

وَقَدْ تمغَّط، وَكَذَلِكَ فِي عدْو الْفَرَسِ أَن يمُدَّ ضبْعيه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُتَمَغِّطٌ والأُنثى مُتَمغِّطةٌ. والتمغُّطُ: أَن يمُدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجد مَزيداً فِي جَرْيِه ويَحْتَشِيَ رِجْلَيْهِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزيداً للإِلحاق ثُمَّ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُ في غير احْتلاط، يسْبَح

(1). قوله [افتعل] كذا في الأَصل والقاموس بالتاء، وفي الصحاح انفعل بالنون.

(2)

. قوله [يمغط] كذا ضبط في الأصل، ومقتضى إطلاق المجد أنه من باب كتب.

ص: 405

بِيَدَيْهِ ويَضْرَحُ بِرِجْلَيْهِ فِي اجْتِمَاعٍ. وَقَالَ مَرَّةً: التمغُّطُ أَن يَمُدَّ قَوائمه ويتمَطَّى فِي جَرْيِه. وامْتَغَطَ النهارُ أَي ارْتَفَعَ. وَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَيْهِ فتمَغَّط فَمَاتَ أَي قَتَلَهُ الغُبار، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِمُسْتَعْمَل.

مقط: مَقَطَ عُنقَه يَمْقُطها ويَمْقِطها مَقْطاً: كَسَرَهَا. ومَقَطْتُ عُنُقه بالعَصا ومَقَرْتُه إِذا ضربتَه بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ عَظْمُ الْعُنُقِ وَالْجِلْدِ صَحِيحٌ. ومقَط الرجلَ يَمْقطه مَقْطاً: غاظَه، وَقِيلَ: ملأَه غَيْظاً. وَفِي حَدِيثِ

حَكيم بْنِ حِزام «1» : فأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَامَ مُتمَقِّطاً

أَي متَغَيِّظاً، يُقَالُ: مَقَطْت صَاحِبِي مَقْطاً وَهُوَ أَن تَبْلغ إِليه فِي الغَيْظِ، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تقدَّم. وامْتَقَط فُلَانٌ عَيْنَيْنِ مِثْلَ جَمْرتين أَي اسْتَخْرَجَهُمَا؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ:

أَيْنَ الفَتى أُسامةُ بْنُ لُعْطِ؟

هلَّا تَقُومُ أَنتَ أَو ذُو الإِبْطِ؟

لَوْ أَنَّه ذُو عِزّةٍ ومَقْطِ،

لمنَعَ الجِيرانَ بعْضَ الهَمْطِ

قِيلَ: المَقْطُ الضرْب، يُقَالُ: مقَطه بالسَّوطِ. قِيلَ: وَالْمَقْطُ الشِّدّة، وَهُوَ ماقِطٌ شَدِيدٌ، والهَمْطُ: الظُّلْم. ومقَطَ الرجلَ مَقْطاً ومقَط بِهِ: صَرَعه؛ الأَخيرة عَنْ كَرَاعٍ. ومقَطَ الْكُرَةَ يَمْقُطها مَقْطاً: ضَرَبَ بِهَا الأَرض ثُمَّ أَخذها. والمَقْطُ: الضرْب بالحُبَيْل الصَّغِيرِ المُغارِ. والمِقاطُ: حَبْلٌ صَغِيرٌ يَكَادُ يَقُومُ مِنْ شِدَّةِ فَتْلِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الصُّبْحَ:

مِنَ الْبَيَاضِ مُدَّ بالمِقاطِ

وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ أَيّاً كَانَ، وَالْجَمْعُ مُقُطٌ مِثْلَ كِتَابٍ وكُتُب. ومقَطَه يَمْقُطه مَقْطاً: شدَّه بالمِقاط، والمِقاطُ حَبْلٌ مِثْلَ القِماط مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، قَدِم مكةَ فَقَالَ: مَن يَعْلَمُ مَوْضِعَ المَقام؟ وَكَانَ السيلُ احْتَمَلَهُ مِنْ مَكَانِهِ، فَقَالَ المُطَّلِبُ بْنُ أَبي وَداعةَ: قَدْ كُنْتُ قدَّرْتُه وَذَرَعَتْهُ بمِقاطٍ عِنْدِي

؛ المِقاط، بِالْكَسْرِ: الْحَبْلُ الصَّغِيرُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ. والمَقّاطُ: الْحَامِلُ مِنْ قَرْية إِلى قَرْيَةٍ أُخرى. ومقَط الطائرُ الأُنثى يَمقُطها مَقْطاً: كَقَمَطها. والماقِطُ والمَقَّاط: أَجيرُ الكَرِيّ، وَقِيلَ: هُوَ المُكْتَرَى مِنْ مَنْزِلٍ إِلى آخَرَ. والماقِطُ: مَوْلَى الْمَوْلَى، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: فُلَانٌ ساقِطُ بْنُ ماقِطِ بْنِ لاقِطٍ تَتسابُّ بِذَلِكَ، فالساقِطُ عبدُ الماقِط، والماقِط عَبَدَ اللَّاقِط، واللاقطُ عَبْدٌ مُعْتَقٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. والماقِطُ: الضَّارب بالحَصى المُتكَهِّن الحازِي. والماقِطُ مِنَ الإِبل: مَثَّلَ الرّازِم، وَقَدْ مَقَطَ يَمْقُطُ مُقُوطاً أَي هُزِلَ هُزالًا شَدِيدًا. الْفَرَّاءُ: المَاقِطُ الْبَعِيرُ الَّذِي لَا يتحرّكُ هُزالًا.

مقعط: القُمْعُوطةُ والمُقْعُوطَةُ، كِلْتَاهُمَا: دويبَّة مَاءٍ.

ملط: المِلْطُ: الخَبِيثُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يُدْفَع إِليه شَيْءٌ إِلا أَلْمَأَ عَلَيْهِ وذهَب بِهِ سَرَقاً واسْتِحلالًا، وَجَمْعُهُ أَمْلاطٌ ومُلُوط، وَقَدْ مَلَطَ مُلوطاً؛ يُقَالُ: هَذَا مِلْطٌ مِنَ المُلوط. والمَلَّاطُ: الَّذِي يملُط بِالطِّينِ، يُقَالُ: ملَطْت مَلْطاً. وملَط الحائطَ مَلْطاً ومَلَّطَه: طَلاه. والمِلاط: الطِّينُ الَّذِي يُجعل بَيْنَ سافَيِ البِناء ويُمْلَطُ بِهِ الْحَائِطُ، وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ:

ومِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ

، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، ويُمْلَطُ بِهِ الْحَائِطُ أَي يُخْلط. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنّ الإِبل يُمالِطُها الأَجْربُ

أَي يُخالِطُها.

(1). قوله [حكيم بن حزام] الذي تقدم حكيم بن معاوية، والمصنف تابع للنهاية في المحلين.

ص: 406

والمِلاطانِ: جانِبا السَّنام ممَّا يَلِي مُقدَّمَه. والمِلاطانِ: الجَنْبانِ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لأَنهما قَدْ مُلِطَ اللحمُ عَنْهُمَا مَلْطاً أَي نُزِع، وَيُجْمَعُ مُلُطاً. والمِلاطانِ: الكَتِفان، وَقِيلَ: المِلاطُ وَابْنُ المِلاط الْكَتِفُ بالمَنكِب والعَضُدِ والمِرفقِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المِلاطُ المِرْفق فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ وأَنشد:

يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط

وَالْجَمْعُ مُلُط؛ الأَزهري فِي قَوْلِ قَطِرانَ السَّعدي:

وجَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ

إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها

قَالَ: إِلى مُلُط أَي مَعَ مُلط؛ يَقُولُ: بَانَ مِرْفقاها مِنْ جَنْبِها فَلَيْسَ بِهَا حازٌّ وَلَا ناكِتٌ، وَقِيلَ للعَضُد مِلاط لأَنه سُمِّيَ بِاسْمِ الْجَنْبِ، والمُلُط: جَمْعُ مِلاط للعَضُدِ والكتفِ. التَّهْذِيبُ: وَابْنَا مِلاط العضُدانِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ابْنَا مُلَاطٍ عَضُدَا الْبَعِيرِ لأَنهما يَليانِ الْجَنْبَيْنِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ بَعِيرًا:

كِلا مِلاطَيْهِ إِذا تَعَطَّفا

بانَا، فَمَا رَاعى بِرَاعٍ أَجْوَفا

قَالَ: والمِلاطانِ هَاهُنَا العَضُدانِ لأَنهما الْمَائِرَانِ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ:

عَوْجاء فِيهَا مَيَلٌ غَيْرُ حَرَدْ

تُقَطِّع العِيسَ، إِذا طَالَ النّجُدْ،

كِلا مِلاطَيْها عَنِ الزَّوْرِ أَبَدْ

قَالَ النَّضِرُ: الْمِلَاطَانِ مَا عَنْ يَمِينِ الكِركرة وَشَمَالِهَا. وَابْنَا مِلاطَي الْبَعِيرِ: هُمَا العَضُدانِ، وَقِيلَ ابْنَا مِلَاطَيِ الْبَعِيرِ كَتِفَاهُ، وَابْنَا مِلاطٍ: العضُدانِ وَالْكَتِفَانِ، الْوَاحِدُ ابْنُ مِلاط؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعُيينة بْنِ مِرْداس:

تَرَى ابْنَيْ مِلاطَيْها، إِذا هِيَ أَرْقَلَتْ،

أُمِرّا فَبَانَا عَنْ مُشاشِ المُزَوَّر

المُزَوَّرُ: مَوْضِعُ الزَّور. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ابْنَا مِلاط الْعَضُدَانِ، والملاطانِ الإِبْطانِ؛ وَقَالَ أَنشدني الْكِلَابِيُّ:

لَقَدْ أُيِّمَتْ، مَا أُيِّمتْ، ثُمَّ إِنه

أُتِيحَ لَهَا رِخْوُ المِلاطَيْن قارِسُ

القارِسُ: البارِد، يَعْنِي شَيْخًا وَزَوْجَتَهُ؛ وأَنشد لجُحَيْشِ بْنِ سَالِمٍ:

أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِي رُمَيْحٍ،

سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ

ويُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسى

جَنِيباً، حَذْو مائرةِ المِلاطِ «2»

وَابْنُ المِلاطِ: الهِلال؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للهلال ابن مِلاط. وَفُلَانٌ مِلْطٌ، قَالَ الأَصمعي: المِلْط الَّذِي لَا يُعرف لَهُ نَسب وَلَا أَب مِنْ قَوْلِكَ أَمْلَطَ رِيش الطَّائِرِ إِذا سَقَطَ عَنْهُ. وَيُقَالُ غُلَامٌ مِلْطٌ خِلْطٌ، وَهُوَ الْمُخْتَلِطُ النَّسَبِ. والمِلاطُ: الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي:

مِلَاطٌ تَرى الذِّئْبانَ فِيهِ كأَنَّه

مَطينٌ بثَأْطٍ، قَدْ أُمِيرَ بِشَيَّانِ

الثأْطُ: الحَمأَة الرَّقيقةُ. والذِّئبانُ: الوبَرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى المَنْكِبين. وأُمِيرَ: خُلِطَ. والشَّيّانُ: دَمُ الأَخَوَيْن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا البيت دَلِيلَ

(2). فِي هَذَا الْبَيْتِ إِقواء.

ص: 407

عَلَى أَنه يُقَالُ لِلْمَنْكِبِ وَالْكَتِفِ أَيضاً مِلاطٌ وَلِلْعَضُدَيْنِ ابْنَا مِلاطٍ؛ قَالَ وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ:

ساقٍ سَقاها لَيْسَ كابْنِ دَقْلِ،

يُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ،

بِمنْكِبٍ وابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ

والمِلْطَى مِنَ الشِّجاجِ: السِّمْحاقُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقِيلَ المِلطاةُ، بِالْهَاءِ، قَالَ: فإِذا كَانَتْ عَلَى هَذَا فَهِيَ فِي التَّقْدِيرِ مَقْصورة، وتفسيرُ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ:

يُقْضَى فِي المِلْطَى بِدَمِهَا

، مَعْنَاهُ أَنه حِينَ يُشَجُّ صَاحِبُهَا يؤْخذ مِقدارُها تِلْكَ الساعةَ ثُمَّ يُقْضَى فِيهَا بالقِصاص أَو الأَرْشِ، وَلَا يُنظر إِلى مَا يَحْدُثُ فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ زِيَادَةٍ أَو نُقْصَانٍ، وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ وَلَيْسَ هُوَ قَوْلَ أَهلِ الْعِرَاقِ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: المِلْطى مَقْصُورٌ، وَيُقَالُ المِلْطاةُ، بِالْهَاءِ، هِيَ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي بَيْنَ عَظْمِ الرأْس وَلَحْمِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ شَجَّه حَتَّى رأَيت المِلْطَى، وشجَّةٌ مِلطى مَقْصُورٌ. اللَّيْثُ: تَقْدِيرُ الْمَلْطَاءِ أَنه مَمْدُودٌ مُذَكَّرٌ وَهُوَ بِوَزْنِ الْحِرْبَاءِ. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنه ذَكَرَ الشِّجَاجَ فَلَمَّا ذَكَرَ الباضِعةَ قَالَ: ثُمَّ المُلْطِئةُ؛ وَهِيَ الَّتِي تَخْرُقُ اللَّحْمَ حَتَّى تَدْنُو مِنَ الْعَظْمِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يَقُولُ الْمِلَطَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي يَدُلُّ عَلَى أَن الْمِيمَ مِنَ المِلْطى مِيمُ مِفْعل وأَنها لَيْسَتْ بأَصلية كأَنها مَنْ لَطَيْت بِالشَّيْءِ إِذا لَصِقْت بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ المِلْطَى، وَهِيَ المِلْطاةُ أَيضاً، وَهِيَ شَجَّة بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ، قَالَ: وَذَكَرَهَا فِي فَصْلٍ لِطَيٍّ. وَفِي حَدِيثِ الشَّجاج:

فِي المِلْطى نِصْفُ دِيةِ المُوضِحة

، قَالَ ابْنُ الأَثير: المِلْطى، بِالْقَصْرِ، والمِلْطاةُ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ بَيْنَ عَظْمِ الرأْس وَلَحْمِهِ، تَمْنَعُ الشجةَ أَن تُوضِحَ، وَقِيلَ الْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ أَصلية والأَلف للإِلحاق كَالَّذِي فِي مِعْزى، والمِلْطاةُ كالعِزْهاةِ، وَهُوَ أَشبه. قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهَا السِّمْحاقَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

يُقْضى فِي المِلْطَى بِدَمِهَا

، قَوْلُهُ بِدَمِهَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ وَلَا يَتَعَلَّقُ بِيُقْضَى، وَلَكِنْ بِعَامِلٍ مُضْمَرٍ كأَنه قِيلَ: يُقْضَى فِيهَا مُلْتَبِسة بِدَمِهَا حَالَ شَجِّهَا وَسَيَلَانُهُ. وَفِي كِتَابِ أَبي مُوسَى فِي ذِكْرِ الشِّجَاجِ: المِلطاط وَهِيَ السِّمْحَاقُ، قَالَ: والأَصل فِيهِ مِنْ مِلْطاط الْبَعِيرِ وَهُوَ حَرْفٌ فِي وَسَطِ رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حَرْفِ الْجَبَلِ وصحنُ الدَّارِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: هَذَا المِلْطاطُ طَرِيقُ بِقِيَّةِ المؤْمنين

؛ هُوَ سَاحِلُ الْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي اللَّامِ وَجَعَلَ مِيمَهُ زَائِدَةً، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْمِيمِ وَجَعَلَ مِيمَهُ أَصلية. وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: فأَمرتهم بِلُزُومٍ هَذَا الْمِلْطَاطِ حَتَّى يأْتيهم أَمري

، يُرِيدُ بِهِ شاطِئَ الفُراتِ. والأَمْلَطُ: الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ وَلَا رأْسه وَلَا لِحْيَتِهِ، وَقَدْ مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً. ومَلَطَ شعرَه مَلْطاً: حَلَقه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. اللَّيْثُ: الأَمْلَطُ الرَّجُلُ الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ إِلا الرأْس واللِّحيةَ، وَكَانَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَمْلَطَ أَي لَا شَعْرَ عَلَى بَدَنِهِ إِلا فِي رأْسه، وَرَجُلٌ أَمْلَطُ بَيِّنُ الملَطِ وَهُوَ مِثْلُ الأَمْرَطِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهةٍ،

دقيقُ العِظامِ، سَيِءُ القِشْمِ، أَمْلط

يَقُولُ: كَانَتْ أُمه بِهِ حَامِلَةً وَبِهَا نُحاز أَي سُعال أَو جُدَرِيّ فَجَاءَتْ بِهِ ضاوِياً. والقِشْمُ: اللحْمُ. وأَملطت الناقةُ جَنِينها وَهِيَ مُمْلِطةٌ: أَلْقَتْه وَلَا شَعْرَ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ مَمالِيطُ، بِالْيَاءِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا

ص: 408

عَادَةً فَهِيَ مِمْلاطٌ، وَالْجَنِينُ مَلِيطٌ. والمَلِيطُ: السَّخْلةُ. والمَلِيطُ: الجَدْي أَوَّل مَا تَضَعُهُ الْعَنْزُ، وَكَذَلِكَ مِنَ الضأْن. ومَلَطَتْه أُمُّه تَمْلُطه: وَلَدَتْهُ لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَسَهْمٌ أَمْلَطُ ومَلِيطٌ: لَا رِيشَ عَلَيْهِ مِثْلَ أَمْرَط؛ وأَنشد يَعْقُوبُ:

وَلَوْ دَعا ناصِرَه لَقِيطا،

لذاقَ جَشْأً لَمْ يَكُنْ مَلِيطا

لَقِيطٌ: بَدَلٌ مِنْ ناصِر. وتَمَلَّطَ السهمُ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ رِيشٌ. ومَلَطْيَةُ: بَلَدٌ. وَيُقَالُ: مالَط فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَالَ هَذَا نِصْفُ بَيْتٍ وأَتَمَّه الْآخَرُ بَيْتًا. يُقَالُ: مَلَّطَ لَهُ تَمْلِيطاً. والمِلْطَى: الأَرض «1» السَّهْلَةُ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يَحْتَمِلُ وزْنُها أَن يَكُونَ مِفْعالًا وأَن يَكُونَ فِعْلاء، وَيُقَالُ: بعتُه المَلَسَى والمَلَطَى وَهُوَ الْبَيْعُ بِلَا عُهْدَةٍ. وَيُقَالُ: مَضَى فُلَانٌ إِلى مَوْضِعِ كَذَا فَيُقَالُ جَعَلَهُ اللَّهُ مَلَطَى لَا عُهْدَة أَي لَا رَجْعَةَ. والمَلَطَى مِثْلُ المَرَطَى: مِنَ العَدْوِ. والمُتَمَلِّطَةُ: مَقْعَد الاشْتِيامِ، والاشْتِيامُ: رَئيسُ الرُّكّابِ.

ميط: ماطَ عَنِّي مَيْطاً ومَيَطاناً وأَماطَ: تَنَحَّى وبعُد وَذَهَبَ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقَبَةِ:

مِطْ عَنَّا يَا سعْدُ

أَي ابْعُد. ومِطْتُ عَنْهُ وأَمَطْتُ إِذا تنحَّيْت عَنْهُ، وَكَذَلِكَ مِطْتُ غَيْرِي وأَمَطْتُه أَي نَحَّيْته. وَقَالَ الأَصمعي: مِطْتُ أَنا وأَمَطْتُ غَيْرِي، وَمِنْهُ إِماطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ:

أَدْناها إِماطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

أَي تَنْحِيته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَكل:

فليُمِط مَا بِهَا مِنْ أَذًى.

وَفِي حَدِيثِ العَقِيقةِ:

أَمِيطُوا عَنْهُ الأَذى.

والمَيْطُ والمِياطُ: الدَّفْعُ والزَّجْرُ، وَيُقَالُ: الْقَوْمُ فِي هِياطٍ ومِياطٍ. وماطَه عَنِّي وأَماطَه: نَحَّاهُ ودفَعه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مِطْتُ بِهِ وأَمَطْتُه عَلَى حُكْمِ مَا تتعَدَّى إِليه الأَفعال غَيْرُ الْمُتَعَدِّيَةِ بِوَسِيطِ النَّقْلِ فِي الْغَالِبِ. وأَماطَ اللهُ عَنْكَ الأَذى أَي نَحَّاهُ. ومِطْ وأَمِطْ عَنِّي الأَذى إِماطةً لَا يَكُونُ غَيْرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَمِطْ عَنَّا يدَكَ

أَي نحِّها. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:

فَمَا ماطَ أَحدُهم عَنْ مَوْضِعَ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم.

وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ:

أَنه أَخذ الرايةَ فهزَّها ثُمَّ قَالَ: مَن يأْخُذها بحقِّها؟ فَجَاءَ فُلَانٌ فَقَالَ: أَنا، فَقَالَ: أَمِطْ، ثمَّ جاءَ آخر فقال: أَمِطْ

أَي تنَحَّ واذْهَب. وماطَ الأَذى مَيْطاً وأَماطَه: نَحّاه وَدَفَعَهُ؛ قَالَ الأَعشى:

فَمِيطي، تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤَاد،

ووَصّالِ حَبْلٍ وكنَّادِها

أَنَّث لأَنه حَمَلَ الْحَبْلَ عَلَى الوُصْلة؛ وَيُرْوَى:

وَصُولِ حِبالٍ وكنّادِها

وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ:

ووصْل حِبال وكنَّادها

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ إِلا أَن يضَع وصْل مَوْضِعَ واصِل؛ وَيُرْوَى:

ووصْل كَرِيم وكنَّادها

الأَصمعي: مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غَيْرِي، قَالَ: وَمَنْ قَالَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ بَاطِلٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِطْ عَنِّي وأَمِط عَنِّي بِمَعْنَى؛ قَالَ: وَرَوَى بَيْتَ الأَعشى: أَمِيطي تَمِيطي، بِجَعْلِ أَماط وماط بمعنى، والباء

(1). قوله [والملطى الأَرض] الملطى مرسوم في الأَصل بالياء، وعلى صحته يكون مقصوراً ويوافقه قول شارح القاموس: هي بالكسر مقصورة.

ص: 409