الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَراد كَلَامَ الْعَرَبِ المشهورَ؛ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً: أَنزل بِهِ ذَلِكَ. وأَمْعَضَني الأَمرُ: أَوجَعني. وَبَنُو ماعِضٍ: قَوْمٌ دَرَجُوا فِي الدهْر الأَول. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَعّاضةُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَرْفَعُ ذنَبها عِنْدَ نِتاجِها.
فصل النون
نبض: نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَضاناً: تَحَرَّكَ وضرَب. والنّابِضُ: العَصَبُ، صِفةٌ غالبةٌ. والمَنابِضُ: مَضارِبُ الْقَلْبِ. ونَبَضَتِ الأَمْعاء تَنْبِضُ: اضْطَرَبَت؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها،
…
إِنْ مُتَغَنّاةً وإِنْ حادِيَهْ «1»
أَراد إِنْ مُتَغَنِّيةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلى لَفْظِ الْمَفْعُولِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا كَقَوْلِهِمُ الناصاةَ فِي النّاصِية والقاراةَ فِي القارِيةِ، يقْلِبون الْيَاءَ أَلفاً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ. وَقَوْلُهُ: وإِن حَادِيَةً، إِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ أَي ذاتُ حُداء، وإِما أَن يَكُونَ فَاعِلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَحْدُوّاً بِهَا أَو مَحْدُوّةً. والنَّبْضُ: الحركةُ. وَمَا بِهِ نَبَضٌ أَي حرَكةٌ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مُتَحَرِّكَ الثَّانِي إِلا فِي الجَحْد. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ أَي حَراكٌ، وَوَجَعٌ مُنْبِضٌ. والنَّبْضُ: نَتْفُ الشعَر؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِنْبَضُ: المِنْدَفةُ. الْجَوْهَرِيُّ: المِنْبَضُ المِنْدَفُ مِثْلُ المِحْبَض، قَالَ الْخَلِيلُ: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ. وأَنْبَضَ القوْسَ مِثْلُ أَنْضَبَها: جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ. وأَنْبَضَ بالوتَر إِذا جذَبَه ثُمَّ أَرسله ليَرِنّ. وأَنْبَضَ الوترَ أَيضاً: جذبَه بِغَيْرِ سَهْمٍ ثُمَّ أَرسله؛ عَنْ يَعْقُوبَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِنْباضُ أَن تَمُدّ الْوَتَرَ ثُمَّ تُرْسله فتسمعَ لَهُ صَوْتًا. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يُعْجِبُك الإِنْباضُ قَبْلَ التَّوتِيرِ، وَهَذَا مَثَلٌ فِي اسْتِعْجَالِ الأَمر قَبْلَ بُلُوغِهِ إِناه. وَفِي المثلِ: إِنْباضٌ بِغَيْرِ تَوْتِيرٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَنبض فِي قَوْسِهِ ونَبَّضَ أَصاتها؛ وأَنشد:
لئنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً،
…
لأَرْمِيَنَّك رَمْياً غَيْرَ تَنْبِيضِ
أَي لَا يَكُونُ نَزْعي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً، يَعْنِي لَا يَكُونُ توَعُّداً بَلْ إِيقاعاً. ونَبَضَ الماءُ مِثْلُ نَضَبَ: سالَ. وَمَا يُعْرَفُ لَهُ مَنْبِضُ عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ.
نتض: نَتَضَ الجلدُ نُتُوضاً. خَرَجَ عَلَيْهِ دَاءٌ كَآثَارِ القُوباء ثم تَقَشَّرَ طَرائقَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَتَضَ الحِمارُ نُتُوضاً إِذا خَرَجَ بِهِ دَاءٌ فأَثارَ الْقُوَبَاءَ ثُمَّ تَقَشَّر طَرائقَ بعضُها مِنْ بَعْضٍ. وأَنْتَضَ العُرْجُونُ مِنَ الكَمْأَةِ: وَهُوَ شَيْءٌ طَوِيلٌ مِنَ الكمأَة يَنْقَشِرُ أَعالِيهِ مِنْ جِنْسِ الكمأَة؛ وَهُوَ يَنْتِضُ عَنْ نَفْسِهِ كَمَا تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ والسِّنُّ السّنَّ إِذا خَرَجَتْ فرفعَتْه عَنْ نفْسِها، لَمْ يَجئ إِلا هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا صَحِيحٌ وَمِنَ الْعَرَبِ مَسْمُوعٌ، قَالَ: وَلَمْ أَجده لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي مُعَايَاةِ الْعَرَبِ قَوْلُهُمْ ضأْنٌ بِذي تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الْمَاءِ بعَنَقٍ وإِرْخاء، قَالَ: يُسَكِّنون الردْغةَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَحْدَهَا.
نحض: النَّحْضُ: اللحمُ نفْسُه، والقِطْعةُ الضخْمةُ مِنْهُ تُسَمَّى نَحْضةً. والمَنْحُوضُ والنَّحِيضُ: الَّذِي
(1). قوله [ثم بدت] تقدم في مادة حرد ثم غدت.
ذهَب لحمُه. وَقِيلَ: هُمَا الكَثِيرا اللحْم، والأُنثى بِالْهَاءِ، وكلُّ بَضْعة لَحْمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا لِفِئَةٍ نَحْوُ النَّحْضةِ والهَبْرَةِ والوَذْرةِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّحِيضُ مِنَ الأَضْدادِ يَكُونُ الكثيرَ اللحْمِ وَيَكُونُ القَليلَ اللحمِ كأَنَّه نُحِضَ نَحْضاً. وَقَدْ نَحُضا نَحاضةً: كَثُرَ لحمُهما. ونَحَضَ لحمُه يَنْحَضُ نُحوضاً: نقَص. قَالَ الأَزهري: ونَحاضَتُهما كثرةُ لحمِهما، وَهِيَ مَنْحُوضةٌ ونَحِيضٌ. ونَحَضَ اللحمَ يَنْحَضُه ويَنْحِضُه نَحْضاً: قشَره. ونَحضَ العظمَ يَنْحَضُه نَحْضاً وانْتَحَضَه: أَخَذ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ واعْتَرَقه. والنَّحْضُ والنحْضةُ: اللحمُ المُكْتَنِزُ كَلَحْمِ الْفَخْذِ؛ قَالَ عُبَيْدٌ:
ثُمَّ أَبري نِحاضَها فَتَرَاهَا
…
ضامِراً، بَعْدَ بُدْنِها، كالهِلالِ
وَقَدْ نَحُض، بِالضَّمِّ، فَهُوَ نَحِيضٌ أَي اكْتَنَزَ لَحْمُهُ. وامرأَة نَحِيضةٌ وَرَجُلٌ نَحِيضٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. ونُحِضَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَنْحُوضٌ أَي ذهَب لحمُه، وانْتُحِضَ مثلُه. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
فاعْمِد إِلى شاةٍ ممْتلئةٍ شحْماً ونَحْضاً
؛ النَّحْضُ: اللَّحْمُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
عَيْرانةٍ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
أَي رُمِيت بِاللَّحْمِ. ونَحَضْتُ السِّنانَ والنَّصْلَ، فَهُوَ مَنْحُوضٌ ونَحِيضٌ إِذا رَقَّقْتَه وأَحْدَدْته؛ وأَنشد:
كمَوْقِف الأَشْقَرِ إِن تَقَدَّما،
…
باشَرَ مَنْحُوضَ السِّنانِ لَهْذَما
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يصِفُ الخَدَّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن الْجَوْهَرِيَّ قَالَ يَصِفُ الجَنْبَ، والصوابُ يصِفُ الْخَدَّ:
يُبارِي شَباة الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ،
…
كحَدِّ السِّنانِ الصُّلَّبيّ النَّحِيضِ
ونَحَضْتُ فُلَانًا إِذا تَلَحَّحْتَ عَلَيْهِ فِي السؤَال حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ السؤالُ كنَحْضِ اللَّحْمِ عَنِ الْعَظْمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ نَحَضَ الرجلَ سأَلَه ولامَه؛ وأَنشد لِسَلَامَةَ بْنِ عُبَادَةَ الجَعْديّ:
أَعْطى بِلا مَنٍّ وَلَا تَقارُضِ،
…
وَلَا سُؤالٍ مَعَ نَحْضِ النَّاحِضِ
نضض: النَّضُّ: نَضِيضُ الْمَاءِ كَمَا يَخرج مِنْ حَجَرٍ. نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وَقِيلَ: سالَ قَلِيلًا قِلِيلًا، وَقِيلَ: خَرَجَ رَشْحاً؛ وَبِئْرٌ نَضُوضٌ إِذا كَانَ مَاؤُهَا يَخْرُجُ كَذَلِكَ. والنَّضَضُ: الحِسى وَهُوَ مَاءٌ عَلَى رَمْل دونَه إِلى أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ مِنْهُ شَيْءٌ أَي رَشَحَ وَاجْتَمَعَ أُخِذ. واسْتَنَضَّ الثِّمادَ مِنَ الْمَاءِ: تَتَبَّعها وتَبَرَّضَها؛ وَاسْتَعَارَهُ بعضُ الفُصَحاء فِي العَرَضِ فَقَالَ يَصِفُ حالَه:
وتَسْتَنِضُّ الثِّماد مِنْ مَهَلي
والنَّضِيضُ: الْمَاءُ القَلِيلُ، وَالْجَمْعُ نِضاضٌ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ والمرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قَالَ: والمَزادةُ تَكَادُ تَنِضُّ مِنَ الْمَاءِ أَي تَنْشَقُّ وَيَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ. يُقَالُ: نَضَّ الماءُ مِنَ الْعَيْنِ إِذا نَبَعَ، ويُجْمَعُ عَلَى أَنِضَّةٍ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
وأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً،
…
أَنِضَّةَ مَحْلٍ، لَيْسَ قاطِرُها يُثْرِي
أَي لَيْسَ يَبُلُّ الثَّرى. والنَّضِيضةُ: الْمَطَرُ الضعيفُ
الْقَلِيلُ، وَالْجَمْعُ نَضائضُ؛ قَالَ الأَسدي، وقيل لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ:
يَا جُمْل أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ،
…
والدِّيَمُ الغادِيةُ النَّضانِضُ،
فِي كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ
والنَّضِيضةُ: السحابةُ الضعيفةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَنِضُّ بِالْمَاءِ تَسِيلُ. والنَّضِيضةُ مِنَ الرِّياح: الَّتِي تَنِضّ بِالْمَاءِ فتَسِيل، وَقِيلَ هِيَ الضَّعِيفَةُ. ونضَّ إِليه مِنْ مَعْروفِه شَيْءٌ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وأَكثرُ مَا يُستعمل فِي الجَحْد، وَهِيَ النُّضاضةُ. وَيُقَالُ: نَضَّ مِنْ مَعْرُوفِكَ نُضاضةٌ، وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: عَلَيْهِمْ نَضائضُ مِنْ أَموالهم وبَضائضُ، وَاحِدَتُهَا نَضِيضةٌ وبَضِيضةٌ. الأَصمعي: نَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ وبَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الْقَلِيلُ. والنَّضِيضةُ: صوتُ نَشِيشِ اللَّحْمِ يُشْوى عَلَى الرَّضْفِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَسْمَعُ للرَّضْفِ بِهَا نَضائضا
والنَّضائضُ: صَوْتُ الشِّواء عَلَى الرَّضْف؛ قَالَ ابْنُ سيدة: وأَراد لِلْوَاحِدِ كالخَشارِم، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشِّوَاءِ. وتركتِ الإِبلُ الماءَ وَهِيَ ذاتُ نَضِيضةٍ وذاتُ نَضائضَ أَي ذاتُ عطَش لَمْ ترْوَ. وَيُقَالُ: أَنضَّ الرَّاعِي سِخالَه أَي سَقاها نَضيضاً مِنَ اللَبن. وأَمْرٌ ناضٌّ: مُمْكِنٌ، وَقَدْ نَضَّ يَنِضُّ. ونُضاضةُ الشَّيْءِ: مَا نَضَّ مِنْهُ فِي يدِك. ونُضاضةُ الرَّجُلِ: آخِرُ وَلَدِهِ؛ أَبو زَيْدٍ: هُوَ نُضاضةُ ولدِ أَبويه، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ مِثْلَ العِجْزةِ والكِبْرةِ. وَقِيلَ: نُضاضةُ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ وكلِّ شَيْءٍ آخِرُه وبَقِيَّتُه، وَالْجَمْعُ نَضائضُ ونُضاضٌ. وَفُلَانٌ يَسْتَنِضُّ معروفَ فُلَانٍ: يَسْتَقْطِرُه، وَقِيلَ: يستخرِجُه، وَالِاسْمُ النِّضاضُ؛ قَالَ:
يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ،
…
وَلَا الجَدَى مِنْ مُتْعَب حَبّاضِ «1»
وَقَالَ:
إِن كَانَ خَيْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا
…
فاقْني، فَشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضّا
ابْنُ الأَعرابي: استَنْضَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا ونَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته وأَقْلَقْتَه؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَّةِ نَضْناضٌ، وَهُوَ القَلِقُ الَّذِي لَا يَثْبت فِي مَكَانِهِ لشِرَّتِه ونَشاطِه. والنَّضُّ: الدِّرهم الصامِتُ. والناضُّ مِنَ المَتاعِ: مَا تحوَّل ورِقاً أَو عَيْنًا. الأَصمعي: اسْمُ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ الناضُّ والنضُّ، وإِنما يُسَمُّونَهُ نَاضًّا إِذا تحوّلَ عيناً بعد ما كَانَ مَتاعاً لأَنه يُقَالُ: مَا نضَّ بِيَدِي مِنْهُ شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّضُّ الإِظهار، والنضُّ الْحَاصِلُ. يُقَالُ: خُذْ مَا نَضَّ لَكَ مِنْ غَرِيمِك، وَخُذْ مَا نَضَّ لَكَ مِنْ دَيْنٍ أَي تيَسَّر. وَهُوَ يَسْتَنِضُّ حَقَّهُ مِنْ فُلَانٍ أَي يَسْتَنْجِزُهُ. ويأْخذ مِنْهُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. ونَضْنَضَ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ ناضُّه، وَهُوَ مَا ظَهَرَ وَحَصَلَ مِنْ مَالِهِ، قَالَ: وَمِنْهُ الْخَبَرُ: خُذْ صدقةَ مَا نَضَّ مِنْ أَمْوالهم أَي مَا ظَهَرَ وَحَصَلَ مِنْ أَثمان أَمْتِعَتهم وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: كَانَ يأْخذ الزَّكاةَ مِنْ ناضِّ المالِ
؛ هُوَ مَا كَانَ ذَهَبًا أَو فِضَّةً عيناً أَو وَرِقاً.
(1). قوله [يمتاح دلوي] كذا ضبط في الأَصل، والشطر الثاني ضبط في مادة حبض من الصحاح مثل ضبط الأَصل.
ووُصف رَجُلٌ بِكَثْرَةِ الْمَالِ فَقِيلَ: أَكثر النَّاسِ نَاضًّا. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ عِكْرِمةَ: إِنَّ الشريكين إِذا أَرادا أَن يَتَفَرَّقا يقْتَسِمانِ مَا نَضَّ مِنْ أَمْوالهما وَلَا يقتَسِمانِ الدَّيْنَ.
قَالَ شَمِرٌ: مَا نضَّ أَي مَا صَارَ فِي أَيديهما وَبَيْنَهُمَا مِنَ الْعَيْنِ، وَكَرِهَ أَن يُقْتَسَمَ الدَّينُ لأَنه رُبَّمَا اسْتَوفاه أَحدُهما وَلَمْ يَسْتَوْفِه الْآخَرُ فَيَكُونُ رِباً، وَلَكِنْ يَقْتَسِمَانِهِ بَعْدَ الْقَبْضِ. والنَّضُّ: الأَمْرُ الْمَكْرُوهُ. تَقُولُ: أَصابني نَضٌّ مِنْ أَمرِ فُلَانٍ. ونَضَّ الطائرُ: حرَّك جناحَيْه ليَطير. ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِناته: حَرَّكَهَا وباشَر بِهَا الأَرضَ؛ قَالَ حُمَيْدٌ:
ونَضْنَضَ فِي صُمِّ الحَصَى ثَفِناتِه،
…
ورامَ بسَلْمَى أَمره، ثُمَّ صَمَّما
ونَضْنَضَ لسانَه: حرَّكه، الضَّادُ فِيهِ أَصل وَلَيْسَتْ بَدَلًا مِنْ صَادِ نَصْنَصَه، كَمَا زَعَمَ قَوْمٌ، لأَنهما لَيْسَتَا أُختين فتُبدلَ إِحداهما من صَاحِبَتِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
أَبي بَكْرٍ: أَنه دُخل عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَضْنِضُ لسانَه
أَي يحرِّكُه، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ، وَقَدْ تقدَّم. والنَّضْنَضةُ: صوتُ الحيَّةِ. والنَضْنَضةُ: تَحْرِيكُ الْحَيَّةِ لسانَها. وَيُقَالُ لِلْحَيَّةِ: نَضْناضٌ ونَضْناضةٌ. وحيَّةٌ نَضْناضٌ: تُحَرِّكُ لسانَها. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَخبرني أَبو عَلِيٍّ يَرْفَعُهُ إِلى الأَصمعيّ قَالَ: حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: سأَلتُ ذَا الرمَّةِ عَنِ النَّضْناضِ فأَخرج لِسَانَهُ فَحَرَّكَهُ
، وَقِيلَ: هِيَ المُصَوِّتةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تقتلُ إِذا نَهشَتْ مِنْ سَاعَتِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ؛ قَالَ الرَّاعي:
يَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ،
…
مكَانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا
الحِبُّ: القُرْطُ، وَقِيلَ: الحَبيبُ، وَقِيلَ: النَّضْناض الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، وَهُوَ كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلى الحركة.
نعض: النُّعْضُ، بِالضَّمِّ: شَجَرٌ مِنَ العِضاه سُهْلِيٌّ وَقِيلَ: هُوَ بِالْحِجَازِ، وَقِيلَ: لَهُ شَوْكٌ يُسْتاك بِهِ؛ قَالَ رؤْبة:
فِي سَلْوةٍ عِشْنا بِذَاكَ أُبْضا،
…
خِدْنَ اللَّواتي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا،
فَقَدَ أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا
إِما أَن يُرِيدَ بِقَوْلِهِ عِشْنَا الْجَمْعَ فَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى اللَّفْظِ، وَيَكُونُ خِدْنَ اللَّوَاتِي مَوْضُوعًا مَوْضِعَ أَخْدانِ اللَّوَاتِي، وإِما أَن يَقُولَ عِشْنَا كَقَوْلِكَ عِشْتُ إِلَّا أَنه اخْتَارَ عِشْنَا لأَنه أَكمل فِي الْوَزْنِ، وَيُرْوَى: جَذْب اللَّوَاتِي، وَرَوَى الأَزهري: وَيُقَالُ مَا نَعَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصَبْتُ، قَالَ: وَلَا أَحُقُّه وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ.
نغض: نَغَضَ الشيءُ يَنْغُضُ نَغْضاً ونُغُوضا ونَغضَاناً وتَنَغَّض وأَنْغَض: تحرَّك واضْطَرَبَ، وأَنْغَضه هُوَ أَي حرَّكه كالمتعَجِّب مِنَ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: نَغَضَ فُلَانٌ أَيضاً رأْسَه، يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى. والنَّغَضانُ: تَنَغُّضُ الرأْسِ والأَسنانِ فِي ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تَقُولُ نَغَضَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُثْمَانَ: سَلِسَ بَوْلي ونَغَضَتْ أَسْناني
أَي قَلِقَتْ وتحرَّكَت. وَيُقَالُ: نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك، وأَنْغَضَه إِذا حرَّكَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
وأَخذ يُنْغِضُ رأْسه كأَنه يَسْتَفْهِمُ مَا يُقَالُ لَهُ
أَي يُحَرِّكه ويَمِيلُ إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ
. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلى فَوقُ وإِلى أَسفلُ، والرأْس يَنْغُضُ ويَنْغِضُ لُغتان. وَالثَّنْيَةُ إِذا تحرَّكت قِيلَ: نَغَضَت سِنُّه، وإِنما سُمِّي
الظَّلِيمُ نَغْضاً ونَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل فِي مِشْيَتِهِ ارْتَفَعَ وَانْخَفَضَ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حُدِّثَ بِشَيْءٍ فحرَّك رأْسه إِنكاراً لَهُ: قَدْ أَنْغَضَ رأْسه. ونَغَضَ رأْسُه يَنغُضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً ونُغُوضاً أَي تحرَّك. ونَغَضَ برأْسِه يَنْغُضُ نَغْضاً: حرَّكه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الظَّلِيمَ:
واسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا
…
أَصَكَّ نَغْضاً، لَا يَني مُسْتَهْدَجا
وَفِي الْمُحْكَمِ: أَسَكَّ، بِالسِّينِ. والنَّغْضُ: الَّذِي يُحَرِّك رأْسَه ويَرْجُف فِي مِشْيَتِه، وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ. وكلُّ حَرَكَةٍ فِي ارْتِجافٍ نَغضٌ. يُقَالُ: نَغَضَ رَحْلُ الْبَعِيرِ وثَنِيَّةُ الْغُلَامِ نَغْضاً ونَغَضاناً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَلَمْ يَنْغُض بهنَّ القَناطِر
ونَغْضٌ ونِغْضٌ: الظَّلِيمُ كَذَلِكَ مُعَرَّفَةٌ لأَنه اسْمٌ للنوْع كأُسامة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّغْضُ الظَّلِيمُ الجَوَّالُ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الَّذِي يُنغِضُ رأْسَه كَثِيرًا. والنَّاغِضُ: الغُضْرُوفُ. ابْنُ سِيدَهْ: ونُغْضُ الكَتِف حَيْثُ تذهَب وَتَجِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ أَعلى مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف، وَقِيلَ: النُّغْضانِ اللَّذَانِ يَنْغُضان مِنْ أَصل الْكَتِفِ فيتحَرَّكانِ إِذا مشَى. وَرَوَى
شُعبةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، رضي الله عنه، قَالَ: نَظَرْتُ إِلى ناغِضِ كَتِفِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، الأَيْمن والأَيسر فإِذا كهيْئةِ الجُمْعِ عَلَيْهِ الثآليلُ
؛ قَالَ شِمْرٌ: الناغِضُ مِنَ الإِنسانِ أَصل العُنُق حَيْثُ يَنْغُضُ رَأْسُه، ونُغْضُ الكتِف هُوَ الْعَظْمُ الرَّقِيقُ عَلَى طَرَفها. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه: بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفةٍ «2» فِي النّاغِضِ
أَي بِحَجَرٍ مُحْمًى فَيُوضَعُ عَلَى ناغِضِه وَهُوَ فَرْعُ الْكَتِفِ، قِيلَ لَهُ نَاغِضٌ لتحرُّكه، وأَصل النَّغْضِ الحركةُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الكَعْبةَ لَمَّا احْتَرَقَتْ نَغَضَتْ
أَي تحرَّكت ووَهَتْ. وَفِي حَدِيثِ
سَلْمانَ فِي خاتَمِ النُّبُوَّةِ: وإِذا الخاتَمُ فِي ناغِضِ كَتِفه الأَيسر
، وَرُوِيَ
فِي نَغْضِ كتِفه
؛ النُّغْضُ والنَّغْضُ والنّاغِضُ: أَعلى الكتِف، وَقِيلَ: هُوَ العَظْمُ الرَّقِيقُ الَّذِي عَلَى طرَفِه. وَغَيْمٌ نَغّاضٌ، ونَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثُمَّ مَخَض تَرَاهُ يَتَحَرَّكُ بعضُه فِي بَعْضٍ وَلَا يَسِيرُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
أَرَّقَ عَيْنيكَ عَنِ الغِمَاضِ [الغَمَاضِ]
…
بَرْقٌ تَرَى فِي عارِضٍ نَغّاضِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِهِ:
بَرْقٌ سرَى فِي عارِضِ نَهّاضِ
اللَّيْثُ: يُقَالُ للغَيْم إِذا كَثُفَ ثُمَّ تَمَخَّض: قَدْ نَغَضَ حَيْثُ تَرَاهُ يَتَحَرَّكُ بعضُه فِي بَعْضٍ مُتَحَيِّراً وَلَا يَسير. ومَحالٌ نُغَّضٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا ماءَ فِي المَقْراةِ إِن لَمْ تَنْهَضِ
…
بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّغْضةُ فِي شِعْر الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ ثَوْرًا:
باتَ إِلى نَغْضةٍ يَطُوفُ بِهَا،
…
فِي رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى بِهِ جَرَدُهْ
هُوَ الشَّجَرَةُ فِيمَا فَسَّرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَفَسَّرَ غَيْرُهُ النَّغْضةَ في البيت بالنّعامةِ.
(2). قوله [برضفة] كذا بالأَصل، والذي في النهاية في غير موضع: برضف.
وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه: كَانَ نَغّاضَ البطْنِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ، رضي الله عنه: مَا نَغّاضُ البطنِ؟ فَقَالَ: مُعَكَّنُ الْبَطْنِ، وَكَانَ عُكَنُه أَحْسَنَ مِنْ سَبائكِ الذهبِ والفِضّةِ
؛ قَالَ: النَّغْضُ والنَّهْضُ أَخَوانِ وَلَمَّا كَانَ فِي العُكَنِ نُهُوضٌ ونُتوء عَنْ مُسْتَوَى البطنِ قِيلَ للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن.
نفض: النَّفْضُ: مَصْدَرُ نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وَغَيْرَهُ أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ، ونَفَّضْتُه شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ. والنَّفَضُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا تَساقَط مِنَ الْوَرَقِ والثَّمَر وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مفْعُول كالقَبَضِ بِمَعْنَى المَقْبُوضِ. والنَّفَضُ: مَا وقَع مِنَ الشَّيْءِ إِذا نَفَضْتَه. والنَّفْضُ: أَن تأْخذ بِيَدِكَ شَيْئًا فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَضَه يَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ. والنُّفاضةُ والنُّفاضُ، بِالضَّمِّ: مَا سَقَطَ مِنَ الشَّيْءِ إِذا نُفِضَ وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْوَرَقِ، وَقَالُوا نُفاضٌ مِنْ وَرَقٍ كَمَا قَالُوا حالٌ مِنْ ورَق، وأَكثر ذَلِكَ فِي وَرَقِ السَّمُرِ خَاصَّةً يُجْمَعُ ويُخْبَط فِي ثَوْبٍ. والنَّفَضُ: مَا انْتَفَضَ مِنَ الشَّيْءِ. ونَفَضُ العِضاهِ: خَبَطُها. وَمَا طاحَ مِنْ حَمْلِ الشجرةِ، فَهُوَ نَفَضٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والنَفَضُ مَا طاحَ مِنْ حَمْلِ النَّخْلِ وتساقَط فِي أُصُولِه مِنَ الثمَر. والمِنْفَضُ: وِعَاءٌ يُنْفَضُ فِيهِ التمْر. والمِنْفَضُ: المِنْسَفُ. ونَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها، فَهِيَ نَفُوضٌ: كَثِيرَةُ الولدِ. والنَّفْضُ: مِنْ قُضْبانِ الكَرْمِ بعد ما يَنْضُرُ الورَق وَقَبْلَ أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه، وَهُوَ أَغَضُّ مَا يَكُونُ وأَرْخَصُه، وَقَدْ انْتَفَضَ الكَرْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَالْوَاحِدَةُ نَفْضةٌ، جَزْمٌ. وَتَقُولُ: انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إِذا نفضْتَ مَا فِيهَا مِنَ التَّمر. ونفَضُ الشجرةِ: حِينَ تَنْتَفِضُ ثمرَتُها. والنَّفَضُ: مَا تساقَط مِنْ غَيْرِ نَفْضٍ في أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر. وأَنْفَضَتْ جلةُ التَّمْرِ: نُفِضَ جميعُ مَا فِيهَا. والنَّفَضَى: الحركةُ. وَفِي حَدِيثِ
قَيْلةَ: مُلاءَتانِ كَانَتَا مَصْبُوغَتَينِ وَقَدْ نفَضَتا
أَي نصَلَ لونُ صِبْغِهما وَلَمْ يَبْقَ إِلا الأَثَرُ. والنّافِضُ: حُمَّى الرِّعْدَةِ، مُذَكَّرٌ، وَقَدْ نَفَضَتْه وأَخذته حُمَّى نافِضٍ وحُمَّى نافِضٌ وحُمَّى بنافِضٍ، هَذَا الأَعْلى، وَقَدْ يُقَالُ حُمَّى نافِضٌ فَيُوصَفُ بِهِ. الأَصمعي: إِذا كَانَتِ الحُمّى نافِضاً قِيلَ نفَضَتْهُ فَهُوَ مَنْفُوضٌ. والنُّفْضةُ، بِالضَّمِّ: النُّفَضاء وَهِيَ رِعْدةُ النّافِضِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك:
فأَخذتها حُمَّى بِنافِضٍ
أَي برِعْدةٍ شديدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَي حرَّكَتْها. والنُّفَضةُ: الرِّعدةُ. وأَنْفَضَ القومُ: نَفِدَ طعامُهم وزادُهم مِثْلُ أَرْمَلوا؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم:
لَهُ ظَبْيَةٌ وَلَهُ عُكَّةٌ،
…
إِذا أَنْفَضَ القومُ لَمْ يُنْفِضِ
وَفِي الْحَدِيثِ:
كُنَّا فِي سَفَرٍ فأَنْفَضْنا
أَي فَنِيَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها، وَهُوَ مثْلُ أَرملَ وأَقْفَرَ. وأَنْفَضُوا زادَهم: أَنْفَدُوه، وَالِاسْمُ النُّفاضُ، بِالضَّمِّ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ يَقُولُ: إِذا ذَهَبَ طعامُ القومِ أَو مِيرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم الَّتِي كَانُوا يَضِنُّون بِهَا فَجَلَبُوها لِلْبَيْعِ فباعُوها واشْتَرَوا بِثَمَنِهَا مِيرةً. والنُّفاضُ: الجَدْبُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ، وَكَانَ ثَعْلَبٌ يَفْتَحُهُ وَيَقُولُ: هُوَ الجَدْبُ، يَقُولُ: إِذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً لِلْبَيْعِ.
والإِنْفاضُ: المَجاعةُ وَالْحَاجَةُ. وَيُقَالُ: نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً واسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً، وَذَلِكَ إِذا اسْتَقْصَوْا عَلَيْهَا فِي حَلبها فَلَمْ يَدَعُوا فِي ضُروعها شَيْئًا مِنَ اللَّبَنِ. ونفَضَ القومُ نَفْضاً: ذَهَبَ زادُهم. ابْنُ شُمَيْلٍ: وَقَوْمٌ نَفَضٌ أَي نفَضُوا زادَهم. وأَنْفَضَ القومُ أَي هَلَكَتْ أَموالُهم. ونفَضَ الزّرْعُ سبَلًا: خَرَجَ آخِر سُنْبُله. ونفَض الكَرْمُ: تَفَتَّحتْ عَناقِيدُه. والنَّفَضُ: حَبُّ العِنب حِينَ يأْخذ بعضُه بِبَعْضٍ. والنَّفَضُ: أَغَضُّ مَا يَكُونُ مِنْ قُضْبَانِ الْكَرَمِ. ونُفُوضُ الأَرض: نَبائِثُها. ونفَض المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إِذا نَظَرَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى يَعْرِفَهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً فَقَدَتْ وَلَدَهَا:
وتَنْفُضُ عَنْهَا غَيْبَ كلِّ خَمِيلةٍ،
…
وتخشَى رُماةَ الغَوْث مِنْ كلِّ مَرْصَدِ
وتنفُض أَي تَنْظُرُ هَلْ تَرَى فِيهِ مَا تَكْرَهُ أَم لَا. والغَوْث: قَبِيلَةٌ مِنْ طيِءٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه، وَالْغَارِ: أَنا أَنْفُضُ لَكَ مَا حوْلَك
أَي أَحْرُسُكَ وأَطُوفُ هَلْ أَرى طَلباً. وَرَجُلٌ نَفُوضٌ لِلْمَكَانِ: مُتَأَمِّلٌ لَهُ. واسْتَنْفَضَ القومَ: تأَمّلهم؛ وَقَوْلُ العُجَيْر السَّلُولي:
إِلى مَلِك يَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه،
…
لَهُ فَوْقَ أَعْوادِ السَّرِيرِ زَئيرُ
يَقُولُ: يَنْظُرُ إِليهم فَيَعْرِفُ مَنْ بِيَدِهِ الْحَقُّ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه يُبْصِرُ فِي أَيّهم الرأْيُ وأَيّهم بِخِلَافِ ذَلِكَ. واسْتَنْفَضَ الطريقَ: كَذَلِكَ. واسْتِنْفاضُ الذكَر وإِنْفاضُه: اسْتِبْراؤه مِمَّا فِيهِ مِنْ بَقِيَّةِ الْبَوْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
ابْغنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بِهَا
أَي أَسْتَنْجي بِهَا، وَهُوَ مِنْ نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عَنْ نفْسِه الأَذى بِالْحَجَرِ أَي يُزِيلُه ويَدْفَعُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما: أَنه كَانَ يَمُرُّ بالشِّعْبِ مِنْ مُزْدَلِفةَ فيَنْتَفِضُ ويَتوضأ.
اللَّيْثُ: يُقَالُ اسْتَنْفَضَ مَا عِنْدَهُ أَي اسْتخرجه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
صَرَّحَ مَدْحي لكَ واسْتِنْفاضِي
والنَّفِيضةُ: الَّذِي يَنْفُضُ الطريقَ. والنَّفَضةُ: الَّذِينَ يَنْفُضون الطريقَ. اللَّيْثُ: النفَضة، بِالتَّحْرِيكِ، الْجَمَاعَةُ يُبْعثون فِي الأَرض مُتَجَسِّسين لِيَنْظُرُوا هَلْ فِيهَا عَدُوٌّ أَو خَوْفٌ، وَكَذَلِكَ النفيضةُ نَحْوَ الطَّلِيعة؛ وَقَالَتْ سَلْمى الجُهَنِيّةُ تَرْثِي أَخاها أَسْعد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ سُعْدى الْجُهَنِيَّةُ:
يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً،
…
وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
يَعْنِي إِذا قصُر الظِّلُّ نِصْفَ النَّهَارِ، وحَضِيرةً ونَفِيضةً مَنْصُوبَانِ عَلَى الْحَالِ، وَالْمَعْنَى أَنه يَغْزُو وَحْدَهُ فِي مَوْضِعِ الحضِيرةِ والنفِيضةِ؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ:
يَا خَالِدًا أَلْفاً ويُدْعى وَاحِدًا
وَكَقَوْلِ أَبي نُخَيْلةَ:
أَمُسْلِمُ إِنِّي يَا ابْنَ كلِّ خَلِيفةٍ،
…
وَيَا واحِدَ الدُّنيا، وَيَا جَبَلَ الأَرْضِ
أَي أَبوك وَحْدَهُ يَقُومُ مَقام كُلِّ خَلِيفَةٍ، وَالْجَمْعُ النَّفائضُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ المَفاوِزَ:
بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجالُ،
…
تُلْقي النَّفائضُ فِيهِ السَّرِيحا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو بِالْفَاءِ إِلا أَنه قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنها الهَزْلى مِنَ الإِبل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النعامُ خَشَبَاتٌ يُسْتَظَلّ تَحْتَهَا، والرِّجالُ الرَّجّالة، والسَّرِيحُ سُيورٌ تُشدّ بِهَا النِّعال، يُرِيدُ أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت. الْفَرَّاءُ: حَضيِرةُ الناسِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، ونفِيضَتُهم وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. ابْنُ الأَعرابي: حَضِيرةٌ يحضُرها الناسُ، ونفِيضةٌ ليس عليه أَحَد. وَيُقَالُ: إِذا تكلَّمت لَيْلًا فاخْفِضْ، وإِذا تَكَلَّمْتَ نَهَارًا فانْفُضْ أَي التَفِت هَلْ تَرَى مَنْ تَكْرَهُ. واسْتَنْفَض القومُ: أَرْسلوا النِّفَضةَ، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّفِيضةَ. ونفَضَتِ الإِبلُ وأَنْفَضَتْ: نُتِجَتْ كلُّها؛ قَالَ ذُو الرُّمّة:
تَرَى كَفْأَتَيْها تَنْفُضانِ وَلَمْ يَجِد،
…
لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتاجَيْنِ، لامِسُ
رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ: تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ، وَرُوِيَ كِلا كَفْأَتَيْها تُنْفَضانِ، وَمَنْ رَوَى تُنْفَضانِ فَمَعْنَاهُ تُسْتَبْرآن مِنْ قَوْلِكَ نفَضْتُ المكانَ إِذا نَظَرْتَ إِلى جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَه، وَمَنْ رَوَى تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فَمَعْنَاهُ أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الكَفْأَتين تُلقي مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ أَجنَّتها فَتُوجِدُ إِناثاً لَيْسَ فِيهَا ذَكَرٌ، أَراد أَنها كلَّها مآنيثُ تُنْتَجُ الإِناثَ وَلَيْسَتْ بِمَذَاكِيرَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فَذَهَبَ بَعْضُ لَوْنِهِ قِيلَ: قَدْ نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كَساكَ الَّذِي يَكْسُو المَكارِم حُلَّةً
…
مِنَ المَجْد لَا تَبْلى، بَطِيئاً نُفوضُها
ابْنُ الأَعرابي: النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك ونُفاثَتُه. والنُّفْضةُ: المَطْرةُ تُصِيبُ القِطْعةَ مِنَ الأَرض وتُخْطِئُ القِطعة. التَّهْذِيبُ: ونُفوضُ الأَمْرِ رَاشَانُهَا، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ، إِنما هِيَ أَشْرافُها. والنِّفاضُ، بِالْكَسْرِ: إِزارٌ مِنْ أُزُر الصِّبيان؛ قَالَ:
جارِية بَيْضاء فِي نِفاضِ،
…
تَنْهَضُ فِيهِ أَيَّما انْتِهاضِ
وَمَا عَلَيْهِ نِفاضٌ أَي ثَوْبٌ. والنِّفْضُ: خُرْء النَّحْل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: النَّفْضُ التحْريكُ، والنَّفْضُ تَبَصُّرُ الطَّرِيقِ، والنَّفْضُ القراءةُ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظَاهِرًا أَي يقرؤه.
نقض: النَّقْضُ: إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ مِنْ عَقْدٍ أَو بِناء، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ. غَيْرُهُ: النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام، نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ. والنِّقْضُ: اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم. وَفِي حَدِيثِ صَوْمِ التَّطَوُّع:
فناقَضَني وناقَضْتُه
، هِيَ مُفاعَلةٌ مِنْ نَقْض الْبِنَاءِ وَهُوَ هَدْمُه، أَي يَنْقُضُ قَوْلِي وأَنْقُضُ قَوْلَهُ، وأَراد بِهِ المُراجَعةَ والمُرادَّةَ. وناقضَه فِي الشَّيْءِ مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه؛ قَالَ:
وَكَانَ أَبُو العَيُوفِ أَخاً وَجَارًا
…
وَذَا رَحِمٍ، فقُلْتُ لَهُ نِقاضا
أَي ناقَضْتُه فِي قَوْلِهِ وهَجْوِه إِيّاي. والمُناقَضةُ فِي الْقَوْلِ: أَن يُتَكَلَّم بِمَا يتناقَضُ مَعْنَاهُ. والنَّقِيضةُ فِي الشِّعْرِ: مَا يُنْقَضُ بِهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذَا نَقْضٍ وإِمرارِ
أَي مَا أَمَرَّ عادَ عَلَيْهِ فنقَضَه، وَكَذَلِكَ المُناقَضةُ فِي الشِّعْر يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ مَا قَالَهُ الأَوّل، والنَّقِيضةُ الِاسْمُ يُجْمَعُ عَلَى النَّقائض، وَلِذَلِكَ قَالُوا:
نَقائضُ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ. ونَقِيضُك: الَّذِي يُخالِفُك، والأُنثى بِالْهَاءِ. والنِّقْضُ: مَا نَقَضْتَ، وَالْجَمْعُ أَنْقاض. وَيُقَالُ: انْتَقَضَ الجُرْحُ بَعْدَ البُرْء، وانتَقض الأَمْرُ بَعْدَ التِئامه، وانتقَض أَمرُ الثغْرِ بَعْدَ سَدِّه. والنِّقْضُ والنِّقْضةُ: هَمَّا الجملُ والناقةُ اللَّذَانِ قَدْ هَزَلْتَهما وأَدْبَرْتَهما، وَالْجَمْعُ الأَنْقاضُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو، نِقْضا
والنِّقْضُ، بِالْكَسْرِ: الْبَعِيرُ الَّذِي أَنْضاه السَّفَرُ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. والنِّقْضُ: المَهْزُول مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ، قَالَ السِّيرَافِيُّ: كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْيتَه، وَالْجَمْعُ أَنْقاضٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، والأُنثى نِقْضةٌ وَالْجَمْعُ أَنْقاضٌ كَالْمُذَكَّرِ عَلَى توَهُّمِ حذْفِ الزَّائِدِ. والانْتِقاضُ: الانْتِكاثُ. والنِّقْضُ: مَا نُكث مِنَ الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل ثَانِيَةً، والنُّقاضةُ: مَا نُقض مِنْ ذَلِكَ. والنِّقْضُ: المَنْقُوضُ مِثْلُ النِّكْث. والنِّقْضُ: مُنْتَقِضُ الأَرض مِنَ الكَمْأَةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنتَقِضُ عَنِ الكمأَة إِذَا أَرادت أَن تَخْرُجَ نقَضت وَجْهَ الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت الأَرض؛ وأَنشد:
كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ
…
لأَوَّلِ جانٍ، بالعَصا يَسْتَثِيرُها
والنَّقّاضُ: الَّذِي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقاضةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ النَّكّاثُ، وَجَمْعُهُ أَنْقاض وأَنْكاث. ابْنُ سِيدَهْ: والنِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عَنِ الكَمْأَة، وَالْجَمْعُ أَنْقاض ونُقوضٌ، وَقَدْ أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عَنْهَا، وتَنقَّضَت الأَرض عَنِ الكمأَة أَي تقطَّرَت. وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض: تَقَلْفَعَتْ عَنْهُ أَنقاضه؛ قَالَ:
ونَقَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ «3»
والنِّقْضُ: العسَلُ يُسَوِّسُ فَيُؤْخَذُ فيُدَقّ فيُلْطَخ بِهِ مَوْضِعُ النَّحْلِ مَعَ الْآسِ فتأْتيه النَّحْلُ فتُعَسِّلُ فِيهِ؛ عَنِ الهَجَرِيّ. والنَّقِيضُ مِنَ الأَصْواتِ: يَكُونُ لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ، وَقَدْ أَنْقَض؛ قَالَ:
فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه،
…
كَمَا يُنْقِضُ الوُزْغانُ، زُرْقاً عُيونُها
وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت؛ وأَنشد الأَصمعي:
تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ
وَكَذَلِكَ الدجاجةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ
والإِنْقاضُ والكَتِيتُ: أَصوات صِغَارِ الإِبل، والقَرْقَرةُ والهَديرُ: أَصوات مَسانِّ الإِبل؛ قَالَ شِظاظٌ وَهُوَ لِصٌّ مِنْ بَنِي ضَبّة:
رُبَّ عَجُوزٍ مِنْ نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ،
…
عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ
أَي أَسْمَعْتُها، وَذَلِكَ أَنه اجْتازَ عَلَى امرأَة مِنْ بَنِي نُمير تَعْقِلُ بَعِيرًا لَهَا وتَتَعَوَّذُ مِنْ شِظاظٍ، وَكَانَ شِظاظ عَلَى بَكْرٍ، فَنَزَلَ وسرَق بِعِيرَهَا وَتَرَكَ هُنَاكَ بَكْرَه. وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت. أَبو زَيْدٍ: أَنْقَضْتُ بِالْعَنْزِ إِنْقاضاً دَعَوْتُ بِهَا. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه: أَثقله وَجَعَلَهُ يُنْقِضُ مِنْ ثِقَله أَي
(3). قوله [ونقض الكمء] تقدم إنشاده في مادة بصر: ونفض الكمء بالفاء ونصب الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا.
يُصَوِّتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
؛ أَي جعلَه يُسْمَعُ لَهُ نَقِيضٌ مِنْ ثِقَلِه. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَثْقل ظَهْرَكَ، قَالَ ذَلِكَ مُجَاهِدٌ وقتادةُ، والأَصل فِيهِ أَن الظَّهْرَ إِذا أَثقله الحِمل سُمع لَهُ نَقِيض أَي صَوْتٌ خَفِيٌّ كَمَا يُنْقِض الرَّجل لِحِمَارِهِ إِذا ساقَه، قَالَ: فأَخبر اللَّهُ عز وجل أَنه غَفَرَ لِنَبِيِّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَوزارَه الَّتِي كَانَتْ تَرَاكَمَتْ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى أَثقلته، وأَنها لَوْ كَانَتْ أَثقالًا حُمِلَتْ عَلَى ظَهْرِهِ لَسُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ أَي صَوْتٌ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا الْقَوْلُ فِيهِ تسَمُّح فِي اللَّفْظِ وَإِغْلَاظٌ فِي النُّطْقِ، وَمِنْ أَين لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَوزار تَتَرَاكَمُ عَلَى ظَهْرِهِ الشَّرِيفِ حَتَّى تُثْقِلَهُ أَو يُسْمَعَ لَهَا نَقِيضٌ وَهُوَ السَّيِّدُ الْمَعْصُومُ الْمُنَزَّهُ عَنْ ذَلِكَ، صلى الله عليه وسلم؟ وَلَوْ كَانَ، وَحَاشَ لِلَّهِ، يأْتي بِذُنُوبٍ لَمْ يَكُنْ يَجِدُ لَهَا ثِقَلًا فإِن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخر، وإِذا كَانَ غَفَرَ لَهُ مَا تأَخر قَبْلَ وُقُوعِهِ فأَين ثِقَلُهُ كالشرِّ إِذا كَفَاهُ اللَّهُ قَبْلَ وُقوعه فَلَا صُورة لَهُ وَلَا إِحْساسَ بِهِ، وَمِنْ أَين للمفسِّر لَفْظُ الْمَغْفِرَةِ هُنَا؟ وإِنما نَصُّ التِّلَاوَةِ ووَضَعْنا، وَتَفْسِيرُ الوِزْر هُنَا بالحِمل الثَّقِيلِ، وَهُوَ الأَصل فِي اللُّغَةِ، أَولى مِنْ تَفْسِيرِهِ بِمَا يُخْبَر عَنْهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَلَا ذِكْرَ لَهَا فِي السُّورَةِ، وَيُحْمَلُ هَذَا عَلَى أَنه عز وجل وَضْعَ عَنْهُ وِزْرَهُ الَّذِي أَنقض ظَهْرَهُ مِنْ حَمْلِه هَمَّ قُرَيْشٍ إِذ لَمْ يُسْلِمُوا، أَو هَمَّ الْمُنَافِقِينَ إِذ لَمْ يُخْلِصوا، أَو هَمَّ الإِيمانِ إِذ لَمْ يُعمّ عَشِيرَتَهُ الأَقربين، أَو هَمَّ العالَمِ إِذْ لَمْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُؤْمِنِينَ، أَو هَمَّ الْفَتْحِ إِذ لَمْ يعجَّل لِلْمُسْلِمِينَ، أَو هُمُومَ أُمته الْمُذْنِبِينَ، فَهَذِهِ أَوزاره الَّتِي أَثقلت ظَهْرَهُ، صلى الله عليه وسلم، رَغْبَةً فِي انْتِشَارِ دَعْوَتِهِ وخَشْيةً عَلَى أُمته وَمُحَافَظَةً عَلَى ظُهُورِ مِلَّتِهِ وحِرْصاً عَلَى صَفَاءِ شِرْعته، وَلَعَلَّ بَيْنَ قَوْلِهِ عز وجل: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً، مُنَاسَبَةً مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، وإِلا فَمِنْ أَين لِمَنْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخَّر ذُنُوبٌ؟ وَهَلْ مَا تقدَّم وَمَا تأَخَّر مِنْ ذَنْبِهِ الْمَغْفُورِ إِلا حَسَنَاتُ سِوَاهُ مِنَ الأَبْرار يَرَاهَا حَسَنَةً وَهُوَ سَيِّدُ الْمُقَرَّبِينَ يَرَاهَا سَيِّئَةً، فالبَرُّ بِهَا يتقرَّب والمُقَرَّبُ مِنْهَا يَتُوبُ؛ وَمَا أَوْلى هَذَا الْمَكَانَ أَن يُنْشَد فِيهِ:
ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب
وَكُلُّ صَوْتٍ لمَفْصِل وإِصْبَع، فَهُوَ نَقِيضٌ. وَقَدْ أَنْقَضَ ظهرُ فُلَانٍ إِذا سُمع لَهُ نَقِيض؛ قَالَ:
وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ،
…
مُقِيم فِي الجَوانِحِ لنْ يَزُولا
ونَقِيضُ المِحْجَمةِ: صَوْتُهَا إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه، يُقَالُ: أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ؛ قَالَ الأَعشى:
زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم
وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصوات الْفَرَارِيجِ:
كأَنَّ أَصْواتَ، مِنْ إِيغالِهِنَّ بِنا،
…
أَواخِرِ المَيْسِ، إِنْقاضُ الفَرارِيجِ
قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنِيه المُنْذِري رِوَايَةً عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ، وَفِيهِ تَقْدِيمٌ أُريد التأْخير، أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الْفَرَارِيجِ إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بِنَا أَي أَسْرَعَت، ونَقِيضُ الرِّحَالِ والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ: صوتُها مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
شَيَّبَ أَصْداغي، فَهُنَّ بِيضُ،
…
مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه سَمِعَ نَقيضاً مِنْ فَوْقِهِ
؛ النَّقِيضُ الصَّوْتُ. ونَقِيضُ السقْفِ: تَحْرِيكُ خَشَبِهِ. وَفِي حَدِيثِ
هِرَقْلَ: وَلَقَدْ تنقَّضَتِ الغُرفةُ
أَي تشقَّقت وَجَاءَ صَوْتُهَا. وَفِي حَدِيثِ هوازِنَ:
فأَنْقَضَ بِهِ دُرَيْد
أَي نَقَرَ بِلِسَانِهِ فِي فِيهِ كَمَا يُزْجَرُ الحِمار، فَعَله اسْتجهالًا؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَنْقَضَ بِهِ أَي صَفَّق بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخرى حَتَّى سُمع لَهَا نَقِيضٌ أَي صوتٌ، وَقِيلَ: الإِنْقاضُ فِي الحَيوان والنَّقْضُ فِي المَوَتان، وَقَدْ نقَض يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً. والإِنْقاضُ: صُوَيْت مِثْلُ النَّقْرِ. وإِنْقاضُ العِلْك: تَصويته، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وأَنْقَضَ أَصابعه: صوَّت بِهَا. وأَنْقض بِالدَّابَّةِ: أَلصقَ لِسَانَهُ بِالْغَارِ الأَعلى ثُمَّ صوَّت فِي حَافَّتَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ طَرفه عَنْ مَوْضِعِهِ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ أَصوات الْفَرَارِيجِ والرِّحال. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دَعَوْتَهَا. أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ أَنْقَضْتُ بالعَيْر وَالْفَرَسِ، قال: وكلُّ ما نفَرْت بِهِ، فَقَدْ أَنْقَضْتَ بِهِ. وأَنْقَضَت الأَرضُ: بدَا نباتُها. ونَقْضا الأُذنين «1» : مُسْتدارُهما. والنُّقَّاضُ: نَبات. والإِنْقِيضُ: رَائِحَةُ الطِّيب، خُزاعية. وَفِي النَّوَادِرِ: نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى وَلَمْ يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه، وَمِثْلُهُ سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ.
نهض: النُّهوضُ: البَراحُ مِنَ الْمَوْضِعِ والقيامُ عَنْهُ، نهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لرُوَيْشد:
وَدُونَ حَدْرٍ وانْتِهاضٍ وَرَبْوَةٍ،
…
كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ
وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال:
تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ فِي ظُهَيْري،
…
مِنْ لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ
وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ، وَانْتَهَضَ القومُ وتناهَضوا: نهَضُوا لِلْقِتَالِ. وأَنْهَضَه: حَرَّكه للنُّهوض. واسْتَنْهَضْته لأَمر كَذَا إِذا أَمرته بالنُّهوض لَهُ. وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه. وَقَالَ أَبو الجَهْم الْجَعْفَرِيُّ: نَهَضْنا إِلى الْقَوْمِ ونَغَضْنا إِليهم بِمَعْنًى. وتناهَضَ القومُ فِي الْحَرْبِ إِذا نَهض كلُّ فَرِيقٍ إِلى صَاحِبِهِ. ونَهض النَّبْتُ إِذا اسْتَوَى؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ:
وَقَدْ عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي،
…
ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ: تنهَض فِي تشدُّد. وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ: ساقَتْه وحملَتْه؛ قَالَ:
باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا،
…
تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا
والنَّهْضةُ: الطَّاقةُ والقوَّةُ. وأَنهضه بِالشَّيْءِ: قوَّاه عَلَى النُّهوضِ بِهِ. والناهِضُ: الفرْخُ الَّذِي استَقَلَّ للنُّهوضِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي وفُرَ جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ، وَالْجَمْعُ نَواهِضُ. ونهَض الطائرُ: بسَط جَنَاحَيْهِ لِيَطِيرَ. والناهِضُ: فرْخُ العُقاب الَّذِي وفُرَ جَنَاحَاهُ ونَهضَ لِلطَّيَرَانِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:
(1). قوله [ونقضا الأُذنين] كذا ضبط في الأَصل.
راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ،
…
ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِهْ
وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ النَّبْل:
رقَمِيَّاتٌ عَلَيْهَا ناهِضٌ،
…
تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُمْ والأَيَلْ
إِنما أَراد رِيشَ مِنْ فرْخٍ مِنْ فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ لَا تُراشُ بالناهِضِ كُلِّهِ هَذَا مَا لَا يَجُوزُ إِنما تُراش برِيشِ النَّاهِضِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والنَّواهِضُ: عِظامُ الإِبل وشِدادُها؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ،
…
لَا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ،
إِلَّا المُعيداتُ بِهِ النَّواهِضُ
والغامِضُ: الْعَاجِزُ الضَّعيف. وناهِضةُ الرَّجُلِ: قَوْمُهُ الَّذِينَ ينهَضُ بِهِمْ فِيمَا يُحْزِنُه مِنَ الأُمور، وَقِيلَ: ناهِضةُ الرَّجُلِ بَنُو أَبيه الَّذِينَ يَغْضَبُون بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره. وَمَا لِفُلَانٍ ناهِضةٌ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُومون بأَمرِه. وتَناهَضَ القومُ فِي الْحَرْبِ: نهَضُوا. والناهِضُ: رأْس الْمَنْكِبِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الْمُجْتَمِعُ فِي ظَاهِرِ الْعَضُدِ مِنْ أَعْلاها إِلى أَسفلها، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْفَرَسِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْبَعِيرِ، وَهُمَا ناهِضانِ، وَالْجَمْعُ نَواهِضُ. أَبو عُبَيْدَةَ: ناهِضُ الْفَرَسِ خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ، ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ الفَرس؛ وَقَالَ أَبو دواد:
نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن،
…
حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ
الْجَوْهَرِيُّ: والناهِضُ اللَّحْمُ الَّذِي يَلِي عضُد الْفَرَسِ مِنْ أَعلاها. ونَهْضُ البعيرِ: مَا بَيْنَ الْكَتِفِ والمَنْكِبِ، وَجَمْعُهُ أَنْهُضٌ مِثْلَ فَلْسِ وأَفْلُس؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ:
وقَرَّبُوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
…
أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ
وَقَالَ النَّضْرُ: نَواهِضُ الْبَعِيرِ صَدْرُهُ وَمَا أَقَلَّتْ يَدُهُ إِلى كاهِلِه وَهُوَ مَا بَيْنَ كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه، الْوَاحِدُ ناهِضٌ. وَطَرِيقٌ ناهِضٌ أَي صاعِدٌ فِي جَبَلٍ، وَهُوَ النَّهْضُ وَجَمْعُهُ نِهاضٌ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:
يُتَابِعُ نَقْباً ذَا نِهاضٍ، فوَقْعُه
…
بِهِ صُعُدٌ، لَوْلَا المَخافةُ قاصِد «1»
ومكانٌ ناهِضٌ: مرتفِعٌ. والنَّهْضةُ، بِسُكُونِ الْهَاءِ: العَتَبةُ مِنَ الأَرض تُبْهَرُ فِيهَا الدابةُ أَو الإِنسان يَصْعَدُ فِيهَا مِنْ غَمْضٍ، وَالْجَمْعُ نِهاضٌ؛ قَالَ حَاتِمُ بْنُ مُدْرِك يَهْجُو أَبا العَيُوفِ:
أَقولُ لصاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنا،
…
وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّهاضا
يُقَالُ: طَرِيقٌ ذُو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف لِمَوَاشِيهِمْ. الأَزهريُّ: النَّهْضُ العَتَبُ. ابْنُ الأَعرابي: النِّهاضُ العَتَبُ، وَالنِّهَاضُ السرْعةُ، والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ، وَقِيلَ هُوَ الظُّلْم؛ قَالَ:
أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا
وإِناء نَهْضان: وَهُوَ دُونَ الشَّلْثَانِ «2» ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.
(1). قوله [يتابع نقباً إلخ] كذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: يتائم.
(2)
. قوله [الشلثان] كذا بالأَصل بمثلثة بعد اللام، وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها.