الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للوصول إلى الدواء، واستعماله فأقول وبالله الاستعانة:
1 -
الهجمة الشرسة على الإسلام:
فمنذ أن أشرقت أنوار الإسلام الساطعة في بطاح مكة والهجمة عليه وعلى رسول الهداية شرسة، ونارها مستعرة:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} (1).
لكنها في العصر الحاضر أخذت طرقا أخرى كاختلاق الأوصاف والنعوت للمنتمين إليه، والحريصين على التمسك بشعائره. ذلك أن يقظة المسلمين، وعودتهم لصفاء تعاليم دينهم، النقية من الشوائب والرجوع لكتاب الله، والصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر لإبعاد ما أدخل على الإسلام في عصور الجهل والتقليد.
هذه الأمور تقض مضاجع أعداء الله، وأعداء دينه في كل مكان، وفي مقدمتهم إمامهم وزعيمهم إبليس اللعين، الذي أخذ على نفسه عهدا بصد عباد الله عن الطريق المستقيم، بعد ما أعطاه الله الوعد بالإنظار إلى يوم الدين، فقال جل وعلا، على لسان عدو الله، وعدو عباده:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (2){إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (3).
وفي سورة أخرى جاء قول الله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} (4){ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (5).
ويسهل مهمته أعوانه من شياطين الإنس والجن، الذين:{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} (6).
إذ نلمس فيما يقدم من آراء وأفكار تنال الإسلام وشرائعه أن خلفها
(1) سورة التوبة الآية 32
(2)
سورة ص الآية 82
(3)
سورة ص الآية 83
(4)
سورة الأعراف الآية 16
(5)
سورة الأعراف الآية 17
(6)
سورة الأنعام الآية 112
اختلاقا وترويجا ومتابعة مصدرها اليهود منذ بعث صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم.
ولذا فإن الشيطان يفتح لأوليائه طرقا في الهجوم على الإسلام بأساليب متنوعة ذات ملمس لين، ومخبر سيئ، يخاطب بها عقولا متباينة، فيعطي لكل عقل ما يتلاءم معه إدراكا وتفكيرا، ويفتح له مغاليق الرغبات والنزعات، ليرضي أثرة في نفس ذلك الشخص، ويحببب إليه العلو والتسلط.
ولذا نهى جل وعلا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عن سب آلهة الذين كفروا، لأن هذا يدفعهم إلى التعصب الأعمى، فيسبوا الله عدوا بغير علم.
ومن تنزيه الله تبارك وتعالى عن سفههم المقيت، جاء الأمر الرباني بتوجيه أكرم خلق الله، والمؤمنين المتبعين له، بأن يكونوا قدوة صالحة، ونموذجا فريدا حتى يحتذي الآخرون ذلك المنهج، فقال جل وعلا:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1).
ولن تتوقف تلك الهجمات ما دام في الدنيا خير وشر، إلا أن المسلمين يستطيعون التصدي لذلك بفهم دينهم، حيث تنمو الحجة، لتقطع بالبرهان، والدليل القوي.
وفي هذا الموقف فإن على الشباب دورا هاما في تقوية الملكة: تعلما وتدريبا وسؤالا وأخذ منهج القرآن الكريم في التوجيه وطريقة النقاش نبراسا، ومشعل هداية. لأن في تعليماته خير مدرسة، وفي نقله صورة ما حصل من المشركين واليهود من حوار وشبهات، وإجابة على ذلك خير معين، يشد العزائم، ويقوي النفوس، فيما تريد المسيرة نحوه، حيث طرحوا أقوى ما لديهم من شبهة، دحضت بالحجة القوية والدليل المقنع.
(1) سورة الأنعام الآية 108