المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ تبني التيارات الأدبية بمذاهبها وأهدافها: - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٢٦

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الموضوع الأولتصادم سيارتين مثلا أو صدم إحداهما الأخرى

- ‌الموضوع الثانيحوادث دهس السيارات وانقلابها، أو سقوط شيءمنها على أحد

- ‌الموضوع الثالثبيان ما يترتب على حوادث السيارات من العقوبات

- ‌ ترك زوجته وسافر سنة أو أكثر للعمل في تزويد عياله

- ‌ الصلاة في المقبرة وفي المسجد الذي فيه قبر

- ‌زيارة المسجد النبوي وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الاستغاثة بالأموات والغائبين

- ‌ الصلاة في مسجد فيه قبر

- ‌ بناء المساجد على القبور

- ‌ الصلاة في مسجد دفن فيه ميت

- ‌ انحناء الرأس لمسلم عند التحية

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ

- ‌ صلاة الفجر قبل طلوع الفجر الصادق

- ‌ الرقية بالقرآن وبالأذكار

- ‌ اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم مكانا يعتاد مجيئه يوميا أو أسبوعيا أو شهريا

- ‌ الذهاب إلى الكهان والمشعوذين الذين يدعون علم المغيبات

- ‌ العادة السرية

- ‌ زيارة القبور والتوسل بالأضرحة

- ‌ إراقة المني خارج فرج المرأة بالنسبة للرجل المتزوج

- ‌ حلف يمين طلاق واحد بالثلاث على أخ مسلم ليعملن كذا فلم يعمل

- ‌ حلف يمين طلاق وهو غاضب

- ‌ لبس الرجل لخاتم الذهب

- ‌ سماع الأغاني

- ‌ أدرك الإمام راكعا هل أدرك الصلاة أم لا

- ‌ الضم بعد القيام من الركوع

- ‌كشف الفتاة عن رأسها لتبين جمالها أكثر لخاطبها

- ‌ الجهر في الصلاة السرية

- ‌ الزواج من فتاة لا يعلم هل هي تصلي أم لا

- ‌ إسدال الشعر على الجبين في الصلاة للمرأة

- ‌بحث فيتحديد صيغة القبضوهل قبض الشيكات يعتبر قبضا

- ‌خصائص الشيك:

- ‌الفرق بين الشيك والكمبيالة:

- ‌الوصف الفقهي الإسلامي:

- ‌التحويلات المصرفية والبريدية:

- ‌الوصف الإسلامي للتحويلات المصرفية:

- ‌النتيجة:

- ‌رأي الباحث:

- ‌الشبابوالتيارات المعاصرة

- ‌ الهجمة الشرسة على الإسلام:

- ‌ قسر الأمور الإسلامية حتى توافق الأهواء:

- ‌ التشكيك في التشريعات الإسلامية

- ‌ ما تنطوي عليه أفكار المبشرين، وما تنفثه سموم المستشرقين:

- ‌ محاربة اللغة العربية بمحاولة نزعها من ديار الإسلام

- ‌ تسليط المغريات والترغيب في الملذات:

- ‌ إظهار شعارات مختلفة تتجدد في كل عصر بمسميات متباينة

- ‌ إيجاد هوة بالنفرة بين الشباب:وبين علمائهم وولاة أمورهم:

- ‌ النزعات العقائدية:

- ‌ تبني التيارات الأدبية بمذاهبها وأهدافها:

- ‌ تثبيط همم الشباب، وتشكيكهم في قدرة أمتهم الإسلامية

- ‌ما انفرد به القراء الثمانيةمنالياءات والنونات والتاءات والباءات

- ‌ما انفرد به عبد الله بن كثير في روايتيه

- ‌ذكر انفراد نافع في روايتيه

- ‌ذكر انفراد عاصم في روايتيه

- ‌ذكر انفراد ابن عامر في روايتيه

- ‌ذكر انفراد أبي عمرو بن العلاء البصري

- ‌ذكر انفراد حمزة في روايتيه

- ‌ذكر انفراد الكسائي في روايتيه

- ‌ذكر انفراد يعقوب

- ‌حكم قيام الطلاب للمدرسين

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌ تبني التيارات الأدبية بمذاهبها وأهدافها:

المجال أمامها للنمو بدون الأمن. والموجهون للشباب في المجتمع الإسلامي، عليهم دور كبير في تلقيح أذهانهم بما يضاد تلك السموم الموجهة، وتعبئة الأوعية المتهيئة، بما يكفيها عن استقبال كل وافد، ليكون في المجتمع سد منيع، ضد التيارات الموجهة، وإيقاف زخرف نشرها، أو تمجيدها، بفكر أقوى، وإدراك أشمل وأصلح، والبقاء كما يقال للأصلح. وحتى يدرك الشباب بأن فكر الإسلام هو الأصلح، فلا بد من مخاطبة عقولهم من منطوق الشبهات المطروحة، وتوضيح نظرة الإسلام الحقيقية للأمور مقرونة بالنتائج والأسباب والمسببات، وموثقة بالبراهين والأرقام، حتى تكبر تعاليم الإسلام في نفوسهم ويجدون ما يعينهم في دحض الفكر الوافد، المرتكز على عناصر مادية وإلحادية بحتة، كإنكار ما وراء الطبيعة من العوالم، أو الفكر المنقول مع التقنية، المصحوبة بمناهجها، وأصولها المادية.

إذ أخطر ما يواجه الشباب المسلم، وخاصة الذي يدرس في بلاد لا تدين بالإسلام، بل تحاربه، وتحارب أفكاره، ما يجده من أفكار ونظريات علمية، تغاير الفكر الإسلامي وحقائقه، فالطالب على مقاعد الدراسة، يتشوق لدراسة العلوم المختلفة، ويرغب في نقل التكنولوجيا إلى بلاده، لكنه يتعرض لنظريات وقوانين، قد صيغت بأسلوب إلحادي يشككه في دينه.

ولذا فإن على علماء المسلمين مسئولية كبيرة في تغيير الصياغة العلمية، بمختلف الفنون بما يتمشى مع الإيمان الصحيح، الذي بموجبه يتنقى فكر الشباب المسلم وتتركز مصادر الأخذ بما يطمئن على سلامة العقيدة. وهذا ما يدعو إليه المخلصون باسم أسلحة المعرفة.

ص: 247

11 -

أما‌

‌ تبني التيارات الأدبية بمذاهبها وأهدافها:

فإن هذا من أخطر ما يواجه الشباب اليوم، عندما قلدوا كل وافد، إذ التأثير العلمي قد يكون أخف، فهو مصحوب بأمور مادية ونتائج تجريبية، لكن الأدب

ص: 247

فكر وثقافة، ولذا نلمس في الحداثة قدحا للتراث الإسلامي ونعوتا لمصادر الشريعة الإسلامية، وإبرازا لشخصيات عرفت من قبل بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي، وميمون القداح وغيرهم حيث يرفعون من قدرهم ويعلون مكانتهم. وكل واحد من هؤلاء وغيرهم له في التاريخ الإسلامي سجل أسود.

حيث أطلق عليهم علماؤنا القدامى الكفر، ووصموهم بالمروق من الدين، وبانت أفكارهم الجدلية وعلاقاتهم بأديان ومعتقدات الأمم التي غلبتها الجيوش الإسلامية، وانطوت تحت لواء الدولة التي يحكمها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من باب محاولة إفساد الإسلام من داخله.

وإذا كان المنتمون لهذا الخطر منذ الدولة العباسية، هم أصحاب النزعات البعيدة عن الوفاق مع تعاليم الإسلام، ليعبروا في أدبهم عن مكنون نفوسهم، وارتباطهم بمن خلفهم، كما يلمس مثل ذلك في شعر بشار بن برد، ومحاولته الرفع من المانوية، وهي عقيدة وثنية، تمثل إله النور والظلام، وتعمده السخرية من النسب العربي، فإن مثل هذه الحركة قد كثرت في عهد المنصور وابنه المهدي، وحاربوهم باسم الزندقة، وكثر المنتمون إليها، وممن قتل من الأدباء لأفكاره: بشار بن برد، وابن المقفع وصالح بن عبد القدوس، وغيرهم.

ولذا كان مثل هذا المنهج مطية في بلاد الشرق والغرب، يعبر بها الأدباء المنفلتون من قيود الدين والأمانة عن خلجات نفوسهم، ورغباتهم الذاتية، وانتقاداتهم الاجتماعية، وانتماءاتهم الفكرية والعقدية.

ولأن عذر هؤلاء في الالتزام بمثل هذه الشهوات، فإن من سايرهم من أبناء المسلمين في اتجاهاتهم فإنهم غير معذورين، لأن لهم فكرا غير فكرهم، ومنطلقا غير منطلقهم، وثقافة غير ثقافتهم.

واتباع بعض الشباب في ديار الإسلام لما سار عليه أولئك، من تسخير

ص: 248

الأدب: فكرا وأسلوبا وألفاظا. للتعبير والدعوة عما يختلف عن منهج الإسلام، وحرص تعاليمه على حماية الفرد، وسلامة المجتمع، لما يضر بهما، أو يخلخل كيانهما، وهو قصور في الفهم، ونقص في الإدراك، وتقليد جاء من غير روية، ومركب نقص، يعبر عنه صاحبه بشيء قد لا يدرك أبعاده. ومن هنا يلمس المتتبع لمسيرة بعض الشباب الأدبية؛ أفكارا تطرح، وألفاظا يؤتى بها، تخدم مذاهب وأهدافا تأباها تعاليم الإسلام، وينهى عنا شرع الله، وتتنافر مع صحيح اللغة وقواعدها.

ذلك أن من منهج شرع الله الذي شرع لعباده، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ضمن وصية يجب أن يأخذ بها كل مسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:«كف عليك هذا. وأشار إلى لسانه. فقال معاذ: أنحن مؤاخذون بما نقول يا رسول الله؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم (1)» . وما يرصده القلم هو جزء من حصاد اللسان.

والذي يجب أن ينمى عند شباب المسلمين، أن الفكر يجب أن يكون مأخذه إسلاميا، ومستمدا مما يدعو إليه الدين بمصدري التشريع فيه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بما فهمه وسار عليه سلف الأمة. وأن تكون الحصيلة الأدبية، أداة تخدم هذا الفكر، سواء كانت شعرا أو نثرا، وسواء كانت خطابة أو مشاركة كتابية.

وأن تعالج القضايا التي تمر بالفرد والجماعة، من زاوية الامتثال لذلك الشرع، وتثبت دعائمه في النفوس. لأن القرآن الكريم، لم يكن بمعزل عن الحياة، مهما جد في كل عصر ومهما تغيرت أساليب وأنماط العيش فيها، لأن الله جل وعلا يقول وقوله الحق:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (2)

(1) سنن الترمذي الإيمان (2616)، سنن ابن ماجه الفتن (3973)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 231).

(2)

سورة الأنعام الآية 38

ص: 249