الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموجهة.
ووافقهم عليه المنبهرون بمظاهر حضارتهم، المنخدعون بلحنهم في القول، وما جسموه من أوهام، في مثل نعتهم آثار الحدود الشرعية في الإسلام: في الزنا والسرقة، وشرب الخمر والردة عن الإسلام وغيرها بنعوت عديدة كالقسوة والظلم والوحشية، وأن البدائل التي لديهم أرحم وأكثر التصاقا بالإنسانية، وتوجيها للمنحرف.
ودورنا في هذا تعبئة أذهان الشباب وثقافاتهم، بالنظرة الشمولية من الإسلام، واهتمامه بحفظ الفرد والجماعة، وصيانة الأعراض والأموال، بوضع الحواجز التي تردع جماح النفوس، وتحمي الحقوق عن التعدي أو التطاول، ومناقشتهم من المنطلق الذي يعرفونه بآثار الجريمة والاعتداءات في ظل نظام الإسلام، بعد مقارنتها بما لديهم في بيئاتهم، إذ جعل الله لكل تشريع حكمة وغاية.
والشباب هم الأرض الخصبة لهذه الشبه، وهم أيضا الدرع الواقية، إذا عرفوا وأدركوا نظرة الإسلام لهذه الأمور، ليذبوا عن دينهم شبهات المبطلين، ويحموا مجتمعهم من نفثات المغرضين الحاقدين، ويوضحوا لغيرهم خفايا ما يقال حول الإسلام، إذا صدروا في فهمهم عن علم حقيقي مستمد من الفطرة الإسلامية الشمولية لكل أمر يطرح.
4 -
ويدخل في النقطة السابقة:
ما تنطوي عليه أفكار المبشرين، وما تنفثه سموم المستشرقين:
نحو تراث الإسلام، وما جاء في تعاليم الإسلام بمصدرية، حيث نلمس أمثال ذلك عند: غوستاف لوبون الفرنسي، وجولد زيهر الألماني، وصموئيل زويمر القس الإنجليزي، الذي قيل عن أصله بأنه يهودي، ووول ديورانث صاحب قصة الحضارة، وغيرهم كثير.
أوائلهم وأواخراهم من الذين هاجموا الإسلام وأرادوا تقويض دعائمه بكل
ما أوتوا من قدرة علمية، في الكتابة والتدريس وفي المناقشة، ووضع الشبهات أمثال:
-تعدد الزوجات، ووصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن جاء بعدهم بنعوت منها الشهوانية والتلذذ، وامتهان كرامة المرأة.
-إطلاق الحرية للمرأة بالاختلاط في العمل، والعلاقة بمن تشاء، والتصرف بنفسها بما تريد ما دامت تجاوزت الثامنة عشرة، ووصفهم الإسلام بالتحجير والتضييق على حركة المرأة وفكرها.
-اتهامهم عائشة رضي الله عنها بالفحش رغم أن القرآن الكريم برأها، كما هي تهمتهم من قبل لمريم عليها السلام، واختلاق الأكاذيب حول مواقف إسلامية لكثير من القادة الإسلاميين كخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم. والكذب في سير حياتهم بأن رغبتهم في القتال أساسه الحرص والاهتمام بالحصول على نساء من يقاتلون، بحيث يطرحون شبهات حول شرعية الجهاد وتحويله إلى رغبات شخصية لا حبا في نشر دين الله، وإعلاء كلمة التوحيد، ومحاربة ما نهى الله عنه من عقائد ومعتقدات.
-إشاعتهم أن الإسلام لم ينتشر إلا بالسيف والقوة، واصفين المجاهدين
في سبيل الله بحب القتل من أجل التسلط والسيطرة وكسب المغانم، ووصفهم الحدود الشرعية بالقسوة وامتهان كرامة النفس البشرية.
-ترغيبهم في الخمر والزنا واللواط، وأن ذلك لم يحرم في الإسلام إلا لسبب انتهى وقته، وزالت المؤثرات الداعية إليه.
-تشكيك أبناء المسلمين ممن يسافر إليهم للدراسة أو العمل أو السياحة حول لحم الخنزير، وأنه حرم في الإسلام لعلة صحية أمكن السيطرة عليها بالطب الحديث، وأساليب الطهي والتعقيم.
-فريتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه تعلم على أيدي اليهود والنصارى في الشام والمدينة، وأنه استقى ما في القرآن الكريم - الذي يصفونه بأنه كتاب ألفه محمد. كما ذكر صاحب المنجد وغيره - من علومهم متأثرا بما تلقى عنهم، حيث جاء من أكاذيبهم بأن محمد صلى الله عليه وسلم تعلم على أيدي اليهود والنصارى ليوهموا من يقتنع بكلامهم أن الدين الإسلامي تبع لدياناتهم، وأن القرآن الكريم أصله ما في أيديهم من التوراة والأناجيل المحرفة، ومن هذا الكلام يتوصلون إلى الاهتمام بالأصل وترك الفرع، الذي يعنون به القرآن الكريم. وصدق الله جل وعلا في قوله الكريم:
-تشبيههم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يأتيه الوحي بالمصروع أو بمن مس من الجن. وهذا من المساس بالوحي وبرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقصد الإنقاص من مكانتها في النفوس.
-تشويههم لتاريخ الإسلام، ووصفه بنعوت منفرة ومشككة في صحة نوايا قادة الإسلام وعلمائه، كوصفهم لهارون الرشيد بأنه زير نساء وتجسيمهم الرق في الإسلام، وخوضهم في سير رجالات الإسلام
(1) سورة البقرة الآية 120
بإدخال هنات تقدح في شخصياتهم، وتجسيمهم الأخطاء، وتعمد الكذب في هذا التاريخ بما يدسونه من أمور تختلف من عصر إلى عصر حتى نهاية الدولة العثمانية.
-حرصهم على إشاعة ونشر كتب السحر والمجون والطرق الصوفية، والقصص الخرافية، والموسيقى وأنواع الغناء، وإبراز ذلك على أنه تراث إسلامي، وجعل ذلك مجالا للقدح في حضارة العرب وتاريخ الإسلام.
-سرقة تراث المسلمين وكتبهم، وما تنبئ عنه من علومهم المختلفة، وتسمية ذلك لرجال منهم، ونسبتها إليهم اختراعا وتأليفا وفكرا. كما في الدورة الدموية لابن النفيس، وطب الأطفال لابن ربن، وعلاج الشقيقة وغير ذلك من العلوم المختلفة، وخاصة العلمية منها.
-دسهم الكثير في تاريخ الدولة الأموية، وأجزاء من تاريخ الدولة العباسية، وبث المعلومات الملفقة لتشويه سمعة الدولة العثمانية ليبرروا التعدي عليها وتقسيم ممتلكاتها غنيمة بينهم من جانب، ولتحقيق أطماع اليهود في إيجاد موضع استيطان كنواة لدولتهم، حيث عارض السلطان عبد الحميد في الموافقة على إعطاء وعد بذلك على أرض فلسطين لتكون مقرا لدولة اليهود.
-إلى غير ذلك مما يلمسه من يتتبع دراساتهم وتحليلاتهم عن مجريات الأحداث التاريخية، وآراءاهم في وقائع الأمة الإسلامية، ونظرتهم إلى المجتمعات الإسلامية مبثوثة في وسائل الثقافة المختلفة. وتطرح أمام الشباب شبهات تشكك، أو ثقافة مدسوسة. فيجب تهيئة النفس لإدراك كل ما يطرح، وتحضير الإجابة المسكتة من المعلومات