الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة في هذه المساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (1)» متفق على صحته. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك (2)» خرجه مسلم في صحيحه. وخرج مسلم أيضا عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «نهى أن يخصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبني عليه (3)» .
السؤال الخامس: هل تجوز الصلاة خلف الإمام حليق اللحية وهل يجوز أخذ الفتوى من أولئك القوم وكذلك المبتدع هل تؤخذ منه الفتوى؟
الجواب: أولا: حلق اللحية حرام وحالقها فاسق.
ثانيا: من أشكل عليه شيء من أمور دينه فإنه يسأل أوثق من يتمكن من أن يسأله وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
(1) صحيح البخاري الجنائز (1390)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531)، سنن النسائي المساجد (703)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 121)، سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).
(3)
صحيح مسلم الجنائز (970)، سنن الترمذي الجنائز (1052)، سنن النسائي الجنائز (2027)، سنن أبو داود الجنائز (3225)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 339).
فتوى برقم 4521 وتاريخ 6/ 4 / 1402 هـ
السؤال: سائل يقول: ما حكم
الصلاة في مسجد فيه قبر
؟ ويقول بعض العلماء لا تجوز الصلاة فيه وإن لم يكن في البلد مسجد غيره فتصلي في بيتك خير لك ثوابا من أن تصلي في ذلك المسجد الذي فيه قبر ويقول بعضهم تجوز الصلاة فيه لأن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم موجود في مسجده وصاحبيه أبي بكر وعمر وقد أشكل علي الأمر. فما العمل؟
الجواب: أولا: لا يجوز بناء المساجد على القبور ولا تجوز الصلاة
في مسجد بني على قبر أو قبور لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح الخميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (1)» يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا. رواه البخاري ومسلم. وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك (2)» . رواه مسلم.
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك فدل على أنه من الكبائر وأيضا في بناء المساجد على القبور والصلاة فيها غلو في الدين وذريعة إلى الشرك والعياذ بالله. ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها (يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا).
ثانيا: إذا بني المسجد على قبر أو قبور وجب هدمه لأنه أسس على خلاف ما شرع الله والإبقاء عليه مع الصلاة فيه إصرار على الإثم في بنائه وزيادة غلو في الدين وفي تعظيم من بني عليه المسجد وذلك مما يفضي إلى الشرك والعياذ بالله وقد قال تعالى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (3). .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين (4)» أما إذا بني المسجد على غير قبر ثم دفن فيه ميت فلا يهدم ولكن ينبش قبر من دفن فيه ويدفن خارجه في مقبرة المسلمين لأن دفنه بالمسجد منكر فيزال بإخراجه منه.
(1) صحيح البخاري الصلاة (436)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531)، سنن النسائي المساجد (703)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 146)، سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532، 532).
(3)
سورة النساء الآية 171
(4)
سنن ابن ماجه المناسك (3029)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 215).