الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتناحر بين المسلمين، وهم بذلك مدركون حقيقة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من إدراك المسلمين له، وذلك عندما قال صلى الله عليه وسلم:«سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثة: سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة، فأعطانيها، وسألته ألا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته ألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها (1)» أخرجه الترمذي ومسلم عن خباب بن الأرت رضي الله عنه.
(1) سنن الترمذي الفتن (2175).
3 -
التشكيك في التشريعات الإسلامية
، وفي قدرتها على مواءمة الحياة الحاضرة: بحجة أن العصر قد تطور، وأن متطلبات الحياة، وأسلوب تعامل الناس فيها، يدعو إلى الأخذ بما في حياة الأمم من أسلوب في التعامل القانوني والربوي والاجتماعي والإداري والتربوي، وتنظيم الضرائب والغرامات والتأمينات إلى غير ذلك من أمور حسبها أصحابها جديدة، وأن الإسلام بعيد عن الأخذ بها، لأنهم لم يفهموه، وقصر بهم علمهم عن استظهار ما تنطوي عليه شريعة الإسلام من أمور تحل بها المشكلات الاقتصادية وغيرها مما بدأ وسيجد في تنظيم الحياة، وتسيير أمور الناس فيها، وغاب عنهم مفهوم قول الله تعالى:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (1).
وشمولية هذا الدين الذي جعله الله خاتم الأديان، في حل كل معضلة تعترض أو مشكلة تنشأ فوصفوا الإسلام وتشريعات الله فيه، بما وصفوا به دياناتهم النصرانية واليهودية وغيرهما، مما دخلته يد الإنسان تعديلا وتبديلا. وهم بذلك يريدون إلباس الثوب الجاهز في انتقاداتهم لدياناتهم وتصرف رجال الكهنوت فيها وتعديلات العلماء ورجال الدين في تشريعاتهم وما أنزل عليهم من كتب، برسالة الإسلام والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وما جاء في القرآن الكريم الذي حفظه الله من العابثين، وحماه من
(1) سورة الأنعام الآية 38
أصحاب الأهواء. فهم قد وجدوا في أحبارهم ورهبانهم صفات وأعمالا متباينة، جعلت العقلاء والمفكرين يعددون مآخذ كثيرة مما أوجد في تاريخهم الطويل - لمن يقرؤه - ثورات متعددة على الكنيسة وحماتها، والمنتفعين من ورائها. بدءا بمحاكم التفتيش والتسلط ونهاية بالثورة العلمية، حيث اتجهت أفكار شبابهم إلى المبادئ والأيديولوجيات المختلفة من: علمانية في العقيدة، ورأسمالية في المال والعمل، إلى إلحادية في العقيدة واشتراكية في المال والتوجيه. ثم تبع ذلك أفكار ومبادئ متعددة كالماسونية والوجودية وغيرها كثير، " إذ خلف كل مبدأ غاية وهدف يرمي إلى جذب المنتمين إليه ".
وما ذلك إلا أن عقولهم كانت فارغة من الإيمان بالله، ومما تعنيه قوة الإيمان، وناقصة في فهم العقيدة الصافية الصادقة بتوجهها لله، حيث يحث على ذلك الإسلام وتجعل تعاليمه سياجا يحمي النفوس من المؤثرات.
وإذا كان قد جاء في المثل العربي: كل إناء بالذي فيه ينضح، وقولهم: كل ينفق من معين داره. فإنما يتحمسون له من باطلهم، جعلهم يلفقون التهم حول الإسلام تشكيكا وافتراء وتهويلا، وتلبيسا على الذين لا يعرفون شيئا عن تعاليم الإسلام وأثرها في حياة الفرد ونماء المجتمع، واستقامة شئون الحياة.
في الوقت الذي انساق معهم ضعاف القدرة العلمية، والتمييز والإدراك، لأبعاد ما طرح أمامهم، كجزء من الاستجابة للتيارات