المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌13 - (باب منه) - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد - جـ ١

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدِّمة التّحقيق

- ‌ا الزوائد

- ‌ب- علي بن أبي بكر الهيثمي

- ‌شيوخ الهيثمي رحمه الله

- ‌وسمع معه بمصر والقاهرة:

- ‌كما سمع معه بدمشق من الشيوخ:

- ‌وبحلب من الشيوخ:

- ‌وبحماة من جماعة الشيوخ منهم:

- ‌وبحمص من:

- ‌وبطرابلس من جمع منهم:

- ‌وبصفد من:

- ‌وببعلبك من خلق منهم:

- ‌وبنابلس من عدد منهم:

- ‌وببيت المقدس من جماعة، منهم:

- ‌وبالخليل من عدد منهم:

- ‌وبغزة من جماعة، منهم:

- ‌وبالإسكندرية من جماعة منهم:

- ‌وبمكة المكرمة من عدد منهم:

- ‌وبالمدينة الشريفة من جماعة منهم:

- ‌تلامذته

- ‌أقوال العلماء فيه

- ‌وصف النسخ

- ‌أولاً- نسخة دار الكتب المصرية

- ‌ثانياً: النسخة الظاهرية الأولى والتي رمزنا لها بـ (ظ)

- ‌ثالثاً- النسخة الظاهرية الثانية والتي رمزنا لها بـ (م)

- ‌رابعاً- نسخة الشنواني، وقد رمزنا لها بالحرف (ش)

- ‌تاريخ النسخ:

- ‌خامساً- نسخ المدينة المنورة

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخة الثانية:

- ‌سادساً: نسخة الهند

- ‌سابعاً: الجزء السادس

- ‌عملنا في هذا الكتاب

- ‌كلمة شكر وتقدير

- ‌رواميز نسخ الكتاب الخطية

- ‌كتاب الإيمان

- ‌1 - (باب فيمَنْ شَهِد أن لا إله إلا الله)

- ‌2 - (باب في ما يحرم دم المرء وماله)

- ‌3 - (باب منه)

- ‌5 - (باب الإسلام يَجُبُّ ما قَبْله)

- ‌6 - (باب فيمن مات يؤمن بالله واليوم الآخر)

- ‌7 - (باب في الوسوسة (مص: 38))

- ‌8 - (باب)

- ‌11 - (باب)

- ‌12 - (باب منه في بيان فرائض الإسلام وسهامه)

- ‌13 - (باب منه)

- ‌14 - (باب منه)

- ‌15 - (باب فيما بني عليه الإسلام)

- ‌16 - (باب منه ثالث)

- ‌17 - (باب في الإيمان بالله واليوم الآخر)

- ‌18 - (باب (مص: 660))

- ‌19 - (باب في حق الله تعالى على العباد)

- ‌20 - (باب منه)

- ‌22 - (باب تجديد الإيمان)

- ‌23 - (باب في الإسلام والإيمان)

- ‌24 - (باب منه)

- ‌25 - (باب منه (مص:78))

- ‌26 - (باب في كمال الإيمان)

- ‌27 - (باب في حقيقة الإيمان وكماله)

- ‌28 - (باب منه)

- ‌29 - (باب منه في كمال الإيمان)

- ‌30 - (باب: في خصال الإيمان)

- ‌31 - (باب أيُّ العمل أفضل وأيُّ الدِّين أحبُّ إلى الله)

- ‌32 - (باب في نيَّة المؤمن وعمل المنافق)

- ‌33 - (باب قوله: خير دينكم أيسره ونحو ذلك)

- ‌34 - (باب دخول الإيمان في القلب قبل القرآن)

- ‌35 - (باب في قلب المؤمن وغيره)

- ‌36 - (باب زيادة إيمان بعض المؤمنين على بعض)

- ‌37 - (باب في إيمان الملائكة)

- ‌38 - (باب في الإسراء)

- ‌39 - (باب منه في الإسراء)

- ‌40 - (باب منه في الإسراء)

- ‌41 - (باب في الرؤية)

- ‌42 - (باب في عظمة الله سبحانه وتعالى

- ‌43 - (باب)

الفصل: ‌13 - (باب منه)

شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَه إلَاّ الله، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإقَامُ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَتَمَامُ (1) الْوُضُوءِ".

رواه الطبراني في الكبير (2).

‌13 - (باب منه)

113 -

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَجْلِساً، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم واضِعاً كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي عَنْ الإسْلَامِ.

قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الإسْلَامُ أنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لله عز وجل، وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَاّ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟.

= الحجارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطريق، واحدتها صُوَّةُ، كَقوَّة، أراد: إن للإسلام طرائق وأعلاماً يهتدى بها. قاله ابن الأثير في النهاية.

(1)

في (ظ): "إتمام".

(2)

في الجزء المفقود من هذا المعجم. ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 1/ 27 برقم (20) إلى الطبراني في الكبير.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (160). وأبي نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 217 - 218 وصححه الحاكم 1/ 21.

ص: 279

قَالَ: "فَإذَا فَعَلْتَ لِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتَ".

قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي عَنِ الإيمَانِ.

قَالَ: "الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، (مص: 48) وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ، فَقَدْ آمَنْتُ؟

قَالَ: "فَإذَا فَعَلْتَ ذلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ".

قَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَدِّثْنِي مَا الإحْسَانُ؟

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الإحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ لَا تَرَاهُ فَإنَهُ يَرَاكَ".

قَالَ: يَا رَسُولَ الله، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟.

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سُبْحَانَ الله، خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُن إلَاّ الله: إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (1)، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إن الله عَلِيمُ خَبيرٌ. وَلكِنْ إنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دونَ ذلِكَ؟ ".

(1) إن الله تعالى قد جعل الساعة غيبًا لا يعلمه سواه، ليبقى الناس على حذر دائم وتوقع دائم، ومحاولة دائمة أن يقدموا لها، وهم لا يعلمون متى تأتي. فقد تأتيهم بغتة في أية لحظة، ولا مجال للتأجيل في اتخاذ الزاد، =

ص: 280

قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ الله، فَحَدِّثْنِي.

قَالَ: قَالَ: "إذَا رَأَيْتَ الأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا -أَوْ رَبَّهَا- وَرَأيْتَ أَصْحَابَ الْبُنْيَانِ يَتَطَاوَلُون بِالْبُنْيَانِ (1). وَرَأيْتَ الْحُفَاةَ الْجيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَمِنْ أَشْرَاطِهَا".

قَالَ: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ أَصْحَابُ الْبُنْيَانِ الْحَفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: "الْعُرَيْبُ"(2).

رواه أحمد، والبزار (3)، بنحوه، إلا أن في البزار:"أَنَّ جِبْريلَ صلى الله عليه وسلم -أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ شَاحِبٍ مُسافِرٍ". وفي إسناد أحمد شهر بن حوشب.

= وكنز الرصيد. وانظر تفسير سورة لقمان لصاحب الظلال رحمه الله.

(1)

في (م): "البنيان" وهو خطأ.

(2)

هكذا جاءت في جميع الأصول، وجاءت عند أحمد، والبزار "العرب".

(3)

أخرجه أحمد 1/ 319 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير 5/ 400 - 401 - من طريق أبي النضر، حدثنا عبد الحميد، عن شهر -تحرف عند ابن كثير إلى: بهز-: حدثني عبد الله بن عباس

وهذا إسناد حسن، شهر بن حوشب فصلنا فيه الكلام عند الحديث (6370) في مسند الموصلي.

وأخرجه البزار، 1/ 21 - 22 برقم (24) من طريق أحمد بن معلى الأدمي. حدثنا جابر بن إسحاق، حدثنا سلام أبو منذر، عن عاصم، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس

وهذا إسناد حسن إن كان أحمد بن معلى هو الأسدي الدمشقي، وإلَاّ فإني ما عرفته. وعاصم هو ابن =

ص: 281

114 -

وَعَنِ ابْنِ عَامِرٍ -أَوْ أَبِي عَامِرٍ، أَوْ أَبِي مَالِكٍ -أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسَبُهُ رَجُلاً (1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ عليه السلام. ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَي النبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: يَا رَسُولَ الله (مص: 49)، مَا الإسْلَامُ؟

قَالَ: "أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لله، وَتَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَه إلَاّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ؟.

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟. قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ (2) ثُمَّ قَالَ: مَا الإيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَالْمَوْتِ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؟ ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟. قَالَ: "نَعَمْ".

ثُمَّ قَالَ: مَا الإحْسَانُ يَا رَسُولَ الله؟.

= بهدلة. وجابر بن إسحاق ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 501 وقال: "سئل أبي عنه فقال: بصري، صدوق". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 163: "مستقيم الحديث". وأبو ظبيان هو حصين بن جندب.

وانظر الكنز 1/ 32 برقم (39).

(1)

في (ظ، م): "رجل"، وهو خطأ.

(2)

ساقطة من (م).

ص: 282

قَال: "أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإنَّكَ إنْ كُنْتَ (1) لَا تَرَاهُ، فَهُوَ يَرَاكَ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْت ذلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ قَالَ: "نَعَمْ".

وَنَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَلَا نَرَى الَّذِي يُكَلِّمُه، وَلَا نَسْمَعُ كَلَامَهُ، قَالَ: فَمَتَى السَّاعَة يَا رَسُولَ الله؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "سُبْحَانَ الله، خَمْسٌ، مِنَ الْغَيْبِ لَا يْعَلَمُهَا إلَاّ الله: إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِيَ الأرْحَامِ، مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً (2)، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ".

قَالَ السَّائِل: يَا رَسُولَ الله، إنْ شئْتَ حَدَثْتكَ بِعَلَامَتَيْنِ تَكونَانِ قَبْلَهَا؟.

قالَ: "حَدِّثْنِي".

قَالَ: إذَا رَأَيْتَ الأمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا، وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ، وَعَادَ الْعَالَة الْحُفَاة رُؤُوسَ النَّاسِ. قَالَ:"وَمَنْ أُولئكَ يَا رَسُولَ الله؟ ".

(1) في (ظ، م): "فإن كنت".

(2)

من خير وشر، ومن نفع وضر، ومن يسر وعسر، ومن صحة ومرض، ومن طاعة ومعصية. فالكسب أعم من الربح المالي وما في معناه، وهو كل ما تصيبه النفس في الغداة. وهو غيب مغلق عليه الأستار، والنفس الإنسانية تقف أمام سدف الغيب لا تملك أن ترى شيئاً مما وراء الستار. وانظر الظلال.

ص: 283

قالَ: "الْعُرَيْبُ".

قَالَ: ثُمَّ وَلَّى.

قَالَ: فَلَمَّا لَمْ نَرَ طَرِيقَهُ، قَالَ:"سُبْحَانَ الله، هَذَا جِبْرِيْلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ الناس دِينَهُمْ. وَالَّذِي نَفْسُ مَحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي قَطُّ إلَاّ وأَنَا أَعْرِفُهُ إلَاّ أَنْ تَكُونَ (مص: 50) هذِهِ الْمَرَّةَ".

رواه أحمد (1)، وفي إسناده شهر بن حوشب.

115 -

وَعَن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ (2): بَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ مَع أَصْحَابِهِ إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ يَتَخَلَّلُ (3) النَّاسَ حَتى جَلَسَ بَيْنَ يَدَي رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإسْلَامُ؟.

قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَاّ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ

(1) في المسند 4/ 129، 164 من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسن، حدثنا شهر بن حوشب، عن عامر -أو أبي عامر، أو أبي مالك-: أن النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا إِسناد حسن، شهر بسطنا القول -فيه عند الحديث ذي الرقم (6370) في مسند الموصلي.

وعبد الله هو ابن عبد الرحمن بن أبي حسين. وقد أورده أحمد في مسند أبي عامر الأشعري، وعنده "عن عامر" وليست "عن ابن عامر" ما وردت هنا. وانظر كنز العمال 1/ 32 برقم (39). والدر المنثور 5/ 170 حيث نسبه إِلى الإمام أحمد.

(2)

ساقطة من (م).

(3)

في (ظ): "فتخلل". وفي (مص): "يتحلل".

ص: 284

مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإقَامُ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلاً".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا، هُوَ يَسْأَلُهُ، وَهُوَ يُصدِّقُهُ كَأنَهُ أَعْلَمُ مِنْهُ، وَلَا يَعْرِفُونَ الرَّجُلَ.

ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الإيمَانُ؟.

قَالَ: "الإيمَانُ بِالله، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَالمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيينَ، وَبِالْمَوْتِ، وَبِالْبَعْثِ، وَبِالْحِسَابِ، وَبالْجَنَّةِ، وَبِالنَّارِ، وَبِالقَدَرِ كُلِّهِ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ: مَا الإحْسَانُ؟.

قَالَ: "أَنْ تَخْشَى الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَرَهُ، فَإنهُ يَرَاكَ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَتَى السَّاعَةُ؟

قَالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ". وَأَدْبَرَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: عَلَيَّ بِالرجُلِ، فَاتَبَعُوهُ

ص: 285

يَطْلُبُونَهُ (1). فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً، فَعَادُوا إلَى رَسُولِ الله (ظ: 5) صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله (مص: 51) اتَبَعْنَا الرَّجُلَ، فَطَلَبْنَاهُ، فَمَا رَأَيْنَا شَيْئاً.

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ذَاكَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم جَاءَكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ".

رواه البزار (2)، وفيه الضحاك بن نِبْرَاسٍ، قال البزار: ليس به بأس، وضعفه الجمهور.

(1) في (ظ): "يطلبوه".

(2)

1/ 20 برقم (22) من طريق محمد بن مرزوق، حدثنا حرمي بن حفص. حدثنا الضحاك بن نبراس -ليس به بأس- حدثنا ثابت، عن أنس

وهذا إسناد ضعيف لضعف الضحاك بن نبراس - وضبطه ابن حجر بفتح النون والباء.

وقال البزار: "غريب من حديث أنس لا نعلمه فيه إلا بهذا الإسناد

".

وأخرجه البزار أيضاً 1/ 21 برقم (23) من طريق عباس بن محمد الدوري. حدثنا عبيد الله بن موسى. حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أنس قال: جاء

وقال البزار: "الربيع بن أنس لا بأس به، أصله من الري، وليس هو من ولد أنس بن مالك".

نقول: هذا إسناد رجاله ثقات، غير أن ابن حبان قال في "الثقات" 4/ 228 ترجمة الربيع بن أنس:"والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أَبي جعفر عنه لأن فيها اضطراباً كثيراً".

ص: 286

116 -

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَتَى ابْنَ عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ، إنَّا نُسَافِرُ فَنَلْقَى أَقْوَاماً يَقُولُونَ لَا قَدَرَ؟

قَالَ: فَإذَا لَقِيتَ أُولئكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ. كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ أَتَاهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، نَقِيُّ الثَّوْبِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله، أَدْنُو مِنْكَ؟

قَالَ: "ادْنُهْ". فَدَنَا دَنْوَةً، قَالَ ذلِكَ مِرَاراً حَتَّى اصْطَكَتَّا رُكْبَتَاهُ بِرُكْبَتَي (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الإسْلَامُ؟.

قَالَ: "شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَاّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وَإقَامُ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْغسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا الإِيمَانُ (2)؟.

قَالَ: "الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ مِنَ الله".

(1) ساقطة من (م).

(2)

الإيمان: مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف، ومعناه والمراد منه عند إطلاقه التصديق والتحقيق، ويتعدى بالباء، واللام. فالإيمان بالله عز وجل: إثباته والاعتراف بوجوده، والإيمان لله تعالى: القبول عنه والطاعة له.

والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم إثباته والاعتراف بنبوته، والإيمان للنبي صلى الله عليه وسلم: اتباعه، وموافقته والطاعة له.

ص: 287

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا الإحْسَانُ؟.

قَالَ: "تَعْبُدُ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ تَكُنْ لَا تَرَاهُ، فَإنَّهُ يَرَاكَ".

قَالَ: فَإذَا فَعَلْتُ ذلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ؟.

قَالَ: "نَعَمْ".

قَالَ: صَدَقْتَ.

قُلْنَا: مَا رَأَيْنَا رَجُلاً أَطْيَبَ رِيحاً، وَلَا أَشَدَّ تَوْقِيراً لِلِنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَوْلِهِ لِلِنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَدَقْتَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ (مص 52) صلى الله عليه وسلم: "عَلَيَّ بِالرَّجُلِ". فَقُمْنَا (1) وُقُمْتُ أَنَا إلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ (2)، فَلَمْ نرَ شَيْئاً، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هذَا؟ ".

قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: "هذَا جِبْرِيلُ يُعَلِّمُكُمْ مَنَاسِكَ دِينِكُمْ، مَا جَاءَنِي فِي صُوْرَةٍ قَطُّ إلَاّ عَرَفْتَهُ، إلَاّ فِي هذِهِ الصُّورَةِ".

رواه الطبراني في الكبير (3)، ورجاله موثقون.

(1) ساقطة من (م).

(2)

في (م): "إلى طريق المدينة".

(3)

هو في الجزء المفقود من هذا المعجم. ولكن أخرجه أحمد 1/ 52 - 53 من طريق أَبي نعيم وأَبي أحمد، قالا: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن ابن يعمر قال: قلت لابن عمر: إنا =

ص: 288