الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسئل فضيلة الشيخ: عن قوم لا يسوون الصفوف في الصلاة ويتركون ثغرات بينهم؟
فأجاب بقوله: عدم تسوية الصفوف وترك ثغرات خطأ عظيم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسويتها والتراص فيها (1) .
427 وسئل فضيلة الشيخ: أنا إمام مسجد أشكو من عدم تسوية المصلين صفوفهم عند إقامة
الصلاة، فعندما أقول تراصوا يغضبون بل والعياذ بالله ترتفع أصواتهم في المسجد ويزعمون أن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله لم يفعل ذلك فنرجو من فضيلتكم إرشادهم ونصحهم؟
فأجاب بقوله: المشروع للإمام إذا أقيمت الصلاة أن يستقبل المأمومين بوجهه ويأمرهم بإقامة الصفوف والتراص، ودليل ذلك حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا". أخرجه البخاري ومسلم (2) . ولما رأى رجلاً بادياً صدره في الصف
(1) ولفظ الحديث: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". رواه البخاري في الأذان باب 74 إقامة الصف من تمام الصلاة (722)، وفي رواية مسلم:"من تمام الصلاة". رواه في الصلاة باب 28 تسوية الصفوف 1/324 ح124 (433) .
(2)
رواه البخاري في الأذان باب 72، إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف (719) ، ومسلم في الصلاة، باب 28 تسوية الصفوف 1/324 ح124 (433) بلفظ:"سووا صفوفكم".
قال: "عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم"(1) أي بين قلوبكم كما في رواية لأبي داود (2) فتوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يسووا صفوفهم أن يخالف الله بين قلوبهم، وقال النعمان بن بشير – رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي – يعني الصفوف – إذا قمنا للصلاة فإذا استوينا كبر. رواه أبو داود (3) ، وفي الموطأ – موطأ الإمام مالك بن أنس – أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يأمر بتسوية الصفوف فإذا جاؤوا فأخبروه أن الصفوف قد استوت كبر (4)، وكان قد وكل رجالاً بتسوية الصفوف. وقال مالك بن أبي عامر: كنت مع عثمان بن عفان فقامت الصلاة وأنا أكلمه يعني في حاجة حتى جاء رجال كان قد وكلهم بتسوية الصفوف فأخبروه أن الصفوف قد استوت فقال لي استوفي الصف ثم كبر (5) .
فهذا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل الخليفتين الراشدين عمر وعثمان – رضي الله عنهما – لا يكبرون للصلاة حتى تستوي الصفوف، وقد قال الله تعالى:(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) وإذا فرط في هذا الأمر من فرط من بعض أئمة المساجد فإن السنة أحق بالاتباع.
…
(1) رواه البخاري في الموضع السابق باب 71 تسوية الصفوف من قوله: "لتسون صفوفكم
…
" (717"، ورواه مسلم بهذا اللفظ في الموضع السابق ح128 – (436) .
(2)
رواه أبو داود في الصلاة، باب تسوية الصفوف 1/431 ح (662) ، (665) .
(3)
تقدم تخريجه 41.
(4)
رواه مالك في الصلاة، باب تسوية الصفوف 1/163 (422) و (423) .
(5)
تقدم تخريجه أعلاه.