الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محبكم محمد الصالح العثيمين إلى الأخ المكرم الشيخ.. حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد تشرفت بكتابكم الكريم المؤرخ في 29 من الشهر الماضي، وسررت بصحتكم الحمد لله على ذلك. سؤالكم عن فصل الخطاب في موضوع وضع اليدين في الصلاة حال القيام.
جوابه: فصل الخطاب هو: أن من السنة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع اليد اليمنى على اليسرى، جاء عنه ذلك في الصحيحين وغيرهما.
ولكن أين يكون محل اليدين؟
حكى في نيل الأوطار قولين:
أحدهما: تحت السرة، استناداً إلى ما رواه الإمام أحمد (1) وأبو داود عن علي – رضي الله عنه – "أن ذلك من السنة"، والحديث في إسناده مقال.
الثاني: فوق السرة إما تحت الصدر، أو فوق السرة نفسها، وفيه أثر عن علي – رضي الله عنه "أنه كان يمسك شماله بيمينه فوق السرة"(2) . ذكر صاحب نيل الأوطار أن في إسناده أبا طالوت
(1) تقدم تخريجه ص73.
(2)
رواه أبو داود في الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى ح (757) .
عبد السلام بن أبي حازم يكتب حديثه (1)، ثم ذكر بعد ذلك حديث وائل بن حجر قال:"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره"(2)، وقال: لا شيء في الباب أصح من حديث وائل المذكور.
وقد حكى الأقوال الثلاثة القرطبي في تفسيره.
وإذا تبين أن حديث وائل أصح شيء في الباب كان العمل به أولى، وقد قال الشيخ الألباني في رسالته (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص79 ط7) :"وضعهما على الصدر هو الذي ثبت في السنة، وخلافه إما ضعيف، أو لا أصل له". أهـ.
أما ما ذكره ابن القيم – رحمه الله – في البدائع عن مسائل الإمام أحمد، فلا أدري ما وجهه وقد فسر التكفير بوضع اليدين على الصدر، ولكن صاحب النهاية فسره: بأن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريباً من الركوع (3) .
وأما ما أشرتم إليه من كلام ابن القيم في أعلام الموقعين فقد راجعته في طبعتين عندي فلم أجده، ولعلي أبحث في طبعة ثالثة إن شاء الله عسى أن أظفر به.
وأما انفراد مؤمل عن سفيان برواية "وضع اليدين على الصدر" فينظر في مؤمل، فإن كان ثقة لم يضر انفراده، وإن كان غير ثقة فهو مردود، وينظر هل له طريق آخر.
…
(1) نيل الأوطار 2/188.
(2)
رواه ابن خزيمة وتقدم في ص73.
(3)
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/188.