الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة يعقوب صاحب الرسالة:
46-
ويعقوب صاحب الرسالة هو يعقوب بن زبدى الصياد، أخو يوحنا، وكان حوارياً كأخيه، ويقولون: إنه أول أسقف لكرسي أورشليم، ويقول صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية:"كان لشهرته بالطهارة يعرف بيعقوب البار، وقد أغتاظ منه رؤساء اليهود، فحكموا عليه بالموت في مجمعهم، فمات رجماً سنة 62 وكان قد كتب رسالته سنة 61م".
ترجمة يهوذا:
47-
وأما يهوذا، وهو حواري، ويقولون إنه يدعى لباوس، ولقب تداوس وهذا الاسم الذي ذكر في إنجيل متى، ولكن إنجيل برنابا يقرر أن يهوذا غير يهوذا الاسخريوطى الذي شهد على المسيح وخانه، وغير تداوس، ويقولون: إنه أخو يعقوب الصغير، وعلى هذا يكون لزبدى الصياد ثلاثة من الحواريين، ولكن متى لما ذكر يعقوب ويوحنا ذكر أمامها أنهما ولداً زبدى الصياد، ولم يذكر أمام تداوس!! وعلى أية حال فليهوذا هذا رسالة منسوبة إليه، وقد قالوا إنه مات شهيداً ببلاد العجم.
ترجمة بولس:
48-
بولس: ولننتقل الآن إلى الكلام في بولس والتعريف به، وإن لبولس هذا لشأناً في المسيحية، فهي تنسب إليه أكثر مما تنسب لأحد سواه، فرسالته هي التي شرحتها، وقد كان بنشاطه الجم، وتطوائه في الأقاليم مشرقاً ومغرباً، لا يستقر في مكان على نية الإقامة فيه، بل على قصد في الرحيل إلى غيره - أشد دعاتها، وقد تأثر المسيحيون خطاه، وتعرفوا أخباره وأقواله، ما دونه منها في رسالته، وما ألقاه في الجموع وتناقلوه، وإن لم يدونه هو وتأثروا أعماله فاحتذوا حذوه، وسلكوا مسلكه، واعتبروه القدوة الأولى، فلابد إذن من العناية بتاريخه لنتعرف أكانت منزلته في المسيحية الأولى كمنزلته في المسيحية الحاضرة، حتى يصلح أن يكون حلقة الاتصال بينهما، وناقل الأولى إلى أهل الثانية، ولنتبين إنه صادق النقل، حتى تكون الأولى والثانية شيئاً واحداً، وليستا شيئين مختلفين.
وأنا في حكاية بدايته ونهايته نعتمد على المصادر المسيحية وحدها، كسنتنا فيما أسلفنا من القول، حتى لا نتزيد عليهم، ولكي نعرض الرجل كما هو عندهم.
في سفر أعمال الرسل تفصيل لحياة بولس، وقد أخذت أعماله من ذلك السفر الشطر الأكبر. وقد جاء فيه أن مولده كان في طرسوس، وتربى في أورشليم، واسمه الأصلي شاول. وهذا نص الفقرة الثالثة من الإصحاح الثاني والعشرين حكاية عنه:"أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكة، ولكن ربيت في هذه المدينة"(أورشليم) .
ولقد جاء إنه من الفريسيين الذين يقولون أن هناك قيامة يشاركون فيها ملك المسحي في الدنيا، فقد جاء في الإصحاح الثالث والعشرين:"ولما علم بولس أن قسماً منهم صدوقيون، والآخرون فريسيون" صرح في المجمع: "أيها الرجل الأخوة، أنا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات، أنا أحاكم".
ونجد كتاب المسيحية متفقين على إنه من اليهود، ولكن جاء في سفر أعمال الرسل أيضاً ما يدل على إنه روماني، ففي آخر الإصحاح الثاني والعشرين منه ما نصه:"فلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المائة الواقف: أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مقضي عليه، فإذ سمع قائد المائة ذهب إلى الأمير وأخبره قائلاً: أنظر ما أنت مزمع أن تفعل، لأن هذا الرجل روماني. فجاء وقال له: قل لي أنت روماني؟ فقال نعم. فأجب الأمير: أما أنا فبمبلغ كبير اقتنين هذه الرعوية، فقال بولس: أما أنا فقد ولدت فيها. وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه، واختشى الأمير لما علم إنه رماني، لأنه قيده".
وهذان بلا ريب نصان متعارضان، لعل أرجحهما إنه يهودي، لأنه ذكر إنه روماني عندما رأى أن جسمه سيكوى بالسياط. فأعمل الحيلة، عساه يجد مخرجاً، فأدعى إنه روماني لينجو جلده، وقد تم له ما أراد بتلك الحيلة التي احتلها في انتسابه، وأصر عليها عندما روجع فيها.
ولكن لو اتخذنا من قرائن الأحوال دليلاً على كذب ادعائه الرومانية،
وإنه قالها خلاصاً واحتيالاً لورد مثل ذلك عندما قال إنه يهودي، لأنه كان يخاطب جمعاً يهودياً عمل للقبض عليه.
ولقد صرح في سفر الأعمال إنه قال إنه فريسي ليوقع الخلاف بين الصدوقيين والفريسيين، فقد جاء فيه عند ذكر إقراره بأنه فريسي. ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون، إلخ. فهو ما صرح بهذا التصريح إلا ليوقع الفرقة بينهم، وينجو من كيدهم بتدبير فريق منهم.
وقد تم له بعض ما أراد، فاختلفوا وجرى بينهم نزاع شديد كما دلت على ذلك الفقرات التي ذكرت من بعد في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الأعمال، وإذن فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس.
49-
ومهما يكن من أمر جنسه، فقد كان بولس هذا في صدر حياته من أشد أعداء المسيحية، وأبلغهم كيداً لها، وأكثرهم إمعاناً في أذى معتنقيها، كما يدل على ذلك ما جاء في سفر الأعمال في مواضع كثيرة منه.
ففي الإصحاح الثامن منه: "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل، وحمل رجال أتقياء استفانوس، وعملوا عليه مناحة عظيمة، وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت، ويجر رجالاً ونساء، ويسلمهم إلى السجن".
وجاء في أول الإصحاح التاسع: "أما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب فتقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناساًَ في الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم".
ويجئ في ذلك السفر أيضاً اعترافه الصريح بذلك الماضي في مواضع متعددة أيضاً.
فمنها ما جاه في الإصحاح الثاني والعشرين مخاطباً اليهود: "كنت
غيوراً لله، كما أنتم جميعكم اليوم، واضطهدت هذا الطريق، حتى الموت، مقيداً ومسلماً إلى السجون رجالاً ونساء، كما يشهد لي أيضاً رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين إذا أخذت منهم رسائل للأخوة إلى دمشق، ذهبت لأني بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا".
ولكن سفر الأعمال يقول أن ذلك الرجل الذي كاد للمسيحية هذا الكيد وآذى أهلها ذلك الإيذاء، قد انتقل من الجبت والطاغوت إلى المسيحية فجأة من غير مقدمات تقدمت ذلك الانتقال، ولا تمهيدات مهدت له.
فيقول في الإصحاح التاسع: "في ذهابه حدث أنه أقترب إلى دمشق، فبغتة أبرق حوله نور من السماء، فسقط على الأرض، وسمع صوتاً قائلاً له: شاول. شاول. لماذا تضطهدني؟ فقال: من أنت يا سيدي؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعب عليك أن ترفس مناخس، فقال وهو مرتعد متحير: يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الرب: قم وأدخل المدينة، فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل".
ودخل بولس أو شاول في المسيحية، وحاول أن يتصل بتلاميذ المسيح، ولكنهم أوجسوا منه خيفة، ولم يصدقوا إيمانه، ولكن شهد له برنابا الذي حدثناك عنه بالإيمان، وما حدث له في الطريق.
فقد جاء في الإصحاح التاسع أيضاً من السفر المذكور: "ولما جاء شاول حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين، فأخذه برنابا، وأحضره إلى الرسل، وحدثهم كيف أبصر الرب، وإنه كلمه، وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع".
ومن ذلك الوقت صار بولس القوة الفعالة، والحركة الدائبة في الدعاية للمسيحية، كما ندل على ذلك عبارات سفر الأعمال، وقد اصطحب في رحلاته برنابا، حتى اختلفا كما ذكرنا في الكلام على برنابا - فلما اختلفا افترقا، وهناك نجد حلقة مفقودة، فلم يبين لنا سفر الأعمال على من تلقى مبادئ المسيحية التي أخذ يبشر بها، والتي دونها في رسائله الأربع عشرة، والتي يضيف إليها بعض الكتاب سفر الأعمال، وينسبه إليه بدل نسبته إلى لوقا؟ لم تبين لنا الكتب المسيحية على من تلقى مبادئ