الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً:
وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً:
والعرش والكرسي حق:
ــ
لأن القضاء والقدر سر الله جل وعلا في خلقه، فلا تبحث عنه، ولا تُكلف بذلك، إنما كُلفت بالعمل والطاعة والامتثال.
أي يكون كل كلامه وكل بحثه إفكاً، يعني: كذباً وإثماً -والعياذ بالله- لأنه فعل ما لم يؤمر به، وتدخل فيما ليس من شأنه.
الله سبحانه وتعالى خلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق الكرسي، وخلق العرش، كلها مخلوقات لله عز وجل، السماوات فوق الأرض، وفوق السماوات البحر، وفوق البحر الكرسي، وفوق الكرسي العرش، فهو أعلى المخلوقات، وذلك كما جاء في الحديث:"إن السماوات السبع بالنسبة للكرسي كسبع دراهم ألقيت في ترس"، يعني: السماوات السبع وعظمها وما فيها -مقارنة بالكرسي- كسبعة دراهم ألقيت في مثل الصحن الذي يتترس به المقاتل، فما نسبة سبعة دراهم في ترس مستدير؟ نسبتها قليلة، وفي ذلك قوله تعالى:(وسع كرسيه السموات والأرض)[البقرة: 255] ، والعرش أعظم من الكرسي، فالكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ملقاة في أرض فلاة، كما جاء في الحديث، فلو ألقيت حلقة في أرض واسعة فما نسبتها إلى هذه الفلاة؟ لا شيء.
هذه مخلوقات عظيمة وواسعة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
فالعرش أعلى المخلوقات، والله سبحانه عالٍ فوق عرشه فوق مخلوقاته.
والكرسي تحت العرش، وجاء في الأثر أنه موضع القدمين، فالكرسي مخلوق، وليس المقصود به العلم، كما نسب ذلك لابن عباس رضي الله عنه، أنه قال في قوله:(وسع كرسيه) أي: علمه، أي: وسع علمه السماوات والأرض. المعنى صحيح، ولكن ليس هذا المقصود من الآية، فالكرسي مخلوق، والعلم صفة من صفات الله عز وجل ليست من مخلوقاته، فيجب الإيمان بالعرش وبالكرسي، هذا حق على حقيقته، وليس العرش كما يقوله الأشاعرة -ومن نحا نحوهم- إن العرش هو الملك، فيقولون في قوله تعالى:(استوى على العرش)[الأعراف: 54]، أي: استولى على الملك، وهذا ضلال، فالعرش مخلوق:(وكان عرشه على الماء)[هود: 7] ، فالعرش تحته الكرسي، والكرسي تحته السماوات، والأرض تحت السموات. في الحديث: "فإذا سألتم