الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نُقَنِّطُهُم:
والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام:
ــ
المعينين، أما بالنسبة إلى العموم فنعتقد أن الكافرين في النار، وأن المؤمنين في الجنة.
أما على وجه الخصوص فلا نحكم لأحد إلا بالدليل، لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. هذه عقيدة المسلمين.
نستغفر للمسيء؛ لأنه أخونا، وندعو له بالتوبة والتوفيق؛ وإن كان مذنباً، وهذا حق الإيمان علينا (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد: 19] .
ولا نُقنّطُ المذنب من رحمة الله كما تقوله الخوارج والمعتزلة، لا نقنطه من رحمة الله، بل هو معرض للوعيد وتحت المشيئة، وإن تاب تاب الله عليه عز وجل:(إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون)[يوسف: 87](ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)[الحجر: 56](ياعبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)[الزمر: 53] .
والوعيدية الذين هم الخوارج ومن سار في ركابهم، هم الذين يُقنّطون الناس من رحمة الله، ويخرجونهم من الملة بذنوبهم، وإن كانت دون الشرك.
من أصول العقيدة الإسلامية: الخوف والرجاء، وهما من أعظم أصول العقيدة، والخوف والرجاء لابد من الجمع بينهما، لا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يكفي الاقتصار على واحد منهما فقط، كما قال تعالى في وصف أنبيائه:(إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً)[الأنبياء: 90] .
رغباً: هذا هو الرجاء، ورهباً: هذا هو الخوف، وقال سبحانه وتعالى:(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً)[الإسراء: 57] فهم يجمعون بين الخوف والرجاء.
وقال جل وعلا: (أمن هو قانت ءانآء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه)[الزمر: 9] . ولابد معهما من المحبة لله، فلابد من هذه الأمور الثلاثة: المحبة لله، والخوف منه سبحانه وتعالى، والرجاء لفضله.
فمن اقتصر على المحبة فقط فهو صوفي، فالصوفية يعبدون الله عز وجل بالمحبة، ولا يخافون ولا يرجون، يقول قائلهم؛ أنا لا أعبده طمعاً في جنته، ولا خوفاً من ناره، وإنما أعبده للمحبة فقط، وهذا ضلال والعياذ بالله.
ومن عبد الله بالخوف فقط فهو من الخوارج؛ لأن الخوارج أخذوا جانب الخوف والوعيد فقط، فكفروا بالمعاصي.
ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو من المرجئة، الذين أخذوا