الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات
.
والمعراج حق، وقد أُسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
ــ
المخلوقين وأعضاء المخلوقين وأدوات المخلوقين، فنعم، الله منزه عن ذلك؛ لأنه لا يشبهه أحد من خلقه، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته.
الحاصل: أن هذه الألفاظ التي ساقها المصنف فيها إجمال ولكن يحمل كلامه على الحق؛ لأنه -رحمه الله تعالى- من أهل السنة والجماعة، ولأنه من أئمة المحدثين، فلا يمكن أن يقصد المعاني السيئة، ولكنه يقصد المعاني الصحيحة، وليته فصّل ذلك وبيّنه ولم يجمل هذا الإجمال.
نقول: هذا فيه إجمال، إن أُريد الجهات المخلوقة، فالله منزّه عن ذلك، لا يحويه شيء من مخلوقاته، وإن أُريد جهة العلو وأنه فوق المخلوقات كلها، فهذا حق ونفيه باطل، ولعل قصد المؤلف بالجهات الست، أي: الجهات المخلوقة؛ لا جهة العلو لأنه مثبت للعلو رحمه الله، ومثبت للاستواء.
معنى الإسراء هو السير ليلاً، فقد أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة.
أسرى به جبريل بأمر من الله تعالى قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا)[الإسراء: 1] ..
وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام؛ لأن هذه المسافة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كانت تقطع في شهر أو أكثر، وقطعها النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة.
وأما المعراج: فهو آله الصعود وعرج، يعني صعد (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج: 4] . يعني: تصعد، فالعروج معناه: الصعود، والمعراج آلة الصعود التي يصعد بها.
وكلاهما ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم (1) .
فالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأما المعراج فمن الأرض إلى السماء، وكل هذا حصل في ليلة واحدة، أُسري به إلى بيت المقدس وصلى فيه بالأنبياء، ثم عرج به إلى السماء وجاوز السبع الطباق، وأراه الله من آياته ما أراه من آياته الكبرى، ثم نزل إلى الأرض، ثم جاء به جبريل إلى المكان الذي أُسري به منه في ليلة واحدة.
فالإسراء مذكور في سورة الإسراء، والمعراج مذكور في سورة النجم (والنجم إذا هوى*ما ضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى* علمه شديد القوى) [النجم: 1، 5] يعني: جبريل (ذو مرة فاستوى*وهو بالأفق الأعلى)[النجم: 6، 7]
(1) حديث الإسراء والمعراج أخرجه البخاري رقم (3207، 7517) ومسلم رقم (162) .