الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق:
ــ
موقنون بقلوبهم ومصدقون، يصدقون النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن منعهم الكبر والحسد من اتباعه صلى الله عليه وسلم.
واليهود يعترفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، ولكن الحسد والكبر:(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)[البقرة: 146]، وقال في المشركين:(قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)[الأنعام: 33] ، فمعنى (لا يكذبونك) أي أنهم يصدقونك.
وأبو طالب يقول:
ولقد علمت أن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبةٍ *** لرأيتني سمحاً بذاك مبينا
هذا كلام طيب، كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق، بخلاف من يقولون: إن ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى متواتر وآحاد، فلا يأخذون إلا بالمتواتر، ويقولون: أحاديث الآحاد تفيد العلم، ولا تفيد اليقين، ولا يستدل بها في العقيدة، وهذا باطل، فكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم -متواتراً أو آحاداً، فإنه يفيد العلم،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وتبنى عليه العقيدة؛ لأنه صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه
…
) [الحشر: 7] .
فإذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث عمل به في كل شيء، بشرط أن يكون قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهناك طوائف الآن يشككون في السنة؛ منهم من يقول: لا يجوز العمل بالسنة مطلقاً، ويكفي العمل بالقرآن فقط (1)، وهناك من يقول: يؤخذ من السنة المتواتر فقط، وكلا الطائفتين ضال.
فالواجب على المسلم أن يعتقد أن كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1) فعن المقدام بن معدي كرب الكندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعان على أريكته، يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.... ".
…
أخرجه أحمد 4/130 وأبو داود (رقم 3804، 4604) .
…
وأخرجه أحمد بلفظ قريب 4/132 والترمذي (رقم2664) وابن ماجه (رقم3193) والدارمي (رقم592) .