الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتفاضل بينهم بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى:
والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن:
ــ
ثلاث طوائف، فمنها الظالم لنفسه، ومنها المقتصد، ومنها السابق بالخيرات، فدل على أن الإيمان متفاضل.
هذا لا يكفي لأن معناه إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان، وأنه إذا صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان، والناس لا يتفاضلون في ذلك. وهذا خطأ كبير؛ لأن التفاضل يحصل بما ذكره وبالأعمال الصالحة.
هذا حق، فالمؤمنون كلهم أولياء الله، يعني: أحبابه، فالله يحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب المحسنين ويحب التوابين ويحب المتطهرين، كما أنه يبغض الكافرين ويبغض الفاسقين، فالله يحب ويبغض على الأعمال.
فكل مؤمن يكون ولياً لله، وتتفاضل الولاية، بعضهم أفضل من بعض، قال جل وعلا:(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون)[يونس: 62، 63] فمن الناس من ولايته مع الله تامة، ومنهم من ولايته مع الله ناقصة، ومنهم من هو عدو لله بعيد عن الله سبحانه وتعالى.
فكل من فيه إيمان وتقوى فهو ولي الله، ولكن الولاية تتفاضل
والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
ــ
بحسب الأعمال، فمنهم من ولايته كاملة، ومنهم من هو ولي من وجه، وهو المؤمن الفاسق، ولي لله بطاعته، عدو لله بمعصيته ومخالفته.
ومنهم من هو عدو خالص كالكافر والمشرك.
هذا هو الحق، أما من يرى أنه ليس لله ولي إلا من بُنيَ على قبره مشهد أو ضريح، والذي ليس عليه ضريح هذا فليس بولي؟ كما عند القبوريين! فهذا باطل.
تعريف الإيمان هو كما سبق: قول باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان (1)، وأما ما ذكره المصنف هنا فهي أركانه كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل "قال: أخبرني عن الإيمان، قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" (2) .
(1) فقد أخرج البخاري في كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، وقول الله تعالى:(وزدناهم هدى)(ويزداد الذين آمنوا إيماناً) وقال: (اليوم أكملت لكم دينكم) فإذا ترك شيئاً من الكمال فهو ناقص.
(2)
أخرجه البخاري (رقم50) ومسلم رقم (10) .