الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإيمان واحد. وأهله فيه سواء:
ــ
فهو حق، والرسول صلى الله عليه وسلم عمل بخبر الواحد في وقائع كثيرة؛ رؤية الهلال؛ جاءه ابن عمر وأخبره بأنه رأى الهلال فأمر الناس بالصيام، وجاءه أعرابي وأخبره أنه رأى الهلال فقال له:"أتشهد أن لا إله إلا الله؟ أتشهد أن محمداً رسول الله؟ " قال: نعم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالصيام (1) ، وهو خبر واحد.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل رسله آحاداً، وما كان يرسل جماعات، والمرسل إليهم يعملون بما بلغهم المندوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا غلط؛ لأن الإيمان ليس واحداً، وليس أهله سواء، بل الإيمان يتفاضل، ويزيد وينقص، إلا عند المرجئة.
والتصديق بالقلب ليس الناس فيه سواءً، فليس إيمان أبي بكر الصديق كإيمان الفاسق من المسلمين؛ لأن الفاسق من المسلمين إيمانه ضعيف جداً، وإيمان أبي بكر الصديق يعدل إيمان الأمة
(1) أخرجه الترمذي (رقم691) وأبو داود (رقم2340) وابن ماجه (رقم1652) وابن خزيمة (رقم1923) وابن حبان (رقم 870) والحاكم (1/424) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كلها (1) ، فليس الناس في أصله سواءً. هذا من ناحية أصله.
كذلك من ناحية العمل، الناس يتفاضلون في العمل، منهم كما قال الله عز وجل:(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه)[فاطر: 32] هذا العاصي الذي معصيته دون الشرك، فإنه ظالم لنفسه؛ لأنه معرض نفس للخطر (ومنهم مقتصد) وهو الذي يعمل الواجبات ويتجنب المحرمات.
(ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)[فاطر: 32] وهذا هو الذي يعمل الواجبات والمستحبات، ويترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات من باب الاحتياط. فالأمة ليست سواء، فصارت
(1) فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيِّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه. أخرجه البخاري (رقم3655) وبلفظ آخر فيه: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم (رقم3698) .
…
وعن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان. قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. أخرجه البخاري (رقم 3671) .