الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين:
ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر وصار من أهل الحين:
والله يغضب ويرضى، لا كأحد من الورى:
ــ
وإنما هو سبحانه يدبر الأمر بمفرده، ويجريه على حكمته سبحانه وتعالى.
الله جل وعلا هو الغني الحميد، والخلق كلهم فقراء إلى الله، وما أحد منهم يمكن أن يستغني عن الله.
قال تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)[فاطر: 15] . فلا أحد يمكن أن يستغني عن الله، ولو كان عنده ملك الدنيا، فالملوك فقراء إلى الله، وكذلك الأغنياء، فلا أحد يستغني عن الله، لا الملائكة المقربون ولا من دونهم من الخلق.
من زعم أنه في غنىً عن الله، وأنه مستغن عن الله، فقد كفر وخرج من الملة، فالواجب على العبد أن يظهر لله ضعفه، ولا يعجبه ما هو فيه من القوة والصحة والغنى؛ لأن الأمور بيد الله عز وجل، فلا يمكن الاستغناء عن الله عز وجل.
من صفات الله عز وجل الفعلية: أنه يغضب ويرضى، قال سبحانه:(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)[التوبة: 100] فالله يرضى عن عباده، قال تعالى:(ورضوان من الله أكبر)[التوبة: 72] ،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)[الفتح: 18]، وهو كذلك يغضب سبحانه وتعالى:(قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه)[المائدة: 60] فالله يغضب على من عصاه ويمقته، والمقت هو أشد البغض، قال تعالى:(ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)[النساء: 93] .
والمخلوق يغضب ويرضى، ولا مشابهة بين غضب ورضا المخلوق وغضب ورضا الخالق، رضا الله وغضبه يليقان به سبحانه، ورضا وغضب المخلوق يليقان به كسائر الصفات (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11] ، ليس له مثل في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته، وإن كانت له أسماء وصفات، وللمخلوق أسماء وصفات، فلا تشابه.
وهذا مذهب أهل السنة ولجماعة، يثبتون الرضا والغضب لله عز وجل وغير ذلك من الصفات، وإن كان جنس هذه الصفات موجوداً في المخلوقين، لكن مع الفارق (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11] كذلك المخلوق سميع بصير، وقال الله عن نفسه:(وهو السميع البصير) وقال في أول الآية: (ليس كمثله شيء) فدل على أن هناك فرقاً بين صفات الخالق