المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة: - التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

[صالح الفوزان]

فهرس الكتاب

- ‌قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي -بمصر- رحمه الله:هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم

- ‌نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحدٌ لا شريك له

- ‌ولا شيء مثله:

- ‌ولا شيء يعجزه:

- ‌ولا إله غيره:

- ‌قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء:

- ‌لا يفنى ولا يبيد:

- ‌ولا يكون إلا ما يريد:

- ‌لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام:

- ‌ولا يشبه الأنام:

- ‌حي لا يموت:

- ‌قيوم لا ينام:

- ‌خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة:

- ‌مميت بلا مخافة:

- ‌باعث بلا مشقة:

- ‌ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه:

- ‌لم يزدد بكونهم شيئاً، لم يكن قبلهم من صفته:

- ‌وكما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبدياً:

- ‌ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم (الخالق)

- ‌ولا بإحداث البرية استفاد اسم (الباري) :

- ‌له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق:

- ‌وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم:

- ‌ذلك بأنه على كل شيء قدير:

- ‌وكل شيء إليه فقير:

- ‌وكل أمر عليه يسير:

- ‌لا يحتاج إلى شيء:

- ‌(ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير) :

- ‌خلق الخلق بعلمه:

- ‌وقدر لهم أقداراً:

- ‌وضرب لهم آجالاً:

- ‌ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم:

- ‌وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم:

- ‌وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته:

- ‌وكل شيء يجري بتقديره:

- ‌يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلاً، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلاً:

- ‌وكلهم يتقلبون في مشيئة بين فضله وعدله:

- ‌وهو متعال عن الأضداد والأنداد:

- ‌لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره:

- ‌آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده:

- ‌وأن محمداً عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله:

- ‌وأنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين:

- ‌وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى:

- ‌وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى، وبالنور والضياء:

- ‌وأن القرآن كلام الله:

- ‌منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً:

- ‌وصدّقه المؤمنون على ذلك حقاً:

- ‌وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة:

- ‌ليس بمخلوق ككلام البرية:

- ‌فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر:

- ‌وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) [المدثر: 26]

- ‌فلما أوعد الله بسقر لمن قال: (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر:

- ‌ولا يشبه قول البشر:

- ‌ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر:

- ‌فمن أبصر هذا اعتبر:

- ‌وعن مثل قول الكفار انزجر:

- ‌وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر

- ‌والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية:

- ‌كما نطق به كتاب ربنا: (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) :

- ‌وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعلمه:

- ‌وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو كما قال:

- ‌ومعناه على ما أراد:

- ‌لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا:

- ‌فإنه ما سَلِمَ في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

- ‌ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه:

- ‌ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام:

- ‌فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق التكذيب، والإقرار والإنكار:

- ‌موسوساً تائهاً شاكاً، لا مؤمناً مصدقاً، ولا جاحداً مكذباً:

- ‌ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم:

- ‌إذا كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يُضاف إلى الربوبية بترك التأويل ولزوم التسليم:

- ‌وعليه دين المسلمين:

- ‌ومن لم يتوق النفي والتشبيه، زل ولم يصب التنزيه:

- ‌فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية:

- ‌منعوت بنعوت الفردانية. ليس في معناه أحد من البرية:

- ‌وتعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات:

- ‌لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات

- ‌والمعراج حق، وقد أُسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

- ‌وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء:

- ‌ثم إلى حيث شاء الله من العلا. وأكرمه الله بما شاء:

- ‌وأوحى إليه ما أوحى (ما كذب الفؤاد ما رأى) :

- ‌فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى:

- ‌والحوض الذي أكرمه الله تعالى به -غياثاً لأمته- حق:

- ‌والشفاعة التي ادخرها لهم حق، كما رُوي في الأخبار:

- ‌والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق:

- ‌وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، فلا يزداد في ذلك العدد، ولا ينقص منه:

- ‌وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه:

- ‌وكلٌ ميسرٌ لما خُلق له:

- ‌والأعمال بالخواتيم:

- ‌والسعيد من سعد بقضاء الله، والشقي من شقي بقضاء الله:

- ‌وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه:

- ‌لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل:

- ‌والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلّم الحرمان، ودرجة الطغيان:

- ‌فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة:

- ‌فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه:

- ‌ونهاهم عن مرامه:

- ‌كما قال تعالى في كتابه: (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) :

- ‌فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد رد حكم الكتاب:

- ‌ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين:

- ‌فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منّور قلبه من أولياء الله تعالى:

- ‌وهي درجة الراسخين في العلم:

- ‌لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود:

- ‌فإنكار العلم الموجود كفرٌ، وادعاء العلم المفقود كفرٌ:

- ‌ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود:

- ‌ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رُقم:

- ‌فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن، ليجعلوه غير كائن- لم يقدروا عليه. ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه، ليجعلوه كائناً-لم يقدروا عليه:

- ‌جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه:

- ‌وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه:

- ‌فقدّر ذلك تقديراً محكماً مبرماً:

- ‌ليس فيه ناقض، ولا معقّب، ولا مزيل، ولا مغير، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه:

- ‌وذلك من عُقد الإيمان، وأصول المعرفة:

- ‌فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً:

- ‌وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً:

- ‌لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً:

- ‌وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً:

- ‌والعرش والكرسي حق:

- ‌وهو مستغن عن العرش وما دونه:

- ‌محيط بكل شيء وفوقه:

- ‌وقد أعجز عن الإحاطة خلقه:

- ‌ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً:

- ‌ونؤمن بالملائكة والنبيين:

- ‌والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين:

- ‌ونسمّي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين:

- ‌ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدّقين:

- ‌ولا نخوض في الله، ولا نماري في دين الله:

- ‌ولا نجادل في القرآن، ونشهد أنه كلام رب العالمين:

- ‌نزل به الروح الأمين، فعلّمه سيد المرسلين محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

- ‌وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين:

- ‌ولا نقول بخلقه، ولا نخالف جماعة المسلمين:

- ‌ولا نكفَّر أحداً من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله:

- ‌ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله:

- ‌ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة:

- ‌ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نُقَنِّطُهُم:

- ‌والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام:

- ‌وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة:

- ‌ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه:

- ‌والإيمان: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان:

- ‌وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق:

- ‌والإيمان واحد. وأهله فيه سواء:

- ‌والتفاضل بينهم بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى:

- ‌والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن:

- ‌ونحن مؤمنون بذلك كله:

- ‌لا نفرق بين أحد من رسله، ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به:

- ‌وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون:

- ‌ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته:

- ‌ثم يبعثهم إلى جنته:

- ‌اللهم يا وليّ الإسلام وأهله، ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به:

- ‌ونرى الصلاة خلف كل برٍّ وفاجرٍ من أهل القبلة، وعلى من مات منهم:

- ‌ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً:

- ‌ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك:

- ‌ونذر سرائرهم إلى الله تعالى:

- ‌ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا:

- ‌وإن جاروا:

- ‌ولا ندعو عليهم:

- ‌ولا ننزع يداً من طاعتهم:

- ‌ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية:

- ‌وندعو لهم بالصلاح والمعافاة:

- ‌ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة:

- ‌ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة:

- ‌ونقول: الله أعلم، فيما اشتبه علينا علمه:

- ‌ونرى المسح على الخفين، في السفر والحضر، كما جاء في الأثر:

- ‌والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين: برهم وفاجرهم، إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما:

- ‌ونؤمن بالكرام الكاتبين، فإن الله قد جعلهم علينا حافظين:

- ‌ونؤمن بملك الموت، الموكل بقبض أرواح العالمين:

- ‌والقبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران:

- ‌ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة، والعرض والحساب، وقراءة الكتاب، والثواب والعقاب، والصراط والميزان:

- ‌والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان:

- ‌وأن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً:

- ‌فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه. ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه:

- ‌وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خُلق له:

- ‌والخير والشر مقدران على العباد:

- ‌وأفعال العباد خلق الله، وكسب من العباد:

- ‌ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون:

- ‌ولا يطيقون إلا ما كلفهم:

- ‌وهو تفسير: "لا حول ولا قوة إلا بالله". نقول: لا حيلة لأحد، ولا حركة لأحد ولا تحوّل لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله:

- ‌وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره:

- ‌غلبت مشيئته المشيئات كلها:

- ‌وغلب وقضاؤه الحيل كلها:

- ‌يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبداً، تقدّس عن كل سوءٍ وحين، وتنزه عن كل عيب وشين

- ‌(لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) :

- ‌وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات:

- ‌والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات:

- ‌ويملك كل شيء، ولا يملكه شيء:

- ‌ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين:

- ‌ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر وصار من أهل الحين:

- ‌والله يغضب ويرضى، لا كأحد من الورى:

- ‌ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

- ‌ولا نفرط في حب أحد منهم:

- ‌ولا نتبرأ من أحد منهم:

- ‌ونبغض من يبغضهم:

- ‌وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير:

- ‌وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان:

- ‌وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة، على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقوله الحق، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح وهو أمين هذه

- ‌ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرّيّاته المقدسين من كل رجس؛ فقد برئ من النفاق

- ‌وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين -أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر -لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل:

- ‌ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء:

- ‌ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم:

- ‌ونؤمن بأشراط الساعة: من خروج الدجال:

- ‌ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء:

- ‌ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها:

- ‌وخروج دابة الأرض من موضعها:

- ‌ولا نصدق كاهناً ولا عرّافاً:

- ‌ولا من يدعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة:

- ‌ونرى الجماعة حقاً وصواباً، والفرقة زيغاً وعذاباً:

- ‌ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام:

- ‌قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) . وقال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً) :

- ‌وهو بين الغلو والتقصير:

- ‌وبين التشبيه والتعطيل:

- ‌وبين الجبر والقدر:

- ‌وبين الأمن والإياس:

- ‌فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً. ونحن براء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه:

- ‌ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويختم لنا به:

- ‌ويعصمنا من الأهواء المختلفة، والآراء المتفرقة:

- ‌والمذاهب الردية:

- ‌مثل المشبهة:

- ‌والمعتزلة:

- ‌والجهمية والجبرية:

- ‌والقدرية‌‌‌‌وغيرهم، من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة:

- ‌‌‌وغيرهم، من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة:

- ‌وغيرهم، من الذين خالفوا السنة والجماعة، وحالفوا الضلالة:

- ‌ونحن منهم براء، وهم عندنا ضلال وأرديا. وبالله العصمة والتوفيق:

الفصل: ‌ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة:

‌ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة:

ــ

"إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة"(1) ، حتى الحديث إن ورد عن طريق وسند صحيح، لكن فيه مخالفة لما هو أصح منه؛ فيسمى حديثاً شاذاً عند المحدثين.

فيجب التثبت في هذه الأمور، ولا ننبش في أقوال وأفعال مهجورة ونؤلف فيها ونشوش على الناس أمور دينهم، والشذوذ: مخالفة ما عليه جماعة المسلمين، والخلاف ضد الاتفاق، والفرقة ضد الاجتماع، والشذوذ ضد الائتلاف، أما أن نبحث عن الشاذ، فهذا تضليل للأئمة وتجهيل لهم، وهل أنت أوتيت علماً أكثر من علمهم، وخصصت بعلم لم يصلوا إليه؟ وما آل إليه بعض الناس من هذه الأمور في العصور المتأخرة التي يفشو فيها الجهل، وأغلب ما يصدر ذلك عن واحد متعالم وليس بعالم، ولم يدرس العقيدة الصحيحة والفقه، إنما تفقه على نفسه وصار يضيف إلى دين الله ما ليس منه، وهذه مصيبة، فالعلم ليس بفوضى، إنه يحتاج إلى ضوابط وفقه ودراية.

المحبة عمل قلبي، والمحبة على قسمين:

أولاً: محبة طبيعية، كمحبة الإنسان لأهله وزوجته وأولاده، ومحبته لأصدقائه، ومحبته للأكل والشرب، فهذه المحبة لا تدخل

(1) أخرجه الترمذي (رقم2172) .

ص: 177

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في أمر العبادة.

ثانياً: محبة دينية، وهذه على نوعين:

النوع الأول: محبة الله سبحانه وتعالى، وهي أعظم أنواع العبادة، يقول ابن القيم:

وعبادة الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر *** ما دار حتى قامت القطبان

عبادة الرحمن غاية حبه، أي: منتهى حبه، وتدور عليها أمور العبادات كلها، فهي نوع عظيم من أنواع العبادة، لا يجوز أن يُحب أحد مع الله (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله) [البقرة: 165] هذا شرك في المحبة، التي هي أعظم أنواع العبادة، ولذلك قال:(والذين آمنوا أشد حباً لله)[البقرة: 165] فالمؤمنون لا يحبون إلا الله، ومحبتهم أشد من محبة أهل الأصنام لأصنامهم؛ لأن محبة الله لا تنقطع في الدنيا ولا في الآخرة، أما محبة غيره من المعبودين فتنقطع في الآخرة، وتحصل العداوة بين من عبد من دون الله ومن عبده (وإذا حُشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين) [الأحقاف: 6] ، (إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة والدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار) [العنكبوت: 25] .

ص: 178

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

النوع الثاني: المحبة في الله ولأجل الله، وذلك بأن تحب ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص، وتحب أهل الإيمان والتقوى، (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة: 222] ، (إن الله يحب المحسنين) [البقر: 195] ، فأنت تحبهم؛ لأن الله يحبهم، وفي مقدمة هؤلاء: الملائكة، والأنبياء والرسل، والأولياء والصالحون، وجميع المؤمنين.

وهذه تسمى المحبة في الله، وهي أوثق عرى الإيمان، كما جاء في الحديث:"أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله"(1)، وقال عليه الصلاة والسلام:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان" ذكر منها: "أن يحب المرء لا يحبه إلا لله"(2) .

فتحب أولياء الله لأن الله يحبهم، وتبغض أعداء الله لأن الله يبغضهم، فيكون الحب والبغض من أجل الله، وليس طمعاً في الدنيا، فلا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يحب في الله ويبغض في الله، ويوالي ويعادي الله.

(1) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (11/215رقم11537) .

(2)

أخرجه البخاري (رقم16) ومسلم (رقم43) .

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً".

وهذه المحبة تبقى في الدنيا والآخرة، وأما محبة الدنيا فتنقطع، وتكون عداوة في الآخرة (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف: 67] .

وتبغض الشخص من أجل الله، وليس من أجل أنه أساء إليك؛ بل تبغضه؛ لأنه عدو لله، وهذه ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام: الحب والبغض في الله، (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) [الممتحنة: 4] .

ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه"(1) فالحب في الله والبغض في الله أمره عظيم؛ لأنه فرقان بين الحق والباطل (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً)[الأنفال: 29] ، فالمؤمن يكون عنده فرقان، يفرق بين هذا وهذا.

(1) أخرجه البخاري (رقم660) ومسلم (رقم1031) .

ص: 180

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد ذكر العلماء أن الناس في المحبة على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: منهم من يحب محبة خالصة ليس معها بغضاء، وهم الملائكة والرسل عليه الصلاة والسلام، وخُلّص المؤمنين كالصحابة (ربنا اغفر لنا ولإخوننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) [الحشر: 10] وكذلك السلف الصالح وأهل السنة والجماعة؛ لصفاء ما هم عليه من العقيدة وما هم عليه من الحق؛ لطاعتهم لله ورسوله.

القسم الثاني: من يبغض بغضاً خالصاً ليس معه محبة، وهم الكفار، أعداء الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) [الممتحنة: 1] أي: أحباء تحبونهم وتوالونهم وتناصرونهم، وتدافعون عنهم، بل الواجب التبرؤ منهم؛ لأنهم أعداء الله (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أوأبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار) [المجادلة: 22] والمقصود بالروح هنا: قوة الإيمان.

ص: 181