الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن روائع الأدب مع المعلم ما يلي:
أولًا:
الأدب في مخاطبته:
إِنَّ من التوقير الجميل، ومن الأدب الرفيع أن يراعي الطالب الأدب في خطابه لشيخه ومعلمه؛ فلا يناديه باسمه المجرد، بل عليه أن يخاطبه بخطاب التوقير والتقدير والاحترام، فيقول له: يا شيخنا، أو يا شيخي، وإذا كان لا يليق للولد أن يقول لوالده ذي الأبوة الطينية:(يا فلان) أو: (يا والدي فلان)، فكذلك لا يليق به أن يخاطب بذلك الخطاب شيخه الذي علمه ورباه وأدبه
(1)
، والأصل في ذلك قول الله تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور:63].
ومعنى الآية الكريمة: «لا تدعوا محمدًا باسمه صلى الله عليه وسلم، كدعاء بعضكم بعضًا، ولكن وقروه وعظموه، وقولوا: يا رسول الله، ويا نبي الله، ويا أبا القاسم.
وفي الآية بيان توقير معلم الخير؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معلم الخير، فأمر الله عز وجل بتوقيره وتعظيمه، وفيه معرفة حق الأستاذ، وفيه معرفة أهل الفضل»
(2)
.
والنهي في قوله: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور:63]، على سبيل التحريم في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى سبيل خلاف الأولى في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العلم وسائر المعلمين.
(1)
ينظر: حلية طالب العلم ص (162)، وموسوعة الأخلاق للخراز ص (327).
(2)
بحر العلوم (2/ 527).