الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عطاء بن أبي رباح قال: «{يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان:63] قال: حلماء علماء»
(1)
.
وقديمًا قيل: «وما أُضيف شيءٌ إلى شيءٍ مثل حلمٍ إلى علمٍ»
(2)
.
سادسًا:
ألا يضع نفسه في موقف يُذل فيه العلم وأهله:
طالب العلم قدوة للناس، ينبغي أن يكون في صورةٍ مشرقةٍ، فهو سفير العلم والعلماء، يعكس صورتهم، ويترك انطباعًا حسنًا عنهم؛ ولذلك عليه أن يبتعد عن كل ما يخدش هذه الصورة الجميلة، ويطعن في هذه الرؤية سواءً كان ذلك من ناحية جوهره أو مظهره، أو كلامه أو أفعاله، فمن ذلك:
أولًا: الحرص على اللباس المناسب:
وقد كان السلف يهتمون باللباس وجمال المظهر.
قال يحيى بن محمد الشهيد رحمه الله: «ما رأيتُ محدثًا أورع من يحيى بن يحيى، ولا أحسن لباسًا منه»
(3)
.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أَجِدِ
(4)
الثِّيَابَ إِذَا اكْتَسَيْتَ فَإِنَّهَا
…
زَيْنُ الرِّجَالِ بِهَا تُعَزُّ وَتُكْرَمُ
(1)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الحلم ص (26) رقم (11).
(2)
أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق (1/ 470) رقم (1336)، وابن أبي الدنيا في الحلم ص (28) رقم (14)، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 94) رقم (42).
(3)
أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 381) رقم (880).
(4)
أَجَدِ: فعل أمر من الفعل (جَدَّ)، (يَجِدُّ) إذا صار جديدًا. والجديد: صفة، والمصدر: الْجِدَة، والجمع: أَجِدَّةٌ، وجُدُدٌ، وجُدَدٌ. ينظر: لسان العرب (3/ 111)، والمصباح المنير (1/ 92).
وَدَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَحَوُّبًا
…
فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُجِنُّ وَتَكْتُمُ
فَرَثَاثُ ثَوْبِكَ لَا يَزِيدُكَ زُلْفَةً
…
عِنْدَ الإِلَهِ وَأَنْتَ عَبْدٌ مُجْرِمُ
وَبَهَاءُ ثَوْبِكَ لَا يَضُرُّكُ بَعْدَ أَنْ
…
تَخْشَى الإِلَهَ وَتَتَّقِي مَا يَحْرُمُ
(1)
كما يستحب لطالب العلم أن يعتني بنفسه من حيث النظافة والاغتسال والتطيب وإزالة الروائح الكريهة.
قال النووي -وهو يتحدث عن آداب طالب العلم إذا دخل مجالس العلم-: «وأن يدخل كامل الهيبة، فارغ القلب من الشواغل، متطهرًا متنظفًا بسواكٍ وقصِّ شاربٍ وظفرٍ وإزالةِ كريهِ رائحةٍ»
(2)
.
سابعًا: البعد عن مجالس اللغو واللغط:
إن مجالس طالب العلم التي يشهدها ويكتسب علمًا وأجرًا بحضورها هي مجالس العلم والتفقه والأدب، فهو ينأى بنفسه عن مجالس الباطل واللهو، التي يكثر فيها القيل والقال والغيبة والنميمة، والفحش والفجور والقصص الماجنة، والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم، بل قد يكون فيها الكفر الصراح والعياذ بالله تعالى.
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان:72].
ومعنى الآية: «أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في
(1)
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 382).
(2)
المجموع شرح المهذب (1/ 36).